تفسير سورة المؤمنين ٢وهي مكية كلها
٢ - القطع المعتمدة في تحقيق سورة المؤمنون: الأم: ع. قطع المقارنة: القيروان: ١٦٩، ١٧٩..
ﰡ
سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن كعبا قال : لم يخلق الله بيده إلا ثلاثة، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الجنة بيده ثم قال لها : تكلمي، فقالت :﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾١.
المعلى بن هلال ذكره بإسناد قال : إن الله خلق الجنة بيده، فجعل لبنة ذهب، ولبنة فضة، وملاطها المسك، ثم جعل فيها ما جعل ثم نظر فيها فقال :﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾، ثم أغلق بابها فليس يعلم ما فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل.
قال : فالذي يوجد من برد السحر وطيبه فهو ما يخرج من خلل الباب.
عثمان عن عمرو عن الحسن قال : الخشوع : الخوف الثابت في القلب.
عثمان عن ليث عن مجاهد قال : الخشوع غض البصر وخفض الجناح.
وقال مجاهد : كان أهل العلم يكرهون إذا قام الرجل في صلاته أن يعبث بشيء من ( هكذا ) يديه، أو يلتفت، أو يهتم بشيء من أمر الدنيا.
المسعودي عن قتادة عن أبي مجلز عن أبي عبيدة أن عبد الله بن مسعود كان إذا قام في الصلاة خفض فيها بصره، ويديه وصوته.
خداش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال : كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت هذه الآية، فغضوا أبصارهم. فكان أحدهم ينظر إلى موضع سجوده.
وقال الحسن :﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ أي خائفون.
ويقال : الكذب. وهو واحد، وهو الشرك.
قوله } ﴿ أو ما مبكت أيمانهم ﴾( ٦ ) يطأ بملك يمينه كم شاء.
قال :﴿ فإنهم غير ملومين ﴾( ٦ ) أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم، لا لوم عليهم في ذلك، أي لا إثم عليهم.
﴿ فأولئك هم العادون ﴾( ٧ ) الزناة تعدوا الحلال إلى الحرام.
وكان قتادة يقول : من تعدى الحلال أصاب الحرام.
وقال السدي :﴿ فأولئك هم العادون ﴾ أي فأولئك هم المعتدون، أي الظالمون أنفسهم بركوب المعصية.
قال قتادة : على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها.
سعيد وهمام عن قتادة عن حنظلة الكاتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئهن ومواقيتهن وركوعهن وسجودهن، وعلم أنه حق لله عليه دخل الجنة، أو قال وجبت له الجنة".
وقال سعيد : حرم على النار.
قال يحيى : وبلغني أنها بالرومية.
سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هي ربوة الجنة، وأوسطها، وأفضلها.
إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : الفردوس : جبل في الجنة تفجر منه أنهار الجنة.
قال"﴿ فخلقنا المضغة عظما ﴾ ( ١٤ ) يعني جماعة العظام في قراءة من قرأها : عظما.
وهي تقرأ : عظاما يعني جماعة العظام عظما عظما.
﴿ فكسونا العظام ﴾ ( ١٤ ) وبعضهم يقرأها العظم١.
﴿ لحما ﴾ ( ١٤ ) وهي مثل الأولى.
قال :﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ ( ١٤ ).
أبو سهل عن أبي هلال الراسبي عن قتادة قال : أنبت عليه الشعر.
سعيد عن قتادة : قال أنبت به الشعر٢.
قال قتادة : وقال الحسن : الروح.
وفي تفسير عمرو عن الحسن : ذكرا وأنثى.
وقال ابن مجاهد عن أبيه : حين استوى به الشباب٣.
قال :﴿ فتبارك الله ﴾ ( ١٤ ) وهو من باب البركة كقوله :﴿ فعلى الله ﴾٤.
قوله :﴿ أحسن الخالقين ﴾ ( ١٤ ) إن العباد قد يخلقون، يشبهون بخلق الله، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الروح.
الربيع بن صبيح عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المصورون يعذبون يوم القيامة ويقال لهم : أحيوا ما خلقتم".
أبو أمية بن يعلي الثقفي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال الله من أظلم ممن يخلق ( يخلق )٥. كخلقي، فليخلقوا ( ذبانا )٦. أو ذرة أو بعوضة".
حماد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله".
حماد عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب قال :"وافقني ربي، أو وافقت ربي في أربع، قال لما نزلت :﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾ إلى آخر الآية قلت : تبارك الله أحسن الخالقين. فقال رسول الله : يا عمر لقد ختمها الله بما قلت : وقلت : يا رسول الله، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى.
فأنزل الله :﴿ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾٧ قلت : يا رسول الله، لو حجبت النساء فإنه يدخل عليهن الصالح وغيره، فأنزل الله آية الحجاب. وكان بين نبي الله وبين نسائه شيء فقلت لتنتهن أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن، فأنزل الله :﴿ عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ﴾٨.
٢ ـ في الطبري ١٨/١٠ : عن معمر عن قتادة: نبات الشعر..
٣ ـ تفسير مجاهد، ٢/٤٣٠..
٤ ـ الأعراف، ١٩٠..
٥ ـ في ع: تخلق. الإصلاح من ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٢٥ وابن محكم، ٣/١٣٣..
٦ ـ الذبان جمع ذ، مفردة ذباب وهو معروف. لسان العرب مادة: ذبب. وفي ابن أبي زمنين، ورقة، ٢٢٥: ذبابا..
٧ ـ البقرة، ١٢٥..
٨ ـ التحريم، ٥..
﴿ لميتون ﴾ ( ١٥ ) إذا جاء أجله.
عاصم بن حكيم عن سليمان التيمي عن الحسن بن مسلم عن ابن عباس قال : ما عام بأكثر من عام مطرا. أو قال : ما من عام، ولكن الله يصرفه حيث شاء. وقرأ هذه الآية :﴿ ولقد صرفناه بينهم ﴾١.
الخليل بن مرة عن عمرو أن عليا قال : إن هذا الرزق يتنزل من السماء كقطر المطر إلى كل نفس بما كتب الله لها.
عمار عن المسعودي أن عبد الله بن مسعود قال : كل النخل ينبت في مستنقع الماء الأول إلا العجوة فإنها من الجنة.
قال :﴿ فأسكناه في الأرض ﴾ ( ١٨ ).
قال الكلبي : يعني الأنهار، والعيون، والركي، يعني الآبار.
﴿ وإنا على ذهاب به ﴾ ( ١٨ ) على أن نذهب بذلك الماء.
﴿ لقادرون ﴾( ١٨ )
﴿ جنات من نخيل وأعناب لكم فيها ﴾ ( ١٩ ) في تلك الجنات.
﴿ فواكه كثيرة ﴾ ( ١٩ ) يعني أنواع الفاكهة.
﴿ ومنها تأكلون ﴾( ١٩ ).
وقال ابن مجاهد عن أبيه، سيناء : المبارك٣، أي الجبل المبارك، طور سنين.
قوله :﴿ تنبت بالدهن ﴾ ( ٢٠ ).
وقال ابن مجاهد عن أبيه : تثمر به٤ ﴿ وصبغ للآكلين ﴾( ٢٠ ).
عثمان عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله :"الزيت٥ شجرة مباركة فأتدموا به وادهنوا".
٢ ـ الطبري، ١٨/١٣: عن معمر عن قتادة..
٣ ـ تفسير مجاهد، ٢/٤٣٠..
٤ ـ نفس الملاحظة..
٥ ـ في ابن محكم، ٣/١٣٥ إضافة : من..
﴿ نسقيكم مما بطونها ﴾( ٢١ ) يعني اللبن.
﴿ ولكم فيها منافع كثيرة ﴾ ( ٢١ ) في ألبانها، وظهورها، وكل ما ينتفع به منها.
قال :﴿ ومنها تأكلون ﴾ ( ٢١ ) يعني لحومها. / ( ٤٥ ب )
وقد قال في آية أخرى :﴿ وآية لهم أنا حملنا ذريتهم١ في الفلك المشحون ( ٤١ ) وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ( ٤٢ ) ﴾٢. وقال في آية أخرى :﴿ وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ﴾٣.
٢ ـ يس، ٤١ ـ ٤٢..
٣ ـ الزخرف، ١٢..
﴿ يريد أن يتفضل عليكم ﴾ ( ٢٤ ) بالرسالة وما له عليكم من فضل.
﴿ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ﴾ ( ٢٤ ) ولو أنزل ملائكة لآمنا.
﴿ ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ﴾ ( ٢٤ ) أن رجلا ادعى النبوة.
قال بعضهم : حتى يموت، وقال بعضهم : حتى يستبين جنونه.
وقال في آية أخرى :﴿ مغلوب فانتصر ﴾١.
قوله :﴿ فاسلك فيها ﴾ أي فاحمل فيها.
﴿ من كل زوجين اثنين ﴾ من كل صنفين اثنين.
يزيد بن إبراهيم والحين بن دينار عن محمد بن سيرين قال : نبئت أن بعض أمراء المؤمنين سأل صاحبا لكعب : هل سمعت كعبا يقول في الطلاء ١شيئا ؟.
قال : نعم سمعته يقول : لما هبط نوح من السفينة أعطي مثالا، فجعل ينظر فيه وجعل يأمرهم أن يخرجوا، فأخرجوا حتى بقي ( حبلتان )٢ من عنب. فجاء الرسول فقال : لا أجدهما. فأمره، فرجع فقال : لا أجدهما، ثم أمره فرجع فقال : لا أجدهما : فقام قائما واستقبله ملك أو جبريل فقال له : ارجع فقد ذهب بهما الشيطان، وقد ذهب من يجيء بهما. فجيء بالحبلتين وبالشيطان فقال لنوح : إنه شريكك فأحسن شركه. فقال : لي الثلثان وله الثلث. فقيل : إنه شريكك فأحسن شركه. قال : لي النصف وله النصف. فقيل إنه شريكك فأحسن شركه فقال : لي الثلث وله الثلثان فقيل : أحسنت وأنت محسان، تأكله عنبا، وتأكله زبيبا، وتشربه عصيرا وتطبخه حتى يذهب ثلثاه ثم تشربه.
قوله :﴿ وأهلك ﴾( ٢٧ ) أي واحمل فيها أهلك.
﴿ إلا من سبق عليه القول منهم ﴾( ٢٧ ) ابنه الذي غرق. والقول : الغضب. ﴿ ولا تخاطبني ﴾( ٢٧ ) أي ولا تراجعني.
﴿ في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) ﴾
٢ ـ حبلتان: مثنى حبلة، وتجمع على : جبل. وهي شجر العنب. لسان العرب، مادة: حبل..
﴿ فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ﴾( ٢٨ ) المشركين.
وقال في آية أخرى :﴿ وقال اركبوا فيها بسم اله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ﴾١.
عثمان عن قتادة قال : قد بين الله لكم ما تقولون إذا ركبتم في البر، وما تقولون إذا ركبتم في البحر. إذا ركبتم في البر قلتم ﴿ سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾٢. و إذا ركبتم في البحر قلتم :﴿ بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ﴾٣.
وقال سعيد عن قتادة يعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم، فإذا ركبتم قلتم عند الركوب :﴿ سبحان الله الذي سخر لنا هذا ﴾ و﴿ بسم الله مجراها ومرساها ﴾، وعند النزول :﴿ رب أنزلني مباركا وأنت خير المنزلين ﴾ ( ٢٩ ).
ابن مجاهد عن أبيه قال :﴿ منزلا مباركا ﴾ لنوح حين نزل من السفينة٤.
قال يحيى : وسمعت الناس إذا نزلوا منزلا قالوا هذا القول.
٢ ـ الزخرف، ١٣ ـ ١٤..
٣ -هود، ٤١..
٤ ـ تفسير مجاهد، ٢/٤٣٠..
﴿ فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ﴾( ٢٨ ) المشركين.
وقال في آية أخرى :﴿ وقال اركبوا فيها بسم اله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ﴾١.
عثمان عن قتادة قال : قد بين الله لكم ما تقولون إذا ركبتم في البر، وما تقولون إذا ركبتم في البحر. إذا ركبتم في البر قلتم ﴿ سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( ١٣ ) وإنا إلى ربنا لمنقلبون ( ١٤ ) ﴾٢. و إذا ركبتم في البحر قلتم :﴿ بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم ﴾٣.
وقال سعيد عن قتادة يعلمكم كيف تقولون إذا ركبتم، فإذا ركبتم قلتم عند الركوب :﴿ سبحان الله الذي سخر لنا هذا ﴾ و﴿ بسم الله مجراها ومرساها ﴾، وعند النزول :﴿ رب أنزلني مباركا وأنت خير المنزلين ﴾ ( ٢٩ ).
ابن مجاهد عن أبيه قال :﴿ منزلا مباركا ﴾ لنوح حين نزل من السفينة٤.
قال يحيى : وسمعت الناس إذا نزلوا منزلا قالوا هذا القول.
٢ ـ الزخرف، ١٣ ـ ١٤..
٣ -هود، ٤١..
٤ ـ تفسير مجاهد، ٢/٤٣٠..
﴿ قرنا آخرين ﴾ ( ٣١ ) يعني عادا.
﴿ ما هذا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ﴾
قال قتادة : خلق لا والد له، آية، ووالدته ولدته من غير رجل، آية. وقال السدي :﴿ آية ﴾ عبرة.
قوله :﴿ وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ﴾ ( ٥٠ )
سعيد عن قتادة : قال : الربوة هي بيت المقدس١.
قال يحيى : ذكر لنا أن كعبا كان يقول : هي أدنى الأرض إلى السماء، ثمانية عشر ميلا. ٢
المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال : بقعة في مكان مرتفع يقر فيه الماء.
وتفسير ابن مجاهد عن أبيه : الربوة المستوية٣. وهو حديث المعلى.
سعيد عن الحسن قال : الربوة دمشق.
نعيم بن يحيى عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : هي دمشق٤.
وقال :﴿ ذات قرار ﴾ يعني المنازل، والمعين : الماء الذي أصله من العيون، الظاهر الجاري.
وقال الكلبي : المعين، الجاري وغير الجاري، إذا نالته الدلاء.
شريك عن جابر عن عكرمة قال : الماء المعين : الظاهر.
سعيد عن قتادة قال :﴿ ذات قرار ومعين ﴾. ذات ثمر كثير وماء جاري ( هكذا )٥.
٢ ـ في الطبري، ١٨/٢٧: عن معمر عن قتادة: كان كعب يقول..
٣ ـ تفسير مجاهد، ٢/٤٣١..
٤ ـ تفسير الطبري، ١٨/٢٦..
٥ ـ في الطبري، ١٨/٢٨: عن معمر عن قتادة: هي ذات ثمار وهي بيت المقدس. وعلق الطبري على هذا الشرح بقوله: وهذا القول الذي قاله قتادة في معنى:﴿ذات قرار﴾ وإن لم يكن أراد بقوله: أنها إنما وصفت بأنها ذات قرار لما فيها من الثمار، ومن أجل ذلك يستقر فيها ساكونها، فلا وجه له نعرفه..
﴿ واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ﴾ ( ٥١ ) هكذا أمر الله الرسل.
وقال قتادة : دينكم واحد يعني الإسلام، والشريعة مختلفة. قال :﴿ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ﴾٢.
( وقال السدي : يعني ملتكم ملة واحدة، يعني الإسلام )٣. قال :﴿ وأنا ربكم فاتقون ﴾ ( ٥٢ ) أن تعبدوا غيري. ( وقال السدي :﴿ فاتقون ﴾ يعني فاعبدون )٤.
٢ ـ المائدة، ٤٨..
٣ ـ إضافة من ١٦٩..
٤ ـ نفس الملاحظة..
وقال مجاهد : قطعا. وهم أهل الكتاب٤. ( أ )٥ سعيد عن قتادة قال :﴿ فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا ﴾ قال كتبا. ٦
قال سعيد : وقال الحسن : تقطعوا كتاب الله بينهم ( فحرفوه )٧، وبدلوه كتابا كتبوه على ما حرفوا.
قال يحيى وهي تقرأ على وجهين : زبرا مثل قراءة مجاهد، وزبرا مثل قراءة قتادة٨.
فمن قرأها، زبرا قال : قطعا، ومن قرأها : زبرا قال : كتبا. وهي كقوله :﴿ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ﴾٩. فرقا وهذا هو مقرأ الحسن وغيره. وكان علي بن أبي طالب ( وغيره )١٠ يقرؤها : فارقوا دينهم وكانوا شيعا.
قال :﴿ كل حزب ﴾ ( ٥٣ ) كل قوم/منهم. ﴿ بما لديهم ﴾ ( ٥٣ ) يقول : بما عندهم مما اختلفوا فيه. ﴿ فرحون ﴾( ٥٣ ) يقول : راضون. تفسير السدي.
( حدثني )١١ حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]١٢ :" تفرقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة، فرقة واحدة في الجنة وسايرها في النار، ولتفترقن هذه الأمة على إحدى وسبعين، واحدة١٣ في الجنة وسائرهم في النار".
( وحدثني )١٤ ( خالد عن زيد بن أسلم )١٥ عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم١٦ :' لتتبعن سنة من كان قبلكم ذراعا بذراع وشريا بشبر حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قالوا يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟"
( حدثني )١٧ خداش عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ]١٨ مثله غير أنه قال لدخلتموه.
( ل )١٩ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ]٢٠ مثله.
٢ ـ في ١٦٩: دحلوا..
٣ ـ إضافة من ١٦٩..
٤ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٣١: يعني الكتب فرقوها قطعا..
٥ ـ إضافة من ١٦٩..
٦ ـ في الطبري، ١٨/٢٩: عن معمر عن قتادة..
٧ ـ في ع فخرقوه وهو خطأ من الناسخ. في ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٢٧: فحرفوه..
٨ ـ لم يرد الاختلاف في هذا الحرف في كتاب السبعة لابن مجاهد ولا في النشر لابن الجزري. ذكره الطبري في: ١٨/٢٩. ٣٠. أنظر كذلك: التحرير والتنوير لابن عاشور ١٨/٧٣..
٩ ـ الروم، ٣٢..
١٠ ـ ساقطة في ١٦٩..
١١ ـ إضافة من ١٦٩..
١٢ ـ نفس الملاحظة..
١٣ ـ في ١٦٩: لتزيدن هذه الأمة عليهم بواحدة فواحدة..
١٤ ـ إضافة من ١٦٩..
١٥ ـ في طرة ع: في كتاب أبي داود: خالد عن صفوان بن سليم..
١٦ ـ إضافة من ١٦٩..
١٧ ـ نفس الملاحظة..
١٨ ـ نفس الملاحظة..
١٩ نفس الملاحظة..
٢٠ ـ نفس الملاحظة..
( و )١ قال قتادة : في ضلالتهم.
﴿ حتى حين ﴾( ٥٤ ) يعني إلى آجالهم. تفسير السدي. وهي منسوخة نسخها القتال.
( ا )١ عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال :( أي )٢ نزيدهم، نملي لهم٣.
﴿ من مال وبنين ( ٥٥ ) نسارع لهم في الخيرات ﴾ ( ٥٦ ) أي ( لذلك ) ٤ نمدهم بالمال والولد يعني المشركين.
٢ ـ ساقطة في ١٦٩..
٣ ـ تفسير مجاهد، ٢/٤٣٢..
٤ ـ في ١٦٩: ليس بذاك. وفي ابن أبي زمنين، ورقة: ٢٢٧، وابن محكم، ٣/١٤١،: "ليس لذلك"..
( حدثني )١ أبو الأشهب عن الحسن قال : كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البر ويخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم.
[ ا سعيد عن قتادة قال........ على خوف من الله جل وعز ويعلمون أنهم راجعون إلى ربهم.
وحدثني ]٢ المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال :{ يعملون ما عملوا من الخير وهم يخافون ألا يقبل منهم )٣.
٢ ـ إضافة من ١٦٩ بها تمزيق بقدر ٣ كلمات..
٣ ـ في ١٦٩: المؤمن ينفق وقلبه وجل من خشية الله أنه إلى ربه راجع..
وقال الحسن : أي فيما افترض الله عليهم، يعني﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون( ٥٨ ) والذين هم بربهم لا يشركون ( ٩٥ ) والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾( ٦٠ ).
قوله :﴿ وهم لها سابقون ﴾( ٦١ ) ﴿ وهم لها ﴾ للخيرات، مدركون في تفسير الحسن.
وقال بعضهم :﴿ لها سابقون ﴾ بها سابقون أي بالخيرات.
( قال : وحدثني )٢ عبد الرحمن٣ بن أبي بكر بن أبي مليكة القرشي المكي ( ابن )٤ أخي عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس وعائشة أنهما كانا يقرآن هذا الحرف :﴿ والذين يؤتون ما آتوا ﴾، خفيفة بغير مد أي يعملون ما عملوا مما نهوا عنه﴿ وقلوبهم وجلة ﴾ خايفة أن يؤخذوا به.
٢ ـ نفس الملاحظة..
٣ ـ بداية (٢) من ١٦٩..
٤ ـ في ١٦٩: بن..
قوله :﴿ ولدينا ﴾( ٦٢ ) أي وعندنا.
﴿ كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ﴾( ٦٢ ).
( حدثني )١. نعيم بن يحيى عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم فقال : اكتب. قال : رب ما أكتب قال : ما هو كائن. ( قال ) :٢ فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. قال : فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس، فيجدونه على ما في الكتاب.
قال يحيى : وسمعت بعضهم يزيد فيه : تلا ابن عباس هذا الآية :﴿ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ﴾٣. ثم قال : ألستم قوما عربا ؟ هل تكون النسخة إلا من كتاب ؟
٢ ـ نفس الملاحظة..
٣ ـ الجاثية، ٢٩..
قال قتادة : يقول في غفلة من هذا، مما ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى.
﴿ ولهم ﴾١ ( ٦٣ ) يعني المشركين.
( أعمال من دون ذلك )( ٦٣ ) دون أعمال المؤمنين هي شر من أعمال المؤمنين.
﴿ هم لها عاملون ﴾ ( ٦٣ ) لتلك الأعمال.
وتفسير مجاهد :﴿ في غمرة من هذا ﴾ يعني القرآن. ﴿ ولهم أعمال من دون ذلك ﴾ : خطايا من دون ذلك، من دون الحق٢.
وبعضهم يقول : أعمال لم يعملوها، سيعملونها.
( ا )٣ بحر السقاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر ( بن الخطاب )٤ قال : يا رسول الله أنعمل قد فرغ منه أو لما نأتنف ؟٥ قال : لا، بل اعمل لما قد فرغ منه. قال :( ففيم )٦ العمل إذا ؟ قال : اعملوا فكل لا ينال إلا بعمل. قال : هذا حين نجتهد.
( ا )٧ درست عن يزيد ( بن أبان )٨ الرقاشي أن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله ما العمل ( اليوم )٩، أشيء مستأنف ( أم )١٠ شيء قد فرغ منه ؟ قال : قد فرغ منه. قال : ففيم العمل اليوم ؟ ( فقال )١١ : كل عبد ( موتى )١٢. لما خلق له.
( حدثني )١٣ حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن ( ٤٧ أ ) الشخير قال : لم ( تكلوا )١٤ / إلى القدر وإليه تصيرون.
٢ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٣٢. ٤٣٣ يعني في عمى من هذا القرآن، يعني خطايا من دون ذلك لا بد لهم أن يعملوها..
٣ ـ إضافة من ١٦٩..
٤ ـ نفس الملاحظة..
٥ ـ استأنف الشيء وأتنفه ابتدأه. لسان العرب..
٦ ـ مادة: أنف في ١٦٩: فيم..
٧ ـ إضافة من ١٦٩..
٨ ـ نفس الملاحظة..
٩ ـ نفس الملاحظة..
١٠ ـ في ١٦٩: او..
١١ ـ في ١٦٩: قال..
١٢ ـ في ١٦٩: موتا..
١٣ ـ إضافة من ١٦٩..
١٤ ـ في ابن محكم، ٣/١٤٣ : لم توكلوا..
﴿ أخذنا مترفيهم بالعذاب ﴾ ( ٦٤ ) يعني أبا جهل وأصحابه الذين قتلوا يوم بدر. نزلت هذه الآية قبل ذلك بمكة. قال :﴿ إذا هم يجأرون ﴾ ( ٦٤ ). قال قتادة : يجزعون.
( حدثني )١. أبو الأشهب عن الحسن قال : مستكبرين بحرمي، تهجرون رسولي.
وفي تفسير عمرو عن الحسن في قوله :﴿ سامرا ﴾ يقول : قد بلغ من أمانكم أن سامركم يسمر بالبطحاء، يعني سمر الليل، والعرب تقتل بعضها بعضا، وتسيء بعضها بعضا، وأنتم في ذلك تهجرون كتابي ورسولي.
وقال الكلبي : وأنتم سمرا حول البيت.
قال يحيى : مقرأ الكلبي في هذا الحرف سمرا.
( ا )٢ سعيد عن قتادة قال :﴿ مستكبرين به ﴾ بالحرم، يعني : أهل مكة.
﴿ سامرا ﴾ سامرهم لا يخاف شيئا، كانوا يقولون : نحن أهل الحرم فلا نقرب، لما أعطاهم الله من الأمن٣.
﴿ تهجرون ﴾ تتكلمون بالشرك والبهتان في حرم الله.
( ا )٤ عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال :﴿ سامرا ﴾، مجلسا٥.
( قال وحدثني )٦ المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال :٧ هو منكر القول، وهجر القول٨.
٢ ـ إضافة من ١٦٩..
٣ ـ في الطبري، ١٨/٣٩. ٤٠: عن معمر عن قتادة، بلفظ قريب..
٤ ـ إضافة من ١٦٩..
٥ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٣٣: يعني بالليل..
٦ ـ إضافة من ١٦٩..
٧ نفس الملاحظة..
٨ ـ في الطبري، ١٨/٤٠: بالقول السيئ في القرآن..
وقال السدي :﴿ أم جاءهم ما لم يأت ﴾ يعني الذي لم يأت آباءهم الأولين، وهو واحد.
قال الله :﴿ بل جاءهم بالحق ﴾ ( ٧٠ ) القرآن. ﴿ وأكثرهم للحق كارهون ﴾ ( ٧٠ ) يعني جماعة من لم يؤمن منهم.
وتفسير الحسن : لو كان الحق في أهوائهم، لوقعت أهواؤهم على هلاك السماوات والأرض ومن فيهن.
وقال بعضهم : الحق هاهنا : الله، كقوله :﴿ وتواصوا بالحق ﴾١. عني بالحق الله ﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ ( على )٢ فرائضه.
قال :﴿ بل آتيناهم بذكرهم ﴾ ( ٧١ ) بشرفهم، شرف لمن آمن به.
قال السحن وقتادة : يعني القرآن، أنزلنا عليهم فيه ما يأتون، وما يتقون، وما يحرمون، وما يحلون. ﴿ فهم عن ذكرهم ﴾ ( ٧١ ) عما بينا لهم. ﴿ معرضون ﴾ ( ٧١ )وقال قتادة : معرضون عن القرآن.
وقال السدي :﴿ بل أتيناهم بذكرهم ﴾ : بشرفهم ﴿ فهم عن ذكرهم ﴾ يعني عن شرفهم ﴿ معرضون ﴾.
قال يحيى : سمعت سفيان الثوري يذكر في هذه الآية :﴿ لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ﴾٣ : فيه شرفكم.
٢ ـ في ع: غلى..
٣ ـ الأنبياء، ١٠..
قال قتادة : أم تسألهم على ما أتيتهم به جعلا، أي إنك لا تسألهم عليه أجرا.
قال :﴿ فخراج ربك خير ﴾ ( ٧٢ ) أجر ربك أي ثوابه في الآخرة خير من أجرهم لو أعطوك في الدنيا أجرا. قال :﴿ وهو خير الرازقين ﴾ ( ٧٢ ).
وقد جعل الله رزق العباد بعضهم من بعض، يرزق الله إياهم، يقسم رزق هذا على يدي هذا﴿ وهو خير ﴾ أفضل ﴿ الرازقين ﴾. وهو تفسير السدي.
عبد الرحمن بن يزيد الشامي عن عثمان بن حيان عن أم الدرداء قالت : ما بال أحدكم يقول : اللهم ارزقني، وقد علم أن الله لا يمطر عليه من السماء دنانير ولا دراهم، وإنما يرزق بعضكم من بعض، فمن ساق الله إليه رزقا فليقبله، وإن لم يكن إليه محتاجا فليعطه في أهل الحاجة من إخوانه، وإن كان محتاجا استعان به على حاجته، ولا يرد على الله رزقه الذي رزقه.
الخليل بن مرة عن عمران القصير قال : لقيت مكحولا بمكة، فأعطاني شيئا فانقبضت عنه فقال : خذه فإني سأحدثك فيه بحديث، فقلت : حدثني به فإنه أحب إلي منه. فقال : أعطى رسول الله عمر شيئا، فكأنه انقبض عن أخذه، فقال له رسول الله :" إذا أتاك الله بشيء لم تطلبه ولم تعرض له فخذه، فإن كنت محتاجا إليه فأنفقه، وإن لم تكن إليه محتاجا فضعه في أهل الحاجة".
ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن قبيصة بن ذويب أن عمر بن الخطاب دفع إلى عبد الله بن سعد، رجل من قريش، ألف دينار، فقال : لا إرب لي بها يا أمير المؤمنين، ستجد من هو أحوج إليها مني. فقال خذها/ فإنما قلت لي كما قلت ( ٤٧ ب ) لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :"يا عمر، ما أتاك من عطاء غير مشرفة له نفسك ولا سائلة فأقبله".
قال :﴿ إذا هم فيه مبلسون ﴾ ( ٧٧ ) يائسون١.
﴿ السمع والأبصار والأفئدة ﴾ ( ٧٨ ) يعني سمعهم، وأبصارهم، وأفئدتهم.
﴿ قليلا ما تشكرون ﴾( ٧٨ ) أقلكم من يشكر، أي يؤمن.
قوله :﴿ إن هذا إلا أساطير الأولين ﴾( ٨٣ ) كذب الأولين وباطلهم.
وقد كان مشركو العرب يقرون بهذا.
قال ابن مجاهد عن أبيه، خزائن كل شيء١. ﴿ وهو يجير ﴾ ( ٨٨ ). من يشاء فيمنعه فلا يوصل إليه. ﴿ ولا يجار عليه ﴾ ( ٨٨ ) أي من أراد أن يعذبه لم يستطع أحد منعه. ﴿ إن كنتم تعلمون( ٨٨ ) ﴾
وهي تقرأ على وجه آخر : بل ( أتيناهم )١. يا محمد بالحق : بالقرآن.
﴿ وإنهم لكاذبون ﴾ ( ٩٠ )
﴿ وما كان معه من إله ﴾ ( ٩١ ) وذلك لما عبدوا من الأوثان، اتخذوا مع الله آلهة.
قال :﴿ إذا لذهب كل إله بما خلق ﴾ ( ٩١ ) يقول : لو كان معه آلهة :﴿ إذا لذهب كل إله بما خلق ﴾. ﴿ ولعلا بعضهم على بعض ﴾( ٩١ ) لطلب بعضهم ملك بعض حتى يعلو عليه، كما يفعل ملوك الدنيا. ﴿ سبحان الله عما يصفون ﴾ ( ٩١ ) ينزه نفسه ( كما )١ يكذبون.
قال الحسن : ليس أحد من خلق الله ليس لله بولي إلا وهو يسأل الله الرجعة إلى الدنيا عند الموت بكلام يتكلم به، وإن كان أخرس لم يتكلم في الدنيا بحرف قط وذلك، إذا استبان له أنه من أهل النار سأل الله الرجعة ولا يسمعه من يليه.
قال الله :﴿ كلا ﴾( ١٠٠ ) ليس براجع إلى الدنيا، وهي مثل قوله :{ وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )( ١٠٠ )١
ثم قال ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) ( ١٠٠ ) هذه الكلمة ( قال رب ارجعون ( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت } ( ١٠٠ ).
خالد وإبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن سليمان بن عطاء عن رجل من بني حارثة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا حضر الإنسان الموت جمع كل شيء له كان يمنعه من الحق، فجعل بين عينيه"، في حديث خالد، وفي حديث إبراهيم كل شيء كان يمنعه من حقه فجعل بين يديه، فعند ذلك يقول :﴿ قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾.
قال يحيى : وأخبرني رجل من أهل الكوفة عن السدي قال : إن الكافر إذا نزل به الموت وعاين حسناته قليلة وسيئاته كثيرة، نظر إلى ملك الموت من قبل أن يخرج من الدنيا، فتمنى الرجعة وصدق بما كذب به، فعند ذلك يقول :﴿ رب ارجعون ﴾ يعني إلى الدنيا ﴿ لعلي أعمل صالحا فيما تركت ﴾. بقول الله :﴿ كلا ﴾ يعني لا يرجع إلى الدنيا. ثم استأنف فقال :﴿ كلا إنها كلمة هو قائلها ﴾ ولا يسمع بها بنو آدم. ونحو ذلك مثل قول فرعون في سورة يونس٢.
قوله :﴿ ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ﴾ ( ١٠٠ ).
فطر بن خليفة قال : سألت مجاهدا عن هذه الآية فقال : ما بين الموت إلى البعث٣.
سعيد عن قتادة : قال : أهل القبور في البرزخ، وهو الحاجز بين الدنيا والآخرة٤.
وقال السدي : البرزخ ما بين النفختين.
٢ - لعله يقصد الآية: ٩٠ من سورة يونس..
٣ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٣٤: البرزخ: الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا؟.
٤ ـ في الطبري، ١٨/٥٣: عن معمر عن قتادة: برزخ بقية الدنيا..
﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾ ( ١٠١ ).
سعيد عن قتادة عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ثلاثة مواطن لا يسأل فيها أحد أحدا. إذا وضعت الموازين حتى يعلم أيثقل ميزانه أم يخف، وإذا تطايرت الكتب حتى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وعند الصراط حتى يعلم أيجوز الصراط أم لا يجوز".
وفي تفسير عمرو عن الحسن أن أنسابهم يومئذ قائمة معروفة قال :﴿ يوم يفر المرء من أخيه( ٣٤ ) وأمه وأبيه ﴾ ( ٣٥ )١.
قال يحيى : وسمعت بعض الكوفيين يقول :﴿ يبصرونهم ﴾٢ أي يرونهم. يقول : يعرفونهم في مواطن، ولا يعرفونهم في مواطن.
وقال الحسن :﴿ فلا أنساب بينهم ﴾ يتعاطفون عليها كما كانوا يتعاطفون عليها في الدنيا، ﴿ ولا يتساءلون ﴾ عليها أن يحمل بعضهم عن بعض كما يتساءلون في الدنيا بأنسابهم. كقول الرجل أسألك بالله وبالرحم.
٢ ـ المعارج، ١١..
قال :﴿ وفي جهنم خالدون ﴾ ( ١٠٣ ) لا يخرجون منها ولا يموتون.
قال يحيى : وبلغني عن ابن مسعود قال : مثل الرأس المشيط١.
قال : وأخبرني صاحب لي عن يحيى بن عبد الله المدني عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله :" شفته السفلى ساقطة على صدره، والعليا قالصة قد غطت وجهه".
حاجب بن عمر عن عمه الحكم بن الأعرج عن أبي هريرة قال : يعظم الكافر في النار مسيرة سبع ليال، ضرسه مثل أحد، شفاههم عند صدورهم، سود، زرق، حبن٢، مفتوحون، يتهافتون في النار، ويقول : هل امتلأت ؟ وتقول هل من مزيد ؟ حتى يضع الرحمن قدمه فيها فتقول : رب قط قط.
٢ ـ في طرة ع: الحبن: عظم البطن..
قال يحيى : وقد ذكرنا الحديث عن النبي عليه السلام أنه يكتب في بطن أمه شقيا أو سعيدا في غير هذه السورة.
سعيد عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو أن أهل جهنم يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما، ثم يرد عليهم :﴿ إنكم ماكثون ﴾١. ثم ينادون ربهم :﴿ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ﴾، فيسكت عنهم قدر عمر الدنيا مرتين، ثم يرد عليهم :﴿ اخشوا فيها ولا تكلمون ﴾ فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة وما هو إلا الزفير والشهيق. فشبه أصواتهم بأصوات الحمير : أولها زفير، وآخرها شهيق٢.
أبو أمية عن سليمان التيمي أن أهل النار يدعون خزنة أهل النار أربعين سنة، ثم يكون جوابهم إياهم : ألم تأتكم رسلكم بالبينات ؟ ﴿ قالوا بلى فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ﴾٣. ثم ينادون مالكا فلا يجيبهم مقدار ثمانين سنة. ثم يكون جواب مالك إياهم :﴿ إنكم ماكثون ﴾ ثم يدعون ربهم :﴿ ربنا أخرجنا منها ﴾، فلا يجيبهم مقدار الدنيا مرتين، ثم يكون جوابه إياهم :﴿ اخسؤوا فيها ولا تكلمون ﴾ ثم إنما هو الزفير والشهيق.
قوله :﴿ اخسؤوا فيها ﴾( ١٠٨ ).
تفسير الحسن والسدي : اصغروا فيها، الخاسئ عندهما الصاغر.
وتفسير قتادة : الخاسئ : الذي لا يتكلم، ليس إلا الزفير والشهيق.
٢ ـ في الطبري، ١٨/٦٠: عن معمر عن قتادة بلفظ قريب..
٣ ـ غافر، ٥٠..
سعيد عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو أن أهل جهنم يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما، ثم يرد عليهم :﴿ إنكم ماكثون ﴾١. ثم ينادون ربهم :﴿ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ﴾، فيسكت عنهم قدر عمر الدنيا مرتين، ثم يرد عليهم :﴿ اخشوا فيها ولا تكلمون ﴾ فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة وما هو إلا الزفير والشهيق. فشبه أصواتهم بأصوات الحمير : أولها زفير، وآخرها شهيق٢.
أبو أمية عن سليمان التيمي أن أهل النار يدعون خزنة أهل النار أربعين سنة، ثم يكون جوابهم إياهم : ألم تأتكم رسلكم بالبينات ؟ ﴿ قالوا بلى فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ﴾٣. ثم ينادون مالكا فلا يجيبهم مقدار ثمانين سنة. ثم يكون جواب مالك إياهم :﴿ إنكم ماكثون ﴾ ثم يدعون ربهم :﴿ ربنا أخرجنا منها ﴾، فلا يجيبهم مقدار الدنيا مرتين، ثم يكون جوابه إياهم :﴿ اخسؤوا فيها ولا تكلمون ﴾ ثم إنما هو الزفير والشهيق.
قوله :﴿ اخسؤوا فيها ﴾( ١٠٨ ).
تفسير الحسن والسدي : اصغروا فيها، الخاسئ عندهما الصاغر.
وتفسير قتادة : الخاسئ : الذي لا يتكلم، ليس إلا الزفير والشهيق.
٢ ـ في الطبري، ١٨/٦٠: عن معمر عن قتادة بلفظ قريب..
٣ ـ غافر، ٥٠..
﴿ يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين ﴾ ( ١٠٩ ) أفضل من رحم.
وقد جعل الله الرحمة في قلب من يشاء، وذلك من رحمة الله وهو أرحم من خلقه.
الصلت بن دينار عن أبي عثمان النهدي١. عن سلمان الفارسي قال : إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة منها طباقها السماوات والأرض، فأنزل منها رحمة واحدة فيها تتراحم الخليقة، حتى ترحم البهيمة بهيمتها، والوالدة ولدها، حتى إذا كان يوم القيامة ( جاء )٢ بتلك التسع والتسعين الرحمة، ونزع تلك الرحمة من قلوب الخليقة فكملها مائة رحمة، ثم نصبها بينه وبين خلقه. فالخائب من خيب من تلك المائة الرحمة.
٢ ـ في ع: خا..
﴿ حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون ﴾( ١١٠ ) كانوا يسخرون بأصحاب الأنبياء، يضحكون منهم.
وقوله :﴿ حتى ( أنسوكم )١ ذكري ﴾ ليس يعني أن أصحاب الأنبياء أنسوهم ذكر الله فأمرهم ألا يذكروه، ولكن جحودهم، واستهزاؤهم، وضحكهم منهم هو الذي أنساهم ذكر الله، كقول الرجل : أنساني فلان كل شيء، وفلان غائب عنه، بلغه عنه أمر فشغل ذلك قلبه. وهي كلمة عربية.
﴿ أنهم هم الفائزون ﴾( ١١١ ) ذلك جزاؤهم ﴿ أنهم ﴾ أي بأنهم ﴿ هم الفائزون ﴾. وهي تقرأ على وجه آخر : إني جزيتهم اليوم الجنة بما صبروا في الدنيا.
ثم قال :﴿ أنهم هم الفائزون ﴾ وقوله :﴿ الفائزون ﴾ الناجحون من النار، فازوا من النار إلى الجنة.
﴿ في الأرض عدد سنين ﴾( ١١٢ ) أي كم عدد السنين التي لبثتم في الأرض ؟
يريد بذلك أن يعلمهم قلة بقائهم كان في الدنيا، فتصاغرت الدنيا عندهم.
( قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم )( ١١٣ ) وذلك لتصاغر الدنيا عندهم.
قوله :﴿ ( لو )٢ أنكم تعلمون ﴾( ١١٤ ) أي لو كنتم علماء لم تدخلوا النار. والمشركون هم٣ الذين لا يعلمون كقوله :﴿ كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون ﴾( ٥٩ )٤، وأشباه ذلك. وقال في المؤمنين :﴿ وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ﴾٥ و( أشباه )٦ ذلك.
٢ ـ ساقطة في ع..
٣ ـ بداية المقارنة مع ١٧٩ ورقمها : ٧٢٤..
٤ ـ الروم، ٥٩..
٥ ـ القصص، ٨٠..
٦ ـ في ١٧٩: شباه..
﴿ وأنكم إلينا لا ترجعون ﴾ ( ١١٥ ) وهو على الاستفهام. أي قد حسبتم ذلك. ولم نخلقكم عبثا، إنما خلقناكم للبعث والحساب.
﴿ الملك الحق ﴾ ( ١١٦ ) اسمان من أسماء الله.
﴿ لا إله إلا هو رب العرش الكريم ﴾ ( ١١٦ ) على الله.
وبعضهم / يقرؤها : الكريم، بالرفع يقول : الله الكريم١ مثل هذا الحرف :﴿ ذو العرش المجيد ﴾( ١٥ )٢ أي الكريم على الله، ( على )٣ مقرأ من قرأها بالجر.
ومن قرأها بالرفع يقول : الله المجيد، أي الكريم.
( وتفسير السدي بالرفع، يعني الله تبارك وتعالى يتجاوز ويصفح )٤.
٢ ـ البروج، ١٥..
٣ ـ ساقطة في ١٧٩..
٤ ـ إضافة من ١٧٩..
وكان قتادة يقول : لا بينة له به بأن الله أمره أن يعبد إلها من دونه.
﴿ إنما حسابه ﴾( ١١٧ ) يعني فإنما جزاؤه على ربه. وهو تفسير السدي.
وقال يحيى : فإنما حساب ذلك الذي يدعو مع الله إلها أخر.
﴿ إنه لا يفلح الكافرون ﴾ ( ١١٧ ).
وقال قتادة : يقول : ذلك حساب ( الكافرين )٢ عند الله ( أنهم لا يفلحون )٣، وهم أهل النار.
وهي تقرأ على وجه آخر :﴿ فإنما حسابه عند ربه ﴾ أن يدخله النار.
ثم قال :﴿ إنه لا يفلح الكافرون ﴾ كلام مستقبل.
٢ ـ في ١٧٩: الكافر..
٣ ـ في ١٧٩: أنه لا يفلح..
قال يحيى :( قول )٢ ابن عباس والحسن :( قوله )٣ في القرآن كله :﴿ لا برهان له ﴾ لا حجة له. ( وقول )٤ قتادة في القرآن كله :﴿ لا برهان له به ﴾٥ لا بينة له.
( تمت السورة )٦.
٢ ـ في ١٧٩: قال..
٣ ـ إضافة من ١٧٩..
٤ ـ في ١٧٩: قال..
٥ ـ ساقطة في ١٧٩..
٦ ـ إضافة من ١٧٩.
.