تفسير سورة المؤمنون

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

لما أمر بالصلاة والزكاة زالاعْتِصام بالمولى، وَعَدَ الفاعلين له الفلاح والفِرْدوس الأعلى قال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * قَدْ أَفْلَحَ ﴾: ظفر بالمراد ﴿ ٱلْمُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾: خائفون بالقلب، ساكنون بالجوارح فلا يلتفتون يمينا ولا شمالا، وهذا من فروض الصلاة، وأول علم يرفع من الناس ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ ﴾: مالا يعنيهم أو الشرك ﴿ مُّعْرِضُونَ * وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ ﴾: تقال لإخراجها ولقدرها، والمراد الأول بدليل ﴿ فَاعِلُونَ ﴾: ولإيجابها بالمدينة أو هي تطهير النفس ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾: من الوقوع على أحد ﴿ إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ ﴾: هذا كاحفظ عليَّ عنان فرسي ﴿ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾: سرياتهم، أفهم بها قلة عقلهن ﴿ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ ﴾: طلب ﴿ وَرَآءَ ذٰلِكَ ﴾: المستثنى ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ ﴾: الكاملون في العدوان، فكيف بفاعله، دل على حرمة الاستمناء بيد نفسه ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾: بترك الخيانة والوفاء ﴿ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾: يواظبون، أتى بالمضارع لتجدد الداعي ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾: الجامعون لهذه الصفات ﴿ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ ﴾: أحقاء بهذا الاسم ﴿ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ﴾: من الكفار ﴿ ٱلْفِرْدَوْسَ ﴾: أعلى الجنة ﴿ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ ﴾: آدم ﴿ مِن سُلاَلَةٍ ﴾: خلاصة سُلّت من ]بَيْنَ[ الكَدَر ﴿ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ ﴾: نسل السلالةِ ﴿ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ ﴾: مستقر ﴿ مَّكِينٍ ﴾: حصين، هو الرحم ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ ﴾: البيضاء ﴿ عَلَقَةً ﴾: حمراء ﴿ فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً ﴾: قسر مرة ﴿ فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً ﴾: بتصليبها ﴿ فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ﴾: جمع العظام لاختلافها هيئة وصلابة ﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ ﴾: فجعلناه سميعا بصيرا ﴿ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ ﴾: تعالى شأنه ﴿ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ ﴾: في الظاهر لأنه خالق الكل ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ ﴾: الإنشاء ﴿ لَمَيِّتُونَ ﴾: صائرون إلى الموت ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ﴾: للجزاء ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ ﴾: سموات ﴿ طَرَآئِقَ ﴾: طرقا للملائكة والكواكب، أو من مطارقة النَّعْل ﴿ وَمَا كُنَّا عَنِ ﴾: كل ﴿ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ ﴾: بل ندبر أمورهم ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ ﴾: بمقدار تقتضيه الحكمة ﴿ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ ﴾: وإزالته بنحو تنشيفه ﴿ لَقَٰدِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ ﴾: بالماء ﴿ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا ﴾: في الجنات ﴿ فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ ﴾: بها تتفهون رطبا ﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾: يابسا تغذيا ﴿ وَ ﴾: أنشأنا لكم ﴿ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ ﴾: جبل موسى زينونه أحسن إذ هو أول زيتون، نبت ﴿ تَنبُتُ ﴾: ملتبسا ﴿ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ ﴾: إدام يصبغ فيه الخبز أي: يغمس ﴿ لِّلآكِلِيِنَ * وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا ﴾: كما مر ﴿ وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ ﴾: كالصوف وغيره ﴿ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾: بالذبح ﴿ وَعَلَيْهَا ﴾: في البر ﴿ وَعَلَى ٱلْفُلْكِ ﴾: في البحر ﴿ تُحْمَلُونَ * وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ ﴾: وحده ﴿ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عن الشرك
﴿ فَقَالَ ٱلْمَلأُ ﴾: الأشراف ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ ﴾: لعوامهم ﴿ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾: بالرئاسة ﴿ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ ﴾: رسولا ﴿ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً ﴾: للرسالة ﴿ مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا ﴾: الذي تدعونا إليه ﴿ فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ ﴾: جنون ﴿ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ ﴾: انتظروا ﴿ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾: لعله يفيق ﴿ قَالَ ﴾: نوح بعد يأسه منهم: ﴿ رَبِّ ٱنصُرْنِي ﴾: بإهلاكهم ﴿ بِمَا كَذَّبُونِ ﴾: بإزاء تكذيبهم أو بسببه ﴿ فَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ أَنِ ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ ﴾: ملتبسا ﴿ بِأَعْيُنِنَا ﴾: بحفظنا ﴿ وَوَحْيِنَا ﴾: بتعليم صنعته ﴿ فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا ﴾: بعذابهم ﴿ وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ فَٱسْلُكْ ﴾: أدخل ﴿ فِيهَا مِن كُلٍّ ﴾: من الحيوانات المنتفعة ﴿ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ ﴾: كما مر ﴿ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ ﴾: بهلاكه وهو ابنه وزوجته ﴿ وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ﴾: إنجاء ﴿ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ ﴾: كما مر ﴿ فَإِذَا ٱسْتَوَيْتَ ﴾: استقررت ﴿ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلْفُلْكِ فَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي نَجَّانَا مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي ﴾: فيها أو منها ﴿ مُنزَلاً ﴾: إنزالا وبالفتح إظهر ﴿ مُّبَارَكاً ﴾: موجبا لمزيد الخير ﴿ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْمُنزِلِينَ ﴾: خصه بالأمرين إظهارا لشرفه فإن دعاءه يغني عن دعاء غيره ﴿ إِنَّ فِي ذٰلِكَ ﴾: المفعول بهم ﴿ لآيَاتٍ ﴾: لانتقامنا ﴿ وَإِن ﴾: إنه ﴿ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾: مختبرين عبادنا لننظر من يعتبر ﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ﴾: ثمود ﴿ فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ ﴾: صالحا ﴿ أَنِ ﴾: بأن ﴿ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عذابه ﴿ وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ ﴾: البعث ﴿ وَأَتْرَفْنَاهُمْ ﴾: نَعَمناهم ﴿ فِي ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴾: منه ﴿ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِّثْلَكُمْ ﴾: في ترك دينكم ﴿ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ * أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظاماً ﴾: بلا لحم ﴿ أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ ﴾: من القبر ﴿ هَيْهَاتَ ﴾: بعد ﴿ هَيْهَاتَ ﴾: بعد ﴿ لِمَا تُوعَدُونَ ﴾: اللام للبيان ﴿ إِنْ هِيَ ﴾: لا حياة ﴿ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ ﴾: يموت بعضنا ﴿ وَنَحْيَا ﴾: يُولَدُ بعضنا ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * إِنْ هُوَ ﴾: ما الرسول ﴿ إِلاَّ رَجُلٌ ٱفتَرَىٰ عَلَىٰ ٱللَّهِ كَذِباً ﴾: في وعد العبث ﴿ وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ﴾: مصدقين ﴿ قَالَ ﴾: يا ﴿ رَبِّ ٱنْصُرْنِي ﴾: بإهلاكهم ﴿ بِمَا كَذَّبُونِ ﴾: كما مر ﴿ قَالَ ﴾: الله ﴿ عَمَّا ﴾: عن زمان ﴿ قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴾: على التكذيب ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ ﴾: فماتوا، كما مر ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾: بالعدل لا ستحقاقهم ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً ﴾: كما يحمله السيل من الأوراق البالية المسودة ﴿ فَبُعْداً ﴾: هلاكا ﴿ لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ * ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرُوناً ﴾: أمما ﴿ آخَرِينَ ﴾: كبني إسرائيل، كان فيهم الرسل قبل موسى ﴿ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا ﴾: أَجَل إهلاكها ﴿ وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾: بين مرة ﴿ ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا ﴾: متواترين واحدا بعد واحد، أصلها: وترى ﴿ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ﴾: أي: أكثرهم ﴿ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضاً ﴾: في الإهلاك ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ﴾: جمع أُحْدُوْثة ما يتحدث به تلهيا وتعجبا، أو لحديث أى: ما بقى منهم إلا الحكايات ﴿ فَبُعْداً لِّقَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ * ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا ﴾: التسع ﴿ وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾: حجة واضحة ﴿ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ ﴾: متكبرين ﴿ فَقَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا ﴾: بنو إسرائيل ﴿ لَنَا عَابِدُونَ ﴾: خادومون ﴿ فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُواْ مِنَ ٱلْمُهْلَكِينَ ﴾: بالغرق ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ ﴾: التوراة بعد غرقهم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ * وَجَعَلْنَا ٱبْنَ مَرْيَمَ ﴾: ذاته ﴿ وَأُمَّهُ آيَةً ﴾: دالة على كمال قدرتنا أو كلاهما وهي ولادته بلا فحل ﴿ وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ﴾: مكان مرتفع ﴿ ذَاتِ قَرَارٍ ﴾: مستقر من الأرض ﴿ وَ ﴾: ماء ﴿ مَعِينٍ ﴾: ظاهر جارٍ، هي بيت المقدس، قيل: هو أقرب الأرض من السماء ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ ﴾: خاطب به كل نبي في زمانه ﴿ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾: المستلذات الحلالات لا كالرهبانية ﴿ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً ﴾: فإنه المقصود ﴿ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَ ﴾: اعلموا ﴿ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ ﴾: ملتكم ﴿ أُمَّةً ﴾: ملة ﴿ وَاحِدَةً ﴾: هي الدعوة إلى التوحيد ﴿ وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱتَّقُونِ ﴾: في مخالفة الكلام
﴿ فَتَقَطَّعُوۤاْ ﴾: قطعوا ﴿ أَمْرَهُمْ ﴾: أمر دينهم ﴿ زُبُراً ﴾: قطعا، أي: أديانا مختلفة ﴿ كُلُّ حِزْبٍ ﴾: منهم ﴿ بِمَا لَدَيْهِمْ ﴾: من أمر دينهم ﴿ فَرِحُونَ ﴾: يظنون أنهم محقون ﴿ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ ﴾: جهالتهم ﴿ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾: حين هلاكهم ﴿ أَيَحْسَبُونَ ﴾: أنما ﴿ نُمِدُّهُمْ بِهِ ﴾: مددا لهم ﴿ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي ٱلْخَيْرَاتِ ﴾: لا ﴿ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ ﴾: أنه استدراج ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ ﴾: خائفون من عذابه ﴿ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ ﴾: الكونية والشرعية ﴿ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ ﴾: جليا وخفيا ﴿ وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ ﴾: أعطوه من الصدقات ﴿ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾: خائفة من عدم قبولها ﴿ أَنَّهُمْ ﴾: لأنهم ﴿ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا ﴾: إليها ﴿ سَابِقُونَ ﴾: أو لأجلها سبقوا الناس ﴿ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾: طاقتها، فسبقهم ليس بشاق ﴿ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ ﴾: صحيفة أعمالهم ﴿ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ ﴾: بالصدق ﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾: بنقص ثوابهم ﴿ بَلْ قُلُوبُهُمْ ﴾: أي: الكفرة ﴿ فِي غَمْرَةٍ ﴾: غفلة ﴿ مِّنْ هَـٰذَا ﴾: الكتاب ﴿ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ ﴾: خبيثة ﴿ مِّن دُونِ ذٰلِكَ ﴾: الذي وضعناهم به كحث جواريهم على الزنا وغيره ﴿ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ * حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ ﴾: منعميهم ﴿ بِٱلْعَذَابِ ﴾: كالقحط ﴿ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ ﴾: يصرخون بالدعاء إذ جاء أبو سفيان يستغيث إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ولا يرد عليه أن السورة مكية لإمكان إخباره من الغيب، يقال لهم: ﴿ لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا لاَ تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي ﴾: القرآن ﴿ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴾: ترجعون قهقري أي: تعرضون ﴿ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ ﴾: بالتكذيب المفهوم من النكوص أو بالبيت الحرام لشهرتهم به حال كونكم ﴿ سَامِراً ﴾: جماعة تتحدثون بالليل بالطعن فيها أو مصدر تسمرون بهم تتحدثون كما مر ﴿ تَهْجُرُونَ ﴾: من الهجر بالفتح: الهذيان، أو الإعراض ﴿ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ ﴾: القرآن ليعلموا حقيته ﴿ أَمْ ﴾: بل أ ﴿ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾: من الرسول أو الكتاب ﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ ﴾: بالصدق ونحوه ﴿ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ * أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ﴾: جنون ويعرفون انه أعقلهم ﴿ بَلْ ﴾: لا سبب لإعراضهم إلا أنه ﴿ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴾: وأفقلهم لا يؤمنون استكنافا أو بلادة ﴿ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ ﴾: بأن يكون له شركاء ﴿ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ﴾: كَما مَرَّ في الأنبياء ﴿ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ ﴾: بكتاب هو عظمتهم ﴿ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ * أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً ﴾: جعلا على التبليغ ﴿ فَخَرَاجُ ﴾: عطاء ﴿ رَبِّكَ خَيْرٌ ﴾: خصة بالخراج لأنه أبلغ ﴿ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ * وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾: يوصلهم إلى الجنة ﴿ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ ﴾: المستقيم ﴿ لَنَاكِبُونَ ﴾: منحرفون
ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ ﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯛﯜﯝﯞﯟﯠ ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ ﯫﯬﯭﯮﯯﯰ ﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ ﰁﰂﰃﰄﰅﰆ ﭑﭒﭓﭔﭕ ﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ ﭫﭬﭭﭮﭯ ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇ ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖ ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ
﴿ وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ ﴾: من القحط ونحوه ﴿ لَّلَجُّواْ ﴾: تمادوا ﴿ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾: متحيرين ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ ﴾: بالشدائد ليتضرعوا ﴿ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ ﴾: تواضعوا ﴿ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ﴾: ليس من عادتهم الرغبة إلى الله تعالى ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا ﴾: بهم ﴿ عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾: من الجوع ﴿ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴾: آيسون من كل خير ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ ﴾: لتحسوا آياته ﴿ وَٱلأَفْئِدَةَ ﴾: للتدبر فيها ﴿ قَلِيلاً مَّا ﴾: صلة ﴿ تَشْكُرُونَ ﴾: باستعمالها فيما خلقت له ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ ﴾: خلقكم وثبتكم ﴿ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾: تجمعون في القيامة بعد تفرقكم ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ﴾: بقدرته ﴿ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ ﴾: لا بالشمس ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: صنعه فتعتبروا ﴿ بَلْ قَالُواْ ﴾: أهل مكة ﴿ مِثْلَ مَا قَالَ ﴾: الكفار ﴿ ٱلأَوَّلُونَ * قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴾: كما مر ﴿ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ ﴾: تأخير هذا لأن المقصود بالذكر هو المبعوث ﴿ إِنْ ﴾: ما ﴿ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ * قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: ذلك ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾: لاعترافهم بأنه خالق لكل ﴿ قُلْ ﴾: بعد اعترافهم ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾: أن فاطر الكل قادر على إعادته ﴿ قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ﴾: بلا لام واضح، ومعها لا تحاد مَن رَبُّهما وَلمنْ هما معنى ﴿ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عبادة غيره ﴿ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾: نهاية ملكه ﴿ وَهُوَ يُجْيِرُ ﴾: يحمي ﴿ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾: يحمى عنه ﴿ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: ذلك ﴿ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ ﴾: من أين ﴿ تُسْحَرُونَ ﴾: تخدعون حتى يخيل إليكم أن توحيده باطل؟ ﴿ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ ﴾: من التوحيد وغيره ﴿ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾: بإنكاره ﴿ مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ ﴾: أي: شريك في الألوهية، هذا تفصيل لبرهان مضى في الأنبياء تقريره أن تعدده يستلزم إمكان التخالف بل وقوعكما في الشاهد ويشير إليه: ﴿ وَلَعَلاَ ﴾: إلى آخره، وإمكان التخالف محال لاستلزمه أحد ثلاث محلات: إما إنجاح مرادها وهو ما أشار إليه ﴿ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ ﴾: أي: يستبد بما يريد خلقه ولو خالف الآخر فيلزم اجتماع النقيضين وإما إنجاح أحدهما وعجز الآخر كما يشير إليه ﴿ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: وإما عجزهما، فلا يكون الإله إلها وأشار إلى بطلانه: ﴿ سُبْحَانَ ﴾: تنزيه ﴿ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾: مما لا يليق به ﴿ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ﴾: دليل آخر على توحيده لتوافقهم بتفرده به، ولذا قال: ﴿ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ * قُل رَّبِّ إِمَّا ﴾: ما صلة ﴿ تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴾: من العذاب، أي: إن كان لابد منه ﴿ رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: أي: قرينهم في العذاب، فإن شؤم الظالم قد ما يسرى إلى غيره ﴿ وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ ﴾: من العذاب ﴿ لَقَادِرُونَ ﴾: ونؤخره لحكم ﴿ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي ﴾: بالخَصْلة التي ﴿ هِيَ أَحْسَنُ ﴾: الخصال، وهو الصفح ﴿ ٱلسَّيِّئَةَ ﴾: سيئتهم من أذاك، نسخت بالسيف ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴾: يصفونك به، فكل أمرهم إلينا ﴿ وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ﴾: وساوس ﴿ ٱلشَّياطِينِ ﴾: وأصلها النزغ كما مر ﴿ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴾: في حال حتى غاية يصفون، أي: لا يزالون على سوء الذكر ﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ ﴾: إلى الدنيا، الواو لتكرير ارجعني كما في " قفا " وقيل: للتعظيم ﴿ لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا ﴾: في الإيمان الذي ﴿ تَرَكْتُ ﴾: في الدنيا ﴿ كَلاَّ ﴾: ردع عن طلبه ﴿ إِنَّهَا ﴾: أي: رب ارجعون-إلى آخره ﴿ كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا ﴾: ولو ردوا لعادوا... إلى آخره، والكلمة طائفة تنظيم من الكلام ﴿ وَمِن وَرَآئِهِمْ ﴾: أمامهم ﴿ بَرْزَخٌ ﴾: حاجز بينهم وبين الرجوع ﴿ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾: ثانية ﴿ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ ﴾: تنفعهم ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: يَوْمَ يَفِرُّ }: ]عبس: ٣٤[ إلى آخره ﴿ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ ﴾: لا يسأل بعضهم بعضا.
﴿ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ ﴾: ]عبس: ٣٧[ وقوله: ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ ﴾: ]الصافات: ٥٠، القلم: ٣٠[ إلى آخره في موقف أخر، ومفهوم الحديث أن نسبه صلّ الله عليه وسلم وصهره ينفه، وأَوَّل بعض وفاقا للآية ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالحسنات ﴿ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾: بالسيئات، بينا في الأعراف ﴿ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ ﴾: بإبطال استعدادها ﴿ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ ﴾: تحرق ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ ﴾: خصت لأنها أشرف الأعضاء ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾: متقلصوا الشفاه، " شفاههم العليا إلى وسط الرأس، وتسترخي السفلى إلى السرة "، يقال لهم تقريعا ﴿ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَأَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا ﴾: سوء عاقبتنا ﴿ وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ ﴾: عن الهدى ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا ﴾: إلى التكذيب ﴿ فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ ﴾: الله: ﴿ ٱخْسَئُواْ ﴾: اسكتوا سكوت هوان ﴿ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ ﴾: في رفع العذاب، ثم مالهم إلا زفير وشهيق وعواء ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ * فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً ﴾: هزوا، والياء للمبالغة ﴿ حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي ﴾: لشغلكم بالهزؤ بهم ﴿ وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ ﴾: على أذاكم ﴿ اْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ ﴾: بمطالبهم ﴿ قَالَ ﴾: الله لأهل النار أو للفريقين: ﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: إحْياء ﴿ عَدَدَ سِنِينَ ﴾: تمييز لكم ﴿ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾: نسوا للهول ﴿ فَسْئَلِ ٱلْعَآدِّينَ ﴾: الحفظة ﴿ قَالَ إِن لَّوْ ﴾: ما ﴿ لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: على فرض ﴿ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾: مدة لبثكم ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ﴾: عابثين لاعبين ﴿ وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى ٱللَّهُ ﴾: من العبث ﴿ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت ﴿ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ ﴾: الذي ينزل منه رحمته ﴿ وَمَن يَدْعُ ﴾: يعبد ﴿ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾: صفة كاشفة بلا مفهوم ﴿ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ﴾: فيجازيه ﴿ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ * وَقُل رَّبِّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ ﴾: المؤمنينَ ﴿ وَأنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ ﴾: فتح السورة بفلاح المؤمن وختمها بعدم فلاح الكافر وطلب فلاح المؤمن.
Icon