تفسير سورة المعارج

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة المعارج من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة سأل سائل مكية.

١ - ﴿استخبر مستخبر متى يقع العذاب تكذيباً أو دعا داع بوقوع العذاب استهزاء أو طلب طالب {بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ وهو النضر بن الحارث قال: ﴿اللهم إِن كَانَ هذا هُوَ الحق﴾ الآية [الأنفال: ٣٢] وكان حامل لوائهم يوم بدر " ع " أو أبو جهل هو قائل ذلك أو جماعة من كفار قريش ﴿بِعَذَابٍ﴾ الآخرة أو يوم بدر بالقتل والأسر. ﴿سال﴾ بغير همز، سائل اسم وادٍ في جهنم لأنه يسيل بالعذاب.
٣ - ﴿ذِى الْمَعَارِجِ﴾ الدرجات " ع " أو الفواضل والنعم أو العظمة والعلاء
360
أو الملائكة لعروجهم إليه أو معارج السماء.
361
٤ - ﴿تَعْرُجُ الْملآئِكَةُ﴾ تصعد ﴿وَالرُّوحُ﴾ أرواح الموتى عند القبض أو جبريل عليه السلام أو خلق كهيئة الناس وليسوا بناس ﴿خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ يوم القيامة " ح " أو مدة الدنيا لا يعلم كم مضى ولا كم بقي إلا الله أو لو تولى بعض الخلق حساب بعض كان مدته خمسين ألفاً ويفرغ الله تعالى منه في أسرع مدة قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" يحاسبهم بمقدار ما بين الصلاتين ولذلك سمى نفسه سريع الحساب وأسرع الحاسبين ".
٥ - ﴿فَاصْبِرْ﴾ على كفرهم قبل فرض الجهاد أو على قولهم مثل ساحر وشاعر وكاهن ومجنون " ح ".
٦ - ﴿يَرَوْنَهُ بَعِيداً﴾ البعث أو عذاب النار بعيداً مستحيلاً غير كائن أو استبعدوا الآخرة.
٧ - ﴿ونراه قريبا﴾ لأن كل آت قريب.
{يومَ تكونُ السماءُ كالمهلِ (٨) وتكونُ الجبالُ كالعهنِ (٩) ولاَ يسئلُ حميمٌ حميماً (١٠) يبصرونهمْ يومُّ المجرمُ لوْ يفتدي من عذابِ يومئذٍ ببنيهِ (١١) وصاحبتهِ وأخيهِ (١٢) وفصِيلَتِهِ التي تُئويهِ (١٣) ومن في الأرضِ جميعاً ثمَّ ينجيهِ (١٤) كلاَّ إنها لظَى (١٥) نزَّاعةً للشَّوَى (١٦) تدعواْ منْ
361
أدبَرَ وتولَّى (١٧) وَجَمَعَ فأَوْعَى (١٨) }
362
٨ - ﴿كَالْمُهْلِ﴾ كدردي الزيت " ع " أو كذوب النحاس والرصاص والفضة أو كقيح ودم.
٩ - ﴿كَالْعِهْنِ﴾ الصوف المصبوغ تلين بعد شدتها وتتفرق بعد اجتماعها.
١١ - ﴿يُبَصَّرُونهم﴾ يبصر بعضهم بعضاً فيتعارفون أو يبصر المؤمنون الكافرين أو يبصر الكافرون الذين أضلوهم في النار أو يبصر المظلوم ظالمه والمقتول قاتله ﴿يَوَدُّ﴾ يحب أو يتمنى ﴿الْمُجْرِمُ) {الكافر﴾ (لَوْ يَفْتَدِى} بأعز أقاربه في الدنيا.
١٣ - ﴿وَفَصِيلَتِهِ﴾ عشيرته التي تنصره. وقال أبو عبيدة الفصيلة دون القبيلة. ﴿تؤويه﴾ يأوي إليها في نسبه أو من خوفه أو فصيلته أمه التي تربيه.
١٥ - ﴿لَظَى﴾ اسم لجهنم لتلظيها وهو اشتداد حرها أو للدرك الثاني منها.
١٦ - ﴿لِّلشَّوَى﴾ أطراف اليدين والرجلين أو جلدة الرأس أو العصب والعقب أو مكارم وجهه " ح " [٢٠٦ / ب] / أو اللحم أو الجلد الذي على العظم لأن النار تشويه.
١٧ - تدعوهم بأسمائهم يا كافر يا منافق أو عُبِّر عن مصيرهم إليها بدعائها لهم أو يدعوا خزنتها فأضيف الدعاء إليها ﴿أَدْبَرَ﴾ عن الإيمان ﴿وَتَوَلَّى﴾ إلى الكفر أو عن الطاعة وتولى عن الحق أو عن أمر الله وتولى عن كتاب الله أو أدبر عن القول وتولى عن العمل.
١٨ - ﴿وَجَمَعَ﴾ المال فجعله في وعاء حفظاً له ومنعاً من أداء حق الله
362
تعالى فيه مكان جموعاً منوعاً.
﴿إنَّ الإنسانَ خُلِقَ هلوعاً (١٩) إذا مسَّهُ الشرُّ جزوعاً (٢٠) وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعاً (٢١) إلاَّ المصلينَ (٢٢) الذينَ همْ على صلاتهمْ دائمونَ (٢٣) والذين في أموالهمْ حقُّ معلومٌ (٢٤) للسائلِ والمحرومِ (٢٥) والذينَ يصدِّقُونَ بيومِ الدينِ (٢٦) والذين همْ منْ عذابِ ربهمْ مشفقونَ (٢٧) إنَّ عذابَ ربِّهمْ غيرُ مأمونٍ (٢٨) والذينَ همْ لفروجهمْ حافظون (٢٩) إلاَّ على أزواجهمْ أوْ ما ملكتْ أيمانهمْ فإنهمْ غيرُ ملومينَ (٣٠) فمنِ ابتغى وراءَ ذلكَ فأولئكَ همْ العادونَ (٣١) والذينَ همْ لأماناتهمْ وعهدهمْ راعونَ (٣٢) والذينَ همْ بشهاداتهمْ قائمونَ (٣٣) والذينَ همْ على صلاتهِمْ يحافظونَ (٣٤) أولئكَ في جناتٍ مكْرَمُونَ (٣٥) ﴾
363
١٩ - ﴿الإِنسَانَ﴾ الكافر عند الضحاك ﴿هَلُوعاً﴾ بخيلاً أو حريصاً أو ضجوراً أو ضعيفاً أو شديد الجزع أو معناه ما بعدهُ " إذا مسه " الآية " ع ".
٢٠ -،
٢١ - ﴿مَسَّهُ﴾ الخير لم يشكر والشر لم يصبر وإذا استغنى منع حق الله تعالى وشح وإذا افتقر سأل وألح.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:﴿ مسه ﴾ الخير لم يشكر والشر لم يصبر وإذا استغنى منع حق الله تعالى وشح وإذا افتقر سأل وألح.
٢٣ - ﴿دَآئِمُونَ﴾ يحافظون على مواقيت فروضها أو يكثرون نوافلها أو لا يلتفتون فيها.
٣٢ - ﴿أماناتهم﴾ ما ائتمنه الناس عليه ﴿وَعَهْدِهِمْ﴾ ما عاهدوه عليه أن يقوم بموجبهما أو الأمانة الزكاة أن يؤديها والعهد الجنابة أن يغتسل منها.
٣٣ - ﴿بشهاداتهم﴾ على أنبيائهم بالبلاغ وعلى الأمم بالقبول أو الامتناع أو بحفظ الحقوق تحملاً لها وأداء.
{فمالِ الذينَ كفرواْ قبلكَ مهطعينَ (٣٦) عنِ اليمينِ وعنِ الشمالِ عزينَ (٣٧) أيطمعُ كلُّ امرئٍ منهمْ أن يدخلَ جنَّةَ نعيمٍ (٣٨) كلاَّ إنَّا خلقناهمْ ممَّا يعلمونَ (٣٩) فلاَ أقسمُ بربِّ المشارقِ والمغاربِ إنَّا
363
لقادرونَ (٤٠) على أن نبدِّلَ خيراً منهمْ وما نحنُ بمسبوقينَ (٤١) فذرهمْ يخوضواْ ويلعبواْ حتَّى يلاقواْ يومَهُمُ الذي يوعدونَ (٤٢) يومَ يخرجونَ منَ الأجداثِ سراعاً كأنهمْ إلى نصبٍ يوفضونَ (٤٣) خاشعةً أبصارُهُمْ ترهقُهُمْ ذلَّةٌ ذلك اليومُ الذي كانواْ يوعدونَ (٤٤) }
364
٣٦ - ﴿مُهْطِعِينَ﴾ مسرعين أو معرضين أو ناظرين إليك تعجباً.
٣٧ - ﴿عزين﴾ متفرقين أو مجتنبين أو الرفقاء والحلفاء، أو الجماعة القليلة أو الحلق والفرق. خرج الرسول [صلى الله عليه وسلم] على أصحابه وهم حلق فقال: ما لي أراكم عزين.
٤٣ - ﴿نَصْبٍ﴾ الغاية التي ينصب إليها بصرك و ﴿نُصُب﴾ واحد الأنصاب وهي الأصنام أو النَّصْب والنُّصُب واحد. إلى عَلَم يستبقون أو غايات يستبقون أو إلى أصنامهم يسرعون. وقيل إنها أحجار طوال كانوا يعبدونها أو إلى صخرة بيت المقدس يسرعون ﴿يوفضون﴾ يسرعون.
364
سُورَةُ نُوحٍ
مكية.
قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" أول نبي أرسل نوح عليه الصلاة والسلام " قيل: بعث من أرض الجزيرة وبعث على أربعين سنة " ح " أو ثلاثمائة وخمسين سنة. قيل: سمي نوحاً لنوحه على نفسه في الدنيا.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿إنَّا أرسلنا نوحاً إلى قومهِ أنْ أنذرْ قومكَ من قبلِ أن يأتيهمْ عذابٌ أليمٌ (١) قالَ ياقومِ إنِي لكمْ نذيرٌ مبينٌ (٢) أنِ اعبدواْ اللهَ واتقوهُ وأطيعونِ (٣) يغفرْ لكم من ذنوبكمْ ويؤخركمْ إلى أجلٍ مسمًّى إنَّ أجلَ اللهِ إذا جاءَ لا يؤخَّرُ لوْ كنتمْ تعلمونَ (٤) ﴾
365
Icon