تفسير سورة الدّخان

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة الدخان من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الدخان مكية وآياتها تسع وخمسون

تفسير الألفاظ :
﴿ حم ﴾ الأحرف التي تبدأ بها بعض السور، قيل إنها رموز إلهية، وقيل أقسام من الله، وقيل إنها أسماء لله، وقيل إنها إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام، وقيل إنها أسماء لتلك السور.
تفسير المعاني :
حم.
تفسير المعاني :
وحق القرآن الواضح الآيات، البين المعاني.
تفسير الألفاظ :
﴿ مباركة ﴾ أي كثيرة الخيرات هي ليلة القدر. ﴿ منذرين ﴾ الإنذار هو الإخبار مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
إنا أنزلناه في ليلة كثيرة البركات رغبة في إخبار الناس بما يجب عليهم مع تخويفهم من عاقبة غفلتهم.
في هذه الليلة يفصل كل أمر محكم ؛ ولذلك اقتضى إنزال القرآن فيها.
تفسير الألفاظ :
﴿ فيها يفرق كل أمر حكيم ﴾ أي فيها يفصل ويقضي في كل أمر محكم.
تفسير المعاني :
فيها يفرق كل أمر محكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أمرا من عندنا ﴾ أي أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا على مقتضى حكمتنا. ﴿ إنا كنا مرسلين ﴾ بدل من إنا كنا منذرين.
تفسير المعاني :
أعني أمرا صادرا منا على مقتضى حكمتنا، فإن من عادتنا إرسال الرسل للعباد رحمة منا إن ربك سميع عليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ موقنين ﴾ أي متحققين.
تفسير المعاني :
رب السماوات والأرض وما بينهما لا إله إلا هو يحيي ويميت، ربكم ورب آبائكم الأولين.
تفسير المعاني :
بل هم في شك يلهون.
تفسير الألفاظ :
﴿ فارتقب ﴾ أي فانتظر. ﴿ يوم تأتي السماء بدخان مبين ﴾ أي يوم شدة ومجاعة، فإن الجائع يرى بينه وبين السماء كهيئة الدخان من ضعف بصره. أو لأن الهواء يظلم عام القحط لقلة الأمطار وكثرة الغبار. أو العرب تسمي الشر المتفاقم دخانا. أو يوم ظهور الدخان المعدود من علامات القيامة.
تفسير المعاني :
فانتظر يوم تجيء السماء بدخان مبين بسبب حدوث مجاعة أو بسبب قحط، أو لأن الدخان من علامات الساعة.
تفسير الألفاظ :
﴿ يغشى الناس ﴾ أي يغطيهم.
تفسير المعاني :
يغطى الناس فيقولون : هذا عذاب أليم.
تفسير المعاني :
ويدعون الله بكشفه عنهم ويؤمنون.
تفسير الألفاظ :
﴿ أنى لهم الذكرى ﴾ أي من أين لهم وكيف يتعظون.
تفسير المعاني :
ومن أين لهم أن يتعظوا بالدخان وقد جاءهم رسول بين لهم ما هو أعظم منه خطرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ معلم ﴾ أي علمه بعض الناس ما يدعي أنه وحي.
تفسير المعاني :
فأعرضوا عنه وقالوا : قد علمه بعضهم ما يدعي أنه وحي، أو هو مجنون.
تفسير المعاني :
إنا كاشفو العذاب قليلا ولكنكم بعد كشفه عائدون إلى الكفر.
تفسير الألفاظ :
﴿ نبطش ﴾ البطش الأخذ بالعنف.
تفسير المعاني :
فانتظروا يوم نأخذكم الأخذة الكبرى للانتقام منكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولقد فتنا ﴾ أي امتحنا.
تفسير المعاني :
ولقد امتحنا قبلهم قوم فرعون برسول كريم طلب إليهم أن يسلموه بني إسرائيل ليخرجوا معه من مصر.
تفسير الألفاظ :
﴿ أن أدوا إلى عباد الله ﴾ أي قال لهم : اعطوا إلى عباد الله، وهم بنو إسرائيل، وأرسلوهم معي.
تفسير المعاني :
وقال لهم موسى : لا تتكبروا على الله إني أرسلت إليكم بحجة بينة.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأن لا تعلوا على الله ﴾ أي وأن لا تتكبروا عليه. ﴿ بسلطان ﴾ أي بحجة.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإني عذت ﴾ أي استجرت. يقال عاذ به يعوذ عوذا وعياذا، أي استجار به. ﴿ أن ترجمون ﴾ الرجم هو الضرب بالأحجار.
تفسير المعاني :
وإني استجرت بربي وربكم أن تنالوني بأذى.
تفسير المعاني :
فإن لم تؤمنوا لي فكونوا بمعزل عني.
تفسير المعاني :
فكفروا به فنادى ربه قائلا إنهم مجرمون لا يقبلون الإيمان.
تفسير الألفاظ :
﴿ فأسر ﴾ أي سر بهم ليلا. والإسراء السير بالليل، وأما السري فهو السير بالنهار.
تفسير المعاني :
فأمره أن يسير بقومه ليلا وسيتعقبهم الكافرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ رهوا ﴾ أي مفتوحا ذا فجوة واسعة أو ساكنا على هيئته.
تفسير المعاني :
وأن يترك البحر، بعد أن يضربه بعصاه فينفلق له، على حالته لأنه حكم عليهم بالغرق فيه.
تفسير المعاني :
فهلكوا تاركين كثيرا من الحدائق والعيون الجارية والزروع والقصور الشاهقة. وتنعما كانوا فيه متلذذين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:تفسير المعاني :
فهلكوا تاركين كثيرا من الحدائق والعيون الجارية والزروع والقصور الشاهقة. وتنعما كانوا فيه متلذذين.

تفسير الألفاظ :
﴿ ونعمة ﴾ أي وتنعم. ﴿ فاكهين ﴾ أي متنعمين. يقال فكه يفكه فكها. كان طيب النفس مزاحا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:تفسير المعاني :
فهلكوا تاركين كثيرا من الحدائق والعيون الجارية والزروع والقصور الشاهقة. وتنعما كانوا فيه متلذذين.

تفسير الألفاظ :
﴿ كذلك ﴾ أي مثل ذلك الإخراج أخرجناهم.
تفسير المعاني :
كان الأمر كذلك وأورثنا ديارهم قوما آخرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ منظرين ﴾ أي ممهلين. قال أنظره أي أمهله.
تفسير المعاني :
فما اكترثت بهم السماء والأرض وما كانوا ممهلين.
تفسير المعاني :
ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين.
تفسير الألفاظ :
﴿ عاليا ﴾ أي متكبرا.
تفسير المعاني :
من فرعون إنه كان متكبرا من المسرفين في التكبر.
تفسير المعاني :
ولقد اخترنا بني إسرائيل على علم، أي ونحن عالمون بأنهم سيزيغون.
تفسير الألفاظ :
﴿ بلاء مبين ﴾ نعمة جليلة أو اختبار ظاهر.
تفسير المعاني :
وآتيناهم من المعجزات ما فيه نعمة عظيمة لهم أو ما فيه من امتحان كبير.
تفسير المعاني :
وإن قومك هؤلاء ليقولون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما نحن بمنشرين ﴾ أي وما نحن بمبعوثين بعد الموت. يقال نشر الله الميت وأنشره، أي أحياه بعد الموت.
تفسير المعاني :
ما هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمبعوثين.
تفسير المعاني :
قالوا : إن كنا نحن نحيا بعد الموت فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين.
تفسير الألفاظ :
﴿ قوم تبع ﴾ تبّع الحميري ملك اليمن الذي جيّش الجيوش وفتح المدن، وكان مؤمنا وقومه كافرون.
تفسير المعاني :
فيا محمد أهم أفضل مالا وجاها وقوة أم قوم تبع والذين من قبلهم دمرناهم لأنهم كانوا مجرمين ؟
تفسير المعاني :
وما خلقنا الوجود لاهين عابثين.
تفسير المعاني :
بل خلقناه بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوم الفصل ﴾ هو يوم القيامة، سمي بذلك لأنه يفصل فيه بين الحق والباطل. ﴿ ميقاتهم ﴾ أي وقت موعدهم، وهو مشتق من الوقت.
تفسير المعاني :
إن يوم القيامة الذي يُفصل فيه بين الخلائق وقت ميعادهم أجمعين.
تفسير الألفاظ :
﴿ لا يغني مولى عن مولى شيئا ﴾ أي لا يغني الذين يتولى بعضهم بعضا في الدنيا شيئا عن أنفسهم في الآخرة.
تفسير المعاني :
يوم لا يغني أحد عن أحد شيئا، ولا يجدون لهم من ناصرين.
تفسير المعاني :
إلا من رحمه الله، إنه هو العزيز الرحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ شجرة الزقوم ﴾ هي شجرة خبيثة ذات ثمر مر تنبت ببلاد العرب.
تفسير المعاني :
إن شجرة الزقوم طعام المذنبين كدردى الزيت يغلي في بطونهم غليان الماء الشديد الحرارة.
تفسير المعاني :
إن شجرة الزقوم طعام المذنبين كدردى الزيت يغلي في بطونهم غليان الماء الشديد الحرارة.
تفسير الألفاظ :
﴿ كالمهل ﴾ هو ما يمهل في النار حتى يذوب، وقيل هو دِردى الزيت أي عكارته.
تفسير المعاني :
إن شجرة الزقوم طعام المذنبين كدردى الزيت يغلي في بطونهم غليان الماء الشديد الحرارة.
تفسير الألفاظ :
﴿ الحميم ﴾ هو الماء الحار جدا.
تفسير المعاني :
إن شجرة الزقوم طعام المذنبين كدردى الزيت يغلي في بطونهم غليان الماء الشديد الحرارة.
تفسير الألفاظ :
﴿ فاعتلوه ﴾ أي فجروه، والعتل الأخذ بمجامع الشيء وجره بقهر. ﴿ سواء الجحيم ﴾ أي وسطه.
تفسير المعاني :
ويقول الله : خذوا المجرم فجروه بعنف إلى وسط الجحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ عذاب الحميم ﴾ أي عذاب هو الحميم. والحميم هو الماء الحار.
تفسير المعاني :
ثم صبوا فوقه عذابا هو الماء الحار.
تفسير المعاني :
وقولوا له : ذق العذاب إنك كنت تدعي أنك المنيع الكريم.
تفسير الألفاظ :
﴿ تمترون ﴾ أي تشكون. وقيل تمترون بمعنى تمارون، أي تتجادلون.
تفسير المعاني :
إن هذا ما كنتم فيه تشكون.
تفسير الألفاظ :
﴿ في مقام ﴾ أي في موضع. ﴿ أمين ﴾ أي يأمن صاحبه فيه من الآفات والانتقالات.
تفسير المعاني :
إن المتقين في موضع من الجنة يأمنون فيه الأذى والانتقال.
تفسير المعاني :
في بساتين وعيون ماء.
تفسير الألفاظ :
﴿ من سندس وإستبرق ﴾ السندس ما رق من الحرير، والإستبرق ما غلظ منه. ﴿ متقابلين ﴾ في مجالسهم.
تفسير المعاني :
يلبسون ما رق من الحرير وما غلظ. متقابلين في مجلسهم ليأنس بعضهم ببعض..
تفسير الألفاظ :
﴿ كذلك ﴾ أي الأمر كذلك. ﴿ بحور ﴾ جمع حوراء، وهي المرأة البيضاء. ﴿ عين ﴾ أي واسعات العيون، جمع عيناء. والعين سعة العينين.
تفسير المعاني :
الأمر كذلك، وزوجناهم بنساء بيض واسعات العيون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يدعون ﴾ أي يطلبون.
تفسير المعاني :
يطلبون فيها كل أنواع الفاكهة آمنين من الضرر.
تفسير الألفاظ :
﴿ الجحيم ﴾ النار المتأججة، وجحمة النار شدتها.
تفسير المعاني
لا يذوقون إلا الموتة الأولى وحماهم عذاب الجحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ فضلا من ربك ﴾ أي أعطوا ذلك تفضلا من ربك.
تفسير المعاني :
أعطوا ذلك تفضلا من ربك، ذلك هو الفوز العظيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ يسرناه ﴾ سهلناه. ﴿ بلسانك ﴾ أي بلغتك.
تفسير المعاني :
فإنما سهلنا هذا القرآن بلغتك لعلهم يفهمونه فيتعظوا.
تفسير الألفاظ :
﴿ فارتقب ﴾ أي فانتظر.
تفسير المعاني :
فانتظر ما يحل بهم من وعيد الله إنهم منتظرون ما يحل بك من دوائر السوء.
Icon