تفسير سورة الزلزلة

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
تفسير سورة سورة الزلزلة من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ إذا زلزلت الأرض زلزالها ﴾ [ الزلزلة : ١ ].
إن قلتَ : لم أضاف الزلزال إلى الأرض( ١ )، ولم يقل : زلزالا، كما قال :﴿ إذا دُكّت الأرض دكّا دكّا ﴾ [ الفجر : ٢١ ] ؟
قلتُ : ليدلّ على أنها زُلزلت الزلزل، الذي تستحقه في حكمته تعالى ومشيته، في ذلك اليوم، وهو الزلزال الذي ليس بعده زلزال.
١ - إنما أُضيفت الزلزلة إليها تهويلا لشأنها، كأنه يقول: الزلزلة التي تقطع القلوب، وتُفزع الألباب كما قال تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربّكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم﴾..
قوله تعالى :﴿ فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره... ﴾ الآيتين [ الزلزلة : ٧ ].
ليس بتكرار لأن الأول متّصل بقوله تعالى : " خيرا يره " والثاني متصل بقوله تعالى : " شرّا يره ".
فإن قلتَ : كيف عمّم فيهما مع أن حسنات الكافر محبطة بالكفر، وسيئات المؤمن الصغائر، مغفورة باجتناب الكبائر ؟
قلتُ : معناه فمن يعمل مثقال ذرّة من فريق السعداء خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة من فريق الأشقياء شرا يره( ١ ).
١ - يعني جزاءه، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كما قال تعالى: ﴿ولا يُظلمون فتيلا﴾..
Icon