تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب تفسير السمعاني
المعروف بـتفسير السمعاني
.
لمؤلفه
أبو المظفر السمعاني
.
المتوفي سنة 489 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة المؤمنين وهي مكيةﰡ
قَوْله تَعَالَى: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ روى عبد الرَّزَّاق، عَن يُونُس بن سليم، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي، عَن عمر بن الْخطاب - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: " كُنَّا إِذا نزل الْوَحْي على رَسُول الله سمع عِنْد وَجهه دوِي كَدَوِيِّ النَّحْل، فَأنْزل عَلَيْهِ مرّة فَمَكثْنَا سَاعَة، فَلَمَّا سري عَنهُ، اسْتقْبل الْقبْلَة وَقَالَ: اللَّهُمَّ أكرمنا وَلَا تهنا، وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمنَا، وارضنا وَارْضَ عَنَّا، وَآثرنَا وَلَا تُؤثر علينا، ثمَّ قَالَ: لقد أنزل عَليّ عشر آيَات من أَقَامَهُنَّ دخل الْجنَّة، وَقَرَأَ: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ إِلَى آخر الْعشْر ". قَالَ الشَّيْخ الإِمَام: أخبرنَا بِهَذَا الحَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن أَحْمد قَالَ: أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن سراج قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْبُوب قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن سُورَة أخبرنَا عبد بن حميد عَن عبد الرَّزَّاق. الحَدِيث.
وَقَوله: ﴿قد أَفْلح﴾ أَي: فقد سعد وفاز وظفر، وَقَالَ بَعضهم: نَالَ الْبَقَاء الدَّائِم وَالْبركَة. قَالَ الشَّاعِر:
وَقَوله: ﴿قد أَفْلح﴾ أَي: فقد سعد وفاز وظفر، وَقَالَ بَعضهم: نَالَ الْبَقَاء الدَّائِم وَالْبركَة. قَالَ الشَّاعِر:
(نحل بلادا كلهَا حل قبلنَا | ونرجوا الصّلاح بعد عَاد وحميرا) |
(لَو كَانَ حَيّ مدرك الْفَلاح | أدْركهُ ملاعب الرماح) |
وَقَوله: ﴿الْمُؤْمِنُونَ﴾ المصدقون.
462
وَقَوله: ﴿الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون﴾ أَي: خاضعون خائفون، يُقَال: الْخُشُوع خوف الْقلب، وَحَقِيقَته هُوَ الإقبال فِي الصَّلَاة على معبوده، والتذلل بَين يَدَيْهِ، وَيُقَال: هُوَ جمع الهمة، وَدفع الْعَوَارِض عَن الصَّلَاة، وتدبر مَا يجْرِي على لِسَانه من الْقِرَاءَة وَالتَّسْبِيح والتهليل وَالتَّكْبِير، وَعَن عَليّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ: الْخُشُوع أَن لَا يلْتَفت عَن يَمِينه وَلَا عَن شِمَاله فِي الصَّلَاة.
وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة، فَلَمَّا نزل قَوْله تَعَالَى: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون﴾ رموا بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى مَوَاضِع السُّجُود، وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ: هُوَ السكن فِي الصَّلَاة.
وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة، فَلَمَّا نزل قَوْله تَعَالَى: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون﴾ رموا بِأَبْصَارِهِمْ إِلَى مَوَاضِع السُّجُود، وَعَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ قَالَ: هُوَ السكن فِي الصَّلَاة.
462
﴿وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون (٣) وَالَّذين هم لِلزَّكَاةِ فاعلون (٤) وَالَّذين هم لفروجهم حافظون (٥) إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم فَإِنَّهُم غير ملومين﴾
463
وَقَوله: ﴿وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون﴾ قَالَ ابْن عَبَّاس: يَعْنِي الشَّك، وَقَالَ الْحسن: الْمعاصِي كلهَا. ذكر الزّجاج أَن اللَّغْو هُوَ كل كَلَام بَاطِل مطرح، وَيُقَال: إِن اللَّغْو هَا هُنَا هُوَ مُعَارضَة الْكفَّار بالسب والشتم، وَهَذَا قَول حسن؛ لِأَن الله تَعَالَى قَالَ: ﴿وَإِذا مروا بِاللَّغْوِ مروا كراما﴾ أَي: إِذا سمعُوا الْكَلَام الْقَبِيح أكْرمُوا أنفسهم عَن الدُّخُول فِيهِ.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالَّذين هم لِلزَّكَاةِ فاعلون﴾ أَي: مؤدون.
قَالَ الشّعبِيّ: هِيَ زَكَاة الْفطر، وَقَالَ بَعضهم: الزَّكَاة هَا هُنَا هِيَ الْعَمَل الصَّالح فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَالَّذين هم للْعَمَل الصَّالح فاعلون.
قَالَ الشّعبِيّ: هِيَ زَكَاة الْفطر، وَقَالَ بَعضهم: الزَّكَاة هَا هُنَا هِيَ الْعَمَل الصَّالح فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَالَّذين هم للْعَمَل الصَّالح فاعلون.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالَّذين هم لفروجهم حافظون﴾ حفظ الْفرج هُوَ التعفف عَن الْحَرَام.
وَقَوله: ﴿إِلَّا على أَزوَاجهم﴾ يُقَال: إِن الْآيَة فِي الرِّجَال بِدَلِيل أَن الله تَعَالَى قَالَ: ﴿أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾ وَالْمَرْأَة لَا يجوز لَهَا أَن تستمتع بِملك يَمِينهَا، وَقيل: إِن أول الْآيَة فِي الرِّجَال وَالنِّسَاء جَمِيعًا، وَقَوله: ﴿أَو مَا ملكت أَيْمَانهم﴾ إِلَى الرِّجَال دون النِّسَاء ﴿فَإِنَّهُم غير ملومين﴾ أَي: غير معاتبين، فَإِن قيل: إِذا أصَاب امْرَأَته فِي حَال الْحيض أَو النّفاس وَمَا أشبهه، وَكَذَلِكَ الْجَارِيَة فقد أَتَى حَرَامًا، وَإِن كَانَ قد حفظ فرجه عَن غير زَوجته وَملك يَمِينه وَيكون ملوما؟ وَالْجَوَاب عَنهُ: أَن تَقْدِير الْآيَة فِي هَذَا: وَالَّذين هم لفروجهم حافظون إِلَّا على أَزوَاجهم أَو مَا ملكت أَيْمَانهم على وَجه يجوز فِي الشَّرْع فَإِنَّهُم غير ملومين، وَكَذَلِكَ الْجَواب عَن قَول من اسْتدلَّ بِهَذِهِ الْآيَة فِي جَوَاز إتْيَان الْمَرْأَة فِي غير مأتاها أَو الْجَارِيَة.
وَقَوله تَعَالَى: ﴿فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون﴾ (أَي: سوى ذَلِك،
463
( ﴿٦) فَمن ابْتغى وَرَاء ذَلِك فَأُولَئِك هم العادون (٧) وَالَّذين هم لآماناتهم وَعَهْدهمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذين هم على صلواتهم يُحَافِظُونَ (٩) أُولَئِكَ هم﴾ وابتغى أَي: طلب، وَقَوله: ﴿فَأُولَئِك هم العادون﴾ أَي: الظَّالِمُونَ المتجاوزون عَن الْحَلَال إِلَى الْحَرَام، وَاسْتدلَّ الْعلمَاء بِهَذِهِ الْآيَة على أَن الاستمناء بِالْيَدِ حرَام، وَعَن ابْن عَبَّاس سُئِلَ عَنهُ فَقَالَ: هُوَ نائك نَفسه، وَعَن ابْن جريج أَنه قَالَ: سَأَلت عَطاء عَنهُ فَقَالَ: هُوَ مَكْرُوه، فَقلت أفيه حد؟ فَقَالَ: مَا سَمِعت. وَعَن سَالم بن عبد الله بن عمر أَنه سُئِلَ عَن هَذَا الْفِعْل فَقَالَ: " أُفٍّ أُفٍّ! سَمِعت أَن قوما يحشرون وأيديهم حبالى، فأظن أَنهم هَؤُلَاءِ. وَعَن سعيد بن جُبَير قَالَ: عذب الله أمة من الْأُمَم كَانُوا يعبثون بمذاكيرهم. وَكَرِهَهُ مَالك وَالشَّافِعِيّ، وَحكى أَبُو عَاصِم النَّبِيل عَن أبي حنيفَة أَنه كرهه، فَإِن جعل بَين يَدَيْهِ وَبَين ذكره حريرة قَالَ: لَا بَأْس بِهِ، وَذكر النقاش فِي تَفْسِيره عَن عمر بن الْخطاب أَنه قَالَ: أُولَئِكَ أَقوام لَا خلاق لَهُم.
464
وَقَوله تَعَالَى: ﴿وَالَّذين هم لآمانتهم وَعَهْدهمْ رَاعُونَ﴾ يُقَال: رعى كَذَا إِذا قَامَ بِالْمَصْلَحَةِ فِيهِ، وَمِنْه قَوْله: " وكلكم رَاع، وكلكم مسئول عَن رَعيته "، وَيُقَال للوالي: هُوَ رَاع؛ لِأَنَّهُ يقوم بمصلحة الرّعية، وَمعنى قَوْله: ﴿رَاعُونَ﴾ هَا هُنَا أَدَاء الْأَمَانَة وَالْوَفَاء بالعهد.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَالَّذين هم على صلَاتهم يُحَافِظُونَ﴾ قد بَينا معنى الْمُحَافظَة، وَعَن ابْن مَسْعُود أَنه سُئِلَ عَن الْمُحَافظَة فَقَالَ: حفظ الْوَقْت، فَقيل لَهُ: فَمن تَركهَا أصلا؟ قَالَ: ذَلِك الْكفْر. وَأعَاد ذكر الصَّلَاة هَا هُنَا؛ ليبين أَن الْمُحَافظَة وَاجِبَة كَمَا أَن الْخُشُوع وَاجِب.
قَوْله تَعَالَى: ﴿أُولَئِكَ هم الوارثون الَّذين يَرِثُونَ الفردوس﴾ رُوِيَ الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي قَالَ: " مَا من أحد إِلَّا وَله منزل فِي الْجنَّة ومنزل فِي النَّار، فَإِذا دخل النَّار ورث أهل الْجنَّة منزله ".
464
وَعَن مُجَاهِد قَالَ: إِذا دخل الْجنَّة هدم منزله فِي النَّار، وَعنهُ أَنه قَالَ: إِن الله غرس جنَّة عدن بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ وأغلق عَلَيْهَا، فَلَا يدخلهَا إِلَّا من شَاءَ الله، وَيفتح بَابهَا فِي كل سحر، وَكَانُوا يرَوْنَ أَن نسيم السحر مِنْهُ.
وَفِي بعض المسانيد: عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي: " إِن الله خلق جنَّة عدن، وَخلق فِيهَا مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر، ثمَّ قَالَ لَهَا: تكلمي فَقَالَت: ﴿قلد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ أَنا مُحرمَة على كل بخيل ومرائي ".
وَفِي رِوَايَة: " أَن الله تَعَالَى قَالَ: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ ثمَّ قَالَ: وَعِزَّتِي لَا يجاورني فِيك بخيل ".
وَفِي بعض المسانيد أَيْضا عَن النَّبِي قَالَ: " إِن الله تَعَالَى خلق آدم بِيَدِهِ، وغرس جنَّة عدن بِيَدِهِ، وَكتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ، ثمَّ قَالَ لجنة عدن وَعِزَّتِي لَا يسكنك بخيل وَلَا ديوث ".
وَفِي بعض التفاسير: أَن النَّبِي قَالَ: " أَن الله تَعَالَى خلق الفردوس وَجعل لَهَا
وَفِي بعض المسانيد: عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي: " إِن الله خلق جنَّة عدن، وَخلق فِيهَا مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر، ثمَّ قَالَ لَهَا: تكلمي فَقَالَت: ﴿قلد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ أَنا مُحرمَة على كل بخيل ومرائي ".
وَفِي رِوَايَة: " أَن الله تَعَالَى قَالَ: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ ثمَّ قَالَ: وَعِزَّتِي لَا يجاورني فِيك بخيل ".
وَفِي بعض المسانيد أَيْضا عَن النَّبِي قَالَ: " إِن الله تَعَالَى خلق آدم بِيَدِهِ، وغرس جنَّة عدن بِيَدِهِ، وَكتب التَّوْرَاة بِيَدِهِ، ثمَّ قَالَ لجنة عدن وَعِزَّتِي لَا يسكنك بخيل وَلَا ديوث ".
وَفِي بعض التفاسير: أَن النَّبِي قَالَ: " أَن الله تَعَالَى خلق الفردوس وَجعل لَهَا
465
﴿الوارثون (١٠) الَّذين يَرِثُونَ الفردوس هم فِيهَا خَالدُونَ (١١) وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين (١٢) ثمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَة فِي قَرَار مكين (١٣) ثمَّ خلقنَا﴾ لبنة من ذهب ولبنة من فضَّة (وحبالها) الْمسك الأفر "، وَالْأَخْبَار كلهَا غرائب. ﴿هم فِيهَا خَالدُونَ﴾ أَي: مقيمون لَا يظعنون أبدا.
466
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠:قوله تعالى :( أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس ) روي الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا دخل النار ورث أهل الجنة منزله »( ١ ).
وعن مجاهد قال : إذا دخل الجنة هدم منزله في النار، وعنه أنه قال : إن الله غرس جنة عدن بيده ثم قال :( قد أفلح المؤمنون ) وأغلق عليها، فلا يدخلها إلا من شاء الله، ويفتح بابها في كل سحر، وكانوا يرون أن نسيم السحر منه.
وفي بعض المسانيد : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم :«إن الله خلق جنة عدن، وخلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها : تكلمي فقالت :( قلد أفلح المؤمنون ) أنا محرمة على كل بخيل ومرائي »( ٢ ).
وفي رواية :«أن الله تعالى قال :( قد أفلح المؤمنون ) ثم قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل »( ٣ ).
وفي بعض المسانيد أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«إن الله تعالى خلق آدم بيده، وغرس جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، ثم قال لجنة عدن وعزتي لا يسكنك بخيل ولا ديوث »( ٤ ).
وفي بعض التفاسير : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«أن الله تعالى خلق الفردوس وجعل لها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ( وحبالها ) ( ٥ ) المسك الأفر »( ٦ )، والأخبار كلها غرائب. ( هم فيها خالدون ) أي : مقيمون لا يظعنون أبدا.
وعن مجاهد قال : إذا دخل الجنة هدم منزله في النار، وعنه أنه قال : إن الله غرس جنة عدن بيده ثم قال :( قد أفلح المؤمنون ) وأغلق عليها، فلا يدخلها إلا من شاء الله، ويفتح بابها في كل سحر، وكانوا يرون أن نسيم السحر منه.
وفي بعض المسانيد : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم :«إن الله خلق جنة عدن، وخلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها : تكلمي فقالت :( قلد أفلح المؤمنون ) أنا محرمة على كل بخيل ومرائي »( ٢ ).
وفي رواية :«أن الله تعالى قال :( قد أفلح المؤمنون ) ثم قال : وعزتي لا يجاورني فيك بخيل »( ٣ ).
وفي بعض المسانيد أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«إن الله تعالى خلق آدم بيده، وغرس جنة عدن بيده، وكتب التوراة بيده، ثم قال لجنة عدن وعزتي لا يسكنك بخيل ولا ديوث »( ٤ ).
وفي بعض التفاسير : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«أن الله تعالى خلق الفردوس وجعل لها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ( وحبالها ) ( ٥ ) المسك الأفر »( ٦ )، والأخبار كلها غرائب. ( هم فيها خالدون ) أي : مقيمون لا يظعنون أبدا.
١ - تقدم في تفسير سورة الأعراف..
٢ - رواه الطبراني في الكبير (١١/١٨٤ رقم ١٤٣٩) وفي الأوسط (٨/١٤٧ رقم ٤٨٦٢ مجمع البحرين)، وقال: لم يروه عن ابن جريج إلا بقية تفرد به هشام، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص ١٩ رقم ١٦)، وتمام الرازي في فوائده (١/١٠٩ رقم ٢٥٨) جميعهم من حديث ابن عباس به إلى نهاية الآية. ورواه تمام في فوائده بتمامه (١/١٠٩ رقم ٢٥٩). وعزاه في الكنز لابن عساكر (١/٥٥)، وقال ابن كثير في التفسير بعد إيراده رواية الطبراني (٣/٢٣٧): بقية عن الحجازيين ضعيف، وله شاهد من حديث أنس رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (١٨ رقم ٢٠) بطوله، وابن عدي (٥/١٨٣)، والحاكم (٢/٣٩٢) وصححه، وأبو نعيم في صفة الجنة (٩رقم ١٧)، والخطيب في تاريخه (١٠/١١٨)، جميعهم من حديث أنس مختصراً، وتعقب الذهبي الحاكم فقال: بل ضعيف، وقال في الميزان (٣/١٣٧: باطل..
٣ - رواه الطبراني في الكبير (١٢/١٤٧ رقم ١٢٧٢٣)، وفي الأوسط (٨/١٤٦-١٤٧ رقم ٤٨٦١) وقال: لم يروه عن السدي إلا حماد بن عيسى تفرد به منجاب. وقال الهيثمي في المجمع (١٠/٤٠٠): رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وأحد إسنادي الطبراني جيد..
٤ - رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٢٧ رقم ٤١)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (١٦٢ رقم ٤٢٦، ٤٢٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٤٠٣) جميعهم من حديث عبد الله بن الحارث مرفوعاً بتمامه. وقال البيهقي: مرسل. ورواه أبو الشيخ في العظمة (٣٥٢ رقم ١٠٢٩)، وأبو نعيم في صفة الجنة (١١ رقم ٢٣) مختصراً. وتقدم في تفسير سورة الأعراف: ١٤٥..
٥ - كذا وعند الترمذي وغيره: وملاطها المسك الأذفر كما سيأتي في مواضع تخريجه، والله أعلم..
٦ - رواه الترمذي في سننه (٤/٥٨٠ رقم ٢٥٢٦) وقال: ليس إسناده بذاك القوى، وليس بمتصل، وأحمد في مسنده (٢/٣٠٤-٣٠٥)، والطيالسي (٣٣٧ رقم ٢٥٨٣)، جميعهم من حديث أبي هريرة مرفوعا بطوله، ورواه الإمام أحمد في مسنده (٢/٤٤٥)، والدارمي (٢/٤٢٩ رقم ٢٨٢١)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم ٤، ٥)، وأبو نعيم في صفة الجنة (٥٢ رقم ١٣٦، ١٣٧، ١٣٨) عن أبي هريرة بنحوه مرفوعاً. وفي الباب عن ابن عمر كما في صفة الجنة لابن أبي الدنيا (رقم ١٢)، وأبو نعيم (رقم ١٣٩)، وعن أبي سعيد الخدري، رواه البزار (٢/٤٨٠ رقم ٢٢٥٤) مختصراً، والطبراني في الأوسط (٨/١٤٦ رقم ٤٨٦٠ مجمع البحرين)، وأبو نعيم في صفة الجنة (رقم ١٤٠). وقال الهيثمي (١٠/٤٠٠ المجمع): رواه البزار مرفوعاً وموقوفاً، والطبراني في الأوسط، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقف..
٢ - رواه الطبراني في الكبير (١١/١٨٤ رقم ١٤٣٩) وفي الأوسط (٨/١٤٧ رقم ٤٨٦٢ مجمع البحرين)، وقال: لم يروه عن ابن جريج إلا بقية تفرد به هشام، وأبو نعيم في صفة الجنة (ص ١٩ رقم ١٦)، وتمام الرازي في فوائده (١/١٠٩ رقم ٢٥٨) جميعهم من حديث ابن عباس به إلى نهاية الآية. ورواه تمام في فوائده بتمامه (١/١٠٩ رقم ٢٥٩). وعزاه في الكنز لابن عساكر (١/٥٥)، وقال ابن كثير في التفسير بعد إيراده رواية الطبراني (٣/٢٣٧): بقية عن الحجازيين ضعيف، وله شاهد من حديث أنس رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (١٨ رقم ٢٠) بطوله، وابن عدي (٥/١٨٣)، والحاكم (٢/٣٩٢) وصححه، وأبو نعيم في صفة الجنة (٩رقم ١٧)، والخطيب في تاريخه (١٠/١١٨)، جميعهم من حديث أنس مختصراً، وتعقب الذهبي الحاكم فقال: بل ضعيف، وقال في الميزان (٣/١٣٧: باطل..
٣ - رواه الطبراني في الكبير (١٢/١٤٧ رقم ١٢٧٢٣)، وفي الأوسط (٨/١٤٦-١٤٧ رقم ٤٨٦١) وقال: لم يروه عن السدي إلا حماد بن عيسى تفرد به منجاب. وقال الهيثمي في المجمع (١٠/٤٠٠): رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وأحد إسنادي الطبراني جيد..
٤ - رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة (٢٧ رقم ٤١)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (١٦٢ رقم ٤٢٦، ٤٢٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٤٠٣) جميعهم من حديث عبد الله بن الحارث مرفوعاً بتمامه. وقال البيهقي: مرسل. ورواه أبو الشيخ في العظمة (٣٥٢ رقم ١٠٢٩)، وأبو نعيم في صفة الجنة (١١ رقم ٢٣) مختصراً. وتقدم في تفسير سورة الأعراف: ١٤٥..
٥ - كذا وعند الترمذي وغيره: وملاطها المسك الأذفر كما سيأتي في مواضع تخريجه، والله أعلم..
٦ - رواه الترمذي في سننه (٤/٥٨٠ رقم ٢٥٢٦) وقال: ليس إسناده بذاك القوى، وليس بمتصل، وأحمد في مسنده (٢/٣٠٤-٣٠٥)، والطيالسي (٣٣٧ رقم ٢٥٨٣)، جميعهم من حديث أبي هريرة مرفوعا بطوله، ورواه الإمام أحمد في مسنده (٢/٤٤٥)، والدارمي (٢/٤٢٩ رقم ٢٨٢١)، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة (رقم ٤، ٥)، وأبو نعيم في صفة الجنة (٥٢ رقم ١٣٦، ١٣٧، ١٣٨) عن أبي هريرة بنحوه مرفوعاً. وفي الباب عن ابن عمر كما في صفة الجنة لابن أبي الدنيا (رقم ١٢)، وأبو نعيم (رقم ١٣٩)، وعن أبي سعيد الخدري، رواه البزار (٢/٤٨٠ رقم ٢٢٥٤) مختصراً، والطبراني في الأوسط (٨/١٤٦ رقم ٤٨٦٠ مجمع البحرين)، وأبو نعيم في صفة الجنة (رقم ١٤٠). وقال الهيثمي (١٠/٤٠٠ المجمع): رواه البزار مرفوعاً وموقوفاً، والطبراني في الأوسط، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وأبو سعيد لا يقول هذا إلا بتوقف..
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَقَد خلقنَا الْإِنْسَان من سلالة من طين﴾ قَالَ أهل اللُّغَة: السلالة صفوة المَاء المسلول من الصلب، وَقَوله: ﴿من طين﴾ الطين هَا هُنَا هُوَ آدم، وَعَلِيهِ الْأَكْثَرُونَ، وَالْمرَاد من الْإِنْسَان وَلَده، وَمِنْهُم من قَالَ: المُرَاد من الْإِنْسَان هُوَ آدم. وَقَوله: ﴿من سلالة﴾ أَي: سل من كل تربة، وَقَالَ الْكَلْبِيّ: السلالة هَا هُنَا هُوَ الطين الَّذِي إِذا قبض عَلَيْهِ الْإِنْسَان خرج المَاء من جَانِبي يَده، وَعَن مُجَاهِد قَالَ: هُوَ منى بني آدم. قَالَ الشَّاعِر: