تفسير سورة سورة النحل من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
أتى قرب أمر الله وهو الساعه
فيها دفء وهو ما استدفى ء به من اوبارها
والجمال الزينهتريحون تردونها الى مراحها وهو المكان الذي تأوي فيهوتسرحون ترسلونها بالغداة الى مراعيها وانما قدم الرواح لانها تكون في تلك الحال أجمل لامتلاء ضروعها وامتداد أسمنتها
وعلى الله قصد السبيل تبيين الطريق المستقيم ومنها أي من السبيل لانه لما ذكر السبيل دل على السبل فلذلك قال ومنها جائر أي عادل عن القصد
ومنه شجر أي سقي شجرتسيمون ترعون
سخر البحر ذلله للركوب فيه والغوصطريا وهو السمكحيلة كالدر واللؤلؤ والمرجانوالفلك السفن مواخر أي جواريمن فضله بالركوب للتجاره
رواسي جبالا ثوابت أن أي لئلا تميد أي تتحركوأنهارا المعنى وجعل فيها أنهارا لان ألقى بمعنى جعلتهتدون الى مقاصدكم
وعلامات وهي معالم الطرق بالنهار وبالنجم وهو اسم جنس وقال السدي الثريا وبنات نعش والفرقدان والجدي
أموات وهي معكم يعني الاصنام لا روح فيهاوما يشعرون فيه قولان أحدهما أنه يعني الاصنام لانها تبعث ولها ارواح لتجادل المشركين والثاني أنهم الكفاروأيان بمعنى متى
ليحملوا هذه لام العاقبه وانما حملوا من أوزار الذين يضلونهم لانهم سنوا لهم الضلالمن قبلهم نمرود بنى صرحا فألقى الله راسه في البحر وخر عليهم باقيه وانما قال من فوقهم لينه أنهم كانوا تحته وأتاهم العذاب أي أخذوا من مأمنهم
تشاقون فيهم أي يخالفون المسلمين فيعذبونهمالذين أوتوا العلم الملائكه
ظالمي انفسهم ذكرناهم في النساءفألقوا السلم انقادوا واستسلموا
هل ينظرون مذكور في الانعامكذلك أي مثل ذلك فعل الذين من قبلهم أي كذبوا
لو شاؤ الله ما عبدنا لما نزل قوله تعالى وما تشاءون الا أن يشاء الله قالوا هذه العبارة استهزاء
الطاغوت الشيطانوحقت وجبت في سابق علم الله
ليبين لهم المعنى بلى يبعثهم ليبين لهم بالبعثالذين يختلفون فيه هم والمؤمنون كاذبين فيما اقسموا عليه من نفي البعثفي الله أي في طلب رضاه
لنبوءنهم أي لننزلنهم المدينه والمعنى للننزلهم بلدة حسنة
وأهل الذكر أهل التوراة والانجيل
بالبينات المعنى وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر الا رجالا والزبر الكتب والذكر القران
على تخوف أي على تنقص قال الزجاج ننقص اموالهم وثمارهم حتى نهلكهم
تتفيؤ أي تدور وترجع بطلوع الشمس عليهاوالداخر الصاغر
وسجود ما لا يعقل تفيؤ ظلاله وبيان الصنعة فيه
تجأرون ترفعون الاصوات بالاستغاثة
ليكفروا اللام لام العاقبهفتمتعوا تهديد
ويجعلون يعني المشركين لما لا يعلمون يعني الاصنام التي لا تعلم وانما قال لا يعلمون لانه اجراها مجرى من يفهم على زعم عابديها
ويجعلون لله البنات يعني خزاعه وكنانة زعموا ان الملائكه بنات الله وما يشتهون يعني البنين والمعنى يتمنون لانفسهم الذكور
مسودا أي متغيرا بالغم والكظيم في يوسف
مثل السوء صفة السوء من احتياجهم للولد وكراهيتهم للاناثولله المثل الاعلى أي الصنعة العليا من تنزهه عن الولد
ما يكرهون أي يحكمون له بالبنات وهم يكرهونهاوالحسنى البنون ويقال الجنةمفرطون معجلون الى النار
سكرا وهو الخمر ثم نسخت ورزقا حسنا كالمر والعنب
واوحى ألهم النحل زنابير العسلويعرشون يجعلونه عريشا
من كل الثمرات ليست على العموم كقوله تدمر كل شيء فاسلكي سبل ربك وهي الطرق التي تطلب فيها الرعيوالذلل جمع ذلول والمعنى اسلكي السبل مذلله لكشراب يعني العسل
أرذل العمر أردؤه وهي حالة الهرم والمعنى أن منكم من يعمر حتى يذهب عقله خرفا قال عكرمة من قرأ القران لم يرد الى ارذل العمر
فضل بعضكم وهم الساده على بعض يعني المماليكفما الذين فضلوا يعني السادة أي ان المولى لا يرد على ما ملكت يمينه من ماله حتى يكون المملوك في المال سواء وهذا مثل والمعنى اذا لم يكن عبيدكم معكم في الملك سواء فكيف تجعلون عبيدي معي سواء
الحفدة الخدم والمعنى هم بنون وهم خدموالباطل الاصنام والنعمة التوحيد
من السموات المطر ومن الارض النباتوشيئا بدل من الرزق والمعنى لا يملكون رزقا قليلا ولا كثيرا
فلا تضربوا لله الامثال أي لا تشبهوه بخلقه
لا يقدر على شيء وهو الكافر لانه لا خير عندهوصاحب الرزق المؤمن لما عنده من خير وقيل انه مثل ضربه الله لنفسه وللاوثان
والبكم الخرس لا يقدرون على شيء من الكلام والكل الثقل على وليه وقرابته وهذا مثل الكافريامر بالعدل المؤمن
واللمح النظر بسرعة والمعنى ان الساعة في سرعة قيامها كلمح العين
الجو الهواء البعيد من الارضما يمسكهن عند قبض الاجنحة وبسطها الا الله ان يقعن
سكنا أي موضعا تسكنون فيهتستخفونها أي يخف عليكم حملها يوم ظعنكم أي اذا سافرتمومن اصوافها يعني الضأن واوبارها يعني الابل واشعارها يعني المعز والاثاث المتاع
والظلال جمع ظل كل شيء له ظلوالاكنان ما يكن من الحر والبرد وهي الغيران والاسرابوالسرابيل القمص وانما خص الحر لانهم كانوا يعانون الحر اكثر من البرد وقيل اراد والبرد فحذف
واكثرهم الكافرون ذكر الاكثر والمراد الجميع
شهيدا وهو نبيهم يشهد لهم وعليهميستعتبون يطلب منهم ان يرجعوا الى الطاعة
هؤلاء شركاؤنا ظنوا ان هذا الاعتذار يدفع عنهم العذاب
فالقوا يعني الاصنام اجابت عابديهاالسلم أي استسلم الكل منقادين لحكم الله
زدناهم عذابا في النار فوق العذاب الذي يعذب به اكثر اهل النار قال ابن مسعود حيات كامثال الفيلة وعقارب كامثال البغال
الاحسان مراقبة الله والفحشاء الزنا والبغي الظلم
نقضت غزلها وهي امراة يقال لها ريطة كانت اذا غزلت تنقضه والقوة الابرام انكاثا أي انقاضا
دخلا أي دغلا ومكراان تكون امة أي لان تكون امة هي اربى من امه أي ازيد عددا قال مجاهد كانوا يحالفون الحلفاء فيجدون اكثر منهم واعز فينقضون حلف الاولين فنهوا عن ذلكيبلوكم الله به الهاء ترجع الى الكثرة وانما لم يقل بها لان تانيثها ليس بحقيقيوالسوء العقوبة
حياة طيبة وهي القناعة وقيل الرزق الحلال
فاذا قرات القران أي فاذا اردت ان تقرا
انما يعلمه بشر كان لبني المغيرة غلام يقرا التوراة فقالوا يتعلم منه محمد صلى الله عليه وسلم
من شرح بالكفر أي من اتاه باختيار
وان الله أي بان الله لم يرد هدايتهم
من بعد ما فتنوا نزلت فيمن كان يفتن بمكة من الصحابة وقرا ابن عامر فتنوا بفتح الفاء والمعنى فتنوا الناس عن دين الله يشير الى من اسلم من المشركين من بعدها يعني الفتنة
فكلوا يعني المؤمنين وقيل المشركين
لما تصف السنتكم اللام في لما بمعنا من اجل والمعنى لا تقولوا هذه الميتة حلال وهذه البحيرة حرام من اجل كذبكم واقدامكم على التخرص لما لا اصل له
ما قصصنا عليك يعني ما ذكر في الانعام وهو قوله كل ذي ظفر وما ظلمنا هم با لتحريم ولكن ظلموا انفسهم بالمعاصي
كان أمة قاننا اماما في الدنيا
جعل السبت أي فرض تعظيمه وتحريمه وهاء فيه ترجع الى السبت وذلك ان موسى قال تفرغوا في الاسبوع يوما لله فاعبدوه في يوم الجمعه فقالوا الا يوم السبت فجعل عليهم وشدد عليهم فيه قال ابن قتيبه نسخ السبت بعيسى عليه السلام
سبيل ربك يعني الاسلاموالحكمه القرانوجادلهم يعني اهل الكتاب بالتي هي احسن أي غير فظ عليهم وهذا منسوخ باية السيف
وان عاقبتم لما قال صلى الله عليه وسلم في حمزه مثلن بسبعين منهم نزلت الايه المعنى ان مثلتم فمثلوا بالاموات منهم
ولا تحزن عليهم ان لم يؤمنواومكرهم عملهم