تفسير سورة المطفّفين

حومد
تفسير سورة سورة المطففين من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد .
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

(١) - المُطَفِّفُونَ هُم الذِينَ يَبْخَسُونَ المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ، إِمَّا بِالزِّيَادَةِ إِذَا اقْتَضَوا مِنَ النَّاسِ، وَإِمَّا بِالنُّقْصَانِ إِذَا قَضَوْهُمْ، وَسُمِّيَ عَمَلُهُمْ تَطْفِيفاً لأَنَّ مَا يَبْخسُونَهُ النَّاسَ شَيءٌ حَقِيرٌ طَفِيفٌ.
وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا جَاء المَدِينَةَ وَجَدَهُمْ أَخْبَثَ النَّاسِ كَيْلاً، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ فَحَسَّنُوا الكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَيَتَهَدَّدُ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ بِالهَلاَكِ وَالخِزْيِ، مَنْ يُطَفِّفُ فِي المِكْيَالِ وَالمِيزَانِ.
وَيْلٌ - هَلاَكٌ وَخِزْيٌ وَعَذَابٌ.
المُطَفِّفُونَ - الذِينَ يَبْخَسُونَ النَّاسَ حَقُوقَهُمْ بِالمِكْيَالِ وَالمِيزَانِ.
(٢) - وَفَسَّرَ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الآيَةِ، وَالتِي تَلِيهَا، المَعْنَى المَقْصُودَ بِالمًطَفِّفِينَ فَقَالَ: هُمُ الذِينَ إِذَا كَانَ المَالُ لِلنَّاسِ، وَأَرَادُوا أَنْ يَكِيلُوا مِنْهُ لأَنْفُسِهِمْ زَادُوا فِي المِكْيَالِ وَالمِيزَانِ، وَاسْتَوْفُوا أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِمْ.
اكْتَالُوا - اشْتَرَوا بِالكَيْلِ.
يَسْتَوْفُونَ - يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِمْ.
(٣) - وَإِذَا كَانَ المَالُ لَهُمْ وَأَرَادُوا أَنْ يَكِيلُوا مِنْهُ لِلنَّاسِ أَوْ يَزِنُوا لَهُمْ، أَنْقَصُوا مِنْهُ، وَأَعْطَوْهُمْ أَقَلَّ مِنْ حَقِّهِمْ.
كالُوهُمْ - أَعْطَوا غَيْرَهُمْ بِالكَيْلِ.
يُخْسِرُونَ - يُنْقِصُونَ المِكْيَالَ وَالمِيزَانَ.
﴿أولئك﴾
(٤) - أَيَظُنُّ هَؤُلاَءِ أَنَّهُمْ لَنْ يُبْعَثُوا يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسَبُوا أَمَامَ اللهِ عَلَى أَعْمَالِهِمْ؟ فَهَذِهِ الأفْعَالُ المُنْكَرَةُ لاَ تَصْدُرُ عَمَّنْ يَعْتَقِدُ بِوُجُودِ اللهِ، وَأَنَّ اللهَ سَيَجْمَعُ النَّاسَ يَوْمَ القِيَامَةِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
(٥) - أَيْ أَلاَ يَعْتَقِدُ هَؤُلاَءِ أَنَّهُمْ سَيُبْعَثُونَ فِي يَوْمٍ عَظِيمِ الهَوْلِ - هُوَ يَوْمُ القِيَامَةِ - لِيُحَاسِبُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ؟..
﴿العالمين﴾
(٦) - وَفِي هَذَا اليَوْمِ يَخْرُجُ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَيَقُومُونَ بَيْنَ يَدِي رَبِّهِمْ حُفَاةً عُرَاةً لِلْعَرْضِ وَالحِسَابِ، وَهُوَ يَوْمٌ شَدِيدُ الهَوْلِ عَلَى الكَافِرِينَ لِمَا يَرَوْنَهُ وَيَنْتَظِرُونَهُ مِنْ عَذَابٍ.
﴿كِتَابَ﴾
(٧) - كُفُّوا أَيُّهَا المُطَفِّفُونَ، وَازْدَجِرُوا عَن التَّطْفِيفِ، فَإِنَّ الفُجَّارَ المُطَفِّفِينَ سَيُحَاسَبُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، وَسَيَكُونُ مَصِيرُهُمْ فِي مَكَانٍ ضَيِّقٍ سَحِيقِ السُّفُولِ (فِي سِجِّينٍ).
(وَقِيلَ إِنَّ المَعْنَى هُوَ أَنَّ كِتَابَ أَعْمَالِهِمْ سَيَكُونُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ دَلاَلَةً عَلَى التَّحْقِيرِ وَالإِذْلاَلِ).
كِتَابَ الفُجَّارِ - مَصِيرَ الفُجَّارِ - أَوْ كِتَابَ أَعْمَالِهِمْ.
سِجِّينٍ - فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ بَعِيدِ السُّفُولِ، وَسِجِّينٌ مُشَتَقٌّ مِنَ السِّجْنِ وَالضِّيقِ وَالسُّفُولِ.
﴿أَدْرَاكَ﴾
(٨) - وَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا سِجِّينٌ هَذَا؛ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ يَا مُحَمَّدُ.
﴿كِتَابٌ﴾
(٩) - وَمَصِيرٌ هَؤُلاَءِ المُجْرِمِينَ فِي سِجِّينٍ مَكْتُوبٌ مَرْقُومٌ مَفْرُوغٌ مِنْهُ، لاَ يُزَادُ فِيهِ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْهُ.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾
(١٠) - الوَيْلُ وَالخِزْيُ وَشِدَّةُ العَذَابِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لِمَنْ كَانَ يُكَذِّبُ بِيوْمِ الجَزَاءِ، وَلِمَنْ كَانَ لاَ يُبَالِي بِمَا يَكُونُ فِيهِ مِنْ حِسَابٍ وَعِقَابٍ.
(١١) - الذِينَ يُكذِّبُونَ بِيَوْمِ القِيَامَةِ، يَوْمِ الحِسَابِ وَالجَزَاءِ.
(١٢) - وَمَا يُكَذِّبُ بِهَذَا اليَوْمِ إِلاَّ المُعْتَدِي فِي أَفْعَالِهِ، الذِي يَتَجَاوَزُ الحَلاَلَ إِلَى الحَرَامِ، الأَثِيمُ فِي أَقْوَالِهِ فَهُوَ إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِنْ خَاصَمَ فَجَرَ.
مُعْتَدٍ - فَاجِرٍ مُتَجَاوِزِ الحَدِّ.
أَثِيمٍ - كَثِيرِ الإِثْمِ.
﴿آيَاتُنَا﴾ ﴿أَسَاطِيرُ﴾
(١٣) - وَهَذَا المُعْتَدِي الأَثِيمُ هُوَ الذِي إِذَا سَمِعَ كَلاََمَ اللهِ يُتْلَى عَلَيْهِ، كَذَّبَهُ وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ مُنَزَّلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ مِنَ أَخْبَارِ الأَوَّلِينَ وَقَصَصِهِمْ أَخَذَهَا مُحَمَّدٌ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ السَّابِقِينَ.
أَسَاطِيرُ الأَوْلِينَ - قَصَصُ الأَوَّلِينَ وَخُرَافَاتُهُمْ المُدَوَّنَةُ فِي كُتُبِهِمْ.
(١٤) - وَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا زَعَمُو مِنْ أَنَّ هَذَا القُرْآنَ هُوَ مِنْ أَسَاطِيرِ الأَوَّلِينَ، وَإِنَّمَا هُوَ كَلاَمُ اللهِ إِلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَلَكِنَّ الذِي حَجَبَ عَنْ قُلُوبِهِمْ الإِيْمَانَ هُوَ مَا عَلاَ قُلُوبَهُمْ وَغَطَّاهَا مِنْ تَرَاكُمْ الذُّنُوبِ، وَتَوَالِي الإِقْدَامِ عَلَى مُنْكَرِ الأَعْمَالِ، حَتَّى اعْتَادُوهَا، وَصَارَتْ سَبَباً لَهُمْ لِحُصُولِ الرِّيْن عَلَى قُلُوبِهِمْ، الأُمُورِ عَلَيْهِمْ.
(أَيِ إِنَّ قُلُوبَهُمْ عَمِيَتْ مِنَ الذُّنُوبِ وَمَاتَ فِيهَا الإِحْسَاسُ).
كَلاَّ - رَدْعٌ وزَجْرٌ عَنْ قَوْلِهِم البَاطِلِ.
رَانَ - غَلَبَ وَغَطَّى، وَغَلَّفَ وَأَعْمَى.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾
(١٥) - يَزْجُرُ اللهُ تَعَالَى هَؤُلاَءِ المُكَذِّبِينَ، الذِينَ يَقُولُونَ إِنَّ القُرْآنَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ، والذِينَ يَدَّعُوْنَ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ عِنْدَ اللهِ مِنَ المُقَرَّبِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ لَهُمْ: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا زَعَمُوا، فَهُمْ سَيُطْرَدُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَسَيُحْجَبُونَ عَنْ رُؤْيَتِهِ.
(١٦) - وَبَعْدَ أَنْ يُحْجَبُوا يَوْمَ القِيَامَةِ عَنْ رُؤْيَةِ رَبِّهِمْ، يُقْذَفُ بِهِمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَيَصْلَونَ سَعِيرَهَا، وَيُقَاسُونَ حَرَّهَا.
(١٧) - وَيُقَالُ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا العَذَابَ الذِي أَنْتُم فِيهِ هُوَ جَزَاءٌ لَكُمْ عَلَى تَكْذِيبكُمْ بِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللهِ.
﴿كِتَابَ﴾
(١٨) - وَإِنَّ مَصِيرَ الأَبْرَارِ سَيَكُونُ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (عِلِّيِّيْنَ - أَيْ مَكَانٍ عَالٍ).
(وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ المَعْنَى هُوَ: أَنَّ كِتَابَ أَعْمَالِ الأَبْرَارِ مُوْدَعٌ فِي أَعْلَى الأَمْكِنَةِ، بَحَيْثُ يَشْهَدُهُ المُقَرَّبُونَ مِنَ المَلاَئِكَةِ تَشْرِيفاً لَهُمْ، وَتَعْظِيماً لِشَأْنِهِمْ).
(وَالرَّأْيَانِ يَتَّفِقَانِ عَلَى أَنَّ الأَبْرَارَ مُكَرَّمُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ).
كِتَابَ الأَبْرَارِ - مَصِيرَهُمْ أَوْ صَحِيفَةَ أَعْمَالِهِمْ.
﴿أَدْرَاكَ﴾
(١٩) - وَأَرَادَ اللهُ تَعَالَى بَيَانَ عَظَمَةِ شَأْنِ عِلِّيينَ فَقَالَ: وَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا عِلِّيُونَ هَذَا لأَنَّكَ لاَ تْعَلَمُهُ أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ.
﴿كِتَابٌ﴾
(٢٠) - وَمَصِيرُ هَؤُلاَءِ الأَبْرَارِ فِي عَلِّيِينَ مَكْتُوبٌ مَرْقُومٌ.
(٢١) - وَيَشْهَدُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مَقَرّبُوهَا.
(٢٢) - وَيَكُونُ الأَبْرَارُ الذِينَ يُطِيعُونَ رَبَّهُمْ، وَيُؤْمِنُونَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَى رُسُلِهِ فِي نَعِيمٍ دَائِمٍ مُقِيمٍ، وَجَنَّاتٍ فِيهَا فَضْلٌ عَظِيمٌ يَوْمَ القِيَامَةِ.
﴿الأرآئك﴾
(٢٣) - وَهُمْ عَلَى الأَسِرَّةِ يَنْظُرُونَ إِلَى مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ الذِي لاَ يُوصَفُ (وَقِيلَ بَلْ إِنَّهُمْ يَنْظرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ).
الأَرَائِكِ - الأَسِرَّةِ.
(٢٤) - وَإِذَا نَظَرَ الإِنْسَانُ إِلَى وُجُوهِهِمْ أَدْرَكَ أَنَّهُمْ أَهْلُ رِفْهٍ وَنَعِيمٍ لِمَا يَرَى فِي وُجُوهِهِمْ مِنَ الاطْمِئْنَانِ وَالنَّضْرَةِ.
نَضْرَةَ النَّعِيمِ - بَهْجَتَهُ وَرَوْنَقَهُ.
(٢٥) - يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرِ الجَنَّةِ فِي أَوَانٍ مَخْتُومَةٍ، يَفُكُّ خَتْمَهَا الأَبْرَارُ.
الرَّحِيقُ - مِنْ أَسْمَاءِ الخَمْرِ الجَيِّدَةِ.
﴿خِتَامُهُ﴾ ﴿المتنافسون﴾
(٢٦) - وَقَدْ خُتِمَتْ أَوَانِيهَا بِخِتَامٍ مِنْ مِسْكٍ تَكْرِيما لِهَذِهِ الخَمْرِ، وَصَوْناً لَهَا عَنِ الابْتِذَالِ (وَأَهْلُ الأَرْضِ كَانُوا يَخْتُمُونَ أَوَانِيَ الخَمْرِ بِطِينٍ).
وَلِلْوُصُولِ إِلَى هَذَا النَّعِيمِ فَعَلَى النَّاسِ أَنْ يَتَسَابِقُوا وَيَتَنَافَسُوا فِي التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ، وَالفَوْزِ بِمَرْضَاتِهِ، وَالعَمَلِ بِأَوَامِرِهِ.
(٢٧) - وَيُمْزَجُ هَذَا الرَّحِيقُ المَخْتُومُ بِالمِسْكِ لِهَؤُلاَءِ الكِرَامِ البَرَرَةِ بِمَاءٍ يَأْتِي مِنْ عَيْنِ تَسْنِيمٍ فِي أَعَالِي الجَنَّةِ.
(وَقِيلَ إِنَّ تَسْنِيمَ هُوَ شَرَابٌ مِنْ أَشْرَفِ شَرَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
(٢٨) - وَوَصَفَ تَعَالَى تَسْنِيمَ هَذِهِ فَقَالَ: إِنَّهَا عَيْنٌ يَشْرَبُ مِنْهَا الأَبْرَارُ المُقَرَّبُونَ الرَّحِيقَ مَمْزُوجاً إِذَا شَاؤُوا.
(وَقَدْ نَصَبَ عَيْناً عَلى المَدْحِ وَكَأَنَّهُ يَقُولُ أَمْدَحُ عَيْناً).
﴿آمَنُواْ﴾
(٢٩) - إِنَّ المُجْرِمِينَ الذِينَ يُعَانُونَ سُوء العَذَابِ، فِي الآخِرَةِ، كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَسْخَرُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ الذِينَ أَكْرَمَهُم اللهُ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ، حِينَمَا كَانُوا فِي الدَّارِ الدُّنْيَا.
(٣٠) - وَكَانُوا إِذَا مَرُّوا بِالمُؤْمِنِينَ يَسْخَرُونَ مِنْهُمْ وَيَتَغَامَزونَ عَلَيْهِمْ بِالعُيُونِ، اسْتِهْزَاءً بِهِمْ.
(٣١) - وَإِذَا رَجَعُوا إِلَى جَمَاعَتِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ والضَّلاَلِ، رَجَعُوا مُعْجَبِينَ بِأَنْفُسِهِمْ لِمَا فَعَلُوهُ بِالمُؤْمِنِينَ مِنَ السُّخْرِيَةِ وَالإِيْذَاءِ.
فَكِهِينَ - مُعْجَبِينَ، أَوْ مَسْرُورِينَ رَاضِينَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ.
(٣٢) - وَإِذَا رَأَى هَؤُلاَءِ المُجْرِمُونَ المُؤْمِنِينَ قَالُوا: إِنَّهُمْ ضَالُّونَ إِذْ بَدَّلُوا دِينَهُمْ، وَتَرَكُوا مَا كَانَ يَعْبُدُ آباؤُهُمْ، وَاتَّبَعُوا مُحَمَّداً وَدِينَهُ.
﴿حَافِظِينَ﴾
(٣٣) - وَاللهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يُرْسِلِ الكُفَارَ رُقَبَاءَ عَلَى المُؤْمِنِينَ، وَلَمْ يَعْهَدْ إِلَيْهِمْ بمُحَاسَبَتِهِمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، فَلاَ يَحقُّ لَهُمْ أَنْ يَعِيبُوا عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعْمَالَهُمْ.
﴿آمَنُواْ﴾
(٣٤) - وَفِي يَوْمِ القِيَامَةِ الذِي يُكَرِّمُ فِيهِ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ، وَيُخزِي الكَافِرِينَ المُجْرِمِينَ، فَإِنَّ المُؤْمِنِينَ هُمُ الذِينَ يَضْحَكُونَ مِنَ الكُفَّارِ، وَمَا صَارُوا إِلَيهِ مِنَ الخَزْيِ والذَّلِّ وَالعَذَابِ.
﴿الأرآئك﴾
(٣٥) - وَيَكُونُ المُؤْمِنُونَ المَكَرَّمُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ جَالِسِينَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ.
(٣٦) - لِيَرَوا إِنْ كَانَ هَؤُلاَءِ الكُفَّارُ قَدْ لَقُوا الجَزَاءَ الأَوْفَى، الذِي يَسْتَحِقُّونَهُ عََلَى كُفْرِهِمْ وَأَعْمَالِهِم المُجْرِمَةِ، فِي الحِيَاةِ الدُّنْيَا.
التَّثْوِيبُ وَالإِثَابَةُ - المُجَازَاةُ.
Icon