ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرزاق قال : نا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ﴾ قال : هو قول الرجل أنشدك الله والرحم.عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اتقوا الله وصلوا الأرحام ". ١
نا عبد الرزاق : أنا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ﴾ قال : خاف الناس ألا يقسطوا في اليتامى فنزلت :﴿ فانكحوا ما طاب لكم ﴾ يقول : ما أحل لكم ﴿ مثنى وثلاث ورباع ﴾، وخافوا في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى ألا تقسطوا فيهن.
عبد الرزاق : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ذلك أدني ألا تعولوا ﴾ قال : ألا تميلوا.
٢ رواه الإمام أحمد في مسنده ج ٣ ص ٤٣٩ مع اختلاف في اللفظ..
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد قال : جاء رجل إلى ابن العباس فقال : إن في حجري أموال يتامى، وهو يستأذنه أن يصيب فيها، قال ابن عباس : ألست تبغي ضالتها ؟ قال : بلى، قال : ألست تهنئ جرباها ؟ قال : بلى، قال : ألست تلوط١ حياضها ؟ قال : بلى، قال : ألست تفرط٢ عليها يوم وردها ؟ قال : بلى. قال : فأصب من رسلها، يعني من لبنها.
عبد الرزاق قال : أخبرني الثوري عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن القاسم ابن محمد قال : جاء أعرابي إلى ابن عباس فقال : إن في حجري يتامى وإن لهم إبلا ولي إبل، وأنا أمنح٣ في إبلي وأفقر٤، يعني ظهرها، فماذا يحل لي من ألبانها ؟ قال : إن كنت تبغي ضالتها، وتهنأ جرباها، وتلوط حياضها وتسقي عليها، فاشرب غير مضر بنسل، ولا ناهك٥ في الحلب.
نا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في هذه الآية :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : ما سد الجوع، ووارى العورة، ليس بلبس الكتان ولا الحلل.
نا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعن حماد عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ فليأكل بالمعروف ﴾ قال : هو القرض، قال الثوري وقاله الحكم أيضا، ألا ترى أنه يقول :﴿ فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم ﴾ يعني الوصي.
نا عبد الرزاق قال : سمعت هشاما يحدث عن محمد بن سيرين عن عبيدة في قوله تعالى :﴿ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ﴾ قال : هو عليه قرض.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة مثله، قال معسر : سمعت هشاما يقول : سألت الحسن عن قوله تعالى :﴿ ومن كان غنيا فليستعفف ﴾ قال : ليس بقرض.
نا عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة قال : أخبرني عمرو بن دينار عن عطاء وعكرمة قالا : يضع يده٦.
نا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر العبسي قال : جاء إلى عبد الله رجل من همدان على فرس أبلق، فقال : إن عمي أوصى إلي بتركته، وإن هذا من تركته أفأشتريه قال : لا، ولا تستقرض من أموالهم شيئا.
نا عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة قال : أخبرني عمرو بن دينار عن الحسن العرني قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : إن في حجري يتيما أفأضربه ؟ قال : " مما كنت منه ضاربا ولدك " قال : أفأصيب من ماله ؟ قال : " بالمعروف غير متأثل٧ مالا، ولا واق مالك بماله " ٨.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أيوب عن عمرو بن دينار عن الحسن العرني مثله.
نا عبد الرزاق : أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن الزبير بن موسى عن الحسن العرني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
٢ معنى تفرط عليها: أي تتقدمها لتملأ لها الحياض..
٣ معنى أمنح في إبلي، أي أعطي المحتاج ناقتي، وأجعل له وبرها وولدها ولبنها وهي المنيحة. لسان العرب ج ٢ ص ٦٠٧..
٤ معنى (أفقر) أي: أعير ظهرها للحمل والركوب، وفي لسان العرب ج ٥ ص ٦٢. أفقرت فلانا بعيرا، إذا أعرته بعيرا يركب ظهره في سفر ثم يرده... مأخوذ من ركوب فقار الظهر..
٥ معنى ناهك: أي: غير مبالغ فيه. لسان العرب ج ١٠ ص ٥٠٠..
٦ في الطبري (قالا: تضع يدك مع يده)، والمعنى: إذا كان فقيرا فأكل من مالهم يجعل نفسه كأحدهم..
٧ معنى متأثل: أي: جامع، والتأثل اتخاذ أصل المال..
٨ أبو داود في الوصايا ج ٤ ص ٢٥٣ بلفظ مختلف.
والنسائي ج ٦ ص ٢٥٦ في باب الوصايا مع اختلاف في اللفظ..
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن هشام بن عروة أن أباه أعطاه من ميراث المصعب حين قسم ماله.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة أن ابن المسيب قال : نسخها الميراث والوصية، وقال : الكلبي مثل ذلك.
نا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى ﴾ قال : هي واجبة على أهل الميراث ما طابت به أنفسهم.
نا عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج قال : أخبرني ابن أبي مليكة أن أسماء ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر والقاسم بن محمد أخبراه أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر قسم ميراث أبيه عبد الرحمن وعائشة حية، قال : فلم يدع في الدار مسكينا، ولا ذا قرابة إلا أعطاه من ميراث أبيه، قال : وتلا :﴿ وإذا حضر القسمة أولوا القربى ﴾ الآية، قال القاسم : فذكرت ذلك لابن عباس فقال : ما أصاب، ليس ذلك له إنما ذلك للوصية١، وإنما هذه الآية في الوصية يريد الميت أن يوصي لهم.
نا عبد الرزاق : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا ﴾ قال : إذا حضرت وصية فأمره بما كنت آمرا به نفسك مما تتقرب به إلى الله تعالى، وخف في ذلك ما كنت خائفا على ضعفة لو تركتهم بعدك، فاتق الله، وقل قولا سديدا، سدده٢ إن ذاع.
٢ في (م) فسدده..
نا عبد الرزاق : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت ﴾ قال : نسختها الحدود.
نا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن رجل عن الضحاك قال :﴿ ثم يتوبون من قريب ﴾ قال : كل شيء قبل الموت فهو قريب.
نا عبد الرزاق قال : الثوري وقال غيره : الخروج١ من المعصية.
[ نا عبد الرزاق : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ولا تعضلوهن ﴾ يقول : لا ينبغي لك أن تحبس امرأتك ضرارا حتى تفتدي منها ]١
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر قال أخبرني سماك بن الفضل عن ابن البيلماني٢ قال : نزلت هاتان الآيتان، إحداهما في أمر الجاهلية والأخرى في الإسلام.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾ قال : هو٣ النشوز.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن عطاء الخراساني أن الرجل كان إذا أصابت امرأته فاحشة أخذ ما ساق إليها، وأخرجها فنسخ ذلك الحدود.
٢ في (م) السليماني، وما أثبتناه من (ق) والطبري..
٣ في (م) هذا..
نا عبد الرزاق نا معمر عن أبي طاوس عن أبيه أنه كرهها أيضا.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة أن ابن مسعود قال : حرم الله اثنتي عشرة امرأة، وأنا أكره ثنتي عشرة، الأمة وأمها وبنتها والأختين يجمع بينهما، والأمة إذا وطئها أبوك، والأمة إذا وطئها ابنك، والأمة إذا زنت، والأمة في عدة غيرك، والأمة لها زوج.
قال النخعي وكان ابن مسعود يقول : بيعها طلاقها، واكره أمتك١ مشركة، وعمتك من الرضاعة، وخالتك من الرضاعة.
معمر عن قتادة عن شريح في قوله تعالى :﴿ وربائبكم ﴾ قال : لا بأس بالربيبة ولا بالأم إذا لم يكن دخل بالمرأة.
قال عبد الرزاق : قال معمر : ولا يحل للرجل ابنة ربيبته ولا بأس بامرأة
الرجل وربيبته.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال : أحل الله لك أربعا في أول السورة، وحرم عليك كل نكاح محصنة بعد الأربع إلا ما ملكت يمينك، قال معمر : وأخبرني ابن طاوس عن أبيه قال :﴿ إلا ما ملكت يمينك ﴾١ قال : فزوجك مما ملكت يمينك، يقول حرم الله الزنا، لا يحل لك أن تطأ امرأة إلا ما ملكت يمينك.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة عن أبي الخليل أو غيره أو عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا سبايا من سبي يوم أوطاس٢ لهن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت ﴿ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ﴾ فاستحللناهن بملك اليمين٣.
[ عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ فما استمتعتم به منهن ﴾ قال : هو النكاح ]٤.
٢ كان يوم أوطاس عام ثمان، أي: بعد فتح مكة، وأوطاس واد في ديار هوازن..
٣ رواه مسلم ج ٤ ص ١٧٠.
ورواه الترمذي ج ٤ ص ٣٠٢.
وأبو داود ج ٣ ص ٧٢..
٤ ما بين المعكوفتين سقط من (م)..
قال : ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء. قال١ يريد عند الوطء إنه أضعف ما يكون الرجل بعد، أليس كذلك قال سلمة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : قيل لابن عباس : الكبائر سبع، قال : هي إلى السبعين أقرب.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أبي إسحاق عن وبرة عن عامر أبي الطفيل عن عبد الله بن مسعود قال : أكبر الكبائر، الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس٢ من روح الله.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن ابن نجيح عن مجاهد أن عمر بن الخطاب قال : أنا فئة كل مسلم.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة أن عبيد الثقفي استعمله عمر بن الخطاب على جيش، فقتل في أرض فارس هو وجيشه، فقال : عمر لو انحاز إلي كنت لهم فئة.
قال معمر عن قتادة : إنهم كانوا يرون أن ذلك في يوم بدر، ألا ترى أنه يقول :﴿ ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا ﴾٣.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن رجل عن ابن مسعود قال : خمس آيات في سورة النساء لهن أحب إلي من الدنيا جميعها :﴿ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ﴾ وقوله تعالى :﴿ وإن تك حسنة يضاعفها ﴾ وقوله تعالى :﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ وقوله تعالى :﴿ ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ﴾ وقوله تعالى :﴿ والذين ءامنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم٤ أجورهم وكان الله غفورا رحيما ﴾.
٢ في (م) والإياس..
٣ أورد الإمام عبد الرزاق هذه الروايات المتعلقة بالقتال هنا، بمناسبة الكلام على (التولي يوم الزحف) الذي يعتبر كبيرة من الكبائر التي ورد ذكرها في قوله تعالى: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه...﴾ الآية..
٤ نؤتيهم، ويؤتيهم قراءتان سبعيتان..
عبد الرزاق قال معمر وقال الكلبي : لا تتمن زوجة أخيك، ولا مال أخيك وسل الله أنت من فضله.
عبد الرزاق قال : أنا عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله، أيغزو الرجال ولا نغزو ؟ وإنما لنا نصف الميراث فنزلت :﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾١.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ولكل جعلنا مولى ﴾ قال : هم الأولياء، ﴿ والذين عقدت أيمانكم ﴾ قال : كان هذا حلفا في الجاهلية، فلما كان الإسلام أمروا أن يؤتوهم نصيبهم من النصر والولاء والمشورة، ولا ميراث.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ والذين عقدت١ أيمانكم ﴾ قال : كان الرجل في الجاهلية يعاقد الرجل، فيقول : دمي٢ دمك وهدمي هدمك، وترثني وأرثك، وتطلب بي وأطلب بك، فلما جاء الإسلام بقي منهم ناس، فأمروا أن يؤتوهم نصيبهم من الميراث، وهو السدس ثم نسخ ذلك بالميراث فقال :﴿ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ﴾٣.
٢ في (م) (ذمتي ذمتك وعزمي عزمك)..
٣ سورة الأنفال. الآية (٧٥)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ قانتات ﴾ قال : مطيعات.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن وقتادة ﴿ فعظوهن واهجروهن ﴾ قالا : إذا خاف نشوزها وعظها، فإن أقبلت٣ وإلا هجر مضجعها، فإن أقبلت٤ وإلا ضربها ضربا غير مبرح، ثم قال :﴿ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾. قال عبد الرزاق : قال معمر : قال الكلبي : ليس الهجر في المضاجع أن يقول لها : هجرا، والهجر أن يأمرها أن تفئ ويرجع إلى مضجعها.
عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج قال قلت لعطاء : فاضربوهن، قال : ضربا غير مبرح، قال ابن جريج إلى قوله :﴿ فلا تبغوا عليهن سبيلا ﴾ قال : العلل.
عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن رجل عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ واهجروهن في المضاجع ﴾ قال : يهجرها بلسانه، ويغلظ لها بالقول، ولا يدع جماعها.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن خصيف عن عكرمة قال : إنما الهجران بالمنطق، أن يغلظ٥ لها وليس بالجماع.
وقال الثوري في قوله تعالى :﴿ فإن أطعنكم ﴾ قال : أتت الفراش وهي تبغضه.
٢ في (م) يعدوها..
٣ في (م) قبلت بدون الهمزة في الموضعين..
٤ في (م) قبلت بدون الهمزة في الموضعين..
٥ في (م) يغلظ بالقول ولا يدع الجماع..
قال : أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : إن شاء الحكمان فرقا، وإن شاءا أن يجمعا جمعا.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن : يقول يحكمان في الاجتماع، ولا يحكمان في الفرقة.
عبد الرزاق قال : أخبرني معمر عن ابن طاوس عن عكرمة بن خالد عن ابن عباس قال : بعثت أنا ومعاوية بن أبي سفيان حكمين، قال معمر : بلغني أن عثمان بعثهما، فقيل لهما، إن رأيتما أن تجمعا جمعتما، وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما.
عبد الرزاق قال : نا الثوري عن أبي هاشم عن مجاهد قال :﴿ إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ﴾ يقول : يوفق الله بين الحكمين.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن أبي بكير عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ قال : الرفيق في السفر.
قال الثوري وقال أبو الهيثم عن إبراهيم : هي المرأة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أبان بن أبي عياش عن أبي العالية قال : جئت إلى أبي هريرة فقلت : بلغني أنك قلت : إن الحسنة تضاعف ألف ألف ضعف قال أبو هريرة : لم أقل ذلك، لم تحفظوا، ولكن قلت : تضاعف الحسنة ألفي ألف ضعف.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان " قال أبو سعيد : فمن شاء فليقرأ :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة ﴾١.
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال : أخبرني رجل عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : أرأيت أشياء تختلف علي من القرآن ؟ قال : ما هو ؟ أشك في القرآن ؟ قال : ليس بشك ولكن اختلاف، قال : فهات ما اختلف عليك من ذلك، قال : أسمع الله حيث٢ يقول :﴿ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ وقال :﴿ ولا يكتمون الله حديثا ﴾ فقد كتموا قال : وماذا ؟ قال : اسمعه يقول :﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾ وقال :﴿ وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ﴾ وقال :﴿ أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ﴾ حتى بلغ :﴿ طائعين ﴾ وقال في الآية الأخرى :﴿ السماء بناها رفع سمكها فسواها ﴾ ثم قال :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾ قال : اسمعه يقول :﴿ كان الله ﴾ ما شأنه يقول : وكان الله ؟ فقال ابن عباس : أما قوله :﴿ ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ﴾ فإنهم لما رأوا يوم القيامة أن الله يغفر لأهل الإسلام، ويغفر الذنوب، ولا يغفر شركا ولا يتعاظمه ذنب أن٣ يغفره، جحد المشركون، فقالوا : والله ربنا ما كنا مشركين، رجاء أن يغفر لهم، فختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض، ولا يكتمون الله حديثا وأما قوله :﴿ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ﴾ فإنه إذا٤ نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فلا أنساب بينهم٥ عند ذلك، ولا يتساءلون، ثم نفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. وأما قوله :﴿ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ﴾ فإن الأرض خلقت قبل السماء وكانت السماء دخانا، فسواهن سبع سماوات في يومين بعد خلق الأرض، وأما قوله :﴿ والأرض بعد ذلك دحاها ﴾ فيقول : جعل فيها جبلا، جعل فيها نهرا، جعل فيها شجرا، جعل فيها بحورا٦.
عبد الرزاق قال : أخبرني معمر قال : أخبرني ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : فخلق الله الأرض قبل السماء، فثار من الأرض دخان ثم خلقت السماء بعد.
وأما قوله والأرض بعد ذلك دحاها فيقول : مع ذلك دحاها، و( مع ) و( بعد ) سواء في كلام العرب، قال ابن عباس، وأما قوله :﴿ كان الله ﴾ فإن الله كان، ولم يزل كذلك، وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم يزل كذلك، فما اختلف عليك من القرآن، وهو شبه ما ذكرت لك، وإن الله لم ينزل شيئا إلا قد أصاب به الذي أراد، ولكن الناس لا يعلمون.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : جاء رجل إلى عكرمة فقال : أرأيت قول الله تعالى :﴿ هذا يوم لا ينطقون ﴾ وقوله :﴿ ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ﴾ قال : أنها مواقف، فأما موقف منها فتكلموا واختصموا، ثم ختم الله على أفواههم، فتكلمت أيديهم وأرجلهم، فحينئذ لا ينطقون.
٢ كلمة (حيث) سقطت من (م)..
٣ كلمة (أن) سقطت من (م)..
٤ كلمة (إذا) سقطت من (م)..
٥ كلمة (بينهم) سقطت من (م)..
٦ رواه البخاري تعليقا ج ٦ ص ٣٥..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ولا جنبا إلا عابري سبيل ﴾ قالا : هو الرجل يكون في السفر، فتصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي.
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال أخبرني عبد الكريم الجزيري عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال : هو المار١ في المسجد.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة قال : كانت اليهود تقول للنبي صلى الله عليه وسلم : راعنا سمعك يستهزئون بذلك وكانت في اليهود قبيحة. قال الله تعالى :﴿ وراعنا ليا بألسنتهم ﴾ واللي تحريكهم ألسنتهم بذلك ﴿ وطعنا في الدين ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فلا يؤمنون إلا قليلا ﴾ قال : لا يؤمن منهم إلا قليل، قال معمر وقال الكلبي : لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم.
عبد الرزاق قال معمر، وقال الحسن :﴿ نطمس وجوها ﴾ يقول : نطمسها عن الحق بردها على أدبارها على ضلالتها ﴿ أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ﴾ قال : يقول : أو نجعلهم قردة.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ قال : الفتيل الذي في شق النواة.
معمر عن أيوب عن عكرمة أن كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من كفار قريش، فاستجاشهم١ على البني صلى الله عليه وسلم، وأمرهم أن يغزوه، وقال : أنا معكم نقاتله، فقالوا : إنكم أهل كتاب وهو صاحب كتاب، ولا نأمن أن يكون هذا مكرا منكم٢ فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين وآمن٣ بهما، ففعل ثم قالوا أنحن أهدى أم محمد ؟ نحن ننحر الكوم٤ ونسقي اللبن على الماء، ونصل الرحم، ونقري الضيف، ونطوف بهذا البيت، ومحمد قطع رحمه، وخرج من بلده. قال : بل أنتم خير وأهدى. فنزلت فيه :﴿ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ﴾.
عبد الرزاق قال : نا معمر عن أيوب وعكرمة يقول : الجبت والطاغوت صنمان.
٢ في (م) بينكم..
٣ في (م) وتؤمن بها..
٤ الكوم: جمع كوماء، والناقة الكوماء: الناقة الضخمة السنام، وبعير أكوم من باب أحمر. انظر المصباح ج ٢ ص ٢٠٧..
قال : أنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصا أميري فقد عصاني " ١.
عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ وأولى الأمر منكم ﴾ قال : هم أهل الفقه والعلم.
عبد الرزاق قال : أخبرني الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ فردوه إلى الله والرسول ﴾ قال : إلى الله : إلى كتابه، وإلى رسوله : إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
((كمل الجزء الأول من تفسير عبد الرزاق بن همام رواية محمد بن عبد السلام الخشني عن سلمة بن شبيب والحمد لله منتهى رضاه، وأقصى ما يحب من حمده، وصلواته التامة على محمد رسوله))..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الزهري في قوله تعالى :﴿ وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق ﴾ قال : هو المعاهد.
عبد الرزاق قال : أخبرني الثوري عن الأعمش عن إبراهيم، قال : كل شيء في القرآن ﴿ تحرير رقبة مؤمنة ﴾ قال : الذي قد صلى، وما لم تكن مؤمنة فتجزيه ما لم يصل٢.
٢ أي أن الرقبة إذا وصفت بالإيمان فلا يجزئ فيها إلا أن تكون بالغة عاقلة مؤمنة قد صلت وصامت، وفي المواضع التي لم توصف بالإيمان فيجزئ فيها الصغيرة..
﴿ ومن يقتل مؤمنا متعمدا ﴾ قال : ليس لقاتل مؤمن توبة إلا أن يستغفر الله.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم، قال : بينهما ثماني سنين التي في النساء١ بعد التي في الفرقان.
عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن أبي الزناد، قال : سمعت رجلا يحدث خارجة بن زيد، قال : سمعت أباك في هذا المكان بمنى يقول : نزلت الشديدة بعد الهينة، قال : أراه قال : بستة أشهر، يعني :﴿ ومن يقتل مؤمنا متعمدا ﴾ بعد ﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ﴾.
والمراد بآية النساء هي (ومن يقتل مؤمنا متعمدا...) آية ٩٣ من سورة النساء.
وآية الفرقان هي: (.... ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق... إلا من تاب وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) الآيات ٦٨- ٧٠ من سورة الفرقان..
قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ﴾ قال : بلغني أن رجلا١ من المسلمين أغار على رجل من المشركين، فحمل عليه فقال له المشرك : إني مسلم، لا إله إلا الله، فقتله بعد أن قالها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للذي قتله : " وقد قال : لا إله إلا الله، قال : هو يعتذر يا نبي الله، إنما قالها متعوذا، وليس كذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فهلا شققت عن قلبه " ثم مات قاتل الرجل، فقبر فلفظته الأرض، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يعيدوه، ثم لفظته، فأمرهم أن يعيدوه، ثم لفظته الأرض، فعل ذلك ثلاث مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الأرض قد أبت أن تقبله، فألقوه في غار من الغيران " قال معمر : وقال بعضهم : إن الأرض لتقبل من هو شر منه، ولكن الله جعله لكم عبرة. ٢
عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج قال : أنا عبد الله بن كثير عن سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ كذلك كنتم من قبل ﴾ تستخفون بإيمانكم، كما استخفى هذا الراعي بإيمانه.
٢ رواه الإمام أحمد في مسنده، ج ٤ ص ٣٤٨ مع اختلاف يسير..
قال : ابن جريج وأخبرني عبد الكريم أن مقسما مولى عبد الله بن الحارث أخبره أن ابن عباس أخبره قال : لا يستوى القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إليها.
رواه البخاري ج ٤ ص ٢١١ مع اختلاف يسير، وأبو داود ج ٣ ص ٣٦٧. والترمذي ج ٤ ص ٣٠٨. والإمام أحمد مع اختلاف وزيادة..
عبد الرزاق قال : ابن عيينة وأخبرني محمد بن إسحاق في قوله تعالى :{ إن الذين توفاهم الملائكة ) قال : هم خمسة فتية من قريش٣ : علي بن أمية، وأبو قيس بن الفاكه، وزمعة بن الأسود، وأبو العاص بن منبه، قال : ونسيت الخامس.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد، قال : سمعت ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين من النساء والولدان.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : لما نزلت :﴿ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ﴾ قال : رجل من المسلمين، وهو مريض يومئذ : والله مالي من عذر، إني لدليل بالطريق وإني لموسر، فاحملوني، فحملوه فأدركه الموت في الطريق، فنزل فيه :﴿ ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ﴾.
٢ في هامش (ق) الحصحاص موضع بذي طوى. وفي لسان العرب اسم موضع، وفي (م) الخضخاض، وفي الطبري كما أثبتناه..
٣ في هامش (ق) يعلى وفي النسخ وفي الطبري علي.
وفي السيرة النبوية لابن كثير: (وقد ذكر ابن إسحاق فيمن قتل يوم بدر مع المشركين، ممن كان مسلما، ولكنه خرج معهم تقية منهم لأنه كان فيهم مضطهدا قد فتنوه عن إسلامه جماعة منهم، الحارث بن زمعة بن الأسود، وأبو قيس بن الفاكهة، وأبو قيس بن الوليد بن المغيرة، وعلي بن أمية بن خلف، والعاص بن منبه بن الحجاج). السيرة النبوية ج ٢ ص ٤٥٦ ط الباني..
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فإذا اطمأننتم ﴾ يقول : فإذا اطمأننتم في أمصاركم فأتموا الصلاة.
٢ رواه الترمذي في حديث طويل ج ٤ ص ٣١٠..
٢ رواه الترمذي في حديث طويل ج ٤ ص ٣١٠..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فليغيرن خلق الله ﴾ قال : دين الله.
عبد الرزاق قال : أنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال : إن من تغيير خلق الله الخصاء.
عبد الرزاق قال : أنا جعفر بن سليمان قال : أخبرني شبيل أنه سمع شهر ابن حوشب قرأ هذه الآية ﴿ فليغيرن خلق الله ﴾ ثم قال : الخصاء منه، قال : فأمرت أبا التياح، فسأل الحسن عن الخصاء خصاء الغنم، فقال : لا بأس به.
عبد الرزاق قال : أخبرني عمي وهب بن نافع عن القاسم بن أبي برة، قال : أمرني مجاهد أن أسأل عكرمة في قوله تعالى :﴿ فليغيرن خلق الله ﴾ قال : هو الخصاء، فأخبرت مجاهدا، فقال أخطأ، ﴿ فليغيرن خلق الله ﴾ قال : دين الله.
قال عبد الرزاق وأخبرني المثنى بن الصباح عن القاسم مثله.
الثوري عن قيس بن مسلم عن إبراهيم في قوله تعالى :﴿ فليغيرن خلق الله ﴾ قال : دين الله.
٢ في (م) و(ق) (الصلاح) وفي تفسير ابن كثير (الفلاح) بالفاء..
٣ (ألست تنصب) من (ق)..
٤ رواه الإمام أحمد ج ١ ص ١١، ورواه الترمذي بألفاظ مختلفة ج ٤ ص ٣١٤.
ورواه الحاكم عن طريق سفيان الثوري عن إسماعيل..
عبد الرزاق قال : أخبرني الثوري عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال : رأى موسى رجلا متعلقا بالعرش فغبطه بمكانه فسأل عنه فقال : أخبرك بعلمه كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ولا يمشي بالنميمة ولا يعق والدية قال : يا رب ومن يعق والديه قال : الذي يستسب لهما فيسبان أو ولا يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
٢ كلمة (عنها) من (ق)..
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة مثل حديث الزهري، وزاد : فإن أضر١ بها الثالثة فإن عليه أن يوفيها حقها أو يطلقها.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فتذروها كالمعلقة ﴾ قال : كالمسجونة١ كالمحبوسة.
٢ في (م) من..
عبد الرزاق قال : أنا إسرائيل بن يونس عن فرات القزاز عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ﴾ قال : لا يموت منهم أحد حتى يؤمن بعيسى قبل أن يموت.
عبد الرزاق قال : أخبرني يحيى بن يعلى١ عن الكلبي عن شهر بن حوشب قال : عرضنا الحجاج أعطياتنا بطابة، وعلي ثياب لي رثة. وتحتي فرس لي رثة فقال لي : يا شهر ما لي أرى ثيابك رثة وفرسك رثة ؟ قال : فقلت : أما فرسي فقد ابتعتها ولم آل، وأما ثيابي فبحسب المرء٢ ما وارى عورته، قال : لا، ولكني أراك تكره لباس الخز، قال : قلت : ما أكره، قال : فأمر لي بقطعة من خز وكساء خز وعمامة من خز، ثم قال : يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها إلا اعترض في نفسي منها شيء، قول الله تعالى :﴿ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ﴾ وأنا أوتى بالأسارى فأضرب أعناقهم، فلا أسمعهم يقولون شيئا قال : قلت : إنها رفعت إليك على غير وجهها، إن النصراني إذا خرجت نفسه أو قال روحه، ضربته الملائكة من قبله ودبره، فقالوا : أي خبيث، إن المسيح ابن مريم الذي زعمت أنه الله وأنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة، عبد الله وروحه وكلمته، فيؤمن به، حين لا ينفعه إيمانه، وإن اليهودي إذا خرجت نفسه، ضربته الملائكة من قبله ودبره، وقالوا : أي خبيث، إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته، عبد الله وروحه وكلمته، فيؤمن به، حين لا ينفعه إيمانه فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم، فقال : من٣ أين أخذتها ؟ قال : قلت من محمد بن علي قال : لقد أخذتها من معدنها. قال شهر : وايم الله ما حدثتنيه إلا أم سلمة، ولكني أحببت أن أغيظه٤.
٢ في (م) الرجل..
٣ في (م) فقال: ممن أخذتها..
٤ هل هذا يؤثر في عدالة شهر بن حوشب، أو أنه من باب التورية الجائزة؟!
وقد اختلف في توثيقه والطعن فيه. انظر نهذيب التهذيب ج ٤ ص ٣٧١..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أبي إسحاق الهمذاني عن عمرو بن شرحبيل في قوله تعالى :﴿ يفتيكم في الكلالة ﴾ قال : ما رأيتهم إلا قد تواطئوا أن الكلالة من لا ولد له ولا والد.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال نزلت :﴿ قل الله يفتيكم في الكلالة ﴾ والنبي صلى الله عليه وسلم في مسير له، وإلى جنبه حذيفة بن اليمان، فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة، وبلغها حذيفة عمر وهو يسير خلف حذيفة، فلما استخلف عمر سأل حذيفة عنها ورجا أن يكون عنده تفسيرها، فقال له حذيفة : والله إن ظننت أن إمارتك تحملني على أن أحدثك منها ما لم أكن أحدثك، قال عمر : لم أرد هذا رحمك الله١.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : كان عمر بن الخطاب إذا قرأ :﴿ يبين الله لكم أن تضلوا ﴾ قال : من بينت له في الكلالة، فلم تبين لي.