تفسير سورة سورة النحل من كتاب تفسير القرآن
.
لمؤلفه
الصنعاني
.
المتوفي سنة 211 هـ
سورة النحل ( وهي مدنية )
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ينزل الملائكة بالروح ﴾ قال : بالوحي والرحمة.
عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ لكم فيها دفء ومنافع ﴾ قال : نسل كل دابة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لكم فيها جمال حين تريحون ﴾ قال : إذا راحت كأعظم ما تكون أسنمة، وأحسن ما تكون ضروعا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا بشق الأنفس ﴾ قال : بجهد الأنفس.
عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني داود بن أبي عاصم أن الغزو واجب على الناس أجمعين، غزوة واحدة كهيئة الحج، فقال لي داود : فقلت لأبن المسيب : اعلم أن الغزو واجب على كل الناس، فسكت، فقد علمت أن لو أنكر ما قلت لبين لي، فقلت لأبن المسيب : تجهزت لا يجهزني أن إلا ذلك حتى رابطت، قال : أجرت عنك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لتركبوها وزينة ﴾ قال : جعلها لتركبوها وزينة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومنها جائر ﴾ قال : في حرف ابن مسعود : ومنكم جائر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ شجر فيه تسيمون ﴾ قال : ترعون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه ﴾ قال : من الدواب والأشجار والثمار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مواخر فيه ﴾ قال : تجري مقبلة ومدبرة بريح واحدة.
معمر عن قتادة عن الحسن في قوله ﴿ وألقي في الأرض رواسي ﴾ قال : الجبال ﴿ أن تميد بكم ﴾ قال قتادة، وسمعت الحسن يقول : لما خلقت الأرض كادت أن تميد، فقالوا : ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا، فأصبحوا وقد خلقت الجبال، فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وسبلا لعلكم تهتدون ﴾ قال : طرقا.
معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ وعلامات ﴾ قال : الجبال.
قال : عبد الرازق : قال معمر، وقال قتادة : النجوم.
عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم لا أعلمه إلا رفعه، قال : لم يخلق الله خلقا وقد خلق ما يغلبه، خلق رحمته تغلب غضبه، وخلق الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وخلق الأرض فتزحزحت، فقالت : ما يغلبني ؟ فخلق الجبال فوتدها بها، فقالت الجبال : غلبت الأرض فما يغلبني ؟ فخلق الحديد، فقال الحديد : غلبت الجبال فما يغلبني ؟ فخلقت النار، فقالت النار : غلبت الحديد فما يغلبني ؟ فخلق الماء، فقال الماء : غلبت النار فما يغلبني ؟ فخلقت الريح ترده في السحاب، فقالت الريح : غلبت الماء فما يغلبن ؟ فخلق الإنسان يبني البناء الذي لا تنفذه ريح، فقال ابن آدم : غلبت الريح فما يغلبني ؟ فخلق الموت، فقال الموت : غلبت ابن آدم، فما يغلبني ؟ فقال الله تعالى : أنا أغلبك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فخر عليهم السقف ﴾ قال : أتى الله بنيانهم من أصوله، فخر عليهم السقف.
عبد الرزاق عن ابن عيينه عن داود بن أبي هند عن الشعبي أن علقمة كان يقرأ هذه الآية ﴿ فإن الله لا يهدي من يضل ﴾.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : قيل لابن عباس : إن رجالا يقولون : إن عليا مبعوث قبل يوم القيامة، ويتأولون هذه الآية ﴿ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ﴾ قال : لو كنا نعلم أن عليا مبعوث ما تزوجنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه، ولكن هذه للناس عامة.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن داود بن هند قال : نزلت ﴿ والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا ﴾ الآية نزلت في أبي جندل بن سهيل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أو يأخذهم في تقلبهم ﴾ قال : في أسفارهم.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله ﴿ على تخوف ﴾ قال : على تنقص، يقول : يصابون في أطراف قراهم بالشيء، حتى يأتي ذلك عليهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يتفيؤا ظلاله ﴾ قال : ظل كل شيء فيئه، قال : وظل كل شيء سجوده عن اليمين والشمائل، فاليمين أول النهار، والشمائل آخر النهار.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ داخرون ﴾ قال : صاغرون.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وله الدين واصبا ﴾ قال : دائما، ألا ترى أنه يقول :﴿ ولهم عذاب واصب ﴾ أي دائم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولله المثل الأعلى ﴾ قال : شهادة أن لا إله إلا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أن لهم الحسنى ﴾، قال : الغلمان.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ أن لهم النار وأنهم مفرطون ﴾، قال : قد فرطوا في النار، أي : معجلون.
عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ﴾، قال : السكر هي : خمور الأعاجم، ونسخت في سورة المائدة، والرزق الحسن : ما ينتبذون، ويخللونه، ويأكلون.
عبد الرزاق عن الثوري عن الأسود بن قيس عن عمر بن سفيان، عن ابن عباس قال : سئل عن هذه الآية :﴿ تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ﴾، قال : السكر : ما حرم من ثمرها، والرزق الحسن : ما حل من ثمرها.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ وأوحى ربك إلى النحل ﴾، قال : قذف في أنفسها.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ذللا ﴾ قال : مطيعة.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فيه شفاء للناس ﴾، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن أخاه اشتكى بطنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فاسق أخاك عسلا " ثم جاءه فقال : ما زاده إلا شدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فاسق أخاك عسلا، فقد صدق الله، وكذب بطن أخيك "، فسقى له، فكأنما نشط من عقال، فبرأ.
معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فما الذين فضلوا برادي رزقهم ﴾، قال : هذا الذي فضل في المال والولد، لا يشرك عبده في ماله وزوجه، يقول : فقد رضيت بذلك لله، ولم ترض به لنفسك، فجعلت لله شريكا في ملكه وخلقه.
عبد الرزاق، عن معمر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، في قوله تعالى :﴿ بنين وحفدة ﴾، قال : الحفدة من يخدمك من ولدك وولد ولدك.
عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال : قال عبد الله بن مسعود : أتدري ما الحفدة يا زر ؟ قال : قلت نعم، هم : حفاد الرجل من ولده، وولد ولده، قال : لا، هم الأصهار.
عبد الرزاق، عن ابن التيمي، عن أبيه، عن الحسن، قال : الحفدة : الخدم.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ﴾، قال : هو الكافر لا يعمل بطاعة الله، ولا ينفق خيرا، قال :﴿ ومن رزقنه الله منا رزقا حسنا ﴾، قال : هو المؤمن يطيع الله في نفسه وماله.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أبكم لا يقدر على شيء ﴾، قال : هو الوثن، ﴿ هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل ﴾، فالله يأمر بالعدل، وهو على صراط مستقيم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما أمر الساعة إلا كلمح البصر ﴾ قال : هو أن يقول : كن، فهو كلمح البصر أو هو أقرب، فأمر الساعة كلمح البصر أو هو أقرب.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أثاثا ﴾، قال : هو المال. ﴿ ومتاعا إلى حين ﴾ يقول : أجل وبلغة.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى :﴿ سرابيل تقيكم الحر ﴾، قال : هي من القطن والكتان، ﴿ وسرابيل تقيكم بأسكم ﴾، قال : هي : سرابيل من حديد.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال في قوله تعالى :﴿ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب ﴾، قال : زيدوا عقارب أنيابها أمثال النخل الطوال.
عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن أبان بن تغلب، عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ تبيانا لكل شيء ﴾، قال : مما أحل الله لهم وحرم عليهم.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ دخلا بينكم ﴾، قال : خيانة بينكم.
عبد الرزاق عن الثوري عن إسماعيل بن سميع عن أبي الربيع عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ فلنحيينه حياة طيبة ﴾، قال : الرزق الطيب في الدنيا، ولنجزينهم أجرهم في الآخرة.
عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله تعالى :﴿ إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ﴾ قال : أخذ المشركون عمار بن ياسر فعذبوه، حتى قاربهم في بعض ما أرادوا، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كيف تجد قلبك " ؟ قال : مطمئن بالإيمان، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإن عادوا فعد ".
عبد الرزاق عن معمر قال : سمعت أن مسيلمة [ أخذ رجلين من أهل الإسلام، فقال : لأحدهما أتشهد أن محمد رسول الله ؟ قال : نعم، وكان ] مسيلمة لا ينكر أن محمدا رسول الله، ويقول : هو نبي وأنا نبي، قال فقال له : أتشهد أن مسيلمة رسول الله ؟ قال : نعم، فتركه، ثم جئ بالآخر فقال : أتشهد [ أن محمدا رسول الله ؟ فقال : نعم، قال : أتشهد ] أن مسيلمة رسول الله ؟ قال : إني أصم، فقال : أسمعوه، فقال : مثل مقالته الأولى، فقال : إذا ذكروا لك محمدا سمعت، وإذا ذكروا لك مسيلمة قلت : إني أصم، اضربوا عنقه قال : فضربوا عنقه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أما هذا فقد بقي على يقين وأما الآخر فأخذ بالرخصة.
عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان في قوله تعالى :﴿ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ﴾، قال : سمعت علي بن زيد بن جدعان يحدث عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال : أنا كعب أن عمر قال له : يا كعب خوفنا، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أليس فيكم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكمة ؟ قال : بلى، ولكن خوفنا، قال : قلت : يا أمير المؤمنين اعمل عمل رجل لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت عملك مما ترى، قال : فأطرق عمر مليا ثم أفاق، ثم قال : زد يا كعب، قال : قلت : يا أمير المؤمنين لو فتح قدر منخر ثور من جهنم بالمشرق ورجل بالمغرب لغلي دماغه حتى يسيل من شدة حرها، قال : فأطرق مليا، ثم أفاق، فقال : زد يا كعب. قال : قلت : يا أمير المؤمنين إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة ما يبقى ملك مقرب ولا نبي مصطفى إلا خر جاثيا على ركبتيه، حتى إن إبراهيم خليل الله ليخر جاثيا لركبتيه، يقول : لا أسألك إلا نفسي، قال : فأطرق عمر مليا ثم أفاق، قال : قلت : يا أمير المؤمنين أليس هذا في كتاب الله ؟ قال : كيف قال : قلت :﴿ يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ﴾ الآية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ قرية كانت آمنة مطمئنة ﴾، قال : هي مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل ﴾، قال : هو الذي في سورة الأنعام، ﴿ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم ﴾ الآية.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كان أمة قانتا لله ﴾ قال : إمام مطيع لله.
الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق، قال : قرئت عند ابن مسعود ﴿ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله ﴾ فقال : إن معاذا كان أمة قانتا لله، قال : فأعادوا عليه، قال : فأعاد عليهم، ثم قال : أتدرون ما الأمة ؟ الذي يعلم الناس الخير، والقانت الذي يطيع الله ورسوله.
عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني من سمع مجاهدا يقول : في قوله تعالى :﴿ إنما جعل السبت ﴾، قال : أرادوا الجمعة، فأخذوا السبت مكانه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ﴾، قال : مثل المسلمين يوم أحد. فقال :﴿ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ﴾، ثم قال بعد ذلك :﴿ واصبر وما صبرك إلا بالله ﴾.
عبد الرزاق عن الثوري عن خالد عن ابن سيرين قال :﴿ وإن عاقبتم فعاقبوا ﴾، يقول : إن أخذ الرجل منك شيئا فخذ منه مثله.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : إن أخذ منك شيئا فخذ منه مثله.
قال عبد الرزاق : قال سفيان الثوري : ويقول : إن أخذ منك دينارا فلا تأخذ منه إلا دينارا، وإن أخذ منك شيئا فلا تأخذ إلا مثل ذلك.
عبد الرزاق عن ابن التيمي عن داود عن الشعبي، قال : لا تخن من خانك أكثرا مما خانك، فإن أخذت منه مثل ما أخذ منك فليس عليك بأس.
عبد الرزاق قال : سمعت هشاما يحدث عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تخن من خانك، وأد الأمانة إلى من ائتمنك " .
عبد الرزاق عن الثوري عن رجل عن الحسن :﴿ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾، قال : اتقوا الله فيما حرم عليهم، وأحسنوا فيما افترض عليهم.