ﰡ
إن قلتَ : كيف نكّرها دون بقيّة ما أقسم به ؟
قلتُ : لاختصاصها من بين الليالي، بفضيلة ليست لغيرها، فلم يُجمع بينها وبين البقيّة بلام الجنس، وإنما لم تُعرّف بلام العهد، لما مرّ في سورة البروج.
إن قلتَ : كيف ذمّ من يقول ﴿ ربي أكرمن ﴾( ١ ) مع أنه صادق فيه لقوله تعالى :﴿ فأكرمه ونعّمه ﴾ [ الفجر : ١٥ ] ومع أنه متحدّث بالنعمة وهو مأمور بالتحدث بها لقوله تعالى :﴿ وأما بنعمة ربّك فحدّث ﴾ ؟ [ الضحى : ١١ ].
قلتُ : المراد أن يقول ذلك، مفتخرا به على غيره، ومستدلا به على علوّ منزلته في الآخرة، ومعتقدا استحقاق ذلك على ربه، كما في قوله تعالى :﴿ قال إنما أوتيته على علم عندي ﴾ [ القصص : ٧٨ ] وكلّ ذلك منهيّ عنه، وأما إذا قاله على وجه الشكر، والتحدّث بنعمة الله تعالى، فليس بمذموم بل ممدوح.