تفسير سورة الطارق

معاني القرآن
تفسير سورة سورة الطارق من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم.
قوله عز وجل :﴿ وَالسَّماء وَالطَّارِقِ ﴾.
الطارق : النجم ؛ لأنه يطلع بالليل، وما أتاك ليلا فهو طارق، ثم فسره فقال :
﴿ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾ والثاقب : المضيء، والعرب تقول : أثقب نارك للموقِد، ويقال : إن الثاقب : هو النجم الذي يقال له : زحل، والثاقب : الذي قد ارتفع على النجوم. والعرب تقول للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعا : قد ثقّب. كل ذلك جاء في التفسير.
وقوله عز وجل :﴿ لمَّا عَلَيْها ﴾.
قرأها العوام «لما »، وخففها بعضهم. الكسائي كان يخففها، ولا نعرف جهة التثقيل، ونرى أنها لغة في هذيل، يجعلون إلاّ مع إنِ المخففة ( لما ). ولا يجاوزون ذلك. كأنه قال : ما كل نفس إلا عليها [ ١٣٤/ب ] حافظ.
ومن خفف قال : إنما هي لام جواب لإن، ( وما ) التي بعدها صلة كقوله :﴿ فَبِما نَقْضِهِمْ ميثاقهم ﴾ يقول : فلا يكون في ( ما ) وهي صلة تشديد.
وقوله عز وجل :﴿ عَلَيْها حافِظٌ ﴾.
الحافظ من الله عز وجل يحفظها، حتى يُسلمها إلى المقادير.
وقوله عز وجل :﴿ مِن ماء دَافِقٍ ﴾.
أهل الحجاز أفعل لهذا من غيرهم، أن يجعلوا المفعول فاعلا إذا كان في مذهب نعت، كقول العرب : هذا سرٌّ كاتم، وهمٌّ ناصبٌ، وليلٌ نائمٌ، وعيشةٌ راضيةٌ. وأعان على ذلك أنها توافق رءوس الآيات التي هنّ معهن.
وقوله عز وجل :﴿ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائبِ ﴾.
يريد : من الصلب والترائب وهو جائز أن تقول للشيئين : ليخرجن من بين هذين خير كثير ومن هذين. والصلب : صلب الرجل، والترائب : ما اكتنف لَبّاتِ المرأة مما يقع عليه القلائد.
وقوله عز وجل :﴿ إِنَّهُ على رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾.
إنه على رد الإنسان بعد الموت لقادر.
[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال :] حدثنا الفراء قال : وحدثني مندل عن ليث عن مجاهد قال : إنه على رد الماء إلى الإحليل لقادر.
وقوله جل وعز :﴿ وَالسَّماء ذَاتِ الرَّجْعِ ﴾.
نبتدئ بالمطر، ثم ترجع به في كل عام.
وقوله عز وجل :﴿ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ﴾.
تتصدع بالنبات.
Icon