تفسير سورة الرعد

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة الرعد من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الرعد مدنية وآياتها ثلاث وأربعون

تفسير الألفاظ :
﴿ آلمر ﴾ الأحرف التي تبدأ بها السور قيل إنها أسرار بين الله ورسوله، وقيل علامات لابتداء كلام وانتهاء كلام، وقيل إنها إقسام من الله تعالى، وقيل هي أسماء له وقيل هي أسماء للسور.
تفسير المعاني :
لقد كان في أخبار الأنبياء اتعاظ لأصحاب العقول، ما كان هذا القرآن حديثا يمكن افتراؤه، ولكن فيه تصديق الكتب التي تقدمته وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.
المر، هذه الآيات التي تتلى في هذه السورة، وجميع الذي أنزل إليك من ربك، هو الحق، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون.
تفسير الألفاظ :
﴿ بغير عمد ﴾ أي بغير أعمدة. وعمد جمع عماد، أو جمع عمود. وقرئ بغير عمد. ﴿ ثم استوى على العرش ﴾ أي ثم جلس على العرش، والجلوس محال على الله فيكون تأويله ثم استولى على الملك يربه ويدبره. ﴿ لأجل ﴾ أي لميعاد ينتهي إليه. ﴿ مسمى ﴾ أي مقدر. ﴿ توقنون ﴾ أي تتحققون، من أيقن يوقن إيقانا أي صار لديه يقين.
تفسير المعاني :
الله الذي رفع السماوات بغير أعمدة ترونها، ثم استولى على أمور ملكوته يدبرها ويربها، وسخر الشمس والقمر كل يجري في مداره إلى أمد محدود لميعاد مقدر، وهو الذي يدبر الأمر، نفصل لكم آياتنا لعلكم توقنون بكمال قدرته فتعلموا أن من قدر على حق هذه الأنبياء وتدبيرها يقدر على إعادتها.
تفسير الألفاظ :
﴿ مد الأرض ﴾ أي بسطها، وهذا لا ينافي أنها كروية، فإنها فيما ترى العين مبسوطة. ﴿ رواسي ﴾ أي جبالا ثوابت، من رسا الشيء يرسو رسوا إذا ثبت واستقر. ﴿ زوجين اثنين ﴾ أي صنفين اثنين كالأبيض والأسود والحلو والحامض إلخ. ﴿ يغشى الليل النهار ﴾ أي يلبسه مكانه فيصير الجو مضيئا بعد أن كان مظلما.
تفسير المعاني :
وهو الذي بسط الأرض وجعل فيها جبالا ثوابت وأجرى فيها أنهارا وخلق فيها من كل الثمرات صنفين اثنين، يلبس الليل النهار فيجعل الجو مضيئا بعد أن كان مظلما، إن في هذا كله لعلامات دالة على قدرة الله لقوم يتفكرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ من أعناب ﴾ الأعناب جمع عنب. ﴿ صنوان ﴾ أي خارجة من أصل واحد، جمع صنو وهو الفرع الخارج عن أصل الشجرة، مثناه صنوان، وجمعه صنوان.
تفسير المعاني :
وفي الأرض قطع متجاورات وبساتين من أعناب وزرع ونخيل خارجات من أصل واحد وغير خارجات من أصل واحد، تسقى بماء واحد ونميز بعضه على البعض الآخر في الأكل أي في الثمر، إن في ذلك لآيات باهرة على وجود الله وكمال قدرته لقوم يعقلون.
تفسير الألفاظ :
﴿ الأغلال ﴾ جمع غل وهو قيد العنق.
تفسير المعاني :
وإن تعجب يا محمد من إنكارهم البعث فعجب قولهم : أإذا متنا وصرنا ترابا إنا لمعادون خلفا جديدا ؟ أولئك الذين كفروا بربهم وبقدرته على البعث يوم القيامة، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
تفسير الألفاظ :
﴿ المثلات ﴾ أي العقوبات جمع المثلة، والمثلة العقوبة. ﴿ على ظلمهم ﴾ أي مع ظلمهم.
تفسير المعاني :
ويستعجلونك بالعقوبة قبل العافية، وقد مضت من قبلهم العقوبات التي نزلت بأمثالهم من المكذبين، وإن ربك لذو مغفرة للناس مع ظلمهم. وإنه لشديد العقاب.
تفسير الألفاظ :
﴿ لولا ﴾ أي هلا. ﴿ منذر ﴾ هو المخبر مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
ويقول الذين كفروا : هلا أنزلت عليه معجزة من ربه غير معتدين بمعجزة القرآن ومعجزة إيتائه الحكمة مع أميته وبعده عن مراكز العلم إلخ، إنما أنت مرسل لإنذارهم كما أرسل غيرك من الرسل، ولكل قوم هاد يأتيهم بما يناسبهم من التعاليم وما يؤثر عليهم من الآيات.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما تغيض الأرحام وما تزداد ﴾ أي ما تنقصه الأرحام وما تزداده في الجثة والمدة والعدد بالنسبة للجنين، وقيل المراد دم الحيض نقصانه وازدياده. يقال غاض الماء يغيض غيضا أي نضب.
تفسير المعاني :
الله يعلم ما تحمله كل أنثى في غيابات الأرحام، وما تنقصه تلك الأرحام من خلوها من الولد، وما تزداد بحلوله فيها، وكل شيء عنده بمقدار.
تفسير المعاني :
عالم بما احتجب وبما ظهر من المخلوقات، الكبير المتعال.
تفسير الألفاظ :
﴿ من أسر القول ﴾ أي أخفى القول في نفسه. ﴿ ومن جهر به ﴾ أي ومن أعلنه. يقال جهر بالقول يجهر جهرا أي أعلنه. ﴿ وسارب بالنهار ﴾ أي بارز، من سرب يسرب سروبا أي برز.
تفسير الألفاظ :
﴿ له معقبات ﴾ أي ملائكة تعتقب في حفظه أي تتعاقب يجيء واحد بعد الآخر، جمع معقبة. ﴿ فلا مرد له ﴾ أي فلا رد له. ﴿ من وال ﴾ أي ممن يلي أمرهم فيدفع عنهم السوء.
تفسير المعاني :
له ملائكة تتعاقب على حفظ الإنسان من أمر الله، إن الله لا يغير ما بقوم من الثروة والجاه حتى يغيروا ما بأنفسهم من الأخلاق الطيبة إلى أخلاق رذلة فيستحقوا العقاب عليها، وإذا أراد الله أن ينزل على قوم نقمة فلا راد له وما لكم من دونه من يتولى أموركم.
تفسير الألفاظ :
﴿ السحاب الثقال ﴾ السحاب جمع سحابة. والثقال جمع ثقيلة، أي ثقيلة بالماء.
تفسير المعاني :
هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا : خوفا من صواعقه وطمعا لربه، وينشئ السحاب الثقال المملوء ماء.
تفسير الألفاظ :
﴿ ويسبح الرعد بحمده ﴾ يقال سبح لله أي نزهه عن النقص. ﴿ وهو شديد المحال ﴾ أي شديد الكيد. والمحال مصدر ما حله أي كابده. يقال محل فلان بفلان يمحله محلا إذا كايده.
تفسير المعاني :
ويسبح الرعد بدلالته على وحدانية الله بحمده وتقديسه، وتسبحه الملائكة من الخوف منه. ويرسل الصواعق فيهلك بها من يشاء، وهم مع هذا يجادلون في الله بتكذيب رسوله فيما يصفه به من صفات الكمال وينزهه عن مشابهة المخلوق، وهو شديد الكيد لأعدائه.
تفسير الألفاظ :
﴿ له دعوة الحق ﴾ أي الدعاء الحق له، وأنه وحده الذي يستحق أن يدعى.
تفسير المعاني :
وله الدعوة الحقة ؛ إذ لا يصح أن يدعى سواه، وأما الذين يدعونهم من دونه فلا يستجيبون دعاءهم بشيء إلا كماد كفيه إلى الماء، أي أن استجابتهم كما يستجاب من يبسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال.
تفسير الألفاظ :
﴿ بالغدو والآصال ﴾ الغدو جمع غداة وهي ما بين صلاة الصبح إلى الضحى، والآصال جمع أصيل وهو ما بعد العصر إلى المغرب.
تفسير المعاني :
ولله تسجد كل المخلوقات طوعا وكرها، وظلالهم تسجد له أيضا، والمراد انقيادها لتصريفه في الغدوات والآصال.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولياء ﴾ أي نصراء جمع ولي. ﴿ أم جعلوا ﴾ أي بل جعلوا والهمزة للإنكار.
تفسير المعاني :
قل : من رب السموات والأرض ؟ ثم أجاب عنهم قائلا : هو الله. قل : أفاتخذتم من دونه نصراء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ؟ فهل يستوي الأعمى والبصير ؟ أم هل تستوي الظلمات والنور ؟ أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه، فاشتبه الأمر عليهم فلم يعرفوا من خلق هذا ومن خلق ذاك ؟ قل : الله خالق كل شيء، لا يخلق سواه وهو الواحد القهار.
تفسير الألفاظ :
﴿ أودية ﴾ جمع واد وهو الموضع الذي يسيل الماء فيه بكثرة، ثم اتسع في معناه واستعمل للماء الجاري فيه.
﴿ زيدا رابيا ﴾ الزبد هو الوضر الذي يوجد عند غليان السوائل، ورابيا أي عاليا على وجه الماء. يقال ربا يربو ربا أي زاد وعلا.
﴿ ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ﴾ أي ومن الشيء الذي توقدون عليه في النار كالذهب والحديد وجميع المعادن زبد مثل زبد الماء. ﴿ جفاء ﴾ الجفاء ما يرمي به الوادي والقذر من الغثاء، والغثاء ما يطفح ويتفرق من النبات اليابس ويضرب به المثل فيما لا يعتد به.
تفسير المعاني :
أنزل الله من السماء ماء فسالت وديان بقدرها، أي بمقدارها الذي يعلم الله أنه يكفيها، فاحتمل السيل زبدا طافيا على وجه الماء، وللمعادن التي توقدون عليها في النار طالبا لأن تصنعوا منها حليا ومتاعا كالأواني، زبد كزبد الماء.
فأما هذا الزبد فيذهب غير مهتم به لحقارته، وأما ما ينفع الناس كالماء وخلاصة المعدن فيبقى في الأرض، كذلك يضرب الله الأمثال لإيضاح الشبهات. جعل الله تعالى مثل الباطل كمثل الزبد يتكون ثم يضمحل، وجعل مثل الحق كمثل الماء والمعادن التي تنفع الناس وتمكث في الأرض.
تفسير الألفاظ :
﴿ الحسنى ﴾ أي المثوبة الحسنى، والحسنى مؤنث الأحسن. ﴿ المهاد ﴾ فراش الطفل وهو مفرد جمعه مهد ومهد وأمهدة.
تفسير المعاني :
ثم ذكر الله الذين قبلوا دعوته للإيمان ووعدهم بحسن الثواب، وذكر الذين لم يستجيبوا وأنذرهم بسوء الحساب.
تفسير المعاني :
ثم قال : أفمن يعلم أن ما أوحي إليك من ربك الحق كمن هو أعمى لا يعلم ذلك ؟ إنما يتذكر أولو العقول الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق المعقود بينهم وبين الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ الميثاق ﴾ العهد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:تفسير المعاني :
ثم قال : أفمن يعلم أن ما أوحي إليك من ربك الحق كمن هو أعمى لا يعلم ذلك ؟ إنما يتذكر أولو العقول الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق المعقود بينهم وبين الله.

تفسير المعاني :
وأولو الألباب الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل من الأرحام والأيتام والفقراء إلخ، ويتقون ربهم ويخافون سوء الحساب.
تفسير الألفاظ :
﴿ ابتغاء ﴾ أي طلب.
﴿ ويدرءون ﴾ أي ويدفعون. ﴿ عقبى الدار ﴾ أي عاقبة الدار، يريد بها سعادة الآخرة.
تفسير المعاني :
والذين صبروا على ما تكرهه النفس وخالفوا الهوى رجاء وجه ربهم، وأقاموا الصلاة وبذلوا مما رزقهم الله سرا وجهرا، ويدفعون السيئة عن أنفسهم بالحسنة، أولئك لهم عاقبة الدار.
قوله تعالى :﴿ والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم... إلى قوله : ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ﴾ يدعو إلى أبعد غايات الكمالات النفسية وأرفعها. بالدعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة، فإن هذه منزلة الكملة العارفين التي قال فيها :﴿ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ﴾.
تفسير الألفاظ :
﴿ جنات عدن ﴾ أي جنات استقرار وثبات، من عدن بالمكان يعدن عدنا استقر فيه.
تفسير المعاني :
أي جنات عدن يدخلونها ومن كان صالحا من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ليحيوهم بقولهم : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عاقبة الدار.
تفسير المعاني :
أي جنات عدن يدخلونها ومن كان صالحا من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ليحيوهم بقولهم : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عاقبة الدار.
تفسير الألفاظ :
﴿ من بعد ميثاقه ﴾ أي من بعد ما أوثقوه به من الإقرار والقبول.
تفسير المعاني :
أما الذين يفسخون عهد الله الذي أخذه عليهم من بعد ما وثقوه من الإقرار والقبول، ويقطعون ما أمر الله أن يكون موصولا، ويعثون الفساد في الأرض، أولئك لهم لعنة الله ولهم سوء الدار.
تفسير الألفاظ :
﴿ يبسط الرزق ﴾ أي يوسعه. ﴿ ويقدر ﴾ أي ويضيق. يقال قدر الرزق يقدره ضيقه. ﴿ إلا متاع ﴾ أي إلا متعة لا تدوم.
تفسير المعاني :
الله يوسع الرزق لمن يشاء من عباده ويضيق عليه، ويفرح الكافرون بالحياة الدنيا، وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع، أي تمتع لا يدوم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أناب ﴾ أي رجع وتاب.
تفسير المعاني :
ويقول الكافرون : هلا أنزلت عليه آية من ربه، فقل لهم : ما أجهلكم ! إن الله يضل من كانوا على صفتكم فلو أتتهم كل آية ما عبئوا بها، ويهدي إليه من رجعوا إلى الحق واستسلموا إليه.
تفسير الألفاظ :
﴿ الذين آمنوا ﴾ بدل من من في قوله تعالى تعالى : من أناب.
تفسير المعاني :
وهم الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
تفسير الألفاظ :
﴿ طوبى لهم ﴾ أي طابوا وزكوا، وهو دعاء مشتق من طاب يطيب جاء على وزن فعلى كبشرى وزلفى. ﴿ مآب ﴾ أي مرجع، من آب يؤوب أوبا أي رجع.
تفسير المعاني :
طاب الذين آمنوا وعملوا الصالحات وحسن لهم المآب.
تفسير الألفاظ :
﴿ قد خلت ﴾ أي قد مضت. ﴿ بالرحمن ﴾ أي بالله البليغ الرحمة، مشتق من رحم يرحم رحمة أي رق قلبه وعطف. ﴿ متاب ﴾ أصله متابي أي مرجعي حذفت ياؤه في الآية تخفيفا. { ولو أن قرآنا سيرت به الجبال إلى آخر الآية. هذا شرط حذف جوابه، وتقديره ولو أن قرآنا سيرت به الجبال وتصدعت به الأرض وقرئ على الموتى فأجابت لكان هو هذا القرآن.
تفسير المعاني :
وكما أرسلنا في كل أمة رسولا أرسلناك لهؤلاء لتقرأ عليهم ما أوحينا إليك وهم يكفرون بالله، قل : ربي عليه توكلت وإليه مرجعي.
تفسير الألفاظ :
﴿ ييئس ﴾ أي يقنط ومعناه في الآية أفلم يعلم، وإنما استعمل اليأس بمعنى العلم لأنه يحدث عن العلم. ﴿ قارعة ﴾ أي داهية.
تفسير المعاني :
ولو أن كتابا سيرت به الجبال وتشققت به الأرض وقرئ على الموتى فأجابوا، لكان هو هذا القرآن، بل لله الأمر كله وهو قادر على الإتيان بما اقترحوه عليك من الآيات، أفلم يتبين الذين آمنوا بعد الذي رأوه من عناد الكفار أن الله لو شاء لهدي الناس جميعا ؟ ولا يزال الكافرون تصيبهم بما صنعوا داهية أو تحل قريبا من ديارهم حتى يأتي وعد الله إنه لا يخلف الميعاد.
تفسير الألفاظ :
﴿ فأمليت ﴾ أي فأمهلت. وأصل الإملاء أن يترك ملاوة من الزمان أي مدة طويلة منه.
تفسير المعاني :
ولقد استهزأ الكافرون برسل من الذين أرسلناهم من قبلك، فأمهلت الذين كفروا ثم أخذتهم بذنوبهم فكيف كان عقابي ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ قائم على كل نفس ﴾ أي رقيب عليها.
﴿ قل سموهم ﴾ أي صفوهم لتنظروا هل لهم من الصفات ما يستحقون به أن يعبدوا. ﴿ أم بظاهر من القول ﴾ أي أم تسمونهم شركاء بظاهر من القول من غير حقيقة واعتداد بمعنى. ﴿ وصدوا ﴾ أي منعوا. يقال صده يصده صدا أي منعه.
تفسير المعاني :
أفمن هو حفيظ على كل نفس لا يخفى عليه شيء مما كسبت كمن ليس كذلك " في هذه الآية الخبر محذوف ". وقد جعل هؤلاء الكفرة لله شركاء فقل : صفوهم لتروا أنه ليس لهم من الصفات ما يستحقون معه أن يعبدوا، أم تعرفونه بما لا يعرف في الأرض ؟ أم تدعون أنهم آلهة بظاهر من القول من غير حقيقة ؟ بل زين للذين كفروا مكرهم فتخيلوا أباطيل ثم خالوها حقا، ومنعوا عن سبيل الحق، ومن يضلله الله فما له من هاد يهديه إلى الصواب.
تفسير الألفاظ :
﴿ واق ﴾ أي حافظ. يقال وقاه يقيه وقاية أي حفظه.
تفسير المعاني :
لهم عذاب في الدنيا بسوء سلوكهم فيها، ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق.
تفسير الألفاظ :
﴿ أكلها ﴾ أي ثمرها. ﴿ وظلها ﴾ أي وظلها دائم أيضا. ﴿ عقبى ﴾ أي عاقبة.
تفسير المعاني :
الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ثمرها دائم وظلها كذلك، ذلك مآل الذين اتقوا ومآل الكافرين النار.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومن الأحزاب ﴾ أي كفرتهم الذين تحزبوا على رسول الله.
تفسير المعاني :
والذين آتيناهم الكتاب " يقصد اليهود والنصارى الذين أسلموا " يفرحون بما أنزل إليك، ومن كفار قريش المتحزبين عليك منهم من ينكر بعضه. قل : إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به شيئا، إليه أدعو وإليه مآب.
تفسير الألفاظ :
﴿ حكما عربيا ﴾ أي يحكم به في القضايا مترجما بلسان العرب ليسهل لهم فهمه. ﴿ واق ﴾ أي حافظ، من وقاه يقيه وقاية أي حفظه.
تفسير المعاني :
وكذلك أنزلنا القرآن حكما عربيا، أي ليحكم به في القضايا والوقائع، ولئن اتبعت أهواءهم يا محمد بعد ما منحك الله من العلم ما لك من دون الله من ولي ولا حافظ.
تفسير الألفاظ :
﴿ لكل أجل كتاب ﴾ أي لكل وقت حكم يكتب على العباد على ما يقتضيه إصلاحهم.
تفسير المعاني :
ولقد أرسلنا إلى الأمم رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية، فليس فيك ما يخالف ما كانوا عليه حتى تستبعد منك النبوة، وما كان ينبغي لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله، لكل وقت حكم يفرض على العباد.
تفسير الألفاظ :
﴿ أم الكتاب ﴾ أي أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ.
تفسير المعاني :
ينسخ الله من الأحكام ما يرى ضرورة نسخه، ويثبت ما لابد من إثباته، وعنده اللوح المحفوظ.
تفسير المعاني :
فإما نرينك بعض الذي نعدهم به من العذاب أو نتوفاك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
تفسير الألفاظ :
﴿ أو لم يروا أنا نأتي الأرض ﴾ أي نأتي أرض الكفار. ﴿ ننقصها من أطرافها ﴾ أي بما نفتحه للمسلمين منها. ﴿ لا معقب لحكمه ﴾ أي لا راد له. والمعقب هو الذي يعقب الشيء بالإبطال، ومنه قيل لصاحب الحق معقب.
تفسير المعاني :
أو لم ير هؤلاء الكافرون أنا نأتي أرضهم فننقصها كل يوم من أطرافها بما نفتحه منها للمسلمين ؟ والله يحكم لا راد لحكمه وهو سريع الحساب.
تفسير الألفاظ :
﴿ فلله المكر جميعا ﴾ إذ لا يؤبه بمكر دون مكره، والمكر مستحيل على الله، والمراد بالمكر هنا التدبير.
تفسير المعاني :
وقد مكر الذين من قبلهم فلله التدبير جميعا، يعلم ما تذنب كل نفس في السموات والأرض، وسيعلم الكفار يوم القيامة لمن عاقبة الدار.
تفسير الألفاظ :
﴿ علم الكتاب ﴾ أي علم القرآن وما هو عليه من البيان المعجز والحكمة التي لا تضارع، أو علم التوراة وما فيه من البشارات برسول الله والإسلام.
تفسير المعاني :
ويقول الذين كفروا : إنك مفتر فلست مرسلا من قبل الله إلينا، فقل لهم : يكفي إن يشهد لي الله بذلك، بهذا الوحي وبتأييدي ونشر مذهبي، وأن يشهد لي من عنده علم الكتب السابقة، فإن فيها بشارات عني.
Icon