تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
.
لمؤلفه
الكَازَرُوني
.
المتوفي سنة 923 هـ
ﰡ
ﭑﭒﭓ
ﰀ
ﭕﭖﭗﭘﭙ
ﰁ
ﭛﭜﭝﭞﭟ
ﰂ
ﭡﭢﭣﭤ
ﰃ
ﭦﭧﭨﭩ
ﰄ
ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ
ﰅ
ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ
ﰆ
ﭾﭿﮀﮁﮂ
ﰇ
ﮄﮅﮆﮇﮈ
ﰈ
ﮊﮋﮌ
ﰉ
ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ
ﰊ
ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﰋ
ﮝﮞﮟﮠﮡﮢ
ﰌ
ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﰍ
ﯜﯝﯞﯟﯠ
ﰎ
ﯢﯣﯤﯥﯦ
ﰏ
ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ
ﰐ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ
ﰑ
ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ
ﰒ
ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ
ﰓ
ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ
ﰔ
ﮉﮊﮋﮌ
ﰕ
ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞ
ﰖ
لما أمر بالصلاة والزكاة زالاعْتِصام بالمولى، وَعَدَ الفاعلين له الفلاح والفِرْدوس الأعلى قال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * قَدْ أَفْلَحَ ﴾: ظفر بالمراد ﴿ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾: خائفون بالقلب، ساكنون بالجوارح فلا يلتفتون يمينا ولا شمالا، وهذا من فروض الصلاة، وأول علم يرفع من الناس ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ ﴾: مالا يعنيهم أو الشرك ﴿ مُّعْرِضُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ ﴾: تقال لإخراجها ولقدرها، والمراد الأول بدليل ﴿ فَاعِلُونَ ﴾: ولإيجابها بالمدينة أو هي تطهير النفس ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾: من الوقوع على أحد ﴿ إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ ﴾: هذا كاحفظ عليَّ عنان فرسي ﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾: سرياتهم، أفهم بها قلة عقلهن ﴿ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ ﴾: طلب ﴿ وَرَآءَ ذٰلِكَ ﴾: المستثنى ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ ﴾: الكاملون في العدوان، فكيف بفاعله، دل على حرمة الاستمناء بيد نفسه ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾: بترك الخيانة والوفاء ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾: يواظبون، أتى بالمضارع لتجدد الداعي ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾: الجامعون لهذه الصفات ﴿ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ ﴾: أحقاء بهذا الاسم ﴿ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ﴾: من الكفار ﴿ ٱلْفِرْدَوْسَ ﴾: أعلى الجنة ﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ ﴾: آدم ﴿ مِن سُلاَلَةٍ ﴾: خلاصة سُلّت من ]بَيْنَ[ الكَدَر ﴿ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ ﴾: نسل السلالةِ ﴿ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ ﴾: مستقر ﴿ مَّكِينٍ ﴾: حصين، هو الرحم ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ ﴾: البيضاء ﴿ عَلَقَةً ﴾: حمراء ﴿ فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً ﴾: قسر مرة ﴿ فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً ﴾: بتصليبها ﴿ فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ﴾: جمع العظام لاختلافها هيئة وصلابة ﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ ﴾: فجعلناه سميعا بصيرا ﴿ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ ﴾: تعالى شأنه ﴿ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ ﴾: في الظاهر لأنه خالق الكل ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ ﴾: الإنشاء ﴿ لَمَيِّتُونَ ﴾: صائرون إلى الموت ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾: للجزاء ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ ﴾: سموات ﴿ طَرَآئِقَ ﴾: طرقا للملائكة والكواكب، أو من مطارقة النَّعْل ﴿ وَمَا كُنَّا عَنِ ﴾: كل ﴿ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ ﴾: بل ندبر أمورهم ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ ﴾: بمقدار تقتضيه الحكمة ﴿ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ ﴾: وإزالته بنحو تنشيفه ﴿ لَقَٰدِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ ﴾: بالماء ﴿ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا ﴾: في الجنات ﴿ فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ ﴾: بها تتفهون رطبا ﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾: يابسا تغذيا ﴿ وَ ﴾: أنشأنا لكم ﴿ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ ﴾: جبل موسى زينونه أحسن إذ هو أول زيتون، نبت ﴿ تَنبُتُ ﴾: ملتبسا ﴿ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ ﴾: إدام يصبغ فيه الخبز أي: يغمس ﴿ لِّلآكِلِيِنَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا ﴾: كما مر ﴿ وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ ﴾: كالصوف وغيره ﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾: بالذبح ﴿ وَعَلَيْهَا ﴾: في البر ﴿ وَعَلَى ٱلْفُلْكِ ﴾: في البحر ﴿ تُحْمَلُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾: وحده ﴿ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عن الشرك
ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﰗ
ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ
ﰘ
ﯧﯨﯩﯪﯫ
ﰙ
ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ
ﰚ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ
ﰛ
ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨ
ﰜ
ﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ
ﰝ
ﭲﭳﭴﭵﭶﭷ
ﰞ
ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ
ﰟ
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ
ﰠ
ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ
ﰡ
ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﰢ
ﯖﯗﯘﯙﯚ
ﰣ
ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ
ﰤ
ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ
ﰥ
ﯴﯵﯶﯷﯸ
ﰦ
ﯺﯻﯼﯽﯾ
ﰧ
ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ
ﰨ
ﰊﰋﰌﰍﰎﰏ
ﰩ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ
ﰪ
ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ
ﰫ
ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ
ﰬ
ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ
ﰭ
ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ
ﰮ
ﮉﮊﮋﮌ
ﰯ
ﮎﮏﮐﮑﮒﮓ
ﰰ
ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ
ﰱ
ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ
ﰲ
ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ
ﰳ
﴿ فَقَالَ ٱلْمَلأُ ﴾: الأشراف ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ ﴾: لعوامهم ﴿ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾: بالرئاسة ﴿ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: رسولا ﴿ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً ﴾: للرسالة ﴿ مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا ﴾: الذي تدعونا إليه ﴿ فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ ﴾: جنون ﴿ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ ﴾: انتظروا ﴿ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾: لعله يفيق ﴿ قَالَ ﴾: نوح بعد يأسه منهم: ﴿ رَبِّ ٱنصُرْنِي ﴾: بإهلاكهم ﴿ بِمَا كَذَّبُونِ ﴾: بإزاء تكذيبهم أو بسببه ﴿ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ ﴾: ملتبسا ﴿ بِأَعْيُنِنَا ﴾: بحفظنا ﴿ وَوَحْيِنَا ﴾: بتعليم صنعته ﴿ فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾: بعذابهم ﴿ وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ ﴾: أدخل ﴿ فِيهَا مِن كُلٍّ ﴾: من الحيوانات المنتفعة ﴿ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ ﴾: كما مر ﴿ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ ﴾: بهلاكه وهو ابنه وزوجته ﴿ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ﴾: إنجاء ﴿ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ ﴾: كما مر ﴿ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ ﴾: استقررت ﴿ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي ﴾: فيها أو منها ﴿ مُنزَلاً ﴾: إنزالا وبالفتح إظهر ﴿ مُّبَارَكاً ﴾: موجبا لمزيد الخير ﴿ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ ﴾: خصه بالأمرين إظهارا لشرفه فإن دعاءه يغني عن دعاء غيره ﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ ﴾: المفعول بهم ﴿ لآيَاتٍ ﴾: لانتقامنا ﴿ وَإِن ﴾: إنه ﴿ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾: مختبرين عبادنا لننظر من يعتبر ﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ﴾: ثمود ﴿ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ ﴾: صالحا ﴿ أَنِ ﴾: بأن ﴿ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عذابه ﴿ وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ ﴾: البعث ﴿ وَأَتْرَفْنَاهُمْ ﴾: نَعَمناهم ﴿ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴾: منه ﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ ﴾: في ترك دينكم ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً ﴾: بلا لحم ﴿ أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ ﴾: من القبر ﴿ هَيْهَاتَ ﴾: بعد ﴿ هَيْهَاتَ ﴾: بعد ﴿ لِمَا تُوعَدُونَ ﴾: اللام للبيان ﴿ إِنْ هِيَ ﴾: لا حياة ﴿ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ ﴾: يموت بعضنا ﴿ وَنَحْيَا ﴾: يُولَدُ بعضنا ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * إِنْ هُوَ ﴾: ما الرسول ﴿ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً ﴾: في وعد العبث ﴿ وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴾: مصدقين ﴿ قَالَ ﴾: يا ﴿ رَبِّ ٱنْصُرْنِي ﴾: بإهلاكهم ﴿ بِمَا كَذَّبُونِ ﴾: كما مر ﴿ قَالَ ﴾: الله ﴿ عَمَّا ﴾: عن زمان ﴿ قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴾: على التكذيب ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ ﴾: فماتوا، كما مر ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾: بالعدل لا ستحقاقهم ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً ﴾: كما يحمله السيل من الأوراق البالية المسودة ﴿ فَبُعْداً ﴾: هلاكا ﴿ لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً ﴾: أمما ﴿ آخَرِينَ ﴾: كبني إسرائيل، كان فيهم الرسل قبل موسى ﴿ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا ﴾: أَجَل إهلاكها ﴿ وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾: بين مرة ﴿ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا ﴾: متواترين واحدا بعد واحد، أصلها: وترى ﴿ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ﴾: أي: أكثرهم ﴿ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً ﴾: في الإهلاك ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ﴾: جمع أُحْدُوْثة ما يتحدث به تلهيا وتعجبا، أو لحديث أى: ما بقى منهم إلا الحكايات ﴿ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا ﴾: التسع ﴿ وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾: حجة واضحة ﴿ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ ﴾: متكبرين ﴿ فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا ﴾: بنو إسرائيل ﴿ لَنَا عَابِدُونَ ﴾: خادومون ﴿ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ ﴾: بالغرق ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ ﴾: التوراة بعد غرقهم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ ﴾: ذاته ﴿ وَأُمَّهُ آيَةً ﴾: دالة على كمال قدرتنا أو كلاهما وهي ولادته بلا فحل ﴿ وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ﴾: مكان مرتفع ﴿ ذَاتِ قَرَارٍ ﴾: مستقر من الأرض ﴿ وَ ﴾: ماء ﴿ مَعِينٍ ﴾: ظاهر جارٍ، هي بيت المقدس، قيل: هو أقرب الأرض من السماء ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ ﴾: خاطب به كل نبي في زمانه ﴿ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾: المستلذات الحلالات لا كالرهبانية ﴿ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً ﴾: فإنه المقصود ﴿ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَ ﴾: اعلموا ﴿ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ ﴾: ملتكم ﴿ أُمَّةً ﴾: ملة ﴿ وَاحِدَةً ﴾: هي الدعوة إلى التوحيد ﴿ وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ ﴾: في مخالفة الكلام
ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡ
ﰴ
ﯣﯤﯥﯦﯧ
ﰵ
ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ
ﰶ
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸ
ﰷ
ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀ
ﰸ
ﰂﰃﰄﰅﰆ
ﰹ
ﰈﰉﰊﰋﰌ
ﰺ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ
ﰻ
ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ
ﰼ
ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ
ﰽ
ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿ
ﰾ
ﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ
ﰿ
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ
ﱀ
ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﱁ
ﮝﮞﮟﮠ
ﱂ
ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ
ﱃ
ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﱄ
ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ
ﱅ
ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ
ﱆ
ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽ
ﱇ
ﯿﰀﰁﰂﰃ
ﱈ
ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌ
ﱉ
﴿ فَتَقَطَّعُوۤاْ ﴾: قطعوا ﴿ أَمْرَهُمْ ﴾: أمر دينهم ﴿ زُبُراً ﴾: قطعا، أي: أديانا مختلفة ﴿ كُلُّ حِزْبٍ ﴾: منهم ﴿ بِمَا لَدَيْهِمْ ﴾: من أمر دينهم ﴿ فَرِحُونَ ﴾: يظنون أنهم محقون ﴿ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ ﴾: جهالتهم ﴿ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾: حين هلاكهم ﴿ أَيَحْسَبُونَ ﴾: أنما ﴿ نُمِدُّهُمْ بِهِ ﴾: مددا لهم ﴿ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ ﴾: لا ﴿ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾: أنه استدراج ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ ﴾: خائفون من عذابه ﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ ﴾: الكونية والشرعية ﴿ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ ﴾: جليا وخفيا ﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ ﴾: أعطوه من الصدقات ﴿ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾: خائفة من عدم قبولها ﴿ أَنَّهُمْ ﴾: لأنهم ﴿ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا ﴾: إليها ﴿ سَابِقُونَ ﴾: أو لأجلها سبقوا الناس ﴿ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾: طاقتها، فسبقهم ليس بشاق ﴿ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ ﴾: صحيفة أعمالهم ﴿ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ ﴾: بالصدق ﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾: بنقص ثوابهم ﴿ بَلْ قُلُوبُهُمْ ﴾: أي: الكفرة ﴿ فِي غَمْرَةٍ ﴾: غفلة ﴿ مِّنْ هَـٰذَا ﴾: الكتاب ﴿ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ ﴾: خبيثة ﴿ مِّن دُونِ ذٰلِكَ ﴾: الذي وضعناهم به كحث جواريهم على الزنا وغيره ﴿ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ ﴾: منعميهم ﴿ بِٱلْعَذَابِ ﴾: كالقحط ﴿ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ﴾: يصرخون بالدعاء إذ جاء أبو سفيان يستغيث إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يرد عليه أن السورة مكية لإمكان إخباره من الغيب، يقال لهم: ﴿ لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي ﴾: القرآن ﴿ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴾: ترجعون قهقري أي: تعرضون ﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ ﴾: بالتكذيب المفهوم من النكوص أو بالبيت الحرام لشهرتهم به حال كونكم ﴿ سَامِراً ﴾: جماعة تتحدثون بالليل بالطعن فيها أو مصدر تسمرون بهم تتحدثون كما مر ﴿ تَهْجُرُونَ ﴾: من الهجر بالفتح: الهذيان، أو الإعراض ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ ﴾: القرآن ليعلموا حقيته ﴿ أَمْ ﴾: بل أ ﴿ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾: من الرسول أو الكتاب ﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ ﴾: بالصدق ونحوه ﴿ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ﴾: جنون ويعرفون انه أعقلهم ﴿ بَلْ ﴾: لا سبب لإعراضهم إلا أنه ﴿ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴾: وأفقلهم لا يؤمنون استكنافا أو بلادة ﴿ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ ﴾: بأن يكون له شركاء ﴿ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ﴾: كَما مَرَّ في الأنبياء ﴿ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ ﴾: بكتاب هو عظمتهم ﴿ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً ﴾: جعلا على التبليغ ﴿ فَخَرَاجُ ﴾: عطاء ﴿ رَبِّكَ خَيْرٌ ﴾: خصة بالخراج لأنه أبلغ ﴿ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ * وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾: يوصلهم إلى الجنة ﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ ﴾: المستقيم ﴿ لَنَاكِبُونَ ﴾: منحرفون
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ
ﱊ
ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﱋ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ
ﱌ
ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ
ﱍ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ
ﱎ
ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ
ﱏ
ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ
ﱐ
ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ
ﱑ
ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ
ﱒ
ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ
ﱓ
ﯛﯜﯝﯞﯟﯠ
ﱔ
ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ
ﱕ
ﯫﯬﯭﯮﯯﯰ
ﱖ
ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ
ﱗ
ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ
ﱘ
ﭑﭒﭓﭔﭕ
ﱙ
ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ
ﱚ
ﭲﭳﭴﭵﭶﭷ
ﱛ
ﭹﭺﭻﭼﭽﭾ
ﱜ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅ
ﱝ
ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ
ﱞ
ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ
ﱟ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ
ﱠ
ﮢﮣﮤﮥﮦ
ﱡ
ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ
ﱢ
ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ
ﱣ
ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ
ﱤ
ﯱﯲﯳﯴﯵﯶ
ﱥ
ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ
ﱦ
ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ
ﱧ
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ
ﱨ
ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ
ﱩ
ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ
ﱪ
ﭫﭬﭭﭮﭯ
ﱫ
ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ
ﱬ
ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ
ﱭ
ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ
ﱮ
ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ
ﱯ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ
ﱰ
ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ
ﱱ
ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ
ﱲ
ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ
ﱳ
ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ
ﱴ
ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ
ﱵ
﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ ﴾: من القحط ونحوه ﴿ لَّلَجُّواْ ﴾: تمادوا ﴿ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾: متحيرين ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ ﴾: بالشدائد ليتضرعوا ﴿ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ ﴾: تواضعوا ﴿ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾: ليس من عادتهم الرغبة إلى الله تعالى ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا ﴾: بهم ﴿ عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾: من الجوع ﴿ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴾: آيسون من كل خير ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ ﴾: لتحسوا آياته ﴿ وَٱلأَفْئِدَةَ ﴾: للتدبر فيها ﴿ قَلِيلاً مَّا ﴾: صلة ﴿ تَشْكُرُونَ ﴾: باستعمالها فيما خلقت له ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ ﴾: خلقكم وثبتكم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾: تجمعون في القيامة بعد تفرقكم ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ﴾: بقدرته ﴿ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ ﴾: لا بالشمس ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: صنعه فتعتبروا ﴿ بَلْ قَالُواْ ﴾: أهل مكة ﴿ مِثْلَ مَا قَالَ ﴾: الكفار ﴿ ٱلأَوَّلُونَ * قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾: كما مر ﴿ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ ﴾: تأخير هذا لأن المقصود بالذكر هو المبعوث ﴿ إِنْ ﴾: ما ﴿ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ * قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: ذلك ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾: لاعترافهم بأنه خالق لكل ﴿ قُلْ ﴾: بعد اعترافهم ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾: أن فاطر الكل قادر على إعادته ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾: بلا لام واضح، ومعها لا تحاد مَن رَبُّهما وَلمنْ هما معنى ﴿ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عبادة غيره ﴿ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾: نهاية ملكه ﴿ وَهُوَ يُجْيِرُ ﴾: يحمي ﴿ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾: يحمى عنه ﴿ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: ذلك ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ ﴾: من أين ﴿ تُسْحَرُونَ ﴾: تخدعون حتى يخيل إليكم أن توحيده باطل؟ ﴿ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ ﴾: من التوحيد وغيره ﴿ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾: بإنكاره ﴿ مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ ﴾: أي: شريك في الألوهية، هذا تفصيل لبرهان مضى في الأنبياء تقريره أن تعدده يستلزم إمكان التخالف بل وقوعكما في الشاهد ويشير إليه: ﴿ وَلَعَلاَ ﴾: إلى آخره، وإمكان التخالف محال لاستلزمه أحد ثلاث محلات: إما إنجاح مرادها وهو ما أشار إليه ﴿ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ ﴾: أي: يستبد بما يريد خلقه ولو خالف الآخر فيلزم اجتماع النقيضين وإما إنجاح أحدهما وعجز الآخر كما يشير إليه ﴿ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: وإما عجزهما، فلا يكون الإله إلها وأشار إلى بطلانه: ﴿ سُبْحَانَ ﴾: تنزيه ﴿ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾: مما لا يليق به ﴿ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ﴾: دليل آخر على توحيده لتوافقهم بتفرده به، ولذا قال: ﴿ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ * قُل رَّبِّ إِمَّا ﴾: ما صلة ﴿ تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴾: من العذاب، أي: إن كان لابد منه ﴿ رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: أي: قرينهم في العذاب، فإن شؤم الظالم قد ما يسرى إلى غيره ﴿ وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ ﴾: من العذاب ﴿ لَقَادِرُونَ ﴾: ونؤخره لحكم ﴿ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي ﴾: بالخَصْلة التي ﴿ هِيَ أَحْسَنُ ﴾: الخصال، وهو الصفح ﴿ ٱلسَّيِّئَةَ ﴾: سيئتهم من أذاك، نسخت بالسيف ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾: يصفونك به، فكل أمرهم إلينا ﴿ وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ﴾: وساوس ﴿ ٱلشَّياطِينِ ﴾: وأصلها النزغ كما مر ﴿ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴾: في حال حتى غاية يصفون، أي: لا يزالون على سوء الذكر ﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾: إلى الدنيا، الواو لتكرير ارجعني كما في " قفا " وقيل: للتعظيم ﴿ لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا ﴾: في الإيمان الذي ﴿ تَرَكْتُ ﴾: في الدنيا ﴿ كَلاَّ ﴾: ردع عن طلبه ﴿ إِنَّهَا ﴾: أي: رب ارجعون-إلى آخره ﴿ كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ﴾: ولو ردوا لعادوا... إلى آخره، والكلمة طائفة تنظيم من الكلام ﴿ وَمِن وَرَآئِهِمْ ﴾: أمامهم ﴿ بَرْزَخٌ ﴾: حاجز بينهم وبين الرجوع ﴿ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾: ثانية ﴿ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ ﴾: تنفعهم ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: يَوْمَ يَفِرُّ }: ]عبس: ٣٤[ إلى آخره ﴿ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ ﴾: لا يسأل بعضهم بعضا.
﴿ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ ﴾: ]عبس: ٣٧[ وقوله: ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ ﴾: ]الصافات: ٥٠، القلم: ٣٠[ إلى آخره في موقف أخر، ومفهوم الحديث أن نسبه صلّ الله عليه وسلم وصهره ينفه، وأَوَّل بعض وفاقا للآية ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالحسنات ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالسيئات، بينا في الأعراف ﴿ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ ﴾: بإبطال استعدادها ﴿ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ ﴾: تحرق ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ ﴾: خصت لأنها أشرف الأعضاء ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾: متقلصوا الشفاه، " شفاههم العليا إلى وسط الرأس، وتسترخي السفلى إلى السرة "، يقال لهم تقريعا ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَأَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا ﴾: سوء عاقبتنا ﴿ وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ ﴾: عن الهدى ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا ﴾: إلى التكذيب ﴿ فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ ﴾: الله: ﴿ ٱخْسَئُواْ ﴾: اسكتوا سكوت هوان ﴿ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ ﴾: في رفع العذاب، ثم مالهم إلا زفير وشهيق وعواء ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ * فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً ﴾: هزوا، والياء للمبالغة ﴿ حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي ﴾: لشغلكم بالهزؤ بهم ﴿ وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ ﴾: على أذاكم ﴿ اْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ ﴾: بمطالبهم ﴿ قَالَ ﴾: الله لأهل النار أو للفريقين: ﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: إحْياء ﴿ عَدَدَ سِنِينَ ﴾: تمييز لكم ﴿ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾: نسوا للهول ﴿ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ ﴾: الحفظة ﴿ قَالَ إِن لَّوْ ﴾: ما ﴿ لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: على فرض ﴿ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: مدة لبثكم ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ﴾: عابثين لاعبين ﴿ وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى ٱللَّهُ ﴾: من العبث ﴿ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت ﴿ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ ﴾: الذي ينزل منه رحمته ﴿ وَمَن يَدْعُ ﴾: يعبد ﴿ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾: صفة كاشفة بلا مفهوم ﴿ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾: فيجازيه ﴿ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ * وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ ﴾: المؤمنينَ ﴿ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ ﴾: فتح السورة بفلاح المؤمن وختمها بعدم فلاح الكافر وطلب فلاح المؤمن.
﴿ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ ﴾: ]عبس: ٣٧[ وقوله: ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ ﴾: ]الصافات: ٥٠، القلم: ٣٠[ إلى آخره في موقف أخر، ومفهوم الحديث أن نسبه صلّ الله عليه وسلم وصهره ينفه، وأَوَّل بعض وفاقا للآية ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالحسنات ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالسيئات، بينا في الأعراف ﴿ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ ﴾: بإبطال استعدادها ﴿ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ ﴾: تحرق ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ ﴾: خصت لأنها أشرف الأعضاء ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾: متقلصوا الشفاه، " شفاههم العليا إلى وسط الرأس، وتسترخي السفلى إلى السرة "، يقال لهم تقريعا ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَأَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا ﴾: سوء عاقبتنا ﴿ وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ ﴾: عن الهدى ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا ﴾: إلى التكذيب ﴿ فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ ﴾: الله: ﴿ ٱخْسَئُواْ ﴾: اسكتوا سكوت هوان ﴿ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ ﴾: في رفع العذاب، ثم مالهم إلا زفير وشهيق وعواء ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ * فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً ﴾: هزوا، والياء للمبالغة ﴿ حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي ﴾: لشغلكم بالهزؤ بهم ﴿ وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ ﴾: على أذاكم ﴿ اْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ ﴾: بمطالبهم ﴿ قَالَ ﴾: الله لأهل النار أو للفريقين: ﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: إحْياء ﴿ عَدَدَ سِنِينَ ﴾: تمييز لكم ﴿ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾: نسوا للهول ﴿ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ ﴾: الحفظة ﴿ قَالَ إِن لَّوْ ﴾: ما ﴿ لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: على فرض ﴿ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: مدة لبثكم ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ﴾: عابثين لاعبين ﴿ وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى ٱللَّهُ ﴾: من العبث ﴿ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت ﴿ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ ﴾: الذي ينزل منه رحمته ﴿ وَمَن يَدْعُ ﴾: يعبد ﴿ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾: صفة كاشفة بلا مفهوم ﴿ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾: فيجازيه ﴿ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ * وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ ﴾: المؤمنينَ ﴿ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ ﴾: فتح السورة بفلاح المؤمن وختمها بعدم فلاح الكافر وطلب فلاح المؤمن.