تفسير سورة المعارج

التفسير الحديث
تفسير سورة سورة المعارج من كتاب التفسير الحديث .
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة المعارج
في السورة توكيد بوقوع عذاب الله الموعود. وتذكير بعظمة المشاهد السماوية ووصف لهول يوم القيامة وما تكون عليه حالة الكفار فيه. وتقرير لبعض طبائع الإنسان السيئة واستثناء المؤمنين المصلين الذين يخافون الله والآخرة على اعتبار أن ذلك يحسن هذه الطبائع ويحفز على الخير والبر والعدل والحق والعفاف. وصورة من صور الهزء التي كانت تبدو من الكفار نحو النبي، وتسلية للنبي وتنديد بالكفار بسببها.
وآيات السورة متوازنة منسجمة مما يسوغ القول بنزولها دفعة واحدة.

بسم الله الرحمان الرحيم
١ سأل : قيل إنها بمعنى دعا، وقيل إنها بمعنى السؤال العادي.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ سأل١ سائل بعذاب واقع ( ١ ) للكافرين ليس له دافع ( ٢ ) من الله ذي المعارج٢ ( ٣ ) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ( ٤ )فاصبر صبرا جميلا ( ٥ ) إنهم يرونه بعيدا ( ٦ ) ونراه قريبا ( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
في الآيات : إشارة إلى سؤال سائل عن عذاب الله الموعود وموعد وقوعه ومحله. وتوكيد بوقوعه على الكافرين دون أن يستطيع أحد دفعه عنهم من الله رب السماوات الذي يصعد إليه فيها الملائكة والروح في يوم طوله خمسون ألف سنة من أيام الدنيا. وأمر للنبي بالصبر والثبات وعدم الاغتمام وتطمين له : فإذا كان الكفار يرون ذلك العذاب ويوم موعده بعيدا فهو عند الله قريب.
والآية الأولى تحتمل أن يكون السؤال وقع فنزلت الآيات بمناسبته، كما تحتمل أن تكون حكاية لما كان يتكرر وقوعه من الكفار من استعجال العذاب أو التساؤل عن موعده على سبيل الإنكار والتحدي والاستهتار على ما حكته عنهم آيات عديدة مرت أمثلة منها. وقد احتوت الآيات ردا تضمن التوكيد والتنديد والبرهان المستمد من المحسوس وبخاصة المستند إلى ما هو قائم في مشاهد الكون من عظمة الله وقدرته. بحيث لا يصح في العقل أن يستبعد عليه شيء.
ووجود الله سبحانه وعظمته وشمول قدرته وحكمه مما كان يعترف به السامعون على ما مرت الشواهد القرآنية العديدة عليه فتكون الحجة هنا مستحكمة فيهم.
تعليق على رواية شيعية في سبب
نزول هذه الآيات.
ولقد روى المفسر الشيعي الطبرسي عن جعفر بن محمد أحد الأئمة الاثني عشر رواية في سبب نزول هذه الآيات جاء فيها :( لما نصّب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خمّ، وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه طار ذلك في البلاد، فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها، ثم لم ترض حتى نصّبت الغلام فقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله ؟ فقال : والله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. فولّى النعمان بن الحرث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه الله بحجر على رأسه فقتله، وأنزل الله تعالى :﴿ سأل سائل بعذاب واقع ﴾ وسورة كالمعارج مكية بدون خلاف. والحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ صدر عنه حسب الروايات بعد رجوعه من حجة الوداع أي قبيل وفاته. أو بعد رجوعه من فتح مكة في السنة الهجرية الثامنة. وجملة ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عند الخ... ) آية في سورة الأنفال المدنية تحكي في سياقها أقوال مشركي مكة في العهد المكي. والآيات التي بعدها ترد عليهم. وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعد يوم الحديث المروي غلاما، فإنه جاوز الثلاثين سنين عديدة ؛ حيث يبدو من ذلك غرابة الرواية وكونها من نوع مرويات الشيعة العديدة التي يرووها في سياق التفسير لتأييد هواهم.
تعليق على جملة
﴿ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾
يروي المفسرون أقوالا عديدة ومنسوبة إلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم في صدد هذه الجملة ١. فمنها في صدد ﴿ والروح ﴾ أنها تعني جبريل عليه السلام الذي يرجح أنها عنته في آيات في سور أخرى سبق تفسير بعضها مثل سورتي النحل والشعراء. ومنها أنها تعني أرواح الناس حينما تنقضي آجالهم مما ذكر في حديث رويناه في سياق بعض آيات سورة إبراهيم التي سبق تفسيرها. ولقد ذكر الروح مع الملائكة في سورة القدر بأسلوب يدل على أنه رئيس الملائكة ويكون على رأسهم في نزولهم إلى الأرض كما ذكرت في مثل هذا المقام أو بعبارة أخرى في قيام الملائكة والروح صفا أمام الله يوم القيامة في إحدى آيات سورة النبأ التي يأتي تفسيرها بعد قليل حيث يسوّغ الترجيح أنها هنا من هذا الباب. ومنها في صدد ﴿ خمسين ألف سنة ﴾ أن الرقم هو المسافة التي بين تخوم الأرض إلى فوق السماوات السبع حسب أيام الدنيا يقطعها الملائكة والروح في يوم واحد. ومنها أنها بمعنى أنه لو صعد غير الملائكة من منتهى أمر الله في أسفل الأرض السابعة لما صعد في أقل من خمسين سنة والملائكة يقطعونها في ساعة واحدة. ومنها أن الرقم هو يوم القيامة ومنها أنه مدة الدنيا. وقد حاول المفسرون الذين رووا القولين الأولين التوفيق بين هذا الرقم وبين ما جاء في سورة السجدة التي مر تفسيرها في هذا الجزء فقالوا : إن يوم سورة السجدة هو من الأرض الأولى إلى السماء الأولى في حين أن يوم المعارج من تخوم الأرض السابعة إلى ما فوق السماء السابعة.
ولقد أورد ابن كثير بسبيل تأييد كون اليوم هو يوم القيامة حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد قال :( قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ). ومع أن المفسر عقب على هذا الحديث قائلا : إن شخصين من رواته ضعيفان، فإنه أورد حديثا آخر رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي أيضا عن أبي هريرة جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار )٢. هذا في حين أن فحوى الآيات يتسق مع القولين الأولين أكثر وأن المتبادر من هذا الفحوى هو بيان كون المسافات الشاسعة الهائلة التي يستعظمها الناس مثل ما بين الأرضين والسماوات ليست شيئا بالنسبة لقدرة الله تعالى. ولسنا نرى تعارضا بين هذا وبين ما جاء في الحديث الصحيح في الوقت نفسه ؛ حيث يبدو منه أن القصد هو بيان كون يوم القيامة طويلا جدا على الناس حتى لكأنه خمسون ألف عام مما يعدونه من أيامهم.
ومهما يكن من أمر فالخبر الذي احتوته الجملة القرآنية من المغيبات المتصلة بسر الله وملائكته. ومن الواجب الوقوف عنده موقف التصديق دون التخمين مع واجب تنزيه الله تعالى عن المكان والحدود الجسمانية، ومع واجب الإيمان بأنه لا بد من أن يكون لورود الجملة بالأسلوب الذي وردت به حكمة سامية. وقد يكون من هذه الحكمة على ضوء الآيتين الآخيرتين [ ٦-٧ ] أنها بسبيل الرد على الكفار الذين يستعجلون العذاب استهتارا أو تحديا ويسألون هازئين عن سبب تأخيره بأن ما يظنونه بعيدا هو عند الله تعالى قريب وإن اليوم عنده ليعدل خمسين ألف سنة من سنيهم. والله أعلم.

٢ المعارج : جمع معراج وهو ما يصعد عليه إلى أعلى. وهي كناية عن السماوات على ما روي عن ابن عباس. وهناك من قال : إنها بمعنى ذي الفضل والنعم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ سأل١ سائل بعذاب واقع ( ١ ) للكافرين ليس له دافع ( ٢ ) من الله ذي المعارج٢ ( ٣ ) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ( ٤ )فاصبر صبرا جميلا ( ٥ ) إنهم يرونه بعيدا ( ٦ ) ونراه قريبا ( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
في الآيات : إشارة إلى سؤال سائل عن عذاب الله الموعود وموعد وقوعه ومحله. وتوكيد بوقوعه على الكافرين دون أن يستطيع أحد دفعه عنهم من الله رب السماوات الذي يصعد إليه فيها الملائكة والروح في يوم طوله خمسون ألف سنة من أيام الدنيا. وأمر للنبي بالصبر والثبات وعدم الاغتمام وتطمين له : فإذا كان الكفار يرون ذلك العذاب ويوم موعده بعيدا فهو عند الله قريب.
والآية الأولى تحتمل أن يكون السؤال وقع فنزلت الآيات بمناسبته، كما تحتمل أن تكون حكاية لما كان يتكرر وقوعه من الكفار من استعجال العذاب أو التساؤل عن موعده على سبيل الإنكار والتحدي والاستهتار على ما حكته عنهم آيات عديدة مرت أمثلة منها. وقد احتوت الآيات ردا تضمن التوكيد والتنديد والبرهان المستمد من المحسوس وبخاصة المستند إلى ما هو قائم في مشاهد الكون من عظمة الله وقدرته. بحيث لا يصح في العقل أن يستبعد عليه شيء.
ووجود الله سبحانه وعظمته وشمول قدرته وحكمه مما كان يعترف به السامعون على ما مرت الشواهد القرآنية العديدة عليه فتكون الحجة هنا مستحكمة فيهم.
تعليق على رواية شيعية في سبب
نزول هذه الآيات.
ولقد روى المفسر الشيعي الطبرسي عن جعفر بن محمد أحد الأئمة الاثني عشر رواية في سبب نزول هذه الآيات جاء فيها :( لما نصّب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم غدير خمّ، وقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه طار ذلك في البلاد، فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلاة والزكاة فقبلناها، ثم لم ترض حتى نصّبت الغلام فقلت : من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله ؟ فقال : والله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله. فولّى النعمان بن الحرث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فرماه الله بحجر على رأسه فقتله، وأنزل الله تعالى :﴿ سأل سائل بعذاب واقع ﴾ وسورة كالمعارج مكية بدون خلاف. والحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم غدير خمّ صدر عنه حسب الروايات بعد رجوعه من حجة الوداع أي قبيل وفاته. أو بعد رجوعه من فتح مكة في السنة الهجرية الثامنة. وجملة ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عند الخ... ) آية في سورة الأنفال المدنية تحكي في سياقها أقوال مشركي مكة في العهد المكي. والآيات التي بعدها ترد عليهم. وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يعد يوم الحديث المروي غلاما، فإنه جاوز الثلاثين سنين عديدة ؛ حيث يبدو من ذلك غرابة الرواية وكونها من نوع مرويات الشيعة العديدة التي يرووها في سياق التفسير لتأييد هواهم.
تعليق على جملة
﴿ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾
يروي المفسرون أقوالا عديدة ومنسوبة إلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم في صدد هذه الجملة ١. فمنها في صدد ﴿ والروح ﴾ أنها تعني جبريل عليه السلام الذي يرجح أنها عنته في آيات في سور أخرى سبق تفسير بعضها مثل سورتي النحل والشعراء. ومنها أنها تعني أرواح الناس حينما تنقضي آجالهم مما ذكر في حديث رويناه في سياق بعض آيات سورة إبراهيم التي سبق تفسيرها. ولقد ذكر الروح مع الملائكة في سورة القدر بأسلوب يدل على أنه رئيس الملائكة ويكون على رأسهم في نزولهم إلى الأرض كما ذكرت في مثل هذا المقام أو بعبارة أخرى في قيام الملائكة والروح صفا أمام الله يوم القيامة في إحدى آيات سورة النبأ التي يأتي تفسيرها بعد قليل حيث يسوّغ الترجيح أنها هنا من هذا الباب. ومنها في صدد ﴿ خمسين ألف سنة ﴾ أن الرقم هو المسافة التي بين تخوم الأرض إلى فوق السماوات السبع حسب أيام الدنيا يقطعها الملائكة والروح في يوم واحد. ومنها أنها بمعنى أنه لو صعد غير الملائكة من منتهى أمر الله في أسفل الأرض السابعة لما صعد في أقل من خمسين سنة والملائكة يقطعونها في ساعة واحدة. ومنها أن الرقم هو يوم القيامة ومنها أنه مدة الدنيا. وقد حاول المفسرون الذين رووا القولين الأولين التوفيق بين هذا الرقم وبين ما جاء في سورة السجدة التي مر تفسيرها في هذا الجزء فقالوا : إن يوم سورة السجدة هو من الأرض الأولى إلى السماء الأولى في حين أن يوم المعارج من تخوم الأرض السابعة إلى ما فوق السماء السابعة.
ولقد أورد ابن كثير بسبيل تأييد كون اليوم هو يوم القيامة حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي سعيد قال :( قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ). ومع أن المفسر عقب على هذا الحديث قائلا : إن شخصين من رواته ضعيفان، فإنه أورد حديثا آخر رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي أيضا عن أبي هريرة جاء فيه :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار )٢. هذا في حين أن فحوى الآيات يتسق مع القولين الأولين أكثر وأن المتبادر من هذا الفحوى هو بيان كون المسافات الشاسعة الهائلة التي يستعظمها الناس مثل ما بين الأرضين والسماوات ليست شيئا بالنسبة لقدرة الله تعالى. ولسنا نرى تعارضا بين هذا وبين ما جاء في الحديث الصحيح في الوقت نفسه ؛ حيث يبدو منه أن القصد هو بيان كون يوم القيامة طويلا جدا على الناس حتى لكأنه خمسون ألف عام مما يعدونه من أيامهم.
ومهما يكن من أمر فالخبر الذي احتوته الجملة القرآنية من المغيبات المتصلة بسر الله وملائكته. ومن الواجب الوقوف عنده موقف التصديق دون التخمين مع واجب تنزيه الله تعالى عن المكان والحدود الجسمانية، ومع واجب الإيمان بأنه لا بد من أن يكون لورود الجملة بالأسلوب الذي وردت به حكمة سامية. وقد يكون من هذه الحكمة على ضوء الآيتين الآخيرتين [ ٦-٧ ] أنها بسبيل الرد على الكفار الذين يستعجلون العذاب استهتارا أو تحديا ويسألون هازئين عن سبب تأخيره بأن ما يظنونه بعيدا هو عند الله تعالى قريب وإن اليوم عنده ليعدل خمسين ألف سنة من سنيهم. والله أعلم.

١ المهل : عكر الزيت.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

٢ العهن : الصوف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

٣ يبصرونهم : بمعنى يرونهم أو يعرفونهم والضمير راجع إلى الأصدقاء الحميمين أو الأقارب المذكورين في الآيات.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

٤ صاحبته : كناية عن الزوجة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

٥ فصيلته : أسرته الخاصة، مثل عشيرته.
٦ تؤويه : تضمه أو تجيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

٧ لظى : متقدة أو شديدة الالتهاب.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

٨ نزاعة للشوى : قرئت نزاعة بالضم وبالفتح. وفي حالة الضم تكون خبر ( لأنها ) وفي حالة الفتح تكون حالا أو ظرفا أو مفعولا لفعل مقدر وهو ( أعنيها ) والشوى جمع شواة وهي بشرة الجسم أو أطراف الجسم غير المقاتلة، والجملة تعني أن النار تنزع من شدتها بشرة الجسم أو أطرافه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

أوعى : كنز وادّخر
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ يوم تكون السماء كالمهل١ ( ٨ ) وتكون الجبال كالعهن٢ ( ٩ ) ولا يسئل حميم حميما ( ١٠ ) يبصرونهم٣ يود المجرم لو يقتدي من عذاب يومئذ ببنيه ( ١١ ) وصاحبته ٤ وأخيه ( ١٢ ) وفصيلته ٥ التي تؤويه ٦ ( ١٣ ) ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ( ١٤ ) كلا إنها لظى ٧( ١٥ ) نزاعة للشوى٨( ١٦ ) تدعوا من أدبر وتولى ( ١٧ ) وجمع فأوعى٩ ( ١٨ ) ﴾ [ ٨-١٨ ].
وفي هذه الآيات إشارة إلى عذاب الله الموعود الذي أكدت الآيات السابقة وقوعه وقربه. ففي ذلك اليوم تكون السماء كعكر الزيت قتاما أو ميوعة والجبال كالصوف ليونة وتناثرا، ومع أنهم يرى بعضهم بعضا ويتعرف بعضهم على بعض فإن كلا منهم مشغول بنفسه لا يستطيع أن يسأل نصرا من صديق أو عونا من قريب ولا يمكن أن يجاب. ويكون هول العذاب الشديد على المجرمين حتى ليتمنى الواحد منهم لو فدى نفسه بكل عزيز عليه من أولاده وزوجته وأخيه وعشيرته وكل من في الأرض ليتمكن من النجاة. ولكن لا نجاة. فقد أعدت جهنم الشديدة الاتقاد لكل من أدبر وأعرض عن سماع آيات الله والاستجابة إلى الدعوة إليه وكان كل همه جمع المال وكنزه لتنزع أطرافهم وتشوى بشراتهم دون أن يقضى عليهم بالموت ليظلوا يقاسون هول العذاب.
والآيات كما واضح متصلة بسابقاتها سياقا وموضعا. وفيها تأييد لما قلناه في سياق الآيات السابقة وكونها للإنذار والتأكيد بوقوع العذاب الموعود وقربه.
وقد تضمنت وصفا مرعبا من شأنه إثارة الخوف والهلع في الكفار، وهو مما استهدفته الآيات هنا كما استهدفته الآيات السابقة والمماثلة بالإضافة إلى المقصد الأخروي الواجب الإيمان به. ولقد روى الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيه تفسير للمهل قال :( إنه كعكر الزيت إذ قرب إلى الوجه سقطت فروته من شدة حرارته ) ١.
تعليق على اختصاص جمع المال
وكنزه بالتنديد.
وكما قلنا في صدد عدم الحض على طعام المسكين في الآيات السابقة نقول هنا في صدد اختصاص جمع المال وكنزه بالتنديد ؛ من حيث إنه ليس من قبيل الحصر. ولكنه ينطوي على تلقين قرآني جليل مستمر المدى في صدد تقبيح كنز المال والشح به عن سبل البرّ والخير ومساعدة المحتاجين.

١ هلوعا : سريع التأثر والتهيج مما يلم به أو سريع الضجر والتبرم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

٢ جزوعا : شديد الخوف والاضطراب
سورة المعارج
في السورة توكيد بوقوع عذاب الله الموعود. وتذكير بعظمة المشاهد السماوية ووصف لهول يوم القيامة وما تكون عليه حالة الكفار فيه. وتقرير لبعض طبائع الإنسان السيئة واستثناء المؤمنين المصلين الذين يخافون الله والآخرة على اعتبار أن ذلك يحسن هذه الطبائع ويحفز على الخير والبر والعدل والحق والعفاف. وصورة من صور الهزء التي كانت تبدو من الكفار نحو النبي، وتسلية للنبي وتنديد بالكفار بسببها.
وآيات السورة متوازنة منسجمة مما يسوغ القول بنزولها دفعة واحدة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.


تعليق على مدى الآية
﴿ والذين هم بشهاداتهم قائمون ﴾
والآية كما هو المتبادر تعتبر القيام بالشهادة من صفات المؤمنين الصادقين وتنوّه بمن يفعل ذلك. وهناك آيات فيها حث على ذلك منها آية سورة النساء هذه { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على
أنفسكم أو الوالدين والأقربين }[ ١٣٥ ] وآية سورة المائدة هذه ﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ﴾ [ ٨ ] وآية سورة الأنعام هذه ﴿ وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ﴾ [ ١٥٢ ] وآية سورة الطلاق هذه ﴿ وأشهدوا ذوى عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الأخر ﴾ [ ٢ ] وهناك نهي عن كتمان الشهادة وإنذار لكاتميها كما هو في آية البقرة هذه ﴿ ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ﴾ [ ٢٨٣ ] ونهى عن مضارة الشهداء كما هو في آية البقرة هذه ﴿ ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم ﴾ [ ٢٨٢ ] ونهي للشهداء عن عدم الشهادة كما هو في آية البقرة هذه ﴿ ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ﴾ [ ٢٨٢ ] حيث يبدو من هذا مدى عناية حكمة التنزيل بهذا الأمر الذي فيه إحقاق للحق وتوطيد للعدل وضمان لطمأنينة الناس على حقوقهم المتنوعة.
وهناك أحاديث نبوية عديدة متساوقة مع التلقين القرآني وفي بعضها تحذير من شهادة الزور وتعظيم لإثمها. منها حديث رواه الخمسة إلا البخاري عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها ) ١ وحديث رواه الترمذي وأبو داود عن خريم بن فاتك قال :( صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال : عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله ثلاث مرات ثم قرأ ﴿ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به... ﴾ [ الحج : ٣٠-٣١ ] ) ٢. وحديث رواه الشيخان و الترمذي عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ألا أخبركم بأكبر الكبائر قالوا : بلى يا رسول الله، قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور. قال : فما زال يقولها حتى قلنا ليته سكت )٣ وحديث رواه ابن ماجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار ) ٤.
١ التاج ج ٣ ص ٥٦-٨٥..
٢ المصدر نفسه..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ *إن الإنسان خلق هلوعا١ ( ١٩ ) إذا مسه الشر جزوعا ٢ ( ٢٠ ) وإذا مسه الشر منوعا ( ٢١ ) إلا المصلين ( ٢٢ ) الذين هم على صلاتهم دائمون ( ٢٣ ) والذين في أموالهم حق معلوم ( ٢٤ ) للسائل والمحروم ( ٢٥ ) والذين يصدقون بيوم الدين ( ٢٦ ) والذين هم من عذاب ربهم مشفقون ( ٢٧ ) إن عذاب ربهم غير مأمون ( ٢٨ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٢٩ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٣٠ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( ٣١ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ( ٣٢ ) والذين هم بشهاداتهم قائمون ( ٣٣ ) والذين هم على صلاتهم يحافظون ( ٣٤ ) أولئك في جنات مكرمون ( ٣٥ ) ﴾[ ١٩-٣٥ ].
في الآيات الثلاث الأولى إشارة إلى ما انطبع عليه الإنسان من أنانية وحرص وسرعة تأثر : فهو سريع التهيج مما يلم به. وهو أناني لا يفكر إلا في نفسه فإذا أصابه شر جزع واضطرب، وإذا انفرجت أموره ونال خيرا أمسك وبخل.
والآيات التالية استثنت من ذلك المصلين المداومين على الصلاة : فهؤلاء يعرفون ما عليهم في أموالهم من حق واجب للسائل والمحروم. ويؤمنون باليوم الآخر. ويخافون من عذاب ربهم الجدير بالخشية. ويرعون ما يقطعونه من عهد. ويلتزمون في صلاتهم الجنسية مجالهم المشروع من زوجات وملك يمين حافظين فروجهم عن غير هذا المجال، لأن الذين يتجاوزونه يكونون معتدين. ويحتفظون بما اؤتمنوا عليه من أمانات، ويؤدون ما عندهم من شهادات على وجهها الحق، ويحافظون على صلاتهم في أوقاتها. فلهؤلاء عند الله التكريم في الجنات.
تعليق على الآيات ﴿ إن الإنسان خلق هلوعا ﴾
إلى الآية ٢٥ وما ينطوي فيها من تلقينات.
والآيات متصلة بسابقاتها. والمناسبة قائمة خاصة بينها وبين الآية الأخيرة السابقة لها مباشرة. وقد انطوت على تقرير أثر الإيمان وعبادة الله في نفس الإنسان واتجاهه وسلوكه، وتقويم ما في طبيعته من أنانية وجزع من الشر ومنع للخير. وهي من روائع المجموعات القرآنية المنطوية على جليل التلقينات الأخلاقية والاجتماعية المستمرة المدى.
واختصاص المصلين بالذكر في الاستثناء، وتكرار التنويه بالداوم على الصلاة والمحافظة عليها في أول المجموعة وآخرها آت – كما هو المتبادر – من كون الصلاة هي مظهر رئيسي من مظاهر الإيمان بالله أولا ووسيلة مستمرة للتذكير بالله وأوامره التي فيها كل خير ونواهيه التي تنهى عن كل شر ثانيا. وهذا مما يجعل المصلي يندفع في عمل الحق والعدل والخير ويمتنع عن الإثم والفواحش. وعلى هذا فإذا صدر من مصل آثام ومنكرات وتغلبت فيه الأنانية والجزع والبخل والمنع فلا يكون في الحقيقة مصليا ؛ لأن صلاته لا تكون صادرة عن إيمان صحيح فلا تفيد في تصفية روحه وتنقية قلبه على ما شرحناه في سياق تفسير سورة العلق شرحا يغني عن التكرار.
ومع أن الآيات انطوت كما قلنا على تقرير أثر الصلاة في المصلي الصادق فإن من الممكن أن يكون فيها أيضا صورة لما كان عليه المؤمنون الأولون في العهد المكي من أخلاق وما كان للصلاة والإيمان فيهم من أثر عظيم مما احتوت تقريره آيات عديدة في سور عديدة على ما ذكرناه في سياق الآيات الأولى من سورة ( المؤمنون ).
وإذا صح هذا – ونرجو ذلك – فإن في الآيتين ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ٢٤للسائل والمحروم ﴾ قرينة على أن الزكاة كانت مفروضة على المؤمنين ومعينة المقدار.
ولقد روى الطبري عن مجاهد والشعبي وغيرهما من علماء التابعين أن جملة ﴿ والذين في أموالهم حق معلوم ﴾ تعني غير الزكاة أيضا. ومع أن هناك آيات عديدة حثّت على التصدق بصورة عامة بحيث يدخل في ذلك الصدقات التطوعية فإن المتبادر من روح العبارة هو كما قلنا قصد المقدار المحدد المستوجب على الأموال باسم الزكاة في الدرجة الأولى.
ولقد روى البخاري حديثا جاء فيه :( أتى النبي مالا فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغ أنهم عتبوا فقال إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي. أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير. منهم عمرو بن تغلب فقال عمرو ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ) ١. حيث ينطوي في الحديث معالجة نبوية نفسانية لمختلف فئات المسلمين تورد على هامش بعض ما جاء في هذه الآيات. وفيها تلقين رفيع نفساني للمسلمين وبخاصة لأولي الأمر منهم.

١ مهطعين : مسرعين ومقبلين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

٢ عزين : جماعات جماعات.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

٣ رب المشارق والمغارب : جمهور المفسرين على أن العبارة تعني مطالع الشمس والقمر ومغاربهما. وبعضهم قال : إن الجمع بسبب تغير هذه المطالع والمغارب يوميا بالنسبة للقمر في كل شهر وبالنسبة للشمس في كل سنة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

٤ مسبوقين : هنا بمعنى عاجزين أو مقصرين عن اللحاق بهم. والكلمة في صدد تعبير السبق. فالمسبوق في المباراة يكون عاجزا أو مقصرا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

٥ نصب : مفرد الأنصاب. وهو ما ينصب للعبادة. ويمكن أن تعني الأصنام.
٦ يفيضون : يسرعون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:{ فمال الذين كفروا قبلك مهطعين١ ( ٣٦ ) عن اليمين وعن الشمال عزين ٢ ( ٣٧ ) أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم ( ٣٨ ) كلا إنا خلقناهم مما يعلمون ( ٣٩ ) فلا أقسم برب المشارق ورب المغارب إنا لقادرون ٣ ( ٤٠ ) على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين٤ ( ٤١ ) فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ( ٤٢ ) يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب ٥ يوفضون٦ ( ٤٣ ) خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ( ٤٤ )[ ٣٦-٤٤ ].

في الآيات :


١-
سؤال فيه معنى الإنكار والتنديد عما يريده الكفار من إسراعهم نحو النبي ووقوفهم جماعات جماعات عن يمينه وشماله وعما إذا كانوا يطمعون أن يدخلوا الجنة.

٢-
ونفي جازم لذلك.

٣-
وتقرير وقسم يتضمنان معنى الإنذار بأن الله الذي خلقهم مما يعرفون قادر على إهلاكهم متى شاء واستبدالهم بخير منهم وليس هو عاجزا عنه ولن يستطيعوا الإفلات منه.

٤-
وأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يعبأ بهم وأن يدعهم في خوضهم ولهوهم إلى أن يلقوا اليوم الذي يوعدون وينالهم العذاب المعد لهم فيه. ففي ذلك اليوم يخرجون من قبورهم مسرعين كأنهم متجهون نحو نصب لهم وتكون أبصارهم خاشعة ويكون الذل والهوان قد استحوذا عليهم.
والآيات متصلة بالآيات التي سبقت فصل المصلين كأنما جاء هذا الفصل للاستدراك ثم عاد الكلام فاتصل في صدد الكفار.
وروح الآيات عامة والآية [ ٤٢ ] بخاصة تلهم أن ما حكته الآيتان [ ٣٦-٣٧ ] من التفاف الكفار حول النبي يمينا وشمالا كان من قبيل إقبال الساخر المستخف ؛ ولذلك انطوت الآيات على التنديد والإنذار والوعيد والتذكير بقدرة الله على تنفيذ وعيده من جهة وانطوت على تسليته للنبي وتطمين له من جهة أخرى.
وهكذا تكون الآيتان [ ٣٦و٣٧ ] احتوتا صورة من صور الخبث والمكر والاستخفاف التي كانت تصدر عن الكفار نحو النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مواقف وعظه وإرشاده وتلاوته للقرآن ؛ حيث كانوا ينظرون إليه نظر الهازئ المنكر ويقفون حوله جماعات جماعات مادّين بأعناقهم إليه وقوف الساخر الجاحد. والتنديد والإنذار اللذان تضمنتهما الآيات قويان لاذعان ومتناسبان مع الصورة الخبيثة التي انطوت فيها.
وقد جاءت الآيات خاتمة للسورة، والآية الأخيرة مما ختم بما يماثله بعض السور الأخرى أيضا.

Icon