تفسير سورة الشورى

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة الشورى من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الشورى مكية وآياتها ثلاث وخمسون

تفسير الألفاظ :
﴿ حم عسق ﴾ انظر ما قلناه في الأحرف المبدوءة بها سورة حم صفحة ٦١٧.

تفسير المعاني :

حم عسق.
تفسير الألفاظ :
﴿ كذلك يوحى إليك.. الآية ﴾ أي مثل ما في هذه السورة من الآيات، أو مثل إيحائها أوحى الله إليك وإلى الرسل الذين سبقوك.
تفسير المعاني :
مثل هذه الآيات يوحي الله إليك، وأوحى إلى الذين من قبلك من الرسل، إنه عزيز حكيم.
تفسير المعاني :
كل ما في السماوات والأرض ملكه يتصرف فيه كيف يشاء وهو العلي العظيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ يتفطرن ﴾ أي يتشققن من عظمة الله. ﴿ من فوقهن ﴾ أي جهتهن الفوقانية. ﴿ يسبحون ﴾ أي ينزهون الله عن النقص.
تفسير المعاني :
تكاد السماوات على ضخامتها وجلالها تتشقق من جهتها العلوية فما ظنك بجهتها السفلية وهي أولى بالتشقق وذلك هيبة من عظمته وعزته ! والملائكة ينزهونه عن النقص ويستغفرون لأهل الأرض، ألا إن الله هو الغفور للذنوب الرحيم بعباده، فما من مخلوق إلا وهو مغمور في فيض رحمته.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولياء ﴾ أي نصراء، والمراد هنا بأولياء شركاء لله. ﴿ حفيظ عليهم ﴾ أي حافظ عليهم أعمالهم ومحاسبهم عليها. ﴿ بوكيل ﴾ أي بموكول إليك أمرهم.
تفسير المعاني :
والذين اتخذوا لهم من دونه شركاء وجعلوا له من خيالهم أو من خلقه أندادا، الله حافظ عليهم أعمالهم ومحيصا لهم، ليحاسبهم عليها يوم القيامة، وما أنت عليهم يا محمد بوكيل، أي ليس أمرهم بموكول إليك، ولا أنت بمسئول عمن آمن وعمن لم يؤمن فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
تفسير الألفاظ :
﴿ أم القرى ﴾ هي مكة، وسميت بهذا الاسم لأنها بمثابة الأم وسائر القرى عيال عليها.
تفسير المعاني :
وكذلك أوحينا إليك قرآنا بلغة عربية لتنذر أهل مكة ومن حولها من العرب وتخوفهم عاقبة تغافلهم عن يوم القيامة الذي تجتمع فيه الخلائق للحساب ثم تفترق إلى فريقين : أحدهما إلى الجنة والآخر في السعير.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوم الجمع ﴾ هو يوم القيامة. وإنما سمي بهذا الاسم لأن الخلائق تجتمع فيه. ﴿ لا ريب فيه ﴾ أي لا شك فيه. يقال رابني هذا الأمر يريبني أي حدث لي منه شك.
تفسير المعاني :
ولو شاء الله لجعل هذه الخلائق أمة واحدة، ولكنه قضى لحكمة اختص هو بعلمها أن يدخل بعضهم في رحمته ويترك الظالمين وشأنهم لا ولي لهم ولا نصير.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولياء ﴾ أي نصراء، والمراد هنا شركاء لله. ﴿ هو الولي ﴾ أي هو المتولي أمر الإنسان.
تفسير المعاني :
بل اتخذوا من دونه أولياء، فإن أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي بحق وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير.
تفسير الألفاظ :
﴿ أنيب ﴾ أي أرجع وأتوب.
تفسير المعاني :
وما اختلفتم فيه أنتم والكفار فارجعوا في الفصل فيه إلى الله، ذلكم الله ربي عليه توكلت في جميع أموري، وإليه أرجع في المعضلات.
تفسير الألفاظ :
﴿ يذرؤكم ﴾ أي يكثركم. من الذرء وهو البث والنشر. ﴿ فيه ﴾ أي في هذا التدبير وهو جعل الناس والأنعام أزواجا يحدث بينهم توالد.
تفسير المعاني :
فاطر، أي خالق، السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم إناثا أيضا فيكثركم في هذا التدبير بواسطة التزاوج، ليس كمثل الله شيء، فكل ما يخطر ببالك فالله بخلاف ذلك، وهو السميع البصير.
تفسير الألفاظ :
﴿ مقاليد ﴾ أي مفاتيح جمع مقلاد وهو المفتاح. ﴿ ويقدر ﴾ أي ويضيق. يقال قدر الله عليه رزقه يقدره أي ضيقه.
تفسير المعاني :
له مفاتيح السماوات والأرض، يوسع الرزق لمن يشاء ويضيقه عليه إنه عليم بما يصلح خلقه من توسعة وتقتير.
تفسير الألفاظ :
﴿ شرع ﴾ أي جعل شرعا يحكم به. ﴿ كبر على المشركين ﴾ أي عظم عليهم. ﴿ يجتبي ﴾ أي يجتلب إليه أي يصطفيه لنفسه. وأصل جبى الشيء يجبيه جباية أي جمعه وجلبه. ﴿ ينيب ﴾ أي يرجع إلى الله.
تفسير المعاني :
شرع الله لكم أيها الناس من الدين دين نوح ومحمد ومن بينهما الرسل، وهذا الأصل المشترك بين جميع الأديان، هو أن اجعلوا الدين قائما لا مهملا، ولا تختلفوا فيه مذاهب شتى لأنه لا يحتمل الخلاف لبساطته. عظم على المشركين ما تدعوهم إليه من هذا الأمر، فالله يصطفي لنفسه من يشاء ويهدي إلى الحق من يقبل إليه.
تفسير الألفاظ :
﴿ العلم ﴾ المراد به العلم بأن التفرق ضلال معاب عليه، أو العلم بمبعث الرسول. أو أسباب العلم على الإطلاق. ﴿ إلى أجل مسمى ﴾ أي إلى موعد مقرر من قبل. ﴿ أورثوا الكتاب ﴾ أي أهل الكتاب الذين كانوا في عهد الرسول.
تفسير المعاني :
وما تفرقت الأمم السابقة إلا من بعد ما حصلوا على وسائل العلم تعاديا بينهم، ولولا وعد سبق من ربك بتأخير حسابهم ليوم القيامة لقضى بينهم باستئصال المبطلين، وإن الذين ورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه موقع في الحيرة.
تفسير الألفاظ :
﴿ لا حجة بيننا وبينكم ﴾ أي لا حجاج أي لا خصومة.
تفسير المعاني :
فلذلك فادع يا محمد إلى الاتفاق على هذا الأصل المشترك بين الأديان كافة، واستقم على الدعوة كما أمرك الله، ولا تتبع أهواءهم وأوهامهم، وقل : آمنت بكل كتاب أنزله الله إجمالا، وأمرني ربي أن أعدل بينكم فلا أحابي طائفة ولا جنسا، الله ربنا وربكم، لنا جزاء أعمالنا ولكم جزاء أعمالكم، لا محل للخصومة بيننا بعد ظهور الحق سوى ما يزينه العناد والشقاق، الله يجمع بيننا وإليه المآل.
تفسير الألفاظ :
﴿ يحاجون في الله ﴾ أي يجادلون في دينه. ﴿ من بعد ما استجيب له ﴾ أي من بعد ما استجاب له الناس بالدخول فيه. ﴿ حجتهم داحضة ﴾ أي زائلة باطلة. يقال دحض حجته يدحضها وأدحضها أي أبطلها، ودحضت هي تدحض أي بطلت.
تفسير المعاني :
والذين يجادلون في دين الله من بعد ما استجاب له الناس بالدخول فيه، حجتهم باطلة، وعليهم غضب ولهم عذاب شديد.
تفسير الألفاظ :
﴿ والميزان ﴾ أي والشرع الذي توزن به الحقوق، أو العدل. ﴿ قريب ﴾ جاءت هذه الصفة مذكرة لأنها بمعنى ذات قرب، أو لأن الساعة بمعنى البعث هنا.
تفسير المعاني :
الله هو الذي أنزل الكتب بالحق وأنزل الشرع الذي هو بمثابة الميزان توزن به الحقوق. فواظب على العمل به قبل أن يفجأك يوم القيامة، فلعلها قريب إتيانها.
تفسير الألفاظ :
﴿ مشفقون ﴾ أي خائفون. ﴿ يمارون ﴾ أي يجادلون من المرية، أو من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها بشدة للحلب : لأن كلا من المتجادلين يستخرج ما عند صاحبه بشدة.
تفسير المعاني :
يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها، والمؤمنون بها خائفون منها، إن الذين يمارون في الساعة أي يجادلون فيها، لفي ضلال بعيد.
تفسير المعاني :
الله لطيف بعباده يربيهم بضروب من الوسائل وهو القوي العزيز.
تفسير الألفاظ :
﴿ حرث الآخرة ﴾ الحرث الزرع، والمراد به هنا الثواب.
تفسير المعاني :
من كان يريد ثواب الآخرة نزده منه، ومن كان يريد ثواب الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب.
تفسير الألفاظ :
﴿ لم يأذن ﴾ أي لم يعلم. ﴿ كلمة الفصل ﴾ أي كلمة القضاء السابق بتأجيل العذاب.
تفسير المعاني :
ألهم شركاء شرعوا لهم دينا لم يعلم به الله ؟ ولولا كلمة القضاء السابق بتأجيل العذاب لقضينا بينهم بإهلاك المبطلين، وإن الظالمين لهم عذاب أليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ روضات ﴾ جمع روضة وهي البستان.
تفسير المعاني :
تراهم في الآخرة خائفين مما عملوه، ووباله واقع بهم، والذين آمنوا وعملوا الصالحات في حدائق الجنان يتمتعون، ذلك هو الفضل الكبير.
تفسير الألفاظ :
﴿ الصالحات ﴾ أي الأعمال الصالحات وهي من الصفات التي جرت مجرى الأسماء كالحسنات والطيبات. ﴿ عليه ﴾ أي على ما أتعاطاه من التبليغ والإرشاد. ﴿ إلا المودة في القربى ﴾ أي إلا أن تودوني لقرابتي منكم. والقربى هي القرابة. ﴿ ومن يقترف ﴾ أي ومن يكتسب.
تفسير المعاني :
ذلك، أي ذلك الثواب يبشر الله به عباده الذين آمنوا وعملوا الطيبات، قل : لا أسألكم على ما أتعاطاه من التبليغ والنصح لكم إلا أن تودوني لقرابتي منكم أو تودوا قرابتي، ومن يكتسب فعلة حسنة نضاعفها له، إن الله كثير الغفران كثير الشكر.
تفسير الألفاظ :
﴿ يختم على قلبك ﴾ الختم على القلب هو إغلاقه عن الفهم. ﴿ بكلماته ﴾ أي بوحيه. ﴿ بذات الصدور ﴾ أي بما يختلج فيها من هواجس.
تفسير المعاني :
أم يقولون اختلق على الله كذبا ؟ ومن يكذب على الله كان حقيقا أن يغلق الله قلبه عن الفهم، ويمحو الله الباطل ويحق الحق بوحيه، إنه عليم بما يختلج في الصدور الناس من الهواجس والنوايا الرديئة.
تفسير المعاني :
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن الأفعال السيئات، ويعلم ما تفعلون.
تفسير المعاني :
ويستجيب الله للذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحات دعاءهم ويزيدهم من فضله على ما سألوه، أي أنه يعطيهم فوق ما طلبوا، والكافرون لهم عذاب شديد جزاء لهم على نسيانهم لله وانصرافهم عنه.
تفسير المعاني :
ولو وسع الله الرزق لعباده وأفاضه عليهم لبطروا معيشتهم وطلبوا الفساد في الأرض، ولكن الله خبير بعلاج النفوس فيأخذ كل إنسان بما يصلحه، ويربه بالتوسعة تارة وبالتقتير أخرى لينبه ما كمن فيه من عواطف الخير وملكات التكمل، فينزل ما يشاء أن ينزله منه عليهم بقدر معلوم، إنه بعباده خبير بصير.
تفسير الألفاظ :
﴿ الغيث ﴾ المطر الذي يغيث من الجدب. ﴿ قنطوا ﴾ أي أيسوا. يقال قنط يقنط قنوطا أيس. ﴿ الولي ﴾ أي الذي يتولى عباده بلطفه. ﴿ الحميد ﴾ المحمود. تفسير المعاني :
وهو الذي ينزل المطر ليغيثهم به من بعد يأسهم، وينشر رحمته في كل شيء، وهو الذي يتولى عباده، وهو المستحق للحمد بكل لسان.
تفسير الألفاظ :
﴿ بث ﴾ أي نشر. ﴿ دابة ﴾ كل ما يدب على وجه الأرض يقال له دابة حتى الإنسان.
تفسير المعاني :
ومن آياته خلق السماوات والأرض على ما فيهما من عجائب الإبداع وما نشر فيهما من الكائنات الحية المتخالفة في الصور والأشكال، وهو على جمعهم في أي وقت إذا شاء ذلك قدير.
تفسير المعاني :
وما أصابكم من مصيبة فبسبب ما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير من الذنوب لا يعاقب عليها.
تفسير المعاني :
وما أنتم بمفلتين مما قضى عليكم من المصائب، وما لكم من دونه من معين يجيركم ولا نصير يدفعها عنكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ الجوار ﴾ أي الجواري، جمع جارية، والمراد بها السفن الجواري. ﴿ كالأعلام ﴾ أي كالجبال جمع علم وهو الجبل.
تفسير المعاني :
ومن آياته السفن الجارية في البحر كالجبال.
تفسير الألفاظ :
﴿ رواكد ﴾ أي ثوابت. يقال ركد الماء في الحوض يركد ركودا أي ثبت فيه ولم يجر.
تفسير المعاني :
إن يشأ يجعل الريح ساكنة فيبقين ثوابت على سطحه إن في ذلك لدلائل على قدرة الله عند كل صبار شكور.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوبقهن ﴾ أي يهلكهن، ومنها الموبقات أي المهلكات.
تفسير المعاني :
أو يرسل الريح عاصفة فيهلك ناسا بذنوبهم وينج ناسا كثيرين بالعفو عنهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ محيص ﴾ أي محيد. يقال حاص يحيص حيصا أي حاد.
تفسير المعاني :
ويعلم الذين يجادلون في آياتنا بالباطل ما لهم من مهرب من العذاب المهين.
تفسير المعاني :
فما أعطيتم من شيء فتمتع في الحياة الدنيا وما عند الله من ثواب الآخرة خير وأبقى للذين آمنوا وعملوا الصالحات وعلى ربهم يتوكلون.
تفسير الألفاظ :
﴿ والفواحش ﴾ الأمور المنكرة. يقال فحش يفحش فحشا، قبح أشد القبح.
تفسير المعاني :
والذين يبتعدون عن ارتكاب كبريات الذنوب والأمور المنكرة، وإذا غضبوا يغفرون ولا يبطشون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأمرهم شورى ﴾ أي ذو شورى، وهي مصدر كالفتيا بمعنى التشاور.
تفسير المعاني :
والذي أجابوا ربهم لما دعاهم رسوله للإيمان " المراد بهم الأنصار " وأقاموا الصلاة وأسسوا أمرهم على مبدأ التشاور فلا يبتون أمرا حتى يأخذ بعضهم رأي بعض فيه، ومما رزقناهم يتصدقون.
تفسير الألفاظ :
﴿ البغي ﴾ الظلم. يقال بغى عليه يبغي بغيا أي ظلمه.
تفسير المعاني :
والذين إذا نالهم ظلم أو حيف لا ينامون عليه، بل يدفعونه عنهم بإقدامهم وشجاعتهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأصلح ﴾ أي أصلح بينه وبين عدوه.
تفسير المعاني :
وجزاء الفعلة السيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح ما بينه وما بين عدوه فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولمن انتصر بعد ظلمه ﴾ أي انتصر لنفسه بعد ما ظلم. ﴿ ما عليهم من سبيل ﴾ للمعاتبة والمعاقبة.
تفسير المعاني :
ومن انتصر لنفسه بعد ما ظلم فأولئك لا سبيل إلى معاتبتهم أو معاقبتهم.
تفسير المعاني :
إنما العتاب على الذين يظلمون الناس ويفسدون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ لمن عزم الأمور ﴾ أي لمن الأمور المعزومة أي المؤكدة، والمراد أنها من الأمور المطلوبة شرعا.
تفسير المعاني :
ومن صبر على الأذى وغفر، أي ولم ينتصر لنفسه، إن ذلك لمن الأمور المعزومة الدالة على نفس حية.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولي ﴾ أي ناصر. ﴿ مرد ﴾ أي رجعة إلى الدنيا.
تفسير المعاني :
ومن يضلل الله فما له من ولي يهديه من دونه، وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون : هل إلى رجعة في الدنيا من سبيل ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ يعرضون عليها ﴾ أي على النار. ﴿ من طرف خفي ﴾ الطرف العين، أي ينظرون إلى النار بتحريك خفيف لأجفانهم نظر المحكوم عليه لآلة التنفيذ.
تفسير المعاني :
وتراهم يعرضون عليها وهم خاشعون من الذل ينظرون إلى النار اختلاسا ذعرا منها، ويقول الذين آمنوا حينذاك : إن المضيعين على الحقيقة هم الذين ضيعوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، إلا أن الظالمين أنفسهم في عذاب دائم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولياء ﴾ نصراء أو أولياء أمر. ﴿ من سبيل ﴾ أي من طريق إلى الهدى.
تفسير المعاني :
وما كان لهم إذ ذاك من نصراء ينصرونهم من دون الله، ومن يضلله الله فما له إلى النجاة من طريق.
تفسير الألفاظ :
﴿ نكير ﴾ أي إنكار لما اقترفتموه من الذنوب، وهو مصدر.
تفسير المعاني :
أجيبوا أيها الناس داعي الله من قبل أن يجيء يوم لا رد له من الله، ما لكم من ملجأ في ذلك اليوم وما تستطيعون من إنكار لما ارتكبتموه من الذنوب.
تفسير الألفاظ :
﴿ حفيظا ﴾ أي رقيبا ومحاسبا. ﴿ إن عليك ﴾ أي ما عليك، ﴿ البلاغ ﴾ التبليغ. ﴿ كفور ﴾ بليغ الكفران والجحود.
تفسير المعاني :
فإن أعرضوا عن وعظك، فما أرسلناك رقيبا عليهم، ما عليك إلا التبليغ لست تسأل عما يعملون. وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وذهب به البطر كل مذهب، وإن تنله نازلة بما كسب من الذنوب كان كثير الكفران كثير الجحود.
تفسير المعاني :
لله ملكوت الوجود كله يخلق ما تقتضيه حكمته، يعطي من يشاء ذرية إناثا ويعطي من يشاء ذكورا.
تفسير الألفاظ :
﴿ أو يزوجهم ﴾ أي أو يجعلهم زوجين ذكرا وأنثى. ﴿ عقيما ﴾ أي لا تلد. يقال عقمت المرأة تعقم عقما أي صارت عاقرا.
تفسير المعاني :
ويجعل من يشاء بلا ذرية، إنه عليم قدير يفعل ما يفعل عن علم وحكمة وتدبير.
تفسير الألفاظ :
﴿ وحيا ﴾ الوحي كلام في خفاء، وهو مصدر وحى يحي بمعنى أوحى يوحي إيحاء.
تفسير المعاني :
وما كان لإنسان أن يكلمه الله كما يكلم بعضكم بعضا بكلام مسموع من طريق التموجات الهوائية، بل يكلمه وحيا، أي من طريق الوحي بأن يخلق في قلبه ما يشاء إلقاءه إليه، أو أن يكلمه من وراء حجاب بشريته على حالة أخرى يعلمها هو، أو يرسل ملكا يبلغه مراده، إنه عليّ عن صفات المخلوقين، حكيم يفعل عن مقتضى الحكمة، فيؤدي مراده على أحكم الأساليب.
تفسير الألفاظ :
﴿ روحا من أمرنا ﴾ سمى ما أوحاه إليه روحا لأن القلوب تحيا به. ﴿ جعلناه ﴾ أي جعلنا الروح أو الكتاب أو الإيمان.
تفسير المعاني :
وكذلك فعلنا معك يا محمد، فأوحينا إليك قرآنا من أمرنا هو بمثابة الروح تحيا به القلوب، ما كنت تدري ما الكتاب وما الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى طريق قويم.
تفسير الألفاظ :
﴿ صراط ﴾ أي طريق جمعه صرط وأصله سراط. ﴿ تصير الأمور ﴾ أي ترجع الأمور، والمراد أن مصير الأمور إلى الله.
تفسير المعاني :
طريق الله الذي له كل ما في الوجود يتصرف فيه بما تقتضيه حكمته العالية، ثم إليه ترجع أمور العالم بارتفاع الوسائط والتعلقات.
Icon