ﰡ
وأصل «الفردوس » : البستان، والفراديس : البساتين. قال كعب : هو البستان الذي فيه الأعناب. . . وقال الليث :«الفردوس » جنة ذات كروم، يقال : كرم مفردس، أي معرش.
وقال الضحاك : هي الجنة الملتفة بالأشجار، وهو اختيار المبرد. وقال : الفردوس - فيما سمعت من كلام العرب - : الشجر الملتف، والأغلب عليه العنب، وجمعه الفراديس. قال : ولهذا سمى «باب الفراديس » بالشام. وأنشد لجرير :
فقلت للركب، إذ جد المسير بنا | يا بعد ما بين أبواب الفراديس |
وإن ثواب الله كل مخلد | جنان من الفردوس فيها يخلد |
وانتظام أمر العالم العلوي والسفلي وارتباط بعضه ببعض، وجريانه، على نظام محكم لا يختلف ولا يفسد. من أدل دليل على أن مدبره واحد، لا إله غيره كما دل دليل التمانع على أن خالقه واحد، لا رب غيره.
فذلك تمانع في الفعل والإيجاد، وهذا تمانع في الغاية والألوهية.
فكما يستحيل أن يكون للعالم ربان خالقان متكافئان كذلك يستحيل أن يكون له إلهان معبودان.