أهداف سورة المطففين
( سورة المطففين مكية، وآياتها ٣٢ آية، وهي آخر سورة نزلت بمكة )
وهي سورة تعالج طغيان الغنى، واستغلال الفقراء، وتحارب تطفيف الكيل والميزان، وتبين أن صحف أعمال الفجار في أسفل سافلين، وأن كتاب أعمال الأبرار في أعلى عليين، كما وصفت السورة النعيم المقيم الذي يتمتع به الأبرار في الجنة، وبينت أن المجرمين كانوا يسخرون من المؤمنين في الدنيا، وفي يوم القيامة يتغير الحال، فيسخر المؤمن من الكافر، ويتمتع المؤمن بألوان النعيم.
مقاطع السورة
تتألف المطففين من أربعة مقاطع :
المقطع الأول : يبدأ بإعلان الحرب على المطففين، وتهديدهم بالجزاء العادل، عند البعث والحساب. ( الآيات ١-٦ ).
المقطع الثاني : يتحدث عن الفجار في شدة وردع وزجر، وتهديد بالويل والهلاك، ودمغ بالإثم والاعتداء، وبيان لسبب هذا العمى، وعلة هذا الانطماس، وتصوير لجزائهم يوم القيامة، وعذابهم بالحجاب عن ربهم، كما حجبت الآثام في الأرض قلوبهم. ( الآيات ٧-١٧ ).
المقطع الثالث : يعرض الصفحة المقابلة، صفحة الأبرار، ورفعة مقامهم، والنعيم المقرر لهم ونضرته التي تفيض على وجوههم، والرحيق الذي يشربونه وهم على الأرائك ينظرون، وهي صفحة ناعمة وضيئة. ( الآيات ١٨-٢٨ ).
المقطع الرابع : يصف ما كان الأبرار يلقونه من استهزاء الفجار وسخريتهم وسوء أدبهم في دار الغرور، ثم يقابل ذلك بما لقيه المؤمنون من التكريم، وما لقيه المجرمون من عذاب الجحيم في يوم الدين. ( الآيات ٢٩-٣٦ ).
من أسباب نزول السورة
كان تطفيف الكيل منتشرا في مكة والمدينة، وهو يعبر عن جشع التجار وطعمهم، ورغبتهم في بخس حق المشتري.
روى أنه كان بالمدينة رجل يقال له ( أبو جهينة )، له كيلان أحدهما كبير والآخر صغير، فكان إذا أراد أن يشتري من أصحاب الزروع والحبوب والثمار اشترى بالكيل الكبير، وإذا باع الناس كال للمشتري بالكيل الصغير. هذا الرجل وأمثاله ممن امتلأت نفوسهم بالطمع، واستولى عليهم الجشع والنهم، هم المقصودون بهذا الوعيد الشديد، وهم الذين توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم وتهددههم بقوله :( خمس بخمس )، قيل : يا رسول الله، وما خمس بخمس ؟ قال :( ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، وما ظهرت الفاحشة في قوم يتعامل بها علانية إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن فيمن قبلهم، ولا طفف قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور الحكام، وما منع قوة الزكاة إلا حبس عنهم المطر ).
مع آيات السورة
١- هلاك وعذاب عظيم لهؤلاء الذين يبخسون الكيل والميزان.
والتطفيف لغة، التقليل، فالمطفف هو المقلل حق صاحبه بنقصانه عن الحق في كيل أو وزن، وإنما قيل له مطفف لأنه لا يكاد يسرق في المكيال والميزان إلا الشيء الطفيف.
٢- إذا كان لهم عند الناس حق في شيء يكال أو يوزن، وأٍرادوا أخذه منهم لا يأخذونه إلا تامّا كاملا.
٣- وإذا كان للناس حق عندهم في مكيل أو موزون أعطوهم ذلك الحق مع النقص والخسارة.
ويلحق بالمطففين كل عامل لا يؤدي عمله، وإنما يحرص على الأجر كاملا، ويلحق بهم من يستلم كاملا ويبخس حق العامل أو ينقص أجره، وكذلك كل من يقصر في أداء واجبه.
وعن ابن عباس : الكيل أمانة، والوزن أمانة، والصلاة أمانة، والزكاة أمانة، فمن وفّى وفّي له، ومن طفف فقد علمتم ما قاله الله في المطففين.
٤-٦- ألا يخطر بباب هؤلاء أن هناك يوما للبعث، تظهر فيه هذه الأعمال التي يخفونها على الناس، وأنهم سيبعثون في هذا اليوم الشديد الأهوال، الذي يقوم فيه الناس من قبورهم للعرض على رب العالمين الذي خلقهم ويعلم سرهم وعلانيتهم.
٧- ٩- إن للشر سجلاّ دوّنت فيه أعمال الفجار، وهو كتاب مسطور بيّن الكتابة، وهذا السجل يشتمل عليه السجل الكبير المسمى بسجين، كما تقول : إن كتاب حساب قرية كذا في السجل الفلاني المشتمل على حسابها وحساب غيرها من القرى.
والفجار هم المتجاوزون للحد في المعصية والإثم، ولكل فاجر من هؤلاء الفجار صحيفة، وهذه الصحائف في السجل العظيم المسمى سجين، وهو عظيم الشأن له أهمية كبرى، وهو كتاب مرقوم. أي : قد أثبتت فيه العلامات الدالة على الأعمال.
١٠ -١٣- هلاك وعذاب عظيم لهؤلاء المكذبين يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يؤمنون بيوم الحساب والجزاء، الذي أخبرهم به عن رب العالمين.
وما يكذّب بهذا اليوم إلا من اعتدى على الحق، وعمى عن الإنصاف، واعتاد ارتكاب الآثام، والإعراض عن الحق والهدى، ولذلك إذا تليت عليه آيات القرآن، أو أخبار البعث والجزاء أنكرها، وقال : هذه أباطيل السابقين.
١٤- كلاّ. ليس كما يقولون، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. أي : غطىّ على قلوبهم ما كانوا يكسبونه من الإثم والمعصية، والقلب الذي يتعود على المعصية ينطمس ويظلم، ويرين عليه غطاء كثيف، يفقده الحساسية شيئا فشيئا حتى يتبلد ويموت.
روى الترمذيi والنسائي وابن ماجة : إن العبد إذا أذنب ذنبا نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو، فهو الرّان الذي قال الله تعالى : كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
قول الحسن البصري : هو الذنب على الذنب يعمي القلب فيموت.
ثم يذكر شيئا عن مصيرهم يوم القيامة، فيقول :
١٥ -١٧- كلاّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون* ثم إنهم لصالوا الجحيم* ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون.
فهم في يوم القيامة مطرودون من رحمة الله، محرومون من رؤيته في الآخرة، ثم إنهم يصلون عذاب جهنم، مع التأنيب والتقريع على تكذيبهم الحق، وإنكارهم البعث والجزاء، فيقال لهم : هذا الذي كنتم به تكذبون.
١٨ -٢١- إن كتاب الأبرار محفوظ في سجل ممتاز في أعلى مكان في الجنة، وما أعلمك ما هذا المكان، فهو أمر فوق العلم والإدراك، كتاب مسطورة فيه أعمالهم، وهو موضع مشاهدة المقربين من الملائكة، ومتعتهم بما فيه من كرائم الأفعال والصفات.
٢٢- ٢٨- إن الأبرار لفي نعيم. إن الأبرار المتقين الذين يؤمنون بالله، ويعملون أنواع البر من القربات والطاعات، هؤلاء ينعمون بنعيم الجنة، وهم على الأسرّة في الحجال ينظرون إلى ما أعد لهم من النعيم، وأقرب ما يمثل الأرائك عندنا ما نسميه " الناموسية أو الكلة ".
وترى على وجوههم آثار النعمة وبهجتها، يسقون خمرا مختومة بالمسك، وفي ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون، وليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة ربهم، باتباع أوامره واجتناب نواهيه. وهذا الشراب المعد لهم ممزوج بشراب آخر ينصب عليهم من عين عالية، يشرب منها المقربون إلى رضوان ربهم. وقد سئل ابن عباس عن هذا فقال : هذا مما قال الله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون. ( السجدة : ١٧ ).
( وقصارى ما سلف : أنه سبحانه وصف النعيم الذي أعده للأبرار في دار كرامته بما تتطلع إليه النفوس، وبما يشوقها إليه، ليكون حضّا للذين يعملون الصالحات على الاستزادة من العمل والاستدامة عليه، وحثا لهمم المقصرين، واستنهاضا لعزائمهم أن يحرصوا على التزود من العمل الصالح، ليكون لهم مثل ما لأولئك )ii.
٢٩- ٣٣- إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. كنوا يضحكون منهم استهزاء بهم وسخرية منهم، إما لفقرهم ورثاثة حالهم، وإما لضعفهم عن رد الأذى، وإما لترفعهم عن سفاهة السفهاء، فكل هذا مما يثير ضحك الذين أجرموا، وهم يتخذون المؤمنين مادة لسخريتهم أو فكاهتهم المرذولة.
وإذا مرّوا بهم يتغامزون. يغمز بعضهم لبعض بعينه، أو يشير بيده، أو يأتي بحركة متعارف عليها بينهم للسخرية من المؤمنين، وإذا انقلب هؤلاء الضالون إلى أهلهم، ورجعوا إلى بيوتهم، رجعوا إليها فكهين متلذين بحكاية ما يعيبون به أهل الإيمان، إذ يرمونهم بالسخافة وقلة العقل.
وإذا رأوهم قالوا هؤلاء لضالّون. أي : وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال، لأنهم نبذوا العقائد الفاسدة، وتركوا عبادة الأصنام. ولم يرسل الله الكفار رقباء على المؤمنين، ولا كلّفهم بمحاسبتهم على أفعالهم، فما لهم هم وهذا الوصف وهذا التقرير.
روي أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار، فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدثوهم بما صنعوا به وبأصحابه.
والآيات ترسم مشهدا لسخرية المجرمين من المؤمنين، وقد يكون لنزولها سبب خاص، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ففي الآيات تعبير واقعي عن سخرية القوي الفاجر من المؤمن الصابر، مما يدل على أن طبيعة الفجار المجرمين واحدة متشابهة في موقفها من الأبرار في جميع البيئات والعصور.
يقول الإمام محمد عبده : ومن شأن القوي المستعزّ بكثرة أتباعه وقدرته، أن يضحك ممن يخالفه في المنزع، ويدعوه إلى غير ما يعرفه، وهو أضعف منه قوة وأقل عددا، كذلك شأن جماعة من قريش-كأبي جهل، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل وأتباعهم- وهكذا يكون شأن أمثالهم في كل زمان متى عمت البدع، وتفرقت الشيع، وخفي طريق الحق بين طرق الحق، وجهل معنى الدين، وأزهقت روحه من عباراته وأساليبه، ولم يبق إلا ظواهر لا تطابقها البواطنiii.
٣٤-٣٦- فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون. أي : في يوم القيامة –والكفار محجوبون عن ربهم، يقاسون ألم هذا الحجاب- يضحك المؤمنون، ضحك من وصل به يقينه إلى مشاهدة الحق فسرّ به، وينكشف للمؤمنين ما كانوا يرجون من إكرام الله لهم، وخذلان أعدائهم، على الأرائك ينظرون. وهم على سررهم في الجنة ينظرون إلى صنع الله بأعدائهم، وإذلاله لمن كان يفخر عليهم، وتنكيله بمن كان يهزأ بهم جزاء وفاقا.
هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون. أي أنهم ينظرون ليتحققوا : هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون بهم في الدنيا، وإنما سمي الجزاء على العمل ثوابا لأنه يرجع إلى صاحبه نظير ما عمل من خير أو شر.
وثوّب. مثل أثاب، بمعنى جازي، يقع في الخير وفي الشر، وإن كان قد غلب على الثواب في الخير. أي : هل جوزي الكفار بما كانوا يفعلون ؟
***
مقاصد السورة
١- وعيد المطففين.
٢- بيان أن صحائف أعمال الفجار في أسفل سافلين.
٣- بيان أن صحائف أعمال الأبرار في أعلى عليين.
٤- وصف نعيم الأبرار في مآكلهم ومشاربهم ومساكنهم.
٥- استهزاء المجرمين بالمؤمنين في الدنيا.
٦- تضاحك المؤمنين منهم يوم القيامة.
٧- نظر المؤمنين إلى المجرمين وهم يلقون جزاءهم، وما أعدّ لهم من النكال.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ ويل للمطفّفين ١ الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ٢ وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ٣ ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ٤ ليوم عظيم ٥ يوم يقوم الناس لرب العالمين ٦ ﴾
المفردات :
ويل : هلاك وبوار وعذاب، أو مقر في جهنم.
للمطففين : المنقصين في الكيل أو الوزن، وأصله من الطفيف، وهو الشيء اليسير، لأنه لا يكاد يأخذ إلا الشيء اليسير.
سبب النزول :
أخرج النسائي، وابن ماجة، بسند صحيح، عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أبخس الناس كيلا، فأنزل الله : ويل للمطفّفين. فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
التفسير :
١- ويل للمطفّفين.
الويل واد في جهنم، بعيد قراره، شديد عذابه، ويطلق الويل على الهلاك والعذاب، أي عذاب شديد للمطففين الذين يظلمون الناس في المعاملة، حيث يستوفون حقهم كاملا وربما زائدا، ولا يوفّون حقوق الناس بل يظلمونهم.
والسورة مكية، وقيل مدنية، وربما كانت من أواخر ما نزل بمكة، أو أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ليرتدع الناس عن تطفيف الكيل والميزان.
التطفيف في مكة
كانت في مكة طائفة من الأغنياء الأقوياء يحتكرون التجارة. ويستوفون حقهم كاملا، ويبيعون للناس كيلا ناقصا أو وزنا ناقصا، وقد جاء الإسلام عقيدة وشريعة، أي ينظم علاقة الناس بالله، وينظم علاقة الناس بالناس، فحارب تطفيف الكيل والميزان، وتوعّد هؤلاء القساة الظالمين بعذاب شديد.
التطفيف في المدينة
كان التطفيف موجودا في المدينة، فلما أنزل الله سورة المطففين ارتدع أهل المدينة، وتركوا التطفيف.
وروح القرآن توضح أن التطفيف محرّم، وكذلك كل ظلم وغبن محرّم، فمن يأخذ حقه كاملا ولا يؤدي عمله سليما منضبطا فهو مطفف، ومن يؤجّر عاملا فيستوفي عمله، ولا يعطيه أجره كاملا فهو مطفف، وكذلك الصلاة أمانة، والصوم أمانة، والزكاة أمانة، والكيل أمانة، والوزن أمانة، فمن وفّى وفّي له، ومن طفف فقد رأينا ما قاله الله في المطففين.
أخرج النسائي، وابن ماجة، بسند صحيح، عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أبخس الناس كيلا، فأنزل الله : ويل للمطفّفين. فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
المفردات :
اكتالوا : اشتروا بالكيل، ومثله الوزن.
يستوفون : يأخذون الكيل وافيا كاملا، والوزن وسائر الحقوق كذلك.
كالوهم : أعطوا غيرهم بالكيل.
وزنوهم : أعطوا غيرهم بالوزن.
يخسرون : ينقصون الكيل والوزن، ويظلمون غيرهم.
التفسير :
٢، ٣- الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون* وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون.
أي : إذا اخذوا الكيل من الناس أخذوه كاملا لأنفسهم، وإذا كالوا لهم أو وزنوا لهم، ينقصون الكيل والوزن.
قال المفسرون :
نزلت في رجل يعرف ب ( أبي جهينة ) كان له صاعان، يشتري بأحدهما، ويبيع بالآخر.
وقد حارب القرآن هذا النموذج الأناني الذي يهتم بنفسه ولا يهتم بالآخرين، كما شنع القرآن على قوم شعيب، وقد أهلكهم الله لكفرهم، ولتطفيف المكيال والميزان، وقد نصحهم نبي الله شعيب وكرّر لهم النصح، وعلى لسان شعيب قال القرآن الكريم : ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. ( هود : ٨٥ ).
وتكرري قصة شعيب في سورة الشعراء وغيرها من السّور، حيث يقول شعيب لقومه : أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين* وزنوا بالقسطاس* ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين* واتقوا الذي خلقكم والجبلّة الأوّلين. ( الشعراء : ١٨١- ١٨٤ ).
وقد تكررت وصايا القرآن بضبط الميزان، وعدم تطفيف الكيل والميزان.
قال تعالى : وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا. ( الإسراء : ٣٥ ).
و قال سبحانه : وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلّف نفسا إلا وسعها... ( الأنعام : ١٥٢ ).
وقال عز وجل : وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. ( الرحمان : ٩ ).
أخرج النسائي، وابن ماجة، بسند صحيح، عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أبخس الناس كيلا، فأنزل الله : ويل للمطفّفين. فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
المفردات :
ألا يظن : يتيقن، وهو استفهام توبيخ وإنكار وتعجب من حالهم، وعبّر بالظن لأن من ظن ذلك لم يتجاسر على أمثال هذه القبائح، فكيف بمن تيقنه.
يوم يقوم الناس : من قبورهم.
لرب العالمين : لأمره وحكمه وحسابه وجزائه، والتعبير برب العالمين وقيام الناس للحساب، مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه.
التفسير :
ثم توعّد الله المطفّفين بقوله :
٤، ٥، ٦- لا يظن أولئك أنهم مبعوثون* ليوم عظيم* يوم يقوم الناس لرب العالمين.
هؤلاء المعتدون ألا يخطر ببالهم أنهم مبعوثون، ومسئولون عما يفعلون، في يوم عظيم أمره، شديد خطره، حين يقوم الناس من قبورهم للحشر والحساب والجزاء، وتنفيذ أمر الله، فمن وفّى وفّي له، ومن طفف وظلم أدخل نارا حامية، أما يخاف هؤلاء يوم القيامة، حيث يقف الجميع على أرض بيضاء عفراء، وتقترب الشمس من الرؤوس، ويشتد العرق حتى يصل إلى رقاب الناس، أو يفغر أفواههم، أما يخافون هول هذا اليوم، وما فيه من حساب وجزاء.
قال تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شرا يره. ( الزلزلة : ٧، ٨ ).
إن مجرد الظن بالقيامة والبعث والحساب والجزاء، جدير بأن يردع الإنسان عن تطفيف الكيل والميزان، وظلم الآخرين والإساءة إليهم، فما بالك إذا كان لك عين اليقين.
وقيل : الظن هنا بمعنى اليقين، أي : ألا يوقن أولئك بالبعث في ذلك اليوم العظيم، ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والميزان، وهذا دليل على أن التطفيف من الكبائر.
قال الإمام فخر الدين الرازي :
جمع الله سبحانه في هذه الآيات أنواعا من التهديد :
فقال أولا : ويل للمطفّفين. وهذه الكلمة تذكر عند نزول البلاء.
ثم قال ثانيا : ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. وهو استفهام بمعنى الإنكار.
ثم قال ثالثا : ليوم عظيم. والشيء الذي يستعظمه الله لا شك أنه في غاية العظمة.
ثم قال رابعا : يوم يقوم الناس لرب العالمين. وفيه نوعان من التهديد :
أحدهما : كونهم قائمين مع غاية الخشوع، ونهاية الذلّ والانكسار.
والثاني : أنه وصف نفسه بكونه ربا للعالمين.
فائدة :
بمناسبة تفسير قوله تعالى : يوم يقوم الناس لرب العالمين.
تكلم المفسرون عن قيام الناس بعضهم لبعض، وفيه خلاف، فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه.
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى جعفر بن أبي طالب، واعتنقه، وقام طلحة لكعب بن مالك يوم تاب الله عليه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار :( قوموا إلى سيدكم )iv. إشارة إلى سعد بن معاذ.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :( من سرّه أن يمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ). v.
وقد روى القرطبي هذه الآثار، ثم قال : وذلك يرجع إلى حال الرجل ونيّته، فإن انتظر ذلك واعتقده لنفسه فهو ممنوع، وإن كان على طريق البشاشة والصلة فإنه جائز وبخاصة عند الأسباب، كالقدوم من السفر ونحوه.
﴿ كلاّ إن كتاب الفجّار لفي سجّين ٧ وما أدراك ما سجّين ٨ كتاب مرقوم ٩ ويل يومئذ للمكذبين ١٠ الذين يكذّبون بيوم الدين ١١ وما يكذّب به إلا كل معتد أثيم ١٢ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ١٣ كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ١٤ كلاّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ١٥ ثم إنهم لصالوا الجحيم ١٦ ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذّبون ١٧ ﴾
المفردات :
كلا : ردع وزجر وانتهار لهم.
كتاب الفجار : ما يكتب من أعمالهم.
لفي سجين : لمثبت في ديوان الشر.
التفسير :
٧- كلاّ إن كتاب الفجّار لفي سجّين.
كلاّ. ردع وزجر لهم عن تطفيف الكيل والميزان، أو عن التكذيب بالآخرة، إن كتاب أعمال الفجار الذين شقّوا عصا الطاعة واقترفوا الموبقات، لفي مكان ضيق في أسفل سافلين.
استفهام للتهويل والتعظيم، أي : هل تعلم ما هو سجين ؟ إن البشر لا علم لهم بذلك، وإنما يعلمه الخالق سبحانه.
كتاب مرقوم : بيّن الكتابة أو معلّم بعلامة.
التفسير :
٩- كتاب مرقوم.
هو كتاب مكتوب كالرقم في الثوب، لا ينسى ولا يمحى، أثبتت فيه أعمالهم الشريرة.
قال المراغي في تفسيره :
وقصارى القول : إن للشر سجلاّ دونت فيه أعمال الفجار، وهو كتاب مسطور بين الكتابة، وهذا السجل يشتمل عليه السجل الكبير المسمى بسجين، كما تقول : إن كتاب حساب قرية كذا، في السّجل الفلاني المشتمل على حسابها وحساب غيرها من القرى، فلكل فاجر من الفجّار صحيفة، وهذه الصحائف في السّجل العظيم المسمى بسجينvi.
هلاك شديد وبوار لهؤلاء المكذبين الجاحدين.
الذين يجحدون القيامة والبعث والجزاء والحساب، في ذلك اليوم : يوم الدين. الذي تدين فيه الناس لرب العالمين.
معتد : فاجر، متجاوز نهج الحق.
أثيم : كثير الإثم، منهمك في الشهوات.
التفسير :
١٢- وما يكذّب به إلا كل معتد أثيم.
وما ينكر مجيء هذا اليوم إلا كل متجاوز الحد في الكفر والضلال، مبالغ في العصيان والطغيان، كثير الآثام.
أساطير الأولين : أكاذيب وأباطيل الأوائل، سطّروها وزخرفوها في كتبهم.
التفسير :
١٣- إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين.
إذا قرئت عليه آيات القرآن الكريم المشتمل على الدعوة للإيمان، والتأمل في صفحات الكون، والتذكير باليوم الآخر، وذكر قصص السابقين، والأنبياء والمرسلين، وعقاب المكذبين، يقول عن هذا النور المبين : إن هذه أساطير وخرافات الأوائل، سطروها وزخرفوها في كتبهم، ثم نقلها محمد صلى الله عليهم وسلم عنهم، ونسبها زورا وبهتانا إلى الله تعالى فهي ليست منزّلة من عند الله.
كلا : ردع وزجر عن قولهم الباطل.
ران على قلوبهم : غلب وغطى قلوبهم ما اقترفوه من الذنوب، فلم يهتدوا إلى الحق.
التفسير :
١٤- كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
أي : ليرتدع هؤلاء الحمقى الذين لم يتذوقوا كتاب الله، ولم يعرفوا فضله، فقالوا عنه : أساطير الأولين، وليس العيب في القرآن الكريم، إنما العيب في قلوبهم التي اقترفت المعاصي، وتشبّعت بالآثام، ولما كثر اقترافهم للذنوب ترك كل ذنب نكتة سوداء في قلوبهم، ولما تكاثرت الذنوب غطّى سواد المعاصي قلوبهم، فلم يفقهوا القرآن، ولم يتسرب نوره إليهم.
لمحجوبون : لممنوعون عن رؤية الله في الآخرة.
التفسير :
١٥- كلاّ إنهم عن ربهم لمحجوبون.
ليرتدع هؤلاء الفجار، المطففون للكيل والميزان، المكذبون بالقيامة، إنهم سيصلون العذاب، وسيحجبون عن رؤية الله عز وجل.
وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين الصالحين يرون ربهم يوم القيامة، تكريما لهم، ورفعا لمنزلتهم.
قال تعالى : وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة. ( القيامة : ٢٢، ٢٣ ).
وقال مالك : لما حجب أعداءه فلم يروه، تجلّى لأوليائه حتى رأوهvii.
لصالو الجحيم : لداخلوها أو لمقاسو حرّها.
التفسير :
١٦- ثم إنهم لصالو الجحيم.
ثم إنهم مع الحرمان من رؤية ربهم، فإنهم سيصطلحون بنار جهنم، ويحترقون بالعذاب في نار الجحيم.
أي : سيحرمون من رؤية الله تعالى، وسيدخلون جهنم يصطلون ويحرقون بنارها، ثم تقول لهم خزنة جهنم : هذا هو العذاب الذي كنتم به تكذّبون في الدنيا، وتقولون : لا بعث ولا حشر ولا حساب، وإنما نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر، فتقول لهم الملائكة، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون. ( الطور : ١٥ ).
أي : هل جهنم هذه سحر كما ادعيتم أن القرآن سحر، أم أنتم لا تشاهدونها بأعينكم، ولا ترونها رأي العين ؟ لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يحذّركم من هذا العذاب وينذركم به، فكنتم تستكبرون وتستهزئون وتكذّبون، وها هو ذا قد لحقكم، فلا تستطيعون له دفعا، ولا منه فكاكا.
﴿ كلاّ إن كتاب الأبرار لفي علّيّين ١٨ وما أدراك ما علّيّون ١٩ كتاب مرقوم ٢٠ يشهده المقرّبون ٢١ إن الأبرار لفي نعيم ٢٢ على الأرائك ينظرون ٢٣ تعرف في وجوههم نضرة النعيم ٢٤ يسقون من رحيق مختوم ٢٥ ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ٢٦ ومزاجه من تسنيم ٢٧ عينا يشرب بها المقرّبون ٢٨ ﴾
المفردات :
كتاب الأبرار : ما يكتب من أعمالهم.
لفي عليين : لمثبت في ديوان الخير أو مكان عال في الجنة.
التفسير :
١٨- كلاّ إن كتاب الأبرار لفي علّيّين.
كلاّ. ردع وزجر للمطففين والمكذبين بيوم الدين.
إن كتاب الأبرار. أي : صحيفة عمل المتقين في مكان مرتفع في الجنة، تكريما لهذا الكتاب وتعظيما لأهله، في مقابل وضع كتاب الفجار في مكان مظلم ضيق كأنه سجن أو سجين، إهانة لأهله وتذكيرا بعقابهم.
وما أعلمك يا محمد أي شيء عليون ؟ إنه من أمر الغيب، وهو في الدرجة الرفيعة، والمنزلة السامية.
مرقوم : رقّم وكتب فيه بالنجاة من الحساب يوم القيامة.
التفسير :
٢٠- كتاب مرقوم.
كتاب قد رقّم فيه وسطر ما أعد لهم من الثواب، مما يوجب سرورهم وبهجتهم.
يشهده المقربون : يحضره ويحفظه المقربون من الملائكة.
التفسير :
٢١- يشهده المقرّبون.
تشهده الملائكة الكرام المقربون، وترى هذا الكتاب، وما أعدّ فيه من الأعمال الصالحة والجزاء الحسن، أو يشهدون بما فيه لصاحبه يوم القيامة، أو يشهدون نقل كتاب كل فرد في الكتاب العام الذي يجمع مآثر الأبرار، وإنه لفضل عظيم أن تحظى الملائكة الكرام بمشاهدة أعمال الأبرار، أو تسجيلها في سجل عام.
وقد وضع كتاب الفجار في سجين، في قاع مظلم ضيق في جهنم، تحقيرا للظالمين والمطففين، وكذلك وضع كتاب الأبرار في عليين، أي في مكان عال مرتفع، فسيح منير في أعلى الجنة، تكريما للأبرار وتعظيما لشأنهم.
نعيم : نعم كثيرة.
التفسير :
٢٢- إن الأبرار لفي نعيم.
لمّا عظّم الله كتاب الأبرار المتقدمة، عظّم هنا منزلتهم ومثوبتهم، فذكر أنهم في نعيم الجنة يتمتعون بما أعد الله لهم من النعيم المادي والمعنوي.
الأرائك : الأسرّة في الحجال، والحجال واحدها : حجلة ( محركة )، وهي بيت يزين بالقباب والأسرّة والستور.
التفسير :
٢٣-على الأرائك ينظرون.
على السرر المزينة بفاخر الثياب والستور، ينظرون إلى ما أعد الله لهم من الكرامة والإحسان، والإكرام وألوان النعيم.
نضرة النعيم : بهجته ورونقه وبهاؤه.
التفسير :
٢٤- تعرف في وجوههم نضرة النعيم.
تشاهد في وجوههم الفرح والسرور، والرضا والنعمة والبهجة، وسائر ألوان الخير والبر والنعيم.
ويذكر الفخر الرازي أن نضرة النعيم بسبب رؤية الله تعالى، فيظهر أثر النور والفضل على وجوههم.
كما قال تعالى : وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة. ( القيامة : ٢٢، ٢٣ ).
فتنتقل البهجة والسرور والاستبشار إلى نفوسهم ووجوههم.
قال تعالى : وجوه يومئذ مسفرة* ضاحكة مستبشرة. ( عبس : ٣٨، ٣٩ ).
رحيق : أجود الخمر وأصفاه.
مختوم : ختمت أوانيه وسدّت حتى يفكها الأبرار.
التفسير :
٢٥- يسقون من رحيق مختوم.
والرحيق : الشراب الخالص المصفّى، الذي لا غش فيه ولا كدرة، ووصفه بأنه مختوم يفيد أنه معد في أوانيه، وأن هذه الأواني مقفلة مختومة، تفضّ عند الشراب، وهذا يلقي ظل الصيانة والعناية.
ويطلق الرحيق على الخمر المعتقة، وكونها مختومة يفيد أنها أشرف قدرا، وأعلى منزلة من الأنهار الجارية التي تجري في الجنة، وقد ورد أن في الجنة أنهارا من خمر لذة للشاربين، كما في الآية الخامسة عشرة من سورة محمد صلى الله عليه وسلم.
ختامه مسك : ختام إنائه المسك بدل الطين.
فليتنافس : فليستبق المتسابقون، وليجاهدوا النفوس ليلحقوا بالعاملين.
التفسير :
٢٦- ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
قد ختم على زجاجة الخمر بالمسك، أي أن الذي يختم به ويسد به رأس قواريره وأوانيه هو المسك، أو أن المراد : أن الشارب إذا رفع فمه من آخر شرابه، وجد ريحه كريح المسك، لذاذة وذكاء رائحة مع طيب الطعم، ومنه : الأعمال بخواتيمها، وختمت القرآن الكريم.
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وفي ذلك النعيم، وتلك السعادة، وهذا الخير المتميز، والثواب الجزيل، والرضوان الإلهي، فليتسابق المتسابقون وليشمر العالمون، فالباب مفتوح لكل من أراد الولوج بشرط أن يدفع الثمن، وليس الثمن إلا الأعمال الصالحة، والتسابق في الخيرات مرضاة لله، وإخلاصا في طاعته.
مزاجه : ما يمزج به ويخلط، والمزج خلط الشيئين بالآخر.
التسنيم : عين من ماء تجري من أعلى إلى أسفل، وهو أشرف شراب في الجنة، ويكون صرفا للمقربين، ممزوجا لأصحاب اليمين وسائر أهل الجنة.
التفسير :
٢٧- ومزاجه من تسنيم.
ويمزج هذا الشراب المختوم بشراب ينصبّ وينهل عليهم من علوّ.
والتسنيم : المكان المرتفع، منه : سنام الجمل، أعلى شيء فيه، وسنام القبر أعلاه.
يشرب بها : يشرب منها.
المقربون : الأبرار السابق ذكرهم.
التفسير :
٢٨- عينا يشرب بها المقرّبون.
هذا التسنيم أعلى شراب في الجنة، وهو في عين يشرب منها أهل جنة عدن، وهم أفاضل أهل الجنة، يشربون منها صرفا خالصا لا يخالطها شيء، ويمزج منها كأس أصحاب اليمين فتطيب.
ومما سبق يتبين أن المراد بالأبرار هنا عم أصحاب اليمين، أما المقربون فإنهم يشربون من التسنيم صرفا خالصا.
وفي سورة الواقعة قسم الله أهل القيامة إلى ثلاثة أقسام :
١- السابقون.
٢- أصحاب اليمين.
٣- أصحاب الشمال.
فما أعظم هذا النعيم، إنه نعيم يستحق أن نتسابق إليه، وأن نعمل من أجله، بعكس المطففين الذين يتسابقون إلى الظلم وأكل أموال الناس بالباطل، فما أحقر متاع الدنيا، وما أنضر نعيم الآخرة.
﴿ إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ٢٩ وإذا مرّوا بهم يتغامزون ٣٠ وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ٣١ وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالّون ٣٢ وما أرسلوا عليهم حافظين ٣٣ فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ٣٤ على الأرائك ينظرون ٣٥ هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون ٣٦ ﴾
المفردات :
إن الذين أجرموا : هم رؤساء قريش : أبو جهل، والوليد بن المغيرة، وأمثالهما.
يضحكون : استهزاء من عمار وبلال وصهيب، وغيرهم من فقراء المسلمين.
تمهيد :
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
التفسير :
٢٩- إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون.
إن كفار قريش ومن وافقهم على الكفر في الدنيا يستهزئون من المؤمنين المصلّين، أو الفقراء المتأدبين بآداب الإسلام والقرآن، ويسخرون من انقطاعهم للصلاة والصيام، وإخلاصهم في العبادة والتمسك بآداب الإسلام.
قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى :
إن الذين أجرموا...
هم : الوليد بن المغيرة، وعقبة بن أبي معيط، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث، والعاص ابن هشام، وأبو جهل، والنضر بن الحارث، وأولئك الذين آمنوا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، مثل : عمار، وخبّاب، وصهيب، وبلال.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
المفردات :
يتغامزون : الغمز : الإشارة بالجفن والحاجب، استهزاء وسخرية، وقد يراد به العيب، فيقال : غمز فلان فلانا، إذا عابه وذكره بسوء، ويقال : فلان لا مغمز فيه، أي : ليس فيه ما يعاب.
التفسير :
٣٠- وإذا مرّوا بهم يتغامزون.
أي : إذا مرّ بهم هؤلاء الذين آمنوا يشيرون إليهم بحواجبهم وأيديهم، هامزين لامزين مستهزئين، ممعنين في السخرية والتهكم بهم، ويقولون : انظروا إلى هؤلاء يتعبون أنفسهم، ويحرمونها لذّاتها، ويخاطرون بأنفسهم في طلب ثواب لا يتيقنونه.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
المفردات :
فكهين : معجبين بما هم فيه من الشرك والضلالة والعصيان.
التفسير :
٣١- وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين.
أي : إذا رجع هؤلاء الكفار أو المستهزئون إلى بيوتهم وأهلهم رجعوا مسرورين بما فعلوه بالمؤمنين من سخرية واستهزاء، متعجبين من اختيار هؤلاء المؤمنين للإسلام، وتركهم عبادة الأصنام.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
التفسير :
٣٢- وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالّون.
والعجب هنا هو أن أهل الضال والكفر، وعبادة الأوثان، وشرب الخمر، والتعامل بالربا، واقتراف الزنا، هم الذين يتهمون المؤمنين الصابرين المتبتلين بعبادة الله، المبتعدين عن المعاصي-يتهمونهم بالضلال، وفي أمثال العرب :( رمتنى بدائها وانسلّت ) يضرب لمن يكون فيه داء فيتّهم غيره به، فهؤلاء الكفار يتهمون المؤمنين بالضلال لعدم استمتاعهم بالشهوات العاجلة، ولتعذيب أنفسهم بالصلاة والصيام، طمعا في نعيم آجل غير مضمون، أي أن حكمهم على المؤمنين بالضلال يدل على نهاية الغرور والجهل.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
المفردات :
حافظين : رقباء، يتفقّدونهم ويهيمنون على أعمالهم.
التفسير :
٣٣- وما أرسلوا عليهم حافظين.
أي : إن الكفار لم يكلّفوا بمراقبة المؤمنين، أو الوصاية عليهم، أو تسجيل أعمالهم، وهؤلاء الكفار بدل أن يراقبوا أنفسهم، ويتفقدوا عيوب أنفسهم، تركوا عيوب أنفسهم وانشغلوا بالبحث عن عيوب غيرهم.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
التفسير :
٣٤- فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون.
أي : اليوم يوم القيامة، والكفار محجوبون عن ربهم، وهم يقاسون ألوان العذاب في جهنم، فإن المؤمنين يضحكون منهم، ومن ألوان العذاب الذي ينالهم، جزاء عادلا على سخرية الكفار بالمؤمنين في الدنيا.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
التفسير :
٣٥- على الأرائك ينظرون.
بينما المؤمنون يتمتعون بنعيم الجنة، جالسين على الأرائك في نعيم مقيم، يفتح لهم باب فيرون أهل جهنم في بلاء شديد، فيشكرون الله على ما أولاهم به من النعيم.
قال الشيخ محمد عبده في تفسير جزء عمّ :
فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون.
لا ضحك الجاهل المغرور، بل ضحك الموقن بالسرور... ضحك من وصل به يقينه إلى مشاهدة الحق فسرّ به، انكشف لهم بالعيان ما كانوا يرجونه من إكرام الله لهم، وخذلانه لأعدائهم، فسرّوا بذلك وفرحوا، وضحكوا من أولئك المغرورين الجحدة الذين تجلّت لهم عاقبة أعمالهم، وظهر لهم سفه عقولهم وفساد أقوالهم، فنكّست أعناقهم لخزيهم وذلّهم، فما أعظم مجد المؤمنين في ذلك اليوم.
على الأرائك ينظرون.
إلى صنع الله بأعدائهم، وإذلاله لمن كان يفخر عليهم، وتنكيله بمن كان يهزأ بهم، جزاء وفاقاviii.
كان كفار مكة يسخرون من الفقراء الضعفاء، كعمّار وبلال وصهيب، ويفتخرون بالعدوان عليهم، وربما تطاول المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يستهزئون بهم، ويحرّضون عليهم سفهاءهم وغلمانهم، وهم الذين قال الله فيهم : إنّا كفيناك المستهزءين. ( الحجر : ٩٥ ).
وروي أن علي بن أبي طالب جاء في نفر من المسلمين، فرآه بعض هؤلاء الكفار فسخروا منه وممن معه، وضحكوا منهم، وتغامزوا بهم، ثم رجعوا إلى بقية شيعتهم من أهل الشرك فحدّثوهم بما صنعوا وقالوا : رأينا اليوم الأصلع، فضحكوا منه، فنزلت هذه الآيات قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآيات تحكي بعض قبائح المجرمين، وتروي نموذجا متكررا في الحياة الدنيا، حيث يسخر الفجّار من الأخيار، ولا يردّ الأخيار في الدنيا، لكن هناك في الآخرة نجد المؤمنين في منازل رفيعة، يضحكون من الكافرين جزاء ما فعلوا بهم في الدنيا، والمقصود من الآيات : تسلية المؤمنين وتقوية قلوبهم.
المفردات :
هل ثوب : التثويب والإثابة : المجازاة، يقال : ثوّبه وأثابه، إذا جازاه، أي : هل جوزي الكفار وأثيبوا على فعلهم ؟
التفسير :
٣٦- هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون.
هل جوزي الكفار على ما كانوا يفعلون بالمؤمنين في الدنيا ؟ والجواب : نعم، لقد جوزي الكفار بالجزاء المناسب، لتهكّمهم بالمؤمنين في الدنيا، فقد نزل بهم ما يستحقون من عقاب أليم، جزاء وفاقا.
ويظل هذا الاستفهام التقريري هو آخر ما يرنّ في الأذن، كأنه يقول : إن عدالة الله تقتص من المعتدين مهما طالت بهم الحياة.
وثوّب مثل أثاب-بمعنى جازى- يقع في الخير وفي الشر، وإن كان قد غلب عليه الثواب في الخير، لكنه ورد هنا من باب التهكم بالمعتدين، مثل قوله تعالى : فبشّرهم بعذاب أليم. ( التوبة : ٣٤ ).
قال ابن كثير :
وقوله تعالى : هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون.
أي : جوزي الكفار على ما كانوا يقابلونه به المؤمنين من الاستهزاء والسخرية أم لا ؟
يعني : قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمّه وأكملهix.
وفي معنى الآيات ورد قوله تعالى : إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين* فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون* إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون. ( المؤمنون : ١٠٩-١١١ ).
i قال الترمذي : حسن صحيح، وللحديث روايات أخرى بألفاظ قريبة في المعنى.
ii تفسير المراغي للأستاذ أحمد مصطفى المراغي، ط ٣، مصطفى البابي الحلبي، ٣٠/٨٢.
iii تفسير جزء عم، للأستاذ محمد عبده، الطبعة السادسة مطابع الشعب، ص٣٧.
iv قوموا إلى سيدكم :
رواه البخاري في الجهاد ( ٣٠٤٣ ) ومسلم في الجهاد ( ١٧٦٨ ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد –هو ابن معاذ- بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( قوموا إلى سيدكم ). فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :( إن هؤلاء نزلوا على حكمك )، قال : فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية، قال :( لقد حكمت فيهم بحكم الملك ).
v من أحب أن يمثل له الرجال قياما :
رواه أبو داود في الأدب ( ٥٢٢٩ ) والترمذي في الأدب ( ٢٧٥٥ ) عن أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ).
vi تفسير المراغي للأستاذ أحمد مصطفى المراغي المجلد العاشر الجزء ٣٠ ص ٧٥ الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
vii تفسير القرطبي وبه مزيد من القول في ذلك الموضوع.
viii تفسير جزء عم للأستاذ الإمام محمدعبده، دار الشعب ص ٣٨.
ix مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني المجلد الثالث ص ٦١٧.