تفسير سورة الضحى

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
تفسير سورة سورة الضحى من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن .
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ ما ودّعك ربك وما قلى ﴾ [ الضحى : ٣ ] جواب القسم.
قوله تعالى :﴿ ووجدك ضالا فهدى ﴾ [ الضحى : ٧ ] أي ضالا بحق معالم النبوة( ١ )، وأحكام الشريعة فهداك إليها، أو ضالا في صغرك في شعاب مكة، فردّك إلى جدّك عبد المطلب، أو وجدك ناسيا فهداك إلى الذكر، لأن الإضلال جاء بمعنى النسيان، كما في قوله تعالى :﴿ أن تضلّ إحداهما فتُذكر إحداهما الأخرى ﴾ [ البقرة : ٢٨٢ ] وإنما جمع بينهما في قوله تعالى :﴿ لا يضلّ ربي ولا ينسى ﴾ [ طه : ٥٢ ] لأن الضلال ثَمَّ، ليس بمعنى ( النسيان )، بل بمعنى الخطأ أو الغفلة.
١ - هذا هو الصحيح في معنى الآية أي وجدك تائها وغافلا عن معرفة الشريعة والدين، فهداك إليها كما قال تعالى: ﴿ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان﴾ ولا يراد به الضلال الذي يقابله الهدى، فإنه صلى الله عليه وسلم معصوم عن ذلك، فقد كان منذ صغره صلى الله عليه وسلم منوّر القلب بالإيمان، بإلهام الرحمن جلّ وعلا..
قوله تعالى :﴿ ووجدك عائلا فأغنى ﴾ [ الضحى : ٨ ] أي فقيرا فأغناك بما قنّعك به من الغنيمة وغيرها، لا بكثرة المال، وفي الحديث ( ليس الغِنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس )( ١ ).
١ - رواه ا لبخاري ومسلم..
قوله تعالى :﴿ فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدّث ﴾ [ الضحى : ٩-١١ ] كرّر فيه " أما " ثلاث مرات، لوقوعها في مقابلة ثلاث آيات مناسبات لها وهي :﴿ ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ﴾ [ الضحى : ٦-٨ ] فقال :﴿ فأما اليتيم فلا تقهر ﴾ واذكر يُتْمك، ﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾ واذكر فقرك ﴿ وأما بنعمة ربّك ﴾ التي هي النبوة والإسلام، فحدّث واذكر ضلالك.
Icon