ﰡ
﴿والنجم﴾ أقسم بالثريا أو بجنس النجوم ﴿إِذَا هوى﴾ اذا غربت أو انتثر يوم القيامة وجواب القسم
﴿مَا ضَلَّ﴾ عن قصد الحق ﴿صاحبكم﴾ أي محمد ﷺ والخطاب لقريش ﴿وَمَا غوى﴾ في اتباع الباطل وقيل لاضلال نقيض الهدى والغي نقيض الرشد أي هو مهتد راشد وليس كما تزعمون من نسبتكم إياه إلى الضلال والغي
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يوحى﴾ وما أتاكم به من القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ورأيه انا هو وحي من عند الله يوحى إليه ويحتج بهذه الآية القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ورأيه إنما هو وحي من عند الله يوحى إليه ويحتج بهذه الآية من لا يرى الاجتهاد للأنبياء عليهم السلام ويجاب بأن الله تعالى إذا سوغ لهم الاجتهاد وقررهم
عليه كان كالوحي لا نطقاً عن الهوى
﴿علمه﴾ علم محمد عليه السلام ﴿شَدِيدُ القوى﴾ ملك شديد قواه والاضافة غير حقيقة لأنها إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها وهو جبريل عليه السلام عند الجمهور ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود وحملها على جناحه ورفعها إلى السماء ثم قلبها وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين
﴿ذُو مِرَّةٍ﴾ ذو منظر حسن عن ابن عباس ﴿فاستوى﴾ فاستقام على صورة نفسه الحقيقية دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحى وكان ينزل في صورة وحيه وذلك ان رسول الله ﷺ أحب أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له في الأفق الأعلى وهو أفق الشمس فملأ الأفق وقيل ما رآه احد من انبياء عليهم السلام في صورته الحقيقية سوى محمد ﷺ مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء
﴿وَهُوَ﴾ أي جبريل عليه السلام ﴿بالأفق الأعلى﴾ مطلع الشمس
﴿ثم دنا﴾ جبريل من رسول الله ﷺ ﴿فتدلى﴾ فزاد في القرب وتدلى هو النزول يقرب الشىء
﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ﴾ مقدار قوسين عربيتين وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذرع والباع ومنه لا صلاة إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمحين وفي الحديث لقاب قوس أحدكم من الجنة وموضع قده خير من الدنيا وما فيها والقد السوط وتقديره فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين فحذفت هذه المضافات ﴿أَوْ أدنى﴾ أي على تقديركم كقوله او يزيدون وهذا لانهم خطوطبوا على لغتهم ومقدار فهمهم وهم يقولون هذا قدر رمحين أو أنقص وقيل بل أدنى
﴿فأوحى﴾ جبريل عليه السلام ﴿إلى عَبْدِهِ﴾ إلى عبد الله وإن لم يجر لاسمه ذكر لأنه لا يلتبس كقوله مَا تَرَكَ على ظهرها ﴿مَا أوحى﴾ تفخيم للوحي الذي أوحي إليه قيل أوحي إليه إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها وعلى الأمم حتى تدخلها امتك
﴿مَا كَذَبَ الفؤاد﴾ فؤاد محمد ﴿مَا رأى﴾ ما رآه ببصره من صورة جبريل عليه السلام أي ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك ولو قال ذلك لكان كاذباً لأنه عرفه يعني أنه رآه بعينه وعرفه بقلبه ولم يشك في أن ما رآه حق
﴿أفتمارونه﴾ أفتجادلونه من المراء وهو المجادلة واشتقاقه من مرى الناقة كأن كل واحد من المتجادلين يمرى ما عند صاحبه افتمرنه حمزة وعلي وخلف ويعقوب أفتغلبونه في المراء من ماريته فمريته ولما فيه من معنى الغلبة قال ﴿على ما يرى﴾ فعدى بعلى كما تقول غلبته على كذا وقيل أفتمرونه افتجدونه يقال مريته حقه اذا جحدته وتعديته بعلى لا تصح الاعلى مذهب التضمين
﴿ولقد رآه﴾ رأى محمد جبريل عليهما السلام ﴿نَزْلَةً أخرى﴾ مرة لا تصح إلا على مذهب التضمين ﴿وَلَقَدْ رآه﴾ رأى محمد جبريل عليهما السلام ﴿نَزْلَةً أخرى﴾ مرة اخرى من النزل نصبت النزلة نصب الظرف الذي هو مرة لان الفعلة اسم للمرة من الفع فكانت في حكمها أي نزل عليه جبريل عليه السلام نزلة أخرى في صورة نفسه فرآه عليها وذلك ليلة المعراج
المأوى
﴿عِندَ سِدْرَةِ المنتهى﴾ الجمهور على أنها شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش والمنتهى بمعنى موضع الانتهاء أو الانتهاء كأنها في منتهى الجنة وآخرها وقيل لم يجاوزها احدو اليها ينتهي علم الملائكة وغيرهم ولا يعلم أحد ما وراءها وقيل تنتهي إليها أرواح الشهداء
﴿عِندَهَا جَنَّةُ المأوى﴾ أي الجنة التي يصير اليها المتقون وقيل تأوى لايها ارواح الشهداء
﴿إِذْ يغشى السدرة مَا يغشى﴾ أي رآه إذ يغشى السدرة ما يغشى وهو تعظيم وتكثير لما يغشاها فقد علم بهذه العبارة أن ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة الله تعالى وجلاله أشياء لا يحيط بها الوصف وقد قيل يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله تعالى عندها وقيل يغشاها فراش من ذهب
﴿ما زاغ البصر﴾ بصر رسول الله ﷺ ما عدل عن رؤية العجائب التى مر برؤيتها ومكن منها ﴿وَمَا طغى﴾ وما جاوز ما أمر برؤيته
﴿لقد رأى﴾ والله لقد راى ﴿من آيات ربه الكبرى﴾ الآيت التي هي كبراها وعظماها يعني حين رقي به الى السماء فأرى عجائب الملكوت}
﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة أي أخبرونا عن هذه الاشياء التى تعبدونها من دون اللهعز وجل هل لها من القدرة والعظمة التي وصف بها رب العزة اللات والعزى ومناة أصنام لهم وهى مؤنثات فاللات كان لثقيف بالطائف وقيل كانت بنهخلة تعبدها قريش وهي فعلة من لوى لأنهم كانوا يلوون عليها ويعكفون للعبادة والعزى كانت لغطفان وهى سمرة واصلها تأنيث الاعز وقطعها خالدين الوليد ومناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة وقيل لثقيف وكأنها سميت مناة لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها أي تراق ومناءة مكي مفعلة من النوء كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها {الأخرى﴾ هي صفة ذم أي المتأخرة الوضيعة المقدار كقوله وَقَالَتِ أُخْرَاهُمْ لاولاهم أي وضعاؤهم لرؤسائهم وأشرافهم ويجوز أن تكون الأولية والتقدم عندهم للات والعزى كانوا يقولون إن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله وكانوا يعبدونهم ويزعمون انهم شفعاؤهم عندالله مع وأدهم البنات وكراهتم لهن فقيل لهم
﴿أَلَكُمُ الذكر وَلَهُ الأنثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضيزى﴾ أي جعلكم لله البنات ولكم البنين قسمة ضيزى اى جائرة من ضازة يضيزه اذا اضامه وضيزى فعلى إذ لا فعلى في النعوت فكسرت الضاد للياء كما قيل ميض وهو بوض مثل حمر وسود ضئزى بالهمز مكى من ضأز مثل ضازه
﴿إِنْ هِىَ﴾ ما الأصنام ﴿إِلاَّ أَسْمَاء﴾ ليس تحتها في الحقيقة مسميات لأنكم تدعون الإلهية لما هو ابعد شىء منها واشد منافاة لها ﴿سَمَّيْتُمُوهَا﴾ أي سميتم
بها يقال سميته زيد او سميته يزيد {أنتم وآباؤكم مَّا
﴿أَمْ للإنسان مَا تمنى﴾ هي أم المنقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار أي ليس للإنسان يعني الكافر ما تمنى من شفاعة الأصنام او من قول وَلَئِن رُّجّعْتُ إلى رَبّى إِنَّ لِى عِندَهُ للحسنى وقيل هو تمني بعضهم أن يكون هو النبى
﴿فَلِلَّهِ الآخرة والأولى﴾ أي هو مالكهما وله الحكم فيهما يعطى النبوة وشافعة من شاء وارتضى لا من تمني
﴿وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِى السماوات لاَ تُغْنِى شفاعتهم شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ الله لِمَن يَشَاء ويرضى﴾ يعني أن أمر الشفاعة ضيق فإن الملائكة مع قربتهم وكثرتهم لو شفعوا باجمعهم لا حد لم تغن شفاعتهم شيئاً قط ولا تنفع إلا إذا شفعوا من بعد أن يأذن الله لهم في الشفاعة لمن يشاء الشفاعة له ويرضاه ويراه هلا لأن يشفع له فكيف تشفع الأصنام إليه لعبدتهم
﴿إِنَّ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة لَيُسَمُّونَ الملائكة﴾ أي كل واحد منهم ﴿تَسْمِيَةَ الأنثى﴾ لأنهم اذا قالوا الملائكة بنات الله فقد سموا كل واحد منهم بنتاً وهي تسمية الأنثى
﴿وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ﴾ أي بما يقولون وقرى بها أي بالملائكة أو التسمية ﴿إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن﴾ هو تقليد الآباء ﴿وَإِنَّ الظن لاَ يُغْنِى مِنَ الحق شَيْئاً﴾ أي إنما يعرف الحق الذي هو حقيقة الشيء وما هو عليه بالعلم والتيقن لا بالظن والتوهم
﴿فَأَعْرِضْ عَن مَّن تولى عَن ذِكْرِنَا﴾ فأعرض عمن رأيته معرضاً عن ذكر
﴿ذلك﴾ اى اختيارهم النيا والرضا بها ﴿مَبْلَغُهُمْ مّنَ العلم﴾ منتهى علمهم ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهتدى﴾ أي هو أعلم بالضال والمهتدي ومجازيهما
﴿وَللَّهِ مَا فِى السماوات وَمَا فِى الأرض ليجزي الذين أساؤوا بِمَا عَمِلُواْ﴾ بعقاب ما عملوا من
السوء أو بسبب ما عملوا من السوء ﴿وَيِجْزِى الذين أَحْسَنُواْ بالحسنى﴾ بالمثوبة الحسنى وهي الجنة أو بسبب الأعمال الحسنى والمعنى أن الله عز وجل إنما خلق العالم وسوى هذه الملكوت ليجزي المحسن من المكلفين والسمى منهم اذا لملك أهل لنصر الأولياء وقهر الأعداء
﴿الذين﴾ بدل اوفى موضع رفع على المدح أي هم الذين ﴿يَجْتَنِبُونَ كبائر الإثم﴾ أي الكبائر من الإثم لان الاثم جنس يشتمل على كبائرر وصغائر والكبائر لاذنوب التي يكبر عقابها كَبِيرٌ حمزة وعلي أي النوع الكبير منه ﴿والفواحش﴾ افحس من الكبائر انه قال والفواحش منها خاصة قيل الكبائر ما اوعد الله عليه النار والفواحس ما شرع فيها الحد ﴿إِلاَّ اللمم﴾ أي الصغائر والاستثناء منقطع لانه ليس من اكبائر والفواحش وهو كالنظرة والقيلة واللمسة والغمزة ﴿إِنَّ رَبَّكَ واسع المغفرة﴾ فيغفر ما شاء من الذنوب من غي توبة ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ﴾ أي أباكم ﴿مّنَ الأرض وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ﴾ جمع جنين ﴿فِى بُطُونِ أمهاتكم فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ﴾ فلا تنسبوها إلى زكاء العمل وزيادة الخير والطاعات أو إلى الزكاة والطهارة من المعاصي ولا تثنوا عليها واهضموها فقد علم الله الزكى منكم والتقى اولا وآخر اقبل أن يخرجكم من صلب آدم عليه السلام وقبل ان تخرجوا منبطون امهاتكم وقيل كان نهاس يعملون أعمالاً حسنة ثم يقولون صلاتنا وصيامنا وحجنا فنزلت وهذا إذا كان على سبيل الاعجاب او الرياء لاعلى سبيل الاعتراف بالنعمة فإنه جائز لأن المسرة بالطاعة طاعة وذكرها شكر
﴿أَفَرَأَيْتَ الذى تولى﴾ أعرض عن الإيمان
﴿وأعطى قليلا وأكدى﴾ قطع عطيته وامسك واصله كداء الحافر وهو أن تلقاه كدية وهي صلابة كالصخرة فيمسك عن الحفر عن ابن عباس رضى الله عنهما فيمن كفر بعد الإيمان وقيل في الوليد بن المغيرة وكان قد اتبع رسول اله ﷺ فعيره بعض الكافرين وقال له تركت دين الأشياخ وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذا الله فضمن له ان هو اعطه شيئاً من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل به ومنعه
﴿أَعِندَهُ عِلْمُ الغيب فَهُوَ يرى﴾ فهو يعلم أن ما ضمنه من عذاب الله حق
﴿أم لم ينبأ﴾ بخبر ﴿بِمَا فِى صُحُفِ موسى﴾ أي التوراة
﴿وإبراهيم﴾ أي وفي صحف إبراهيم ﴿الذى وفى﴾ اى وفر واتم كقوله فاتمهن وإطلاقه ليتناول كل وفاء وتوفية وقرىء مخففاً والتشديد مبالغة في الوفاء وعن الحسن ما أمره الله بشيء إلا وفى به وعن عطاء بن السائب عهد أن لا يسأل مخلوقا
فلما قذف في النار قال له جبريل ألك حاجة فقال أما إليك فلا وعن النبى ﷺ وفي عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار وهي صلاة الضحى ورُوي ألا أخبركم لم سمى الله خليله الذي وفى كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى فَسُبْحَانَ الله حين تمسون الى حين تظهرون وقيل وفي سهام الإسلام وهي ثلاثون عشرة في التوبة التائبون وعشرة في الاحزاب ان المسلمين وعشرة في المؤمنين قد افلح المؤمنون
﴿ألا تزر وازرة وزر أخرى﴾ تز من وزر يزر إذا اكتسب وزراً وهو الاثم وان مخففة من الثقيلة والمعنى أنه لا تزر والضمير ضمير الشان ومحل ان وما بعدهاالجر بدلا من فِى صُحُفِ موسى أو الرفع على هو أن لا تزر كأن قائلاً قال وما في صحف موسى وإبراهيم فقيل أَلاَّ تَزِرُ وازرة اخرى اى الا تحمل نفس ذنب نفس
﴿وَأَن لَّيْسَ للإنسان إِلاَّ مَا سعى﴾ إلا سعيه وهذه ايضا مما في صحق إبراهيم وموسى وأما ما صح في الأخبار من الصدقة من الميت والحج عنه فقد قيل إن سعي غيره لما لم ينفعه إلا مبنياً على سى نفسه وهو أن يكون مؤمناً كان سعي غيره كأنه سعي نفسه لكونه تابعاً له وقائماً بقيامه ولأن سعي غيره لا ينفعه إذا عمله لنفسه ولكن إذا نواه به فهو بحكم الشرع كالنائب عنه والوكيل القائم مقامه
﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى﴾ أي يرى هو سعيه يوم القيامة في ميزانه
﴿ثُمَّ يُجْزَاهُ﴾ ثم يجزى العبد سعيه يقال جزاءه الله عمله وجزاه على عمله بحذف الجار وإيصال الفعل ويجوز أن يكون الضمير للجزاء ثم فسره بقوله ﴿الجزاء الأوفى﴾ أو أبدله عنه
﴿وأن إلى ربك المنتهى﴾ هذاكله في الصحف الأولى والمنتهى مصدر بمعنى الانتهاء أي ينتهي إليه الخلق ويرجعون إليه كقوله ولاى الله المصير
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى﴾ خلق الضحك والبكاء وقيل خلق الفرح والحزن وقيل أضحك المؤمنين في العقبى بالمواهب وأبكاهم في الدنيا بالنوائب
﴿وأنه هو أمات وأحيا﴾ قيل أمت الآباء وأحيا الأبناء أو أمات بالكفر وأحيا بالايمان او امت هنا وأحيا ثمة
﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى﴾
﴿مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تمنى﴾ إذا تدفق في الرحم
﴿وَأَنَّ عَلَيْهِ النشأة الأخرى﴾ الإحياء بعد الموت
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أغنى وأقنى﴾ وأعطى القنية وهي المال الذي تأثلته وعزمت أن لا تخرجه من يدك
﴿وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى﴾ هو كوكب يطلع بعد لاجوزاء في شدة لاحر وكانت خزاعة تعبدها فأعلم الله أنه رب معبودهم هذا
﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأولى﴾ هم قوم هود وعاد الأخرى إرم عَادٍ الولى مدني وبصري غير سهل بإدغام التنوين في اللام وطرح همزة أُوْلِى ونقل ضمتها إلى لام التعريف
﴿وثمود فما أبقى﴾ حمزة وعاصم الباقون وثمود
سورة القمر
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿اقتربت الساعة وانشق القمر﴾وهو معطوف على عادا ولا ينصب بفما أبقى لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلة لا تقول زيد فضربت وذا ما بعد النفي لا يعمل فيما قبله والمعنى وأهلك ثمود فما أبقاهم
﴿وقوم نوح﴾ اى واهلك قوم نوح ﴿مِن قَبْلُ﴾ من قبل عاد وثمود ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وأطغى﴾ من عاد وثمود لأنهم كانوا يضربونه حتى لا يكون به حراك وينفرون عنه حتى كانوا يحذرون صبيانهم أن يسمعوا منه
﴿والمؤتفكة﴾ والقرى التي ائتفكت بأهلها أي انقلبت وهم قوم لوط يقال افكه فأنفك ﴿أهوى﴾ أي رفعها إلى السماء على جناح جبريل ثم أهواها إلى الأرض أي أسقطها والمؤتفكة منصوب باهوى
﴿فغشاها﴾ ألبسها ﴿مَا غشى﴾ تهويل وتعظيم لما صب عليها من العذاب وأمطر عليها من الصخر المنضود
﴿فَبِأَىّ الآء رَبّكَ﴾ أيها المخاطب ﴿تتمارى﴾ تتشكك بما أولاك من النعم أو بما كفاك من النقم أو بأي نعم ربك الدالة على وحدانيته وربوبيته تشكك
﴿هذا نَذِيرٌ﴾ أي محمد منذر ﴿مّنَ النذر الأولى﴾ من المنذرين الأولين وقال الأولى على تاويل الجماعة او هذا القرآن تنذير من النذر الاولى اى نذار منجنس الإنذارات الأولى التي أنذر بها من قبلكم
﴿أَزِفَتِ الآزفة﴾ قربت الموصوفة بالقرب في قوله اقتربت الساعة
﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَةٌ﴾ أي ليس لها نفس كاشفة أي مبينة متى تقوم كقوله لاَ يُجَلّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ اوليس لهانفس كاشفة أي قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله تعالى غير أنه لا يكشفها
﴿أَفَمِنْ هذا الحديث﴾ أي القرآن ﴿تَعْجَبُونَ﴾ إنكاراً
﴿وتضحكون﴾ استهزءا ﴿ولا تبكون﴾ خشوعا
﴿وأنتم سامدون﴾ غافلون اولا هون لاعبون ومكانوا اذا سمعما القرآن عارضوه بالغناء ليشغلوا الناس عن استماعه
﴿فاسجدوا لِلَّهِ واعبدوا﴾ أي فاسجدوا لله واعبدوه ولا تعبدوا الآلهة والله اعلم
بسم الله الرحمن الرحيم