تفسير سورة القلم

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة القلم من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة القلم
قوله تعالى (ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون)
انظر بداية سورة البقرة في الحروف المقطعة.
قال الترمذي: حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا عبد الواحد بن سليم. قال: قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح فقلت له: يا أبا محمد إن أناسا عندنا يقولون في القدر، فقال عطاء: لقيت الوليد بن عبادة بن الصامت قال: حدثني أبي قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد.
وفي الحديث قصة.. قال: هذا حديث حسن غريب. وفيه عن ابن عباس.
(السنن ٥/٤٢٤- ك تفسير القرآن ح ٣٣١٩)، وأخرجه الطبري (التفسير ٢٩/١٦) من طريق عباد بن العوام، عن عبد الواحد بن سليم به، وأحمد (المسند ٥/٣١٧) من طريق أيوب بن زياد، عن عبادة في الوليد بن عبادة، عن أبيه به، وأبو داود (السنن ٤/٢٢٥ ح ٤٧٠٠) من طريق أبي حفصة عن عبادة، وعند هؤلاء الثلاثة زيادة ليست عند الترمذي، قال الألباني: صحيح (صحيح الترمذي ح ٢٦٤٥). وصحح كذلك طريق أبي داود (صحيح أبي داود ح ٣٩٣٣)، وصححه الحافظ ابن حجر (انظر كشف الخفاء ١/٢٦٣).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، في قوله (ن والقلم وما يسطرون) يقسم الله بما يشاء.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وما يسطرون) يقول: يكتبون.
قوله تعالى (وإن لك لأجرا غير ممنون)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (غير ممنون) قال: غير محسوب.
انظر سورة هود آية (١٠٨).
قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم)
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل سمع سلام بن مسكين قال: سمعت ثابتاً يقول: حدثنا أنس - رضي الله عنه - قال: خدمت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عشر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لم صنعت؟ ولا: ألا صنعت؟.
(الصحيح ١٠/٤٧١ ح ٦٠٣٨- ك الأدب، ب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل)، وأخرجه مسلم (الصحيح ٤/١٨٠٤ ح ٢٣٠٩- ك الفضائل، ب كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أحسن الناس خلقا).
قال أحمد: ثنا سعيد بن منصور قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنما بعثتُ لأتمم صالح الأخلاق".
(المسند ٢/٣٨١)، وأخرجه الحاكم (المستدرك ٢/٦١٣- ك التاريخ) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن عبد العزيز بن محمد به، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقال ابن عبد البر: حديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره. وقال الألباني: صحيح (السلسلة الصحيحة ح ٤٥).
وانظر حديث مسلم عن عائشة عندما سئلت عن خلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: فإن خلق نبي الله.... كان القرآن. ا. هـ.
وهو جزء من حديث طويل يأتي عند بداية سورة المزمل.
قال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة عن زرارة بن أوفى، عن سعد ابن هشام بن عامر في قول الله عز وجل: (وإنك لعلى خلق عظيم) قال سألت عائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقالت: أتقرأ القرآن؟ فقلت: نعم. فقالت: إن خلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - القرآن.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(المستدرك ٢/٤٩٩- ك التفسير وصححه الذهبي) ويشهد له ما قبله حديث مسلم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (وإنك لعلى خلق عظيم) يقول: دين عظيم.
قوله تعالى (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون)
قال ابن كثير: أي: فستعلم يا محمد وسيعلم مخلفوك ومكذبوك من المفتون الضال منك ومنهم، وهذه كقوله تعالى (سيعلمون غدا من الكذاب الأشر) وكقوله (وإنا أو أياكم لعلى هدى أوفي ضلال مبين).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (بأيكم المفتون) قال: الشيطان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون) يقول: بأيكم أولى بالشيطان.
قوله تعالى (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (لو تدهن فيدهنون) يقول: لو ترخص لهم فيرخصون.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (ودوا لو تدهن فيدهنون) قال: لو تركن إلى آلهتهم، وتترك ما أنت عليه من الحق فيمالئونك.
قوله تعالى (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (حلاف مهين) قال: ضعيف.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (ولا تطع كل حلاف مهين) وهو المكثار في الشر.
قوله تعالى (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) قال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام قال: كنا مع حذيفة فقيل له: إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان. فقال حذيفة: سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "لا يدخلُ الجنة قتات".
(الصحيح ١٠/٤٨٧- ك الأدب، ب ما يكره من النميمة ح ٦٠٥٦).
وانظر حديث ابن عباس عند قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا) الحجرات الآية (١٢).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (هماز) يأكل لحوم المسلمين (مشاء بنميم) ينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله (معتد) في عمله (أثيم) بربه.
قال البخاري: حدثنا محمود، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما (عتل بعد ذلك زنيم) قال: "رجل من قريش له زنمة مثل زنمة الشاة".
الزنمة: شيء يقطع من أذان الشاة ويترك معلقا بها، النهاية لابن الأثير ٢/٣١٦.
(الصحيح ٨/٥٣٠- ك التفسير- سورة القلم- (الآية) ح ٤٩١٧).
وقال البخاري: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبرّه. ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر".
(الصحيح ٨/٥٣٠- ك التفسير- سورة القلم- (الآية) ح ٤٩١٨).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (عتل) قال: هو الفاحش اللئيم الضريبة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (عتل) قال: شديد الأشر.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: (زنيم) قال: ظلوم.
قوله تعالى (أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم)
قال ابن كثير: يقول تعالى: هذا مقابلة ما أنعم الله عليه من المال والبنين، كفر بآيات الله وأعرض عنها وزعم أنها كذب مأخوذ من أساطير الأولين، كقوله (ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا أنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن
هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر) قال الله تعالى (سأصليه سقر) وقال تعالى ها هنا (سنسمه على الخرطوم).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (سنسمه على الخرطوم) شين لا يفارقه آخر ما عليه.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة (سنسمه على الخرطوم) قال: سنسم على أنفه.
قوله تعالى (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (١٧) وَلا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (٢١) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (٢٢) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (٢٣) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله (ليصرمنها مصبحين) قال: كانت الجنة لشيخ، وكان يتصدق، وكان بنوه ينهونه عن الصدقة، وكان يمسك قوت سنته، وينفق ويتصدق بالفضل فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: (لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون) يقول: يسرون (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين)
وانظر سورة البقرة آية (٢٠٥) لبيان (الحرث).
قوله تعالى (وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (وغدوا على حرد قادرين) قال: ذوي قدرة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (على حرد) قال: على أمر مجمع.
وعزاه الحافظ ابن حجر إلى سعيد بن منصور بسند صحيح عن عكرمة (الفتح ٨/٦٦١).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فلما رأوها قالوا إنا لضالون) أي أضللنا الطريق (بل نحن محرومون) بل جوزينا فحرمنا.
قوله تعالى (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (قال أوسطهم) يقول: أعدلهم.
قوله تعالى (كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال الله: (كذلك العذاب) أي: عقوبة الدنيا (ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون).
قوله تعالى (سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله (سلهم أيهم بذلك زعيم) يقول: أيهم بذلك كفيل.
قوله تعالى (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (٤٢) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) قال البخاري: حدثنا آدم، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: يكشف الله ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحداً".
(الصحيح ٨/٥٣١- ك التفسير- سورة القلم- (الآية) (ح ٤٩١٩).
وانظر حديث مسلم الطويل في خروج الدجال المتقدم في سورة الصافات آية (٢٤).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (يوم يكشف عن ساق) هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
وصححه الحافظ ابن حجر (الفتح ١٣/٤٢٨).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون) قال: هم الكفار كانوا يدعون في الدنيا وهم آمنون، فاليوم يدعون وهم خائفون، ثم أخبر الله سبحانه أنه حال بين أهل الشرك وبين أهل طاعته في الدنيا والآخرة، فأما في الدنيا فإنه قال:
(ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) وأما في الآخرة فإنه قال: (فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم).
وانظر سورة الشورى آية (٤٥).
قوله تعالى (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) انظر سورة الأعراف آية (١٨٢).
قال ابن كثير: ثم قال تعالى (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث) يعني القرآن وهذا تهديد شديد، أي: دعني وإياه مني ومنه أنا أعلم به كيف أستدرجه، وأمده في غيه وانظر، ثم آخذه أخذ عزيز مقتدر. ولهذا قال: (سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) أي: وهم لا يشعرون، بل يعتقدون أن ذلك من الله كرامة، وهو في نفس الأمر إهانة، كما قال (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون).
قوله تعالى (وأملي لهم إن كيدي متين)
انظر سورة الأعراف آية (١٨٣) وانظر سورة هود الآية (١٠٢) وفيها حديث أبي موسى في صحيح مسلم.
قوله تعالى (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون) انظر سورة الطور آية (٤٠-٤١).
قوله تعالى "فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم)
قال ابن كثير: يقول تعالى (فاصبر) يا محمد على أذى قومك لك وتكذيبهم، فإن الله سيحكم لك عليهم، ويجعل العاقبة لك ولأتباعك في الدنيا والآخرة (ولا تكن كصاحب الحوت) يعني: ذا النون، وهو يونس بن متى عليه السلام، حين ذهب مغاضبا على قومه، فكان من أمره ما كان من ركوبه في البحر والتقام الحوت له، وشرود الحوت في البحر وظلمات غمرات اليم، وسماعه تسبيح البحر بما فيه للعلي القدير، الذي لا يرد ما أنفذه من التقدير، فحينئذ نادى في الظلمات (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
قال الله (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) وقال تعالى: (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (إذ نادى وهو مكظوم) يقول: مغموم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم) يقول: لا تعجل كما عجل، ولا تغضب كما غضب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: (وهو مذموم) يقول: وهو مليم.
قوله تعالى (فاجتباه ربه فجعله من الصالحين)
قال البخاري: حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى" ونسبه إلى أبيه.
(الصحيح ٦/٥١٩ ح ٣٤١٣- ك أحاديث الأنبياء، ب قول الله تعالى (وإن يونس لمن المرسلين... )).
وانظر سورة الصافات آية (١٣٩-١٤٧).
قوله تعالى (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)
قال مسلم: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وحجاج بن الشاعر وأحمد ابن خراش (قال عبد الله: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) مسلم بن إبراهيم.
قال: حدثنا وُهيب عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "العين حق. ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا".
(الصحيح ٤/١٧١٩ ك اللام، ب الطب والمرض والرقي ح ٢١٨٨).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (ليزلقونك بأبصارهم) يقول: لينفذونك بأبصارهم.
قوله تعالى (وما هو إلا ذكر للعالمين)
انظر سورة ص آية (٨٧).
Icon