آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
ﰡ
﴿ طسم( ١ ) تلك آيات الكتاب المبين( ٢ ) لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين( ٣ ) إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين( ٤ ) وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين( ٥ ) فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون( ٦ ) أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم( ٧ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ٨ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١-٩ ).
الإيضاح :﴿ طسم ﴾تقدم أن بيّنا أن المراد بمثل هذه الحروف المقطعة في أوائل السور التنبيه، فهي أشبه بألا ونحوها من حروف التنبيه، ويا التي للنداء، وتقرأ بأسمائها فيقال : طا-سين-ميم.
ألا أيها الباخع الوجد نفسه | لشيء نحته عن يديه المقادر |
الإيضاح :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾أي أقاتل نفسك أسفا وحزنا على ما فاتك من إسلام قومك وخوفك ألا يؤمنوا ؟
وقد يكون المعنى : لا تبخع نفسك ولا تهلكها أسى وحسرة على إيمانهم.
ونحو الآية قوله :﴿ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ﴾( فاطر : ٨ ) وقوله :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
الإيضاح : ثم بين سبب النهي عن البخع بقوله :
﴿ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ﴾أي لو شئنا أن ننزل عليهم من السماء آية تلجئهم إلى الإيمان وتقسرهم عليه كما نتقنا الجبل فوق قوم موسى حتى صار كالظّلّة فصار جماعاتهم خاضعين منقادين لها كرها- لفعلنا، ولكن جرت سنتنا أن يكون الإيمان اختياريا لا قسريا كما قال :﴿ ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ﴾( يونس : ٩٩ ) ومن ثم نفذ قدرنا، ومضت حكمتنا، وقامت حجتنا، على الخلق بإرسال الرسل إليهم، وإنزال الكتب عليهم.
والخلاصة : إن القرآن وإن بلغ في البيان الغاية غير موصّل لهم إلى الإيمان، فلا تبالغ في الأسى والحزن، فإنك إن فعلت ذلك كنت كمن يقتل نفسه ثم لا ينتفع بذلك، فكما أن الكتاب على ووضوحه لم يفدهم شيئا، فحزنك عليهم لا يجدي نفعا، وقد كان في مقدورنا أن نلجئهم إلى الإيمان إلجاء، ولكن جرت سنتنا أن يكون الإيمان طوعا لا كرها، ومن جراء هذا أرسلنا رسلنا بالعظات والزواجر، وأنزلنا الكتب لتهديهم إلى سواء السبيل، لكنهم ضلوا وأضلوا، وما ربك بظلام للعبيد.
ثم بين شدة شكيمتهم وعدم ارعوائهم عما هم عليه من الكفر والضلال بغير الآيات الملجئة تأكيد الصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحرص على إسلامهم فقال :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين ﴾.
الإيضاح :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين ﴾ أي وما يجيء هؤلاء المشركين الذين يكذبونك ويجحدون ما أتيتهم به- ذكر من عند ربك لتذكرهم به إلا أعرضوا عن استماعه وتركوا إعمال الفكر فيه ولم يوجهوا همهم إلى تدبره وفهم أسراره ومغازيه، وما كان أحراهم بذلك وهم أهل الذّكن والفطنة، ولكن طمس الله على قلوبهم فأكثرهم لا يعقلون.
وخلاصة ذلك : إنه لا يجدد لهم موعظة وتذكيرا إلا جددوا ما هو نقيض ذلك من إعراض وتكذيب واستهزاء.
﴿ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ﴾أي فقد كذب هؤلاء المشركون بالذكر الذي أتاهم من عند الله، ثم انتقلوا من التكذيب إلى الاستهزاء، وسيحل بهم عاجل العذاب وآجاله في الدنيا والآخرة كما قال :﴿ ولتعلمن نبأه بعد حين ﴾( ص : ٨٨ ) وقال :﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾( الشعراء : ٢٢٧ ).
ونحو الآية قوله :﴿ يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ﴾( يس : ٣٠ ).
وقصارى ذلك : إنهم كذبوا بما جئتهم به من الحق، وإنه سيأتيهم لا محالة صدق ما كانوا يستهزئون به من قبل بلا تدبر ولا تفكير في العاقبة.
الإيضاح : وبعد أن بين أنهم أعرضوا عن الآيات المنزلة من عند ربهم- ذكر أنهم أعرضوا عن الآيات التي يشاهدونها في الآفاق فقال :
﴿ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾ أي أهم أصروا على ما هم عليه من الكفر بالله وتكذيب رسوله ولم يتأملوا في عجائب قدرته ولم ينظروا في الأرض وكثرة ما فيها من أصناف النبات المختلفة الأشكال والألوان مما يدل على باهر القدرة وعظيم سلطان ذلك العلي الكبير ؟
والخلاصة : كيف اجترؤوا على مخالفة الرسول وتكذيب كتابه، وإلهه هو الذي خلق الأرض وأنبت فيها الزرع والثمار والكروم على ضروب شتى وأشكال مختلفة تبهر الناظرين وتسترعي أنظار الغافلين.
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾أي إن في ذلك الإنبات على هذه الأوضاع البديعة لدلالات لأولي الألباب على قدرة خالقه على البعث والنشور، فإن من أنبت الأرض بعد جدبها وجعل فيها الحدائق الغناء والأشجار الفيحاء لن يعجزه أن ينشر فيها الخلائق من قبورهم، ويعيدهم سيرتهم الأولى ولكن أكثر الناس غفلوا عن هذا، فجحدوا بها وكذبوا بالله ورسله وكتبه، وخالفوا أوامره، واجترحوا معاصيه، ولله در القائل :
تأمل في رياض الورد ونظر | إلى آثار ما صنع المليك |
عيون من لجين شاخصات | على أهدابها ذهب سبيك |
على قضب الزبرجد شاهدات | بأن الله ليس له شريك |
وفي هذا ما لا يخفى من تقبيح حالهم، وبيان سوء مآلهم.
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾أي وإن ربك أيها الرسول الكريم لهو الغالب على أمره والقادر على كل ما يريد، وسينتقم لك من هؤلاء المكذبين على تكذيبهم بك وإشراكهم بي وعبادتهم للأوثان والأصنام، وهو ذو الرحمة الواسعة بمن تاب من كفره ومعصيته، فلا يعاقب على ما سلف من جرمه بعد توبته بل يغفر له حوبته.
والخلاصة : إن ربك عز كل شيء وقهره، ورحم خلقه، فلا يعجل بعقاب من عصاه، بل يؤجله وينظره لعله يرعوي عن غيه، فإن تمادى أخذه عزير مقتدر.
﴿ وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين( ١٠ ) قوم فرعون ألا يتقون( ١١ ) قال رب إني أخاف أن يكذبون( ١٢ ) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون( ١٣ ) ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون( ١٤ ) قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون( ١٥ ) فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين( ١٦ ) أن أرسل معنا بني إسرائيل( ١٧ ) قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين( ١٨ ) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين( ١٩ ) قال فعلتها إذا وأنا من الضالين( ٢٠ ) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين( ٢١ ) وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾( الشعراء : ١٠-٢٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه سوء حال المشركين وشدة عنادهم وقبيح لجاجهم -سلى رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك بأن قومه ليسوا ببدع في الأمم وأنه ليس بالأوحد في الأنبياء المكذبين فقد كذب موسى من قبلك على ما أتى به من باهر الآيات، وعظيم المعجزات، ولم تغن الآيات والنذر ؛ فحاق بالمكذبين ما كانوا به يستهزئون، وأخذهم الله بذنوبهم وأغرقهم في اليم جزاء اجتراحهم للسيئات، وتكذيبهم بعد ظهور المعجزات، وما ربك بظلام للعبيد.
الإيضاح :﴿ وإذا نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ﴾أي واذكر لقومك وقت ندائه تعالى موسى عليه السلام من جانب الطور الأيمن، وأمره له بالذهاب إلى أولئك القوم الظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي، والظالمين لبني إسرائيل باستعبادهم وذبح أبنائهم - قوم فرعون ذي الجبروت والطغيان، والعتو والبهتان، ليكون لهم في ذلك عبرة لو تذكروا فيرعووا عن غيهم، ويثوبوا إلى رشدهم، حتى لا يحيق لهم ما حاق بأولئك المكذبين من قبلهم، إذ ابتلعهم اليم وأغرقوا جميعا.
ولا شك أن الأمر بذكر الوقت إنما هو ذكر لما جرى فيه كما أسلفنا من قبل.
ثم أتبع ذكر إرساله عليه السلام إنذارهم وتسجيل الظلم عليهم وتعجيب موسى من حالهم التي بلغت غاية الشناعة ومن أمنهم العواقب وقلة خوفهم وحذرهم من أيام الله فقال :
﴿ ألا يتقون ﴾أي قال الله لموسى : ألا يتقي هؤلاء القوم ربهم ويحذرون عاقبة بغيهم وكفرهم به.
فأجاب موسى عن أمر ربه الإتيان إليهم متضرعا إليه :﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ﴾.
﴿ وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين( ١٠ ) قوم فرعون ألا يتقون( ١١ ) قال رب إني أخاف أن يكذبون( ١٢ ) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون( ١٣ ) ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون( ١٤ ) قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون( ١٥ ) فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين( ١٦ ) أن أرسل معنا بني إسرائيل( ١٧ ) قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين( ١٨ ) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين( ١٩ ) قال فعلتها إذا وأنا من الضالين( ٢٠ ) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين( ٢١ ) وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾( الشعراء : ١٠-٢٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه سوء حال المشركين وشدة عنادهم وقبيح لجاجهم -سلى رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك بأن قومه ليسوا ببدع في الأمم وأنه ليس بالأوحد في الأنبياء المكذبين فقد كذب موسى من قبلك على ما أتى به من باهر الآيات، وعظيم المعجزات، ولم تغن الآيات والنذر ؛ فحاق بالمكذبين ما كانوا به يستهزئون، وأخذهم الله بذنوبهم وأغرقهم في اليم جزاء اجتراحهم للسيئات، وتكذيبهم بعد ظهور المعجزات، وما ربك بظلام للعبيد.
الإيضاح :﴿ وإذا نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ﴾أي واذكر لقومك وقت ندائه تعالى موسى عليه السلام من جانب الطور الأيمن، وأمره له بالذهاب إلى أولئك القوم الظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي، والظالمين لبني إسرائيل باستعبادهم وذبح أبنائهم - قوم فرعون ذي الجبروت والطغيان، والعتو والبهتان، ليكون لهم في ذلك عبرة لو تذكروا فيرعووا عن غيهم، ويثوبوا إلى رشدهم، حتى لا يحيق لهم ما حاق بأولئك المكذبين من قبلهم، إذ ابتلعهم اليم وأغرقوا جميعا.
ولا شك أن الأمر بذكر الوقت إنما هو ذكر لما جرى فيه كما أسلفنا من قبل.
ثم أتبع ذكر إرساله عليه السلام إنذارهم وتسجيل الظلم عليهم وتعجيب موسى من حالهم التي بلغت غاية الشناعة ومن أمنهم العواقب وقلة خوفهم وحذرهم من أيام الله فقال :
﴿ ألا يتقون ﴾أي قال الله لموسى : ألا يتقي هؤلاء القوم ربهم ويحذرون عاقبة بغيهم وكفرهم به.
فأجاب موسى عن أمر ربه الإتيان إليهم متضرعا إليه :﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ﴾.
الإيضاح :﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ﴾أي قال موسى : رب إني أخاف تكذيبهم إياي، فيضيق صدري تأثرا منه ولا ينطلق لساني بأداء الرسالة، بل يتلجلج بسبب ذلك، كما يرى أن كثيرا من ذوي اللسن والبلاغة إذا اشتد بهم الغم وضاق منهم الصدر تلجلجت ألسنتهم حتى لا تكاد تبين عن مقصدهم.
وفي هذا تمهيد العذر في استدعاء عون له على الامتثال وإقامة الدعوة على أتم وجه، فإن ما ذكر ربما أوجب الإخلال بالدعوة، وعدم إلزام الحجة ومن ثم قال :
﴿ فأرسل إلى هارون ﴾أي فأرسل جبريل عليه السلام إلى هارون، واجعله نبيا، وآزرني به واشدد به عضدي، فبإرساله تحصل أغراض الرسالة على أتم وجه.
ثم ذكر سببا آخر في الحاجة إلى طلب العون وهو خوفه أن يقتل قبل تبليغ الرسالة فقال :﴿ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلوني ﴾.
الإيضاح :﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ﴾أي قال موسى : رب إني أخاف تكذيبهم إياي، فيضيق صدري تأثرا منه ولا ينطلق لساني بأداء الرسالة، بل يتلجلج بسبب ذلك، كما يرى أن كثيرا من ذوي اللسن والبلاغة إذا اشتد بهم الغم وضاق منهم الصدر تلجلجت ألسنتهم حتى لا تكاد تبين عن مقصدهم.
وفي هذا تمهيد العذر في استدعاء عون له على الامتثال وإقامة الدعوة على أتم وجه، فإن ما ذكر ربما أوجب الإخلال بالدعوة، وعدم إلزام الحجة ومن ثم قال :
﴿ فأرسل إلى هارون ﴾أي فأرسل جبريل عليه السلام إلى هارون، واجعله نبيا، وآزرني به واشدد به عضدي، فبإرساله تحصل أغراض الرسالة على أتم وجه.
ثم ذكر سببا آخر في الحاجة إلى طلب العون وهو خوفه أن يقتل قبل تبليغ الرسالة فقال :﴿ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلوني ﴾.
الإيضاح :﴿ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلوني ﴾أي ولهم عليّ تبعة جرم بقتل القبطي خباز فرعون بالوكزة التي وكز بها، فأخاف إن أنا جئتهم وحدي أن يقتلوني من جرّاء ذلك - وهذا اختصار لما بسط من القصة في موضع آخر.
ومقصده عليه السلام بهذا طلب دفع بلوى قتله، خوف فوت أداء الرسالة ونشرها بين الملأ كما هو دأب أولي العزم من الرسل فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوقع مثل هذا حتى نزل قوله تعالى :﴿ والله يعصمك من الناس ﴾( المائدة : ٦٧ ).
وفي هذا إيماء إلى أن الخوف قد يحصل من الأنبياء كما يحصل من غيرهم.
والخلاصة : إن موسى طلب من ربه أمرين : دفع الشر عنه، وإرسال هارون معه، فأجابه إليهما.
الإيضاح :﴿ قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون ﴾أي قال له : لا تخف من شيء من ذلك، فاذهب أنت وأخوك متعاضدين إلى ما أمرتكما به مؤيدين بآياتنا الدالة على صدقكما، وإني ناصركما ومعينكما عليه، وهذا كقوله :﴿ إنني معكما أسمع وأرى ﴾( طه : ٤٦ ).
الإيضاح :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾أي فأتياه وقولا له : إن الله أرسلنا إليك لتطلق سبيل بني إسرائيل وتخليهم وشأنهم، ليذهبوا إلى الأرض المقدسة موطن الآباء والأجداد التي وعدنا الله بها على ألسنة رسله، وكانوا قد استبعدوا أربعمائة سنة.
قال القرطبي : فانطلقا إلى فرعون فلم يأذن لهما سنة في الدخول عليه ا ه.
ووحّد الرسول هنا ولم يثنه كما جاء في قوله :﴿ إنا رسولا ربك ﴾( طه : ٤٧ )لأن رسولا يستعمل للمفرد وغيره كما قال الشاعر :
لقد كان الواشون ما بحت عندهم | بسرّ ولا أرسلتهم برسول |
فأجابه فرعون على وجه التقريع والازدراء وذكر أمرين كما حكى سبحانه عنه :
١-﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ﴾.
٢-﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾.
الإيضاح :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين * أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾أي فأتياه وقولا له : إن الله أرسلنا إليك لتطلق سبيل بني إسرائيل وتخليهم وشأنهم، ليذهبوا إلى الأرض المقدسة موطن الآباء والأجداد التي وعدنا الله بها على ألسنة رسله، وكانوا قد استبعدوا أربعمائة سنة.
قال القرطبي : فانطلقا إلى فرعون فلم يأذن لهما سنة في الدخول عليه ا ه.
ووحّد الرسول هنا ولم يثنه كما جاء في قوله :﴿ إنا رسولا ربك ﴾( طه : ٤٧ )لأن رسولا يستعمل للمفرد وغيره كما قال الشاعر :
لقد كان الواشون ما بحت عندهم | بسرّ ولا أرسلتهم برسول |
فأجابه فرعون على وجه التقريع والازدراء وذكر أمرين كما حكى سبحانه عنه :
١-﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ﴾.
٢-﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾.
الإيضاح :﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ﴾أي أبعد أن ربيناك في بيوتنا ولم نقتلك في جملة من قتلنا، وأنعمنا عليك بنعمنا ردحا من الزمن تقابل الإحسان بكفران النعمة، وتواجهنا بمثل تلك المقالة ؟
روي أنه لبث فيهم ثماني عشرة سنة، وقيل ثلاثين سنة.
الإيضاح :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾أي وقتلت ذلك القبطي الذي وكزته وهو من خواصي، فكنت من الجاحدين لنعمتي عليك من التربية والإحسان إليك.
وخلاصة ما سلف : إنه عدد نعماءه عليه أولا من تربيته وإبلاغه مبلغ الرجال ثم بتوبيخه بما جرى على يديه من قتل خبازه وهو من خواصه، وهو بهذا أيضا يكون قد كفر نعمته وجحد فضله.
فأجاب موسى عن الأمر الثاني، وترك أمر التربية، لأنها معلومة مشهورة، ولا دخل لها في توجيه الرسالة، فإن الرسول إذا كان معه حجة ظاهرة على رسالته تقدم بها إلى المرسل إليهم، سواء أكانوا أنعموا عليه أم لم ينعموا.
الإيضاح :﴿ قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ﴾أي قال موسى مجيبا فرعون : فعلت هذه الفعلة التي ذكرت وهي قتل القبطي وأنا إذ ذاك من الجاهلين بأن وكزتي تأتي على نفسه، فإني إنما تعمدت الوكز للتأديب، فأدى ذلك إلى القتل.
الإيضاح :﴿ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين ﴾أي فخرجت هاربا منكم حين توقعت مكروها يصيبني حين قيل لي :﴿ إن الملأ يأتمرون بك ليقتلونك ﴾( القصص : ٢٠ ) فوهب لي ربي علما بالأشياء على وجه الصواب، وجعلني من المرسلين من قبله لهداية عباده وإرشادهم إلى النجاة من العذاب.
وخلاصة ما قال : إن القتل الذي توبخني به لم يكن مقصودا لي، بل كنت أريد بوكزه التأديب فحسب، فلا أستحق التخويف الذي أوجب فراري، وإن أنتم أسأتم إليّ فقد أحسن إليّ ربي فوهب لي فهم الأمور على حقائقها وجعلني من زمرة عباده المخلصين.
ثم بين له أنه وإن أسدى النعمة إليه فقد أساء إلى شعبه عامة فقال :﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾.
الإيضاح :﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾يقال : عبّدت الرجل وأعبدته إذا اتخذته عبدا، وتمنّ من المنة بمعنى الإنعام : أي وما أحسنت إليّ وربيتني إلا وقد أسأت إلى بني إسرائيل جملة، فجعلتهم عبيدا وخدما تصرفهم في أعمالك وأعمال رعيتك الشاقة.
وخلاصة ذلك : أفيفي إحسانك إلى رجل منهم بما أسأت به إلى مجموعهم ؟ فهو ليس بشيء إذا قيس بما فعلته بالشعب أجمع، وكأنه قال : إن هذا ليس بنعمة، لأن الواجب عليك ألا تقتلهم ولا تستعبدهم فإنهم قومي، فكيف تذكر إحسانك إلي على الخصوص، وتنسى استعباد الشعب كله.
الإيضاح : لما دخل موسى وهارون على فرعون وقالا له : إنا رسولا رب العالمين أرسلنا إليك لهدايتك إلى الحق وإرشادك إلى طريق الرشد، وغلباه بالحجة رجع إلى معارضة موسى في قوله :﴿ رسول رب العالمين ﴾( الشعراء : ١٦ ).
﴿ قال فرعون وما رب العالمين ﴾ أي قال لموسى : إنك رسول من رب العالمين فما هو ؟ إذ كان قد قال لقومه﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾( القصص : ٣٨ ). فأجابه موسى عن سؤاله :﴿ قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ﴾.
حينئذ عجب فرعون من كلام موسى والتفت إلى الملأ حوله معجّبا لهم من ذلك المقال.
ثم زاد موسى وصف إلههم إيضاحا وبيانا.
وقد انتقل بهم موسى من النظر في الآفاق وما فيها من باهر الأدلة إلى النظر في الأنفس وما فيها من عجيب الصنع، فإن التناسل المستمر في النبات والحيوان والإنسان وما فيها من العجائب لأوضح دلالة من النظر في الآفاق.
ولما لم يستطع ردا لما جاء به أورد ما يشكّك قومه في حسن تقديره للأمور وفهمه لما يقول :﴿ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ﴾.
﴿ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ﴾أي قال موسى : إن ربكم هو الذي جعل المشرق مشرقا تطلع منه الكواكب، والمغرب مغربا تغرب فيه الكواكب، ثوابتها وسياراتها مع انتظام مداراتها، وتغير المشارق والمغارب كل يوم، إن كان لكم عقول تفقهون بها ما يقال لكم، وتسمعون بها ما تسمعون، إذ في كل ذلك أدلة على أن هناك إلها مصّورا صوّر هذه العوالم كلها وأبدعها وزيّنها ورتبها ونظّمها على أحسن النظم.
وقد لا ينهم أولا وعاملهم بالرفق حيث قال لهم : إن كنتم موقنين، ثم لما رأى شدة شكيمتهم خاشنهم وأغلظ لهم في الرد وعارضهم بمثل مقالهم بقوله إن كنتم تعقلون، لأنه أوفق بما قبله من رد نسبة الجنون إليه.
ولما قامت الحجة على فرعون عدل إلى القهر واستعمال القوة ولبس لموسى جلد النمر كما حكى سبحانه عنه.
وحينئذ اضطر موسى أن يترك الأدلة العقلية وراءه ظهريا، ويلجأ إلى المعجزات، وخوارق العادات.
﴿ قال فأت به إن كنت من الصادقين ﴾في دعوى الرسالة، فإن من يدّعي النبوة لا بد له من حجة على صدق ما يدعي، وقد أمره بذلك ظنا منه أنه يقدر على معارضته.
تفسير المفردات : مبين : أي ظاهر أنه ثعبان بلا تمويه ولا تخييل كما يفعل السحرة.
الإيضاح :﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ﴾أي فبعد أن قال له فرعون مقالته ألقى عصاه فإذا هي ثعبان واضح لا لبس فيه، ولا تخييل ولا تمويه، وقد روي أنها لما صارت حية ارتفعت في السماء قدر ميل ثم انحطت مقبلة إلى فرعون، فقال : بالذي أرسلك إلا أخذتها، فأخذها موسى فعادت عصا كما كانت.
وقد جاء في آية أخرى﴿ كأنها جان ﴾( النمل : ١٠ )والجان الصغير من الحيات، تشبيها لها به من جراء الخفة والسرعة.
ولما أتى موسى بهذه الآية قال له فرعون : هل هناك غيرها ؟ قال : نعم.
ولما رأى فرعون هذه الحجج بادر بالتكذيب والعناد وذكره لأشراف قومه أمورا ثلاثة :
١- ﴿ قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم ﴾.
٢-﴿ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ﴾.
٣- ﴿ فماذا تأمرون ﴾.
الإيضاح :﴿ قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم ﴾أي قال لرؤساء دولته وأشراف قومه الذين حوله ليروّج عليهم بطلان ما يدّعيه موسى : إن هذا الرجل لبارع في السحر حاذق في الشعوذة، ومراده من هذا أن ما ظهر على يديه إنما هو من قبيل السحر لا من وادي المعجزات.
ثم هيّجهم وحرضهم على مخالفته والكفر به والتنفير منه بقوله :﴿ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ﴾.
٣- ﴿ فماذا تأمرون ﴾ أي فأشيروا عليّ ماذا أصنع ؟ وبم أدافعه عما يريد ؟ ومثل هذا القول يوجب جذب القلوب والتضافر في مكافحة العدو والتغلب عليه جهد المستطاع.
قال المفتي أبو السعود : بهره سلطان المعجزة وحيره حتى حطه من ذروة ادعاء الربوبية إلى حضيض الخضوع لعبيده في زعمه، والامتثال لأمرهم أو إلى مقام مؤامرتهم ومشاورتهم بعد ما كان مستقلا بالرأي والتدبير، وأظهر استشعار الخوف من استيلائه على ملكه، ونسبه إلى إخراجهم من الأرض لتنفيرهم منه.
الإيضاح :﴿ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم ﴾أي قالوا : أخّر البت في أمرهما، ولا تعاجلهما بالعقوبة، حتى تجمع لهما من مدائن مملكتك، وأقاليم دولتك، كل سحار عليم، ثم تقابلهم به وجها لوجه ويأتون من ضروب السحر ما يستطيعون به التغلب عليه، فتكون قد قابلت الحجة بالحجة وقرعت الدليل بمثله، ويكون لك النصر والتأييد عليه، وتجتذب قلوب الشعب إليك.
وقد كان هذا من تسخير الله تعالى له، ليجتمع الناس في صعيد واحد وتظهر آيات الله وحججه للناس في وضح النهار جهرة.
روي أن فرعون أراد قتله قال له الملأ : لا تفعل. فإنك إن قتلته أدخلت على الناس شبهة في أمره، وأشاروا عليه بإنفاذ حاشرين يجمعون له كل سحار عليم، ظنا منهم أنهم إذا كثروا غلبوه على أمره، وتم لفرعون الغلب.
فأخذ بمشورتهم وأجابهم إلى طلبتهم.
الإيضاح :﴿ قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم ﴾أي قالوا : أخّر البت في أمرهما، ولا تعاجلهما بالعقوبة، حتى تجمع لهما من مدائن مملكتك، وأقاليم دولتك، كل سحار عليم، ثم تقابلهم به وجها لوجه ويأتون من ضروب السحر ما يستطيعون به التغلب عليه، فتكون قد قابلت الحجة بالحجة وقرعت الدليل بمثله، ويكون لك النصر والتأييد عليه، وتجتذب قلوب الشعب إليك.
وقد كان هذا من تسخير الله تعالى له، ليجتمع الناس في صعيد واحد وتظهر آيات الله وحججه للناس في وضح النهار جهرة.
روي أن فرعون أراد قتله قال له الملأ : لا تفعل. فإنك إن قتلته أدخلت على الناس شبهة في أمره، وأشاروا عليه بإنفاذ حاشرين يجمعون له كل سحار عليم، ظنا منهم أنهم إذا كثروا غلبوه على أمره، وتم لفرعون الغلب.
فأخذ بمشورتهم وأجابهم إلى طلبتهم.
تفسير المفردات : الميقات : ما وقت به أي حدد من مكان وزمان ومنه مواقيت الإحرام، واليوم المعلوم : هو يوم الزينة الذي حدده موسى في قوله : موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى.
المعنى الجملي : ذكر سبحانه هذه المناظرة بين موسى عليه السلام والقبط في سورة الأعراف وسورة طه وفي هذه السورة.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ﴾أي إن الملأ بعد أن أشاروا على فرعون بتأخير البت في أمر موسى، وبان من الخير له أن يجمع السحرة، ليظهر عند حضورهم فساد قوله - رضي بما أشاروا به واستقر عليه الرأي وأحب أن تقع المناظرة في يوم عيد لهم، لتكون بمحضر الجمّ الغفير من الناس، ويتم الله نوره ويظهر الحق على الباطل بلطفه وفضله.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ﴾أي وقيل للناس حثا لهم على المبادرة إلى الاجتماع ومشاهدة ما يكون من الجانبين : هل أنتم مجتمعون في ذلك الميقات لتروا ما سيكون في ذلك اليوم المشهود، وكان ذلك ثقة من فرعون بالظهور، وقد طلب أن يكون ذلك بمجمع من الناس لئلا يؤمن بموسى أحد منهم، فوقع من موسى الموقع الذي يريده، لأنه يعلم أن حجة الله هي الغالبة، وحجة الكافرين هي الداحضة، وفي ظهور حجة الله بمجمع من الناس زيادة في الاستظهار للمحقين، وقهر للمبطلين.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ﴾أي إنا نرجو أن يكون لهم الغلبة فنتبعهم ونستمر على دينهم ولا نتبع دين موسى.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ﴾أي فلما جاء السحرة مجلس فرعون طلبوا منه الإحسان ببذل المال والتقرب إليه إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا وزاد على هذا أن وعدهم بأنهم سيكونون من جلسائه وخاصة بطانته. بعدئذ عادوا إلى مقام المناظرة وقالوا : يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ﴾أي فلما جاء السحرة مجلس فرعون طلبوا منه الإحسان ببذل المال والتقرب إليه إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا وزاد على هذا أن وعدهم بأنهم سيكونون من جلسائه وخاصة بطانته. بعدئذ عادوا إلى مقام المناظرة وقالوا : يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين.
الإيضاح :﴿ قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾أي قال لهم موسى ألقوا ما تريدون إلقاءه، مما يكون حجة لكم على إبطال ما أدعيه من المعجزات فألقوا ما معهم من الحبال والعصي وقد كانت مطليّة بالزئبق، والعصي مجوّفة مملوءة به، وقالوا بقوة فرعون وجبروته : إنا لنلحن الغالبون، فلما حميت حرارة الشمس اشتدت حركتها وصارت كأنها حيات تدبّ من كل جانب، وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم.
وجاء في سورة طه :﴿ فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ﴾( طه : ٦٦-٦٨ ).
وقد استفرغوا الوسع وقاموا بما ظنوا أن فيه الكفاية بل ما فوقها وأن النص قد كتب لهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٣:المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح :﴿ قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾أي قال لهم موسى ألقوا ما تريدون إلقاءه، مما يكون حجة لكم على إبطال ما أدعيه من المعجزات فألقوا ما معهم من الحبال والعصي وقد كانت مطليّة بالزئبق، والعصي مجوّفة مملوءة به، وقالوا بقوة فرعون وجبروته : إنا لنلحن الغالبون، فلما حميت حرارة الشمس اشتدت حركتها وصارت كأنها حيات تدبّ من كل جانب، وسحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم.
وجاء في سورة طه :﴿ فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ﴾( طه : ٦٦-٦٨ ).
وقد استفرغوا الوسع وقاموا بما ظنوا أن فيه الكفاية بل ما فوقها وأن النص قد كتب لهم.
المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح :﴿ فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ﴾أي وحين ألقى موسى عصاه ابتلعت ما كانوا يقلبون صورته وحاله الأولى بتمويههم وتخييل الحبال والعصي أنها حيات تسعى.
وجاء في آية أخرى :﴿ فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ﴾( الأعراف : ١١٨ ).
وقد قامت الحجة لموسى عليهم واستبان لهم أن هذا ليس من متناول أيديهم كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ فألقى السحرة ساجدين ﴾.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ فألقي السحرة ساجدين ﴾أي فخروا سجدا لله، لأنهم قد علموا أن هذا الذي فعلوه هو منتهى التخييل السحري، فلما ابتلعت الحية ما زوّروه أيقنوا أن هذا من قدرة فوق ما عرفوا، وما هو إلا من قوة آتية من السماء لتأييد موسى، حينئذ خروا سجدا لله القوي القاهر فوق عباده.
وفي التعبير بالإلقاء إشارة إلى أنهم لم يتمالكوا أنفسهم من الدهش حتى كأنهم أخذوا فطرحوا.
ثم فاهوا بما يجيش في صدورهم، وتنطوي عليه جوانحهم.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون ﴾أي قالوا : آمنا برب العالمين الذي دعا إليه موسى أول ما تكلم مع فرعون.
وفي هذا إيماء إلى عزل فرعون عن الربوبية، وأن سبب إيمانهم ما أجراه الله على يدي موسى وهارون من المعجزات.
وبعد أن حصحص الحق، ووضح الصبح لذي عينين، لجأ فرعون إلى العناد والمكابرة وشرع يهدّد ويتوعد، ولكن ذلك لم يجد في السحرة شيئا، ولم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، إذ كان حجاب الكفر قد انكشف، واستبان لهم نور الحق، وعلمهم ما جهل قومهم، وأن القوة التي تؤيد موسى قوة غيبية قد أيده الله بها، وجعلها دليلا على صدق ما يدّعي.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون ﴾أي قالوا : آمنا برب العالمين الذي دعا إليه موسى أول ما تكلم مع فرعون.
وفي هذا إيماء إلى عزل فرعون عن الربوبية، وأن سبب إيمانهم ما أجراه الله على يدي موسى وهارون من المعجزات.
وبعد أن حصحص الحق، ووضح الصبح لذي عينين، لجأ فرعون إلى العناد والمكابرة وشرع يهدّد ويتوعد، ولكن ذلك لم يجد في السحرة شيئا، ولم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، إذ كان حجاب الكفر قد انكشف، واستبان لهم نور الحق، وعلمهم ما جهل قومهم، وأن القوة التي تؤيد موسى قوة غيبية قد أيده الله بها، وجعلها دليلا على صدق ما يدّعي.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ قال أأمنتم له قبل أن آذن لكم ﴾أي قال لهم : أتؤمنون به قبل أن تستأذنون وقد كان ينبغي أن تفعلوا ذلك، وألا تفتاتوا عليّ، فإني أنا الحاكم المطاع ؟
ثم التمس لإيمانهم عذرا آخر غير انبلاج الحق، ليعمّي على العامة، ويصرفهم عن وجه الحق فقال :
﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾فأنتم فعلتم ذلك عن مواطأة بينكم وبينه.
ولا شك أن هذا تضلي لقومه، ومكابرة ظاهرة البطلان، فإنهم لم يجتمعوا بموسى قبل ذلك اليوم، فكيف يكون هو كبيرهم الذي أفادهم صناعة السحر.
ثم توعدهم فقال :
﴿ فلسوف تعلمون ﴾وبال ما فعلتم، وسوء عاقبة ما اجترحتم.
ثم بين ذلك بقوله :
﴿ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين ﴾أي لأقطعنّ اليد اليمنى من كل منكم والرجل اليسرى، ثم لأصلبنكم أجمعين بعد ذلك.
فأجابوه غير مكترثين بقوله ولا عابئين بتهديده بأمرين في كل منهما دليل على اطمئنان النفس وبرد اليقين :
١-﴿ قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ﴾.
٢-﴿ إنا نطمع أن يغفر ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ﴾.
المعنى الجملي : ذكر سبحانه هذه المناظرة بين موسى عليه السلام والقبط في سورة الأعراف وسورة طه وفي هذه السورة.
وخلاصتها : إن فرعون وقومه أرادوا أن يطفئوا نور الله بأفواههم، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك شأن الإيمان والكفر والحق والباطل ما تقابلا إلا غلب الإيمان الكفر :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾ ( الأنبياء : ١٨ ) ومن ثم لما جاء السحرة وقد جمعوهم من أقاليم مصر العليا وكانوا أبرع الناس في فن السحر وأشدهم خداعا وتخيلا، وكانوا جمعا كثيرا وجما غفيرا أحضروا مجلس فرعون، فطلبوا منه الأجر إن هم غلبوا، فأجابهم إلى ما طلبوا، وزادهم عليه أن سيجعلهم من بطانته ومن المقربين إليه، ولكن المناظرة انتهت بغلبة موسى لهم وهزيمة من استنصر بهم، وإيمانهم بموسى، وحينئذ عاد إلى المكابرة والعناد، وشرع يتهدد السحرة ويتوعدهم ويقول :﴿ إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾ولكن ذلك لم يزدهم إلا إيمانا وتسليما، لعلمهم ما جهله قومهم من أن هذا لا يصدر عن بشر إلا إذا أيده الله وجعله حجة على صدق ما يدّعي، ومن ثمة قالوا له بعد أن توعدهم بقطع الأيدي والأرجل : إن ذلك لا يضيرنا، وإن المرجع إلى الله، وهو لا يضيع أجرمن أحسن عملا، وإنا لنرجو أن يغفر لنا خطايانا، لأنا سبقنا قومنا من القبط إلى الإيمان، ويروى أنه قتلهم جميعا.
الإيضاح :﴿ قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ﴾أي قالوا لا ضرر علينا في تنفيذ وعيدك، ولا نبالي به، لأن كل حيّ لا محالة مائت.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره | تعددت الأسباب والموت واحد |
تفسير المفردات : أسرى : سار ليلا، متبعون : أي يتبعكم فرعون وجنوده.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ﴾أي وأوحينا إليه أن سر بعبادي ليلا حتى إذا اتبعوكم مصبحين كان لكم تقدم عليهم فلا يدركونكم قبل وصولكم إلى البحر، بل يكونون على إثركم حين تلجونه، فيدخلون مدخلكم، فأطبقه عليهم فيغرقون.
وقد جاء في سفر الخروج من التوراة في الإصحاح الحادي عشر : إن الرب أمر أن يطلب كل رجل من صاحبه، وكل امرأة من صاحبتها أمتعة ذهب وأمتعة فضة، وأن الله سيميت كل بكر في أرض مصر من الإنسان والحيوان، وأمرهم أن يذبح أهل كل بيت شاة في اليوم الرابع عشر من شهر الخروج، وأن يلطخوا القائمتين والعتبة العليا من الدار، وأن يأكلوا الحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير، وأمرهم أن يأكلوا بعجلة ويأكلوا الرأس مع الأكارع والجوف، وهذا هو( فصح الرب )وهذا الدم علامة على بيوت بني إسرائيل حتى يحفظ كل بكر منهم ويتخطاهم الموت إلى أبكار المصريين، ويكون أكل الفطير سبعة أيام، ويكون هذا فريضة أبدية تذكارا بالخروج من مصر من يوم١٤من شهر أبيب إلى٢١من هذا الشهر كل سنة.
وهكذا أمر موسى قومه بذلك، ففعلوا كل هذا ونجا أولادهم، وصار ذلك سنة أبدية.
ولما مات الأبكار من الإنسان والحيوان في جميع بلاد مصر في نصف الليل اشتغل الناس بالأموات، وأخذ بنو إسرائيل غنمهم وبقرهم وعجينهم قبل أن يختمر، ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم على أكتافهم، وفعلوا ما أمرهم به الرب، فارتحلوا من رعمسيس إلى سكوت وكانوا ستمائة ألف ماش من الرجال ما عدا الأولاد، وخبزوا العجين الذي أخرجوه من مصر خبز ملة( فطيرا )ا ه.
وكانت إقامة بني إسرائيل في مصر٤٣٠سنة، وليلة الخروج هي عيد الفصح عندهم إلى الأبد.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ فأرسل إلى فرعون في المدائن حاشرين ﴾أي فلما أسرى بهم موسى وأخبر فرعون بما صنعوا، أرسل في مدائن مصر رجالا من حرسه، ليجمعوا الجند فيتبعوه ويردوهم إلى مصر، ويعذبوهم أشد التعذيب على ما فعلوا.
ثم قوّى فرعون في اقتفاء آثارهم بأمور :
أ-﴿ إن هؤلاء لشرذمة قليلون ﴾.
ب-﴿ وإنهم لنا لغائطون ﴾.
ج-﴿ وإنا لجميع حاذرون ﴾.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ إن هؤلاء لشرذمة قليلون ﴾فيسهل اقتفاؤهم وإرجاعهم وكبح جماحهم في الزمن الوجيز.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ وإنهم لنا لغائظون ﴾أي وإنهم بين آونة وأخرى يصدر منهم ما يخل بالأمن، فيحدثون بالشغب والاضطراب في - البلاد إلى أنهم ذهبوا بأموالنا التي استعاروها.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ وإنا لجميع حاذرون ﴾أي وإن لنا أن نحذر عاقبة أمرهم قبل أن يستفحل خطبهم ويصعب رأب صدعهم، ونحن قوم من دأبنا التيقظ والحذر، واستعمال الحزم في الأمور.
والخلاصة : إنه أشار أولا إلى عدم الموانع التي تمنع اتباعهم من قلة وجود الشوكة لهم، ثم إلى تحقق كما يدعو إليه من فرط عداوتهم لهم، ووجوب التيقظ في شأنهم حثا منه عليه.
وهذه معاذير اعتذر بها أهل المدائن، لئلا يظن به ما يكسر من قهره وسلطانه.
وخلاصة مقاله : إن هؤلاء عدد لا يعبأ به، وإن في مقدورنا أن نبيدهم بأهون الوسائل، ولا خوف منهم إذا نحن اتبعنا آثارهم ورددناهم على أعقابهم خاسئين، حتى لا يعودوا كرة أخرى إلى الإخلال بالأمن والهرج والمرج والاضطراب في البلاد، وهذا ما يقتضيه الحزم واليقظة في الأمور.
والذي نجزم به أن بني إسرائيل كانوا أقل من جند فرعون، لكنا لا نجزم بعدد معين، وما في كتب التاريخ والتوراة مبالغات يصعب تصديقها ولا ينبغي التعويل عليها، فخير لنا ألا نشغل أنفسنا باستقصاء تفاصيلها، وقد فنّد ابن خلدون في مقدمة تاريخه هذه الروايات وأبان ما فيها من مغالاة لا يقبلها العقل ولا تثبت أمام البحث العلمي الصحيح.
﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك ﴾أي فأخرجناهم من النعيم إلى الجحيم، وتركوا المنازل العالية والبساتين والأنهار والأموال والملك والجاه العظيم الذي لم يسمع بمثله، وقد كان الأمر حقا كما قلنا.
ثم بين ما آل إليه أمر بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر :
﴿ وأورثناها بني إسرائيل ﴾أي وملّكنا بني إسرائيل جنات وعيونا مماثلة لها في أرض الميعاد التي ساروا إليها، وفي هذا بيان لأن حالهم تحوّل من الاستعباد والرق إلى الترف والنعيم في الجنات والعيون والمقام الكريم.
ونحو الآية قوله :﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ﴾( الأعراف : ١٣٧ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:وقد جازى الله فرعون وجنوده بما أرادوا أن يجازوا به بني إسرائيل فأهلكوا جميعا كما قال :
﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك ﴾أي فأخرجناهم من النعيم إلى الجحيم، وتركوا المنازل العالية والبساتين والأنهار والأموال والملك والجاه العظيم الذي لم يسمع بمثله، وقد كان الأمر حقا كما قلنا.
ثم بين ما آل إليه أمر بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر :
﴿ وأورثناها بني إسرائيل ﴾أي وملّكنا بني إسرائيل جنات وعيونا مماثلة لها في أرض الميعاد التي ساروا إليها، وفي هذا بيان لأن حالهم تحوّل من الاستعباد والرق إلى الترف والنعيم في الجنات والعيون والمقام الكريم.
ونحو الآية قوله :﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ﴾( الأعراف : ١٣٧ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:وقد جازى الله فرعون وجنوده بما أرادوا أن يجازوا به بني إسرائيل فأهلكوا جميعا كما قال :
﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم * كذلك ﴾أي فأخرجناهم من النعيم إلى الجحيم، وتركوا المنازل العالية والبساتين والأنهار والأموال والملك والجاه العظيم الذي لم يسمع بمثله، وقد كان الأمر حقا كما قلنا.
ثم بين ما آل إليه أمر بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر :
﴿ وأورثناها بني إسرائيل ﴾أي وملّكنا بني إسرائيل جنات وعيونا مماثلة لها في أرض الميعاد التي ساروا إليها، وفي هذا بيان لأن حالهم تحوّل من الاستعباد والرق إلى الترف والنعيم في الجنات والعيون والمقام الكريم.
ونحو الآية قوله :﴿ وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ﴾( الأعراف : ١٣٧ ).
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ فأتبعوهم مشرقين ﴾أي فخرجوا من مصر في حفل عظيم وجمع كثير من أولي الحل والعقد من الأمراء والوزراء والجند، فوصلوا إليهم حين شروق الشمس.
ثم ذكر ما عرى بني إسرائيل من الخوف حين رؤيتهم فرعون وقومه.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ﴾أي فلما رأى كل من الفريقين صاحبه قال بنو إسرائيل : إن فرعون وجنوده سيلحقوننا ويقتلوننا، وكانوا قد قالوا لموسى من قبل : إنا قد أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، فقد كانوا يذبحون أبناءنا من قبل أن تأتينا، ومن بعد ما جئتنا يدركوننا ويقتلوننا.
والخلاصة : إنا لمتابعون وسنهلك على أيديهم حتى لا يبقى منا أحد ؛ لأنا قد انتهى بنا السير إلى سيف البحر( ساحله ) وقد أدركنا فرعون وجنوده.
فأجابهم موسى وطمأنهم وقوّى نفوسهم :﴿ قال كلا إن معي ربي سيهديني ﴾.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ قال كلا إن معي ربي سيهديني ﴾أي قال لهم موسى : إنه لن يصلكم شيء مما تحذرون، فإن الله هو الذي أمرني أن أسير بكم إلى هنا، وهو سبحانه لا يخلف وعده، فهو :
١-سيهديني إلى طريق النجاح والخلاص.
٢-سينصرني عليهم ويتكفّل بمعونتي.
ثم ذكر سبحانه كيف هداه ونجاه وأهلك أعداءه فقال :﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾أي وأوحينا إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق فكان كل قطعة من الماء كالجبل العالي وصار فيه اثنا عشر طريقا، لكل سبط منهم طريق وصار فيه طاقات ينظر منها بعضهم إلى بعض، وبعث الله الريح إلى قعر البحر فلفحته فصار يبسا كوجه الأرض كما قال في آية أخرى :﴿ فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ﴾( طه : ٧٧ ).
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ وأزلفنا ثم الآخرين ﴾أي وقربنا فرعون وجنوده من البحر وأدنيناهم منه.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين ﴾أي وأنجينا موسى وبني إسرائيل ومن اتبعهم على دينهم، فلم يهلك منهم أحد، وأغرقنا : فرعون وجنوده ولم نبق منهم أحدا.
والخلاصة : إنه لما خرج أصحاب موسى وتتامّ أصحاب فرعون، انطبق عليهم البحر فأغرقهم جميعا.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ وأنجينا موسى ومن معه أجمعين * ثم أغرقنا الآخرين ﴾أي وأنجينا موسى وبني إسرائيل ومن اتبعهم على دينهم، فلم يهلك منهم أحد، وأغرقنا : فرعون وجنوده ولم نبق منهم أحدا.
والخلاصة : إنه لما خرج أصحاب موسى وتتامّ أصحاب فرعون، انطبق عليهم البحر فأغرقهم جميعا.
المعنى الجملي : أقام موسى بين ظهراني المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله في سورة الأعراف :﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾( الأعراف : ١٣٠ )الآيات، ثم أمره الله أن يخرج بني إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضي بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح :﴿ إن في ذلك لآية ﴾أي إن في الذي حدث في البحر لعبرة دالة على قدرته تعالى وعلى صدق موسى عليه السلام، من حيث كان معجزة له، وتحذيرا من الإقدام على مخالفة أمر الله وأمر رسوله الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بيّن أنهم لم تجدهم الآيات والنذر شيئا.
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ أي وإن أكثرهم لم يؤمنوا مع ما رأوا من الآيات العظام والمعجزات الباهرات.
وفي ذلك تسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم فقد كان يغتم بتكذيب قومه مع ظهور المعجزات على يديه، فنبهه بهذا الذكر إلى أن له أسوة بموسى عليه السلام، فإن ما ظهر على يديه من المعجزات التي تبهر العقول لم يمنع من تكذيب أكثر القبط له وكفرهم به مع ما شاهدوه في البحر وغيره، وتكذيب بني إسرائيل فإنهم بعد أن نجوا عبدوا العجل وقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل في المدائن حاشرين يجمعون له الجند ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بني إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا : إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة، فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربي سيهديني إلى طريق النجاة ؛ وحينئذ أوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه في اليبس حتى جاوزوا البحر من الجانب الآخر، ودخل فرعون وجنوده من الجانب الأول فانطبق البحر عليهم وأغرقوا أجمعون.
وهذه آية كان من حقها أن توجب الاعتبار والعظة فيؤمن به من بقي من المصريين لكنهم لم يفعلوا.
الإيضاح : ثم توعدهم وقال :
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾أي وإن ربك لهو المنتقم من أعدائه، الرحيم بأوليائه.
وفي هذا بشارة لنبيه بأن النصر سيكتب له، والفوز سيكون حليفه كما قال :﴿ ولينصرن الله من ينصره ﴾( الحج : ٤٠ ).
﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم( ٦٩ ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون( ٧٠ ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين( ٧١ ) قال هل يسمعونك إذ تدعون( ٧٢ ) أو ينفعونكم أو يضرون( ٧٣ ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون( ٧٤ ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون( ٧٥ ) أنتم وآباؤكم الأقدمون( ٧٦ ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين( ٧٧ ) الذي خلقني فهو يهدين( ٧٨ ) والذي هو يطعمني ويسقين( ٧٩ ) وإذا مرضت فهو يشفين( ٨٠ ) والذي يميتني ثم يحيين( ٨١ ) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾( الشعراء : ٦٩-٨٢ ).
المعنى الجملي : لما ذكر في أول السورة شدة حزنه صلى الله عليه وسلم على كفر قومه وعدم استجابتهم دعوته، ثم ذكر قصص موسى عليه السلام ليكون في ذلك تسلية له، وليعلم أنه ليس ببدع في الرسل، وأن قومه ليسوا بأول الأمم عنادا واستكبارا، فقد أتى موسى بباهر المعجزات، وعظيم الآيات، ولم يؤمن به من قومه إلا القليل، ولم يؤمن به من المصريين إلا النذر اليسير - أردف ذلك بقصص إبراهيم أبي الأنبياء، وخليل الرحمان، وكليم الله، ليعلم أن حزنه لكفران قومه كان أشد، وآلامه كانت أمض، فهو كان يرى أن أباه وقومه صائرون إلى النار، وهو ليس بمستطيع إنقاذهم، وقد أكثر حجاجهم حتى حجّهم ولم يجد ذلك فيهم شيئا، بل ركنوا إلى التقليد بما ورثوه عن الآباء والأجداد، وقد أبان لهم أثناء حجاجه أن أصنامهم لا تغني عنهم شيئا، فهي لا تسمع دعاءهم﴿ ولا يسمع الصم الدعاء ﴾( الأنبياء : ٤٥ ) ولو سمعت لم تغن عنهم شيئا. ثم ذكر لهم صفات الرب الذي ينبغي أن يعبد وفصلها أتم التفصيل.
الإيضاح :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ﴾أي واتل على أمتك أخبار إبراهيم إمام الحنفاء، ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل على الله وعبادته وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله، وقد أوتي الرشد من صغره، فهو من حين نشأ وترعرع أنكر على قومه عبادة الأصنام فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ؟ وهو مشاهد راء له، ليعلمهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة في شرع ولا عقل.
روى أن أصنامهم كانت من ذهب وفضة ونحاس وحديد وخشب.
فأجابوه إجابة المفتخر بما يفعل، المزهو بجميل ما يصنع.
﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم( ٦٩ ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون( ٧٠ ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين( ٧١ ) قال هل يسمعونك إذ تدعون( ٧٢ ) أو ينفعونكم أو يضرون( ٧٣ ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون( ٧٤ ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون( ٧٥ ) أنتم وآباؤكم الأقدمون( ٧٦ ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين( ٧٧ ) الذي خلقني فهو يهدين( ٧٨ ) والذي هو يطعمني ويسقين( ٧٩ ) وإذا مرضت فهو يشفين( ٨٠ ) والذي يميتني ثم يحيين( ٨١ ) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾( الشعراء : ٦٩-٨٢ ).
المعنى الجملي : لما ذكر في أول السورة شدة حزنه صلى الله عليه وسلم على كفر قومه وعدم استجابتهم دعوته، ثم ذكر قصص موسى عليه السلام ليكون في ذلك تسلية له، وليعلم أنه ليس ببدع في الرسل، وأن قومه ليسوا بأول الأمم عنادا واستكبارا، فقد أتى موسى بباهر المعجزات، وعظيم الآيات، ولم يؤمن به من قومه إلا القليل، ولم يؤمن به من المصريين إلا النذر اليسير - أردف ذلك بقصص إبراهيم أبي الأنبياء، وخليل الرحمان، وكليم الله، ليعلم أن حزنه لكفران قومه كان أشد، وآلامه كانت أمض، فهو كان يرى أن أباه وقومه صائرون إلى النار، وهو ليس بمستطيع إنقاذهم، وقد أكثر حجاجهم حتى حجّهم ولم يجد ذلك فيهم شيئا، بل ركنوا إلى التقليد بما ورثوه عن الآباء والأجداد، وقد أبان لهم أثناء حجاجه أن أصنامهم لا تغني عنهم شيئا، فهي لا تسمع دعاءهم﴿ ولا يسمع الصم الدعاء ﴾( الأنبياء : ٤٥ ) ولو سمعت لم تغن عنهم شيئا. ثم ذكر لهم صفات الرب الذي ينبغي أن يعبد وفصلها أتم التفصيل.
الإيضاح :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ﴾أي واتل على أمتك أخبار إبراهيم إمام الحنفاء، ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل على الله وعبادته وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله، وقد أوتي الرشد من صغره، فهو من حين نشأ وترعرع أنكر على قومه عبادة الأصنام فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ؟ وهو مشاهد راء له، ليعلمهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة في شرع ولا عقل.
روى أن أصنامهم كانت من ذهب وفضة ونحاس وحديد وخشب.
فأجابوه إجابة المفتخر بما يفعل، المزهو بجميل ما يصنع.
الإيضاح :﴿ قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ﴾أي قالوا : نعبد الأصنام ونقيم على عبادتها طوال ليلنا ونهارنا. وبعد أن أوضحوا له طريقتهم نبههم إلى الفساد معتقدهم بسوق الدليل الذي يرشد إلى بطلانه.
﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم( ٦٩ ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون( ٧٠ ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين( ٧١ ) قال هل يسمعونك إذ تدعون( ٧٢ ) أو ينفعونكم أو يضرون( ٧٣ ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون( ٧٤ ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون( ٧٥ ) أنتم وآباؤكم الأقدمون( ٧٦ ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين( ٧٧ ) الذي خلقني فهو يهدين( ٧٨ ) والذي هو يطعمني ويسقين( ٧٩ ) وإذا مرضت فهو يشفين( ٨٠ ) والذي يميتني ثم يحيين( ٨١ ) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾( الشعراء : ٦٩-٨٢ ).
المعنى الجملي : لما ذكر في أول السورة شدة حزنه صلى الله عليه وسلم على كفر قومه وعدم استجابتهم دعوته، ثم ذكر قصص موسى عليه السلام ليكون في ذلك تسلية له، وليعلم أنه ليس ببدع في الرسل، وأن قومه ليسوا بأول الأمم عنادا واستكبارا، فقد أتى موسى بباهر المعجزات، وعظيم الآيات، ولم يؤمن به من قومه إلا القليل، ولم يؤمن به من المصريين إلا النذر اليسير - أردف ذلك بقصص إبراهيم أبي الأنبياء، وخليل الرحمان، وكليم الله، ليعلم أن حزنه لكفران قومه كان أشد، وآلامه كانت أمض، فهو كان يرى أن أباه وقومه صائرون إلى النار، وهو ليس بمستطيع إنقاذهم، وقد أكثر حجاجهم حتى حجّهم ولم يجد ذلك فيهم شيئا، بل ركنوا إلى التقليد بما ورثوه عن الآباء والأجداد، وقد أبان لهم أثناء حجاجه أن أصنامهم لا تغني عنهم شيئا، فهي لا تسمع دعاءهم﴿ ولا يسمع الصم الدعاء ﴾( الأنبياء : ٤٥ ) ولو سمعت لم تغن عنهم شيئا. ثم ذكر لهم صفات الرب الذي ينبغي أن يعبد وفصلها أتم التفصيل.
الإيضاح :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ﴾أي واتل على أمتك أخبار إبراهيم إمام الحنفاء، ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل على الله وعبادته وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله، وقد أوتي الرشد من صغره، فهو من حين نشأ وترعرع أنكر على قومه عبادة الأصنام فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ؟ وهو مشاهد راء له، ليعلمهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة في شرع ولا عقل.
روى أن أصنامهم كانت من ذهب وفضة ونحاس وحديد وخشب.
فأجابوه إجابة المفتخر بما يفعل، المزهو بجميل ما يصنع.
الإيضاح :﴿ قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ﴾أي قال لهم : هل يسمعون دعاءكم حين تدعونهم فيستجيبوا لكم ببذل معونة أو دفع مضرة ؟
ذاك أن الغالب من حال من يعبد غيره أن يلتجئ إليه في المسألة ليعرف مراده إذا سمع دعاءه ثم يستجيب له ببذل المعونة من جلب نفع أو دفع ضر، فإذا كان ما تعبدونه لا يسمع دعاءكم حتى يعرف مقصودكم، ولو عرف ما استطاع مد يد المعونة، فكيف بكم تستسيغون لأنفسكم أن تعبدوا ما هذه صفته ؟
وحينئذ فلجت حجة إبراهيم ولم يجدوا مقالا يقولونه وكأنما ألقمهم حجرا، فعدلوا عن الحجاج إلى اللجاج، وتقليد الآباء والأجداد وتلك هي حجة العاجز المغلوب على أمره، الذي أظلم وجه الحق أمامه، ولم يهتد لحجة ولا دليل.
﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم( ٦٩ ) إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون( ٧٠ ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين( ٧١ ) قال هل يسمعونك إذ تدعون( ٧٢ ) أو ينفعونكم أو يضرون( ٧٣ ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون( ٧٤ ) قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون( ٧٥ ) أنتم وآباؤكم الأقدمون( ٧٦ ) فإنهم عدو لي إلا رب العالمين( ٧٧ ) الذي خلقني فهو يهدين( ٧٨ ) والذي هو يطعمني ويسقين( ٧٩ ) وإذا مرضت فهو يشفين( ٨٠ ) والذي يميتني ثم يحيين( ٨١ ) والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾( الشعراء : ٦٩-٨٢ ).
المعنى الجملي : لما ذكر في أول السورة شدة حزنه صلى الله عليه وسلم على كفر قومه وعدم استجابتهم دعوته، ثم ذكر قصص موسى عليه السلام ليكون في ذلك تسلية له، وليعلم أنه ليس ببدع في الرسل، وأن قومه ليسوا بأول الأمم عنادا واستكبارا، فقد أتى موسى بباهر المعجزات، وعظيم الآيات، ولم يؤمن به من قومه إلا القليل، ولم يؤمن به من المصريين إلا النذر اليسير - أردف ذلك بقصص إبراهيم أبي الأنبياء، وخليل الرحمان، وكليم الله، ليعلم أن حزنه لكفران قومه كان أشد، وآلامه كانت أمض، فهو كان يرى أن أباه وقومه صائرون إلى النار، وهو ليس بمستطيع إنقاذهم، وقد أكثر حجاجهم حتى حجّهم ولم يجد ذلك فيهم شيئا، بل ركنوا إلى التقليد بما ورثوه عن الآباء والأجداد، وقد أبان لهم أثناء حجاجه أن أصنامهم لا تغني عنهم شيئا، فهي لا تسمع دعاءهم﴿ ولا يسمع الصم الدعاء ﴾( الأنبياء : ٤٥ ) ولو سمعت لم تغن عنهم شيئا. ثم ذكر لهم صفات الرب الذي ينبغي أن يعبد وفصلها أتم التفصيل.
الإيضاح :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ﴾أي واتل على أمتك أخبار إبراهيم إمام الحنفاء، ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل على الله وعبادته وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله، وقد أوتي الرشد من صغره، فهو من حين نشأ وترعرع أنكر على قومه عبادة الأصنام فقال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ؟ وهو مشاهد راء له، ليعلمهم أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة في شرع ولا عقل.
روى أن أصنامهم كانت من ذهب وفضة ونحاس وحديد وخشب.
فأجابوه إجابة المفتخر بما يفعل، المزهو بجميل ما يصنع.
الإيضاح :﴿ قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ﴾أي قال لهم : هل يسمعون دعاءكم حين تدعونهم فيستجيبوا لكم ببذل معونة أو دفع مضرة ؟
ذاك أن الغالب من حال من يعبد غيره أن يلتجئ إليه في المسألة ليعرف مراده إذا سمع دعاءه ثم يستجيب له ببذل المعونة من جلب نفع أو دفع ضر، فإذا كان ما تعبدونه لا يسمع دعاءكم حتى يعرف مقصودكم، ولو عرف ما استطاع مد يد المعونة، فكيف بكم تستسيغون لأنفسكم أن تعبدوا ما هذه صفته ؟
وحينئذ فلجت حجة إبراهيم ولم يجدوا مقالا يقولونه وكأنما ألقمهم حجرا، فعدلوا عن الحجاج إلى اللجاج، وتقليد الآباء والأجداد وتلك هي حجة العاجز المغلوب على أمره، الذي أظلم وجه الحق أمامه، ولم يهتد لحجة ولا دليل.
الإيضاح : فزاد في تقريعهم وتوبيخهم كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :
﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ﴾أي إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير كما تدعون، وتستطيع أن تضر وتنفع فلتخلص إليّ بالمساءة فإني عدو لها، لا أبالي بها ولا آبه بشأنها، ولكن رب العالمين هو وليي في الدنيا والآخرة، ولا يزال متفضلا عليّ فيهما.
ونحو هذا قول نوح عليه السلام :﴿ فأجمعوا أمركم وشركائكم ﴾( يونس : ٧١ ) وقول هود :﴿ إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون( ٥٤ ) من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون( ٥٥ ) إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ﴾( هود : ٥٤-٥٦ ).
الإيضاح : فزاد في تقريعهم وتوبيخهم كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :
﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ﴾أي إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير كما تدعون، وتستطيع أن تضر وتنفع فلتخلص إليّ بالمساءة فإني عدو لها، لا أبالي بها ولا آبه بشأنها، ولكن رب العالمين هو وليي في الدنيا والآخرة، ولا يزال متفضلا عليّ فيهما.
ونحو هذا قول نوح عليه السلام :﴿ فأجمعوا أمركم وشركائكم ﴾( يونس : ٧١ ) وقول هود :﴿ إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون( ٥٤ ) من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون( ٥٥ ) إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ﴾( هود : ٥٤-٥٦ ).
الإيضاح : فزاد في تقريعهم وتوبيخهم كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :
﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ﴾أي إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير كما تدعون، وتستطيع أن تضر وتنفع فلتخلص إليّ بالمساءة فإني عدو لها، لا أبالي بها ولا آبه بشأنها، ولكن رب العالمين هو وليي في الدنيا والآخرة، ولا يزال متفضلا عليّ فيهما.
ونحو هذا قول نوح عليه السلام :﴿ فأجمعوا أمركم وشركائكم ﴾( يونس : ٧١ ) وقول هود :﴿ إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون( ٥٤ ) من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون( ٥٥ ) إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ﴾( هود : ٥٤-٥٦ ).
الإيضاح : فزاد في تقريعهم وتوبيخهم كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :
﴿ قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون * قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكم الأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ﴾أي إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير كما تدعون، وتستطيع أن تضر وتنفع فلتخلص إليّ بالمساءة فإني عدو لها، لا أبالي بها ولا آبه بشأنها، ولكن رب العالمين هو وليي في الدنيا والآخرة، ولا يزال متفضلا عليّ فيهما.
ونحو هذا قول نوح عليه السلام :﴿ فأجمعوا أمركم وشركائكم ﴾( يونس : ٧١ ) وقول هود :﴿ إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون( ٥٤ ) من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون( ٥٥ ) إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ﴾( هود : ٥٤-٥٦ ).
الإيضاح : ثم وصف رب العالمين سبحانه بأوصاف استحق لأجله أن يعبد :
١-﴿ الذي خلقني فهو يهديني ﴾أي هو الخالق الذي خلقني وصورني فأحسن صورتي، وهو الذي يهديني إلى كل ما يهمني من أمور المعاش والمعاد هداية تتجدد على جهة الدوام والاستمرار.
الإيضاح : ٢-﴿ والذي هو يطعمني ويسقيني ﴾أي وهو رازقي بما يسر من الأسباب السماوية والأرضية، فساق المزن، وأنزل الماء فأحيا به الأرض، وأخرج به من كل الثمرات رزقا للعباد، وأنزل الماء عذبا زلالا يسقيه ما خلق من الأنعام والأناسي.
الإيضاح : ٣-﴿ وإذا مرضت فهو يشفيني ﴾أي وهو الذي ينعم عليّ بالشفاء إذا حصل لي مرض، وأضاف المرض إلى نفسه وهو حادث بقدرة ربه أدبا منه مع ربه كما قالت الجن :﴿ وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ﴾( الجن : ١٠ ).
والخلاصة : إني إذا مرضت لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدّر من الأسباب الموصلة إلى ذلك.
الإيضاح : ٤-﴿ والذي يميتني ثم يحييني ﴾أي وهو الذي يحييني ويميتني ولا يقدر على ذلك أحد إلا هو، فهو الذي يبدئ ويعيد، وقد يكون المراد بالإحياء البعث بعد الموت، ويؤيده عطفه بثم لاتساع الوقت بين الإماتة والإحياء.
الإيضاح : ٥-﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾أي وهو الذي لا يقدر على غفران الذنوب في الآخرة إلا هو كما قال :﴿ ومن يغفر الذنوب إلا الله ﴾( آل عمران : ١٣٥ ) وسمى إبراهيم ما صدر منه من عمل - هو خلاف الأولى - خطيئة، استعظاما له.
وخلاصة مقاله : إن جميع النعم التي يتمتع بها المرء من النشأة الأولى إلى آخر الدهر هي من الله وحده، ولا قدرة لأصنامكم على شيء منها.
وفي صحيح مسلم عن عائشة قلت : يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا ينفعه، إنه لم يقل يوما :" رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
تفسير المفردات : الحكم : هو العلم بالخير والعمل به، واللحوق بالصالحين يراد به التوفيق للأعمال التي توصل إلى الانتظام في زمن الكاملين المنزهين عن كبائر الذنوب وصغائرها.
المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح : دعا إبراهيم ربه أن يؤتيه من فضله أجمل الأخلاق وأكمل الآداب، فطلب إليه أمورا هي :
١-﴿ رب هب لي حكما ﴾أي ائتني معرفة بك وبصفاتك، ومعرفة للحق لأعمل به.
٢-﴿ وألحقني بالصالحين ﴾أي ووفقني للعمل في طاعتك، لأنتظم في سلك المقربين إليك، المطيعين لك، وقد أجاب الله دعاءه كما قال :﴿ وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾( البقرة : ١٣٠ ).
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في دعائه :" اللهم أحينا مسلمين، وأمتنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مبدّلين ".
٣-﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾.
٤-﴿ واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾.
٥-﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾.
٦-﴿ ولا تخزني يوم يبعثون ﴾.
المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح : ٣-﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾أي وخلّد ذكري الجميل في الدنيا بتوفيقي لصالح العمل، فأكون قدوة لمن بعدي إلى يوم القيامة، وقد أجاب الله دعاءه كما قال ؛﴿ وتركنا عليه في الآخرين( ١٠٨ ) سلام على إبراهيم( ١٠٩ ) كذلك نجزي المحسنين ﴾( الصافات : ١٠٨-١١٠ ).
ومن ثم لا نرى أمة إلا محبة لإبراهيم وتدّعي أنها على ملته، وقد جاء من ذريته كملة الأنبياء وأولو العزم منهم.
وختم ذلك بمجدّد دينه، وداعية الناس إلى التوحيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح : وبعد أن طلب سعادة الدنيا طلب ثواب الآخرة فقال :
٤-﴿ واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾أي واجعلني ممن يدخلون الجنة ويتمتعون بنعيمها كما يتمتع المالك بما يملكه ميراثا ويؤول إليه أمره من شؤون الدنيا.
وبعد أن طلب السعادة الدنيوية والأخروية لنفسه طلبها لأقرب الناس إليه وهو أبوه فقال :﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾.
الإيضاح : ٥-﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾أي واغفر له ذنوبه، إنه كان ضالا عن طريق الهدى، وهذه الدعوة وفاء بما وعده من قبل كما جاء في آية أخرى :﴿ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ﴾( التوبة : ١١٤ ).
المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح : ثم طلب من ربه عدم خزيه وهوانه يوم القيامة فقال :
٦-﴿ ولا تخزني يوم يبعثون ﴾أي ولا تخزني بمعاتبتي على ما فرطت، أو بنقص مرتبتي عن بعض الوارثين.
ثم بين حال هذا اليوم وما فيه من شديد الأهوال فقال :﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾.
الإيضاح :﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾أي يوم لا يقي المرء من عذاب الله المال ولو افتدى بملء الأرض ذهبا، ولا البنون ولو افتدى بهم جميعا، ولكن ينفعه أن يجيء خالصا من الذنوب وأدرانها، وحب الدنيا وشهواتها، وخص الابن بالذكر لأنه أولى القرابة بالدفع والنفع، فإذا لم ينفع فغيره من القرابة أولى.
قال النسفي : وما أحسن ما رتب عليه السلام من كلامه مع المشركين، حيث سألهم أولا عما يعبدون سؤال مقرر لا مستفهم، ثم أقبل على آلهتهم فأبطل أمرها بأنها لا تضر ولا تنفع ولا تسمع، وعلى تقليدهم آباءهم الأقدمين فأخرجه من أن يكون شبهة فضلا عن أن يكون حجة، ثم صور المسألة في نفسه دونهم حتى تخلّص منها إلى ذكر الله تعالى، فعظم شأنه، وعدّد نعمه من حين إنشائه إلى وقت وفاته، مع ما يرجى في الآخرة من رحمته، ثم أتبع ذلك أن دعا بدعوات المخلصين، وابتهل إليه ابتهال الأدب، ثم وصله بذكر يوم القيامة وثواب الله وعذابه وما يفعل المشركون يومئذ من الند والحسرة على ما كانوا فيه من الضلال وتمني الكرّة إلى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا ا ه.
أخرج أحمد والترمذي وابن ماجه عن ثوبان قال : لما نزلت :﴿ والذين يكنزون الذهب والفضة ﴾( التوبة : ٣٤ )الآية. وقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمنا أيّ المال خير اتخذناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة صالحة تعين المؤمن على إيمانه ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٨:المعنى الجملي : بعد أن أثنى إبراهيم على ربه بما أثنى عليه - ذكر مسألته ودعاءه إياه بما ذكره كما هو دأب من يشتغل بدعائه تعالى، فإنه يجب عليه أن يتقدم بالثناء عليه وذكر عظمته وكبريائه، ليستغرق في معرفة ربه ومحبته، ويصير أقرب شبها بالملائكة الذين يعبدون الله بالليل والنهار لا يفترون، وبذا يستنير قلبه إلى ما هو أرفق به في دينه ودنياه، وتحصل له قوة إلهية تجعله يهتدي إلى ما يريد، ومن ثم جاء في الأثر حكاية عن الله تعالى :" من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
الإيضاح :﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾أي يوم لا يقي المرء من عذاب الله المال ولو افتدى بملء الأرض ذهبا، ولا البنون ولو افتدى بهم جميعا، ولكن ينفعه أن يجيء خالصا من الذنوب وأدرانها، وحب الدنيا وشهواتها، وخص الابن بالذكر لأنه أولى القرابة بالدفع والنفع، فإذا لم ينفع فغيره من القرابة أولى.
قال النسفي : وما أحسن ما رتب عليه السلام من كلامه مع المشركين، حيث سألهم أولا عما يعبدون سؤال مقرر لا مستفهم، ثم أقبل على آلهتهم فأبطل أمرها بأنها لا تضر ولا تنفع ولا تسمع، وعلى تقليدهم آباءهم الأقدمين فأخرجه من أن يكون شبهة فضلا عن أن يكون حجة، ثم صور المسألة في نفسه دونهم حتى تخلّص منها إلى ذكر الله تعالى، فعظم شأنه، وعدّد نعمه من حين إنشائه إلى وقت وفاته، مع ما يرجى في الآخرة من رحمته، ثم أتبع ذلك أن دعا بدعوات المخلصين، وابتهل إليه ابتهال الأدب، ثم وصله بذكر يوم القيامة وثواب الله وعذابه وما يفعل المشركون يومئذ من الند والحسرة على ما كانوا فيه من الضلال وتمني الكرّة إلى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا ا ه.
أخرج أحمد والترمذي وابن ماجه عن ثوبان قال : لما نزلت :﴿ والذين يكنزون الذهب والفضة ﴾( التوبة : ٣٤ )الآية. وقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمنا أيّ المال خير اتخذناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة صالحة تعين المؤمن على إيمانه ".
تفسير المفردات : أزلفت : أي قربت.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا ينفع في هذا اليوم مال ولا بنون، وإنما ينفع البعد من الكفر والنفاق - ذكر هنا من وصف هذا اليوم أمورا تبين شديد أهواله، وعظيم نكاله.
الإيضاح : ذكر ما يحدث في هذا اليوم مما يبشر بثواب المتقين ونكال الكافرين، ثم قرّعهم على ما اجترحوا من السيئات فقال :
١-﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾أي إن الجنة تكون قريبة من موقف السعداء، ينظرون إليها، ويفرحون بأنهم سيحشرون إليها كما جاء في آية أخرى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد ﴾( ق : ٣١ ).
وفي هذا تعجيل لمسرتهم كفاء ما عملوا لها، ورغبوا عن الدنيا وزخرفها.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا ينفع في هذا اليوم مال ولا بنون، وإنما ينفع البعد من الكفر والنفاق - ذكر هنا من وصف هذا اليوم أمورا تبين شديد أهواله، وعظيم نكاله.
الإيضاح : ٢-﴿ وبرزت الجحيم للغاوين ﴾أي وتكون النار بارزة مكشوفة للأشقياء، بحيث تكون بمرأى منهم، يسمعون زفراتها التي تبلغ منها القلوب الحناجر، ويوقنون بأنهم مواقعوها، لا يجدون عنها مصرفا.
وفي هذا تعجيل للغم والحسرة، إذ نسوا في دنياهم هذا اليوم كما جاء في قوله :﴿ وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ﴾( الجاثية : ٣٤ ).
الإيضاح : ثم ذكر أنه يسأل أهل النار تقريعا لهم.
٣-﴿ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ﴾أي أين آلهتكم التي كنتم تعبدونها ؟ هل ينفعونكم بنصرتهم لكم، أو هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لأنفسهم ؟ لا - إنهم وآلهتهم وقود النار.
والخلاصة : ليست الآلهة التي عبدتموها من دون الله من الأصنام والأوثان بمغنية عنكم اليوم شيئا، ولا هي بدافعة عن نفسها شيئا، فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لها واردون.
الإيضاح : ثم ذكر أنه يسأل أهل النار تقريعا لهم.
٣-﴿ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ﴾أي أين آلهتكم التي كنتم تعبدونها ؟ هل ينفعونكم بنصرتهم لكم، أو هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لأنفسهم ؟ لا - إنهم وآلهتهم وقود النار.
والخلاصة : ليست الآلهة التي عبدتموها من دون الله من الأصنام والأوثان بمغنية عنكم اليوم شيئا، ولا هي بدافعة عن نفسها شيئا، فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لها واردون.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا ينفع في هذا اليوم مال ولا بنون، وإنما ينفع البعد من الكفر والنفاق - ذكر هنا من وصف هذا اليوم أمورا تبين شديد أهواله، وعظيم نكاله.
الإيضاح : ثم ذكر مآلهم بعدئذ فقال :
٤-﴿ فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون ﴾أي فألقى الآلهة والغاوون الذين عبدوها في النار، والشياطين والداعون إلى عبادتها - على رؤوسهم أو ألقى بعضهم على بعض.
وتأخير الغاوين في الكبكبة عن آلهتهم ؛ ليشاهدوا سوء حالهم، فينقطع رجاؤهم منهم قبل دخول الجحيم.
ثم ذكر ما يحدث من المخاصمة والمحاجة بين الآلهة والغاوين عبدتها والشياطين الذين دعوهم إلى تلك العبادة.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا ينفع في هذا اليوم مال ولا بنون، وإنما ينفع البعد من الكفر والنفاق - ذكر هنا من وصف هذا اليوم أمورا تبين شديد أهواله، وعظيم نكاله.
الإيضاح : ثم ذكر مآلهم بعدئذ فقال :
٤-﴿ فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون ﴾أي فألقى الآلهة والغاوون الذين عبدوها في النار، والشياطين والداعون إلى عبادتها - على رؤوسهم أو ألقى بعضهم على بعض.
وتأخير الغاوين في الكبكبة عن آلهتهم ؛ ليشاهدوا سوء حالهم، فينقطع رجاؤهم منهم قبل دخول الجحيم.
ثم ذكر ما يحدث من المخاصمة والمحاجة بين الآلهة والغاوين عبدتها والشياطين الذين دعوهم إلى تلك العبادة.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا ينفع في هذا اليوم مال ولا بنون، وإنما ينفع البعد من الكفر والنفاق - ذكر هنا من وصف هذا اليوم أمورا تبين شديد أهواله، وعظيم نكاله.
وخلاصة ذلك : إنهم حين رأوا صور تلك الآلهة اعترفوا بالخطأ العظيم الذي كان منهم وندموا على طاعتهم لأولئك الرؤساء والسادة الذين حملوهم على عبادتها وتعظيم شأنها.
وخلاصة ذلك : إنهم حين رأوا صور تلك الآلهة اعترفوا بالخطأ العظيم الذي كان منهم وندموا على طاعتهم لأولئك الرؤساء والسادة الذين حملوهم على عبادتها وتعظيم شأنها.
وخلاصة ذلك : إنهم حين رأوا صور تلك الآلهة اعترفوا بالخطأ العظيم الذي كان منهم وندموا على طاعتهم لأولئك الرؤساء والسادة الذين حملوهم على عبادتها وتعظيم شأنها.
وخلاصة ذلك : إنهم حين رأوا صور تلك الآلهة اعترفوا بالخطأ العظيم الذي كان منهم وندموا على طاعتهم لأولئك الرؤساء والسادة الذين حملوهم على عبادتها وتعظيم شأنها.
﴿ فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ﴾أي فليس لنا اليوم شفيع يشفع لنا مما نحن فيه من ضيق أو ينقذنا من هلكة، ولا صديق شفيق يعينه أمرنا ويودنا ونوده.
ونحو الآية ما جاء في آية أخرى حكاية عنهم :﴿ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ﴾( الأعراف : ٥٣ ).
وقد أرادوا بهذا الإخبار إظهار اللهفة والحسرة على فقد الشفيع والصديق النافع، وقد نفوا أولا أن يكون لهم من ينفعهم في تخليصهم من العذاب بشفاعته، ثم ترقوا ونفوا أن يكون لهم من يهمه أمرهم ويشفق عليهم ويتوجع لهم وإن لم يخلصهم.
والخلاصة : إن الأمر قد بلغ من الهول ما لا يستطيع أحد أن ينفع فيه أدنى نفع.
ثم حكى الله عنهم تمنيهم الرجوع إلى الدنيا ليعملوا بطاعة ربهم فيما يزعمون، والله يعلم إنهم لو ردوا لعادوا ما نهوا عنه وإنهم لكاذبون فقال :﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٠:ثم أكدوا ندمهم على ما فرط منهم وحسرتهم على ما صنعوا.
﴿ فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ﴾أي فليس لنا اليوم شفيع يشفع لنا مما نحن فيه من ضيق أو ينقذنا من هلكة، ولا صديق شفيق يعينه أمرنا ويودنا ونوده.
ونحو الآية ما جاء في آية أخرى حكاية عنهم :﴿ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ﴾( الأعراف : ٥٣ ).
وقد أرادوا بهذا الإخبار إظهار اللهفة والحسرة على فقد الشفيع والصديق النافع، وقد نفوا أولا أن يكون لهم من ينفعهم في تخليصهم من العذاب بشفاعته، ثم ترقوا ونفوا أن يكون لهم من يهمه أمرهم ويشفق عليهم ويتوجع لهم وإن لم يخلصهم.
والخلاصة : إن الأمر قد بلغ من الهول ما لا يستطيع أحد أن ينفع فيه أدنى نفع.
ثم حكى الله عنهم تمنيهم الرجوع إلى الدنيا ليعملوا بطاعة ربهم فيما يزعمون، والله يعلم إنهم لو ردوا لعادوا ما نهوا عنه وإنهم لكاذبون فقال :﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر أنه لا ينفع في هذا اليوم مال ولا بنون، وإنما ينفع البعد من الكفر والنفاق - ذكر هنا من وصف هذا اليوم أمورا تبين شديد أهواله، وعظيم نكاله.
الإيضاح :﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾أي ليت لنا رجعة إلى الدنيا فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، حتى إذا متنا وبعثنا مرة أخرى لا ينالنا من العذاب مثل ما نحن فيه.
الإيضاح :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾أي إن في محاجة إبراهيم لقومه وإقامة الحجة عليهم في التوحيد - لآية واضحة جلية على أنه تعالى لا رب غيره، ولا معبود سواه، ومع كل هذا ما آمن به أكثرهم.
وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم على ما يجده من تكذيب قومه له مع ظهور الآيات وعظيم المعجزات.
الإيضاح :﴿ وإن ربك لهم العزيز الرحيم ﴾أي وإن ربك المحسن إليهم بإرسالك لهدايتهم - لهو القادر على الانتقام منهم، الرحيم بهم إذ لم يهلكهم، بل أخّر ذلك وأرسل إليهم الرسل ونصب لهم الشرائع، ليؤمنوا بها هم أو ذريتهم.
﴿ كذبت قوم نوح المرسلين( ١٠٥ ) إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون( ١٠٦ ) إني لكم رسول أمين( ١٠٧ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٠٨ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٠٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١١٠ ) * قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون( ١١١ ) قال وما علمي بما كانوا يعملون( ١١٢ ) إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون( ١١٣ ) وما أنا بطارد المؤمنين( ١١٤ ) إن أنا إلا نذير مبين( ١١٥ ) قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين( ١١٦ ) قال رب إن قومي كذبون( ١١٧ ) فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين( ١١٨ ) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون( ١١٩ ) ثم أغرقنا بعد الباقين( ١٢٠ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٢١ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٠٥-١٢٢ ).
تفسير المفردات : القوم : اسم لا واحد له من لفظه كرهط ونفر يذكر ويؤنث.
المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ﴾أي كذبت قوم نوح رسل الله حين قال لهم أخوهم نوح : ألا تتقون الله فتحذروا عقابه على كفركم به وتكذيبكم رسله ؟
وجعل تكذيب نوح تكذيبا للرسل جميعا، لأن تكذيبه يتضمن تكذيب غيره منهم إذ طريقتهم لا تختلف ؛ فهي في كل مكان وزمان الدعوة إلى التوحيد وأصول الشرائع.
وقد حكى سبحانه عن نوح أنه خوفهم أولا بقوله : ألا تتقون ؟ لأن القوم إنما قبلوا تلك الأديان تقليدا، والمقلد إذا خوف خاف، وما لم يستشعر بالخوف لا يشتغل بالاستدلال والنظر.
لا يسألون أخاهم حين يندبهم | في النائبات على ما قال برهانا |
﴿ كذبت قوم نوح المرسلين( ١٠٥ ) إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون( ١٠٦ ) إني لكم رسول أمين( ١٠٧ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٠٨ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٠٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١١٠ ) * قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون( ١١١ ) قال وما علمي بما كانوا يعملون( ١١٢ ) إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون( ١١٣ ) وما أنا بطارد المؤمنين( ١١٤ ) إن أنا إلا نذير مبين( ١١٥ ) قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين( ١١٦ ) قال رب إن قومي كذبون( ١١٧ ) فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين( ١١٨ ) فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون( ١١٩ ) ثم أغرقنا بعد الباقين( ١٢٠ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٢١ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٠٥-١٢٢ ).
تفسير المفردات : القوم : اسم لا واحد له من لفظه كرهط ونفر يذكر ويؤنث.
المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ﴾أي كذبت قوم نوح رسل الله حين قال لهم أخوهم نوح : ألا تتقون الله فتحذروا عقابه على كفركم به وتكذيبكم رسله ؟
وجعل تكذيب نوح تكذيبا للرسل جميعا، لأن تكذيبه يتضمن تكذيب غيره منهم إذ طريقتهم لا تختلف ؛ فهي في كل مكان وزمان الدعوة إلى التوحيد وأصول الشرائع.
وقد حكى سبحانه عن نوح أنه خوفهم أولا بقوله : ألا تتقون ؟ لأن القوم إنما قبلوا تلك الأديان تقليدا، والمقلد إذا خوف خاف، وما لم يستشعر بالخوف لا يشتغل بالاستدلال والنظر.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
وقد وصف نوح نفسه بأمرين :
الإيضاح : ١-﴿ إني لكم رسول أمين ﴾أي إني رسول من الله إليكم، أمين فيما بعثني به، أبلغكم رسالاته لا أزيد فيها، ولا أنقص منها.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ فاتقوا الله وأطيعوني ﴾أي خافوا عقاب الله وأطيعوني فيما آمركم به من التوحيد، وقدّم الأمر بتقوى الله على الأمر بطاعته ؛ لأن التقوى هي ملاك الأمر كله في هذه الحياة وكرر الأمر بها لأنها العمدة في جميع الأعمال، فيجب على العامل ملاحظتها إذا أراد الإحسان وتجويد العمل.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح : ٢-﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾أي لا أطلب منكم جزاء على نصحي لكم، بل أطلب ثواب ذلك من عند الله.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ فاتقوا الله وأطيعوني ﴾فقد وضح الأمر لكم، وبان نصحي وأمانتي فيما بعثني الله به وائتمني عليه، وسبب التكرير ما علمته من قبل، ونظير هذا ما يقول الوالد لولده : ألا تتقي الله في عقوقي وقد ربيتك صغيرا ؟ ألا تتقي الله في عقوقي وقد علمتك كبيرا ؟.
وبعد أن أقام الدليل على صدق رسالته وعظيم نصحه وأمانته لهم أرادوا أن يتنصلوا من اتباع دعوته بحجة هي أو هي من بيت العنكبوت.
المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾أي قالوا كيف نتبعك ونصدقك ونؤمن بك ونأتسي بهؤلاء الأراذل الذين اتبعوك ؟ ومرادهم أن هذا لن يكون أبدا.
وهذه شبهة لا ينبغي لعاقل أن يركن إليها، لأن نوحا عليه السلام بعث إلى الخلق كافة، لا فارق بين غني وفقير، وصعلوك وأمير، ولا بين ذوي البيوتات والحسب، وذوي الوضاعة والخسة في النسب، فليس له إلا اعتبار الظواهر، دون التفتيش والبحث عن البواطن، ومن ثم أجابهم :﴿ قال وما علمي بما كانوا يعملون ﴾.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ قال وما علمي بما كانوا يعملون ﴾أي وأيّ شيء يعلمني ما كان يعمل أتباعي ؟ إنما لي منهم ظاهر أمرهم دون باطنه، فمن أظهر الحسن ظننت به حسنا، ومن أظهر السوء ظننت به ذلك، ولم أكلف العلم بأعمالهم، وإنما كلفت أن أدعوهم إلى الإيمان والاعتبار به لا بالحرف والصناعات والفقر والغنى، وهم كأنهم يقولون إن إيمان هؤلاء لم يكن عن نظر صحيح، بل لتوقع مال ورفعة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح : ثم أبان أن أمر جزائهم وحسابهم على ربهم لا عليه، فلا يعنيه استقصاء أحوالهم فقال :
﴿ إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون ﴾أي ما حسابهم عل ما تحويه سرائرهم إلا على ربهم المطلع عليها لو كنتم من ذوي الشعور والعقل.
ولما جعلوا من موانع إيمانهم اتباع هؤلاء الأراذل كانوا كأنهم طلبوا طردهم فقال :﴿ وما أنا بطارد المؤمنين ﴾.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ وما أنا بطارد المؤمنين ﴾أي وما أنا بطارد من آمن بالله واتبعني وصدق بما جئت به من عند الله.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح : ثم بين وظيفة الرسول فقال :
﴿ إن أنا إلا نذير مبين ﴾أي إنما بعثت منذرا ومخوفا بأس الله وشديد عذابه، فمن أطاعني كان مني وأنا منه، شريفا كان أو وضيعا، جليلا كان أو حقيرا.
ولما أجابهم بهذا الجواب وأيسوا مما راموا لجؤوا إلى التهديد.
المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾أي قال قوم نوح له : لئن لم تنته عما تدعو إليه من الطعن في آلهتنا لنرجمنك بالحجارة ولنقتلنك بها.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ قال رب إن قومي كذبوني * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾أي إن قومي كذبوني فيما أتيتهم به من الحق من عندك، فاحكم بيني وبينهم حكما تهلك به المبطل وتنتقم منه وتنصر به الحق وأهله.
وجاء في آية أخرى :﴿ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ﴾( القمر : ١٠ ).
وفي ذلك إيماء إلى طلب إنزال العذاب بهم كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾.
ولما طال مقامه بين ظهرانيهم، يدعوهم إلى الله ليلا ونهارا، سرا وإعلانا، وكلما كرر عليهم الدعوة صمّوا آذانهم وصمموا على تكذيبه وتمادوا في عتوهم واستكبارهم - استغاث بربه وطلب منه أن يحكم بينه وبينهم وأن يهلكهم كما أهلك المكذبين من قبلهم لرسلهم وينجيه والمؤمنين به.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٧:المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ قال رب إن قومي كذبوني * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾أي إن قومي كذبوني فيما أتيتهم به من الحق من عندك، فاحكم بيني وبينهم حكما تهلك به المبطل وتنتقم منه وتنصر به الحق وأهله.
وجاء في آية أخرى :﴿ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ﴾( القمر : ١٠ ).
وفي ذلك إيماء إلى طلب إنزال العذاب بهم كما يرشد إلى ذلك قوله :﴿ ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾.
ولما طال مقامه بين ظهرانيهم، يدعوهم إلى الله ليلا ونهارا، سرا وإعلانا، وكلما كرر عليهم الدعوة صمّوا آذانهم وصمموا على تكذيبه وتمادوا في عتوهم واستكبارهم - استغاث بربه وطلب منه أن يحكم بينه وبينهم وأن يهلكهم كما أهلك المكذبين من قبلهم لرسلهم وينجيه والمؤمنين به.
المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح : فأجاب الله دعاءه كما قال :
﴿ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون * ثم أغرقنا بعد الباقين ﴾أي فأنجينا نوحا ومن اتبعه على الإيمان بالله وطاعة رسوله، وأغرقنا من كفر به وخالف أمره.
وفي قوله – المشحون - إيماء إلى كثرتهم وأن الفلك امتلأ بهم وبما صحبهم، وقد روي أنهم كانوا ثمانين، أربعين رجلا وأربعين امرأة.
المعنى الجملي : بعد أن قص على رسوله صلى الله عليه وسلم قصص أبيه إبراهيم وما لقيه من تكذيب قومه له مع ما أرشدهم إليه من أدلة التوحيد وما حجهم به من الآيات - أردف هذا بقصص الأب الثاني وهو نوح عليه السلام، وفيه ما لاقاه من قومه من شديد التكذيب لدعوته وعكوفهم على عبادة الأصنام والأوثان وأنه مع طول الدعوة لهم لم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، وقد كان من عاقبة أمرهم ما كان لغيرهم ممن كذبوا رسل ربهم بعد أن أملى لهم بطول الأمد :﴿ وأملي لهم إن كيدي متين ﴾( الأعراف : ١٨٣ )فأغرقهم الطوفان ولم ينج منهم إلا من حملته السفينة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح : فأجاب الله دعاءه كما قال :
﴿ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون * ثم أغرقنا بعد الباقين ﴾أي فأنجينا نوحا ومن اتبعه على الإيمان بالله وطاعة رسوله، وأغرقنا من كفر به وخالف أمره.
وفي قوله – المشحون - إيماء إلى كثرتهم وأن الفلك امتلأ بهم وبما صحبهم، وقد روي أنهم كانوا ثمانين، أربعين رجلا وأربعين امرأة.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ إن في ذلك لآية ﴾أي إن في إنجاء المؤمنين وإنزال سطوتنا وبأسنا بالكافرين لعبرة وعظة لقومك المصدقين منهم والمكذبين، على أن سنتنا إنجاء رسلنا وأتباعهم إذا نزلت نقمتنا بالمكذبين من قومهم، وكذلك هي سنتي فيك وفي قومك.
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾أي ومع كل ما حذر به نوح وأنذر لم يؤمن به إلا القليل، وفي هذا إيماء إلى أنه لو كان أكثرهم مؤمنين لما عوجلوا بالعقاب.
وهذا القصص مجمل تقدم تفصيله في سورتي الأعراف وهود، وسيأتي بسطه أتم البسط في سورة نوح.
الإيضاح :﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾أي وإن ربك لهو العزيز في انتقامه ممن كفر به وخالف أمره، الرحيم بالتائب منهم أن يعاقبه بعد توبته.
﴿ كذبت عاد المرسلين( ١٢٣ ) إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون( ١٢٤ ) إني لكم رسول مبين( ١٢٥ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٢٦ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٢٧ ) أتبنون بكل ريع آية تعبثون( ١٢٨ ) وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون( ١٢٩ ) وإذا بطشتم بطشتم جبارين( ١٣٠ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٣١ ) واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون( ١٣٢ ) أمدكم بأنعام وبنين( ١٣٣ ) وجنات وعيون( ١٣٤ ) إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم( ١٣٥ ) قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين( ١٣٦ ) إن هذا إلا خلق الأولين( ١٣٧ ) وما نحن بمعذبين( ١٣٨ ) فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٣٩ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٢٣-١٤٠ ).
تفسير المفردات : عاد : اسم أبي القبيلة الأكبر، ويعبر عن القبيلة إذا كانت عظيمة باسم الأب أو ببني فلان أو آل فلان، والريع( بالفتح والكسر )المكان المرتفع، ويقال كم ريع أرضك أي ارتفاعها، آية : أي قصرا مشيدا عاليا.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص نوح وقومه وأن نوحا دعاهم وحذرهم عقاب الله وطال عليه المطال ولم يزدهم ذلك إلا عتوا ونفورا، فدعا ربه فأخذهم الطوفان وهم ظالمون - أردف هذا قصص هود عليه السلام مع قومه عاد، وكانوا بعد قوم نوح كما قال في سورة الأعراف﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة ﴾ ( الأعراف : ٦٩ ). يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل القريبة من حضرموت ببلاد اليمن وكانت لهم أرزاق دارة وأموال، وجنات وأنهار وزروع وثمار، وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان، فبعث الله فيهم نبيا منهم يبشرهم وينذرهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم نقمته وعذابه، فكذبوه فأهلكهم كما أهلك المكذبين لرسله.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص نوح وقومه وأن نوحا دعاهم وحذرهم عقاب الله وطال عليه المطال ولم يزدهم ذلك إلا عتوا ونفورا، فدعا ربه فأخذهم الطوفان وهم ظالمون - أردف هذا قصص هود عليه السلام مع قومه عاد، وكانوا بعد قوم نوح كما قال في سورة الأعراف﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة ﴾ ( الأعراف : ٦٩ ). يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل القريبة من حضرموت ببلاد اليمن وكانت لهم أرزاق دارة وأموال، وجنات وأنهار وزروع وثمار، وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان، فبعث الله فيهم نبيا منهم يبشرهم وينذرهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم نقمته وعذابه، فكذبوه فأهلكهم كما أهلك المكذبين لرسله.
الإيضاح :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾أي أتبنون في كل مرتفع عال قصرا مشيدا للتفاخر والدلالة على الغنى.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص نوح وقومه وأن نوحا دعاهم وحذرهم عقاب الله وطال عليه المطال ولم يزدهم ذلك إلا عتوا ونفورا، فدعا ربه فأخذهم الطوفان وهم ظالمون - أردف هذا قصص هود عليه السلام مع قومه عاد، وكانوا بعد قوم نوح كما قال في سورة الأعراف﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة ﴾ ( الأعراف : ٦٩ ). يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل القريبة من حضرموت ببلاد اليمن وكانت لهم أرزاق دارة وأموال، وجنات وأنهار وزروع وثمار، وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان، فبعث الله فيهم نبيا منهم يبشرهم وينذرهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم نقمته وعذابه، فكذبوه فأهلكهم كما أهلك المكذبين لرسله.
الإيضاح :﴿ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ﴾أي وتتخذون الحصون والقلاع كأنكم مخلدون في الدنيا.
روى ابن أبي حاتم أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما رأى ما أحدث المسلمون في غوطة دمشق، من البنيان ونصب الشجر، قام في مسجدهم فنادى : يا أهل دمشق فاجتمعوا إليه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألا تستجيبون، ألا تستجيبون تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأكلون ما لا تدركون، إنه قد كانت قبلكم قرون يجمعون فيوعون، ويبنون فيوثقون، ويأملون فيطيلون، فأصبح أملهم غرورا، وأصبح جمعهم بورا، وأصبحت مساكنهم قبورا، ألا إن عادا ملكت ما بين عدن وعمان، خيلا وركابا، فمن يشتري مني ميراث عاد بدرهمين ؟.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص نوح وقومه وأن نوحا دعاهم وحذرهم عقاب الله وطال عليه المطال ولم يزدهم ذلك إلا عتوا ونفورا، فدعا ربه فأخذهم الطوفان وهم ظالمون - أردف هذا قصص هود عليه السلام مع قومه عاد، وكانوا بعد قوم نوح كما قال في سورة الأعراف﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة ﴾ ( الأعراف : ٦٩ ). يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل القريبة من حضرموت ببلاد اليمن وكانت لهم أرزاق دارة وأموال، وجنات وأنهار وزروع وثمار، وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان، فبعث الله فيهم نبيا منهم يبشرهم وينذرهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم نقمته وعذابه، فكذبوه فأهلكهم كما أهلك المكذبين لرسله.
الإيضاح :﴿ وإذا بطشتم بطشتم جبارين ﴾أي إنكم قوم قساة غلاظ الأكباد ذوو جبروت وعتو، فإذا عاقبتم عاقبتم دون شفقة ولا رأفة.
وخلاصة ما قال : إن أفعالكم تدل على حب الدنيا وعلى الكبرياء والتسلط على الناس بجبروت وعسف.
ولما نهاهم عن حب الدنيا والاشتغال بالسرف والجبروت، دعاهم إلى العمل للآخرة زجرا لهم عما هم فيه فقال :﴿ فاتقوا الله وأطيعوني ﴾.
الإيضاح :﴿ فاتقوا الله وأطيعوني ﴾أي فاحذروا عقاب الله، واتركوا هذه الأفعال الذميمة، وأطيعوني فيما أدعوكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له، فإن ذلك أجدى لكم وأنفع.
ثم وصل العظة بما يوجب قبولها بالتنبيه إلى نعم الله التي غمرتهم، وفواضله التي عمتهم، وذكرها أولا مجملة ثم فصلها ليكون ذلك أوقع في نفوسهم فيحتفظوا بها ويعرفوا عظيم قدرها فقال :﴿ واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون * أمدكم بأنعام وبنين * وجنات وعيون ﴾.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص نوح وقومه وأن نوحا دعاهم وحذرهم عقاب الله وطال عليه المطال ولم يزدهم ذلك إلا عتوا ونفورا، فدعا ربه فأخذهم الطوفان وهم ظالمون - أردف هذا قصص هود عليه السلام مع قومه عاد، وكانوا بعد قوم نوح كما قال في سورة الأعراف﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة ﴾ ( الأعراف : ٦٩ ). يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل القريبة من حضرموت ببلاد اليمن وكانت لهم أرزاق دارة وأموال، وجنات وأنهار وزروع وثمار، وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان، فبعث الله فيهم نبيا منهم يبشرهم وينذرهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم نقمته وعذابه، فكذبوه فأهلكهم كما أهلك المكذبين لرسله.
الإيضاح : ثم بين السبب في أمرهم بالتقوى فقال :
﴿ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ﴾أي إني أخاف عليكم إن أصررتم على كفركم ولم تشكروا هذه النعم، عذاب يوم شديد الهول تذهل فيه المرضعة عما أرضعت، وترى الناس فيه سكارى حيارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
وبعد أن بلغ الغاية في إنذارهم وتخويفهم، وترغيبهم وترهيبهم كان خاتمة مطافه أن قابلوه بالاستخفاف وقلة الاكتراث والاستهانة بما سمعوا، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى :﴿ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾.
وبعد أن بلغ الغاية في إنذارهم وتخويفهم، وترغيبهم وترهيبهم كان خاتمة مطافه أن قابلوه بالاستخفاف وقلة الاكتراث والاستهانة بما سمعوا، كما أشار إلى ذلك قوله تعالى :﴿ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾.
الوعظ : كلام يلين القلب بذكر الوعد والوعيد.
الإيضاح :﴿ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾أي هوّن عليك وأرح نفسك، فكل هذا تعب ضائع، وجهاد في غير عدو، وضرب في حديد بارد، فإنا لن نرجع عما نحن عليه، وقد حكى سبحانه قولهم في سورة هود :﴿ وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ﴾( هود : ٥٣ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص نوح وقومه وأن نوحا دعاهم وحذرهم عقاب الله وطال عليه المطال ولم يزدهم ذلك إلا عتوا ونفورا، فدعا ربه فأخذهم الطوفان وهم ظالمون - أردف هذا قصص هود عليه السلام مع قومه عاد، وكانوا بعد قوم نوح كما قال في سورة الأعراف﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة ﴾ ( الأعراف : ٦٩ ). يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل القريبة من حضرموت ببلاد اليمن وكانت لهم أرزاق دارة وأموال، وجنات وأنهار وزروع وثمار، وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان، فبعث الله فيهم نبيا منهم يبشرهم وينذرهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده ويحذرهم نقمته وعذابه، فكذبوه فأهلكهم كما أهلك المكذبين لرسله.
﴿ إن هذا إلا خلق الأولين * وما نحن بمعذبين ﴾أي ما هذا الدين الذي نحن عليه إلا دين الأولين من الآباء والأجداد، فنحن سالكون سبيلهم، نعيش كما عاشوا ونموت كما ماتوا، ولا بعث ولا معاد، ولا ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار.
﴿ إن هذا إلا خلق الأولين * وما نحن بمعذبين ﴾أي ما هذا الدين الذي نحن عليه إلا دين الأولين من الآباء والأجداد، فنحن سالكون سبيلهم، نعيش كما عاشوا ونموت كما ماتوا، ولا بعث ولا معاد، ولا ثواب ولا عقاب، ولا جنة ولا نار.
﴿ إن في ذلك لآية ﴾أي إن في إهلاكنا عادا بتكذيبها - رسولها لعبرة لقومك المكذبين بك فيما أتيتهم به من عند ربك.
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾أي وما كان أكثر من أهلكنا بالذين يؤمنون في سابق علمنا.
الإيضاح :﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾أي وإن ربك لهو الشديد في انتقامه من أعدائه، الرحيم بأوليائه المؤمنين إن تابوا وأصلحوا.
﴿ كذبت ثمود المرسلين( ١٤١ ) إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون( ١٤٢ ) إني لكم رسول أمين( ١٤٣ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٤٤ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٤٥ ) أتتركون في ما هاهنا آمنين( ١٤٦ ) في جنات وعيون( ١٤٧ ) وزروع ونخل طلعها هضيم( ١٤٨ ) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين( ١٤٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٥٠ ) ولا تطيعوا أمر المسرفين( ١٥١ ) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( ١٥٢ ) قالوا إنما أنت من المسحرين( ١٥٣ ) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين( ١٥٤ ) قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم( ١٥٦ ) فعقروها فأصبحوا نادمين( ١٥٧ ) فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٥٨ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٤١-١٥٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾أي كذبت ثمود أخاهم صالحا حين قال لهم : ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في الأرض ؟ إني لكم رسول من عند الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته، أمين على رسالته التي أرسلها معي إليكم، فاتقوه وأطيعوني، وما أسألكم على نصحي وإنذاري جزاء ولا ثوابا ؛ ما جزائي إلا على رب السماوات والأرض وما بينهما.
ثم خاطب قومه واعظا لهم ومحذرا نقم الله أن تحل بهم ومذكرا بأنعمه عليهم فيما آتاهم من الأرزاق الدارّة والجنات والعيون والزروع والثمرات، والأمن من المحذورات فقال :-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾.
﴿ كذبت ثمود المرسلين( ١٤١ ) إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون( ١٤٢ ) إني لكم رسول أمين( ١٤٣ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٤٤ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٤٥ ) أتتركون في ما هاهنا آمنين( ١٤٦ ) في جنات وعيون( ١٤٧ ) وزروع ونخل طلعها هضيم( ١٤٨ ) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين( ١٤٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٥٠ ) ولا تطيعوا أمر المسرفين( ١٥١ ) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( ١٥٢ ) قالوا إنما أنت من المسحرين( ١٥٣ ) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين( ١٥٤ ) قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم( ١٥٦ ) فعقروها فأصبحوا نادمين( ١٥٧ ) فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٥٨ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٤١-١٥٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾أي كذبت ثمود أخاهم صالحا حين قال لهم : ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في الأرض ؟ إني لكم رسول من عند الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته، أمين على رسالته التي أرسلها معي إليكم، فاتقوه وأطيعوني، وما أسألكم على نصحي وإنذاري جزاء ولا ثوابا ؛ ما جزائي إلا على رب السماوات والأرض وما بينهما.
ثم خاطب قومه واعظا لهم ومحذرا نقم الله أن تحل بهم ومذكرا بأنعمه عليهم فيما آتاهم من الأرزاق الدارّة والجنات والعيون والزروع والثمرات، والأمن من المحذورات فقال :-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾.
﴿ كذبت ثمود المرسلين( ١٤١ ) إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون( ١٤٢ ) إني لكم رسول أمين( ١٤٣ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٤٤ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٤٥ ) أتتركون في ما هاهنا آمنين( ١٤٦ ) في جنات وعيون( ١٤٧ ) وزروع ونخل طلعها هضيم( ١٤٨ ) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين( ١٤٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٥٠ ) ولا تطيعوا أمر المسرفين( ١٥١ ) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( ١٥٢ ) قالوا إنما أنت من المسحرين( ١٥٣ ) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين( ١٥٤ ) قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم( ١٥٦ ) فعقروها فأصبحوا نادمين( ١٥٧ ) فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٥٨ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٤١-١٥٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾أي كذبت ثمود أخاهم صالحا حين قال لهم : ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في الأرض ؟ إني لكم رسول من عند الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته، أمين على رسالته التي أرسلها معي إليكم، فاتقوه وأطيعوني، وما أسألكم على نصحي وإنذاري جزاء ولا ثوابا ؛ ما جزائي إلا على رب السماوات والأرض وما بينهما.
ثم خاطب قومه واعظا لهم ومحذرا نقم الله أن تحل بهم ومذكرا بأنعمه عليهم فيما آتاهم من الأرزاق الدارّة والجنات والعيون والزروع والثمرات، والأمن من المحذورات فقال :-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾.
﴿ كذبت ثمود المرسلين( ١٤١ ) إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون( ١٤٢ ) إني لكم رسول أمين( ١٤٣ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٤٤ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٤٥ ) أتتركون في ما هاهنا آمنين( ١٤٦ ) في جنات وعيون( ١٤٧ ) وزروع ونخل طلعها هضيم( ١٤٨ ) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين( ١٤٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٥٠ ) ولا تطيعوا أمر المسرفين( ١٥١ ) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( ١٥٢ ) قالوا إنما أنت من المسحرين( ١٥٣ ) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين( ١٥٤ ) قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم( ١٥٦ ) فعقروها فأصبحوا نادمين( ١٥٧ ) فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٥٨ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٤١-١٥٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾أي كذبت ثمود أخاهم صالحا حين قال لهم : ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في الأرض ؟ إني لكم رسول من عند الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته، أمين على رسالته التي أرسلها معي إليكم، فاتقوه وأطيعوني، وما أسألكم على نصحي وإنذاري جزاء ولا ثوابا ؛ ما جزائي إلا على رب السماوات والأرض وما بينهما.
ثم خاطب قومه واعظا لهم ومحذرا نقم الله أن تحل بهم ومذكرا بأنعمه عليهم فيما آتاهم من الأرزاق الدارّة والجنات والعيون والزروع والثمرات، والأمن من المحذورات فقال :-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾.
﴿ كذبت ثمود المرسلين( ١٤١ ) إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون( ١٤٢ ) إني لكم رسول أمين( ١٤٣ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٤٤ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٤٥ ) أتتركون في ما هاهنا آمنين( ١٤٦ ) في جنات وعيون( ١٤٧ ) وزروع ونخل طلعها هضيم( ١٤٨ ) وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين( ١٤٩ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٥٠ ) ولا تطيعوا أمر المسرفين( ١٥١ ) الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( ١٥٢ ) قالوا إنما أنت من المسحرين( ١٥٣ ) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين( ١٥٤ ) قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم( ١٥٦ ) فعقروها فأصبحوا نادمين( ١٥٧ ) فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٥٨ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٤١-١٥٩ ).
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾أي كذبت ثمود أخاهم صالحا حين قال لهم : ألا تتقون عقاب الله على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في الأرض ؟ إني لكم رسول من عند الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته، أمين على رسالته التي أرسلها معي إليكم، فاتقوه وأطيعوني، وما أسألكم على نصحي وإنذاري جزاء ولا ثوابا ؛ ما جزائي إلا على رب السماوات والأرض وما بينهما.
ثم خاطب قومه واعظا لهم ومحذرا نقم الله أن تحل بهم ومذكرا بأنعمه عليهم فيما آتاهم من الأرزاق الدارّة والجنات والعيون والزروع والثمرات، والأمن من المحذورات فقال :-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ١-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾أي لا تظنوا أنكم تتركون في دياركم آمنين متمتعين بالجنات والعيون والزروع والثمار اليانعة، وأن لا دار للجزاء على العمل. بل عليكم أن تتذكروا أن ما أنتم فيه من نعيم، وأمن من عدو، لن يدوم وأنكم عائدون إلى ربكم، مجازون على أعمالكم خيرها وشرها.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ١-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾أي لا تظنوا أنكم تتركون في دياركم آمنين متمتعين بالجنات والعيون والزروع والثمار اليانعة، وأن لا دار للجزاء على العمل. بل عليكم أن تتذكروا أن ما أنتم فيه من نعيم، وأمن من عدو، لن يدوم وأنكم عائدون إلى ربكم، مجازون على أعمالكم خيرها وشرها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ١-﴿ أتتركون فيما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾أي لا تظنوا أنكم تتركون في دياركم آمنين متمتعين بالجنات والعيون والزروع والثمار اليانعة، وأن لا دار للجزاء على العمل. بل عليكم أن تتذكروا أن ما أنتم فيه من نعيم، وأمن من عدو، لن يدوم وأنكم عائدون إلى ربكم، مجازون على أعمالكم خيرها وشرها.
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ٣-﴿ ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾أي ولا تطيعوا أمر رؤسائكم الذين تمادوا في معصية ربكم واجترؤوا على سخطه، وهم الرهط التسعة الذين كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون وهم المذكورون في قوله :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾( النمل : ٤٨ ) أي يسعون في أرض الله بمعاصيه، ولا يصلحون أنفسهم بالعمل بطاعته.
وخلاصة هذا : لا تطيعوا رؤساءكم وكبراءكم الدعاة إلى الشرك والكفر ومخالفة الحق.
ولما عجزوا عن الطعن في شيء مما دعاهم إليه عدلوا إلى التخييل إلى عقول الضعفاء والعامة :﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ٣-﴿ ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾أي ولا تطيعوا أمر رؤسائكم الذين تمادوا في معصية ربكم واجترؤوا على سخطه، وهم الرهط التسعة الذين كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون وهم المذكورون في قوله :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾( النمل : ٤٨ ) أي يسعون في أرض الله بمعاصيه، ولا يصلحون أنفسهم بالعمل بطاعته.
وخلاصة هذا : لا تطيعوا رؤساءكم وكبراءكم الدعاة إلى الشرك والكفر ومخالفة الحق.
تفسير المفردات : من المسحّرين : أي الذين سحروا حتى ذهبت عقولهم.
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ١-﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾أي أنت ممن سحر كثيرا حتى غلب على عقله، فلا يقبل لك قول، ولا يسمع لك نصح.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح : ٢-﴿ ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ﴾أي إنك بشر مثلنا، فكيف أوحى إليك دوننا ؟ كما حكي عنهم في آية أخرى :﴿ أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر( ٢٥ ) سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ﴾( القمر : ٢٥-٢٦ ).
فأجابهم إلى ما اقترحوا من الآيات الدالة على صدقه فيما جاء به من عند ربه.
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ﴾أي قال صالح لثمود لما سألوه آية يعلمون بها صدقه : يا قوم هذه ناقة الله آية لكم، ترد ماءكم يوما وتردونه أنتم يوما، فلها حظ من الماء يوما ولكم مثله يوما آخر.
قال قتادة : إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، ولا تشرب في يومهم ماء.
روي أنهم اقترحوا عليه عشراء ( الحامل في عشرة أشهر ) تخرج من صخرة عيّنوها، ثم تلد سقبا فقعد عليه الصلاة والسلام يتفكر، فقال له جبريل عليه السلام : صلّ ركعتين وسل ربك، ففعل فخرجت الناقة وبركت بين أيديهم ونتجت سقبا مثلها في العظم. وإن أمثال هذه الروايات لا يجب علينا التصديق بها إلا إذا ثبتت بصحيح الأخبار.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
الإيضاح :﴿ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ﴾أي ولا تمسوها بسوء كضرب أو عقر فيحل بكم عذاب لا قبل لكم به.
تفسير المفردات : فعقروها : أي رموها بسهم ثم قتلوها.
المعنى الجملي : بعد أن قص سبحانه على رسوله قصص عاد وهود - قص قصص ثمود وصالح وقد كانوا عربا مثلهم يسكنون مدينة الحجر التي بين وادي القرى والشام، ومساكنهم معروفة تتردد عليها قريش في رحلة الصيف وهم ذاهبون إلى بلاد الشام.
دعاهم صالح إلى عبادة الله وحده وأن يطيعوه فيما بلغهم من رسالة ربهم فأبوا وكذبوا بعد أن أتى لهم بالآيات المصدقة لرسالته، فأخذهم العذاب وزلزلت بهم الأرض ولم تبق منهم ديارا ولا نافخ نار.
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾تقدم تفسيرها.
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾تقدم تفسيرها.
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾تقدم تفسيرها.
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين( ١٦٠ ) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون( ١٦١ ) إني لكم رسول أمين( ١٦٢ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٦٣ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٦٤ ) أتأتون الذكران من العالمين( ١٦٥ ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون( ١٦٦ ) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين( ١٦٧ ) قال إني لعملكم من القالين( ١٦٨ ) رب نجني وأهلي مما يعملون( ١٦٩ ) فنجيناه وأهله أجمعين( ١٧٠ ) إلا عجوزا في الغابرين( ١٧١ ) ثم دمرنا الآخرين( ١٧٢ ) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين( ١٧٣ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٧٤ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٦٠-١٧٥ ).
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾تقدم تفسير هذا في سالف القصص.
وبعد أن نصحهم بما سلف ذكره وبخهم على قبيح ما ابتدعوه بقوله :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٠:قصص لوط عليه السلام :
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين( ١٦٠ ) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون( ١٦١ ) إني لكم رسول أمين( ١٦٢ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٦٣ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٦٤ ) أتأتون الذكران من العالمين( ١٦٥ ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون( ١٦٦ ) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين( ١٦٧ ) قال إني لعملكم من القالين( ١٦٨ ) رب نجني وأهلي مما يعملون( ١٦٩ ) فنجيناه وأهله أجمعين( ١٧٠ ) إلا عجوزا في الغابرين( ١٧١ ) ثم دمرنا الآخرين( ١٧٢ ) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين( ١٧٣ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٧٤ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٦٠-١٧٥ ).
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾تقدم تفسير هذا في سالف القصص.
وبعد أن نصحهم بما سلف ذكره وبخهم على قبيح ما ابتدعوه بقوله :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين( ١٦٠ ) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون( ١٦١ ) إني لكم رسول أمين( ١٦٢ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٦٣ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٦٤ ) أتأتون الذكران من العالمين( ١٦٥ ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون( ١٦٦ ) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين( ١٦٧ ) قال إني لعملكم من القالين( ١٦٨ ) رب نجني وأهلي مما يعملون( ١٦٩ ) فنجيناه وأهله أجمعين( ١٧٠ ) إلا عجوزا في الغابرين( ١٧١ ) ثم دمرنا الآخرين( ١٧٢ ) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين( ١٧٣ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٧٤ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٦٠-١٧٥ ).
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾تقدم تفسير هذا في سالف القصص.
وبعد أن نصحهم بما سلف ذكره وبخهم على قبيح ما ابتدعوه بقوله :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين( ١٦٠ ) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون( ١٦١ ) إني لكم رسول أمين( ١٦٢ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٦٣ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٦٤ ) أتأتون الذكران من العالمين( ١٦٥ ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون( ١٦٦ ) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين( ١٦٧ ) قال إني لعملكم من القالين( ١٦٨ ) رب نجني وأهلي مما يعملون( ١٦٩ ) فنجيناه وأهله أجمعين( ١٧٠ ) إلا عجوزا في الغابرين( ١٧١ ) ثم دمرنا الآخرين( ١٧٢ ) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين( ١٧٣ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٧٤ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٦٠-١٧٥ ).
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾تقدم تفسير هذا في سالف القصص.
وبعد أن نصحهم بما سلف ذكره وبخهم على قبيح ما ابتدعوه بقوله :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
﴿ كذبت قوم لوط المرسلين( ١٦٠ ) إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون( ١٦١ ) إني لكم رسول أمين( ١٦٢ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٦٣ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٦٤ ) أتأتون الذكران من العالمين( ١٦٥ ) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون( ١٦٦ ) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين( ١٦٧ ) قال إني لعملكم من القالين( ١٦٨ ) رب نجني وأهلي مما يعملون( ١٦٩ ) فنجيناه وأهله أجمعين( ١٧٠ ) إلا عجوزا في الغابرين( ١٧١ ) ثم دمرنا الآخرين( ١٧٢ ) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين( ١٧٣ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٧٤ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٦٠-١٧٥ ).
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعوني * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾تقدم تفسير هذا في سالف القصص.
وبعد أن نصحهم بما سلف ذكره وبخهم على قبيح ما ابتدعوه بقوله :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾أي أأنتم دون الناس جميعا تفعلون هذه الفعلة الشنعاء، تغشون الذكور وتتركون النساء اللاتي جعلهن الله حلا لكم تستمتعون بهم ويستمتعن بكم.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ أتأتون الذكران من العالمين * وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾أي أأنتم دون الناس جميعا تفعلون هذه الفعلة الشنعاء، تغشون الذكور وتتركون النساء اللاتي جعلهن الله حلا لكم تستمتعون بهم ويستمتعن بكم.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
تفسير المفردات : عادون : أي متعدون الحدود التي رسمها العقل والشرع.
﴿ بل أنتم قوم عادون ﴾أي بل أنتم قوم أحقاء بأن توصفوا بالعدوان وتجاوز الحدود التي تسيغها العقول وتبيحها الشرائع، بارتكابكم هذا الجرم الذي لم يخطر ببال أحد ممن قبلكم.
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
ولما اتضح لهم وجه الحق وانقطعت حجتهم لجؤوا إلى التهديد واستعمال القوة :﴿ قالوا لئن تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ﴾.
الإيضاح :﴿ قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ﴾أي لئن لم تنته عما أنت فيه من إنكارك ما تنكره من أمرنا لننفينّك من قريتنا، وليكونن شأننا معك شأن من أخرجناهم من قبلك بالعنف والعسف واحتباس الأموال :( كما هو شأن الظلمة إذا أجلوا بعض من يبغضونهم صادروا أملاكهم ).
حينئذ أجابهم بأن إبعاده لا يقف به عن الإنكار عليهم.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
الإيضاح :﴿ قال إني لعملكم من القالين ﴾أي إني بريء مما تعملون مبغض له، لا أحبه ولا أرضاه، ولا يضيرني تهديدكم ولا وعيدكم، وإني لراغب في الخلاص من سوء جواركم.
وقال :﴿ من القالين ﴾دون( قال ) إيماء إلى أنه من القوم الذين لو سمعوا بما تفعلون لأبغضوه، كما يقال فلان من العلماء فإنه أشد مدحا من قولك فلان عالم، إذ الأولى تدل على أنه في عداد زمرة العلماء المعروفين بمساهمته لهم في العلم.
ثم أعرض عنهم وتوجه إلى الله أن ينجيه من أعمال السوء هو وأهله قال :﴿ رب نجني مما يعملون ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
الإيضاح :﴿ رب نجني مما يعملون ﴾أي رب نجني من شؤم أعمالهم وأبعدني من عذابك الدنيوي والأخروي.
فأجاب الله دعاءه وأغاثه بعد أن استغاثه قال :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين ﴾.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
فأجاب الله دعاءه وأغاثه بعد أن استغاثه قال :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين ﴾.
الإيضاح :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين ﴾أي فنجيناه وأهله جميعا مما حل بأهل القرية من العذاب، فأمرناه بالخروج منها قبل أن ينزل بهم ما نزل، إلا عجوزا قد بقيت ولم تخرج معه وهي امرأته كما جاء في سورة هود :﴿ إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم ﴾( هود : ٨١ ) وكانت عجوز سوء لم تتبع لوطا في الدين ولم تخرج معه.
والخلاصة : فنجيناه وأهله من العذاب بإخراجهم من بينهم ليلا عند حلول العذاب بهم إلا عجوزا قدر الله بقاءها لسوء أفعالها وقبح طويّتها، ولما لها من ضلع في استحسان أفعالهم.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٠:
المعنى الجملي : قص الله علينا في هذه الآيات قصص لوط بن هارون بن آزر بن أخي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، بعثه الله في حياته إلى أمة عظيمة تسكن سدوم وما حولها من المدائن من بلاد الغور بالقرب من بيت المقدس، فدعاهم إلى عبادة الله وحده وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته وارتكاب ما كانوا ابتدعوا من الفواحش مما لم يسبقهم إليه أحد من العالمين، فكذبوه فأهلكهم الله، فأرسل عليهم كبريتا ونارا من السماء فاحترقت قريتهم وأحدث بها زلزالا جعل عاليها سافلها كما جاء في قوله :﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ﴾( هود : ٨٢ ).
فأجاب الله دعاءه وأغاثه بعد أن استغاثه قال :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين ﴾.
الإيضاح :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين ﴾أي فنجيناه وأهله جميعا مما حل بأهل القرية من العذاب، فأمرناه بالخروج منها قبل أن ينزل بهم ما نزل، إلا عجوزا قد بقيت ولم تخرج معه وهي امرأته كما جاء في سورة هود :﴿ إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم ﴾( هود : ٨١ ) وكانت عجوز سوء لم تتبع لوطا في الدين ولم تخرج معه.
والخلاصة : فنجيناه وأهله من العذاب بإخراجهم من بينهم ليلا عند حلول العذاب بهم إلا عجوزا قدر الله بقاءها لسوء أفعالها وقبح طويّتها، ولما لها من ضلع في استحسان أفعالهم.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
الإيضاح :﴿ ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ﴾أي ثم أهلكنا المؤخرين عن لوط فأمطرنا عليهم حجارة من السماء. قال وهب بن منبه : أنزل الله عليهم الكبريت والنار.
وبئس المطر هذا وما أشد وطأته، وما أقسى وقعه، فقد أحدث بأرضهم زلزالا جعل عاليها سافلها.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
الإيضاح :﴿ ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ﴾أي ثم أهلكنا المؤخرين عن لوط فأمطرنا عليهم حجارة من السماء. قال وهب بن منبه : أنزل الله عليهم الكبريت والنار.
وبئس المطر هذا وما أشد وطأته، وما أقسى وقعه، فقد أحدث بأرضهم زلزالا جعل عاليها سافلها.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
الإيضاح :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾سبق تفسير ذلك.
الإيضاح :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾سبق تفسير ذلك.
إيضاح لهذه القصة بما كتبه الباحثون :
كتبت مجلة السياسة الأسبوعية فصلا قالت فيه : روت الكتب المنزلة أن الله أهلك مدينتي سدوم وعمورة وثلاث مدن أخرى بجوارهما بأن أمطر عليهم نارا وكبريتا من السماء، فلم ينج من سكانها سوى إبراهيم الخليل وأهل بيته ولوط وابنتيه ولم يكن إبراهيم من أهل تلك المدن، بل نزح إليها من الشمال طلبا للكلأ والمرعى بحسب عادة القبائل الرحّل في ذلك الزمن.
وكان كثير من المؤرخين يرى أن هذه قصة خرافية، وبعضهم يقول إنها قصة واقعية كما تشهد بذلك آثار البلاد المجاورة للبحر الميت( بحيرة لوط ).
وقد قام الدكتور( أولبرابط ) بمباحث واسعة في وادي نهر الأردن وعلى سواحل البحر الميت حيث يظن أن سدوم وعمورة والثلاثة المدن الأخرى كانت فيها، فاستبان له أن هذه القصة حقيقية بجميع تفاصيلها، وعلم أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام انحدر حوالي القرن التاسع عشر قبل الميلاد من بلاد ما بين النهرين إلى فلسطين ومعه أهل بيته وابن أخيه لوط وأهله ومعهما أنعام كثيرة، فحدث نزاع وشجار بين الرعاة فرأى لوط حفظا للسلام أن يفترق عن إبراهيم واختار منطقة وادي الأردن التي كانت فيها سدوم وعمورة وأقام بسدوم، واختار إبراهيم المرتفعات التي في الشمال وضرب خيامه هنالك.
وكشف الدكتور آثارا تدل على صدق هذه القصة، إذ وجد هناك آثار حصن قديم يعلو سطح البحر بنحو خمسمائة قدم وبجواره( المذبح ) هو حجارة منصوبة على شكل أعمدة يرجح أن الوثنيين في ذلك الزمن كانوا يقدّمون عليها قرابينهم، ويرجح أن البحر الميت طغا على المدن الخمس التي كانت في منطقة الأردن. ا. ه.
وبعض علماء الجيولوجيا( طبقات الأرض ) يؤكدون أن هذا البحر يغمر اليوم بلادا كانت آهلة بالسكان.
وفي التوراة : أن إبراهيم كان ذات يوم جالسا بباب خيمته في حر النهار إذ أقبل إليه ثلاثة ملائكة فاستقبلهم بترحاب عظيم وصنع لهم وليمة واحتفى بهم، وفي أثناء الطعام علم أنهم ذاهبون إلى سدوم، وكان أهل المدينة مشهورين بشرورهم وانغماسهم في شهواتهم البهيمية ولاسيما المحرمة منها، فلما وصلوا إلى سدوم ساروا توا إلى منزل لوط ابن أخي إبراهيم ليبيتوا عنده، وعلم أهل سذوم بقدومهم فأرادوا أن يرتكبوا بهم موبقا، ولكن لوطا دافع عنهم وعرض أن يضحي بشرف ابنتيه لينقذهم، فأبى أهل سذوم إلا أن يرتكبوا بهم الفحشاء، وقد تمكن الضيوف من الفرار، وأقنعوا لوطا وأهل بيته بالفرار، وحين أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط( صوعر ) فأمطر الرب على سذوم وعمورة كبريتا ونارا من السماء وقلب تلك المدن وجميع سكانها ونظرت امرأة لوط إلى الوراء فصارت عمود ملح :( اختنقت بالغازات الكثيرة التي التهبت إما بحدوث زلزلة أو بسقوط صاعقة من الجو ).
وفي التاريخ ما يدل على حدوث انقلابات هيولوجية شبيهة بحادثة( سذوم وعمورية ) فقد يثور بركان ويتدفق حممه على البلاد المجاورة فيغمرها ويهلك أهلها، وقد تغور بلاد واسعة فيطمو عليها البحر وتزول هي وما فوقها من نبات وحيوان وإنسان، قد تنشق الأرض فتبتلع مدنا بأسرها.
والخلاصة : إن هذه المدن كانت قاعدة لملوك جبارين وكانت ذات رياض غناء وغياض غنية بوفرة مائها وخيراتها وشمل أهلها الفساد ورتعوا في شهواتهم البهيمية ولم يبق فيها بر إلا لوط وأهله، فانتقم الله منهم فأمطر عليهم نارا وكبريتا من السماء، فألهب البراكين النارية التي فيها، فعجلت دمارهم، وخسفت الأرض بهم، وظهرت البحيرة على ما نراه الآن.
سورة الشعراء
آيها سبعة وعشرين ومائتين
هي مكية نزلت بعد سورة الواقعة إلا آية١٩٧ ومن٢٢٤ إلى آخر السورة فمدنية.
وعن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني الطواسين مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصّل، ما قرأهن نبيّ قبلي ".
ومناسبتها ما قبلها من وجوه :
أ-إن فيها بسطا وتفضيلا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.
ب- إن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.
ج-إن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.
﴿ كذب أصحاب لأيكة المرسلين( ١٧٦ ) إذ قال لهم شعيب ألا تتقون( ١٧٧ ) إني لكم رسول أمين( ١٧٨ ) فاتقوا الله وأطيعون( ١٧٩ ) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين( ١٨٠ ) أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين( ١٨١ ) وزنوا بالقسطاس المستقيم( ١٨٢ ) ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين( ١٨٣ ) واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين( ١٨٤ ) قالوا إنما أنت من المسحرين( ١٨٥ ) وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين( ١٨٦ ) فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين( ١٨٧ ) قال ربي أعلم بما تعملون( ١٨٨ ) فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم( ١٨٩ ) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين( ١٩٠ ) وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾( الشعراء : ١٧٦-١٩١ ).
تفسير المفردات : الأيكة : غيضة كثيرة الشجر قرب مدين بعث الله إلى أهلها شعيبا كما بعثه إلى أهل مدين ولم يكن منهم نسبا.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
وبعد أن نصحهم بتلك النصائح وعظهم بعظة أخرى، فنهاهم عن نقيصة شائعة بينهم وهي التطفيف في الكيل والميزان فقال :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾.
وبعد أن نصحهم بتلك النصائح وعظهم بعظة أخرى، فنهاهم عن نقيصة شائعة بينهم وهي التطفيف في الكيل والميزان فقال :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾.
وبعد أن نصحهم بتلك النصائح وعظهم بعظة أخرى، فنهاهم عن نقيصة شائعة بينهم وهي التطفيف في الكيل والميزان فقال :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾.
وبعد أن نصحهم بتلك النصائح وعظهم بعظة أخرى، فنهاهم عن نقيصة شائعة بينهم وهي التطفيف في الكيل والميزان فقال :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾.
وبعد أن نصحهم بتلك النصائح وعظهم بعظة أخرى، فنهاهم عن نقيصة شائعة بينهم وهي التطفيف في الكيل والميزان فقال :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾أي إذا بعتم للناس فكيلوا لهم الكيل كاملا ولا تبخسوهم حقهم فتعطوه ناقصا، وإذا اشتريتم فخذوا كما لو كان البيع لكم.
وخلاصة ذلك : خذوا كما تعطون، وأعطوا كما تأخذون.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح :﴿ وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾أي وزنوا بالميزان السوي العدل، وقد جاء في سورة المطففين مثل هذا مع التحذير منه فقال :﴿ ويل للمطففين( ١ ) الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون( ٢ ) وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون( ٣ ) ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون( ٤ ) ليوم عظيم ﴾( المطففين : ١-٥ ).
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح : ثم عمم النهي عن البخس في كل حق فقال :
﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ﴾أي ولا تنقصوا الناس حقهم في كيل أو وزن أو غيرهما كالمذروعات والمعدودات كأخذ بيض كبير وإعطاء بيض صغير، وإعطاء رغيف صغير وأخذ رغيف كبير وهكذا.
ثم نهاهم عن جرم أعظم شأنا وأشد خطرا، وهو الفساد في الأرض بجميع ضروبه وأشكاله فقال :
﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾أي ولا تكثروا فيها الفساد بالقتل والغارة وقطع الطريق والسلب والنهب ونحوها.
وبعد أن نهاهم عن ذلك خوفهم سطوة الجبار الذي خلقهم وخلق من قبلهم ممن كانوا أشد منهم بطشا وعتوا فقال :﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾.
تفسير المفردات : والجبلة : بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وبضمهما وتشديد اللام : الخلقة والطبيعة، ويقال جبل فلان على كذا : أي خلق، والمراد أنهم كانوا على خلقة عظيمة.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح :﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾أي وخافوا بأس الله الذي خلقكم من العدم للإصلاح في الأرض، وخلق من قبلكم ممن كانوا أشد منكم قوة وأكثر مالا، كقوم هود الذين قالوا من أشد منا قوة، فأخذهم أخذ عزير مقتدر، وقد تمخض هذا النصح عن شيئين : القدح في رسالته أولا، واستصغار الوعيد ثانيا :
١-﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين... ﴾.
٢-﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾.
تفسير المفردات : والجبلة : بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وبضمهما وتشديد اللام : الخلقة والطبيعة، ويقال جبل فلان على كذا : أي خلق، والمراد أنهم كانوا على خلقة عظيمة.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح :﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾أي وخافوا بأس الله الذي خلقكم من العدم للإصلاح في الأرض، وخلق من قبلكم ممن كانوا أشد منكم قوة وأكثر مالا، كقوم هود الذين قالوا من أشد منا قوة، فأخذهم أخذ عزير مقتدر، وقد تمخض هذا النصح عن شيئين : القدح في رسالته أولا، واستصغار الوعيد ثانيا :
١-﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين... ﴾.
٢-﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح : ١-﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾أي ما أنت إلا ممن سحر عقله مرة بعد أخرى، فصار كلامه جزافا لا يعبر عن حقيقة، ولا يصيب هدف الحق.
الإيضاح :﴿ وما أنت إلا بشر مثلنا ﴾فما وجه تفضيلك علينا وإرسالك رسولا إلينا.
ثم أكدوا هذا الإنكار بقولهم :
﴿ وإن نظنك لمن الكاذبين ﴾أي وإنا لنعتقد أنك ممن يتعمد الكذب فيما يقول، ولم يرسلك الله نبيا إلينا.
تفسير المفردات : والجبلة : بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، وبضمهما وتشديد اللام : الخلقة والطبيعة، ويقال جبل فلان على كذا : أي خلق، والمراد أنهم كانوا على خلقة عظيمة.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح :﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾أي وخافوا بأس الله الذي خلقكم من العدم للإصلاح في الأرض، وخلق من قبلكم ممن كانوا أشد منكم قوة وأكثر مالا، كقوم هود الذين قالوا من أشد منا قوة، فأخذهم أخذ عزير مقتدر، وقد تمخض هذا النصح عن شيئين : القدح في رسالته أولا، واستصغار الوعيد ثانيا :
١-﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين... ﴾.
٢-﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾.
تفسير المفردات : كسفا : واحدها كسفة كقطعة( وزنا ومعنى )
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح : ٢-﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾أي فإن كنت صادقا في دعواك الرسالة فأنزل علينا من السحاب قطعا يكون فيها العذاب لنا.
وهذا شبيه بما قالته قريش لنبيهم فيما حكى الله عنهم بقوله :﴿ وقالوا نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ﴾إلى أن قالوا :﴿ أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ﴾( الإسراء : ٩٠-٩٢ ) وقوله :﴿ وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ﴾( الأنفال : ٣٢ ).
فأجابهم شعيب :﴿ قال ربي أعلم بما تعملون ﴾.
الإيضاح :﴿ قال ربي أعلم بما تعملون ﴾فيجازيكم به، فإن شاء عجل لكم العذاب، وإن شاء أخره إلى أجل معلوم، وما عليّ إلا البلاغ، وأنا مأمور به، فلم أنذركم من تلقاء نفسي، ولا أدّعي القدرة على عذابكم.
المعنى الجملي : قص الله تعالى علينا في هذه الآيات قصص شعيب مع قومه أهل مدين، وقد بعثه إليهم فنصحهم بإيفاء الكيل والميزان وألا يعثوا في الأرض فسادا فكذبوه، فسلط الله عليهم الحر الشديد فكانوا يدخلون الأسراب فيجدونها أحر من غيرها فيخرجون، ثم أظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا.
الإيضاح :﴿ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾أي وهكذا دأبوا على التكذيب فجازاهم بجنس ما طلبوا من إسقاط الكسف من السماء، فجعل عقوبتهم أن أصابهم حر عظيم أخذ بأنفاسهم، لم ينفعهم فيه ظل ولا ماء ولا شراب، فاضطروا أن يخرجوا إلى البرية فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردا ونسيما فاجتمعوا كلهم تحتها، فأمطرتهم شواظا من نار فاحترقوا.
الإيضاح :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾أي إن في ذلك الإنجاء لكل رسول ومن أطاعه، والعذاب لكل من عصاه في كل العصور - لدلالة واضحة على صدق الرسل، وما كان أكثر قومك بمؤمنين، مع أنك قد أتيتهم بما لا يكون معه شك، لما يصحبه من الدليل والبرهان.
الإيضاح :﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾أي وإن ربك لهو العزيز في انتقامه من الكافرين الرحيم بعباده المؤمنين التائبين.
تنبيه : جاءت هذه القصص السبع مختصرة هنا وفيها البرهان الساطع على أن القرآن جاء من عالم الغيب، فإن النتائج التي حصل عليها الأنبياء مع أقوامهم هي مثل النتائج التي حصل عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن حين نزولها ذا شوكة ولا ذا قوة وأن ما أصيب من التكذيب والأذى وكانت عاقبته الفتح والنصر المبين - نموذج لما حدث للأنبياء السالفين قبله.
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ﴾أي وإن هذا القرآن الذي تقدم ذكره في قوله :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان ﴾( الشعراء : ٥ ) أنزله الله إليك، وجاء به جبريل عليه السلام فتلاه عليك حتى وعيته بقلبك، لتنذر به قومك بلسان عربي بيّن ليكون قاطعا للعذر، مقيما للحجة، دليلا إلى المحجة، هاديا إلى الرشاد، مصلحا لأحوال العباد.
وفي قوله :﴿ على قلبك ﴾إيماء إلى أن ذلك المنزّل محفوظ، وأن الرسول متمكن منه، إلى أن القلب هو المخاطب في الحقيقة لأنه موضع التمييز، والعقل والاختيار وسائر الأعضاء مسخرة له، يرشد إلى ذلك قوله تعالى :﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ﴾( ق : ٣٧ ) وقوله صلى الله عليه وسلم :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " أخرجاه في الصحيحين ولأن القلب إذا غشي عليه وقطع سائر الأعضاء لم يحصل له شعور، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات.
وفي قوله :﴿ بلسان عربي مبين ﴾، تقريع لمشركي قريش بأن الذي حملهم على التكذيب هو الاستكبار والعناد، لا عدم الفهم، لأنه نزل بلغتهم، فلا عذر لهم في الإعراض عنه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٢:﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين( ١٩٢ ) نزل به الروح الأمين( ١٩٣ ) على قلبك لتكون من المنذرين( ١٩٤ ) بلسان عربي مبين( ١٩٥ ) وإنه لفي زبر الأولين( ١٩٦ ) أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل( ١٩٧ ) ولو نزلناه على بعض الأعجمين( ١٩٨ ) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين( ١٩٩ ) كذلك سلكناه في قلوب المجرمين( ٢٠٠ ) لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم( ٢٠١ ) فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون( ٢٠٢ ) فيقولوا هل نحن منظرون( ٢٠٣ ) أفبعذابنا يستعجلون( ٢٠٤ ) أفرأيت إن متعناهم سنين( ٢٠٥ ) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون( ٢٠٦ ) ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون( ٢٠٧ ) وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون( ٢٠٨ ) ذكرى وما كنا ظالمين( ٢٠٩ ) وما تنزلت به الشياطين( ٢١٠ ) وما ينبغي لهم وما يستطيعون( ٢١١ ) إنهم عن السمع لمعزولون ﴾( الشعراء : ١٩٢-٢١٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ﴾أي وإن هذا القرآن الذي تقدم ذكره في قوله :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان ﴾( الشعراء : ٥ ) أنزله الله إليك، وجاء به جبريل عليه السلام فتلاه عليك حتى وعيته بقلبك، لتنذر به قومك بلسان عربي بيّن ليكون قاطعا للعذر، مقيما للحجة، دليلا إلى المحجة، هاديا إلى الرشاد، مصلحا لأحوال العباد.
وفي قوله :﴿ على قلبك ﴾إيماء إلى أن ذلك المنزّل محفوظ، وأن الرسول متمكن منه، إلى أن القلب هو المخاطب في الحقيقة لأنه موضع التمييز، والعقل والاختيار وسائر الأعضاء مسخرة له، يرشد إلى ذلك قوله تعالى :﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ﴾( ق : ٣٧ ) وقوله صلى الله عليه وسلم :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " أخرجاه في الصحيحين ولأن القلب إذا غشي عليه وقطع سائر الأعضاء لم يحصل له شعور، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات.
وفي قوله :﴿ بلسان عربي مبين ﴾، تقريع لمشركي قريش بأن الذي حملهم على التكذيب هو الاستكبار والعناد، لا عدم الفهم، لأنه نزل بلغتهم، فلا عذر لهم في الإعراض عنه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٢:﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين( ١٩٢ ) نزل به الروح الأمين( ١٩٣ ) على قلبك لتكون من المنذرين( ١٩٤ ) بلسان عربي مبين( ١٩٥ ) وإنه لفي زبر الأولين( ١٩٦ ) أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل( ١٩٧ ) ولو نزلناه على بعض الأعجمين( ١٩٨ ) فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين( ١٩٩ ) كذلك سلكناه في قلوب المجرمين( ٢٠٠ ) لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم( ٢٠١ ) فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون( ٢٠٢ ) فيقولوا هل نحن منظرون( ٢٠٣ ) أفبعذابنا يستعجلون( ٢٠٤ ) أفرأيت إن متعناهم سنين( ٢٠٥ ) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون( ٢٠٦ ) ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون( ٢٠٧ ) وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون( ٢٠٨ ) ذكرى وما كنا ظالمين( ٢٠٩ ) وما تنزلت به الشياطين( ٢١٠ ) وما ينبغي لهم وما يستطيعون( ٢١١ ) إنهم عن السمع لمعزولون ﴾( الشعراء : ١٩٢-٢١٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ﴾أي وإن هذا القرآن الذي تقدم ذكره في قوله :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان ﴾( الشعراء : ٥ ) أنزله الله إليك، وجاء به جبريل عليه السلام فتلاه عليك حتى وعيته بقلبك، لتنذر به قومك بلسان عربي بيّن ليكون قاطعا للعذر، مقيما للحجة، دليلا إلى المحجة، هاديا إلى الرشاد، مصلحا لأحوال العباد.
وفي قوله :﴿ على قلبك ﴾إيماء إلى أن ذلك المنزّل محفوظ، وأن الرسول متمكن منه، إلى أن القلب هو المخاطب في الحقيقة لأنه موضع التمييز، والعقل والاختيار وسائر الأعضاء مسخرة له، يرشد إلى ذلك قوله تعالى :﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ﴾( ق : ٣٧ ) وقوله صلى الله عليه وسلم :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " أخرجاه في الصحيحين ولأن القلب إذا غشي عليه وقطع سائر الأعضاء لم يحصل له شعور، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات.
وفي قوله :﴿ بلسان عربي مبين ﴾، تقريع لمشركي قريش بأن الذي حملهم على التكذيب هو الاستكبار والعناد، لا عدم الفهم، لأنه نزل بلغتهم، فلا عذر لهم في الإعراض عنه.
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ﴾أي وإن هذا القرآن الذي تقدم ذكره في قوله :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان ﴾( الشعراء : ٥ ) أنزله الله إليك، وجاء به جبريل عليه السلام فتلاه عليك حتى وعيته بقلبك، لتنذر به قومك بلسان عربي بيّن ليكون قاطعا للعذر، مقيما للحجة، دليلا إلى المحجة، هاديا إلى الرشاد، مصلحا لأحوال العباد.
وفي قوله :﴿ على قلبك ﴾إيماء إلى أن ذلك المنزّل محفوظ، وأن الرسول متمكن منه، إلى أن القلب هو المخاطب في الحقيقة لأنه موضع التمييز، والعقل والاختيار وسائر الأعضاء مسخرة له، يرشد إلى ذلك قوله تعالى :﴿ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ﴾( ق : ٣٧ ) وقوله صلى الله عليه وسلم :" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " أخرجاه في الصحيحين ولأن القلب إذا غشي عليه وقطع سائر الأعضاء لم يحصل له شعور، وإذا أفاق القلب شعر بجميع ما ينزل بالأعضاء من الآفات.
وفي قوله :﴿ بلسان عربي مبين ﴾، تقريع لمشركي قريش بأن الذي حملهم على التكذيب هو الاستكبار والعناد، لا عدم الفهم، لأنه نزل بلغتهم، فلا عذر لهم في الإعراض عنه.
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾أي وإن ذكر هذا القرآن والتنويه بشأنه لفي كتب الأولين المأثورة عن أنبيائهم الذين بشروا به في قديم الدهر وحديثه، وقد أخذ عليهم الميثاق بذلك وبه بشر عيسى بقوله :﴿ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ).
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾أي أو ليس بكاف لهم شهادة على صدقه أن العلماء من بني إسرائيل نصوا على أن مواضع من التوراة والإنجيل فيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بصفته ونعته، وقد كان مشركو قريش يذهبون إليهم ويتعرفون منهم هذا الخبر.
ذكر الثعلبي عن ابن عباس أن أهل مكة بعثوا إلى أحبار يثرب يسألونهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا : هذا أوانه وذكروا نعته.
وبعد أن أثبت بالدليلين السالفين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ذكر أن هؤلاء المشركين لا تنفعهم الدلائل، ولا تجديهم البراهين فقال :﴿ ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ﴾.
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
وفي هذا تسلية من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم على ما حصل من قومه لئلا يشتد حزنه بإدبارهم عنه وإعراضهم عن الاستماع له.
والخلاصة : إنا لو نزلناه على بعض الأعجمين :" لا عليك فإنك رجل منهم ويقولون لك ما أنت إلا بشر مثلنا وهلا نزل به ملك " فقرأه ذلك الأعجم عليهم ولم يكن لهم علة يدفعون بها أنه حق وأنه منزل من عندنا ما كانوا به مصدقين، فخفض من حرصك على إيمانهم به، فإنهم لا يؤمنون به على كل حال.
ثم وكّد هذا الإنكار أفضل توكيد فقال :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾.
وفي هذا تسلية من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم على ما حصل من قومه لئلا يشتد حزنه بإدبارهم عنه وإعراضهم عن الاستماع له.
والخلاصة : إنا لو نزلناه على بعض الأعجمين :" لا عليك فإنك رجل منهم ويقولون لك ما أنت إلا بشر مثلنا وهلا نزل به ملك " فقرأه ذلك الأعجم عليهم ولم يكن لهم علة يدفعون بها أنه حق وأنه منزل من عندنا ما كانوا به مصدقين، فخفض من حرصك على إيمانهم به، فإنهم لا يؤمنون به على كل حال.
ثم وكّد هذا الإنكار أفضل توكيد فقال :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾.
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾أي كما أدخلنا التكذيب به بقراءة الأعجم، أدخلنا التكذيب به في قلوب المجرمين كفار قريش.
وفي ذلك إيماء إلى أن ذلك التكذيب صار متمكنا في قلوبهم أشد التمكن وصار كالشيء الجبلي الذي لا يمكن تغييره.
ثم زاد ذلك توكيدا فقال :
﴿ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ﴾.
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ثم زاد ذلك توكيدا فقال :
﴿ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ﴾.
الإيضاح :﴿ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم ﴾أي إنهم لا يتأثرون بالأمور الداعية إلى الإيمان، بل يستمرون على ما هم عليه حتى يعاينوا العذاب، حين لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
وإجمال ما تقدم : هكذا مكنا التكذيب وقررناه في قلوبهم، فكيفما فعل بهم، وعلى أي وجه دبر أمرهم، فلا سبيل إلى أن يتغيروا عما هم عليه من جحوده وإنكاره كما قال :﴿ ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ﴾( الأنعام : ٧ ).
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ﴾أي فيأتي هؤلاء المكذبين بهذا القرآن العذاب الأليم وهم لا يشعرون قبل ذلك بمجيئه حتى يفجأهم.
تفسير المفردات : منظرون : أي مؤخرون.
المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
الإيضاح :﴿ فيقولوا هل نحن منظرون ﴾أي فيقولون على وجه الحسرة والأسف والتمني للإمهال ليتداركوا ما فرّطوا فيه : هل نؤخر إلى حين ؟ كما يستغيث المرء حين تعذر الخلاص، وهم يعلمون إذ ذاك أنه لا رجعة لهم، لكنهم يذكرون ذلك استرواحا.
ولما أوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قالوا إلى متى توعدنا به، ومتى هذا كما قال :﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾.
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ولما أوعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قالوا إلى متى توعدنا به، ومتى هذا كما قال :﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾.
الإيضاح :﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾أي كيف يستعجلون عذابنا بنحو قولهم :﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء ﴾( الشعراء : ١٨٧ ) وقولهم :﴿ ائتنا بما تعدنا ﴾( الأعراف : ٧٧ ).
وقد تبين لهم كيف أخذنا للأمم الماضية، والقرون الخالية، والأقوام العاتية ؟
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ثم أبان أن طول العمر لا يغني عنهم شيئا وأن العذاب آت لا محالة فقال :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
الإيضاح :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
أي هل الأمر كما يعتقدون من طول عيشهم في النعيم، فأخبرني إن متعناهم في الدنيا برغد العيش وصافي الحياة، ثم جاءهم بعد تلك السنين المتطاولة ما كانوا يوعدون به من العذاب، فهل ما كانوا فيه من النعيم يدفع عنهم شيئا منه أو يخففه عنهم ؟
والخلاصة : إن طول التمتع ليس بدافع شيئا من عذاب الله، وكأنهم لم يمتعوا بنعيم قط كما قال :﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾( النازعات : ٤٦ ) وقال :﴿ يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ﴾( البقرة : ٩٦ ) وقال :﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾( الليل : ١١ ).
وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن البصري في الطواف بالكعبة وكان يتمنى لقاءه فقال : عظني فلم يزد أن تلا هذه الآية فقال ميمون : لقد وعظت فأبلغت.
ثم بين سبحانه أنه لا يهلك قرية إلا بعد الإنذار وإقامة الحجة عليها فقال :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾.
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ثم أبان أن طول العمر لا يغني عنهم شيئا وأن العذاب آت لا محالة فقال :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
الإيضاح :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
أي هل الأمر كما يعتقدون من طول عيشهم في النعيم، فأخبرني إن متعناهم في الدنيا برغد العيش وصافي الحياة، ثم جاءهم بعد تلك السنين المتطاولة ما كانوا يوعدون به من العذاب، فهل ما كانوا فيه من النعيم يدفع عنهم شيئا منه أو يخففه عنهم ؟
والخلاصة : إن طول التمتع ليس بدافع شيئا من عذاب الله، وكأنهم لم يمتعوا بنعيم قط كما قال :﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾( النازعات : ٤٦ ) وقال :﴿ يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ﴾( البقرة : ٩٦ ) وقال :﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾( الليل : ١١ ).
وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن البصري في الطواف بالكعبة وكان يتمنى لقاءه فقال : عظني فلم يزد أن تلا هذه الآية فقال ميمون : لقد وعظت فأبلغت.
ثم بين سبحانه أنه لا يهلك قرية إلا بعد الإنذار وإقامة الحجة عليها فقال :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾.
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ثم أبان أن طول العمر لا يغني عنهم شيئا وأن العذاب آت لا محالة فقال :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
الإيضاح :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
أي هل الأمر كما يعتقدون من طول عيشهم في النعيم، فأخبرني إن متعناهم في الدنيا برغد العيش وصافي الحياة، ثم جاءهم بعد تلك السنين المتطاولة ما كانوا يوعدون به من العذاب، فهل ما كانوا فيه من النعيم يدفع عنهم شيئا منه أو يخففه عنهم ؟
والخلاصة : إن طول التمتع ليس بدافع شيئا من عذاب الله، وكأنهم لم يمتعوا بنعيم قط كما قال :﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾( النازعات : ٤٦ ) وقال :﴿ يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ﴾( البقرة : ٩٦ ) وقال :﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾( الليل : ١١ ).
وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن البصري في الطواف بالكعبة وكان يتمنى لقاءه فقال : عظني فلم يزد أن تلا هذه الآية فقال ميمون : لقد وعظت فأبلغت.
ثم بين سبحانه أنه لا يهلك قرية إلا بعد الإنذار وإقامة الحجة عليها فقال :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾.
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ثم أبان أن طول العمر لا يغني عنهم شيئا وأن العذاب آت لا محالة فقال :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
الإيضاح :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
أي هل الأمر كما يعتقدون من طول عيشهم في النعيم، فأخبرني إن متعناهم في الدنيا برغد العيش وصافي الحياة، ثم جاءهم بعد تلك السنين المتطاولة ما كانوا يوعدون به من العذاب، فهل ما كانوا فيه من النعيم يدفع عنهم شيئا منه أو يخففه عنهم ؟
والخلاصة : إن طول التمتع ليس بدافع شيئا من عذاب الله، وكأنهم لم يمتعوا بنعيم قط كما قال :﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾( النازعات : ٤٦ ) وقال :﴿ يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ﴾( البقرة : ٩٦ ) وقال :﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾( الليل : ١١ ).
وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن البصري في الطواف بالكعبة وكان يتمنى لقاءه فقال : عظني فلم يزد أن تلا هذه الآية فقال ميمون : لقد وعظت فأبلغت.
ثم بين سبحانه أنه لا يهلك قرية إلا بعد الإنذار وإقامة الحجة عليها فقال :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾.
الإيضاح :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾أي وما أهلكنا قرية من القرى إلا بعد إرسالنا إليهم رسلا ينذرونهم بأسنا على كفرهم، تذكرة لهم وتنبيها إلى ما فيه النجاة من عذابنا، وما كنا ظالمين في إهلاكهم، لأنهم جحدوا نعمتنا، وعبدوا غيرنا، بعد الإعذار إليهم، ومتابعة الحجج، ومواصلة الوعيد.
ونحو الآية قوله :﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ﴾( الإسراء : ١٥ ) وقوله :﴿ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا ﴾( القصص : ٥٩ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ثم أبان أن طول العمر لا يغني عنهم شيئا وأن العذاب آت لا محالة فقال :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
الإيضاح :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾.
أي هل الأمر كما يعتقدون من طول عيشهم في النعيم، فأخبرني إن متعناهم في الدنيا برغد العيش وصافي الحياة، ثم جاءهم بعد تلك السنين المتطاولة ما كانوا يوعدون به من العذاب، فهل ما كانوا فيه من النعيم يدفع عنهم شيئا منه أو يخففه عنهم ؟
والخلاصة : إن طول التمتع ليس بدافع شيئا من عذاب الله، وكأنهم لم يمتعوا بنعيم قط كما قال :﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾( النازعات : ٤٦ ) وقال :﴿ يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ﴾( البقرة : ٩٦ ) وقال :﴿ وما يغني عنه ماله إذا تردى ﴾( الليل : ١١ ).
وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن البصري في الطواف بالكعبة وكان يتمنى لقاءه فقال : عظني فلم يزد أن تلا هذه الآية فقال ميمون : لقد وعظت فأبلغت.
ثم بين سبحانه أنه لا يهلك قرية إلا بعد الإنذار وإقامة الحجة عليها فقال :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾.
الإيضاح :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين ﴾أي وما أهلكنا قرية من القرى إلا بعد إرسالنا إليهم رسلا ينذرونهم بأسنا على كفرهم، تذكرة لهم وتنبيها إلى ما فيه النجاة من عذابنا، وما كنا ظالمين في إهلاكهم، لأنهم جحدوا نعمتنا، وعبدوا غيرنا، بعد الإعذار إليهم، ومتابعة الحجج، ومواصلة الوعيد.
ونحو الآية قوله :﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ﴾( الإسراء : ١٥ ) وقوله :﴿ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا ﴾( القصص : ٥٩ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ولما كان المشركون يقولون : إن محمدا كاهن وما يتنزل عليه من نوع ما تتنزل به الشياطين أكذبهم سبحانه بقوله :﴿ وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ﴾.
الإيضاح :﴿ وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ﴾أي وما نزلت الشياطين بالقرآن ليكون كهانة أو شعرا أو سحرا، وما ينبغي لهم أن ينزلوا به، وما يستطيعون ذلك وإن عالجوه بكل وسيلة، وإنهم عن سمع الملائكة لمحجوبون بالشهب.
والخلاصة : إن الشياطين لا تنزل به لوجوه ثلاثة :
١-إنه ليس من مبتغاهم، إذ من سجاياهم الإضلال والإفساد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو هدى ونور وبرهان متين، فبينه وبين مقاصد الشياطين منافاة عظيمة.
٢-إنه لو انبغى لهم ما استطاعوا حمله وتأديته كما قال :﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ﴾( الحشر : ٢١ ).
٣-إنهم لو انبغى واستطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا إلى ذلك، لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٠:المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ولما كان المشركون يقولون : إن محمدا كاهن وما يتنزل عليه من نوع ما تتنزل به الشياطين أكذبهم سبحانه بقوله :﴿ وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ﴾.
الإيضاح :﴿ وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ﴾أي وما نزلت الشياطين بالقرآن ليكون كهانة أو شعرا أو سحرا، وما ينبغي لهم أن ينزلوا به، وما يستطيعون ذلك وإن عالجوه بكل وسيلة، وإنهم عن سمع الملائكة لمحجوبون بالشهب.
والخلاصة : إن الشياطين لا تنزل به لوجوه ثلاثة :
١-إنه ليس من مبتغاهم، إذ من سجاياهم الإضلال والإفساد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو هدى ونور وبرهان متين، فبينه وبين مقاصد الشياطين منافاة عظيمة.
٢-إنه لو انبغى لهم ما استطاعوا حمله وتأديته كما قال :﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ﴾( الحشر : ٢١ ).
٣-إنهم لو انبغى واستطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا إلى ذلك، لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٠:المعنى الجملي : بعد أن ختم سبحانه هذا القصص، وبين ما دار بين الأنبياء وأقوامهم من الحجاج والجدل، وذكر أنه قد أهلك المكذبين، وكان النصر في العاقبة لرسله المتقين فإن سنته في كل صراع بين الحق والباطل أن تدول دولة الباطل وينتصر الحق، وإن طال الزمن :﴿ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ﴾( الأنبياء : ١٨ ).
وفي ذلك سلوة لرسوله، وعدة له بأنه مهما أوذي من قومه ولقي منهم من الشدائد، فإن الفلج والفوز له :﴿ سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾( الأحزاب : ٦٢ ).
أردف هذا بيان أن هذا القرآن الذي جاء بذلك القصص وحي من الله أنزله على عبده ورسوله جبريل عليه السلام بلسان عربي مبين، لينذر به العصاة ويبشر به عباده المتقين، وأن ذكره في الكتب المتقدمة المأثورة عن الأنبياء الذين بشّروا به حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه يبشر به كما قال :﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾( الصف : ٦ ) وأن العلماء من بني إسرائيل يجدون ذكره في كتبهم كما قال :﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ﴾( الأعراف : ١٥٧ ) وكما أن الأعجمين إذا قرئ عليهم لم يدروا منه شيئا ولم يؤمنوا به، كذلك هؤلاء المجرمون من قريش لا يؤمنون به كفرا وعنادا حتى يأتيهم عذاب الله بغتة وهم لا يشعرون، فيتمنون إذ ذاك النظرة ليطيعوا الله ويتبعوا أوامره، وأنّى لهم ذلك ؟ وهل يجديهم التمني ساعتئذ ؟﴿ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ﴾{ غافر : ٨٥ ).
وقد جرت سنتنا ألا نهلك قوما إلا بعد أن نبعث إليهم الرسل مبشرين ومنذرين.
ثم رد على مشركي قريش الذين قالوا : إن لمحمد صلى الله عليه وسلم تابعا من الجن يخبره كما تخبر الكهنة بأن الشياطين من سجاياهم الفساد، وإضلال العباد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبأنهم ممنوعون عن سماع ما تتكلم به الملائكة في السماء، لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا مدة إنزال القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخلص أحد من الشياطين إلى استراق السمع كما قال :﴿ وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا( ٨ ) وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ﴾( الجن : ٨-٩ ).
ولما كان المشركون يقولون : إن محمدا كاهن وما يتنزل عليه من نوع ما تتنزل به الشياطين أكذبهم سبحانه بقوله :﴿ وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ﴾.
الإيضاح :﴿ وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون * إنهم عن السمع لمعزولون ﴾أي وما نزلت الشياطين بالقرآن ليكون كهانة أو شعرا أو سحرا، وما ينبغي لهم أن ينزلوا به، وما يستطيعون ذلك وإن عالجوه بكل وسيلة، وإنهم عن سمع الملائكة لمحجوبون بالشهب.
والخلاصة : إن الشياطين لا تنزل به لوجوه ثلاثة :
١-إنه ليس من مبتغاهم، إذ من سجاياهم الإضلال والإفساد، والقرآن فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو هدى ونور وبرهان متين، فبينه وبين مقاصد الشياطين منافاة عظيمة.
٢-إنه لو انبغى لهم ما استطاعوا حمله وتأديته كما قال :﴿ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ﴾( الحشر : ٢١ ).
٣-إنهم لو انبغى واستطاعوا حمله وتأديته لما وصلوا إلى ذلك، لأنهم بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله.
المعنى الجملي : بعد أن بالغ سبحانه في تسلية رسوله صلى الله عليه وسلم وأقام الحجة على نبوته، ثم أورد سؤال المنكرين وأجاب عنه - أردف ذلك أمره بعبادته وحده وإنذار العشيرة الأقربين ومعاملة المؤمنين بالرفق، ثم ختم هذه الأوامر بالتوكل عليه تعالى وحده، فإنه هو العليم بكل شؤونه وأحواله.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
الإيضاح : أمر سبحانه نبيه بأربعة أوامر ونواه :
١-﴿ فلا تدع نع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ﴾.
٢-﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾.
٣-﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾.
٤-﴿ وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ﴾.
١- ﴿ فلا تدع نع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ﴾أي أخلص العبادة لله وحده، ولا تشرك له سواه، فإن من أشرك به فقد عصاه، ومن عصا فقد استحق عقابه.
وفي هذا حث لرسوله على ازدياد الإخلاص، وبيان أن الإشراك قبيح بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره منه، فيكون الوعيد لغيره أزجر، وله أقبل.
وبعد أن بدأ بالرسول وتوعده إن دعا مع الله إلها آخر أمره بدعوة الأقرب فالأقرب، لأنه إذا تشدد على نفسه أولا، ثم ثنى بالأقرب فالأقرب كان قوله لسواهم أنفع، وتأثيره أنجع فقال :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
الإيضاح : ٢-﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أي وخوّف الأقربين من عشيرتك بأس الله، وشديد عقابه لمن كفر به وأشرك به سواه.
وهذه النذارة الخاصة جزء من النذارة العامة التي بعث بها صلى الله عليه وسلم كما قال :﴿ لتنذر أم القرى ومن حولها ﴾( الشورى : ٧ ) وقال :﴿ لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ﴾( مريم : ٩٧ ).
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :" لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا وعم وخص، فقال :" يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني قصي أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد مناف، أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا، ألا إن لكم رحما وسأبلّها ببلالها " يريد : أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا.
وفي الحديث والآية دليل على أن القرب في الأنساب، لا ينفع مع البعد في الأسباب، وعلى جواز صلة المؤمن الكافر وإرشاده ونصحه بدليل قوله : إن لكم رحما سأبلها ببلالها.
وروى مسلم قوله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ".
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
وبعد أن أمره بإنذار المشركين من قومه أمره بالرفق بالمؤمنين فقال :﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾.
الإيضاح : ٣-﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾أي ألن جانبك، وترفق بمن اتبعك من المؤمنين، فإن ذلك أجدى لك، وأجلب لقلوبهم، وأكسب لمحبتهم، وأفضى إلى معونتك، والإخلاص لك.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
الإيضاح :﴿ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون ﴾أي فإن عصاك من أنذرتهم من العشيرة فلا ضير عليك، وقد أديت ما أمرت به، ولا عليك إثم مما يعملون، وقل لهم إني بريء منكم ومن دعائكم مع الله إلها آخر، وإنكم ستجزون بجرمكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
٤-﴿ وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ﴾أي وفوّض جميع أمورك إلى القادر على دفع الضر عنك، والانتقام من أعدائك الذين يريدون السوء بك، الرحيم بك إذ نصرك عليهم برحمته وهو الذي يراك حين تقوم للصلاة بالناس، ويرى تغيرك من حال كالجلوس إلى حال كالقيام فيما بين المصلين إذا كنت لهم إماما، وفي الخبر :" اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
وعبر عن المصلين بالساجدين، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد. ثم أكد ما سلف بقوله :﴿ إنه هو السميع العليم ﴾.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
٤-﴿ وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ﴾أي وفوّض جميع أمورك إلى القادر على دفع الضر عنك، والانتقام من أعدائك الذين يريدون السوء بك، الرحيم بك إذ نصرك عليهم برحمته وهو الذي يراك حين تقوم للصلاة بالناس، ويرى تغيرك من حال كالجلوس إلى حال كالقيام فيما بين المصلين إذا كنت لهم إماما، وفي الخبر :" اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
وعبر عن المصلين بالساجدين، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد. ثم أكد ما سلف بقوله :﴿ إنه هو السميع العليم ﴾.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
٤-﴿ وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين ﴾أي وفوّض جميع أمورك إلى القادر على دفع الضر عنك، والانتقام من أعدائك الذين يريدون السوء بك، الرحيم بك إذ نصرك عليهم برحمته وهو الذي يراك حين تقوم للصلاة بالناس، ويرى تغيرك من حال كالجلوس إلى حال كالقيام فيما بين المصلين إذا كنت لهم إماما، وفي الخبر :" اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".
وعبر عن المصلين بالساجدين، لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد. ثم أكد ما سلف بقوله :﴿ إنه هو السميع العليم ﴾.
روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما أنزل الله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى يا صباحاه، فاجتمع الناس إليه، بين رجل يجيء إليه ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ " قالوا : نعم، قال :" ﴿ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد "، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، أما دعوتنا إلا لهذا ؟ " وأنزل الله تعالى :{ تبت يدا أبي لهب وتب ﴾( المسد : ١ ).
الإيضاح :﴿ إنه هو السميع العليم ﴾أي إنه السميع لأقوال عباده، العليم بحركاتهم وسكناتهم، بسرهم ونجواهم كما قال :﴿ وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه ﴾( يونس : ٦١ ).
وقصارى ذلك : إنه هو القادر على نفعكم وضركم، فهو الذي يجب أن تتوكلوا عليه، وهو الذي يكفيكم ما أهمكم.
تفسير المفردات : أنبئكم : أي أخبركم.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
الإيضاح :﴿ هل أنبئكم على ما تنزل الشياطين ﴾أي هل أخبركم خبرا جليا نافعا في الدين، عظيم الجدوى في الدنيا، تعلمون به الفارق بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمان - على ما تنزل الشياطين حين تسترق السمع ؟
وهذا ردّ على من زعم من المشركين أن ما جاء به الرسول ليس بحق، وأنه شيء أتاه به رئيّ من الجن، فنزّه الله رسوله عن قولهم وافترائهم، ونبّه إلى أن ما جاء به إنما هو من عند الله، وأنه تنزيله ووحيه، نزل به ملك كريم، وأنه ليس من قبل الشياطين.
ثم أشار إلى الجواب عن هذا السؤال بوجهين :
١-﴿ تنزل على كل أفاك أثيم ﴾.
٢-﴿ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ﴾.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
١-﴿ تنزل على كل أفاك أثيم ﴾أي هي تنزل على كل كذاب فاجر من الكهنة نحو شق بن رهم، وسطيح بن ربيعة.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
الإيضاح : ٢-﴿ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ﴾أي يلقي الأفاكون سمعهم إلى الشياطين، ويصغون إليهم أشد إصغاء، فيتلقون منهم ما يتلقون، وهؤلاء قلما يصدقون في أقوالهم، بل هم في أكثرها كاذبون.
والخلاصة : إنه هناك فارقا بين محمد صلى الله عليه وسلم والكهنة، فمحمد لا يكذب فيما يخبر عن ربه، وما عرف عنه إلا الصدق، والكهنة كذابون فيما يقولون، وقلما عرف عنهم الصدق في أخبارهم.
وبعد أن ذكر الفارق بين محمد صلى الله عليه وسلم والكهنة - أردف ذلك ذكر الفارق بينه وبين الشعراء فقال :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾.
تفسير المفردات : الغاوون : الضالون المائلون عن السنن القويم.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
الإيضاح :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾أي إن الشعراء يتبعهم الضالون الحائدون عن السنن القويم، المائلون إلى الفساد الذي يجر إلى الهلاك، وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا كذلك، بل هم الساجدون الباكون الزاهدون.
وقد سبق أن قلنا : إن من الشعر ما يجوز إنشاده، ومنه ما يكره أو يحرم ؛ روى مسلم من حديث عمرو بن الشّريد عن أبيه قال :" ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ قلت : نعم، قال : هيه فأنشدته بيتا، فقال : هيه، ثم أنشدته بيتا فقال هيه، حتى أنشدته مائة بيت ".
وفي هذا دليل على العناية بحفظ الأشعار إذا تضمنت الحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعا، وإنما استكثر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية ؛ لأنه كان حكيما ألا ترى قوله عليه الصلاة والسلام :" كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم ".
ثم بين تلك الغواية بأمرين :
١-﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ﴾.
٢-﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾.
تفسير المفردات : الغاوون : الضالون المائلون عن السنن القويم.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
الإيضاح :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾أي إن الشعراء يتبعهم الضالون الحائدون عن السنن القويم، المائلون إلى الفساد الذي يجر إلى الهلاك، وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا كذلك، بل هم الساجدون الباكون الزاهدون.
وقد سبق أن قلنا : إن من الشعر ما يجوز إنشاده، ومنه ما يكره أو يحرم ؛ روى مسلم من حديث عمرو بن الشّريد عن أبيه قال :" ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ قلت : نعم، قال : هيه فأنشدته بيتا، فقال : هيه، ثم أنشدته بيتا فقال هيه، حتى أنشدته مائة بيت ".
وفي هذا دليل على العناية بحفظ الأشعار إذا تضمنت الحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعا، وإنما استكثر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية ؛ لأنه كان حكيما ألا ترى قوله عليه الصلاة والسلام :" كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم ".
ثم بين تلك الغواية بأمرين :
١-﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ﴾.
٢-﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾.
تفسير المفردات : والوادي : الشعب، يهيمون : أي يسيرون سير البهائم حائرين لا يهتدون إلى شيء.
الإيضاح : ١-﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ﴾أي ألم تعلم أن الشعراء يسلكون الطرق المختلفة من الكلام، فقد يمدحون الشيء حينا بعد أن ذموه، أو يعظّمونه بعد أن احتقروه، والعكس بالعكس، وذلك دليل على أنهم لا يقصدون إظهار الحق، ولا تحرّي الصدق، لكن محمدا جبلّته الصدق، ولا يقول إلا الحق، وقد بقي على طريق واحد، وهو الدعوة إلى الله، والترغيب في الآخرة، والإعراض عن الدنيا.
تفسير المفردات : الغاوون : الضالون المائلون عن السنن القويم.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
الإيضاح :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾أي إن الشعراء يتبعهم الضالون الحائدون عن السنن القويم، المائلون إلى الفساد الذي يجر إلى الهلاك، وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا كذلك، بل هم الساجدون الباكون الزاهدون.
وقد سبق أن قلنا : إن من الشعر ما يجوز إنشاده، ومنه ما يكره أو يحرم ؛ روى مسلم من حديث عمرو بن الشّريد عن أبيه قال :" ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ قلت : نعم، قال : هيه فأنشدته بيتا، فقال : هيه، ثم أنشدته بيتا فقال هيه، حتى أنشدته مائة بيت ".
وفي هذا دليل على العناية بحفظ الأشعار إذا تضمنت الحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعا، وإنما استكثر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية ؛ لأنه كان حكيما ألا ترى قوله عليه الصلاة والسلام :" كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم ".
ثم بين تلك الغواية بأمرين :
١-﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ﴾.
٢-﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾.
الإيضاح : ٢-﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾فهم يرغبون في الجود ويرغبون عنه، وينفرون عن البخل ويصرون عليه، ويقدحون في الأعراض لأدنى الأسباب، ولا يأتون إلا الفواحش، ومحمد صلى الله عليه وسلم على خلاف ذلك ؛ فقد بدأ بنفسه إذ قال له ربه :﴿ فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ﴾( الشعراء : ٢١٣ ) ثم بالأقرب فالأقرب فقال :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾فليست حاله حال الشعراء.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن مالك :" اهجهم، فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من رشق النبل " وكان يقول لحسان بن ثابت :" قل وروح القدس معك "، وفي رواية :" اهجهم وجبريل معك ".
وإلى هذا أشار بقوله :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾.
تفسير المفردات : المنقلب : المرجع.
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه امتناع تنزل الشياطين بالقرآن، وأثبت أنه تنزيل من رب العالمين - أعقب هذا ببيان استحالة تنزلهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها لا تنزل إلا على كل كذاب فاجر، ورسول الله صادق أمين. ثم ذكر أن الكذابين يلقون السمع إلى الشياطين، فيتلقون وحيهم وهو تخيلات لا تطابق الحق والواقع. وبعدئذ ذكر أن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر، لأن الشعراء يهيمون في كل واد من أودية القول من مدح وهجو وتشبيب ومجون بحسب الهوى والمنفعة، فأقوالهم لا تترجم عن حقيقة، وليس بينها وبين الصدق نسب، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الصدق، فأنّى له أن يكون شاعرا ؟
الإيضاح :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾. وروى ابن جرير عن محمد بن إسحاق : أنه لما نزلت هذه الآية جاء حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون، قالوا : قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنّا شعراء فتلا النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾قال أنتم :﴿ وذكروا الله كثيرا ﴾قال : أنتم﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾قال : أنتم " أي بالرد على المشركين " ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :" انتصروا ولا تقولوا إلا حقا، ولا تذكروا الآباء والأمهات "، فقال حسان لأبي سفيان :
هجوت محمدا فأجبت عنه | وعند الله في ذاك الجزاء |
وإن أبي ووالده وعرضي | لعرض محمد منكم وقاء |
أتشتمه ولست له بكفء | فشركما لخيركما الفداء |
لساني صارم لا عيب فيه | وبحري لا تكدره الدلاء |
جاءت سخينة كي تغالب ربها | وليغلبن مغالب الغلاب |
وبعد أن ذكر سبحانه من الدلائل العقلية وأخبار الأنبياء المتقدمين ما يزيل الحزن عن قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بين الدلائل على صدق نبوته، ثم أرشد إلى الفارق بينه وبين الكهنة وبينه وبين الشعراء - ختم السورة بالتهديد العظيم، والوعيد الشديد للكافرين فقال :
﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾أي وسيعلم الذين ظلموا أنفسهم، وأعرضوا عن تدبر هذه الآيات كفرا بها وعنادا - أي مرجع يرجعون إلى الله بعد الموت، وأي معاد يعودون إليه ؟ إنهم ليصيرن إلى نار لا يطفأ سعيرها، ولا يسكن لهيبها.
اللهم أبعدنا عن تلك النار وأدخلنا جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين.