تفسير سورة الحاقة

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الْحاقة
٦٩
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْحَاقَّةُ
١٨٩٥٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الْحَاقَّةُ قَالَ: مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَبْعَ لَيَالٍ
١٨٩٥٩ - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ قَالَ: كَانَ أَوُّلُهَا الْجُمُعَةَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِرِيحٍ
١٨٩٦٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ الْعُبَيْدِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى عَادٍ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي أُهْلِكُوا فِيهَا إِلا مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ، فَمَرَّتْ بِأَهْلِ الْبَادِيَةِ فَحُمُلَتْهُمْ وَمَوَاشِيَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَجَعَلَتْهُمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْحَاضِرَةِ الرِّيحَ وَمَا فِيهَا قَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا فَأَلْقَتْ أَهْلَ الْبَادِيَةِ وَمَوَاشِيَهُمْ عَلَى أَهْلِ الْحَاضِرَةِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
١٨٩٦١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن حوشب سمعت مَكْحُولًا يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ يَجْعَلَهَا أُذُنَ عَلِيٍّ» فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ «٤».
١٨٩٦٢ - عَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعلي: «إن الله
(١) الدر ٨/ ٢٦٤- ٢٦٥.
(٢) الدر ٨/ ٢٦٤- ٢٦٥. [.....]
(٣) ابن كثير ٨/ ٢٣٦
(٤) ابن كثير ٨/ ٢٣٨.
قوله تعالى :﴿ ريح ﴾ آية ٦
حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس العبيدي حدثنا ابن فضيل عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا فيها إلا مثل موضع الخاتم، فمرت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض. فلما رأى ذلك أهل الحاضرة الريح وما فيها قالوا : هذه عارض ممطرنا فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة.
قوله تعالى :﴿ سبع ليال ﴾ آية ٧
عن الربيع بن أنس في قوله :﴿ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام ﴾ قال : كان أولها الجمعة.
قوله تعالى :﴿ أذن واعية ﴾ آية ١٢
حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا العباس بن الوليد بن صبح الدمشقي حدثنا زيد بن يحيى، حدثنا علي بن حوشب سمعت مكحولا يقول : لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وتعيها أذن واعية ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سألت ربي أن يجعلها أذن علي " فكان علي يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته.
عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي، وحق لك أن تعي " فنزلت هذه الآية ﴿ وتعيها أذن واعية ﴾.
أَمَرَنِي أَنْ أُدْنِيَكَ وَلا أُقْصِيَكَ وَأَنْ أُعَلِّمَكَ وَأَنْ تَعِيَ، وَحُقَّ لَكَ أَنْ تَعِيَ» فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ
١٨٩٦٣ - قَالَ سِمَاكٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي أَسَدَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: تَنْشَقُّ السَّمَاءُ مِنَ الْمَجَرَّةِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاهِيَةٌ
١٨٩٦٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ قَالَ مُتَخَرِّقَةٌ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا
١٨٩٦٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَيَحْمِلُ عَرْشَ ربك فوقهم يومئذ ثمانية قَالَ: ثَمَانِيَةُ صُفُوفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ لَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلا اللَّهُ «٤».
١٨٩٦٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّمْحِ الْبَصَرِيُّ، حَدَّثَنَا قُبَيْلُ حُيَيُّ بْنُ هَانِي أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، مَا بَيْنَ مُوقِ أَحَدِهِمْ إِلَى مُؤَخَّرِ عَيْنِهِ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ «٥».
١٨٩٦٧ - حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ مَلَكٍ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، بُعْدُ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وَعُنُقِهِ مَخْفِقُ الطَّيْرِ سَبْعَمِائَةِ عَامٍ «٦».
١٨٩٦٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قَالَ: ثَمَانِيَةٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ «٧».
١٨٩٦٩ - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قَالَ: لَمْ يُسَمَّ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِلا إِسْرَافِيلُ. قَالَ:
وَمِيكَائِيلُ لَيْسَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ «٨».
(١) الدر ٨/ ٢٦٨- ٢٦٩.
(٢) الدر ٨/ ٢٦٨- ٢٦٩.
(٣) الدر ٨/ ٢٦٨- ٢٦٩.
(٤) الدر ٨/ ٢٦٨- ٢٦٩.
(٥) ابن كثير ٨/ ٢٣٩.
(٦) ابن كثير ٨/ ٢٣٩ وقال هذا اسناد جيد
(٧) ابن كثير ٨/ ٢٣٩ وقال هذا اسناد جيد
(٨) الدر ٨/ ٢٧١.
قوله تعالى :﴿ والملك على أرجائها ﴾ آية ١٧
عن ابن عباس في قوله :﴿ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ﴾ قال : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله.
حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا أبو السمح البصري، حدثنا قبيل حيي بن هاني أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول : حملة العرش ثمانية، ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام.
حدثنا أبي قال : كتب إلى أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش، بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام.
حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى بن المغيرة، حدثنا جرير عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ﴾ قال : ثمانية من الملائكة.
عن ابن زيد قال : لم يسم من حملة العرش إلا إسرافيل. قال : وميكائيل ليس من حملة العرش.
عن أبي الزاهرية قال : أنبئت أن لبنان أحد حملة العرش الثمانية يوم القيامة.
١٨٩٧٠ - عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ لُبْنَانَ أَحَدَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ الثَّمَانِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ
١٨٩٧١ - عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاثَ عَرَضَاتٍ فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطَايُرُ الصُّحُفِ فِي أيدي فَآخِذٌ بِيَمِينِهِ وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَاؤُمُ اقرؤا كِتَابِيهْ
١٨٩٧٢ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ غَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ قال: إن الله يقف عبده يوم الْقِيَامَةِ فَيُبْدِي سَيِّئَاتِهِ فِي ظَهْرِ صَحِيفَتِهِ فَيَقُولُ لَهُ: أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فيقول له: إني لم أفضحك به، وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك: هاؤم اقرؤا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ حِينَ نَجَا مِنْ فَضِيحَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «٣».
١٨٩٧٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعيِدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامِ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هَلْ يَتَزَاوَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ إِنَّهُ لَيَهْبِطُ أَهْلُ الدَّرَجَةِ الْعُلِّيَا إِلَى أَهْلِ الدَّرَجَةِ السُّفْلَى، يُحَيُّونَهُمْ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، وَلا يَسْتَطِيعُ أَهْلُ الدَّرَجَةِ السُّفْلَى يَصْعَدُونَ إِلَى الْأَعْلِينَ، تَقْصُرُ بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ» «٤».
١٨٩٧٤ - وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدَةَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنظلة غسيل الملائكة- قال:
إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظَهْرِ صَحِيفَتِهِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَنْتَ عَمِلْتَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: نعم، أي رب فيقول له: إني لَمْ أَفْضَحْكَ بِهِ، وَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ.
فَيَقُولُ عند ذلك: هاؤم اقرؤا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ حِينَ نجا من فضيحة يوم القيامة «٥».
(١) الدر ٨/ ٢٧١.
(٢) الدر ٨/ ٢٧١.
(٣) الدر ٨/ ٢٧١.
(٤) ابن كثير ٨/ ٢٤١. [.....]
(٥) ابن كثير ٨/ ٢٤١.
قوله تعالى :﴿ هاؤم اقرؤوا كتابيه ﴾ آية ١٩
عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال : إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته فيقول له : أنت عملت هذا ؟ فيقول : نعم أي رب، فيقول له : إني لم أفضحك به، وإني قد غفرت لك فيقول عند ذلك :﴿ هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ﴾ حين نجا من فضيحته يوم القيامة.
وحدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن الوليد بن سلمة، حدثنا روح بن عبادة حدثنا موسى بن عبدة، أخبرني عبد الله بن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال : إن الله يقف عبده يوم القيامة فيبدي سيئاته في ظهر صحيفته، فيقول له : أنت عملت هذا ؟ فيقول : نعم، أي رب فيقول له : إني لم أفضحك به، وإني قد غفرت لك. فيقول عند ذلك :﴿ هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه ﴾ حين نجا من فضيحة يوم القيامة.
حدثنا أبي، حدثنا أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام الأسود قال : سمعت أبا أمامة قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل يتزاور أهل الجنة ؟ قال : " نعم إنه ليهبط أهل الدرجة العليا إلى أهل الدرجة السفلى، يحيونهم ويسلمون عليهم، ولا يستطيع أهل الدرجة السفلى يصعدون إلى الأعلين، تقصر بهم أعمالهم ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاسْلُكُوهُ
١٨٩٧٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَاسْلُكُوهُ قَالَ: تَسْلُكُ فِي دُبُرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ مِنْخَرَيْهِ حَتَّى لَا يَقُومَ عَلَى رِجْلَيْهِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: غِسْلِينٍ
١٨٩٧٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الْغِسْلِينُ وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ «٢».
١٨٩٧٧ - مِنْ طَرِيقِ عِكْرَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْغِسْلِينُ الدَّمُ وَالْمَاءُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْ لُحُومِهِمْ «٣».
١٨٩٧٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنِ أَبِي مُزَاحِمَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الْغِسْلِينُ؟ وَلَكِنِّي أَظُنُّهُ الزَّقُّومَ «٤».
قَوْلُهُ تعالى: لحسرة
١٨٩٧٩ - مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ يَقُولُ:
لَنَدَامَةٌ، وَيَحْمِلُ عَوْدَ الضَّمِيرِ عَلَى الْقُرْآنِ، أَيْ: وَإِنَّ الْقُرْآنَ وَالْإِيْمَانَ بِهِ لَحَسْرَةٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ عَلَى الْكَافِرِينَ، كَمَا قَالَ: كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَالَ تَعَالَى وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ
١٨٩٨٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ قَالَ: هُوَ حَبْلُ الْقَلْبِ الَّذِي فِي الظَّهْرِ «٦».
١٨٩٨١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِقِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، في قَوْلِهِ:
الْوَتِينَ قَالَ نِيَاطُ الْقَلْبِ «٧».
١٨٩٨٢ - عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا احْتَضَرَ الْإِنْسَانُ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَغَمَزَ وَتِينَهُ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْوَتِينُ خَرَجَ رُوحُهُ فَهُنَاكَ حِينَ يَشْخَصُ بصره ويتبعه روحه «٨».
(١) الدر ٨/ ٢٧٥.
(٢) الدر ٨/ ٢٧٥.
(٣) الدر ٨/ ٢٧٥.
(٤) ابن كثير ٨/ ٢٤٤
(٥) ابن كثير ٨/ ٢٤٦.
(٦) الدر ٨/ ٢٧٥
(٧) التغليق ٤/ ٣٤٧
(٨) الدر ٨/ ٢٧٥.
قوله تعالى :﴿ غسلين ﴾ آية ٣٦
عن ابن عباس قال : ما أدري ما الغسلين ولكني أظنه الزقوم.
من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : الغسلين الدم والماء الذي يسيل من لحومهم. حدثنا أبي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا أبو سعيد المؤدب، عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس قال : ما أدري ما الغسلين ؟ ولكني أظنه الزقوم.
قوله تعالى :﴿ ثم لقطعنا منه الوتين ﴾ آية ٤٦
عن ابن عباس في قوله :﴿ ثم لقطعنا منه الوتين ﴾ قال : هو حبل القلب الذي في الظهر. حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان هو الثوري، عن عطاء بن السائق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله :﴿ الوتين ﴾ قال نياط القلب. عن حصين بن عبد الله قال : قال ابن عباس : إذا احتضر الإنسان أتاه ملك الموت فغمز وتينه، فإذا انقطع الوتين خرج روحه فهناك حين يشخص بصره ويتبعه روحه.
قوله تعالى :﴿ حسرة ﴾ آية ٥٠
من طريق السدى، عن أبي مالك ﴿ وإنه لحسرة على الكافرين ﴾ يقول : لندامة، ويحمل عود الضمير على القرآن، أي : وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين، كما قال :﴿ كذلك سكناه في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به ﴾ وقال تعالى ﴿ وحيل بينهم وبين ما يشتهون ﴾.
Icon