تفسير سورة سورة آل عمران من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
المحكمات المبينات المتقنات وقيل هي ما لم ينسخ والمتشابهات المنسوخه قيل المحكم ما لم يحتمل من التاويل الا وجها واحدا والمتشابه ما احتمل وجوها والزيغ الشكفيتبعون ما تشابه منه قال ابن عباس يحيلون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم ويلبسون قال السدي يقولون ما بال هذه الايه عمل بها كذا وكذا ثم نسختقال الزجاج والفتنه افساد ذات البيت فاما التاويل فالعاقبه المنتظرهوالراسخون مستانف
قوله تعالى كداب ال فرعون أي كعادتهم يقول كفر اليهود ككفر من قبلهم
قوله تعالى في فئتين يم بدر وفي الفئة الرائيه قولان احدهما المؤمنون والاخر المشركونويؤيد بمعنى يقويوالابصار البصائر
والقناطير جمع قنطار والقنطار الف ومئتا اوقيه في قول معاذ بن جبل وقال ابن العباس الف دينار او اثنا عشر الف درهموالمقنطرة المضاعفة قال ابن عباس القناطير ثلاثة والمقنطرة تسعةوالمسمومة الراعيةوالماب المرجع
قوله تعالى شهد الله اى قضى وحكم وقيل بين
قوله تعالى وتخرج الحي من الميت وهو الانسان من النطفه والفرخ من البيضة والبيضه من الطائر والمؤمن من الكافر وعكسهقوله بغير حساب أي بغير تقتير
قوله الا ان تتقوا منهم تقاة قال مجاهد الا مصانعة في الدنيا قال ابو العالية التقاة باللسان لا بالعمل
قوله تعالى وليس الذكر كالانثى أي ليس تصلح الانثى لما يصلح له الذكر
قوله تعالى حسن قال الزجاج تقبلها بتقبل ولكن قبول محمول على قبلها قبولاوالمحراب الموضع العالي الشريف
مصدقا بكلمة من الله يعني بعيسى وسمي كلمة لانه كان بالكلمه وهي كن والسيد الحليم والمحصور فعول بمعنى مفعول كانه محصور عن النساء
والعقار من لا يولد له وانما طلب الاية على وجود الحمل ليبادر بالشكر وليتعجل السرور فاعتقل لسانه من خطاب الناس ولم يحبس عن الذكر
والرمز بالشفتين والحاجبين والعينينوسبح بمعنى صل
قوله تعالى وطهرك أي من الفاحشة والاثم
والانباء الاخباروالاقلام التي يكتب بها وقيل القداح والمعنى لينظروا ايهم تجب له كفاله مريم
وقد بينا انفا معنى تسمية عيسى بالكلمة وسمي المسيح لانه كان لا يسمح بيده ذا عاهة الا برئوالوجيه ذو الجاه
والكهل الرجل وقد وخطه الشيب وهذا اخرج محرج البشارة بطول عمره
وانما قالت رب انى يكون لي ولد تعجبا لا شكاوالمس الجماع
والكتاب كتب النبيين وعلمهم وقيل الكتاب والحكمة الفقه
ورسولا أي ونجعله رسولاواخلق بمعنى اصور واقدر فصنع الخفاش باقتراحهم وهو اعجب طائروالاكمه الذي يولد اعمى
احس بمعنى علموالى بمعنى معوالحواريون اصفياء عيسى
والشاهدون الذين شهدوا للانبياء بالتصديق
قوله ومكروا وذلك ان اليهود ارادوا قتل عيسى فالقى الله شبهه على رجل منهم فقتلوه
ومتوفيك بمعنى رافعك الى السماء وقيل في الايه تقديم وتاخيرومطهرك من الذين كفروا وذلك برفعهمن بين اظهرهم والذين كفروا هم اليهود
وعذابهم في الدنيا بالسيف والجزيه
والذكر الحكيم القران ومعناه ذو الحكمه في تاليفه وابانة الفوائد منه
انفسنا وانفسكم قال ابن قتيبه اراد الاخوانوالابتهال التداعي باللعن
قوله تعالى الى كلمة وهي كلمة لااله الا الله والسواء العدلقوله تعالى اربابا من دون الله أي كما قالت النصارى في المسيح
قوله لم تحاجون في ابراهيم وذلك لقول اليهود كان يهوديا وقول النصارى كان نصرانيا
قوله تعالى وانتم تشهدون ان بعث محمد صلى الله عليه وسلم في كتابكم
وتلبسون بمعنى تخلطون اقراركم ببعض امر النبي صلى الله عليه وسلم بالباطل وهو كتمان امره و الحق الاسلام
لعلهم يرجعون أي اذا راوكم قد رجعتم عن دينه شكوا في دينهم وقالو هم اعلم منا
ولا تؤمنوا أي فلا تصدقواان يؤتي احد مثل ما اتيتم الا من تبع دينكموقوله تعالى قل ان الهدى هدى الله كلام معترض بين كلامينوقوله تعالى او يحاجوكم المعنى فلا تؤمنو انهم يحاجوكم لانهم لا حجة لهم
قوله تعالى الا ما دمت عليه قائما أي مواظبا بالاقتضاء لهوقوله تعالى ليس علينا في الاميين سبيل قال السدي كانوا يقولون احل الله لنا اموال العرب
وقوله تعالى بلى رد لقولهم ليس علينا في الاميين سبيل
قوله يلوون السنتهم أي يقلبونها بالتحريف والزياده
والربانيون الفقهاء المعلمون
قوله تعالى لما اتيتكم أي مهما اتيتكموالاصر العهد
واسرائيل يعقوب وهو الذي حرم على نفسه لحوم الابل والبانها قوله تعالى فاتلوها أي هل تجدون فيها تحريم ذالك
قوله تعالى تبغونها يعني السبيل أي تبغون لها عوجا أي زيغا وتحريفا
قوله تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير قال الزجاج المعنى لتكونوا كلكم امة تدعون الى الخير ولكن من هنا تدخل لتخص المخاطبين من سائر الاجناس
قوله تعالى كنتم خير امة أي انتم خير امة
قوله تعالى لن يضروكم الا اذى لن ينالكم منهم سوى الاذى بالسان ووعدهم النصر عليهم بباقي الايه
وثقفوا ادركوا واخذواالا بحبل من الله المعنى هم الاذلاء الا انهم يعتصمون بالعهد اذا اعطوه
قوله امة قائمه أي ثابته على امر اللهواناء اليل ساعاته
والنجوى ما دبره قوم طعمة في تبرئة صاحبهم والاستثناء ليس من الجنس ومعناها لكن من ارم بصدقة ففي نجواه خير
والبطانه الدخلاء الذي يستبطنونمن دونكم أي من غير المسلمينقوله تعالى لا يالونكم أي لا يبقون غايه في القائكم فيما يضركموالخبال الشرودوا ما عنتم أي ودوا عنتكم وهو ما نزل بكم من مكروه
تحبونهم أي تميلون اليهم بالطبع وذلك لما كان بينهم من الحلف والقرابه
قوله تعالى واذ غدوت وذلك يوم احد وقيل يوم الاحزاب وقيل يوم بدر
والطائفتان بنو سلمه وبنو حارثهوتفشلا يعني تجنبا
وانتم اذلة أي لقلت العدد والعدد
قوله تعالى فورهم أي من وجههم وسفرهممسومين أي معلمين بعلامة الحرب
وما جعله الله يعني المددليقطع طرفا أي ليقتل فرقة منهم
قوله تعالى او يتوب المعنى ليقطع طرفا او يتوب
قوله تعالى والكاظمين الغيظ الكاظم للغيظ الممسك على ما في نفسه منه
قوله تعالى قد خلت من قبلكم سنن أي قد مضى من قبلكم اهل سننفانظروا ما صنعنا بالمكذبين منهم
والقرح الجراحونداولها أي نجعلها للمؤمنين مرة وللكافرين مرةوليعلم الله أي ليرى
والتمحيص الابتلاء والاختبار
ولقد كنتم تمنون الموت وذلك انهم لما علمو ا فضيلة الشهداء ببدر تمنو القتالفقد رايتموه أي رايتم اسبابه وانتم بصراء
قوله تعالى كتابا مؤجلا أي كتب الله ذلك كتابا ذا اجل
وكاين بمعنى وكموالربيون الجما عاة الكثيره
تحسونهم تستاصلونهم بالقتلفشلتم أي جبنتمثم صرفكم عنهم عن المشركين بقتلكم وهزيمتكم ليبتليكم ليختبركم فيبين الصابر من الجازع
قوله تعالى اذ تصعدون أي تبعدون في الهزيمة ولا تلوون تعرجون على احدفاثابكم أي جازاكم غما بغم أي مع غم وقيل على غم وقيل بعد غم والغم الاول ما فاتهم من الغنيمة واصابهم من القتل والثاني حين سمعوا ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتللكيلا تحزنوا على ما فاتكم المعنى عفا عنكم لكيلا تحزنوا لان عفوه يذهب كل غم
والامنة الامن والنعاس بدل من الامنة والمعنى امنكم حين نمتميغشى طائفة منكم وهم المؤمنون وطائفة قد اهمتهم انفسهم أي اهمهم خلاصها وهم المنافقون يظنون ان الله لا ينصر محمدايقولون هل لنا من الامر يعني يعنون النصر وهذا استفهام جحد أي ما لنا منه شيءول يبتلي الله ما في صدوركم أي يختبره باعمالكم فيعلمه شهادة كما يعلمه غيبا وليمحص ما في قلوبكم أي ليطهرها من الشك بما يريكم من عجائب صنعه في الامنة واظهار سرائر المنافقينوهذا خاص للمؤمنين هذا قول قتادة وقال غيره اراد بالتمحيص ابانة ما في القلوب من الاعتقاد فهو خطاب للمنافقين
قوله تعالى يوم التقى الجمعان يعني يوم احد ببعض ما كسبوا من الذنوب
قوله ضربوا في الارض أي سافروا و غزى يعني جمع غاز وفي الكلام محذوف تقديره ضربوا في الارض فماتوا او غزوا فقتلواليجعل الله ذلك أي ما ظنوا من انهم لو كانوا عندهم سلموا
فبما رحمة من الله لنت لهم ما صلة والفظ الغليظ الجائروانفضوا يعني تفرقواوشاورهم أي استخرج اراءهم
وما كان لنبي ان يغل قال ابن عباس طلب قوم من الاشراف من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخصهم بشيء من الغنائم فنزلت هذه الاية
قوله تعالى درجات يعني الذين اتبعوا رضوان الله والذين باءوا بسخط من الله
قوله تعالى من انفسهم أي من جماعتهم وقيل من نسبهم
قوله تعالى او لما اصابتكم مصيبة يعني ما اصابهم يوم احد قد اصبتم مثليها يوم بدر قلتم انى هذا أي من اصابنا هذا ونحن مسلمون قل هو من عند انفسكم أي لمخالفتكم الرسول
قوله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان يعني يوم احد
قوله تعالى او ادفعوا أي عن انفسكم وحريمكمقالوا لو نعلم أي لو نعلم انه يجري اليوم قتال لاتبعناكمهم للكفر أي الى الكفر اقرب منهم الى الايمانوانما قال يومئذ لانهم لم يظهروا مثل ما اظهروا يومئذالذين قالوا لاخوانهم أي عن اخوانهم في النسب وقعودهم عن الجهادفادرءوا أي فادفعواان كنتم صادقين ان الحذر ينفع من القدر
قوله تعالى بل احياء حياة الشهداء معلومة بالنقل فانه قد صح في الحديث ان ارواحهم في حواصل طير تاكل من ثمار الجنة وتشرب من انهارها وهذا تمييز لهم عن غيرهم من الموتى وجاء في الحديث ان الله تعالى اعلم الشهداء اني قد اخبرت نبيكم بامركم فاستبشروا وعلموا ان اخوانهم سيحرصون على الشهادة فهم يستبشرون لاخوانهم لانهم ان قتلوا لم يكن عليهم خوف ولا حزن
قوله تعالى استجابوا أي اجابواوقد سبق معنى القرح وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس بعد احد الى لحاق عدوهم فانتدبوا فلقيهم قوم فخوفوهم من ابي سفيان واصحابه وقيل انما كان نعيم بن مسعود وحده فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وساروا وسبقهم المشركون فدخلوا مكة فعادوا بالاجر والنصر
قوله تعالى انما ذلكم الشيطان أي ذلكم التخويف كان فعل الشيطان سوله للمخوفين يخوف اولياءه أي يخوفكم من اوليائه
قوله تعالى حتى يميز الخبيث أي يخلص والطيب من المؤمن وفي الخبيث قولان احدهما انه الكافر والثاني انه المنافق فعلى الاول يميز بينهما بالقتال والهجرة وعلى الثاني الجهاد وكان كفار قريش قد قالوا اخبرنا بمن يؤمن ومن لا يؤمن فنزلت قوله تعالى وما كان الله ليطلعكم على الغيب و يجتبي بمعنى يختار
قوله تعالى يبخلون بما اتاهم الله من فضله يعني الذين لا يؤدون الزكاةوقوله تعالى هو خيرا لهم اشارة الى البخل وهو مدلول عليه ب يبخلون وصح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الا مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه ثم قرا هذه الايةقوله تعالى ولله ميراث السموات والارض أي يموت الكل ويبقى رب العالمين
قوله تعالى ان الله فقير هذا قول اليهود
وانما طلبوا قربانا تاكله النار لانه كان من سنن الانبياء المتقدمين وكان نزول النار علامة القبول
والزبر جمع زبور وهو كل كتاب ذي حكمةوالكتاب المبين يعني به الكتب النيرة بالبراهين
قوله تعالى من عزم الامور أي ما يعزم عليه لظهور رشده
قوله تعالى ليبيننه يعني الكتاب من ضرورة تبيينهم ما فيه اظهار صفة محمد عليه السلام والكتاب اسم جنسقوله تعالى يفرحون بما اتوا قال سعيد بن جبير هم اليهود قالوا نحن على دين ابراهيم وكتموا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الايةوالمفازة المناجاة
قوله تعالى فقد اخزيته قال الزجاج اخزيت فلانا أي الزمته الحجة اذللته معها
قوله تعالى مناديا يعني النبي صلى الله عليه وسلم وقيل القران للايمان أي الى الايمان
قوله تعالى على رسلك أي على السنتهم
فاستجاب بمعنى اجاب بان قال انى لا اضيعقوله تعالى من ذكر أي ذكرا كان او انثىبعضكم من بعض أي حكمكم في الثواب واحد لان الذكور من الاناث والاناث من الذكور
قوله تعالى لا يغرنك قال مقاتل نزلت في مشركي العرب كانوا في رخاء فقال بعض المؤمنين قد اهلكنا الجهد واعداء الله فيما ترون فنزلت هذه الاية وقيل الخطاب له والمراد لغيره والمراد بتقلبهم تصرفهم في التجارات
والنزل ما يهيا للنزيل وهو الضيف
قوله تعالى وصابروا يعني العدو ورابطوا في الجهاد وقيل اريد به المرابطة على الصلاة