تفسير سورة سورة النازعات من كتاب تفسير القرآن العزيز
                             المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين
                        .
                            
                    لمؤلفه 
                                            ابن أبي زَمَنِين
                                                            .
                                             المتوفي سنة 399 هـ
                                    
                        
                                                                                         تفسير سورة النازعات وهي مكية كلها. 
                                                                ﰡ
                                                                                        
                    
                                                                                    بسم الله الرحمن الرحيم قوله :﴿ والنازعات غرقا( ١ ) ﴾ تفسير الحسن : هي النجوم تنزع من المشرق،  وتغرق في المغرب. 
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿والناشطات نشطا﴾ (ل ٣٨٥) قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ النُّجُومُ تَنْشَطُ من مشارقها إِلَى مغاربها
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿والسابحات سبحا﴾ النُّجُومُ لِقَوْلِهِ: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يسبحون﴾ يدورون
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فالسابقات سبقا﴾ تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: هِيَ الْمَلائِكَةُ سَبَقُوا إِلَى طَاعَة الله
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فالمدبرات أمرا﴾ الْمَلائِكَةُ يُدَبِّرُ اللَّهُ بِهِمْ مَا أَرَادَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: قِيلَ: إِنَّ جَوَاب (والنازعات) محذوفٌ، الْمَعْنَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: كَأَنَّهُ أَقْسَمَ فَقَالَ: وَهَذِهِ الْأَشْيَاءِ لتُبْعَثُنّ.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يَوْم ترجف الراجفة﴾ النفخة الأولى
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿تتبعها الرادفة﴾ النفخة الْأُخْرَى.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿قُلُوب يَوْمئِذٍ واجفة﴾ مضطربة شَدِيدَة الِاضْطِرَاب
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أبصارها﴾ أبصار تِلْكَ الْقُلُوب ﴿خاشعة﴾ ذليلة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يَقُولُونَ﴾ يَقُولُ الْمُشْرِكُونَ فِي الدُّنْيَا: (أَئِنَّا
                                                                            
88
                                                                     
                                                                                                                لمردودون فِي الحافرة} أَي: فِي أول خلقنَا
                                                                            
89
                                                                     
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذا كُنَّا عظامًا نخرة﴾ بَالِيَةً يُنْكِرُونَ الْبَعْثَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يُقَالُ: رَجَعَ فُلانٌ فِي حَافِرَتِهِ إِذَا رَجَعَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿تِلْكَ إِذا كرة خاسرة﴾ كَاذِبَةٌ؛ أَيْ: لَيْسَتْ بِكَائِنَةٍ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقِيلَ: الْمَعْنَى: تِلْكَ إِذًا رجعةٌ يخسر فِيهَا،
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    قَالَ اللَّهُ ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَة﴾ أَي: نفخة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَإِذا هم بالساهرة﴾ أَيْ: بِالْأَرْضِ قَدْ خَرَجُوا مِنْ بَطْنِهَا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: السَّاهِرَةُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: وَجْهُ الْأَرْضِ، وَهُوَ معنى قَول يحيى.
تَفْسِير سُورَة النازعات من آيَة (١٥ - ٢٦)
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿هَل أَتَاك حَدِيث مُوسَى﴾ أَي: قد أَتَاك
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِذْ ناداه ربه بالوادي الْمُقَدّس﴾ يَعْنِي: الْمُبَارك 
﴿طوى﴾ قَالَ: الْحَسَنُ: الْمَعْنَى: طُوِيَ بِالْبَرَكَةِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: لَمْ يُبَيِّنْ يَحْيَى كَيفَ الْقِرَاءَة فِي (طُوى)، وَذَكَرَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَقْرَؤُهَا (طِوًى) مُنَوَّنَةٌ بِكَسْرِ الطَّاءِ، عَلَى مَعْنَى: قُدِّسَ مَرَّتَيْنِ.
                                                                            
89
                                                                     
                                                                                                                وَقَرَأَهَا نَافِعٌ (طُوَى) بِالضَّمِ غَيْرِ مَصْرُوفَةٍ، وَذَكَرَ الزَّجَّاجُ أَنَّ مَنْ قَرَأَهَا (طُوَى) بِحَرْفِ نَافِعٍ فَهُوَ اسْم الْوَادي.
                                                                            
90
                                                                     
                                                                                                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تزكّى﴾ إِلَى أَن تؤمن
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وأهديك إِلَى رَبك﴾ أَيْ: وَأُبَيِّنُ لَكَ دِينَ رَبِّكَ ﴿فتخشى﴾ الله.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    قَالَ: ﴿فَأرَاهُ الْآيَة الْكُبْرَى﴾ يَعْنِي: الْيَدَ وَهِيَ أَكْبَرُ الْآيَاتِ التسع الَّتِي أَتَاهُ بهَا.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَأَخذه الله نكال﴾ أَي: عُقُوبَة ﴿الْآخِرَة وَالْأولَى﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: الْآخِرَةُ قَوْلُهُ: ﴿أَنَا ربكُم الْأَعْلَى﴾ وَالْأُولَى قَوْلُهُ: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلَه غَيْرِي﴾ فَعَذَّبَهُ بِهِ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا بِالْغَرَقِ، وَيُعَذِّبُهُ فِي الْآخِرَةِ بِالنَّارِ.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يخْشَى﴾ تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: لِمَنْ يَخْشَى أَنْ يُفْعَلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ فَيُؤْمِنُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (نَكَالَ) مَنْصُوبٌ مَصْدَرٌ مُؤَكَّدٌ؛ لِأَنَّ مَعْنَى (أَخَذَهُ اللَّهُ): نكَّل اللَّهُ بِهِ نكال الْآخِرَة وَالْأولَى.
تَفْسِير سُورَة النازعات من آيَة (٢٧ - ٣٥)
                                                                            
90
                                                                     
                                                                                                                تَفْسِير سُورَة الناعات من آيَة (٣٥ - ٤٦)
                                                                            
91
                                                                     
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بناها﴾ بِغَيْر عمد
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿رفع سمكها فسواها﴾ بَيْنكُم (وَبَينهَا) مسيرَة خَمْسمِائَة عَام
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    قَالَ: ﴿وأغطش لَيْلهَا﴾ أظلم لَيْلهَا ﴿وَأخرج ضحاها﴾ شمسها ونورها
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    قَالَ: ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ بَسَطَهَا بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ.
قَالَ مُحَمَّد: من قَرَأَ ﴿وَالْأَرْض﴾ بِالنّصب ﴿بعد ذَلِك دحاها﴾ فَالْمَعْنَى: وَدَحَا الْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا: ﴿وَالْجِبَالَ أرساها﴾ تَفْسِيرُ نَصْبِ الْجِبَالِ؛ كَتَفْسِيرِ نَصْبِ الْأَرْضِ.
قَالَ يَحْيَى: وَكَانَ بَدْءُ خَلْقِ الْأَرْضِ فِيمَا بَلَغَنَا أَنَّهَا كَانَتْ طِينَةٌ فِي مَوْضِعِ بَيْتِ الْمُقَدّس، ثمَّ خلق السَّمَوَات، ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي أَنْتِ كَذَا وَاذْهَبِي أَنْتِ كَذَا، وَمِنْ مَكَّةَ بُسِطَتِ الْأَرْضُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا.
جِبَالَهَا وَأَنْهَارَهَا وَأَشْجَارَهَا قَالَ: ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا ومرعاها﴾
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَالْجِبَال أرساها﴾ أَثْبَتَهَا جَعَلَهَا أَوْتَادًا لِلْأَرْضِ؛ لِئَلَّا تتحرَّكَ بِمن عَلَيْهَا
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿مَتَاعا لكم ولأنعامكم﴾ تَسْتَمْتِعُونَ بِهِ إِلَى الْمَوْتِ
                                                                            
91
                                                                     
                                                                                                                قَالَ مُحَمَّد: (مَتَاعا) منصوبٌ عَلَى مَعْنَى: أخْرج مِنْهَا ماءها ومرعاها للإمتاع لكم.
                                                                            
92
                                                                     
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَإِذا جَاءَت الطامة الْكُبْرَى﴾ النفخة الْآخِرَة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ مَا سَعَى﴾ أَي: يُحَاسب النَّاس بأعمالهم
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                                                                                                        
                    
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وآثر الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ لم يُؤمن بِالآخِرَة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ﴾ أَيْ: مَوْقِفَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ﴿وَنهى النَّفس عَن الْهوى﴾ يَعْنِي: عَن هَواهَا
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فَإِن الْجنَّة هِيَ المأوى﴾ أَي: هِيَ منزلُه.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ مَجِيئُها
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿فيمَ أَنْت من ذكرَاهَا﴾ تَفْسِيرُ الْكَلْبِيِّ: فِيمَ أَنْتَ مِنْ أَنْ تَسْأَلَ عَنْهَا وَلَمْ أُخْبِرْكَ بهَا مَتى تَجِيء.
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِلَى رَبك مُنْتَهَاهَا﴾ مُنْتَهى علم مجيئها
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا﴾ إِنَّمَا يَقْبَلُ نَذَارتك مَنْ يَخْشَى السَّاعَة
                                                                    
                                                                         
                                                                                                                                        
                    
                                                                                    ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّة أَو ضحاها﴾ أَيْ: أَوْ ضَحْوَةً تُضْحَى الدُّنْيَا.
                                                                            
92
                                                                     
                                                                                                                تَفْسِيرُ سُورَةِ عَبَسَ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كلهَا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَفْسِير سُورَة عبس من آيَة (١ - ٢٢)
                                                                            
93