تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب تفسير القرآن
.
لمؤلفه
الصنعاني
.
المتوفي سنة 211 هـ
سورة قد أفلح
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ قال : قال كعب : إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثة : خلق آدم بيده، والتوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، ثم قال للجنة، تكلمي، فقالت : قد أفلح المؤمنون، لما علمت فيها من كرامة الله لأهلها.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الزهري في قوله :﴿ في صلاتهم خاشعون ﴾ قال : هو سكون المرء في صلاته. قال : معمر وقال الحسن : خائفون.
قال : عبد الرزاق : وقال معمر : قال قتادة : الخشوع في القلب.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن أبي سنان عن رجل عن علي قال : سئل عن قوله :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ قال : لا تلتفت في صلاتك، وأن تلين كتفيك للرجل المسلم.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ عن اللغو معرضون ﴾ قال : عن المعاصي.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الزهري قال : سألت القاسم بن محمد بن أبي بكر عن متعة النساء، فقال : إني لأرى تحريمها في القرآن، قال : قلت : فأين ؟ قال :﴿ والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ﴾.
عبد الرزاق قال : عن معمر عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في قوله تعالى :﴿ أولئك هم الوارثون ﴾ قال : يرثون مساكنهم ومساكن إخوانهم الذين أعدت لهم لو أطاعوا الله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يرثون الفردوس ﴾ قال : قتل حارث بن سراقة يوم بدر، فقالت أمه : يا رسول الله إن كان ابني من أهل الجنة لم أبك عليه، وإن كان من أهل النار بالغت في البكاء، فقال :" يا أم حارثة إنهما جنتان في جنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى من الجنة " .
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من سلالة من طين ﴾، قال : استل آدم من طين وخلقت ذريته من ماء مهين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ثم أنشأته خلقا ءاخر ﴾ قال : يقول بعضهم : هو نبات الشعر، ويقول بعضهم : هو نفخ الروح. عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : وفي حرف ابن مسعود، ﴿ ثم أنشأنا له خلقا آخر ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ طور سيناء ﴾ قال : جبل حسن، قال معمر : وقال الكلبي : جبل ذو شجر. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن ﴾ قال : الزيتون.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وفار التنور ﴾ قال : كانت آية لهم إذا رأوا التنور قد فار منها الماء أن يسلك فيها من كل زوجين اثنين.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هيهات هيهات لما توعدون ﴾ قال : يعني البعث.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فجعلناهم غثاء ﴾ قال : الشيء البالي.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلى ربوة ذات قرار ومعين ﴾ قال : ذات ثمار وماء، وهي بيت المقدس. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن يحيى بن سعيد بن المسيب في قوله تعالى :﴿ ربوة ذات قرار ومعين ﴾ قال : هي دمشق ذات قرار ومعين الغوطة. عبد الرزاق قال : أنا معمر وقال قتادة عن كعب : بيت المقدس، أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وجعلنا ابن مريم وأمه آية ﴾ قال : ولدت من غير أب هو له. عبد الرزاق قال : أنا بشر بن رافع عن عبيد الله ابن عم أبي هريرة قال : سمعت أبا هريرة يقول في قوله تعالى :﴿ ربوة ذات قرار ومعين ﴾ قال : هي الرملة من فلسطين.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ بينهم زبرا ﴾ قال : كتبا.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فذرهم في غمرتهم حتى حين ﴾ قال : في ضلالتهم.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : ذكر الله الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين والذين ثم قال للكفار بل قلوبهم في غمرة من هذا، ﴿ ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون ﴾ قال : من دون الأعمال التي سمى الله قوله :﴿ الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين والذين ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ والذين يؤتون ما ءاتو وقلوبهم وجلة ﴾ قال : يعطون ما أعطوا ويعملون ما عملوا من خير وقلوبهم وجلة يقول : خائفة.
عبد الرزاق قال : أنا مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ يؤتون ما آتوا ﴾ قال : يعطون ما أعطوا.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ولهم أعمال من دون ذلك ﴾ قال : أعمال لابد لهم أن يعملوها.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون ﴾ قال : نزلت في يوم بدر.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ مستكبرين به ﴾ قال : مستكبرين بالحرم ﴿ سامرا ﴾ يقول : سامروا لم أهل الحرم أمنا لا يخافون. كانوا يقولون : نحن أهل الحرم فلا نخاف ﴿ تهجرون ﴾ تقولون سوءا.
عبد الرزاق : قال معمر : وقال الحسن : تهجرون رسول الله وكتاب الله. قال معمر : وقال الكلبي :﴿ تهجرون ﴾ أي : يقولون هجرا.
عبد الرزاق : قال معمر : وقال الكلبي في قوله تعالى :﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم ﴾ [ قال : يقول لو اتبع الله أهواءهم ] ﴿ لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة :﴿ بل أتيناهم بذكرهم ﴾ قال : القرآن.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ تسألهم خرجا ﴾ قال : أجرا.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ قال : هو السلام تسلم عليه إذا لقيته.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ﴾ قال : البرزخ بقية الدنيا.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ﴾ قال : قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أهله : يا رسول الله هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة ؟ قال :" أما في مواطن ثلاثة فلا : عند الميزان، وعند تطاير الصحف في الأيدي، وعند الصراط " . عبد الرزاق قال : أنا عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهب بن منبه يقول في قوله تعالى :﴿ ونضع الموازين القسط ﴾ قال : إنما يوزن من الأعمال خواتمها.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص أن عبد الله ابن مسعود قرأ الآية ﴿ تلفح وجوههم النار فيها كالحون ﴾ قال : ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار قد قلعت شفتاه وبدت أسنانه.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ [ قال : بلغني أنهم ينادون مالكا فيقولون : ليقض علينا ربك، فيسكت عنهم قدر أربعين سنة، ثم يقول : إنكم ماكثون، قال : ثم ينادون ربهم فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين، ثم يقول : اخسؤوا فيها ولا تكلمون ] قال : فييأس القوم بعدها ولا يتكلمون كلمة، وإنما هو الزفير والشهيق. عبد الرزاق قال : أنا عبد الله بن عيسى عن زيادة الخراساني قال : أسنده [ إلى بعض أهل العلم فنسيته ] في قوله :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾ قال : فيسكتون فلا تسمع فيها حسا إلا كطنين حدثنا الطست.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : صوت الكافر في النار مثل صوت الحمار، أوله زفير وآخره شهيق.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فسئل العادين ﴾ قال : فاسأل الحساب.