تفسير سورة فصّلت

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة فصلت من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ لا يسمعون ﴾ لا يقبلون.
﴿ ممنون ﴾ منقوص.
﴿ خلق الأرض في يومين ﴾ ثم قال :﴿ في أربعة ﴾ ١. أي : الإكمال و الإتمام في أربعة.
١ في قوله تعالى :﴿ وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين﴾ سورة فصلت : الآية ١٠..
﴿ سواء ﴾ مصدر أي : استوت استواء. ورفعه١ على تقدير : فهي سواء.
﴿ للسائلين ﴾ معلق بقوله :( وقدر ) لأن كلا يسأل الرزق٢.
١ و هي قراءة أبي جعفر. انظر : البحر المحيط ج٩ ص ٢٨٨. و تفسير القرطبي ج ١٥ ص٣٤٣، و تفسير ابن الجوزي ج٧ ص ٢٤٥..
٢ و تقديره : قدر فيها أقواتها لأجل الطالبين لها المحتاجين المقتاتين. انظر : الدر المصون ج٩ ص ٥١٠.
١١ أَتَيْنا طائِعِينَ: لم يمتنع عليه كونهما وكانتا كما أراد، وجمع العقلاء لأنّ الخبر عنهما وعمّن يكون فيهما من العباد المؤمنين.
ريح صرصر «١» : باردة «٢».
١٦ نَحِساتٍ: صفة مثل: حذر وفزع «٣».
ونَحِساتٍ: ساكنه الحاء «٤» مصدر وجمعه لاختلاف أنواعه ومرّاته، أو نحسات هي الباردات «٥»، والنّحس: البرد «٦».
١٧ صاعِقَةُ: صيحة جبريل «٧» عليه السّلام.
[٨٦/ أم] ٢٠ حَتَّى إِذا ما جاؤُها: «ما» بعد/ «إذا» تفيد معنى «قد» في تحقيق الفعل «٨».
١٩ يُوزَعُونَ: يدفعون «٩».
٢١ وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ: كناية عن الفروج «١٠».
(١) في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ... [آية: ١٦]. [.....]
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٤/ ١٠٢ عن قتادة، والضحاك، والسدي.
(٣) الكشاف: ٣/ ٤٤٩، والبحر المحيط: ٧/ ٤٩٠.
(٤) قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد: ٥٧٦، والتبصرة لمكي:
٣١٩، والتيسير: ١٩٣.
(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٤٩٩ عن النقاش، وكذا القرطبي في تفسيره:
١٥/ ٣٤٨.
(٦) اللسان: ٦/ ٢٢٧ (نحس).
(٧) ينظر هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٢١٩، وتفسير البغوي: ٢/ ٣٩١، وتفسير القرطبي: ٩/ ٦١.
(٨) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: ٢/ ٢٦٧ عن المغربي، والعبارة هناك: «ما إذا جاءت بعد إذا أفاد معنى «قد» في تحقيق وقوع الفعل الماضي».
(٩) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٩٧، وتفسير البغوي: ٤/ ١١٢، وتفسير القرطبي:
١٥/ ٣٥٠.
(١٠) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ١٦، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٣٨٩، والزجاج في معانيه: ٤/ ٣٨٢، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠٠ عن ابن زيد.
وعزاه البغوي في تفسيره: ٤/ ١١٢ إلى السدي وجماعة.
وضعف الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٤/ ١٠٦.
٢٥ وَقَيَّضْنا: خلينا «١»، يقال: هذا قيض لهذا وقيّاض، أي: مساو، وقضني به وقايضني: بادلني «٢».
ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: زيّنوا لهم الدنيا، وَما خَلْفَهُمْ: أنسوهم أمر الآخرة «٣» أو هو دعاؤهم: أن لا بعث ولا جزاء «٤».
وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ: بمصيرهم إلى العذاب الذي أخبروا به.
٢٦ وَالْغَوْا فِيهِ: لغا يلغو [لغوا] «٥» ولغى يلغي لغا: إذا خلط الكلام «٦».
وقيل: لغى تكلم فقط «٧»، واللّغة [محذوفة اللام] «٨» «فعلة» منه، أي:
تكلموا فيه بالرد.
ولا تَسْمَعُوا: لا تقبلوا.
٢٩ أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا: إبليس وقابيل سنّا الفساد وبدءا به «٩».
(١) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠١ عن ابن عيسى.
(٢) ينظر تفسير القرطبي: ١٥/ ٣٥٤، واللسان: ٧/ ٢٢٥ (قيض).
(٣) تفسير الطبري: ٢٤/ ١١١، وتفسير الماوردي: ٣/ ٥٠١.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠١ عن الكلبي.
(٥) عن نسخة «ج». [.....]
(٦) معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٣٨٤، والمفردات للراغب: ٤٥١، واللسان: ١٥/ ٢٥١ (لغا).
(٧) اللسان: ١٥/ ٢٥١ (لغا).
(٨) عن نسخة «ج».
(٩) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: ٢/ ١٨٦، والطبري في تفسيره:
(٢٤/ ١١٣- ١١٤) عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وعن قتادة.
وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: ٢/ ٤٤٠، كتاب التفسير، عن علي رضي الله عنه، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
ونقله القرطبي في تفسيره: ١٥/ ٣٥٧ عن ابن عباس، وابن مسعود وغيرهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٣٢١، وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن علي رضي الله عنه.
قال السهيلي في التعريف والإعلام: ١٥٢: «ويشهد لهذا القول الحديث المرفوع: «ما من مسلم يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذنبه، لأنه أول من سن القتل» اه.
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه: ٤/ ١٠٤، كتاب الأنبياء، باب «خلق آدم وذريته».
ومسلم في صحيحه: ٣/ ١٣٠٤، كتاب القسامة، باب «بيان إثم من سن القتل» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وضعف ابن عطية في المحرر الوجيز: (١٤/ ١٨١، ١٨٢) القول الذي ذكره المؤلف، لأن ولد آدم مؤمن وعاص، وهؤلاء إنما طلبوا المضلين بالكفر المؤدي إلى الخلود من النوعين...
وقال: «ولفظ الآية يزحم هذا التأويل، لأنه يقتضي أن الكفرة إنما طلبوا اللذين أضلا».
وقال أبو حيان في البحر المحيط: ٧/ ٤٩٥: «والظاهر أن «اللذين» يراد بهما الجنس، أي: كل مغو من هذين النوعين» اه.
٣٠ ثُمَّ اسْتَقامُوا: جمعت «١» جميع الخيرات.
ُمُ الْبُشْرى
: يبشّرون في ثلاثة مواضع: عند الموت، وفي القبر، ويوم البعث «٢».
٣٤ وادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: التبسّم عند اللقاء، والابتداء بالسّلام.
٣٥ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا: أي: دفع السّيئة بالحسنة.
٣٦ يَنْزَغَنَّكَ: يصرفنّك عن الاحتمال.
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ: من شرّه وامض على علمك «٣».
٣٧ الَّذِي خَلَقَهُنَّ: غلب تأنيث اسم الشّمس تذكير غيرها لأنّها أعظم.
أو يرجع على معنى الآيات، إذ قال: ومن آياته هذه الأشياء «٤».
(١) في «ج» : جمعوا.
(٢) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٣/ ٥٠٣.
(٣) عن معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٣٨٧، وفيه: «وامض على حلمك».
(٤) الكشاف: ٣/ ٤٥٤، والبحر المحيط: ٧/ ٤٩٨.
٣٩ خاشِعَةً: غبراء متهشمة «١».
وَرَبَتْ: عظمت، ويقرأ «٢» : وربأت لأنّ النّبت إذا همّ أن يظهر ارتفعت له الأرض «٣».
٤٠ يُلْحِدُونَ: يميلون عن الحق في أدلّتنا.
٤٢ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ: لا يبطله شيء مما وجد قبله أو معه ولا يوجد بعده «٤».
وقيل «٥» : لا في إخباره عمّا تقدم ولا عمّا تأخر.
٤٤ ءَ أَعْجَمِيٌّ: أي: لو جعلناه أعجميا لقالوا: كتاب أعجميّ وقوم عرب.
والأعجميّ الذي لا يفصح ولو كان عربيا، والعجمي من العجم ولو تفاصح بالعربية «٦».
يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ: لقلة أفهامهم، أو لبعد إجابتهم.
٤٨ مِنْ مَحِيصٍ: من محيد «٧».
٤٧ آذَنَّاكَ: أعلمناك «٨».
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ: كلّ من سئل عنها قال: الله أعلم.
(١) تفسير الطبري: ٢٤/ ١٢٢، ومعاني الزجاج: ٤/ ٣٨٧، وتفسير البغوي: ٤/ ١١٦.
(٢) هذه قراءة أبي جعفر من القراء العشرة.
النشر: ٣/ ٢٨٩، وإتحاف فضلاء البشر: ٢/ ٤٤٤.
(٣) عن معاني الزجاج: ٤/ ٣٨٨، وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٦٣.
(٤) ذكره الزجاج في معانيه: ٤/ ٣٨٨، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠٧ عن قتادة.
(٥) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠٧ عن ابن جريج، وكذا القرطبي في تفسيره: ١٥/ ٣٦٧ وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٦٢ دون عزو.
(٦) معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٣٨٩، واللسان: ١٢/ ٣٨٧ (عجم). [.....]
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٩٨، والمفردات للراغب: ١٣٦.
(٨) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٩٠، وتفسير الطبري: ٢٥/ ٢، ومعاني الزجاج: ٤/ ٣٩١.
﴿ من محيص ﴾ من محيد.
﴿ فذو دعاء عريض ﴾ كل عرض له طول، فقد تضمن المعنيين١، و لأنه على مجانسة صدر الآية :( أعرض ).
١ قال الماوردي :( و إنما وصف التام و الكثير بالعريض دون الطويل، لأن العرض يجمع طولا وعرضا فكان أعم ) تفسير الماوردي ج٥ ص١٨٩..
ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ: يشهد أن لك شريكا «١»، أو شهيد لهم «٢».
ذو دعاء عريض «٣» : كلّ عرض له طول، فقد تضمّن المعنيين، ولأنه [٨٦/ ب] على مجانسة صدر/ الآية أَعْرَضَ «٤».
٥٣ وَفِي أَنْفُسِهِمْ: بالأمراض والأسقام «٥».
وفِي الْآفاقِ: بالصّواعق «٦»، وقيل «٧» : في ظهور مثل الكواكب ذوات الذوائب.
وقيل «٨» : فِي الْآفاقِ: بفتح أقطار الأرض، وَفِي أَنْفُسِهِمْ بفتح مكة.
ومن سورة حم. عسق
٣ كَذلِكَ يُوحِي: كالوحي المتقدم يوحي إليك.
٥ يَتَفَطَّرْنَ: أي: تكاد القيامة تقوم والعذاب يحضر.
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٢٥/ ١، ٢) عن السدي، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٦٥ عن مقاتل.
(٢) هذا معنى قول الفراء في معانيه: ٣/ ٢٠، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٣٩٠، وانظر زاد المسير: ٧/ ٢٦٥، وتفسير الفخر الرازي: ٢٧/ ١٣٨.
(٣) من قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ [آية: ٥١].
(٤) ينظر تفسير الماوردي: ٣/ ٥٠٩، والمحرر الوجيز: ١٤/ ١٩٩.
(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٣/ ٥١٠ عن ابن جريج، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢٦٧، وذكره القرطبي في تفسيره: ١٥/ ٣٧٤ دون عزو.
(٦) ينظر المصادر السابقة.
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠٩، والفخر الرازي في تفسيره: ٢٧/ ١٢٩ دون عزو.
ونقله البغوي في تفسيره: ٤/ ١١٩، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٤/ ١٩٩ عن عطاء، وابن زيد.
(٨) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٥٠٩ عن السدي، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير:
٧/ ٢٦٧ إلى السدي، ومجاهد، والحسن.
وانظر تفسير البغوي: ٤/ ١١٨، وتفسير الفخر الرازي: ٢٧/ ١٣٩.
Icon