تفسير سورة المعارج

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة المعارج من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

سورة المعارج
١ سَأَلَ سائِلٌ: دعا داع وهو النّبيّ عليه السلام، دعا عليهم «١».
وقيل «٢» : النّضر بن الحارث قال: إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ [مِنْ عِنْدِكَ] «٣» فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً «٤» فقتل يوم بدر هو وعقبة «٥».
٣ ذِي الْمَعارِجِ: ذي المعالي والدّرجات لأوليائه، أو هي معارج السّماء للملائكة».
٤ وَ/ الرُّوحُ إِلَيْهِ: هو روح المؤمن حين يقبض. رواه قبيصة «٧» بن [١٠٢/ أ] ذؤيب عن النبي «٨» صلى الله عليه وسلم.
(١) هذا من غريب الأقوال، وقد ذكره الكرماني في غريب التفسير: ٢/ ١٢٤٩، والزمخشري في الكشاف: ٤/ ١٥٦، والفخر الرازي في تفسيره: ٣٠/ ١٢١، والقرطبي في تفسيره:
١٨/ ٢٧٩، وأبو حيان في البحر المحيط: ٨/ ٣٣٢، والسيوطي في مفحمات الأقران: ٢٠١.
(٢) أخرجه النسائي في التفسير: ٢/ ٤٦٣، حديث رقم (٦٤٠) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وكذا الحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٠٢، كتاب التفسير (سورة المعارج)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وذكر الذهبي أنه على شرط البخاري.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٢٧٧، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورد ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ٨/ ٣٥٧، وقال: «وهذا مذهب الجمهور منهم ابن عباس ومجاهد».
وينظر أسباب النزول للواحدي: ٥١٢، وتفسير البغوي: ٤/ ٣٩٢.
(٣) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج».
(٤) سورة الأنفال، آية: ٣٢.
(٥) هو عقبة بن أبي معيط.
(٦) ينظر تفسير الطبري: ٢٩/ ٧٠، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٠٢، وتفسير البغوي: ٤/ ٣٩٢.
(٧) هو قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، ولد يوم الفتح، وقيل: يوم حنين، وأتى به إلى النبي ﷺ فدعا له.
توفي سنة ست وثمانين، وقيل قبل ذلك.
ترجمته في الاستيعاب: ٣/ ١٢٧٢، والإصابة: ٥/ ٥١٧.
(٨) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٠٣ عن قبيصة مرفوعا.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٣٥٩ موقوفا عليه، وكذا القرطبي في تفسيره:
١٨/ ٢٨١.
فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ [خَمْسِينَ] «١» أَلْفَ سَنَةٍ: لو صعده غير الملائكة «٢».
٨ كَالْمُهْلِ: كذائب الصفر «٣».
والعهن «٤» : الصّوف المصبوغ «٥»، والمعنى: لين الجبال وتفتتها بعد شدّتها واجتماعها.
و «الفصيلة» من العشيرة كالفخذ من القبيلة.
١٣ تُؤْوِيهِ: يلجأ إليه فتلجئه. وقيل «٦» : الفصيلة الأمّ التي أرضعته وفصلته.
١٥ كَلَّا: ليس كذا، أي: لا ينجيه شيء.
إِنَّها لَظى: لا تنصرف لَظى للتأنيث والتعريف، والالتظاء:
الاتقاد «٧».
١٦ نَزَّاعَةً لِلشَّوى: لجلدة الرأس «٨».
(١) في الأصل: «خمسون».
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٨٤، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٧٠، ومعاني الزجاج:
٥/ ٢١٩، وتفسير البغوي: ٤/ ٣٩٢، وزاد المسير: ٨/ ٣٦٠.
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٨٥، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٧٣، وتفسير المشكل لمكي:
٣٥٥، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٠٤.
(٤) من قوله تعالى: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ [آية: ٩]. [.....]
(٥) المفردات للراغب: ٣٥١، وتفسير القرطبي: (١٨/ ٢٨٤، ٢٨٥)، واللسان: ١٣/ ٢٩٧ (عهن).
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٠٤ عن مالك، ونقله القرطبي في تفسيره: ١٨/ ٢٨٦ عن مجاهد.
(٧) اللسان: ١٥/ ٢٤٨ (لظي).
(٨) معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٨٥، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٧٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٨٦، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٧٦.
١٧ تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ: لما كان مصيره إليها كانت كأنها دعته «١».
١٨ فَأَوْعى: جعله في وعاء فلم يفعل زكاة ولم يصل رحما «٢».
١٩ هَلُوعاً: سأله محمد «٣» بن عبد الله ثعلبا «٤» فقال: ما فسّره الله به إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ... [الآيتان] «٥».
٣٤ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ: النّافلة، والأولى «٦» الفريضة.
٣٦ مُهْطِعِينَ: مسرعين «٧» لتسمّع الحديث.
٣٧ عِزِينَ: جماعات في تفاريق «٨». جمع «عزة». وجلس رجل خلف
(١) ذكر الماوردي هذا المعنى في تفسيره: ٤/ ٣٠٥.
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٨٥، وانظر تفسير الطبري: ٢٩/ ٧٨، وتفسير الماوردي: ٤/ ٣٠٦.
(٣) هو محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي، كان أميرا لبغداد في عهد المتوكل.
وصفه ابن خلكان في وفيات الأعيان: ٥/ ٩٢ بقوله: كان شيخا فاضلا وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أمير... وكان مألفا لأهل العلم والأدب.
وكان ثعلب مقربا لدى الأمير، وصحبه ثلاث عشرة سنة، أي حتى وفاة الأمير.
وذكر الزجاجي في مجالس العلماء: (٧٩، ٨٤، ٨٥، ٨٦، ٨٧، ٩١) عدة مجالس جمعت الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر وثعلب وغيره من العلماء.
وانظر أخبار الأمير محمد بن عبد الله في تاريخ بغداد: ٥/ ٤١٨، وإنباه الرواة:
(١/ ١٤٠، ١٤١، ١٤٧).
(٤) ثعلب: (٢٠٠- ٢٩١ هـ-).
هو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، أبو العباس، الإمام العلامة، المحدث، اللغوي، النحوي.
من مصنفاته: الفصيح، وقواعد الشعر، ومعاني القرآن.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: ١٤١، وتاريخ بغداد: ٥/ ٢٠٤، وبغية الوعاة:
١/ ٣٩٦.
(٥) ما بين معقوفين عن نسخة «ك».
(٦) يريد قوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ [آية: ٢٣].
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٧٠، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٨٥.
(٨) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٨٦، ومجاز القرآن: ٢/ ٢٧٠، ومعاني الزجاج: ٥/ ٢٢٣، والمفردات للراغب: ٣٣٤.
أخيه فقال عليه السّلام «١» :«لا تكونوا عزين كخلق الجاهليّة».
٤٣ إِلى نُصُبٍ «٢»، ونصب معا، شيء منصوب مصدر بمعنى المفعول ك «نسج بغداد» «٣».
يُوفِضُونَ: يسرعون «٤». وفض يفض وأوفض يوفض.
ومن سورة نوح
٤ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى: في الدنيا «٥».
إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ: أي: يوم القيامة «٦».
٧ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ: تغطّوا بها لا ننظر إليك «٧» ولا نسمع منك.
٨ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ: دعاهم فوضى وفرادى وجهرا وسرا.
١٠ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا: قحط النّاس على عهد عمر، فصعد المنبر
(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: ١/ ٣٢٢ حديث رقم (٤٣٠) كتاب الصلاة، باب «الأمر بالسكون في الصلاة، والنهي عن الإشارة باليد... » عن جابر بن سمرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: «ما لي أراكم عزين... ».
(٢) بفتح النون وإسكان الصاد قراءة أبي عمرو، وابن كثير، ونافع، وحمزة، وعاصم في رواية شعبة.
وقرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم بضم النون والصاد.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٦٥١، والتبصرة لمكي: ٣٥٩، والتيسير للداني: ٢١٤. [.....]
(٣) ينظر توجيه القراءتين في الكشف لمكي: ٣/ ٣٣٦، وتفسير القرطبي: (١٨/ ٢٩٦، ٢٩٧).
(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٧٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٨٦، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٨٩، والمفردات للراغب: ٥٢٨، واللسان: ٧/ ٢٥١ (وفض).
(٥) قال الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٠٩: «يعني إلى موتكم وأجلكم الذي خط لكم... ».
وانظر تفسير البغوي: ٤/ ٣٩٧، وزاد المسير: ٨/ ٣٦٩.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ٣١٠، عن الحسن.
(٧) في «ج» : لا ينظرون إليك ولا يسمعون منك.
Icon