تفسير سورة الشعراء

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سورة الشعراء
٢٦
قوله عز وجل: طسم
[الوجه الأول]
١٥٥١٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: طسم قَالَ: إِنَّهُ قَسَمٌ أَقْسَمَهُ اللَّهُ وَهِيَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ
١٥٥١٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمَقْدِسِيُّ، ثنا رَجُلٌ سَمَّاهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ طسم قَالَ: الطَّاءُ مِنَ الطَّوْلِ وَالسِّينُ مِنَ الْقُدُّوسِ وَالْمِيمُ مِنَ الرَّحْمَنِ
قَالَ السُّدِّيُّ: هَذِهِ حُرُوفٌ مِنَ الْهِجَاءِ مِنَ الأَسْمَاءِ الْمُقَطَّعَةِ
وَرُوِِىِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ هِجَاءٌ مَقْطُوعٌ
وَالْوَجْهُ الثَّانِي
١٥٥١٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ قَصَرَ، عَنِ التَّفْسِيرِ حِينَ قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْبَصْرَةَ فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ يَوْمًا فِي مَنْزِلِهِ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَقَعَدْتُ مَعَ ابْنِهِ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ فَلَمَّا قَضَى أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ:
طسم؟ قَالَ: فَوَاتِحُ افْتَتَحَ اللَّهُ بِهَا كِتَابَهُ أَوِ الْقُرْآنَ.
١٥٥٢٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ. ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: طسم قَالَ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ أَقْسَمَ بِهِ رَبُّكَ.
قوله: تِلْكَ
١٥٥٢١ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَوْلُهُ: تِلْكَ يَعْنِي هَذِهِ.
قوله :﴿ تلك ﴾
حدثنا موسى بن أبي موسى الأنصاري، ثنا هارون بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، ثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك قوله :﴿ تلك ﴾ يعني هذه.
قوله :﴿ آيات ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا علي بن زنجه، ثنا علي ابن الحسين، عن الحسين بن واقد، عن مطر ﴿ تلك آيات ﴾ قال : الزبور.
قوله :﴿ الكتاب ﴾ آية٢
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ الكتاب ﴾ يعني القرآن.
وروي، عن ابن عباس والحسن البصري مثل ذلك.
والوجه الثاني
حدثنا أبي ثنا سهل بن عثمان، ثنا ابن السماك، عن أبي بكر، عن الحسن في هذه الآية ﴿ تلك آيات الكتاب ﴾ قال : التوراة والزبور حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا أبو الجماهر وثنا سعيد يعني ابن بشير، عن قتادة ﴿ الر تلك آيات الكتاب ﴾ قال : الكتب التي خلت قبل القرآن ﴿ المبين ﴾ آية قال : أي والله تبين بركته وهداه ورشده.
قوله: آيَاتُ
١٥٥٢٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زنجة، ثنا علي ابن الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ تلك آيات قال: الزبور
قوله: الكتاب
[الوجه الأول]
١٥٥٢٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الْكِتَابِ يَعْنِى الْقُرْآنَ وَرُوِِىِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ
وَالْوَجْهُ الثَّانِي
١٥٥٢٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الآيَةِ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ قَالَ: التَّوْرَاةُ وَالزَّبُورُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ وَثنا سَعِيدٌ يَعْنِى ابْنَ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ قَالَ: الْكُتُبُ الَّتِي خَلَتْ قَبْلَ الْقُرْآنِ الْمُبِينِ ايه قَالَ: إِي وَاللَّهِ تَبَيَّنَ بَرَكَتُهُ وَهُدَاهُ وَرُشْدُهُ.
قوله تعالى: لَعَلَّكَ
١٥٥٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي، ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير قوله: لَعَلَّكَ يَعْنِى لِكَيْ.
١٥٥٢٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ قَالَ: قَاتَلٌ نَفْسَكَ وَرُوِِىِ، عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَقَتَادَةَ وَعَطِيَّةَ وَالضَّحَّاكِ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٥٢٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ الأَصْمَعِيَّ، عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ فَقَالَ: أَفْصِحْ فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، حَدَّثَنِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ قَالَ: قَاتَلٌ نَفْسَكَ قَالَ: هَذَا الَّذِي قُلْتُ لَكَ بَلَغَتْ بِهِمُ النَّصِيحَةُ حَتَّى قَتَلُوا أَنْفُسَهُمْ.
١٥٥٢٨ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قِرَاءَةً أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ ابن عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الخراساني أما لعلك باخع نفسك فيقال: فعلك مُخْرِجٌ نَفْسَكَ وَقَاتِلُهَا.
١٥٥٢٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ قَالَ: قَاتِلٌ نَفْسَكَ حُزْنًا إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا.
١٥٥٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى إِيمَانِهِمْ مُخْرِجٌ نَفْسَكَ مِنْ جَسَدِكَ.
قَوْلُهُ: أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
١٥٥٣١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تَنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَقَوْلُهُ: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى وَقَوْلُهُ: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حرجا وَقَوْلُهُ:
مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ قَوْلُهُ: وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَقَوْلُهُ: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كلهم جميعا وقوله: جعلنا في أعناقهم أغلالا وقوله: من أغفلنا قلبه، عن ذكرنا وقوله: إنك لا تسمع الموتى وَقَوْلُهُ: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَنَحْوُ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ فَإِنَّ ّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْرِصُ أَنْ يُؤْمِنَ جَمِيعُ النَّاسِ وَيَتَّبِعُوهُ عَلَى الْهُدَى، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ إِلا مَنْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ السَّعَادَةُ فِي الذِّكْرِ الأَوَّلِ وَلا يَضِلُّ إِلا مَنْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِي الذِّكْرِ الأَوَّلِ
قَوْلُهُ: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً
١٥٥٣٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً قَالَ: لَوْ نَشَاءُ
قَوْلُهُ: مِنَ السَّمَاءِ آيَةً
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ دازان فِي قَوْلِهِ: نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ الشَّمْسُ من مغربها.
قوله: فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ
١٥٥٣٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ حَتَّى لَا يَلْتَفِتَ أَحَدٌ إِلَى مَعْصِيَةٍ.
١٥٥٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ قَالَ: لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ آيَهً يَذِلُّونَ بِهَا فَلا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عُنُقَهُ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ.
قوله تعالى: خَاضِعِينَ
١٥٥٣٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ قَالَ: الْخَاضِعُ الذَّلِيلُ
قَوْلُهُ: وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ.
١٥٥٣٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ يَقُولُ: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ يَقُولُ إِلا أَعْرَضُوا عَنْهُ وَفِي قَوْلِهِ: فَقَدْ كذبوا فسيأتيهم أنبؤا يَعْنِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ يَقُولُ:
أَنْبَاءُ مَا اسْتَهْزَؤُا بِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَوْلُهُ: أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كريم
[الوجه الأول]
١٥٥٣٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ قَالَ: مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ
الْوَجْهُ الثَّانِي
١٥٥٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ قَالَ: النَّاسُ مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ فَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَهُوَ كَرِيمٌ وَمَنْ دَخَلَ النَّارَ فَهُوَ لَئِيمٌ.
قوله: كَرِيمٌ
١٥٥٣٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قوله: كَرِيمٌ يَعْنِى حَسَن وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
وفي قوله :﴿ فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ﴾ يعني يوم القيامة ﴿ ما كانوا به يستهزؤون ﴾ يقول : أنباء ما استهزؤا به من كتاب الله عز وجل.
قوله تعالى :﴿ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ من كل زوج كريم ﴾ قال : من نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام.
الوجه الثاني
حدثنا أبي، ثنا قبيصه، ثنا سفيان، عن رجل، عن الشعبي في قوله ﴿ كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾ قال : الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم.
قوله :﴿ كريم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء عن سعيد بن جبير قوله :﴿ كريم ﴾ يعني حسن وروي، عن قتادة مثل ذلك.
قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً
١٥٥٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً قَالَ: عَلامَةً أَلَمْ تَرَ إِلَى الرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُرْسِلَ إِلَى أَهْلِهِ فِي حَاجَةٍ أَرْسَلَ بِخَاتَمِهِ أَوْ بِثَوْبِهِ فَعَرَفُوا أَنَّهُ حَقٌّ وَرُوِِىِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
قوله: وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
١٥٥٤١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة، حدثني عطا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قوله: مُؤْمِنِينَ يَعْنِى مُصَدِّقِينَ.
قَوْلُهُ: وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
١٥٥٤٢ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَلِيَةِ الْعَزِيزُ قَالَ: عَزِيزٌ فِي نِقْمَتِهِ إِذَا انْتَقَمَ، وَرُوِيَ، عَنِ قَتَادَةَ وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٥٥٤٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا مَسْلَمَةُ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَزِيزُ قَالَ: الْعَزِيزُ فِي نُصْرَتِهِ مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ إِذَا شَاءَ.
قوله: الرَّحِيمُ
١٥٥٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الرحيم يَعْنِي رَحِيمًا بِهِمْ بَعْدَ التَّوْبَةِ.
قَوْلُهُ: وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى
١٥٥٤٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى قَالَ: حِينَ نُودِيَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ.
قوله: أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
١٥٥٤٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الظَّالِمِينَ يَقُولُ: الْكَافِرِينَ.
قوله :﴿ وإن ربك لهو العزيز ﴾ آية٩
حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العلية ﴿ العزيز ﴾ قال : عزيز في نقمته إذا انتقم، وروي، عن قتادة والربيع بن أنس نحو ذلك. حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان، ثنا مسلمة قال : محمد بن إسحاق ﴿ العزيز ﴾ قال : العزيز في نصرته ممن كفر به إذا شاء.
قوله :﴿ الرحيم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد في قول الله :﴿ الرحيم ﴾ يعني رحيما بهم بعد التوبة.
قوله :﴿ وإذ نادى ربك موسى ﴾
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباط، عن السدي ﴿ إذ نادى ربك موسى ﴾ قال : حين نودي من جانب الطور الأيمن.
قوله :﴿ أن ائت القوم الظالمين ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس ﴿ الظالمين ﴾ يقول : الكافرين.
قوله: قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ
١٥٥٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ:
خَرَجَ مُوسَى وَتَبِعَهُمْ فِرْعَوْنُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ هَامَانُ فِي أَلْفِ أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ أَلْفِ حِصَانٍ لَيْسَ فِيهَا ماذِيَانَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ: رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ إِلَى قَوْلِهِ: ينطلق لساني
١٥٥٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثلح أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شكا مُوسَى إِلَى رَبِّهِ مَا يَتَخَوَّفُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فِي الْقَتِيلِ وَعُقْدَةِ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ كَانَ فِي لِسَانِهِ عُقْدَةٌ تَمْنَعُهُ مِنْ كَثِيرِ الْكَلامِ فَآتَاهُ اللَّهُ سُؤْلَهُ فَحَلَّ عُقْدَةَ لِسَانِهِ وَفِي قَوْلِهِ: فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ قَالَ: سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُعِينَهُ بِأَخِيهِ هَارُونَ يكون له ردئا وَيَتَكَلَّمُ عَنْهُ بِكَثِيرٍ مِمَّا لَا يُفْصِحُ بِهِ لِسَانُهُ.
قوله: وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ.
١٥٥٤٩ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ قَالَ: قَتْلُ النفس الذي قَتَلَ فِيهِمْ.
١٥٥٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ يَعْنِى النَّفْسُ الَّتِي قَتَلَ.
قَوْلُهُ: فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ
١٥٥٥١ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَيَزِيدُ ابن هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِى قَوْلَهُ: فَأَخَافُ أَنْ يقتلون قَالَ: شَكَى مُوسَى- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى رَبِّهِ مَا يَتَخَوَّفُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فِي الْقَتِيلِ.
قوله: كَلا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا
١٥٥٥٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ يَعْنِى قَوْلَهُ: قَالَ: كَلا قَالَ: يَقُولُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ: كَلَّا.
قوله تعالى :﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون ﴾ إلى قوله :﴿ ينطلق لساني ﴾ آية١٢
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج أنبأ يزيد بن هارون أنبأ أصبغ بن زيد، ثنا القاسم بن أبي أيوب، ثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : شكى موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقده لسانه فإنه كان في لسانه عقده تمنعه من كثير من الكلام فأتاه الله سئوله فحل عقدة لسانه وفي قوله :﴿ فأرسل إلى هارون ﴾ قال : سأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردئا ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:قوله تعالى :﴿ قال رب إني أخاف أن يكذبون ﴾ إلى قوله :﴿ ينطلق لساني ﴾ آية١٢
حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج أنبأ يزيد بن هارون أنبأ أصبغ بن زيد، ثنا القاسم بن أبي أيوب، ثنا سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : شكى موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقده لسانه فإنه كان في لسانه عقده تمنعه من كثير من الكلام فأتاه الله سئوله فحل عقدة لسانه وفي قوله :﴿ فأرسل إلى هارون ﴾ قال : سأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردئا ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه.

قوله :﴿ ولهم علي ذنب ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابه، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ﴾ قال : قتل النفس الذي قتل فيهم.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ولهم علي ذنب ﴾ يعني النفس التي قتل.
قوله :﴿ فأخاف أن يقتلون ﴾
حدثنا عمار بن خالد الواسطي، حدثنا محمد بن الحسن، ويزيد ابن هارون، عن أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس يعني قوله :﴿ فأخاف أن يقتلون ﴾ قال : شكي موسى-صلى الله عليه وسلم- إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل.
قوله :﴿ كلا فاذهبا بآياتنا ﴾
حدثنا أبي، ثنا سعيد بن داود حدثني حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب يعني قوله :﴿ قال كلا ﴾ قال : يقول الجبار عز وجل : كلا.
قوله :﴿ إنا معكم مستمعون ﴾
حدثنا أبو عبد الله الطهراني محمد بن حماد فيما كتب إليّ أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهبا يقول : قال لموسى يعني ربه عز وجل إني قد أقمتك اليوم في مقام لا ينبغي لبشر بعدك أن يقوم مقامك أدنيتك وقربتك حتى سمعت كلامي وكنت بأقرب الأمكنة مني فانطلق برسالتي فإنك بعيني وسمعي وإن معك أيدي وبصري
قوله تعالى :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ﴾.
حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، ثنا سهل بن بكار، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس قال : لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرما نقه من صوف ما يجاوز يديها مرفقه فاستؤذن على فرعون فقال : أدخلوه فدخل فقال : إن إلهي أرسلني إليك فقال : للقوم حوله ﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ قال : خذوه.
حدثنا عمار بن خالد الواسطي، ثنا محمد بن الحسن الواسطي ويزيد ابن هارون واللفظ لمحمد، عن أصبغ بن زيد الوراق، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : فانطلقا جميعا فأقاما على بابه حينا لا يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا إنا رسولا ربك قال : وما ربكما يا موسى فأخبراه الذي قص الله عز وجل في القرآن وذكر أيضا، عن السدي لما نزل موسى على أمه بمصر ليلة الطفشيل ذهب هو وهارون وقد كتب غير مرة وذكر أيضا غير ذا كتب في موضع آخر.
قوله: إِنَّا مَعَكُمْ مَسْتَمِعُونَ
١٥٥٥٣ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: قَالَ لِمُوسَى يَعْنِى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي قَدْ أَقَمْتُكَ الْيَوْمَ فِي مَقَامٍ لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ بَعْدَكَ أَنْ يَقُومَ مَقَامَكَ أَدْنَيْتُكَ وَقَرَّبْتُكَ حَتَّى سَمِعْتَ كَلامِيَ وَكُنْتَ بِأَقْرَبِ الأَمْكِنَةِ مِنِّي فَانْطَلِقْ بِرِسَالَتِي فَإِنَّكَ بِعَيْنِي وَسَمْعِي وَإِنَّ مَعَكَ ايدي وبصري قوله تعالى: أتيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
١٥٥٥٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَيْهِ زُرْمَانِقَةٌ مِنْ صُوفٍ مَا يُجَاوِزُ يَدَيْهَا مِرْفَقَهُ فَاسْتُؤْذِنَ عَلَى فِرْعَوْنَ فَقَالَ: أَدْخِلُوهُ فَدَخَلَ فَقَالَ: إِنَّ إِلَهِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ فَقَالَ: لِلْقَوْمِ حَوْلَهُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي قَالَ: خُذُوهُ.
١٥٥٥٥ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بن الحسن الواسطي ويزيد ابن هَارُونَ وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَانْطَلَقَا جَمِيعًا فَأَقَامَا عَلَى بَابِهِ حِينًا لَا يُؤْذَنُ لَهُمَا ثُمَّ أُذِنَ لَهُمَا بَعْدَ حِجَابٍ شديد فقالا إنا رسولا ربك قال: فمن رَبُّكُمَا يَا مُوسَى فَأَخْبَرَاهُ الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ
وَذُكِرَ أَيْضًا، عَنِ السُّدِّيِّ لَمَّا نَزَلَ مُوسَى عَلَى أُمِّهِ بِمِصْرَ لَيْلَةَ الطِّفْشِيلِ ذَهَبَ هُوَ وَهَارُونُ وَقَدْ كُتِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَذُكِرَ أَيْضًا غَيْرُ ذَا كتب فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
قَوْلُهُ: أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ
١٥٥٥٦ - وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ: فرعون لموسى وهارون، ما تريدان وَذَكَّرَهُ الْقَتِيلَ فَاعْتَذَرَ بِمَا سَمِعْتَ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ تُرْسِلَ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْلُهُ: قَالَ: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا
١٥٥٥٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا قَالَ: الْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ فَرُبِّيَ فِيهِمْ
قوله :﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ﴾.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ألم نربك فينا وليدا ﴾ قال : التقطه آل فرعون فربي فيهم وليدا حتى كان رجلا قوله تعالى :﴿ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابه، ثنا ورقا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾ قتل النفس أيضا.
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾ يقول قتل النفس التي قتلت قوله :﴿ وأنت من الكافرين ﴾.
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي :﴿ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ معنا على ديننا الذي تعيب.
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثنا ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ قال : من فرعون على موسى حين رباه يقول كفرت نعمتي.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فلما وقف على فرعون قال إني رسول رب العالمين فعرفه فرعون قال :﴿ ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ أي لإحساني إليك وفضلي عليك، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي، ثم قتلت رجلا من شيعتي.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ قال : ربيناك فينا وليدا فهذا الذي كافأتنا أن قتلت منا نفسا، وكفرت نعمتنا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨:قوله :﴿ قال ألم نربك فينا وليدا ﴾.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ألم نربك فينا وليدا ﴾ قال : التقطه آل فرعون فربي فيهم وليدا حتى كان رجلا قوله تعالى :﴿ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابه، ثنا ورقا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾ قتل النفس أيضا.
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾ يقول قتل النفس التي قتلت قوله :﴿ وأنت من الكافرين ﴾.
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي :﴿ ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ معنا على ديننا الذي تعيب.
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثنا ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ قال : من فرعون على موسى حين رباه يقول كفرت نعمتي.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فلما وقف على فرعون قال إني رسول رب العالمين فعرفه فرعون قال :﴿ ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ أي لإحساني إليك وفضلي عليك، ولم تشكر نعمتي ولا صنيعي، ثم قتلت رجلا من شيعتي.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله :﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ﴾ قال : ربيناك فينا وليدا فهذا الذي كافأتنا أن قتلت منا نفسا، وكفرت نعمتنا.

وَلِيدًا حَتَّى كَانَ رَجُلا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ
١٥٥٥٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا ورقا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ قَتْلُ النَّفْسِ أَيْضًا
١٥٥٥٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ يَقُولُ قَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي قَتَلْتَ قَوْلُهُ: وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ.
١٥٥٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ مَعَنَا عَلَى دِينِنَا الَّذِي تَعِيبُ
١٥٥٦١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عطا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ: مَنَّ فِرْعَوْنُ عَلَى مُوسَى حِينَ رَبَّاهُ يَقُولُ كَفَرْتَ نِعْمَتِي
١٥٥٦٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى فِرْعَوْنَ قَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَعَرَّفَهُ فِرْعَوْنُ قَالَ: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ أَيْ لإِحْسَانِي إِلَيْكَ وَفَضْلِي عَلَيْكَ، وَلَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِي وَلا صَنِيعِي، ثُمَّ قَتَلْتَ رَجُلا مِنْ شِيعَتِي.
١٥٥٦٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ: رَبَّيْنَاكَ فِينَا وَلِيدًا فَهَذَا الَّذِي كَافَأْتَنَا أَنْ قَتَلْتَ مِنَّا نَفْسًا، وَكَفَرْتَ نِعْمَتَنَا.
قَوْلُهُ: قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ
١٥٥٦٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قوله: وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ قَالَ: مِنَ الْجَاهِلِينَ وَرُوِيَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالثَّوْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٥٦٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادة قوله: وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ أَيْ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ فعلتها إذا او انا مِنَ الْجَاهِلِينَ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ جَهِلَ فِيهِ نَبِيُّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يَتَعَمَّدْهُ.
١٥٥٦٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ أَيْ خَطَأٌ لَا أُرِيدُ ذَلِكَ.
١٥٥٦٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَنِي مِنَ اللَّهِ شَيْءٌ كَانَ قَتْلِي إِيَّاهُ ضَلالَةً وَخَطَأً قَالَ: وَالضَّلالَةُ هَاهُنَا الْخَطَأُ وَلَمْ يَقُلْ ضَلالَةً فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَوْلُهُ: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ المرسلين
١٥٥٦٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَالْحُكْمُ النُّبُوَّةُ وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ.
قَوْلُهُ: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ
١٥٥٦٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ مُوسَى يُنْكِرُ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَ مِنْ يَدِهِ عِنْدَهُ فَقَالَ: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
١٥٥٧٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ قَالَ: يَقُولُ مُوسَى لِفِرْعَوْنَ أَتَمُنُّ عَلَيَّ يَا فِرْعَوْنُ بِأَنِ اتَّخَذْتَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدًا وَكَانُوا أَحْرَارًا فَقَهَرْتَهُمْ وَاتَّخَذْتَهُمْ عَبِيدًا قَوْلُهُ: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
قوله :﴿ وتلك نعمة تمنها عليّ ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال : ثم أقبل عليه موسى ينكر عليه ما ذكر من يده عنده فقال :﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وتلك نعمة تمنها علي ﴾ قال : يقول موسى لفرعون أتمن علي يا فرعون بأن اتخذت من بني إسرائيل عبيدا وكانوا أحرارا فقهرتهم واتخذتهم عبيدا قوله :﴿ أن عبدت بني إسرائيل ﴾.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ أن عبدت بني إسرائيل ﴾ فقهرتهم واستعملتهم.
حدثنا علي بن الحسن، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ﴿ أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أي أن اتخذتهم عبيدا تنزع أبنائهم من أيديهم، فتسترق من شئت، وتقتل من شئت، وإني إنما صيرني إليك لأبين لك ذلك.
١٥٥٧١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَهَرْتَهُمْ وَاسْتَعْمَلْتَهُمْ
١٥٥٧٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْ أَنِ اتَّخَذْتَهُمْ عَبِيدًا تنزع أبنائهم مِنْ أَيْدِيهِمْ، فَتَسْتَرِقُّ مَنْ شِئْتَ، وَتَقْتُلُ مَنْ شِئْتَ، وَإِنِّي إِنَّمَا صَيَّرَنِي إِلَيْكَ لأُبَيِّنَ لَكَ ذَلِكَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ العالمين
١٥٥٧٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ،... قَالَ: فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى.
١٥٥٧٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ: يَسْتَوْصِفُهُ اللَّهَ الَّذِي أَرْسَلَهُ إِلَيْهِ أَيْ مَا إِلَهُكَ هَذَا؟ وَفِي قَوْلِهِ: رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائكم الأولين أي وخلق آبائكم الأولين.
قوله: قال رب السماوات والأرض وما بينهما الآيه.
١٥٥٧٥ - حدثنا أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: قَالَ: فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السماوات وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلا رَغْمًا.
قَوْلُهُ: قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ
١٥٥٧٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَوْلُهُ: لِمَنْ حَوْلَهُ مِنْ مَلائِهِ أَلا تَسْتَمِعُونَ أَيْ إنكارا لِمَا قَالَ أَنْ لَيْسَ إِلَهًا غَيْرِي.
١٥٥٧٧ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ: أَيْ وخلق آبائكم الأَوَّلِينَ وَخَلَقَكُمْ، مِنْ آبَائِكُمْ.
١٥٥٧٨ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أَرْسَلَ إِلَيْكُمْ لِمَجْنُونٍ قَالَ فِرْعَوْنُ: إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لِمَجْنُونٌ أَيْ مَا هَذَا الْكَلامُ صَحِيحٌ أَنْ يَزْعُمَ أن لكم إليها غيري.
قوله :﴿ قال رب السماوات والأرض وما بينهما ﴾ الآية
حدثنا أبي عمر العدني، ثنا سفيان، عن أبي سعيد، عن عكرمة بن عباس قوله :﴿ قال فرعون وما رب العالمين ﴾ ﴿ قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ﴾ فلم يزده إلا رغما.
قوله تعالى :﴿ قال لمن حوله ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله :﴿ لمن حوله ﴾ من ملائه ﴿ ألا تستمعون ﴾ أي إنكارا لما قال أن ليس إلها غيري.
وبه في قوله :﴿ ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾ : أي وخلق آبائكم الأولين وخلقكم، من أبائكم.
وبه في قوله :﴿ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ﴾ قال فرعون :﴿ إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ﴾ أي ما هذا الكلام صحيح أن يزعم أن لكم إلها غيري.
١٥٥٧٩ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: قَالَ: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ: أَيْ خَالِقُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا أَيْ خَالِقُ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْخَلْقِ قَوْلُهُ: إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ
: أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: تَعْقِلُونَ يِتَفَكَّرُونَ.
قَوْلُهُ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ
١٥٥٨٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ أَيْ إِنْ أَقَمْتَ عَلَى هَذَا أَنْ تَعْبُدَ غَيْرِي، وَتَتْرُكَ عِبَادَتِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٌ
١٥٥٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قَالَ: مُوسَى أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ
١٥٥٨٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ من الصادقين وذلك بعد ما قَالَ: اللَّهُ مِنَ الْكَلامِ مَا ذَكَرَ اللَّهُ قَالَ: لَهُ مُوسَى أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ
١٥٥٨٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ أولو جئتك بشيء مبين أَيْ بِأَمْرٍ تَعْرِفُ بِهِ صِدْقِي وَكَذِبَكَ وَحَقِّي وَبَاطِلَكَ.
قَوْلُهُ: قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ.
١٥٥٨٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَيْهِ زُرْمَانِقَةٌ مِنْ صُوفٍ مَا تُجَاوِزُ مِرْفَقَيْهِ قَالَ: فَاسْتُؤْذِنَ عَلَى فِرْعَوْنَ فَقَالَ: أَدْخِلُوهُ فَدَخَلَ فَقَالَ: إِنَّ إِلَهِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ فَقَالَ: لِلْمَلأِ حَوْلَهُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي قَالَ: خُذُوهُ قَالَ: إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِآيَةٍ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
١٥٥٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا
قوله :﴿ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ﴿ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ﴾
أي إن أقمت على هذا أن تعبد غيري، وتترك عبادتي ﴿ لأجعلنك من المسجونين ﴾.
قوله تعالى :﴿ قال أو لو جئتك بشيء مبين ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ قال أو لو جئتك بشيء مبين ﴾ قال : موسى ﴿ أولو جئتك بشيء مبين ﴾.
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي قال : ثم قال له فرعون :﴿ إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين ﴾ وذلك بعدما قال : الله من الكلام ما ذكر الله قال : له موسى ﴿ أو لو جئتك بشيء مبين ﴾.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ﴿ قال أو لو جئتك بشيء مبين ﴾ أي بأمر تعرف به صدقي وكذبك وحقي وباطلك.
قوله :﴿ قال فأت به إن كنت من الصادقين ﴾ حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، ثنا سهل بن بكار، ثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس قال : لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانه من صوف ما تجاوز مرفقيه قال : فاستؤذن على فرعون فقال : أدخلوه فدخل فقال : إن الهي أرسلني إليك فقال : للملأ حوله ﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾ قال : خذوه قال :﴿ إني قد جئتك بآية { قال فأت بها إن كنت من الصادقين ﴾.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قال :﴿ فأت به إن كنت من الصادقين ﴾ قال : فرعون :﴿ فأت به إن كنت من الصادقين ﴾.
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: فَأْتِ بِهِ إِنْ كنت من الصادقين قَالَ: فِرْعَوْنُ: فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتُ مِنَ الصَّادِقِينَ.
قوله: فَأَلْقَى عَصَاهُ
١٥٥٨٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: كَانَ عَصَا مُوسَى مِنْ عَوْسَجٍ، وَلَمْ يُسَخَّرْ الْعَوْسَجُ لأَحَدٍ بَعْدَهُ
وَرُوِِىِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ عَصَا مُوسَى مِنْ عَوْسَجٍ فَقَطْ
١٥٥٨٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ:
قَالَ فِرْعَوْنُ لِمُوسَى أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا قَالَ: فَرَدَّ إِلَيْهِ مُوسَى الَّذِي رَدَّ اللَّهُ فَقَالَ:
فِرْعَوْنُ خُذُوهُ فَبَادَرَ مُوسَى فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ فَحَمَلَتْ عَلَى أُنَاسٍ فَانْهَزَمُوا مِنْهَا فَمَاتَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقَامَ فِرْعَوْنُ مُنْهَزِمًا حَتَّى دَخَلَ الْبَيْتَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ
١٥٥٨٨ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ الخَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَأَلْقَى عَصَاهُ فَتَحَوَّلَتْ حَيَّةً عَظِيمَةً فَاغِرَةً فَاهَا مُسْرِعَةً إِلَى فِرْعَوْنَ فَلَمَّا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّهَا قَاصِدَةٌ إِلَيْهِ خَافَهَا فَاقْتَحَمَ، عَنْ سَرِيرِهِ وَاسْتَغَاثَ بِمُوسَى أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ.
١٥٥٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ، عَنْ جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: ثُعْبَانٌ مُبِينٌ قَالَ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ.
١٥٥٩٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَة فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ قَالَ: تَحَوَّلَتْ حَيَّةً عَظِيمَةً وَقَالَ: غَيْرُهُ مِثْلُ الْمَدِينَةِ وَقَالَ: قَتَادَةُ فَأَكَلَتْ سِحْرَهُمْ كُلَّهُ.
١٥٥٩١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَجَّاجِ الرَّقِّيُّ، ثنا
مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، ثنا عِيسَى بْنُ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: كَانَ بَيْنَ لَحْى الثُّعْبَانِ الَّذِي مِنْ عَصَا مُوسَى اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا.
١٥٥٩٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي قَوْلَهُ: فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مبين قال: فالفى عَصَاهُ فَصَارَتْ ثُعْبَانًا مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ مَا بَيْنَ الشَّفَقِ إِلَى الأَرْضَ.
١٥٥٩٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَالثُّعْبَانُ الذَّكَرُ مِنَ الْحَيَّاتِ فَاتِحْةٌ فَمَهَا وَاضِعَةٌ لَحْيَهَا الأَسْفَلَ فِي الأَرْضِ وَالأَعْلَى عَلَى سُوَرِ الْقَصْرِ، ثُمَّ تَوَجَّهَتْ نَحْوَ فِرْعَوْنَ لِتَأْخُذَهُ فَلَمَّا رَآهَا ذُعِرَ مِنْهَا وَوَثَبَ فَأَحْدَثَ وَلَمْ يَكُنْ يُحْدِثُ قَبْلَ ذَلِكَ وَصَاحَ يَا مُوسَى خُذْهَا وانا أومن بِكَ وَأُرْسِلُ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَخَذَهَا مُوسَى فَصَارَتْ عَصًا.
١٥٥٩٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ فَمَكَثَ مَا بَيْنَ سِمَاطَيْ فِرْعَوْنَ فَاتِحْةً فَاهَا قَدْ كَانَ مِحْجَنُهَا عُرْفًا عَلَى ظَهْرِهَا، فَرَفَضَ عَنْهَا النَّاسُ، وَحَالَ فِرْعَوْنُ، عَنْ سَرِيرِهِ وَجَعَلَتْ تَلَظَّى وَتَعْلُو عَلَى جَنْبِ قَصْرِ فِرْعَوْنَ ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى مُوسَى فَتُبَصْبِصُ حَوْلَهُ وَتَسْتَدِيرُ بِهِ.
١٥٥٩٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا بلم بْنُ غَزْوَانَ، ثنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ قَالَ: كَانَ فِرْعَوْنُ إِذَا كَانَ لَهُ حَاجَةٌ ذَهَبَ بِهِ السَّحَرَةُ مَسِيرَةَ خَمْسِينَ فَرْسَخًا فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ جَاءُوا بِهِ حَتَّى كَانَ يَوْمُ عَصَا مُوسَى فَإِنَّهَا فَتَحَتْ فَاهَا فَكَانَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهَا أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَزَعَ يَدَهُ
١٥٥٩٦ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَنَزَعَ يَدَهُ قَالَ: فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ وَرُوِِىِ، عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ وَفِي قَوْلُهُ: فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ قَالَ: أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ فَرَآهَا بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ يَعْنِى بِهِ الْبَرَصَ، ثُمَّ أَعَادَهَا فِي كُمِّهِ فَصَارَتْ إِلَى لَوْنِهَا الأَوَّلِ.
١٥٥٩٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ قَالَ: فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ فَأَخْرَجَهَا مِثْلَ الْبَرْقِ تَلْتَمِعُ الأَبْصَارَ فَخَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ ثُمَّ خَرَجَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلا يَفِرُّ مِنْهُ
١٥٥٩٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ فَأَخْرَجَهَا بَيْضَاءَ مِثْلَ الثَّلْجِ ثُمَّ رَدَّهَا فَرَجَعْتُ كَهَيْئَتِهَا وَأَدْخَلَ مُوسَى يَدَهُ فِي جَيْبِهِ فَصَارَتْ عَصًا بِيَدِهِ، يَدَهُ بَيْنَ شُعْبَتَيْهَا وَمِحْجَنُهَا فِي أَسْفَلِهَا كَمَا كَانَ وَأَخَذَ فِرْعَوْنُ بَطْنَهُ فَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ يَمْكُثُ الْخَمِيسَ وَالسَّبْتَ مَا يَلْتَمِسُ الْمَذْهَبَ كَمَا كَانَ يَلْتَمِسُهُ النَّاسُ، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا زُيِّنَ لَهُ أَنْ يَقُولَ: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي النَّاسِ شَبِيهٌ.
١٥٥٩٩ - حُدِّثْنَا، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: فَشَى بِضْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً حَتَّى كَادَتْ نَفْسُهُ أَنْ تَخْرُجَ ثُمَّ أَمْسَكَ قَوْلُهُ: قَالَ: لِلْمَلإِ حَوْلَهُ
١٥٦٠٠ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَاسْتَشَارَ الْمَلأَ فِيمَا رَأَى فَقَالُوا: هَذَانِ سَاحِرَانِ.
١٥٦٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَمَّا أَفَاقَ وَذَهَبَ، عَنْ فِرْعَوْنَ الرَّوْعُ قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ مَاذَا تَأْمُرُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّ هَذَا لِسَاحِرٌ عَلِيمٌ
١٥٦٠٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إسحاق ف قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ قَالَ: لِمَلائِهِ إِنَّ هَذَا لِسَاحِرٌ عَلِيمٌ أَيْ مَا سَاحِرٌ أَسْحَرَ مِنْهُ
قَوْلُهُ: يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ
١٥٦٠٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ قَالَ: يَسْتَخْرِجُكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ.
قوله :﴿ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي قوله ﴿ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره ﴾ قال : يستخرجكم من أرضكم.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق ﴿ فماذا تأمرون ﴾ أأقتله ؟
١٥٦٠٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق فماذا تَأْمُرُونِ أَأَقْتُلُهُ؟
قوله: أَرْجِهْ وَأَخَاهُ
١٥٦٠٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالُوا أَرْجِهْ وأخاه لَا تَأْتِنَا بِهِ وَلا يَقْرَبْنَا
١٥٦٠٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ يَقُولُ: آخِرْهُ وَأَخَاهُ.
١٥٦٠٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ قَالَ: احْبِسْهُ وَأَخَاهُ.
قَوْلُهُ: وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ
١٥٦٠٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ فَإِنَّمَا هَذَا سَاحِرٌ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ وَكَانَ السَّحَرَةُ يَخْشَوْنَ مِنْ فِرْعَوْنَ، فَلَمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ قَالُوا قَدِ احْتَاجَ إِلَيْكُمْ إِلَهُكُمْ.
١٥٦٠٩ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالُوا لَهُ مُعِينٌ لِفِرْعَوْنَ اجْمَعْ لَهُمُ السَّحَرَةَ فَإِنَّهُمْ بِأَرْضِكَ كَثِيرٌ حَتَّى تَغْلِبَ بِسِحْرِهِمْ سِحْرَهُمَا
١٥٦١٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ قَالَ: الشُّرَطُ
وَرُوِِىِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُمُ الشُّرَطُ.
١٥٦١١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ قَالَ: وَأَرْسِلْ إِلَى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ.
قوله: يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ
١٥٦١٢ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَينِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاس
ٍ قوله يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ قَالَ: فَحُشِرَ لَهُ كُلُّ سَحَّارٍ مُتَعَالِمٍ
١٥٦١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ قال: فحشروا السَّحَرَةُ وَحُشِرَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ
١٥٦١٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ أَيْ كَابِرْهُ بِالسَّحْرِ لَعَلَّكَ تَجِدُ فِي السَّحَرَةِ مَنْ يَأْتِي بِمِثْلِ مَا جَاءَ بِهِ وَقَدْ كَانَ مُوسَى وَهَارُونُ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ حِينَ أَرَاهُ مُوسَى مِنْ سُلْطَانِ اللَّهِ مَا أَرَاهُ وَبَعَثَ فِرْعَوْنُ فِي مَمْلَكَتِهِ مَكَانَهُ فَلَمْ يُتْرَكْ فِي سُلْطَانِهِ سَاحِرٌ إِلا أُتِيَ بِهِ.
قَوْلُهُ: فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
١٥٦١٥ - وَبِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَعْنِى قَوْلَهُ: فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ فَذُكِرَ لِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ جُمِعَ لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَاحِرٍ
١٥٦١٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ العزيز ابن رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
قَوْلُهُ: وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ
١٥٦١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ؟ يَقُولُ حُشِرَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ.
قَوْلُهُ: لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ
١٥٦١٨ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَينِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَاللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أيوب حدثني سعيد ابن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِى قَوْلَهُ: لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ قَالَ:
فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ قَالَ: النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْطَلِقُوا فَلْنَحْضَرْ هَذَا الأَمْرَ وَنَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ، يَعْنِي بِذَلِكَ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ اسْتِهْزَاءً بِهِمَا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قوله :﴿ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ﴾
وبه، عن محمد بن إسحاق يعني قوله :﴿ فجمع السحرة لميقات يوم معلوم ﴾ فذكر لي والله أعلم أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر.
حدثنا أبي، ثنا عمرو بن رافع، ثنا جرير، عن عبد العزيز ابن رفيع، عن أبي سوده، عن كعب قال : كان سحرة فرعون اثنا عشر ألفا.
قوله :﴿ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ﴾
حدثنا أبو زرعة عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ﴾ ؟ يقول حشر الناس ينظرون.
قوله :﴿ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ﴾
حدثنا عمار بن خالد الواسطي، ثنا محمد بن الحسين ويزيد بن هارون واللفظ لمحمد، عن أصبغ بن زيد الوراق، عن القاسم بن أبي أيوب حدثني سعيد ابن جبير، عن ابن عباس يعني قوله :﴿ لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين ﴾ قال : فلما اجتمعوا في صعيد قال : الناس بعضهم لبعض انطلقوا فلنحضر هذا الأمر ونتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين، يعني بذلك موسى وهارون عليهما السلام استهزاء بهما وذكر الحديث.
قوله: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ
١٥٦١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ابن أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي
قَوْلَهُ: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا: إِنَّ هَذَا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا قَالُوا: هَذَا سَاحِرٌ يَسْحَرُ النَّاسَ وَلا يَسْحَرُ السَّاحِرُ السَّاحِرَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
١٥٦٢٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يعنى قوله: فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ: فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ أَمَرَهُمْ أَمْرَهُ فَقَالَ: لَهُمْ إِنَّهُ قَدْ جَاءَنا سَاحِرٌ لَمْ نَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، وَإِنَّكُمْ إِنْ غَلَبْتُمُوهُ أَكْرَمْتُكُمْ وَقَرَّبْتُكُمْ وَفَضَّلْتُكُمْ عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أإن لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ
١٥٦٢١ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَينِ وَزَيْدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَمَّا أَتَوْا فِرْعَوْنَ قَالُوا بِمَ يَعْمَلُ هَذَا السَّاحِرُ؟ قَالُوا عَمَلُهُ بِالْحَيَّاتِ قَالُوا: فَلا وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ السِّحْرَ بِالْحَيَّاتِ وَالْحِبَالِ وَالْعِصِيِّ الَّذِي نَعْمَلُ فلما أَجْرُنَا إِنْ غَلَبْنَاهُ؟
قَالَ: فَقَالَ: لَهُمْ: أَنْتُمْ أَقَارِبِي وَخَاصَّتِي وَأَنَا صَانِعٌ إِلَيْكُمْ كُلَّ مَا أَحْبَبْتُمْ.
١٥٦٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: فَلَمَّا جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ يَقُولُ عَطِيَّةً تُعْطِينَا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ: نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
قَوْلُهُ: قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
١٥٦٢٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَيِّهِ أَمَرَهُمْ أَمْرَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ جَاءَنَا سَاحِرٌ لَمْ نَرَ مِثْلَهُ قَطُّ وَإِنَّكُمْ إِنْ غَلَبْتُمُوهُ أَكْرَمْتُكُمْ وَقَرَّبْتُكُمْ وَفَضَّلْتُكُمْ عَلَى أَهْلِ مملكتي قال إِنَّ لَنَا ذَلِكَ إِنْ غَلَبْنَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالُوا فَعِدْهُ لَنَا مَوْعِدًا نَجْتَمِعُ فِيهِ نَحْنُ وهو وكان رؤس الحسرة الَّتِي جَمَعَ فِرْعَوْنُ لِمُوسَى فِيمَا بَلَغَنِي أَرْبَعَةً مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا حِينَ رَأَوْا مِنْ سُلْطَانِ اللَّهِ فَآمَنَتْ مَعَهُمُ السَّحَرَةُ جَمِيعًا.
قوله :﴿ قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فلما اجتمعوا إليه أمرهم أمره فقال : إنه قد جاءنا ساحر لم نر مثله قط وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وقربتكم وفضلتكم على أهل مملكتي قال إن لنا ذلك إن غلبناه ؟ قال : نعم قالوا فعده لنا موعدا نجتمع فيه نحن وهو وكان رؤوس الحسرة التي جمع فرعون لموسى فيما بلغني أربعة من الذين آمنوا حين رأوا من سلطان الله فآمنت معهم السحرة جميعا.
قَوْلُهُ: قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ
١٥٦٢٤ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ بن جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَالسَّحَرَةُ هُوَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ قَالَ: النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْطَلِقُوا فَلْنَحْضَرْ هَذَا الأَمْرَ وَنَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ يَعْنُونَ بِذَلِكَ مُوسَى وَهَارُونَ اسْتِهْزَاءً بِهِمَا قَالُوا يَا مُوسَى لِقُدْرَتِهِمْ لِسِحْرِهِمْ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ... فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ فَرَأَى مُوسَى مِنْ سِحْرِهِمْ مَا أَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أن ألقى العصا
قوله: فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ
١٥٦٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَكَانُوا بَضْعَةً وَثَلاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ، لَيْسَ فِيهِمْ رَجُلٌ إِلا مَعَهُ حبل او عصى فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
قَوْلُهُ: وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ
١٥٦٢٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ فَوَجَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَعَزَّ مِنْهُ.
١٥٦٢٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: قَالَ: بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا تُكِلِّمَ بِبَعْضِ هَذَا وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ أَوْ نَحْوَ هَذَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ قَصِّهِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ: فَقَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَأَلَّوْنَ عَلَيَّ قَدْ أَمْهَلْتُهُ أَرْبَعِينَ عَامًا
قوله تعالى فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ
١٥٦٢٨ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عن القسم حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ فَأَلْقَى عَصَاهُ قال: أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَلْقِي الْعَصَا فَلَمَّا أَلْقَاهَا صَارَتْ ثُعْبَانًا عَظِيمًا.
قوله :﴿ فألقوا حبالهم وعصيهم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ فألقوا حبالهم وعصيهم ﴾ وكانوا بضعة وثلاثين ألف رجل، ليس فيهم رجل إلا معه حبل أو عصي ﴿ فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم ﴾.
قوله :﴿ وقالوا بعزة فرعون إن لنحن الغالبون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ فوجدوا الله عز وجل أعز منه.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الأعلى بن حماد قال : قال : بشر بن منصور قال : بلغني أنه لما تكلم ببعض هذا وقالوا بعزة فرعون أو نحو هذا قالت الملائكة قصه ورب الكعبة قال : فقال : الله عز وجل : تالون علي قد أمهلته أربعين عاما.
قوله تعالى :﴿ فألقى موسى عصاه ﴾
حدثنا عمار بن خالد الواسطي، حدثنا محمد بن الحسين ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد، عن القسم حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله ﴿ فألقى عصاه ﴾ قال : أوحى الله إليه أن ألقي العصا فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ أبو غسان، ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : وعصا موسى اسمها ما شاء وهي مع يوشع بن نون. قوله :﴿ فإذا هي تلقف ما يأفكون ﴾
حدثنا عمار بن خالد، ثنا محمد بن الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ، عن القاسم حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : فأوحى الله إليه أن ألقي العصا فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما فاغرا فاها قال : فجعلت العصا بدعوة موسى تلتبس بالحبال فصارت جرزا إلى الثعبان حتى تدخل فيه حتى ما بقيت عصا ولا حبل إلا ابتلعته. قوله :﴿ يأفكون ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ يأفكون ﴾ يكذبون.
حدثنا محمد بن يحيى أخبرنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ فإذا هي تلقف ما يأفكون ﴾ من سحرهم.
١٥٦٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَعَصَا مُوسَى اسْمُهَا مَا شَاءُ وَهِيَ مَعَ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ.
قَوْلُهُ: فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
١٥٦٣٠ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَينِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغَ، عَنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَلْقِي الْعَصَا فَلَمَّا أَلْقَاهَا صَارَتْ ثُعْبَانًا عَظِيمًا فَاغِرَةً فَاهَا قَالَ: فَجَعَلَتِ الْعَصَا بِدَعْوَةِ مُوسَى تَلْتَبِسُ بِالْحِبَالِ فَصَارَتْ جُرُزًا إِلَى الثُّعْبَانِ حَتَّى تَدْخُلَ فِيهِ حَتَّى مَا بَقِيَتْ عَصًا وَلا حَبَلٌ إِلا ابْتَلَعَتْهُ
قوله: يَأْفِكُونَ
١٥٦٣١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: يَأْفِكُونَ يَكْذِبُونَ
١٥٦٣٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ مِنْ سِحْرِهِمْ
قوله: فألقي السحرة ساجدين
[الوجه الأول]
١٥٦٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو يَحْيَى الرازي، عن موسى ابن عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَتِ السَّحَرَةُ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ اللَّهُ مُسْلِمَيْنِ ثَمَانِينَ أَلْفًا.
وَرُوِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ مِثْلُ ذَلِكَ
الْوَجْهُ الثَّانِي
١٥٦٣٤ - حَدَّثَنِي أَبِي ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عن عبد العزيز ابن رُفَيْعٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ
١٥٦٣٥ - ذُكِرَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْكَسَائِيِّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عبد العزيز رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ تِسْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ
١٥٦٣٦ - ذُكِرَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ قَالَ: سَحَرَةُ فِرْعَوْنَ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا.
الْوَجْهُ الْخَامِسُ
١٥٦٣٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: كَانَ السَّحَرَةُ بَضْعَةً وَثَلاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ.
١٥٦٣٨ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ سَاجِدِينَ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ فَأَلْقَى عَصَاهُ، فَأَكَلَتْ كُلَّ حَيَّةٍ لَهُمْ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ سَجَدُوا.
١٥٦٣٩ - ذُكِرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلامٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسُ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالَ: رَأَوْا مَنَازِلَهُمْ تُبْنَى لَهُمْ وَهُمْ فِي سُجُودِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ
١٥٦٤٠ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الواسطي محمد الْحَسَنِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا عَرَفَ السَّحَرَةُ ذَلِكَ قَالُوا: لَوْ كَانَ هَذَا سِحْرًا لَمْ يَبْلُغْ مِنْ سِحْرِنَا كُلَّ هَذَا وَلَكِنْ هَذَا أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى وَنَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ
١٥٦٤١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ السَّحَرَةَ قَالُوا حِينَ اجْتَمَعُوا إِنْ يَكُنَ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى سِحْرًا فَلَنْ نُغْلَبَ وَإِنْ يَكُنْ مِنَ اللَّهِ فَلَنْ يَخْفَى عَلَيْنَا فَلَمَّا قَذَفَ عَصَاهُ تَلَقَّفَتْ مَا أَفِكُوا مِنْ سِحْرِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ مِنْ حِبَالِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ عَلِمُوا أَنَّهُ من الله فألقى السحرة عند ذلك اجدين قَالُوا آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ.
١٥٦٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَكَانَ مِنْ رُؤوسِ السَّحَرَةِ الَّذِي جَمَعَ فِرْعَوْنُ لِمُوسَى فِيمَا بَلَغَنِي سَابُورُ، وَعَاذُورُ، وَحَصْحَطُ، وَمُصَفًّى أَرْبَعَةٌ هُمُ الَّذِينَ آمَنُوا حِينَ رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ سُلْطَانِ اللَّهِ فَآمَنَتْ مَعَهُمُ السَّحَرَةُ جَمِيعًا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٧:قوله تعالى :﴿ قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ﴾
حدثنا عمار بن خالد الواسطي محمد الحسن ويزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد، عن القاسم حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : فلما عرف السحرة ذلك قالوا : لو كان هذا سحرا لم يبلغ من سحرنا كل هذا ولكن هذا أمر من الله آمنا بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله مما كنا عليه.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قال : ذكر لنا أن السحرة قالوا حين اجتمعوا إن يكن ما جاء به موسى سحرا فلن نغلب وإن يكن من الله فلن يخفى علينا فلما قذف عصاه تلقفت ما أفكوا من سحرهم وجاؤا به من حبالهم وعصيهم علموا أنه من الله فألقي السحرة عند ذلك ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : وكان من رؤوس السحرة الذي جمع فرعون لموسى فيما بلغني سابور، وعاذور، ، وحصحط، ومصفي أربعة هم الذين آمنوا حين رأوا ما رأو من سلطان الله فآمنت معهم السحرة جميعا.

قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
١٥٦٤٣ - بِهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ: لَهُمْ فِرْعَوْنُ وَأَسِفَ وَرَأَى الْغَلَبَةَ الْبَيِّنَةَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ
قَوْلُهُ: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
١٥٦٤٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ يَعْنِى بِكَبِيرِهِمْ مُوسَى- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
١٥٦٤٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ أَيْ إِنَّهُ لَعَظِيمُ السُّحَّارِ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ.
قَوْلُهُ: لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ.
قَوْلُهُ: قَالُوا لا ضَيْرَ
١٥٦٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: قَالُوا لَا ضَيْرَ يَقُولُونَ: لَا يَضُرُّنَا مَا تَقُولُ وَإِنْ صَنَعْتَ بِنَا وَإِنْ صَلَبْتَنَا.
قَوْلُهُ: إِنَّا إِلَى رَبَّنَا مُنْقَلِبُونَ
١٥٦٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عَطَاءُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ يَعْنِي إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاجِعُونَ
قَوْلُهُ: إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لنا ربنا خطايانا.. الآيَةَ
١٥٦٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا قَالَ: السِّحْرَ وَالْكُفْرَ الَّذِي كَانُوا فِيهِ أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: كَانُوا كَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنِ بِآيَاتِهِ حِينَ رَأَوْهَا.
قوله :﴿ قالوا لا ضير ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ قالوا لا ضير ﴾ يقولون : لا يضرنا ما تقول وإن صنعت بنا وإن صلبتنا.
قوله :﴿ إنا إلى ربنا منقلبون ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن لهيعة، ثنا عطاء، عن سعيد بن جبير ﴿ إنا إلى ربنا منقلبون ﴾ يعني إنا إلى ربنا راجعون.
قوله :﴿ إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا. . ﴾ الآية
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قوله :﴿ إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا ﴾ قال : السحر والكفر الذي كانوا فيه ﴿ أن كنا أول المؤمنين ﴾ قال : كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رأوها.
قَوْلُهُ: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ
١٥٦٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَّمَا طَالَ مُكْثُ مُوسَى لِمَوَاعِيدِ فِرْعَوْنَ الْكَاذِبَةِ أُمِرَ مُوسَى بِالْخُرُوجِ بِقَوْمِهِ فَخَرَجَ بِهِمْ لَيْلا.
١٥٦٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ مُوسَى أَنْ يَخْرُجَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ: فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ يَقُولُ طَرِيقًا كَمَا هُوَ فَأَمَرَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَخْرُجُوا وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَعِيرُوا الْحُلِيَّ مِنَ الْقِبْطِ وَأَمَرَ أَنْ لَا يُنَادِيَ أَحَدٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ وَأَنْ يَسْرُجُوا بُيُوتَهُمْ حَتَّى الصُّبْحِ وأن لا ينادي إنسان منهم صاحبه وَأَنَّ مَنْ خَرَجَ يَلْطَخُ أَمَامَ بَابِهِ بِكَفٍّ مِنْ دَمٍ حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ وَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَ كُلَّ وَلَدِ زِنًا فِي الْقِبْطِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَخْرَجَ كُلَّ وَلَدِ زِنًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْقِبْطِ إِلَى الْقِبْطِ حَتَّى أَتَوْا آبَاءَهُمْ ثُمَّ خَرَجَ مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَيْلا وَالْقِبْطُ لَا يَعْلَمُونَ وَقَدْ دَعُوا قَبْلَ ذَلِكَ عَلَى الْقِبْطِ فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ وَأُلْقَيَ عَلَى الْقِبْطِ الْمَوْتُ، فَمَاتَ كُلُّ بَكْرِ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا يَدْفِنُونَهُمْ، فَشُغِلُوا، عَنْ طَلَبِهِمْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
١٥٦٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ مُوسَى بِالسَّيْرِ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَدْ كَانَ مُوسَى وَعَدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَسِيرَ بِهِمْ إِذَا طَلَعَ الْقَمَرُ فَدَعَا رَبَّهُ أَنْ يُؤَخِّرَ طُلُوعَهُ حَتَّى يَفْرُغَ، فَلَمَّا سَارَ مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَذَّنَ فِرْعَوْنُ فِي النَّاسِ إِنَّ هَؤُلاءَ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ.
قوله: عَزَّ وجل فأتبعوهم مشرقين
١٥٦٥٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: مُشْرِقِينَ قَالَ خَرَجَ أَصْحَابُ مُوسَى لَيْلا فَكَسَفَ الْقَمَرُ لَيْلا فَأَظْلَمَتِ الأَرْضُ فَقَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّ يوسف أخبرنا أنا سَيُنَجِّينَا مِنْ فِرْعَوْنَ، وَأَخَذَ عَلَيْنَا الْعَهْدَ لَنَخْرُجَنَّ بِعِظَامِهِ مَعَنَا فَخَرَجَ مُوسَى مِنْ لَيْلَتِهِ يَسْأَلُ، عَنْ قَبْرِهِ فَوَجَدَ عَجُوزًا بَيْتُهَا عَلَى قَبْرِهِ فَأَخْرَجَتْهُ لَهُ عَلَى حُكْمِهَا قَالَتْ لَهُ احْمِلْنِي فَأَخْرِجْنِي مَعَكَ فَجَعَلَ عِظَامَ
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابه، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ مشرقين ﴾ قال خرج أصحاب موسى ليلا فكسف القمر ليلا فأظلمت الأرض فقال أصحاب موسى إن يوسف أخبرنا أنا سينجينا من فرعون، وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا فخرج موسى من ليلته يسأل، عن قبره فوجد عجوزا بيتها على قبره فأخرجته له على حكمها قالت له احملني فأخرجني معك فجعل عظام يوسف في كسائه ثم حمل العجوز على كسائه فجعل على رقبته وخل فرعون في مثل أعنتها خضرا في أعينهم لا تبرح، حبست، عن موسى وأصحابه حتى تواروا.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ فاتبعوهم مشرقين ﴾ اتبع فرعون وجنوده موسى حين أشرقت الأرض.
يُوسُفَ فِي كِسَائِهِ ثُمَّ حَمَلَ الْعَجُوزَ عَلَى كِسَائِهِ فَجَعَلَ عَلَى رَقَبَتِهِ وخل فِرْعَوْنَ فِي مِثْلِ أَعِنَّتِهَا خَضْرَا فِي أَعْيُنِهِمْ لَا تَبْرَحُ، حُبِسَتْ، عَنْ مُوسَى وَأَصْحَابِهِ حَتَّى تَوَارَوْا.
١٥٦٥٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ أَتْبَعَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ مُوسَى حِينَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ.
قوله: فَلَمَّا تَرَاءَا الْجَمْعَانِ
١٥٦٥٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ سِيمَاءُ خَيْلِ فِرْعَوْنَ الْخِرَقَ الْبِيضَ فِي أَصْدَاغِهَا، وَكَانَتْ جَرِيدَتُهُ مِائَةَ أَلْفِ حِصَانٍ.
١٥٦٥٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ قَالَ: لَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ خَرَجَ فِرْعَوْنُ فِي طَلَبِ مُوسَى عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مِنْ دُهْمِ الْخَيْلِ سِوَى مَا فِي جُنْدِهِ مِنْ شِيَةِ الْخَيْلِ، وَخَرَجَ مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى إِذَا قَابَلَهُ الْبَحْرُ وَلَمْ يَكُنْ عَنْهُ مُنْصَرَفٌ، طَلَعَ فِرْعَوْنُ فِي جُنُودِهِ مِنْ خَلْفِهِمْ فَلَمَّا تَرَاءَا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
١٥٦٥٦ - أَخْبَرَنِي أَبِي أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ أنبأ أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ طَلَائِعُ فِرْعَوْنَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ فِي أَثَرِهِمْ سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ إِلا عَلَى بَهِيمٍ
قَوْلُهُ تعالى: قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
١٥٦٥٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالُوا يَا مُوسَى أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تأتينا قال: كانوا يذبحون أبنائنا ويستحيون نسائنا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا الْيَوْمَ يُدْرِكُنَا فِرْعَوْنُ فَيَقْتُلُنَا إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، الْبَحْرُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا، وَفِرْعَوْنُ مِنْ خَلْفِنَا قَالَ مُوسَى كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
١٥٦٥٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القرظي، عن عبد اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ قَالَ: اجْتَمَعَ آلُ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ هُمْ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ إِنْسَانًا ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، فَخَرَجَ بِهِمْ مُوسَى يَوْمَ خَرَجَ وَهُمْ سِتُّمِائَةٍ وَنَيِّفٌ وَخَرَجَ فِرْعَوْنُ عَلَى أَثَرِهِمْ يَطْلُبُهُمْ عَلَى فَرَسٍ أَدْهَمَ عَلَى لَوْنِهِ مِنَ الدُّهْمِ ثَمَانِمِائَةِ أَلْفِ أَدْهَمَ سِوَى أَلْوَانِ الْخَيْلِ وَحَالَتِ الرِّيحُ الشِّمَالُ، وَتَحْتَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَرَسٌ وَريقٌ، وَمِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ يَسُوقُهُمْ لَا يَشِذُّ مِنْهُمْ شَاذَّةٌ إِلا ضَمَّهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كُنَّا نَلْقَى مِنْ فِرْعَوْنَ مِنَ التعس والعذاب ما نلقى فكيف إن صنعا ما ضعنا فأين الملجا قال: البحر.
١٥٦٥٩ - حدثنا علي الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ صَاحِبَ السِّقَايَةِ فِي قَوْلِهِ: فَلَمَّا تَرَاءَا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ تَشَاءَمُوا بِمُوسَى قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا.
قوله: قَالَ كَلا
١٥٦٦٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ أَنْبَأَ سَعِيدُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنِي خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَرِيُّ أَنَّ مُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ كَانَ أَمَامَ الْقَوْمِ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيْنَ أُمِرْتَ قَالَ أَمَامَكَ قَالَ: وَهَلْ أَمَامِي إِلا الْبَحْرُ قَالَ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ، وَلا كُذِبْتُ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ عَلَيْهِ مُوسَى مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ مُوسَى وَكَانَ أَعْلَمَ الْقَوْمِ بِاللَّهِ: كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
قوله: إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
١٥٦٦١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ فَكَانَ مُوسَى عَلَى سَاقِةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ هَارُونُ أَمَامَهُمْ يَقْدُمُهُمْ فَقَالَ الْمُؤْمِنُ لِمُوسَى: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيْنَ أُمِرْتَ قَالَ الْبَحْرُ فَأَرَادَ أَنْ يَقْحَمَ، فَمَنَعَهُ مُوسَى، وَخَرَجَ مُوسَى فِي سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، وَتَبِعَهُمْ فِرْعَوْنُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ هَامَانُ فِي أَلْفِ أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ أَلْفِ حِصَانٍ لَيْسَ فِيهِمْ مَاذْيَانَةٌ قَالَ فَنَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى فِرْعَوْنَ قَدْ رَدِفَهُمْ قَالُوا:
يَا مُوسَى إنا لمدركون قال قَالَ مُوسَى: كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ يَقُولُ: سَيَكْفِينِي قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ
١٥٦٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ: كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ إِلَى النَّجَاةِ قَدْ وَعَدَنِي ذَلِكَ وَلا خُلْفَ لِمَوْعِدِهِ.
١٥٦٦٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا بَقِيَّةُ، ثنا نَصْرُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ الْمَشْيَخَةِ قَالَ لَمَّا لَقِيَ مُوسَى فِرْعَوْنَ قَالَ: أَمَرَ مُوسَى يُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَأَصْحَابَهُ أَنْ يُسَوِّدُوا رؤوسهم وَلِحَاهُمْ
قوله تعالى: فَأَوْحِينَا إِلَى مُوسَى
١٥٦٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَنَّ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلامُ- لَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَحْرِ قَالَ يَا مَنْ كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْءٍ وَالْكَائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ اجْعَلْ لَنَا مَخْرَجًا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
١٥٦٦٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الأَعْوَرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ فِرْعَوْنُ فِي أَلْفِ أَلْفِ حِصَانٍ سِوَى الإِنَاثِ، وَخَرَجَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ فِرْعَوْنُ إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ فَلَمَّا بَلَغَ مُوسَى الْبَحْرَ وَاتَّبَعَهُ فِرْعَوْنُ قَالَ لَهُ فَتَاهُ أَيْنَ تُرِيدُ؟ وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْبَحْرِ أَنَّ مُوسَى سَيَضْرِبُكَ فَإِذَا ضَرْبَكَ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ فَبَاتَ الْبَحْرُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَلَهُ أَفْكَلٌ يَعْنِى رِعْدَةً لَا يَدْرِي مِنْ أَيِّ جَوَانِبِهِ يَضْرِبُ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ: يَا مُوسَى أَيْنَ أَمَرَكَ رَبُّكَ قَالَ:
أَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ الْبَحْرَ قَالَ: فَاضْرِبْهُ.
١٥٦٦٦ - حَدَّثَنَا أَبُو بُجَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْمُحَارِبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ الْبَحْرُ سَاكِنًا لَا يَتَحَرَّكُ فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ ضَرَبَهُ مُوسَى بِالْعَصَا صَارَ يَمُدُّ وَيَزجْرُ.
١٥٦٦٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ رَجَاءٍ أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ لَمَّا انْتَهَى مُوسَى إِلَى الْبَحْرِ قَالَ لَهُ وَصِيُّهُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيْنَ أُمِرْتَ قَالَ: هَاهُنَا
2771
قَالَ: وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ إِنَّ مُوسَى قَالَ لِلْبَحْرِ: أَتَعْرِفُنِي فَقَالَ: لَقَدِ اسْتَكْبَرْتَ يَا مُوسَى مَا انْفَرَقْتُ لأَحَدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا لَكَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:
اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ.
١٥٦٦٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ لَمَّا انْتَهَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى البحر قالت بنوا إِسْرَائِيلَ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنَا هَذَا الْبَحْرُ بَيْنَ أَيْدِينَا وَهَذَا فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ قَدْ دُهِمْنَا مِنْ خَلْفِنَا فَقَالَ مُوسَى لِلْبَحْرِ انْفَرِقْ أَبَا خَالِدٍ فَقَالَ لَنْ أَنْفَرِقَ لَكَ يَا مُوسَى أَنَا أَقْدَمُ مِنْكَ وَأَشَدُّ خَلْقًا قَالَ: فَنُودِيَ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
١٥٦٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ فَتَقَدَّمَ هَارُونُ فَضَرَبَ الْبَحْرَ، فَأَبَى الْبَحْرُ أَنْ يَنْفَتِحَ وَقَالَ مَنْ هَذَا الْجَبَّارُ الَّذِي يَضْرِبُنِي حَتَّى أَتَاهُ مُوسَى فَكَنَّاهُ أَبَا خَالِدٍ وَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ.
١٥٦٧٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا ذُكِرَ لِي إِلَى الْبَحْرِ أَنْ إِذَا ضَرَبَكَ مُوسَى بِعَصَاهُ فَانْفَلِقْ لَهُ قَالَ فَبَاتَ الْبَحْرُ يَضْرِبُ بَعْضُهُ بَعْضًا خَوْفًا مِنَ اللَّهِ انْتِظَارًا لِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبِ الْبَحْرَ، فَضَرَبَهُ بِهَا فِيهَا سُلْطَانُ اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهُ فَانْفَلَقَ.
قوله: فَانْفَلَقَ
١٥٦٧١ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ اللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ وَأَوْحَى اللَّهُ عز جل إِلَى الْبَحْرِ إِذَا ضَرْبَكَ عَبْدِي فَانْفَلِقْ لَهُ اثْنَا عَشَرَ فِرْقًا حَتَّى يَجُوزَ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ثُمَّ الْتَقَى عَلَى مَنْ بَقِيَ بَعْدُ مِنْ فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ فَنَسِيَ مُوسَى أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ فَدُفِعَ إِلَى الْبَحْرِ وَلَهُ قَصِيفٌ مَخَافَةَ أَنْ يَضْرِبَهُ مُوسَى بِعَصَاهُ وَهُوَ غَافِلٌ فَيَصِيرَ عَاصِيًا له فلما تراءا الْجَمْعَانِ وَتَقَارَبَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: إِنَّا لَمُدْرَكُونَ افْعَلْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ فَإِنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ وَلَمْ تُكَذَّبْ قَالَ وَعَدَنِي إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَحْرِ أَنْ يَنْفَرِقَ لِي حَتَّى أُجَاوِزَهُ ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَصَا فَضَرَبَ الْبَحْرَ
2772
بالعصا حين دنى أَوَائِلُ جُنْدِ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوَاخِرِ جُنْدِ مُوسَى فَانْفَرَقَ الْبَحْرُ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ وَكَمَا وَعَدَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
١٥٦٧٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: فَضَرَبَ يَعْنِى مُوسَى الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ الْبَحْرُ
١٥٦٧٣ - قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ كَانُوا اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا فَأَحْسَبُ أَنَّهُ كَانَ لِكُلِّ سِبْطٍ طَرِيقٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمُ
١٥٦٧٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عباس قوله: كَالطَّوْدِ يَقُولُ: كَالْجَبَلِ.
وَرُوِِىِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَالضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٦٧٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الأَعْوَرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّادٍ قَالَ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، قال: فضرب فصار اثنا عشر طريقا، وكانوا اثنا عشر سبط لِكُلِّ سِبْطٍ طَرِيقٌ.
١٥٦٧٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عمرو حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ يَقُولُ كَالْجَبَلِ الْعَظِيمِ فَدَخَلَ بنوا إِسْرَائِيلَ وَكَانَ فِي الْبَحْرِ اثْنَا عَشَرَ طَرِيقًا فِي كُلِّ طَرِيقٍ سِبْطٌ، وَكَانَتِ الطُّرُقُ إِذَا انْفَلَقَتْ بِجُدْرَانَ فَقَالَ كُلُّ سِبْطٍ:
قَدْ قُتِلَ أَصْحَابُنَا فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُوسَى دَعَا اللَّهَ عز وجل فجعلها لهم قَنَاطِرَ كَهَيْئَةِ الطِّيقَانِ يَنْظُرُ آخِرُهُمْ إِلَى أَوَّلِهِمْ حَتَّى خَرَجُوا جَمِيعًا.
١٥٦٧٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ أَيْ كَالْجَبَلِ الْعَظِيمِ، عَنْ يُبْسٍ مِنَ الأَرْضِ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُوسَى فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى فَلَمَّا أَسْفَرَ لَهُ الْبَحْرُ، عَنْ طَرِيقٍ قَائِمَةٍ يَبَسٍ سَلَكَ فِيهِ مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَتْبَعَهُ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ.
2773
١٥٦٧٨ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ قَالَ وَأَمَّا كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ الْفَسْحُ الْعَظِيمُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَزْلَفْنَا
١٥٦٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: ثُمَّ دَنَا فِرْعَوْنُ وَأَصْحَابُهُ، فَلَمَّا نَظَرَ فِرْعَوْنُ إِلَى الْبَحْرِ منفلق قَالَ: أَلا تَرَوْنَ إِلَى الْبَحْرِ فَرِقَ مِنِّي فَانْفَتَحَ لِي حَتَّى أُدْرِكَ أَعْدَائِي فَأَقْتُلَهُمْ، فَذَلِكَ قول الله عز وجل أزلفنا يَقُولُ:
قَرَّبْنَا
١٥٦٨٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ يَقُولُ: وَأَدْنَيْنَا فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ إِلَى الْبَحْرِ
قَوْلُهُ: ثَمَّ الآخَرِينَ
١٥٦٨١ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قِرَاءَةً، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ وَأَمَّا أزلفنا ثَمَّ الآخَرِينَ فَقَدَّمْنَا إِلَى الْبَحْرِ آلَ فِرْعَوْنَ.
وَرُوِيَ، عَنِ السُّدِّيِّ وَقَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ: وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ
١٥٦٨٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْرَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ بَلَغَ فِرْعَوْنَ فَأَمَرَ بِشَاةٍ فَذُبِحَتْ ثُمَّ قَالَ: لَا يُفْرَغُ مِنْ سَلْخِهَا حَتَّى تجتمح إِلَيَّ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْقِبْطِ فَانْطَلَقَ مُوسَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَحْرِ فَقَالَ لَهُ: انْفَرِقْ فَقَالَ لَهُ الْبَحْرُ لَقَدِ اسْتَكْبَرْتَ يَا مُوسَى وَهَلِ انْفَرَقْتُ لأَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ فَأَفْرُقَ لَكَ قَالَ وَمَعَ مُوسَى رَجُلٌ عَلَى حِصَانٍ لَهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْنَ أُمِرْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ مَا أُمِرْتُ إِلا بِهَذَا الْوَجْهِ هَذَا الْبَحْرِ فَأَقْحَمَ فَرَسَهُ فَسَبَحَ بِهِ فَخَرَجَ فَقَالَ أَيْنَ أُمِرْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ مَا أُمِرْتُ إِلا بِهَذَا الْوَجْهِ قَالَ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتَ وَلا
قوله :﴿ وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شبابه، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله أن موسى صلى الله عليه وسلم حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاه فذبحت ثم قال : لا يفرغ من سلخها حتى تجتمع إلى ستمائة ألف من القبط فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له : انفرق فقال له البحر لقد استكبرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم فأفرق لك قال ومع موسى رجل على حصان له فقال له ذلك الرجل أين أمرت يا نبي الله قال ما أمرت إلا بهذا الوجه هذا البحر فأقحم فرسه فسبح به فخرج فقال أين أمرت يا نبي الله قال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال والله ما كذبت ولا كذبت ثم أقحم الثانية فسبح ثم خرج ثم قال أين أمرت يا نبي الله ؟ قال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال والله ما كذبت ولا كذبت قال فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه موسى بعصاه فانفلق، فكان فيه اثنا عشر سبطا لكل سبط طريق يتراؤن فيه فلما خرج أصحاب موسى تتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم.
كُذِبْتَ ثُمَّ أَقْحَمَ الثَّانِيَةَ فَسَبَحَ ثُمَّ خَرَجَ ثُمَّ قَالَ أَيْنَ أُمِرْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ مَا أُمِرْتُ إِلا بِهَذَا الْوَجْهِ قَالَ وَاللَّهِ مَا كَذَبْتَ وَلا كُذِبْتَ قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَضَرَبَهُ مُوسَى بِعَصَاهُ فَانْفَلَقَ، فَكَانَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا لِكُلِّ سِبْطٍ طَرِيقٌ يَتَرَاءَوْنَ فِيهِ فَلَمَّا خَرَجَ أَصْحَابُ مُوسَى تَتَامَّ أَصْحَابُ فِرْعَوْنَ الْتَقَى الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ فَأَغْرَقَهُمْ.
قَوْلُهُ: ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ
١٥٦٨٣ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بن الحسن الواسطي ويزيد ابن هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا جَازَ أَصْحَابُ مُوسَى كُلُّهُمْ دَخَلَ أَصْحَابُ فِرْعَوْنَ كُلُّهُمْ فَالْتَقَى الْبَحْرُ عَلَيْهِمْ كَمَا أُمِرَ فَلَمَّا جَاوَزَ الْبَحْرَ مُوسَى قَالَ أَصْحَابُهُ إِنَّا نَخَافُ أَلا يَكُونَ فِرْعَوْنُ غَرِقَ وَلا نُؤْمِنُ بِهَلاكِهِ، فَدَعَا رَبَّهُ فَأَخْرَجَهُ بِبَدَنِهِ حَتَّى اسْتَيْقَنُوا.
١٥٦٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: فَلَمَّا قَامَ فِرْعَوْنُ عَلَى أَفْوَاهِ الطَّرِيقِ أَبَتْ خَيْلُهُ أَنْ تَقْتَحِمَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى مَاذِيَانَةٍ فَشَامَتِ الْحُصُنُ رِيحَ الْمَاذَيَانَةِ فَاقْتَحَمَتْ فِي أَثَرِهَا حَتَّى إِذَا هَمَّ أَوَّلُهُمْ أَنْ يَخْرُجَ وَدَخَلَ آخِرُهُمْ أُمِرَ الْبَحْرُ أَنْ يَأْخُذَهُمُ، فَالْتَطَمَ عَلَيْهِمْ، وَتَفَرَّدَ جِبْرِيلُ بِفِرْعَوْنَ يَمْقُلُهُ مِنْ مَقْلِ الْبَحْرِ فَجَعَلَ يَدُسُّهَا فِي فِيهِ.
١٥٦٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِى قَوْلَهُ: ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ آخِرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْبَحْرِ وَدَخَلَ الْبَحْرَ آلُ فِرْعَوْنَ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْبَحْرُ فَغَرَّقَهُمْ
١٥٦٨٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بن أبي شبية ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ أَصْحَابُ مُوسَى، وَتَكَامَلَ أَصْحَابُ فِرْعَوْنَ اضْطَمَّ عَلَيْهِمُ الْبَحْرُ فَمَا رُؤيَ سَوَادٌ أَكْثَرُ مِنْ يَوْمَئِذِ، قَالَ: وَغَرِقَ فِرْعَوْنُ.
١٥٦٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ، ثنا إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَتْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، أَقْبَلَ فِرْعَوْنُ عَلَى حِصَانٍ لَهُ مِنَ الْخَيْلِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى شَفِيرِ الْبَحْرِ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى حَالِهِ فَهَابَ الْحِصَانُ أَنْ يَتَقَدَّمَ، فَعَرَضَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى فَرَسٍ أُنْثَى وَرِيقٍ فَقَرَّبَهَا مِنْهُ فَشَمَّهَا الْفَحْلُ فَلَمَّا شَمَّهَا قَدِمَهَا فَتَقَدَّمَ الْحِصَانُ عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ، فَلَمَّا رَأَى جُنْدُ فِرْعَوْنَ، قَدْ دَخَلَ دَخَلُوا مَعَهُ قَالَ وَجِبْرِيلُ أَمَامَهُ وَمِيكَائِيلُ عَلَى فَرَسٍ مِنْ خَلْفِ الْقَوْمِ يَشْحَذُهُمْ عَلَى فَرَسِهِ، ذَلِكَ يَقُولُ الْحَقُوا بِصَاحِبِكُمْ حَتَّى إِذَا فَصَلَ جِبْرِيلُ مِنَ الْبَحْرِ لَيْسَ أَمَامَهُ أَحَدٌ وَقَفَ مِيكَائِيلُ عَلَى نَاحِيَتِهِ الأُخْرَى لَيْسَ خَلْفَهُ أَحَدٌ أُطْبَقَ عَلَيْهِمُ الْبَحْرَ، وَنَادَى فِرْعَوْنُ حِينَ رَأَى مِنْ سُلْطَانِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ ما رأى وعرف له وَخَذَلَتْهُ نَفْسُهُ نَادَى: آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا الذي آمنت به بنوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
قوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً
١٥٦٨٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَوْلُهُ: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً أَيْ عِبْرَةً وَبَيِّنَةً أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ كَمَا كُنْتَ تَقُولُ لِنَفْسِكَ، وَكَانَ يُقَالُ: لَوْ لَمْ يُخْرِجْهُ اللَّهُ تَعَالَى بِبَدَنِهِ حِينَ أَغْرَقَهُ لَشَكَ فِيهِ بَعْضُ النَّاسِ.
قَوْلُهُ: وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ
١٥٦٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ إِنّ أَوَّلَ مَلِكٍ مَلَكَ فِي الأَرْضِ شَرْقِهَا وَغَرْبِهَا نُمْرُودُ بْنُ كَنْعَانَ بْنِ كَوْشَنِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَكَانَتِ الْمُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا الأَرْضَ أَرْبَعَةً نُمْرُودُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَبُخْتُ نَصَّرَ مُسْلِمَيْنِ وَكَافِرِينَ، وَإِنَّهُ اطَّلَعَ كَوْكَبٌ عَلَى نُمْرُودَ ذَهَبَ بِضَوءِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فَفَزِعَ مِنْ ذَلِكَ فَدَعَا السَّحَرَةَ وَالْكَهَنَةَ وَالْقَافَةَ وَالْحَازَةَ فَسَأَلَهُمْ، عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا يَخْرُجُ مِنْ مُلْكِكَ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى وَجْهِهِ هَلَاكُكَ وَهَلَاكُ مُلْكِكَ، وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِبَابِلَ الْكُوفَةِ فَخَرَجَ مِنْ قَرْيَتِهِ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى وَأَخْرَجَ الرِّجَالَ وَتَرَكَ النِّسَاءَ وَأَمَرَ أَلا يُولَدَ مَوْلُودٌ ذَكَرٌ إِلا ذَبَحَهُ فَذَبَحَ أَوْلادَهُمْ، ثُمَّ إِنَّهُ بَدَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْمَدِينَةِ لَمْ يَأْمَنْ عَلَيْهَا إِلا آزر أبو
2776
إِبْرَاهِيمَ فَدَعَاهُ فَأَرْسَلَهُ فَقَالَ لَهُ: انْظُرْ لَا تُوَاقِعْ أَهْلَكَ فَقَالَ لَهُ آزَرُ أَنَا أَضَنُّ بِدِينِي مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِهِ فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَقَعَ عَلَيْهَا فَفَرَّ بِهَا إِلَى قَرْيَةٍ بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهَا أَوْر فَجَعَلَهَا فِي سِرْبٍ فَكَانَ يَتَعَاهَدُهَا بِالطَّعَامِ وَمِمَّا يُصْلِحُهَا وَإِنَّ الْمَلِكَ لَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الأَمْرُ قَالَ: قَوْلُ سَحَرَةٍ كَذَّابِينَ ارْجِعُوا إِلَى بَلَدِكُمْ، فَرَجَعُوا وَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَكَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَمُرُّ بِهِ كَأَنَّهُ جُمُعَةٌ وَالْجُمُعَةُ كَالشَّهْرِ مِنْ سُرْعَةِ نَمَائِهِ، نُسِّيَ الْمَلِكُ ذَلِكَ، وَكَبُرَ إِبْرَاهِيمُ وَلا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ غَيْرُهُ وَغَيْرُ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَقَالَ آزَرُ لأَصْحَابِهِ: إِنَّ لِي ابْنَا وَقَدُ خَبَّأْتُهُ فَتَخَافُونَ عَلَيْهِ الْمَلِكُ إِنْ أَنَا جِئْتُ بِهِ، قَالُوا: لَا فَأْتِ بِهِ فَانْطَلَقَ فَأَخْرَجَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْغُلامُ مِنَ السِّرْبِ نَظَرَ إِلَى الدَّوَابِّ وَالْبَهَائِمِ وَالْخَلْقِ فَجَعَلَ يَسْأَلُ أَبَاهُ فَيَقُولُ: مَا هَذَا فَيُخْبِرُهُ، عَنِ الْبَعِيرِ أَنَّهُ بَعِيرٌ وَعَنِ الْبَقَرَةِ أَنَّهَا بَقَرَةٌ وَعَنِ الشَّاةِ أَنَّهَا شَاةٌ فَقَالَ: مَا لِهَؤُلاءِ الْخَلْقِ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ رَبٌّ.
١٥٦٩٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ كَانَ مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ آزَرَ كَانَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ كُوثَى مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ بِالسَّوَادِ سَوَادِ الْكُوفَةِ وَكَانَ إِذْ ذَاكَ مُلْكُ الْمَشْرِقِ لِنُمْرُودَ الْخَابِطَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ الْعَاصِي وَكَانَ مُلْكُهُ فِيمَا يَزْعُمُونَ قَدْ أَحَاطَ بِمَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَكَانَ بِبَابِلَ، وَكَانَ مُلْكُ قَوْمِهِ بِالْمَشْرِقِ وَقِيلَ مُلْكُ فَارِسَ وَيُقَالُ لَمْ يَجْتَمِعْ مُلْكُ الأَرْضِ وَلَمْ يَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلَى مَلِكٍ وَاحِدٍ إِلَّا عَلَى ثَلاثَةَ مُلُوكٍ نُمْرُودُ بْنُ رَاعُو وَذُو الْقَرْنَيْنِ وسليمان ابن دَاوُدَ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ إِبْرَاهِيمَ حُجَّةً عَلَى قَوْمِهِ وَرَسُولا إِلَى عِبَادِهِ وَلَمْ يَكُنْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ نَبِيٌّ قَبْلَهُ إِلَّا هُودٌ وَصَالِحٌ فَلَمَّا تَقَارَبَ زَمَانُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ فِيهِ مَا أَرَادَ أَتَى أَصْحَابُ النُّجُومِ نُمْرُودَ فَقَالُوا لَهُ إِنَّا نَجِدُ فِي عِلْمِنَا أَنَّ غُلامًا يُولَدُ فِي قَرْيَتِكَ هَذِهِ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ يُفَارِقُ دِينَكُمْ وَيَكْسِرُ أَوْثَانَكُمْ فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا فَكَانَ مِمَّا أَجَازَ عِنْدِي هَذَا الْحَدِيثَ وَصَدَّقْتُ بِهِ أَنَّ للمرسل نُجُومًا يُولَدُونَ بِهَا يَعْرِفُهَا أَصْحَابُ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهَا.
١٥٦٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:
فَلَمَّا دَخَلَتِ السَّنَةُ الَّتِي وَصَفَ أَصْحَابُ النُّجُومِ لِنُمْرُودَ بَعَثَ نُمْرُودُ إِلَى كُلِّ امْرَأَةٍ بحبلها وذلك أنها كانت جادة حديثه فيما يذكرون لم يعزف الْحَبَلُ فِي بَطْنِهَا وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْلُغَ بِوَلَدِهَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ كُلَّ غُلامٍ وُلِدَ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ مِنْ تِلْكِ السَّنَةِ حذرا على
2777
قوله :﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ تقدم تفسيره.
قوله :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي أن أول ملك ملك في الأرض شرقها وغربها نمرود بن كنعان بن كوشن بن سام بن نوح وكانت الملوك الذين ملكوا الأرض أربعة نمرود وسليمان بن داود وذو القرنين وبخت نصر مسلمين وكافرين، وأنه اطلع كوكب على نمرود ذهب بضوء الشمس والقمر ففزع من ذلك فدعا السحرة والكهنة والقافة والحارة فسألهم، عن ذلك فقالوا يخرج من ملكك رجل يكون على وجهه هلاكك وهلاك ملكك، وكان مسكنه ببابل الكوفة فخرج من قريته إلى قرية أخرى وأخرج الرجال وترك النساء وأمر ألا يولد مولود ذكر إلا ذبحه فذبح أولادهم، ثم إنه بدت له حاجة في المدينة لم يأمن عليها إلا آزر أبو إبراهيم فدعاه فأرسله فقال له : انظر لا تواقع أهلك فقال له آزر أنا أضن بديني من ذلك فلما دخل القرية نظر إلى أهله فلم يملك نفسه أن وقع عليها ففر بها إلى قرية بين الكوفة والبصرة يقال لها أور فجعلها في سرب فكان يتعاهدها بالطعام ومما يصلحها وإن الملك لما طال عليه الأمر قال : قول سحرة كذابين ارجعوا إلى بلدكم، فرجعوا وولد إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكان في كل يوم يمر به كأنه جمعه والجمعة كالشهر من سرعة نمائه، نسي الملك ذلك، وكبر إبراهيم ولا يدري أحد من الخلق غيره وغير أبيه وأمه فقال آزر لأصحابه : إن لي ابنا وقد خبأته فتخافون عليه الملك إن أنا جئت به، قالوا : لا فأت به فانطلق فأخرجه، فلما خرج الغلام من السرب نظر إلى الدواب والبهائم والخلق فجعل يسأل أباه فيقول : ما هذا فيخبره، عن البعير أنه بعير وعن البقرة أنها بقرة وعن الشاة أنها شاة فقال : ما لهؤلاء الخلق بدمن أن يكون لهم رب.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ثنا سلمة بن الفضل قال : ثنا محمد بن إسحاق كان من حديث إبراهيم أن آزر كان رجلا من أهل كوثى من أهل قرية بالسواد سواد الكوفة وكان إذ ذاك ملك المشرق لنمرود الخابط وكان يقال له العاصي وكان ملكه فيما يزعمون قد أحاط بمشارق الأرض ومغاربها وكان ببابل، وكان ملك قومه بالمشرق وقيل ملك فارس ويقال لم يجتمع ملك الأرض ولم يجتمع الناس على ملك واحد إلا على ثلاثة ملوك نمرود بن راعو وذو القرنين وسليمان ابن داود فلما أراد الله أن يبعث إبراهيم حجه على قومه ورسولا إلى عباده ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم نبي قبله إلا هود وصالح فلما تقارب زمان إبراهيم الذي أراد الله فيه ما أراد أتى أصحاب النجوم نمرود فقالوا له إنا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا فكان مما أجاز عندي هذا الحديث وصدقت به أن للمرسل نجوما يولدون بها يعرفها أصحاب العلم من أهل العلم بها.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن، ثنا سلمة قال ابن إسحاق : فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود إلى كل امرأة بحبلها وذلك أنها كانت جادة حديثة فيما يذكرون لم يعزف الحبل في بطنها ولما أراد الله أن يبلغ بولدها أراد أن يقتل كل غلام ولد في ذلك الشهر من تلك السنة حذرا على ملكه فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر به فذبح فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا منها فولدت فيها إبراهيم وأصلحت من شأنه ما يصنع بالمولود ثم سدت عليه المغارة ثم رجعت إلى بيتها ثم كانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعل فتجده حيا يمص إبهامه -والله أعلم فيما يزعمون- إن الله عز وجل جعل رزق إبراهيم فيها وما يجيئه من مصه، وكان آزر فيما يزعموا سال أم إبراهيم، عن حملها ما فعل فقالت : ولدت غلاما فمات فصدقها وسكت عنها فكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيم في الشباب كالشهر والشهر كالسنة فلم يمكث إبراهيم صلى الله عليه وسلم في المغارة فيما يذكرون إلا خمسة عشر شهرا حتى قال لأمه أخرجيني فأخرجته عشاء فنظر فتفكر في خلق السماوات والأرض وقال : إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي مالي إله غيره.
مُلْكِهِ فَجَعَلَ لَا تَلِدُ امْرَأَةٌ غُلامًا فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ مِنْ تِلْكِ السَّنَةِ إِلا أَمَرَ بِهِ فَذُبِحَ فَلَمَّا وَجَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ الطَّلْقَ خَرَجَتْ لَيْلا إِلَى مَغَارَةٍ كَانَتْ قَرِيبًا مِنْهَا فَوَلَدَتْ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ وَأَصْلَحَتْ مِنْ شَأْنِهِ مَا يُصْنَعُ بِالْمَوْلُودِ ثُمَّ سَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَغَارَةَ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا ثُمَّ كَانَتْ تُطَالِعُهُ فِي الْمَغَارَةِ لِتَنْظُرَ مَا فَعَلَ فَتَجِدُهُ حَيًّا يَمُصُّ إِبْهَامَهُ- وَاللَّهُ أَعْلَمُ فِيمَا يَزْعُمُونَ- إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ رِزْقَ إِبْرَاهِيمَ فِيهَا وَمَا يَجِيئُهُ مِنْ مَصَّةٍ، وَكَانَ آزَرُ فِيمَا يَزْعُمُونَ سَأَلَ أُمَّ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَمْلِهَا مَا فَعَلَ فَقَالَتْ: وَلَدْتُ غُلامًا فَمَاتَ فَصَدَّقَهَا وَسَكَتَ عَنْهَا فَكَانَ الْيَوْمُ فِيمَا يَذْكُرُونَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي الشَّبَابِ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالسَّنَةِ فَلَمْ يَمْكُثْ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَغَارَةِ فِيمَا يَذْكُرُونَ إِلا خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْرًا حَتَّى قَالَ لأُمِّهِ أَخْرِجِينِي فَأَخْرَجَتْهُ عِشَاءً فَنَظَرَ فَتَفَكَّرَ فِي خلق السماوات وَالأَرْضِ وَقَالَ: إِنَّ الَّذِي خَلَقَنِي وَرَزَقَنِي وَأَطْعَمَنِي وسقاني لربي مالي إِلَهٌ غَيْرُهُ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
١٥٦٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ:
فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يدعوا قَوْمَهُ وَيُنْذِرَهُمْ فَكَانَ أَبُوهُ يَصْنَعُ الأَصْنَامَ فَيُعْطِيهَا وَلَدَهُ فَيَبِيعُونَهَا وَكَانَ يُعْطِيهِ فَيُنَادِي: مَنْ يَشْتَرِي مَا يَضُرُّهُ وَلا يَنْفَعُهُ فَرَجَعَ إِخْوَتُهُ وَقَدْ بَاعُوا أَصْنَامَهُمْ وَيَرْجِعُ إِبْرَاهِيمُ بِأَصْنَامِهِ كَمَا هِيَ
قَوْلُهُ: قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ
١٥٦٩٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: لَهَا عَاكِفِينَ عَابِدِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يضرون
١٥٦٩٤ - وَبِهِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ؟ هَلْ تُجِيبُكُمْ آلِهَتُكُمْ إِذَا دَعَوْتُمُوهُمْ؟.
١٥٦٩٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى أَبِيهِ آزَرَ وَقَدِ اسْتَقَامَتْ وِجْهَتُهُ وَعَرَفَ رده وَبَرِئَ مِنْ دِينِ قَوْمِهِ إِلا أَنَّهُ لَمْ يُبَادِيهِمْ بِذَلِكَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ ابْنُهُ وَأَخْبَرَتْهُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ ابْنُهُ وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَتْ صَنَعَتْ فِي حَقِّهِ فَسُرَّ بِذَلِكَ آزَرُ وَفَرِحَ
قوله :﴿ قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ لها عاكفين ﴾ عابدين.
قوله تعالى :﴿ قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ﴾
وبه عن قتادة قال : هل يسمعونكم إذ تدعون ؟ هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم ؟
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف رده وبرئ من دين قومه إلا أنه لم يباديهم بذلك أخبره أنه ابنه وأخبرته أم إبراهيم أنه ابنه وأخبرته بما كانت صنعت في حقه فسر بذلك آزر وفرح به فرحا شديدا وكان آزر يصنع أصنام قومه التي يعبدون ثم يعطيها إبراهيم يبيعها له فيذهب بها فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضر ولا ينفع فلا يشتريها منه أحد فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر لهم فصوب فيه رؤسها وقال : اشربي استهزاء بقومه وبما هم عليه من ضلالة حتى فشا عيبه إياها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٢:قوله تعالى :﴿ قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ﴾
وبه عن قتادة قال : هل يسمعونكم إذ تدعون ؟ هل تجيبكم آلهتكم إذا دعوتموهم ؟
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف رده وبرئ من دين قومه إلا أنه لم يباديهم بذلك أخبره أنه ابنه وأخبرته أم إبراهيم أنه ابنه وأخبرته بما كانت صنعت في حقه فسر بذلك آزر وفرح به فرحا شديدا وكان آزر يصنع أصنام قومه التي يعبدون ثم يعطيها إبراهيم يبيعها له فيذهب بها فيما يذكرون فيقول من يشتري ما يضر ولا ينفع فلا يشتريها منه أحد فإذا بارت عليه ذهب بها إلى نهر لهم فصوب فيه رؤسها وقال : اشربي استهزاء بقومه وبما هم عليه من ضلالة حتى فشا عيبه إياها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك.

بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا وَكَانَ آزَرُ يَصْنَعُ أَصْنَامَ قَوْمِهِ الَّتِي يَعْبُدُونَ ثُمَّ يُعْطِيَهَا إِبْرَاهِيمَ يَبِيعُهَا لَهُ فَيَذْهَبُ بِهَا فِيمَا يَذْكُرُونَ فَيَقُولُ مَنْ يشتري ما يضر وَلا يَنْفَعُهُ فَلا يَشْتَرِيهَا مِنْهُ أَحَدٌ فَإِذَا بَارَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ بِهَا إِلَى نَهَرٍ لَهُمْ فصوب فيه رؤسها وَقَالَ: اشْرَبِي اسْتِهْزَاءً بِقَوْمِهِ وَبِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ ضَلالَةٍ حَتَّى فَشَا عَيْبُهُ إِيَّاهَا وَاسْتَهْزَاؤُهُ بِهَا فِي قَوْمِهِ وَأَهْلِ قَرْيَتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَلَغَ نُمْرُودَ الْمَلِكَ
قَوْلُهُ: قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
١٥٦٩٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَمُرُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ: يُوشِكُ هَؤُلاءِ أَنْ يَقُولُوا إِنَّا رَأَيْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ.
١٥٦٩٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِى قَوْلَهُ: بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ يَعْنِى عَلَى دِينٍ وَإِنَّا مُتَّبِعُوهُمْ عَلَى ذَلِكَ.
قَوْلُهُ: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ
بَيَاضٌ
قَوْلُهُ: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ
١٥٦٩٨ - حدثنا علي حَرْبٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: رَبَّ الْعَالَمِينَ قَالَ: وما صف مِنْ خَلْقِهِ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
١٥٦٩٩ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ أَوَّلُ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى عَبْدِهِ حِينَ خَلَقَهُ.
قَوْلُهُ: وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
١٥٧٠٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، فَلَمَّا وَجَدَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ الطَّلْقَ خَرَجَتْ لَيْلا إِلَى مَغَارَةٍ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ
قوله :﴿ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون ﴾
بياض.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:قوله :﴿ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون ﴾
بياض.

قوله :﴿ فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ﴾
حدثنا علي حرب الموصلي، ثنا زيد بن الحباب، عن الحسين بن واقد، عن مطر الوراق، عن قتادة في قول الله :﴿ رب العالمين ﴾ قال : وما صف من خلقه.
قوله عز وجل :﴿ الذي خلقني فهو يهدين ﴾
أخبرنا عبيد بن محمد بن حمزة فيما كتب إلي، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة في قوله :﴿ الذي خلقني فهو يهدين ﴾ قال : كان يقال أول نعمة الله على عبده حين خلقه.
قوله :﴿ والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين ﴾
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال محمد بن إسحاق، فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة فذكر القصة كما كتب قبل هذه الورقة وقال إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي مالي إله غيره.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٩:قوله :﴿ والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت فهو يشفين ﴾
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال محمد بن إسحاق، فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة فذكر القصة كما كتب قبل هذه الورقة وقال إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي مالي إله غيره.

كَمَا كُتِبَ قَبْلَ هَذِهِ الْوَرَقَةِ وَقَالَ إِنَّ الَّذِي خَلَقَنِي وَرَزَقَنِي وَأَطْعَمَنِي وَسَقَانِي لَرَبِّيَ مَا لِيَ إِلَهٌ غَيْرُهُ.
قَوْلُهُ: وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يوم الدين
١٥٧٠١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ قوله: إني سقيم وقوله: بل فعله كبيرهم هذا وَقَوْلُهُ: لِسَارَةَ إِنَّهَا أُخْتِي حِينَ أَرَادَ فِرْعَوْنُ مِنَ الْفَرَاعِنَةِ أَنْ يَأْخُذَهَا.
١٥٧٠٢ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن ّرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكْذِبْ غَيْرَ ثَلاثٍ اثْنَتَيْنِ فِي ذَاتِ اللَّهِ قوله: إني سقيم وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا قَالَ وَبَيْنَا هُوَ يسر فِي أَرْضِ جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ومَعَهُ سَارَةُ الْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ كُتِبَ فِي سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ
١٥٧٠٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ قَالَ: قَالَ:
خَلِيلُ اللَّهِ مَا تَسْمَعُونَ لَيْسَ كَمَا قَالَ أَهْلُ الْفِرَى وَالْكَذِبِ فُلانٌ فِي النَّارِ وَفُلانٌ فِي الْجَنَّةِ.
قَوْلُهُ يَوْمِ الدِّينِ
١٥٧٠٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ طَاهِرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّيَّاتُ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: يَوْمَ الدِّينُ يَوْمُ حِسَابِ الْخَلائِقِ وَهُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُدِينُهُمْ بَأَعْمَالِهِمْ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ إِلا مَنْ عُفِيَ عَنْهُ
١٥٧٠٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، ثنا سفينان بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ فِي قَوْلِ الله يوم الدين قَالَ: يَوْمَ الْجَزَاءِ
قَوْلُهُ: رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا
١٥٧٠٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَوْلُهُ: هَبْ لِي حُكْمًا قَالَ: الْحُكْمُ: اللُّبُّ.
قوله :﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ قوله :﴿ إني سقيم ﴾ وقوله :﴿ بل فعله كبيرهم هذا ﴾ وقوله : لسارة إنها أختي حين أراد فرعون من الفراعنة أن يأخذها.
حدثنا يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن إبراهيم لم يكذب غير ثلاث اثنتين في ذات الله قوله :﴿ إني سقيم ﴾ وقوله :﴿ بل فعله كبيرهم هذا ﴾ قال وبينا هو يسر في أرض جبار من الجبابرة ومعه سارة الحديث بتمامه كتب في سورة الأنبياء.
حدثنا محمد بن يحيى أنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾ قال : قال : خليل الله ما تسمعون ليس كما قال أهل الفري والكذب فلان في النار وفلان في الجنة.
قوله :﴿ يوم الدين ﴾
حدثنا علي بن طاهر، ثنا محمد بن العلاء، ثنا عثمان بن سعيد الزيات، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قوله :﴿ يوم الدين ﴾ يوم حساب الخلائق وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر إلا من عفى عنه.
حدثنا أبي، ثنا محمود بن غيلان، ثنا سفيان بن عيينة، عن حميد الأعرج في قول الله ﴿ يوم الدين ﴾ قال : يوم الجزاء.
قوله :﴿ رب هب لي حكما ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، عن إسماعيل بن مسلم، عن عكرمة قوله :﴿ هب لي حكما ﴾ قال : الحكم : اللب.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن العلاء، ثنا يونس بن بكير، عن مطر بن ميمون، عن عكرمة، عن ابن عباس قال : الحكم : العلم.
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا وكيع، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد الحكم هو القرآن.
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ هب لي حكما ﴾ قال : الحكم النبوة.
قوله تعالى :﴿ وألحقني بالصالحين ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ قال سمعت عبد الرحمن بن أسلم في قوله :﴿ وألحقني بالصالحين ﴾ قال : مع الأنبياء والمؤمنين.
١٥٧٠٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مَطَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْحُكْمُ: الْعِلْمُ.
١٥٧٠٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ الْحُكْمُ هُوَ الْقُرْآنُ.
١٥٧٠٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ هَبْ لِي حُكْمًا قَالَ: الْحُكْمُ النُّبُوَّةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
١٥٧١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ قَالَ: مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ
[الوجه الأول]
١٥٧١١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أنبأ بشرين عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ قَالَ: اجْتِمَاعُ أَهْلِ الْمِلَلِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
١٥٧١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخَرِينَ قَالَ: الثَّنَاءُ الْحَسَنُ. وَرُوِِىِ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ قَوْلِ مُجَاهِدٍ.
١٥٧٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ قَالَ: اللِّسَانُ الصِّدْقُ الذِّكْرُ وَالثَّنَاءُ الصَّالِحُ وَالذِّكْرُ الصَّالِحُ.
١٥٧٢٤ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ قَالَ هُوَ كَقَوْلِهِ: وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا.
١٥٧٢٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حَمْزَةَ الأَسْلَمِيُّ نُصَيْرُ بْنُ الْفَرَجِ بِطَرَسُوسَ، ثنا حُسَيْنٌ يَعْنِى الْجُعْفِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ يَذْكُرُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: اجعل لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ قَالَ: يُؤْمِنُ بِهِ أَهْلُ كُلِّ مِلَّةٍ.
الْوَجْهُ الثَّانِي
١٥٧٢٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ لي أنا أصبغ بن الفرح قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فِي الآخِرِينَ قَالَ فِي الآخِرِينَ مِنَ النَّاسِ مِنَ الاسْمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ
١٥٧٢٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ النُّكْرِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ، ثنا رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: جَنَّاتُ النَّعِيمِ بَيْنَ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ وَبَيْنَ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَفِيهَا جَوَارِي خُلِقْنَ مِنْ وَرْدِ الْجَنَّةِ قِيلَ وَمَنْ يَسْكُنُهَا قَالَ: الَّذِينَ هَمُّوا بِالْمَعَاصِي فَلَمَّا ذَكَرُوا عَظَمَتِي رَاقَبُونِي وَالَّذِينَ انْثَنَتْ أَبْدَانُهُمْ مِنْ خَشْيَتِي وَعِزَّتِي إِنِّي لأَهُمُّ بِعَذَابِ أَهْلِ الأَرْضِ فَإِذَا نَظَرْتُ إِلَى أَهْلِ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ مِنْ مَخَافَتِي صَرَفْتُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاغْفِرْ لأَبِي
١٥٧٢٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا منجاب الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهَ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ قَالَ:
امْنُنْ عَلَيْهِ بِتَوْبَةٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَغْفِرَتَكَ يَعْنِى بِتَوْبَةِ الإِسْلامِ
قَوْلُهُ: وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ
١٥٧٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَجِيءُ رَجُلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ آخِذٌ بِيَدِ أَبٍ لَهُ مُشْرِكٍ حَتَّى يَقْطَعَهُ النَّارَ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فينادي أنه لا يدخله الْجَنَّةَ مُشْرِكٌ فَيَقُولُ رَبِّ كَتَبْتَ لَا تُخْزِنِي رَبِّ كَتَبْتَ لَا تُخْزِنِي قَالَ فَلا يَزَالُ مُتَشَبِّثَا بِهِ حَتَّى يُحَوَّلَ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فِي صُورَةِ ضِبْعَانٍ قَالَ: فَيُرْسِلُهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لَسْتَ أَبِي لَسْتَ أَبِي قَالَ: فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ خَلِيلُ اللَّهِ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ.
قوله تعالى :﴿ واغفر لأبي ﴾
حدثنا أبو رزعة، ثنا منجاب الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله :﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ قال : امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك يعني بتوبة الإسلام.
قوله :﴿ ولا تخزني يوم يبعثون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله ﴿ ولا تخزني يوم يبعثون ﴾ وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : يجيئ رجل يوم القيامة من المؤمنين أخذ بيد أب له مشرك حتى يقطعه النار يريد أن يدخله الجنة فينادي أنه لا يدخل الجنة مشرك فيقول رب كتبت لا تخزني رب كتبت لا تخزني قال فلا يزال متشبثا به حتى يحول في صورة قبيحة وريح منتنة في صورة ضبعان قال : فيرسله عند ذلك فيقول لست أبي لست أبي قال : فكنا نرى أنه خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم وما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ
١٥٧٣٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْمَالُ وَالْبَنُونَ حَرْثُ الدُّنْيَا وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ حَرْثُ الآخِرَةِ وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللَّهُ لأَقْوَامٍ.
١٥٧٣١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الْقَطَّانُ الرَّقِّيُّ، ثنا معاوية ابن هشام قال: سمعت الثرى قَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ الْمَالَ لأَنَّهُ يَمِيلُ بِالنَّاسِ.
قوله: إلا من أتى الله بقلب سليم
١٥٧٣٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قَالَ شَهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهِ.
١٥٧٣٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: مَا الْقَلْبُ السَّلِيمُ قَالَ: يَعْلَمُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ قَائِمَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مِنْ فِي الْقُبُورِ.
١٥٧٣٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ سَلِيمٍ مِنَ الشِّرْكِ.
١٥٧٣٥ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ فِي الْحَقِّ.
١٥٧٣٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنا ابْنُ حُمَيْرَةَ، عَنْ جَسْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قَالَ: سَلِيمٍ مِنَ الشِّرْكِ.
١٥٧٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن زيد فِي قَوْلِهِ: إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سليم قَالَ: سَلِيمٍ مِنَ الشِّرْكِ فَأَمَّا الذُّنُوبُ فَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ.
١٥٧٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قَالَ: مُخْلِصٍ.
قوله :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾
حدثنا أبي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا يحيى بن عمرو، ثنا أبي، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس ﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ قال شهادة أن لا إله إلا الله.
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن عوف قال : قلت لمحمد بن سيرين : ما القلب السليم قال : يعلم بأن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من في القبور. حدثنا أبي، ثنا ابن نفيل، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد ﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ سليم من الشرك.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ﴿ بقلب سليم ﴾ ليس فيه شك في الحق.
حدثنا أبي، ثنا حيوة بن شريح، ثنا ابن حميرة، عن جسر، عن الحسن في قوله :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ قال : سليم من الشرك.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ بن الفرج قال سمعت عبد الرحمن بن زيد في قوله :﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ قال : سليم من الشرك فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد.
حدثنا أبي، ثنا حيوة بن شريح، ثنا مروان بن معاوية، عن جويبر، عن الضحاك ﴿ بقلب سليم ﴾ قال : مخلص.
ذكر، عن عثمان بن علي، عن هشام، عن أبيه ﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ قال إلا يكون لعانا.
ذكر عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن يمان، عن رجل، عن الضحاك ﴿ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾ قال : الناصح لله في خلقه.
١٥٧٣٩ - ذُكِرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قَالَ أَلا يَكُونَ لَعَّانًا.
١٥٧٤٠ - ذُكِرَ عَنْ أَبِي بكر بن أبي شبية، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ قَالَ: النَّاصِحُ لِلَّهِ فِي خَلْقِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
١٥٧٤١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ قَالَ: قُرِّبَتْ مِنْ أَهْلِهَا وَرُوِِىِ، عَنِ السُّدِّيِّ وَقَتَادَةَ وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ونَحْوُ ذَلِكَ.
قوله: لِلْمُتَّقِينَ
١٥٧٤٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ لِلْمُتَّقِينَ قَالَ: هُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَذَكَرَ حَدِيثَ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.
قَوْلُهُ: وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ
١٥٧٤٣ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَوْلُهُ: الجحيم يَعْنِى مَا عَظُمَ مِنَ النَّارِ.
قَوْلُهُ: وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله هل ينصرونكم أو ينتصرون
١٥٧٤٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَلا يَبْقَى لله خلق في السماوات وَالْأَرْضِ إِلَّا مَاتَ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ وَلَيْسَ مِنْ بَنِي آدَمَ خَلْقٌ فِي الأَرْضِ إِلا فِي السَّمَاءِ مِنْهُ شَيْءٌ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مَنِيًّا كَمَنِيِّ الرِّجَالِ فَيَنْبُتُ جُسْمَانُهُمْ وِلُحْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ كَمَا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنَ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
قوله :﴿ وبرزت الجحيم للغاوين ﴾
حدثنا موسى بن أبي موسى الأنصاري، ثنا هارون بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أسباط، عن السدي، عن أبي مالك قوله :﴿ جحيم ﴾ يعني ما عظم من النار.
قوله :﴿ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ﴾
حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، ثنا أبو الزعراء قال عبد الله بن مسعود ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى لله خلق في السماوات والأرض إلا مات إلا ما شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون وليس من بني آدم خلق في الأرض إلا في السماء منه شيء، فيرسل الله ماء من تحت العرش منيا كمني الرجال فينبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قال عبد الله بن مسعود ﴿ والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ﴾ ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى تدخل فيه ثم يقومون فيحيون تحية رجل واحد قياما لرب العالمين وليس أحد كان يعبد شيئا من دون الله في الدنيا إلا هو مرفوع له يتبعه، ثم الله تبارك وتعالى يلقى الخلق فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون فيقولون : نعبد عزيزا فيقول : هل يسركم الماء ؟ فيقولون : نعم، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ثم كذلك من كان يعبد من دون الله شيئا ثم يمر به المسلمون فيقول : من تعبدون فيقولون : نعبد الله ولا نشرك به شيئا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:قوله :﴿ وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ﴾
حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، ثنا أبو الزعراء قال عبد الله بن مسعود ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى لله خلق في السماوات والأرض إلا مات إلا ما شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون وليس من بني آدم خلق في الأرض إلا في السماء منه شيء، فيرسل الله ماء من تحت العرش منيا كمني الرجال فينبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قال عبد الله بن مسعود ﴿ والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ﴾ ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها حتى تدخل فيه ثم يقومون فيحيون تحية رجل واحد قياما لرب العالمين وليس أحد كان يعبد شيئا من دون الله في الدنيا إلا هو مرفوع له يتبعه، ثم الله تبارك وتعالى يلقى الخلق فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون فيقولون : نعبد عزيزا فيقول : هل يسركم الماء ؟ فيقولون : نعم، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ثم كذلك من كان يعبد من دون الله شيئا ثم يمر به المسلمون فيقول : من تعبدون فيقولون : نعبد الله ولا نشرك به شيئا.

فَيَنْفُخُ فِيهِ فَتَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى جَسَدِهَا حَتَّى تَدْخُلَ فِيهِ ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَحْيَوْنَ تَحِيَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَيْسَ أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا إِلا هُوَ مَرْفُوعٌ لَهُ يَتْبَعُهُ، ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَلْقَى الْخَلْقَ فَيَلْقَى الْيَهُودَ فَيَقُولُ: مَنْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ نَعْبُدُ عُزَيْرًا فَيَقُولُ: هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ثُمَّ كَذَلِكَ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ شَيْئًا ثُمَّ يَمُرُّ بِهِ الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ:
مَنْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ: نَعْبُدُ اللَّهَ وَلا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
قَوْلُهُ: فَكُبْكِبُوا فِيهَا
١٥٧٤٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: فَكُبْكِبُوا فِيهَا يَقُولُ: جُمِعُوا فِيهَا وَرُوِِىِ، عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٧٤٦ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فَكُبْكِبُوا فِيهَا قَدْ هَوَوْا فِيهَا.
١٥٧٤٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَكُبْكِبُوا فِيهَا قَالَ: طُرِحُوا فِيهَا.
١٥٧٤٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: فَكُبْكِبُوا فِيهَا قَالَ: الآلِهَةُ.
١٥٧٤٩ - ذُكِرَ عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ فَكُبْكِبُوا قَالَ: مُشْرِكُوا الْعَرَبِ.
قوله: فِيهَا
١٥٧٥٠ - ذُكِرَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ ثنا أَبُو أَحْمَدَ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ فَكُبْكِبُوا فِيهَا قَالَ فِي النَّارِ قَوْلُهُ تَعَالَى هُمْ وَالْغَاوُونَ
١٥٧٥١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الْغَاوُونَ قَالَ الْمُشْرِكُونَ.
١٥٧٥٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ يَقُولُ: جُمِعُوا فِيهَا هُمُ الآلِهَةُ وَالْمُشْرِكُونَ
١٥٧٥٣ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ الْغَاوُونَ مُشْرِكُوا الْعَرَبِ.
١٥٧٥٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا سفوان بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ هُمْ وَالْغَاوُونَ قَالَ: الشَّيَاطِينُ.
قوله: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ
١٥٧٥٥ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أنبأ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ قَالَ: مِمَّا كَانَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ.
١٥٧٥٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الله سَلْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ قَالَ: هُمُ الشَّيَاطِينُ.
١٥٧٥٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ أُرَاهُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ الْجِنَّ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِنَّمَا يَنْجُو مُؤْمِنُهُمْ مِنَ الْعَذَابِ لأَنَّهُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْلِيسَ وَلا يَدْخُلُ ذُرِّيَّةُ إِبْلِيسَ الْجَنَّةَ.
قَوْلُهُ: قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ
١٥٧٥٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قوله: يَخْتَصِمُونَ قَالَ يُخَاصِمُ الصَّادِقُ الْكَاذِبَ، وَالْمَظْلُمُونَ الظَّالِمَ وَالْمُهْتَدِي الضَّالَّ، وَالضَّعِيفُ الْمُتَكَبِّرَ.
١٥٧٥٩ - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ إصبع قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: الضَّلالُ هُوَ أَنْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ
، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: نَزَلَتْ فِينَا وَفِي شِيعَتِنَا حَتَّى إِنَّا لَنُشَفَّعُ وَنَشْفَعُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ قَالُوا: فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ.
١٥٧٦٠ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ صَدِيقٍ حَمِيمٍ شَقِيقٍ.
١٥٧٦١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلا صَدِيقٍ يَقُولُ: وَلا شَفِيعٍ يَهْتَمُّ بِأَمْرِنَا.
قوله :﴿ قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين ﴾
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ يختصمون ﴾ قال يخاصم الصادق الكاذب، والمظلمون الظالم والمهتدي الضال، والضعيف المتكبر.
حدثنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبع قال سمعت ابن زيد يقول : الضلال هو أن يكفر بعد إيمانه، عن أبيه، عن جعفر بن محمد قال : نزلت فينا وفي شيعتنا حتى إنا لنشفع ونشفع فلما رأى ذلك من ليس منهم قالوا :﴿ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ﴾.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي أنبأ حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ﴿ صديق حميم ﴾ شقيق.
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ ولا صديق ﴾ يقول : ولا شفيع يهتم بأمرنا.
قوله: فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً
١٥٧٦٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً إِلَى الدُّنْيَا يَعْنُونَ رَجْعَةً.
١٥٧٦٣ - وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَحِلَّ لَنَا الشَّفَاعَةُ كَمَا حَلَّتْ لِهَؤُلاءِ.
قوله: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ
١٥٧٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَوَّلُ نَبِيٍّ أُرْسِلَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ
١٥٧٦٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، ثنا عُبَادَةُ بْنُ كُلَيْبٍ أَبُو غَسَّانَ اللَّيْثِيُّ، ثنا مُسْلِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ نُوحًا لِطُولِ مَا نَاحَ عَلَى نَفْسِهِ.
١٥٧٦٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ بِطَرَسُوسَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بُعِثَ نُوحٌ وَهُوَ لأَرْبَعِينَ سَنَةً وَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ وَعَاشَ بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ وَنَمَوْا.
قَوْلُهُ: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تتقون إني لكم رسول أمين
١٥٧٦٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَمَّنْ لَا يُتَّهَمْ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا يبسطونه يَعْنِى نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ فَيَخْنِقُونَهُ حَتَّى يَغْشَى عَلَيْهِ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ حَتَّى إِذَا تَمَادَوْا فِي الْمَعْصِيَةَ وَعَظُمَتْ فِيهِمْ فِي الأَرْضِ الْخَطِيئَةُ، وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الشَّأْنُ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ مِنْهُمُ الْبَلاءُ، وَانْتَظَرَ النَّجْلُ بَعْدَ النَّجْلِ فَلا يَأْتِي قَرْنٌ إِلا كَانَ أَخْبَثَ مِنَ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ حَتَّى إِنْ كَانَ الآخِرُ مِنْهُمْ لَيَقُولُ قَدْ كَانَ هَذَا مَعَ آبَائِنَا وَمَعَ أَجْدَادِنَا هَكَذَا مَجْنُونًا، لَا يقبلون منه شيء،
قوله :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾ آية١٠٥
حدثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول نبي أرسل نوح عليه السلام.
حدثنا أبو زرعة، ثنا عبد الله بن عمر القرشي، ثنا عبادة بن كليب أبو غسان الليثي، ثنا مسلم أبو عبد الله العباداني، عن يزيد الرقاشي، قال : إنما سمي نوحا لطول ما ناح على نفسه.
حدثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام بطرسوس، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال : بعث نوح وهو لأربعين سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس ونموا.
قوله :﴿ إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إني لكم رسول أمين ﴾ آية١٠٦-١٠٧
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمد بن إسحاق عمن لا يتهم، عن عبيد بن عمير الليثي إنه كان يحدث أنه بلغه أنهم كانوا يبسطونه يعني نوحا عليه السلام فيخنقونه حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون حتى إذا تمادوا في المعصية وعظمت فيهم في الأرض الخطيئة، وتطاول عليه وعليهم الشأن، واشتد عليه منهم البلاء، وانتظر النجل بعد النجل فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله حتى إن كان الآخر منهم ليقول قد كان هذا مع آبائنا ومع أجدادنا هكذا مجنونا، لا يقبلون منه شيء، حتى شكى ذلك من أمرهم نوح صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل وقال : كما قص الله علينا في كتابه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:قوله :﴿ إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إني لكم رسول أمين ﴾ آية١٠٦-١٠٧
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمد بن إسحاق عمن لا يتهم، عن عبيد بن عمير الليثي إنه كان يحدث أنه بلغه أنهم كانوا يبسطونه يعني نوحا عليه السلام فيخنقونه حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون حتى إذا تمادوا في المعصية وعظمت فيهم في الأرض الخطيئة، وتطاول عليه وعليهم الشأن، واشتد عليه منهم البلاء، وانتظر النجل بعد النجل فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله حتى إن كان الآخر منهم ليقول قد كان هذا مع آبائنا ومع أجدادنا هكذا مجنونا، لا يقبلون منه شيء، حتى شكى ذلك من أمرهم نوح صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل وقال : كما قص الله علينا في كتابه.

حَتَّى شَكَا ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ نُوحٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ: كَمَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي كِتَابِهِ
قوله: فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
١٥٧٦٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: وَمَا أسئلكم عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ يَقُولُ عَرَضًا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا.
١٥٧٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ وَمَا أسئلكم عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ يَقُولُ: لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى الْقُرْآنِ أَجْرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
١٥٧٧٠ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: إِنْ أَجْرِيَ إِلا على الله قال: جزائي.
قوله: فاتقوا الله وأطيعون
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ
قَوْلُهُ: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ
١٥٧٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ يَقُولُ: سَفَلَةُ النَّاسِ وَأَرَاذِلُهُمْ
١٥٧٧٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُبَاتَةَ السَّرِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ثنا عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ قَالَ:
الْحَوَّاكُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
١٥٧٧٣ - حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَنَا أَصْبَغُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: يَعْمَلُونَ قَالَ: يَعْمَلُونَ وَيَصْنَعُونَ وَاحِدٌ.
قوله تعالى :﴿ إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ آية١٠٩
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابه، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ إن أجري إلا على الله ﴾ قال : جزائي.
قوله :﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ تقدم تفسيره آية١١٠
قوله :﴿ أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾ آية١١١
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾ يقول : سفلة الناس وأراذلهم.
حدثنا أبي، ثنا محمد بن نباتة السري، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ واتبعك الأرذلون ﴾ قال : الحواكون.
قوله تعالى :﴿ قال وما علمي بما كانوا يعملون ﴾ آية١١٢
حدثنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي : نبأ أصبغ قال سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ يعملون ﴾ قال : يعملون ويصنعون واحد.
قَوْلُهُ: إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ
١٥٧٧٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي مِنْ وَلَدِ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ بِالرَّقَّةَ، ثنا أَبِي، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ:
شَهِدْتُ صَاحِبَنَا وَابِصَةَ بْنَ مَعْبَدٍ وَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ وَأَهْلِ الشَّامِ يَعِيبُ أَحَدُهُمَا هَؤُلاءِ وَيَعِيبُ الآخَرُ هَؤُلاءِ قَالَ وَابِصَةُ: فَهَلا يَقُولُونَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالَ:
وَمَاذَا نَقُولُ: قَالَ: يَقُولانِ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ
قوله: وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ
١٥٧٧٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي الْمُصَدِّقِينَ.
قَوْلُهُ: إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ
١٥٧٧٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا بعد الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ شَيْبَانَ النَّحْوِيِّ أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَذِيرٌ قَالَ: نَذِيرٌ مِنَ النَّارِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ
١٥٧٧٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ قَالَ: تواعدوه بِالْقَتْلِ وَرُوِيَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٥٧٧٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ أَيْ بِالْحِجَارَةِ.
١٥٧٧٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ لَئِنْ لم تنته... لتكونن من المرجومين يقول: بالشتيمهة.
١٥٧٨٠ - حدثنا محمد بن العباس مولى بن هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ قال فحدثنا محمد بن سحاق، عن من لا يهتم، عَنْ عَبْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُمْ يَبْطِشُونَ بِهِ فَيَخْنِقُونَهُ. حَتَّى يَغْشَى عَلَيْهِ فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
قوله :﴿ وما أنا بطارد المؤمنين ﴾ آية١١٤
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثني ابن لهيعة، حدثنا عطاء، عن سعيد بن جبير ﴿ المؤمنين ﴾ يعني المصدقين.
قوله :﴿ إن أنا إلا نذير مبين ﴾ آية١١٥
حدثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الفزاري، عن شيبان النحوي أخبرني قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس ﴿ نذير ﴾ قال : نذير من النار.
قوله تعالى :﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا القاسم بن عيسى الواسطي، ثنا هشيم، عن النضر أبي محمد، عن الحسن في قوله :﴿ لتكونن من المرجومين ﴾ قال : تواعدوه بالقتل، وروي عن زيد بن أسلم نحو ذلك.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾ أي بالحجارة.
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي قوله ﴿ لئن لم تنته لتكونن من المرجومين ﴾ يقول : بالشتيمة.
حدثنا محمد بن العباس مولى بن هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال فحدثنا محمد بن إسحاق، عن من لا يهتم، عن عبد بن عمير الليثي إنه كان يحدث أنه بلغه إنهم يبطشون به فيخنقونه، حتى يغشى عليه فإذا أفاق قال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
قوله: قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ
١٥٧٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ قَالَ: حَتَّى إِذَا تَمَادَوْا يَعْنِى قَوْمَ نُوحٍ فِي الْمَعْصِيَةَ وَعَظُمَتْ فِيهِمْ فِي الأَرْضِ الْخَطِيئَةُ وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ الشَّأْنُ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْهُ الْبَلاءُ وَانْتَظَرَ النَّجْلُ بَعْدَ النَّجْلِ فَلا يَأْتِي قَرْنٌ إِلا كَانَ أَخْبَثَ مِنَ الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ حَتَّى إِنْ كَانَ الآخِرُ مِنْهُمْ لَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَذَا مَعَ آبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا هَكَذَا مَجْنُونًا لَا يَقْبَلُونَ منه شيء حتى شكي ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ نُوحٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ كَمَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي كِتَابِهِ: رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ فَلَمَّا شكي نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ ذَلِكَ مِنْهُمْ إِلَى اللَّهِ وَاسْتَنْصَرَهُ عَلَيْهِمْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا
١٥٧٨٢ - حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري، ثنا مسعد، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا قَوْلُهُ: افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ حَتَّى سَمِعْتُ بن ذي يزن يقول: تعالى أفاتحك يعني تعال أُخَاصِمْكَ.
١٥٧٨٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا أي اقضي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قَضَاءً وَرُوِِىِ، عَنِ السُّدِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ نَحْوُ قَوْلِ قَتَادَةَ.
قَوْلُهُ: وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
١٥٧٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِى مِنَ الْمُصَدِّقِينَ.
قَوْلُهُ: فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ
١٥٧٨٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، ثنا زيد بن جباب، ثنا الْحَسَنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ثَمَانُونَ رَجُلاً أَحَدُهُمْ جُرْهُمْ.
١٥٧٨٦ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: بَلَغَنِي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ كَانَ فِي سَفِينَةِ نُوحٍ ثَمَانُونَ رَجُلاً أَحَدُهُمْ جُرْهُمْ وَكَانَ لِسَانُهُ عَرَبِيًّا.
2790
١٥٧٨٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمْ يَنْجُ مِمَّنْ فِي السَّفِينَةِ إِلا نُوحٌ وَثَلاثَةُ بَنِينَ لَهُ وَنِسَاؤُهُمْ فَجَمِيعُهُمْ ثَمَانِيَةٌ.
١٥٧٨٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ مَطَرٍ قَالَ: كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ سَبْعَةٌ نُوحٌ وَثَلاثَةُ أَوْلادِهِ وَكَنَائِنُهُ ثَلاثٌ.
١٥٧٨٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مِنَ الْخَلْقِ شَيْءٌ فِيهِ الرُّوحُ أَوْ شَجَرٌ فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْخَلائِقِ إِلا نُوحٌ وَمَنْ مَعَهُ فِي الفلك الأعوج بن أعنق فيما يزعم أهل الكتاب وكان عوج بْنُ سَيْحَانَ وَأُمُّهُ أَعْنَقُ جَبَّارًا خَلْقَهُ اللَّهُ كَمَا شَاءَ أَنْ يَخْلُقَهُ لَهُ وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْنَقُ مِنْ بَنَاتِ آدَمَ فَكَانَتْ فِيمَا يَزْعُمُونَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ فَأَمَّا أَهْلُ الْكِتَابِ يَقُولُونَ فِي وِلادَتِهِ أَمْرًا لَا نُحِبُّ أَنْ نَقُولَهُ وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ السَّحَابُ يَكُونُ عَلَى مِحْجَزِ إزاره وانه كان يصوب يده فيأخذ الحوب مِنْ أَسْفَلِ الْبَحْرِ ثُمَّ يَشْوِيهِ بِيَدِهِ بِقَلْبِ الشَّمْسِ حَتَّى يُنْضِجَهُ ثُمَّ يَأْكُلَهُ وَكَانَ عُمْرُهُ ثَلاثَةَ آلافِ سَنَةٍ وَسِتَّمِائَةِ سَنَةٍ وُلِدَ فِي دَارِ آدَمَ ثُمَّ عَاشَ حَتَّى قَتَلَهُ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تعالى فِي الْفُلْكِ
١٥٧٩٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ قَالَ: سَفِينَةٌ حَمَلَ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
وَرُوِِىِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَالضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ أَنَّهَا سَفِينَةُ نُوحٍ.
١٥٧٩١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا شَاذَانَ، عَنْ حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ طُولُ سَفِينَةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ أَرْبَعَمِائَةِ ذِرَاعٍ وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلاثُونَ ذِرَاعًا وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ.
قَوْلُهُ: الْمَشْحُونِ
١٥٧٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَدْرُونَ مَا الْمَشْحُونُ قُلْنَا: لَا قَالَ: هُوَ الْمُوَقَّرُ وَرُوِِىِ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
2791
قوله تعالى :﴿ فافتح بيني وبينهم فتحا ﴾
حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري، ثنا مسعد، عن قتادة قال : قال ابن عباس : ما كنت أدري ما قوله :﴿ افتح بيننا وبين قومنا بالحق ﴾ حتى سمعت ابن ذي يزن يقول : تعالي أفاتحك يعني تعالي أخاصمك.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ فافتح بيني وبينهم فتحا ﴾ أي اقض بيني وبينهم قضاء وروي عن السدي وعبد الرحمن بن زيد نحو قول قتادة.
قوله :﴿ ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾ آية١١٨
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، ثنا ابن لهيعة، ثنا عطاء، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ من المؤمنين ﴾ يعني من المصدقين.
قوله :﴿ فأنجيناه ومن معه في الفلك ﴾
حدثنا أبي، ثنا المؤمل بن إهاب، ثنا زيد بن جباب، ثنا الحسن بن واقد، عن أبي نهيك، عن ابن عباس أنه قال : كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلا أحدهم جرهم. أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أنبأ ابن وهب قال : بلغني، عن ابن عباس أنه قال كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم جرهم وكان لسانه عربيا.
حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قوله :﴿ فأنجيناه ومن معه ﴾ قال : ذكر لنا أنه لم ينج ممن في السفينة إلا نوح وثلاثة بنين له ونساؤهم فجميعهم ثمانية.
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن هشام الرملي، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن مطر قال : كان مع نوح في السفينة سبعة : نوح وثلاثة أولاده وكنائنه ثلاث.
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمد بن إسحاق قال : ما على وجه الأرض من الخلق شيء فيه الروح أو شجر فلم يبق من الخلائق إلا نوح ومن معه في الفلك : الأعوج بن أعنق فيما يزعم أهل الكتاب، وكان عوج بن سيحان وأمه أعنق جبارا خلقه الله كما شاء أن يخلقه له، وكانت أمه أعنق من بنات آدم فكانت فيما يزعمون من أحسن الناس. فأما أهل الكتاب يقولون في ولادته أمرا لا نحب أن نقوله، وكان فيما يزعمون السحاب يكون على محجز إزاره وأنه كان يصوب يده فيأخذ الحوت من أسفل البحر ثم يشويه بيده بقلب الشمس حتى ينضجه ثم يأكله، وكان عمره ثلاثة آلاف سنة وستمائة سنة ولد في دار آدم ثم عاش حتى قتله موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :﴿ في الفلك ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن أبي مالك ﴿ في الفلك المشحون ﴾ قال : سفينة حمل فيها من كل زوجين اثنين -وروى، عن أبي صالح والضحاك وقتادة أنها سفينة نوح.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا شاذان، عن حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال : كان طول سفينة نوح عليه السلام أربعمائة ذراع وطولها في السماء ثلاثون ذراعا وقد تقدم القول فيه.
قوله :﴿ المشحون ﴾ آية١١٩
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : تدرون ما المشحون قلنا : لا قال : هو الموقر، وروي عن قتادة مثل ذلك.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ الفلك المشحون ﴾ المفروغ منه المملوء.
١٥٧٩٣ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ الْمَفْرُوغُ مِنْهُ الْمَمْلُوءُ.
قوله: ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ
١٥٧٩٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عن عوف أَبِي شَدَّادٍ قَالَ: غَرَّقَ الْمَاءُ الْجِبَالَ فَصَارَ فَوْقَهَا ثَمَانِينَ سَيْلا.
وَذَكَرَ أَيْضًا حَدِيثَ الْمَرْأَةِ مَعَهَا الصَّبِيُّ
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ
١٥٧٩٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الرَّبِيعِ ابن خَثْعَمٍ قَالَ: عَادَ مَا بَيْنَ الْيَمَنِ إِلَى الشَّامِ مِثْلُ الذَّرِّ
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذلك الآية إلى العزيز الرحيم
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
١٥٧٩٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مِنْ حَدِيثِ عَادٍ فِيمَا بَلَغَنِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُمْ كَانُوا قوم عَرَبًا يَتَكَلَّمُونَ بِهَذَا اللِّسَانِ الْعَرَبِيِّ وَكَانَ اللَّهُ قد أعطاهم بسطة في الخلق لم يعطيها غَيْرَهُمْ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ. إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ فَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ وَجَمَاعَتُهُمْ حَيْثُ بَعَثَ اللَّهُ فِيهِمْ بِالأَحْقَافِ وَالأَحْقَافُ الرَّمْلُ فِيمَا بَيْنَ عُمَانَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ وَالْيَمَنِ كُلِّهِ وَكَانُوا مَعَ ذَلِكَ فَشَوْا فِي الأَرْضِ كُلِّهَا وَقَهَرُوا أَهْلَهَا بِفَضْلِ قُوَّتِهِمُ الَّتِي آتَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
قَوْلُهُ: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٥٧٩٧ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: إِنَّ عاد كَانُوا قَوْمًا بِالْيَمَنِ بِالأَحْقَافِ وَالأَحْقَافُ هِيَ الرِّمَالُ فَأَتَاهُمْ فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ بِمَا قَصَّ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَكَذَّبُوهُ وسألوا أن يأتيهم بالعذاب.
قوله تعالى :﴿ إن في ذلك ﴾ الآية إلى ﴿ العزيز الرحيم ﴾ تقدم تفسيره والله أعلم آيات١٢١-١٢٢.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢١:قوله تعالى :﴿ إن في ذلك ﴾ الآية إلى ﴿ العزيز الرحيم ﴾ تقدم تفسيره والله أعلم آيات١٢١-١٢٢.
قوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾
حدثنا أبي، ثنا نصر بن علي، ثنا أبو أحمد، عن أبي بكر بن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل، عن الربيع ابن خثعم قال : عاد ما بين اليمن إلى الشام مثل الذر.
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة حدثنا محمد بن إسحاق قال : كان من حديث عاد فيما بلغني والله أعلم أنهم كانوا قوما عربا يتكلمون بهذا اللسان العربي وكان الله قد أعطاهم بسطة في الخلق لم يعطيها غيرهم يقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد ﴾ فكانت منازلهم وجماعتهم حيث بعث الله فيهم بالأحقاف، والأحقاف الرمل فيما بين عمان إلى حضرموت واليمن كله وكانوا مع ذلك فشوا في الأرض كلها وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله عز وجل.
قوله تعالى :﴿ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسول أمين ﴾ آيات ١٢٤-١٢٥
أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلي، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط، عن السدي قال : إن عاد كانوا قوما باليمن بالأحقاف والأحقاف هي الرمال فأتاهم فوعظهم وذكرهم بما قص الله في القرآن فكذبوه وسألوا أن يأتيهم بالعذاب.
الجزء التاسع
[تتمة سورة الشعراء]
قوله: فاتقوا الله وأطيعون إلي قوله: رب العالمين
قَوْلُهُ: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ
١٥٧٩٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ يَقُولُ: بِكُلِّ شَرَفٍ.
١٥٧٩٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُفَضَّلٌ، ثنا أَبُو صَخْرٍ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ قَالَ: الرِّيعُ: الْجِبَالُ وَالأَمْكِنَةُ الْمُرْتَفِعَةُ مِنَ الأَرْضِ.
١٥٨٠٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ قَالَ الرِّيعُ الثَّنِيَّةُ الصَّغِيرَةُ.
١٥٨٠١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِكُلِّ رِيعٍ قَالَ: بِكُلِّ فَجٍّ.
١٥٨٠٢ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جَرِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِكُلِّ رِيعٍ قَالَ: فَجٌّ بَيْنَ جَبَلَيْنِ.
١٥٨٠٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ قَالَ: الرِّيعُ مَا اسْتَقْبَلَ الطَّرِيقَ بَيْنَ الْجِبَالِ وَالظِّرَابِ.
١٥٨٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي هَذِهِ الآيَةِ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ قَالَ: بِكُلِّ طَرِيقٍ.
١٥٨٠٥ - حَدَّثَنَا إسماعيل بن الْحَارِثِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: الرِّيعُ الطَّرِيقُ.
١٥٨٠٦ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِكُلِّ رِيعٍ قَالَ: الرِّيعُ: الطَّرِيقُ. وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
قوله :﴿ أتبنون بكل ريع ﴾ آية ١٢٨
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ أتبنون بكل ريع ﴾ يقول : بكل شرف.
حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا مفضل، ثنا أبو صخر ﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ قال : الريع : الجبال والأمكنة المرتفعة من الأرض.
حدثنا أبي، ثنا عيسى بن جعفر، ثنا مسلم يعني ابن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله :﴿ أتبنون بكل ريع ﴾ قال الريع الثنية الصغيرة.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ بكل ريع ﴾ قال : بكل فج.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد بكل ريع قال : فج بين جبلين.
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ أتبنون بكل ريع ﴾ قال : الريع ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب.
حدثنا أبي ثنا هدبة بن خالد ثنا همام، عن قتادة في هذه الآية ﴿ أتبنون بكل ريع ﴾ قال : بكل طريق.
حدثنا إسماعيل بن الحارث، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن شريك، عن السدي قال :﴿ الريع ﴾ الطريق.
أخبرنا محمد بن سعد العوفى فيما كتب إليَّ حدثني أبي حدثني عمي حدثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿ بكل ريع ﴾ قال : الريع : الطريق. وروي، عن قتادة مثل ذلك.
قوله :﴿ آية ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ آية تعبثون ﴾ بنيانا.
الوجه الثاني :
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا علي بن الفضل اللهبي حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ آية ﴾ قال : الآية اتخاذ أبرجه الحمام.
قوله :﴿ تعبثون ﴾
أخبرنا العباس بن الوليد، ثنا محمد بن شعيب بن شابور حدثنا عثمان ابن عطاء، عن أبيه عطاء وأما ﴿ بكل ريع آية تعبثون ﴾ فيقال : بكل شرف ومنظر تبنون عبثا.
حدثنا محمد بن سعد فيما كتب إلي حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿ تعبثون ﴾ قال : تلعبون، وروي عن الضحاك وقتادة مثل ذلك.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا المقدمي، ثنا أسيد بن حبيب، ثنا العلاء بن عبد الكريم، عن مجاهد قال : ليس أحد أشبه فعالا بعاد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ فقد والله فعلوا : وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون.
قوله: آية
[الوجه الأول]
١٥٨٠٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: آيَةً تَعْبَثُونَ بُنْيَانًا.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٥٨٠٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ اللَّهَبِيُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: آيَةً قَالَ:
الآيَةُ اتِّخَاذُ أَبْرِجَةِ الْحَمَامِ.
قَوْلُهُ: تَعْبَثُونَ
١٥٨٠٩ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ حَدَّثَنَا عثمان ابن عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ وَأَمَّا بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ فَيُقَالُ: بِكُلِّ شَرَفٍ وَمَنْظَرٍ تَبْنُونَ عَبَثًا.
١٥٨١٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ تَعْبَثُونَ قَالَ: تَلْعَبُونَ وَرُوِيَ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٨١١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أُسَيْدُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَشْبَهَ فِعَالا بِعَادٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ فَقَدْ وَاللَّهِ فَعَلُوا: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ
١٥٨١٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ قُصُورًا مَشِيدَةً وَبُنْيَانًا مُخَلَّدًا
١٥٨١٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: تتخذون مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ قَالَ: بُرُوجُ الْحَمَامِ.
١٥٨١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: تتخذون مَصَانِعَ قَالَ: تُأْخَذُ لِلْمَاءِ.
قَوْلُهُ: لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ
١٥٨١٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ يَقُولُ: كَأَنَّكُمْ تَخْلُدُونَ.
١٥٨١٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ قَالَ: وَكَانَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ كَأَنَّكُمْ خَالِدُونَ
قَوْلُهُ: تَخْلُدُونَ
١٥٨١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أنبأ أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ الله: تتخذون مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ قَالَ: هَذِهِ اسْتِثْنَاءٌ يَقُولُ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ حِينَ تَتَّخِذُونَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ.
١٥٨١٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا عَتَوْا عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ وَأَكْثَرُوا فِي الأَرْضِ تَجَبَّرُوا وَبَنَوْا بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً عَبَثًا لِغَيْرِ نَفْعٍ كَلَّمَهُمْ هُودٌ فَقَالَ: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ
١٥٨١٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ قَالَ: أَقْوِيَاءَ
١٥٨٢٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بُجَيْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْحَارِبِيُّ أنبأ الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ قَالَ:
ضَرْبُ السِّيَاطِ
١٥٨٢١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ الله: إذا بطشتم بطشتم جبارين قال: بالسيف السوط.
قَوْلُهُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
قَوْلُهُ: واتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بأَنََْعَامٍ وبنين
١٥٨٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَنْعَامٍ قَالَ: الرَّاعِيَةُ.
قَوْلُهُ: جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
١٥٨٢٣ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: جَنَّاتٍ قَالَ: حَوَائِطُ.
١٥٨٢٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ جَنَّاتٍ قَالَ: الْبَسَاتِينُ.
قَوْلُهُ: إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وَالْعَذَابُ النَّكَالُ قَدْ مَرَّ ذِكْرُهُ.
١٥٨٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَظِيمٍ يَعْنِي وَافِرًا.
قَوْلُهُ: قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ
١٥٨٢٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ هُودًا يَعْنِي إِلَى عَادٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا يَجْعَلُوا مَعَهُ إِلَهًا غَيْرَهُ، وَأَنْ يَكُفُّوا، عَنْ ظُلْمِ النَّاسِ لَمْ يَأْمُرْهُمْ فِيمَا يُذْكَرُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ غَيْرَ ذَلِكَ فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَكَذَّبُوا وَقَالُوا مَنْ أَشَدِّ مِنَّا قُوَّةً وَاتَّبَعَهُ مِنْهُمْ إِنَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ مُكْتَتِمُونَ بِإِيمَانِهِمْ وكان من آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ رَجُلٌ مِنْ عَادٍ يُقَالُ له يزيد بن سعد ابن غُفَيْرٍ وَكَانَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ فَلَمَّا عَتَوْا عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ وَأَكْثَرُوا فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ قَالُوا يَا هُودُ: مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا، عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لك بمؤمنين.
قوله :﴿ أمدكم بأنعام وبنين ﴾ آية ١٣٣
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ أنعام ﴾ قال : الراعية.
قوله :﴿ جنات وعيون ﴾ آية ١٣٤
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ جنات ﴾ قال : حوائط.
حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلي، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ جنات ﴾ قال : البساتين.
قوله :﴿ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ﴾
والعذاب النكال قد مر ذكره. آية ١٣٥
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير ﴿ عظيم ﴾ يعني وافرا.
قوله :﴿ قالوا سواء علينا وعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾ آية ١٣٦
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمد بن إسحاق قال : بعث الله إليهم هودا يعني إلى عاد فأمرهم أن يوحدوا الله عز وجل، ولا يجعلوا معه إلها غيره، وأن يكفوا عن ظلم الناس، لم يأمرهم فيما يذكر والله أعلم غير ذلك فأبوا عليه وكذبوا وقالوا من أشد منا قوة واتبعه منهم أناس وهم يسير مكتتمون بأيمانهم وكان من أمن به وصدقه رجل من عاد يقال له يزيد بن سعد ابن غفير وكان يكتم إيمانه فلما عتوا على الله وكذبوا نبيهم وأكثروا في الأرض الفساد قالوا يا هود :﴿ ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا، عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ﴾.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ
١٥٨٢٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: خُلُقُ الأَوَّلِينَ يَقُولُ: دِينُ الأَوَّلِينَ.
١٥٨٢٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ عَلْقَمَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ قَالَ اخْتِلافُ الأَوَّلِينَ.
١٥٨٢٩ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: خُلُقُ الأَوَّلِينَ قَالَ: كَذِبُهُمْ.
١٥٨٣٠ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ أَمَّا خُلُقُ الأَوَّلِينَ فَأَمْرُ الأَوَّلِينَ.
وَرُوِيَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ مِثْلُ ذَلِكَ
١٥٨٣١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: خُلُقُ الأَوَّلِينَ أَيْ هَكَذَا كَانَ النَّاسُ قَبْلَنَا يَعِيشُونَ مَا عَاشُوا ثُمَّ يَمُوتُونَ فَلا بَعْثَ عَلَيْهِمْ وَلا حِسَابَ.
١٥٨٣٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ قَالَ: يَقُولُ هَكَذَا خَلَقْتُ الْأَوَّلِينَ وَهَكَذَا كَانُوا يحيون وَيَمُوتُونَ.
١٥٨٣٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ يَقُولُ: أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.
قَوْلُهُ: وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
١٥٨٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِي قَوْلَهُ: وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ قَالَ: قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مِثْلُ الأَوَّلِينَ نَعِيشُ كَمَا عَاشَ الأَوَّلُونَ ثُمَّ نَمُوتُ وَلا بَعْثَ وَلا حِسَابَ.
قوله :﴿ وما نحن بمعذبين ﴾ آية ١٣٨
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة يعني قوله :﴿ وما نحن بمعذبين ﴾ قال : قالوا إنما نحن مثل الأولين نعيش كما عاش الأولون ثم نموت ولا بعث ولا حساب.
حدثنا عبيد بن محمد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إلى أخبرنا أبو الجماهر، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين ﴾ أي إنما نحن مثل الأولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث.
١٥٨٣٥ - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ أَيْ إِنَّمَا نَحْنُ مِثْلُ الأَوَّلِينَ نَعِيشُ كَمَا عَاشُوا ثُمَّ نَمُوتُ لَا حِسَابَ وَلا عَذَابَ عَلَيْنَا وَلا بَعْثَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَهْلَكْنَاهُمْ
١٥٨٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
١٥٨٣٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ الحداني، عن شهر بن بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِ عَادٍ لَيَتَّخِذُ الْمِصْرَاعَ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَمْسُمِائَةٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُلُوهَ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُدْخِلُ قَدَمَهُ فِي الأَرْضِ فَتَدْخُلُ فِيهَا.
١٥٨٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْبَأَ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي رجاء محمد ابن سَيْفٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا جَاءَتِ الرِّيحُ إِلَى قَوْمِ عَادٍ رَكَّزُوا أَقْدَامَهُمْ فِي الأَرْضِ وَأَخَذُوا بِيَدِ بَعْضِهِمْ، وَقَالُوا: مَنْ يُزِيلِ أَقْدَامَنَا، عَنْ أَمَاكِنِهَا إِنْ كُنْتَ صَادِقً، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ تَنْزِعُ أَقْدَامَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَكَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ.
١٥٨٣٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ هُودًا فَأَبَوْا عَلَيْهِ وَكَذَّبُوهُ وَقَالُوا: مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً؟ قَالَ: فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْمَطَرَ مِنَ السَّمَاءِ ثَلاثَ سِنِينَ فِيمَا يَزْعُمُونَ حَتَّى جَهَدَهُمْ ذَلِكَ، كَانَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ بَلاءٌ أَوْ جَهْدٌ طَلَبُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْفَرَجَ مِنْهُ، كَانَتْ طِلْبَتُهُمْ إِلَى اللَّهِ بِمَكَّةَ عِنْدَ بَيْتِهِ الحرام مسلمة وَكَافِرُهُمْ فَيَجْتَمِعُ بِمَكَّةَ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ شَتَّى مُخْتَلِفَةٌ أَدْيَانُهُمْ وَكُلُّهُمْ مُعَظِّمٌ لِمَكَّةَ يَعْرِفُ حُرْمَتَهَا وَمَكَانَهَا مِنَ اللَّهِ وَكَانَتْ أُمُّ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ كَلْهَدَةُ بِنْتُ الْخَبِيرِيِّ رَجُلٌ مِنْ عَادٍ فَلَمَّا قَحَطَ الْمَطَرُ وَجَهَدَ، قَالُوا جَهِّزُوا مِنْكُمْ وَفْدًا إِلَى مَكَّةَ فَلْيَسْتَسْقُوا لَكُمْ فَإِنَّكُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ، فبعثوا قبل بن عثر ولقيم ابن هُزَالٍ وَهُذَيْلَ بْنَ عَتِيكِ بْنِ ضِدِّ بْنِ عاد
2798
الأَكْبَرِ وَمَرْبَدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُفَيْرٍ وَكَانَ مسلما يكتم إيمانه وجلهمة بن الخيبري خِلَّ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ أَخَا أُمِّهِ ثُمَّ بَعَثُوا أَثْمَنَ بْنَ عَادٍ بْنِ فُلانِ بْنِ ملان بن ضد ابن عَادٍ الأَكْبَرِ، فَانْطَلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنْ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ مَعَهُ بِرَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى بَلَغَ عِدَّةُ وَفْدِهِمْ سَبْعِينَ رَجُلا فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ نَزَلُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ وَهُوَ بِظَاهِرِ مَكَّةَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، فَأَنْزَلَهُمْ وَأَكْرَمَهُمْ فَكَانُوا أَخْوَالَهُ وَصِهْرَهُ وَكَانَتْ هُزَيْلَةُ بِنْتُ بَكْرٍ أُخْتَ مُعَاوِيَةَ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ فَلَمَّا نَزَلَ وَفْدُ عَادٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ أَقَامُوا عِنْدَهُ شَهْرًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَتُغَنِّيهُمُ الْجَرَادَتَانِ قَيْنَتَانِ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ وَكَانَ مَسِيرُهُمْ شَهْرًا وَمُقَامُهُمْ شَهْرًا، فَلَمَّا رَأَى مُعَاوِيَةُ مُقَامَهُمْ وَقَدْ بَعَثَهُمْ قَوْمُهُمْ يَتَغَوَّثُونَ مِنَ الْبَلاءِ الَّذِي أَصَابَهُمْ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: هَلَكَ أَخْوَالِي وَأَصْهَارِي وَهَؤُلاءِ مُقِيمُونَ عِنْدِي وَهُمْ ضَيْفِي نَازِلُونَ عَلِيَّ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَيْفَ أَصْنَعُ بِهِمْ؟ أَسْتَحْيِي أَنْ آمُرَهُمُ بِالْخُرُوجِ إِلَى مَا بُعِثُوا لَهُ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُ ضِيقٌ مِنِّي بِمُقَامِهِمْ عِنْدِي قَدْ هَلَكَ مَا وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ جَهْدًا وَعَطَشًا ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى مَكَّةَ يَسْتَسْقُونَ لِعَادٍ فَلَمَّا وَلَّوْا إِلَى مكة أنشأ الله سحائب ثلاث بَيْضَاءَ وَحَمْرَاءَ وَسَوْدَاءَ ثُمَّ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّحَابِ يَا قَيْلُ اخْتَرْ لِنَفْسِكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ هَذَا السَّحَابِ فَقَالَ قَيْلُ قَدِ اخْتَرْتُ السَّحَابَةَ السَّوْدَاءَ فِإِنَّهَا أَكْثَرُ السَّحَابَةِ مَاءًا فَنَادَاهُ مُنَادٍي: اخْتَرْتَ رَمَادًا رَمِدًا لَا يُبْقِي مِنْ عَادٍ أَحَدًا لَا وَالِدًا وَلا يَتْرُكُ وَلَدًا إِلا جَعَلَتْهُ هَمْدًا إِلا بَنِي اللَّوْذِيَّةِ الْمُهْدَا، وَاعْتَزَلَ هُودٌ فِيمَا ذُكِرَ لِي وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَظِيرَةٍ مَا يُصِيبُهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ إِلا مَا تَلِينُ عَلَيْهِ الْجُلُودُ وَتَلْتَذُّ الأَنْفُسُ وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ مِنْ عَادٍ بِالظُّعُنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَتدْمَغُهُمْ بِالْحِجَارَةِ.
١٥٨٤٠ - حَدَّثَنَا أبي الْحَكَمِ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ عَجْلانَ، ثنا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَمَّا رَأَى مَا أَحْدَثَ الْمُسْلِمُونَ فِي الْغَوْطَةِ مِنَ الْبُنْيَانِ وَنَصْبِ الشَّجَرِ، قَامَ فِي مَسْجِدِهِمْ فَنَادَى: يَا أَهْلَ دِمَشْقَ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَلا تَسْتَحْيُونَ أَلا تَسْتَحْيُونَ، تَجْمَعُونَ مَا لَا تَأْكُلُونَ، وَتَبْنُونَ مَا لَا تَسْكُنُونَ، وَتَأْمَلُونَ مَا لَا تُدْرِكُونَ، قَدْ كَانَتْ قَبْلَكُمْ قُرُونٌ يَجْمَعُونَ فَيُوعُونَ وَيَبْنُونَ فَيُوثِقُونَ وَيَأَمِّلُونَ فَيُطِيلُونَ فَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا وَأَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بُورًا وَأَصْبَحَتْ مساكنهم قبورا إلا أن عادا ملكت ما بَيْنَ عَدْنَ وَعُمَانَ خَيْلا وَرِكَابًا مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي مِيرَاثَ عَادٍ بِدِرْهَمَيْنِ.
2799
تقدم تفسيره
قوله تعالى إن في ذلك لآية- إلى: الرحيم
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ
قوله: كذبت ثمود المرسلين
١٥٨٤١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ ابن الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ عَادًا وَانْقَضَى أَمْرُهُمَا عُمِّرَتْ ثَمُودُ بَعْدَهَا فَاسْتُخْلِفُوا فِي الأَرْضِ، فَرَبَلُوا فِيهَا وَانْتَشَرُوا ثُمَّ عَتَوْا عَلَى اللَّهِ فَلَمَّا ظَهَرَ فَسَادُهُمْ وَعَبَدُوا غَيْرَ اللَّهِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ صَالِحًا وَكَانُوا قَوْمًا عُرُبًا وَهُوَ مِنْ أَوْسَطِهِمْ نَسَبًا وَأَفْضَلِهِمْ مَوْضِعًا رَسُولًا، وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمُ الْحِجْرُ إِلَى قُزَحٍ وَهُوَ وَادِي الْقُرَى وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلا فِيمَا بَيْنَ الْحِجَازِ وَالشَّامِ فَبَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ غُلامًا شَابًّا فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ حَتَّى شَمِطَ وَكَبِرَ لَا يَتْبَعُهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِمْ صَالِحٌ بِالدُّعَاءِ وَأَكْثَرَ لَهُمُ التَّحْذِيرَ وَخَوَّفَهُمْ مِنَ اللَّهِ بِالْعَذَابِ وَالنِّقْمَةِ.
سَأَلُوهُ أَنْ يُرِيَهُمُ آيَةً تَكُونُ مِصْدَاقًا لِمَا يَقُولُ فِيمَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَيِّ آيَةٍ تُرِيدُونَ فَقَالُوا تَخْرُجُ مَعَنَا إِلَى عِيدِنَا هَذَا وَكَانَ لَهُمْ عِيدٌ يَخْرُجُونَ إِلَيْهِ بِأَصْنَامِهِمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي يَوْمٍ مَعْلُومٍ مِنَ السَّنَةِ، فَتَدْعُوا إِلَهَكَ وندعوا آلِهَتَنَا فَإِنِ اسْتُجِيبَ لَكَ اتَّبَعْنَاكَ، وَإِنِ اسْتُجِيبَ لَنَا اتَّبَعْتَنَا فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: نَعَمْ فَخَرَجُوا بِأَوْثَانِهِمْ إِلَى عِيدِهِمْ ذَلِكَ، وَخَرَجَ صَالِحٌ مَعَهُمْ إِلَى اللَّهِ فَدَعُوا أَوْثَانَهُمْ وَسَأَلُوهَا بِأَنْ لَا يُسْتَجَابَ لِصَالِحٍ فِي شَيْءٍ مِمَّا يُدْعَوْا بِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنَّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
١٥٨٤٢ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ صَالِحًا بُعِثَ مِنَ الْحِجْرِ.
١٥٨٤٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ الْحَارِثِ، ثنا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عَلبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ صَالِحً النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ فَآمَنُوا بِهِ ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ فَرَجَعُوا بَعْدَهُ، عَنِ الإِسْلامِ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ صَالِحٌ فَكَذَّبُوهُ وَقَالُوا: قَدْ مَاتَ صَالِحٌ فَاتِنًا بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَأْتِيَهُمُ بِآيَةٍ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ بِالنَّاقَةِ فَكَفَرُوا بِهِ وَعَقَرُوهَا فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ.
قوله تعالى :﴿ إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين ﴾ آيات ١٤٢-١٤٣
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أنبأ ابن وهب أخبرني سلمة بن علي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة : أن صالحا بعث من الحجر.
حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، ثنا سهل بن بكار، ثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس أن صالح النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ثم أنه مات فرجعوا بعده عن الإسلام، فأحياه الله فبعثه إليهم فاخبرهم انه صالح فكذبوه وقالوا : قد مات صالح فأتنا بآية إن كنت من الصادقين فسأل الله أن يأتيهم بآية فأتاهم الله بالناقة فكفروا به وعقروها فأهلكهم الله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٢:قوله تعالى :﴿ إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إني لكم رسول أمين ﴾ آيات ١٤٢-١٤٣
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة أنبأ ابن وهب أخبرني سلمة بن علي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة : أن صالحا بعث من الحجر.
حدثنا محمد بن عمار بن الحارث، ثنا سهل بن بكار، ثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس أن صالح النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه فآمنوا به ثم أنه مات فرجعوا بعده عن الإسلام، فأحياه الله فبعثه إليهم فاخبرهم انه صالح فكذبوه وقالوا : قد مات صالح فأتنا بآية إن كنت من الصادقين فسأل الله أن يأتيهم بآية فأتاهم الله بالناقة فكفروا به وعقروها فأهلكهم الله.

قَوْلُهُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِلَى قَوْلِهِ: وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ
تقدم تفسيره
قوله: ونخل طلعها هضيم
١٥٨٤٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: الْهَضِيمُ الرَّطِبُ اللَّيِّنُ وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٥٨٤٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالْحَارِثُ النَّقَّالُ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو وَقَدْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: إِذَا رَطِبَ وَاسْتَرْخَي وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ نَحْوُ هَذَا.
١٥٨٤٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ: هَضِيمٌ يَقُولُ مُعْشِبَةٌ.
١٥٨٤٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ قَالَ: وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: الْهَضِيمُ الْمُذَنَّبُ الرَّطِبُ وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ وَيَزِيدَ بْنِ رَاشِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٥٨٤٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ فَقِيلَ: لَيْسَ فِيهِ نَوًى.
١٥٨٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: الطَّلْعَةُ إِذَا مَسِسْتَهَا تَنَاثَرَتْ.
١٥٨٥٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: بِطَلْعٍ الطَّلْعُ حِينَ يَتَفَرَّقُ وَيَخَضَرُّ.
١٥٨٥١ - حَدَّثَنَا علي الحسن بن الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ أنبأ مُفَضَّلٌ، ثنا أَبُو صَخْرٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: مَا رَأَيْتَ طَلْعَ النَّخْلُ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْكُمُّ فَتَرَى الطَّلْعَ قَدْ لَصَقَ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ فَهُوَ الْهَضِيمُ.
تقدم تفسيره
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٥:تقدم تفسيره
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٥:تقدم تفسيره
قوله :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾
حدثنا أبي، ثنا الحسن، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة في قول الله :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : الهضيم الرطب اللين وروى، عن قتادة نحو ذلك.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم والحارث النقال، ثنا مروان بن معاوية، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عمرو بن أبي عمرو وقد أدرك الصحابة، عن ابن عباس في قوله :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : إذا رطب واسترخى، وروى عن أبي صالح نحو هذا.
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ هضيم ﴾ يقول معشبة.
حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي العلاء قال :
﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : الهضيم المذنب الرطب، وروى عن أبي ميسرة ويزيد بن راشد وسعيد بن جبير نحو ذلك.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرزاق بن عطاء، عن إسماعيل، عن الحسن ﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ فقيل : ليس فيه نوى.
حدثنا أبي، ثنا عيسى بن جعفر ثنا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : الطلعة اذا مسستها تناثرت.
حدثنا أبي، ثنا علي بن هاشم بن مرزوق، ثنا إسحاق الأزرق، عن جويبر، عن الضحاك ﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : بطلع الطلع حين يتفرق ويخضر.
حدثنا علي بن الحسن بن الهسنجاني، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم أنبأ مفضل، ثنا أبو صخر ﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : ما رأيت طلع النخل حين ينشق عنه الكم فترى الطلع قد لصق بعضه ببعض فهو الهضيم.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ونخل طلعها هضيم يتهشم تهشما. حدثنا الحسين بن الحسن أنبأ إبراهيم بن عبد الله أنبأ حجاج قال ابن جريج، عن مجاهد ﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : يتهشم ويتفتت اذا مس قال : وقال ابن جريج : سمعت عبد الكريم أبا أمية يقول سمعت مجاهد يقول :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ قال : حين يطلع قال : يقبض عليه فيهضمه قال : وقال مجاهد : فهو من الرطب الهضيم يقبض عليه ومن اليابس الهشيم يقبض عليه فيهشمه.
حدثنا أبي، ثنا أبو الدرداء بن منيب، ثنا أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي، عن عبيد بن سليمان الباهلي، عن الضحاك في قوله :﴿ طلعها هضيم ﴾ إذا كثر حمل الشجر فركب بعضها بعضا حتى يغض بعضها بعضا فهو حينئذ هضيم.
١٥٨٥٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرَقَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ يَتَهَشَّمُ تَهَشُّمًا.
١٥٨٥٣ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنْبَأَ حَجَّاجٌ قَالَ ابن جريح، عَنْ مُجَاهِدٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: يَتَهَشَّمُ وَيَتَفَتَّتُ إِذَا مُسَّ
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ أَبَا أُمَيَّةَ يَقُولُ سَمِعْتُ مجاهد يَقُولُ: وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ قَالَ: حِينَ يَطْلُعُ قَالَ: يَقْبِضُ عَلَيْهِ فَيَهْضِمُهُ
قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: فَهُوَ مِنَ الرَّطِبِ الْهَضْيمِ يَقْبِضُ عَلَيْهِ وَمَنَ الْيَابِسِ الْهَشِيمِ يَقْبِضِ عَلَيْهِ فَيُهَشِّمُهُ.
١٥٨٥٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الدَّرْدَاءِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ الْفَضْلُ بْنُ خَالِدٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ: طَلْعُهَا هَضِيمٌ إِذَا كَثُرَ حَمْلُ الشَّجَرِ فَرَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا حَتَّى يَغُضَّ بَعْضُهَا بَعْضًا فَهُوَ حِينَئِذٍ هَضِيمٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا
١٥٨٥٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا قَالَ كَانُوا يَنْقُبُونَ فِي الْجِبَالِ الْبُيُوتَ.
قَوْلُهُ: فَارِهِينَ
[الوجه الأول]
١٥٨٥٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: فَارِهِينَ يَقُولُ: حَاذِقِينَ. وَرُوِيَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٨٥٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا عُثْمَانُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَوْلُهُ: فَارِهِينَ قَالَ: أَحَدُهُمَا حَاذِقِينَ بِنَحْتِهَا وَقَالَ الآخَرُ: يَتَخَيَّرُونَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٥٨٥٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ المقري، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: فَارِهِينَ قَالَ: شَرِهِينَ، وَرُوِيَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٥٨٥٩ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبِي، ثنا عَمِّي، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ قَالَ: أَشِرِينَ وَيُقَالُ:
كَيِّسِينَ.
١٥٨٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عَبْدَةُ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ فَارِهِينَ قَالَ: كَيِّسِينَ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٥٨٦١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ بُيُوتًا فَارِهِينَ آمِنَيْنَ.
الْوَجْهُ الْخَامِسُ:
١٥٨٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فَارِهِينَ أَيْ مُعْجَبِينَ وَرُوِيَ، عَنْ خُصَيْفٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ
١٥٨٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ أَيْ الْمُشْرِكِينَ.
قَوْلُهُ: الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ
١٥٨٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى الْهَضَبَةِ حِينَ دَعَا اللَّهَ صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلامُ بِمَا دَعَا بِهِ تُمَخَّضُ بِالنَّاقَةِ تَمَخُّضِ النَتُوجِ بِوَلَدِهَا فَتَحَرَّكَتِ الْهَضَبَةُ، ثُمَّ انْتَفَضَتْ فَانْصَدَعَتْ، عَنْ نَاقَةٍ كَمَا وَصَفُوا جَوْفَاءَ وَبَرَاءَ نَتُوجًا مَا بَيْنَ جَنْبَيْهَا مَالا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ عِظَمًا، فَآمَنَ بِهِ جَنْدَعُ بْنُ عَمْرِو بْنِ لَبِيدٍ وَالْحُبَابُ صَاحِبُ أَوْثَانِهِمْ، وَرَبَابُ بْنُ صَمْعَانَ بْنِ جَلْهَسَ وَكَانَ كَاهِنَهُمْ، فَكَانُوا مِنْ أَشْرَافِ ثَمُودَ فَرَدُّوا ثَمُودَ وَأَشْرَافِهَا، عَنِ الإِسْلامِ وَالدُّخُولِ فِيمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ صَالِحٌ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالنَّجَاةِ، وَكَانَ لِجَنْدَعٍ ابْنُ عَمٍّ لَهُ يُقَالُ له: شهاب ابن خلف بن محلاة بن لبيد ابن جَوَّاسٍ، فَأَرَادَ أَنْ يُسْلِمَ فَنَهَاهُ أُولَئِكَ الرَّهْطُ، عَنْ ذَلِكَ فَأَطَاعَهُمْ وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ ثَمُودَ وأفاضلها.
﴿ ولا تطيعوا أمر المسرفين ﴾ آية ١٥١
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ أمر المسرفين ﴾ أي المشركين.
قوله :﴿ الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ آية ١٥٢
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة قال : ثنا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدثه أنهم نظروا إلى الهضبة حين دعا الله صالح عليه السلام بما دعا به تمخض بالناقة تمخض النتوج بولدها فتحركت الهضبة، ثم انتفضت فانصدعت، عن ناقة كما وصفوا جوفاء وبراء نتوجا ما بين جنبيها مالا يعلمه إلا الله عظما، فامن به جندع بن عمرو بن لبيد والحباب صاحب أوثانهم، ورباب بن صمعان بن جلهس وكان كاهنهم، فكانوا من أشراف ثمود فردوا ثمود وأشرافها عن الإسلام والدخول فيما دعاهم إليه صالح من الرحمة والنجاة، وكان لجندع ابن عم له يقال له : شهاب ابن خلف بن محلاة بن لبيد ابن جواس، فأراد أن يسلم فنهاه أولئك الرهط عن ذلك فأطاعهم وكان من أشراف ثمود وأفاضلها.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ
١٥٨٦٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: مِنَ الْمُسَحَّرِينَ قَالَ: الْمَسْحُورِينَ. وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٥٨٦٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ أبي أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: مِنَ الْمُسَحَّرِينَ قَالَ: الْمَسْحُورِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
١٥٨٦٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
لَمَّا نَزَلْنَا الْحِجْرَ مَغْزَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكًا قَالَ لَنَا: أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَسْأَلُوا نَبِيَّكُمْ، عَنِ الآيَاتِ، هَؤُلاءِ قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُمْ أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ لَهُمْ آيَةً فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمُ النَّاقَةَ.
١٥٨٦٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ ثَمُودُ لِصَالْحٍ:
ائْتِنَا بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: اخْرُجُوا إِلَى هَضَبَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَخَرَجُوا فَإِذَا هِيَ تُمْخَضُ كَمَا تُمْخَضُ الْحَامِلُ، ثُمَّ أَنَّهَا تَفَجَّرَتْ فَخَرَجَتْ مِنْ وَسَطِهَا النَّاقَةُ فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ.
١٥٨٦٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا الْحَسَنُ قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمَ صَالِحٍ فَرَأَيْتُهُمْ مُخَضَّبَةً لِحَاهُمْ بِالْحِنَّاءِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
١٥٨٦٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو يَمَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمُ النَّاقَةَ وَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ ذَلِكَ الْفَجِّ تَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمَ وِرْدِهَا، وَيَحْتَلِبُونَ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْهَا يَوْمَ غِبِّهَا وَتَصْدُرُ مِنْ ذَلِكَ.
١٥٨٧٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ شَهْرِ ابن حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُهَا أَصْدَرَتْهُمْ لَبَنًا مَا شَاءُوا.
قوله تعالى :﴿ ما أنت إلا بشر مثلنا فات بآية إن كنت من الصادقين ﴾
حدثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا أبو اليمان أنبأ إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال :
لما نزلنا الحجر مغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا قال لنا : أيها الناس لا تسالوا نبيكم، عن الآيات، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث الله لهم آية فبعث الله لهم الناقة.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إليّ، ثنا عبد الرزاق أنبأ إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل قال ثمود لصالح :﴿ ائتنا بآية إن كنت من الصادقين ﴾ قال : فقال لهم صالح : اخرجوا إلى هضبة من الأرض، فخرجوا فإذا هي تمخض كما تمخض الحامل، ثم أنها تفجرت فخرجت من وسطها الناقة فقال لهم صالح : هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله.
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل، ثنا زهير، ثنا الحسن قال : رأيت قوم صالح فرأيتهم مخضبة لحاهم بالحناء.
قوله تعالى :﴿ إن هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ﴾
حدثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا أبو يمان، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث الله لهم الناقة وكانت ترد من ذلك الفج تشرب ماءهم يوم وردها، ويحتلبون منها مثل الذي كانوا يشربون منها يوم غبها وتصدر من ذلك.
حدثنا أبي، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن شهر ابن حوشب، عن ابن عباس قال : إذا كان يومها أصدرتهم لبنا ما شاءوا.
حدثنا أبي، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي الخليل أنها كانت ترد في شعب قد رأيته قال : قلت : كم هو ؟ قال : سبعة وثلاثون ذراعا قد ذرعته قال : وكانت تصدر في شعب آخر، قال قلت : كم هو ؟ قال : علوه ونصف وحدث أنها كانت إذا صدرت اثر في الجبل أضلاعها.
قوله تعالى :﴿ ولا تمسوها بسوء ﴾
حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلى، ثنا أحمد بن الفضل، ثنا أسباط، عن السدي قال : فسألوا يعني صالحا أن يأتيهم بآية فجاءهم بالناقة لها شرب ولهم شرب يوم معلوم، وقال :﴿ ذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ﴾ فأقروا بها جميعا فذلك قوله :﴿ فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ﴾ فكانوا قد أقروا بها على وجه النفاق.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فمكثت الناقة التي أخرج الله لهم معها سقبها في أرض ثمود ترعى الشجر وتشرب الماء، فقال لهم صالح :﴿ هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ﴾.
١٥٨٧١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ أَبِي الْخَلِيلِ أَنَّهَا كَانَتْ تَرِدُ فِي شِعْبٍ قَدْ رَأَيْتُهُ قَالَ: قُلْتُ: كَمْ هُوَ؟ قَالَ: سَبْعَةٌ وَثَلاثُونَ ذِرَاعًا قَدْ ذَرَّعْتُهُ قَالَ: وَكَانَتْ تَصْدِرُ فِي شِعْبٍ آخَرَ، قَالَ قُلْتُ: كَمْ هُوَ؟ قَالَ: عُلُوُّهُ وَنِصْفٌ وَحَدَّثَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا صَدَرَتْ أَثَّرَ فِي الْجَبَلِ أَضْلاعُهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ
١٥٨٧٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: فَسَأَلُوا يَعْنِي صَالِحًا أَنْ يَأْتِيَهُمُ بِآيَةٍ فَجَاءَهُمْ بِالنَّاقَةِ لَهَا شِرْبٌ وَلَهُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٌ، وَقَالَ: فَذَرُوهَا تَأْكُلُ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَأَقَرُّوا بِهَا جَمِيعًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَكَانُوا قَدْ أَقَرُّوا بِهَا عَلَى وَجْهِ النِّفَاقِ.
١٥٨٧٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَمَكَثَتِ النَّاقَةُ الَّتِي أَخْرَجَ اللَّهُ لَهُمْ مَعَهَا سَقْبَهَا فِي أَرْضِ ثَمُودَ تَرْعَى الشَّجَرَ وَتَشْرَبُ الْمَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ:
هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ
١٥٨٧٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أَنْبَأَ سَعِيدُ، عَنْ قَتَادَةَ، ثنا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أَنَّهُ رَأَى مَكَانَهَمُ وَأَنَّهُ لا يَذْكُرُ مِنْهُمْ إِلا مَوْضِعَ الْمِسَلَّةِ صَارُوا رَمَادًا، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ
١٥٨٧٥ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِلابِيَّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَهَا فَقَالَ: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ عَزِيزٌ فِي رَهْطِهِ مَنِيعٌ مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ.
١٥٨٧٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: لَمَّا عُقِرَتِ النَّاقَةُ صَعَدَ بَكْرُهَا فَوْقَ جَبَلٍ، فَرَغَا فَمَا سَمِعَهُ شَيْءٌ إِلا همد.
قوله تعالى :﴿ فعقروها فأصبحوا نادمين ﴾ آية ١٥٧
حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، ثنا عبدة بن سليمان الكلابي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الناقة والذي عقرها فقال :﴿ إذ انبعث أشقاها ﴾ انبعث لها رجل عارم عزيز في رهطه منيع مثل أبي زمعة.
حدثنا أبي، ثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان الثوري، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : لما عقرت الناقة صعد بكرها فوق جبل، فرغا فما سمعه شيء إلا همد.
حدثنا أبي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد، ثنا خليد بن دعلج، عن قتادة : أن ثمود لما عقروا الناقة تغامزوا وقالوا : عليكم الفصيل فصعد القارة : جبل كان حتى إذا كان يوما استقبل القبلة وقال : يا رب : أمي، يا رب : أمي، يا رب : أمي، قال : فأرسلت عليهم الصيحة عند ذلك. وروي عن الحسن نحو ذلك.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فرصدوا الناقة حتى صدرت عن الماء، وقد كمن لها قدار في أصل الصخرة على طريقها، وكمن لها مصدع في أصل أخرى، فمرت على مصدع فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها، قال : فشد يعني قدار على الناقة بالسيف فكشف عرقوبها فخرت ورغت رغاة واحدة تحذر سقبها ثم طعن في لبتها فنحرها وانطلق. حتى أتى جبلا منيفا ثم أتى صخرة في رأس الجبل فرغا ثم لاذ بها واتاهم صالح فلما رأى الناقة قد عقرت بكا ثم قال : انتهكتم حرمة الله فأبشروا بعذاب الله ونقمته.
١٥٨٧٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنْ قَتَادَةَ: أَنَّ ثَمُودَ لَمَّا عَقَرُوا النَّاقَةَ تَغَامَزُوا وَقَالُوا: عليكم الفصل فصعد الْقَارَةُ جَبَل كَانَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَالَ: يَا رَبِّ: أُمتِّي، يَا رَبِّ: أُمتِّي، يَا رَبِّ: أُمتِّي، قَالَ: فَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الصَّيْحَةُ عِنْدَ ذَلِكَ. وَرُوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٥٨٧٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَرَصَدُوا النَّاقَةَ حَتَّى صَدَرَتْ، عَنِ الْمَاءِ وَقَدْ كَمَنَ لَهَا قِدَارٌ فِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَلَى طَرِيقِهَا، وَكَمَنَ لَهَا مِصْدَعٌ فِي أَصْلِ أُخْرَى، فَمَرَّتْ عَلَى مِصْدَعٍ فَرَمَاهَا بِسَهْمٍ فَانْتَظَمَ بِهِ عَضَلَةَ سَاقِهَا، قَالَ: فَشَدَّ يَعْنِي قِدَارٌ عَلَى النَّاقَةِ بِالسَّيْفِ فَكَشَفَ عُرْقُوبَهَا فَخَرَّتْ وَرَغَتْ رُغَاةً وَاحِدَةً تُحَذِّرُ سُقْبَهَا ثُمَّ طَعَنَ فِي لَبَّتِهَا فَنَحَرَهَا وَانْطَلَقَ.
حَتَّى أَتَى جَبَلا مِنِيفًا ثُمَّ أَتَى صَخْرَةً فِي رَأْسِ الْجَبَلِ فَرَغَا ثُمَّ لاذَ بِهَا وَأَتَاهُمْ صَالِحٌ فَلَمَّا رَأَى النَّاقَةَ قَدْ عُقِرَتْ بَكَا ثُمَّ قَالَ: انْتَهَكْتُمْ حُرْمَةَ اللَّهِ فَأَبْشِرُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَنِقْمَتِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ
١٥٨٧٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فَعَتَوْا، عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ يَعْنِي قَوْمَ صَالِحٍ فَعَقَرُوهَا فَوَعَدَهُمُ اللَّهُ أَنْ يمتعوا فِي دَارِهِمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ وَعَدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٌ فَجَاءَتْهُمُ الصَّيْحَةُ فَأَهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنْهُ تَحْتَ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، إِلا رَجُلٌ كَانَ فِي حَرَمِ اللَّهِ فَمَنَعَهُ حَرَمُ اللَّهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.
فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: أَبُو رِغَالٍ. قَالَ: وَمَنْ أَبُو رِغَالٍ؟ قَالَ: أَبُو ثَقِيفٍ.
١٥٨٨٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ قَوْمُ صَالِحٍ النَّاقَةَ قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: إِنَّ الْعَذَابَ آتِيكُمْ قَالُوا لَهُ: وَمَا عَلامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْ تُصْبِحَ وُجُوهُكُمْ أَوَّلَ يَوْمٍ مُحْمَرَّةً، وَفِي الْيَوْمُ الثَّانِي مُصْفَرَّةً، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مُسْوَدَّةً، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَوَّلَ يَوْمٍ جَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ فَيَقُولُ يَا فُلانُ: ما لوجهك أحمر؟ فيقول الآخر يا فلان: ما لوجهك أَحْمَرَ؟ فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾
تقدم تفسيره.
الثَّانِي: اصْفَرَّتْ وُجُوهُهُمْ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَلْقَى بَعْضًا ويقول يا فلان: ما لوجهك أَسْوَدَ؟
حَتَّى أَيْقَنُوا بِالْعَذَابِ، تَحَنَّطُوا، وَتَكَفَّنُوا وَأَقَامُوا فِي بَيْتِهِمْ، قَالَ: فَصَاحَ بِهِمْ جِبْرِيلُ صَيْحَةً فَذَهَبَتْ أَرْوَاحُهُمْ.
قَالَ عِيسَى: بَلَغَنِي أَنَّ حَنُوطَهُمْ كَانَ الْمُرَّ لأَنَّهُ يَبْقَى.
١٥٨٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَأَتَاهُمْ صَالِحٌ فَلَمَّا رَأَى النَّاقَةَ قَدْ عُقِرَتْ بَكَى وَقَالَ: انْتَهَكْتُمْ حُرْمَةَ اللَّهِ فَأَبْشِرُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَنِقْمَتِهِ قال وهم يهزئون بِهِ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا صَالِحُ؟
وَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ وَكَانُوا يُسَمُونَ الأَيَّامَ فِيهِمُ الأَحَدَ: أَوَّلٌ وَالاثْنَيْنَ: أَهْوَنُ وَالثُّلَاثَاءَ: دِبَارٌ وَالأَرْبِعَاءَ: جُبَارٌ وَالْخَمِيسَ: مُؤْنِسٌ وَالْجُمُعَةَ: الْعَرُوبَةُ: وَالسَّبْتَ: شَيَارَ وَكَانُوا عَقَرُوا النَّاقَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ حِينَ قَالُوا ذَلِكَ: تُصْبِحُونَ غَدَاةَ مُؤْنِسٍ يَوْمَ الْخَمِيسَ وجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةٌ، وَتُصَبْحِوُنَ يَوْمَ الْعَرُوبَةَ يَعْنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَجُوهُكُمْ مُحْمَرَّةً، ثُمَّ تُصْبِحُونَ يَوْمَ شِيَارَ يَعْنِي يَوْمَ السَّبْتِ وُجُوهُكُمْ مُسْوَدَّةً، ثُمَّ يُصَبِّحُكُمُ الْعَذَابُ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ يَعْنِي يَوْمَ الأَحَدِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٥٨٨٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ جَلْبَسَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ عَادًا مَلَئُوا مَا بَيْنَ عَدْنَ إِلَى عُمَانَ خَيْلا وَرِجَالا وَسَوَامًا فَعَصَوُا اللَّهَ فَأَهْلَكَهُمْ، فَمَنْ يَشْتَرِي تُرَاثَهُمْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ؟
أَلا إِنَّ ثَمْودَاً مَلَئُوا مَا بَيْنَ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ خَيْلا وَرِجَالا وَسَوَّامًا عَصَوُا اللَّهَ فَأَهْلَكَهُمْ فَمَنْ يَشْتَرِي مِنِّي تُرَاثَهُمْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ؟ ثُمَّ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: فَلَا أَحَدَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَبَّتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ
١٥٨٨٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَرْيَةُ لُوطٍ حِينَ رَفَعَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
وَفِيهَا أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفٍ فَسَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ نُبَاحَ الْكِلابِ وأَصْوَاتِ الدِّيَكَةِ، ثُمَّ قَلْبَ أَسْفَلَهَا أَعْلاهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا الله وأطيعون. وما أسئلكم عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رب العالمين
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
١٥٨٨٤ - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَوْلَهُ: وَأَطِيعُونِ قَالَ: طَاعَةُ الرَّسُولِ: اتِّبَاعُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ
١٥٨٨٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: كَانَ أَهْلُ سَدُومُ الَّذِينَ فِيهِمْ لُوطٌ قَوْمٌ سُوءٌ قَدِ اسْتَغْنَوْا، عَنِ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الآيَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادونَ
١٥٨٨٦ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ تَرَكْتُمْ أَقْبَالَ النِّسَاءِ إِلَى أَدْبَارِ الرِّجَالِ وَأَدْبَارِ النِّسَاءِ.
١٥٨٨٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَزَّازُ الْمَعْرُوفُ بِكُرَاعٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ قَالَ: مَا أَصْلَحَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ يَعْنِي الْقُبَلَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ إِلَى قَوْلِهِ: وَأَهْلِي مِمَّا يعملون
١٥٨٨٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ مِمَّا يَعْلَمُونَ يَقُولُ: يَنْكِحُونَ الرِّجَالَ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦١:تقدم تفسيره
قوله تعالى :﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
حدثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلي بن عبيد، ثنا عبد الملك، عن عطاء قوله :﴿ وأطيعون ﴾ قال : طاعة الرسول : اتباع الكتاب والسنة.
قوله تعالى :﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾
تقدم تفسيره.
قوله تعالى :﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلى أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهب بن منبه قال : كان أهل سدوم الذين فيهم لوط قوم سوء قد استغنوا عن النساء بالرجال. تقدم تفسير الآية.
قوله تعالى :﴿ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾ تركتم أقبال النساء إلى إدبار الرجال وأدبار النساء.
حدثنا أبي، ثنا علي بن الحسين البزاز المعروف بكراع، ثنا شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد قال : سألته، عن قول الله عز وجل :﴿ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾ قال : ما أصلح لكم ربكم من أزواجكم يعني القبل.
قوله تعالى ﴿ قالوا لئن لم تنته يا لوط ﴾
لم يرد تفسير بشأنها
قوله :﴿ وأهلي مما يعملون ﴾
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ مما يعلمون ﴾ يقول : ينكحون الرجال.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ
١٥٨٨٩ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنْبَأَ سُلَيْمَانَ بْنَ كَثِيرٍ أَخَاهُ، ثنا حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا وَلَجَ رُسُلُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ ظَنَّ أَنَّهُمْ ضِيفَانُ، قَالَ: فَأَخْرَجَ بَنَاتَهُ بِالطَّرِيقِ وَجَعَلَ ضِيفَانَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنَاتِهِ، قَالَ: وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ... إِلَى قَوْلِهِ: أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: لاَ تَخَفْ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ، قَالَ: فَلَمَّا دَنَوْا طمس أعينهم فانطلقوا عميان يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الَّذِينَ بِالْبَابِ فَقَالُوا: جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ أَسْحَرِ النَّاسِ- طُمِسَتْ أَبْصَارُنَا، قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ فَكَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، فَرُفِعَتْ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ صَوْتَ الطَّيْرِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ ثُمَّ قُلِبَتْ عَلَيْهِمْ فَمَنْ أَصَابَتْهُ الائْتِفَاكَةُ أَهْلَكَتْهُ قَالَ: وَمَنْ خَرَجَ مِنْهَا اتَّبَعَهُ حَجَرٌ كَانَ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ لُوطٌ مِنْهَا بِبِنَاتِهِ وَهُنَّ ثَلاثٌ، فَلَمَّا بَلَغَ مَكَانًا مِنَ الشَّامِ مَاتَتِ الْكُبْرَى فَدَفَنَهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ
١٥٨٩٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ قَالَ: هِيَ امْرَأَتُهُ.
١٥٨٩١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي الْغَابِرِينَ قَالَ: الْبَاقِينَ فِي عَذَابِ اللَّهُ.
١٥٨٩٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ: فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ امْرَأَةُ لُوطٍ الْمُغَبَّرَةُ الشَّقِيَّةُ فِي الْغَابِرِينَ- الْبَاقِينَ الَّذِينَ غُبِّرُوا وَأُبْقُوا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا
١٥٨٩٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا خَالِدٌ، ثنا حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ الليل إذا أَدْخَلَ جِبْرِيلَ جَنَاحَهُ تَحْتَ الْقَرْيَةِ فَرَفَعَهَا حَتَّى إِذَا كَانَتْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ أَصْوَاتَ الطَّيْرِ قَلَبَهَا ثُمَّ تَتَبَّعَ الشُّذَّاذَ، وَمَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ بِالْحِجَارَةِ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٠:قوله تعالى :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين ﴾
حدثنا أبي ثنا محمد بن كثير أنبأ سليمان بن كثير أخاه، ثنا حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : لما ولج رسل الله على لوط ظن أنهم ضيفان، قال : فأخرج بناته بالطريق وجعل ضيفانه بينه وبين بناته، قال :﴿ وجاءه قومه يهرعون إليه فقال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم... ﴾ إلى قوله :﴿ أو آوي إلى ركن شديد ﴾ قال : فالتفت إليه جبريل فقال : لا تخف إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، قال : فلما دنوا طمس أعينهم فانطلقوا عميان يركب بعضهم بعضا حتى خرجوا إلى الذين بالباب فقالوا : جئناكم من عند أسحر الناس - طمست أبصارنا، قال : فانطلقوا يركب بعضهم بعضا حتى دخلوا المدينة فكان في جوف الليل، فرفعت حتى أنهم ليسمعون صوت الطير في جو السماء ثم قلبت عليهم فمن أصابته الإئتفاكة أهلكته قال : ومن خرج منها اتبعه حجر كان فقتله، قال : فخرج لوط منها ببناته وهن ثلاث، فلما بلغ مكانا من الشام ماتت الكبرى فدفنها.


قوله تعالى :﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾ قال : هي امرأته.
حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿ في الغابرين ﴾ قال : الباقين في عذاب الله.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى أنبأ اصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد : في قول الله :﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾ امرأة لوط المغبرة الشقية في الغابرين - الباقين الذين غبروا وأبقوا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٠:قوله تعالى :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين ﴾
حدثنا أبي ثنا محمد بن كثير أنبأ سليمان بن كثير أخاه، ثنا حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : لما ولج رسل الله على لوط ظن أنهم ضيفان، قال : فأخرج بناته بالطريق وجعل ضيفانه بينه وبين بناته، قال :﴿ وجاءه قومه يهرعون إليه فقال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم... ﴾ إلى قوله :﴿ أو آوي إلى ركن شديد ﴾ قال : فالتفت إليه جبريل فقال : لا تخف إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، قال : فلما دنوا طمس أعينهم فانطلقوا عميان يركب بعضهم بعضا حتى خرجوا إلى الذين بالباب فقالوا : جئناكم من عند أسحر الناس - طمست أبصارنا، قال : فانطلقوا يركب بعضهم بعضا حتى دخلوا المدينة فكان في جوف الليل، فرفعت حتى أنهم ليسمعون صوت الطير في جو السماء ثم قلبت عليهم فمن أصابته الإئتفاكة أهلكته قال : ومن خرج منها اتبعه حجر كان فقتله، قال : فخرج لوط منها ببناته وهن ثلاث، فلما بلغ مكانا من الشام ماتت الكبرى فدفنها.

قوله تعالى :﴿ وأمطرنا عليهم مطرا ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا مسدد، ثنا خالد، ثنا حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : فلما كان في جوف الليل إذ أدخل جبريل جناحه تحت القرية فرفعها حتى إذا كانت في جو السماء، حتى أنهم ليسمعون أصوات الطير، قلبها، ثم تتبع الشذاذ ومن خرج منهم بالحجارة.
حدثنا أبي ثنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي، ثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح، عن كعب ﴿ وأمطرنا عليهم مطرا ﴾ قال : على أهل بواديهم وعلى رعاتهم وعلى مسافريهم فلم ينفلت منهم أحد.
قوله تعالى :﴿ مطرا ﴾
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد العزيز المروزي قال : ذكر، عن موسى بن عبد العزيز القنباري، عن الحكم بن أبان في قوله :﴿ وأمطرنا عليهم مطرا ﴾ قال : سمعت وهبا يقول : الكبريت والنار.
١٥٨٩٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ الْجَرْمِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ كَعْبٍ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا قَالَ: عَلَى أَهْلِ بَوَادِيهِمْ وَعَلَى رُعَاتِهِمْ وَعَلَى مُسَافِرِيهِمْ فَلَمْ يَنْفَلِتْ مِنْهُمْ أَحَدٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَطَرًا
١٥٨٩٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ذُكِرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقِنْبَارِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ فِي قَوْلِهِ: وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا قَالَ:
سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: الْكِبْرِيتَ وَالنَّارَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً... إلى قوله: العزيز الرحيم
تَقَدَّمُ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ
١٥٨٩٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزُوقٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللَّهِ: كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ قَالَ: هُمْ قَوْمُ شُعَيْبٍ.
١٥٨٩٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مِنْ قِصَّةِ شُعَيْبٍ وَخَبَرِهِ وَخَبَرِ قَوْمِهِ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ وَكَانُوا أَهْلَ بَخْسِ النَّاسِ فِي مَكَايِيلِهِمْ وَمَوَازِينِهِمْ، مَعَ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وَتَكْذِيبِهِمْ نَبِيَّهُمْ.
١٥٨٩٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ يَقُولُ: فِي قَوْلِ اللَّهِ: كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ قَالَ: الأَيْكَةُ الشَّجَرُ، وَكَانُوا أَهْلَ بَادِيَةٍ فَبَعَثَ اللَّهُ شُعَيْبًا إِلَى قَوْمِهِ أَهْلِ مَدْيَنَ يَعْنِي الْبَادِيَةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الأَيْكَةِ
١٥٨٩٩ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ يَقُولُ: أَصْحَابُ الْغَيْضَةِ. وَرُوِيَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٩٠٠ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي، عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ قَالَ: الأَيْكَةُ مَجْمَعُ الشَّجَرِ.
قوله :﴿ العزيز الحكيم ﴾
تقدم تفسيره.
قوله تعالى :﴿ كذب أصحاب الأيكة المرسلين ﴾
حدثنا أبي، ثنا علي بن هاشم بن مرزوق، ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن جويبر، عن الضحاك في قول الله :﴿ كذب أصحاب الأيكة المرسلين ﴾ قال : هم قوم شعيب.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق قال : كان من قصة شعيب وخبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن وكانوا أهل بخس الناس في مكاييلهم وموازينهم، مع كفرهم بالله وتكذيبهم نبيهم.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ أنبأ اصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد يقول : في قول الله :﴿ كذب أصحاب الأيكة المرسلين ﴾ قال : الأيكة الشجر، وكانوا أهل بادية فبعث الله شعيبا إلى قومه أهل مدين يعني البادية.
قوله تعالى :﴿ الأيكة ﴾
حدثنا أبي ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله تعالى :﴿ أصحاب الأيكة ﴾ يقول : أصحاب الغيضة. وروي، عن سعيد بن جبير مثل ذلك.
أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إليّ، حدثني أبي، حدثني عمي، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله :﴿ أصحاب الأيكة ﴾ قال : الأيكة مجمع الشجر.
حدثنا أبي، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة قال :﴿ أصحاب الأيكة ﴾ أصحاب شجر وهم قوم شعيب.
حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ أصحاب الأيكة ﴾ ذكر لنا أنهم كانوا أهل غيضة، وكان عامة شجرهم هذا الدوم، وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب أرسل إليهم وإلى أهل مدين، أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى، أما أهل مدين : فأخذتهم الصيحة، وأما أصحاب الأيكة فكانوا أهل شجر متكاوس.
١٥٩٠١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ أَصْحَابُ شَجَرٍ وَهُمْ قَوْمُ شُعَيْبٍ.
١٥٩٠٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا أَهْل غَيْضَةٍ، وَكَانَ عَامَّةُ شَجَرِهِمْ هَذَا الرُّومَ، وَكَانَ رَسُولُهُمْ فِيمَا بَلَغَنَا شُعَيْب أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَإِلَى أَهْل مَدْيَنَ، أَرْسَلَ إِلَى أُمَّتَيْنِ مِنَ النَّاسِ وَعُذِّبَتَا بِعَذَابَيْنِ شَتَّى، أَمَّا أَهْل مَدْيَنَ: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ، وَأَمَّا أَصْحَابُ الأَيْكَةِ فَكَانُوا أَهْل شَجَرٍ مُتَكَاوِسٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رسول أمين
١٥٩٠٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّبِيعِ قَالَ: إِنَّ شُعَيْبًا أَخَا مَدْيَنَ أُرْسِلَ أَيْضًا إِلَى أَصْحَابِ الْأَيْكَةِ وهم كانوا قوم مِنْ أَهْلِ عَمُورَ يَتَّبِعُونَ الرِّعَاءَ وَالْكَلأَ فِي زَمَانِهِ، فَإِذَا يَبِسَ الْغَوْرُ رَجَعُوا إِلَى الْغَيْضَةِ الَّتِي كَانُوا يَتَقَيَّضُونَ وَهِيَ أَجَمَةٌ فِيهَا عَيْنٌ سَائِحَةٌ، وَإِنَّ شُعَيْبًا أَنْذَرَهُمْ فَكَذَّبُوهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِلَى.. رَبِّ الْعَالَمِينَ
تَقَدَّمَ تفسيره.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أوفوا الكيل
١٥٩٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ أنبأ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: إِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ يُوفُونَ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ فَلا تَعْجَلْ بِالْخُرُوجِ مِنْهَا، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ لَا يُوفُونَ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ فَعَجِّلْ بِالْخُرُوجِ مِنْهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ
١٥٩٠٥ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا سَلَمَةُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو الْفَضْلِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: هَلَكَ قَوْمُ شُعَيْبٍ مِنْ شَعِيرَةٍ إِلَى شَعِيرَةٍ كَانُوا يَأْخُذُونَ بِالرَّزِينَةِ وَيُعْطُونْ بِالْخَفِيفِةِ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧٧:قوله تعالى :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إني لكم رسول أمين ﴾
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قال : إن شعيبا أخا مدين أرسل أيضا إلى أصحاب الأيكة وهم كانوا قوم من أهل عمور يتبعون الرعاء والكلأ في زمانه، فإذا يبس الغور رجعوا إلى الغيضة التي كانوا يتقيضون وهي أجمة فيها عين سائحة، وإن شعيبا أنذرهم فكذبوه.

قوله تعالى :﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾
تقدم تفسيره.
تقدم تفسيره.
قوله تعالى :﴿ أوفوا الكيل ﴾
حدثنا أبي، ثنا عبد المؤمن بن علي أنبأ عبد السلام بن حرب، عن يحيى بن سعيد قال : كان سعيد بن المسيب يقول : إذا كنت بأرض يوفون المكيال والميزان فلا تعجل بالخروج منها، وإذا كنت بأرض لا يوفون المكيال والميزان فعجل بالخروج منها.
قوله تعالى :﴿ ولا تكونوا من المخسرين ﴾
حدثنا أبي ثنا سلمة بن بشير أبو الفضل النيسابوري، ثنا يحيى بن سعيد الحمصي، عن يزيد بن عطاء، عن خلف بن حوشب قال : هلك قوم شعيب من شعيرة إلى شعيرة كانوا يأخذون بالرزينة ويعطون بالخفيفة.
قوله تعالى: وزنوا بالقسطاس المستقيم
[الوجه الأول]
١٥٩٠٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُقْبَةُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ قَالَ: الْعَدْلُ بِالرُّومِيَّةِ.
١٥٩٠٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَزَنَوْا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ قَالَ الْقِسْطَاسُ: الْعَدْلُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٥٩٠٨ - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ قَالَ: الْقَبَّانُ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٥٩٠٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ بِنْتِ دَاودَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ قَالَ: الْحَدِيدُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ
١٥٩١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ قَالَ: لَا تَظْلِمُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ. وَرُوِيَ، عَنْ قتادة والسدى ونحو ذَلِكَ.
١٥٩١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أنبأ إصبع قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ قَالَ: لَا تَنْقُصُوهُمْ يُسَمِّي لَهُ شَيْئًا وَيُعْطِيهِ غَيْرَ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ
١٥٩١٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ يَقُولُ: لَا تَسْعَوْا فِي الأَرْضِ.
١٥٩١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ يَقُولُ: لَا تَسِيرُوا فِي الأَرْضِ.
قوله تعالى :﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قوله :﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ﴾ قال : لا تظلموا الناس أشياءهم. وروي، عن قتادة والسدي ونحو ذلك.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ أنبأ أصبع قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ﴾ قال : لا تنقصوهم يسمى له شيئا ويعطيه غير ذلك.
قوله تعالى :﴿ ولا تعثوا في الأرض ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس قوله :﴿ ولا تعثوا في الأرض ﴾ يقول : لا تسعوا في الأرض.
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع. ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ يقول : لا تسيروا في الأرض.
قوله تعالى :﴿ مفسدين ﴾
حدثنا موسى بن أبي موسى، ثنا هارون بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، ثنا أسباط، عن السدي، عن أبي مالك قوله :﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ يقول : لا تمشوا بالمعاصي.
قد تقدم الكلام في الفساد في الأرض.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مُفْسِدِينَ
١٥٩١٤ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي مُوسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَوْلُهُ: وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ يَقُولُ: لَا تَمْشُوا بِالْمَعَاصِي.
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلامُ فِي الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ
١٥٩١٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أسباط، عَنِ السُّدِّيِّ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ
١٥٩١٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ يَقُولُ: خَلْقُ الأَوَّلِينَ.
١٥٩١٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: الجبلة الأَوَّلِينَ الْخَلِيقَةُ.
١٥٩١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ قَالَ: الْخَلْقُ الأَوَّلُ وَالْجِبِلَّةُ الْخَلْقُ.
١٥٩١٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ فِي قَوْلِهِ: وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ ثُمَّ قَرَأَ: وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ
١٥٩٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ قَالَ: السَّاحِرُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أَنْتَ إِلا بَشْرٌ مِثْلُنَا
١٥٩٢١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَا
قوله تعالى :﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلى أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر، عن قتادة في قوله :﴿ إنما أنت من المسحرين ﴾ قال : الساحرون.
قوله تعالى :﴿ وما أنت إلا بشر مثلنا ﴾
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، حدثني ابن إسحاق قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيما ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة إذا ذكره يعني شعيبا قال : ذاك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه فيما يرادهم به، فلما كذبوه وتوعدوه بالرجم والنفي من بلاده وعتوا على الله، أخذهم عذاب يوم الظلة أنه كان عذاب يوم عظيم فبلغني أن رجلا من أهل مدين يقال له : عمرو بن جلهاء لما رآها قال :
يا قوم إن شعيبا مرسل فذروا***عنكم سميرا وعمران بن شداد
إني أرى غيمة يا قوم قد طلعت*** تدعو بصوت على صمانة الوادي
وإنكم إن تزوا فيها ضحى غد***ما فيها إلا الرقيم يمشي بين أنجاد
سمير وعمران : كاهنهم، والرقيم كلبهم.
ذَكَرَ لِي يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ إِذَا ذَكَرَهُ يَعْنِي شُعَيْبًا قَالَ: ذَاكَ خَطِيبُ الأَنْبِيَاءِ لِحُسْنِ مُرَاجَعَتِهِ قَوْمَهِ فِيمَا يُرَادُّهُمْ بِهِ، فَلَمَّا كَذَّبُوهُ وَتَوَعَّدُوهُ بِالرَّجْمِ وَالنَّفْيِ مِنْ بِلادِهِ وَعَتَوْا عَلَى اللَّهِ، أخذهم عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ فَبَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ مَدْيَنَ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ جَلْهَاءَ لَمَّا رَآهَا قَالَ:
يَا قَوْمِ إِنَّ شُعَيْبًا مُرْسَلٌ فَذَرُوا عَنْكُمْ سَمِيرًا وَعِمْرَانَ بْنَ شَدَّادِ
إِنِّي أَرَى غَيْمَةً يَا قَوْمُ قَدْ طَلَعَتْ تَدْعُو بِصَوْتٍ عَلَى صِمَّانَةِ الْوَادِي
وَإِنَّكُمْ إِنْ تُزْوُا فِيهَا ضُحَى غَدٍ مَا فِيها إِلا الرَّقِيمُ يَمْشِي بَيْنَ أَنْجَادِ
سُمَيْرٌ وَعِمْرَانُ: كَاهِنُهُمْ، وَالرَّقِيمُ كَلْبُهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ إن كنت من الصادقين
[الوجه الأول]
١٥٩٢٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النحوي، عن عبيد ابن سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ: كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ قَالَ: جَأنِبًأ مِنَ السَّمَاءِ.
١٥٩٢٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ أَيْ قَطْعًا مِنَ السَّمَاءِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٥٩٢٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: عَذَابًا مِنَ السَّمَاءِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ
١٥٩٢٥ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٌ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: كَانَ شُعَيْبٌ خَطِيبَ الأَنْبِيَاءِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَكَذِّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظلة
١٥٩٢٦ - حدثنا عمران بن بكار بن براد الْحِمْصِيُّ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ، ثنا مُحَمَّدُ ابن حَرْبٍ، ثنا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ضَمْرَةِ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَذْكُرُ عَذَابَ يَوْمِ الظُّلَّةِ قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ وَهْدَةً فَأَخَذَتْ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى نَضَّجَتْهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ، فَخَرَجُوا يَلْتَمِسُونَ الرَّوْحَ فَخَرَجُوا مِنْ قَرْيَتِهِمْ، فبَعَثَ اللَّهُ
2814
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ سَحَابَةً حَتَّى إِذَا أَظَلَّتْهُمْ وَاجْتَمَعُوا تَحْتَ ظِلِّهَا، أَسْقَطَهَا عَلَيْهِمْ فَأَحْرَقَتْهُمْ.
١٥٩٢٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ حَاتِمِ بْنِ أَبِي يُونُسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَوْمَ الظُّلَّةِ أَصَابَهُمْ حَرُّ وَهْدَةٍ فَأَخَذَتْ بِأَنْفَاسِهِمْ، فَخَرَجُوا مِنَ الْبُيُوتِ فَوَجَدُوا الرَّوْحَ فَدَعُوا أَهْلَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا تَحْتَهَا أَلْقَاهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَذَلِكُ قَوْلُهُ: عَذَابُ يَوْمٍ الظُّلَّةِ
١٥٩٢٨ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، ثنا دَاوُدُ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ، عَنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَ الظُّلَّةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَكَذِّبْهُ.
١٥٩٢٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ: فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قَالَ: إِنَّ أَهْل مَدْيَنَ عُذِّبُوا بِثَلاثَةِ أَصْنَافٍ مِنَ الْعَذَابِ: أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فِي دَارِهِمْ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْهَا أَصَابَهُمْ فَزَعٌ شَدِيدٌ فَفَرِقُوا أَنْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ فَيَسْقُطَ عَلَيْهِمْ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، الظُّلَّةَ فَدَخَلَ تَحْتَهَا رَجُلٌ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ظِلا أَطْيَبَ وَلا أَبْرَدَ، هَلُمُّوا أَيُّهَا النَّاسُ: فَدَخَلُوا جَمِيعًا تَحْتَ الظُّلَّةِ، فَصَاحَ فِيهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَمَاتُوا جَمِيعًا، ثُمَّ تَلا مُحَمَّدٌ:
فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ
١٥٩٣٠ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سَحَابَةً تَنْضَحُ عَلَيْهِمْ بِالنَّارِ.
١٥٩٣١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ: قَالَ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَمْدَيْنَ هُمَا أُمَّتَانِ أُرْسِلَ إِلَيْهَا شُعَيْبٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُذِّبَا بِعَذَابٍ شَتَّى، أَمَّا أَهْلُ مَدْيَنَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ، وَكَانُوا أَهْلَ مَدِينَةٍ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ، وَأَمَّا أَصْحَابُ الأَيْكَةِ: فَكَانُوا أَصْحَابَ شَجَرٍ مُتَكَاوِسٍ وَرِكْوَاتٍ قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: تَدْرُونَ كَيْفَ كَانَ أَمْرُ أَصْحَابِ الأَيْكَةِ؟ قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: كَانَ أَمْرُهُمْ أَنَّ
2815
اللَّهَ سَلَّطَ عَلَيْهِمُ الْحَرَّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى مَا يُظِلُّهُمْ مِنْهُ شَيْءٌ ثُمَّ إِنَّ اللَّهُ أَنْشَأَ لَهُمْ سَحَابَةً فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا أَحَدُهُمْ فَاسْتَظَلَّ بِهَا، فَأَصَابَ تَحْتَهَا بَرْدًا وَرَاحَةً فَأَعْلَمَ بِذَلِكَ قَوْمَهُ فَأَتَوْا جَمِيعًا فَاسْتَظَلُّوا تَحْتَهَا فَأُجِّجَتْ عَلَيْهِمْ نَارًا.
قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: أنه رأى مكانهم، وأنه لا يذكر مِنْهُمْ إِلا كَمَوْضِعِ الْمِسَلَّةِ صَارُوا رَمَادًا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
١٥٩٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قَالَ:
الظُّلَّةُ فِيهَا نَارٌ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا رَأَتِ الأَرْضُ ذَلِكَ أَشْفَقَتْ، وَظَنَّتْ أَنَّ إِيَّاهَا يُرَادُ فَأْتَفَكَتْ فَكَانَتِ الآفِكَةَ بِقَوْمِ شُعَيْبٍ.
١٥٩٣٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ، ثنا يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ قَالَ: كَانَتِ الظُّلَّةُ سَحَابَةً وَكَانُوا يَحْفِرُونَ الْأَسْرَابَ يَدْخُلُونَهَا فَيَتَبَرَّدُونَ بِهَا فَإِذَا دَخَلُوهَا وَجَدُوهَا أَشَدَّ حَرًّا مِنْ ظَهْرِهَا.
١٥٩٣٤ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ أنبأ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَلَّطَ اللَّهُ الْحَرَّ عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ حَتَّى كَانُوا لَا يَنْتَفِعُونَ بِظِلِّ بَيْتٍ وَلا بِبَرْدِ مَاءٍ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَهُمْ سَحَابَةٌ فِي الْبَرِيَّةِ فَوَجَدُوا تَحْتَهَا الرَّوْحَ فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يُدْعَوْا بَعْضًا، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا تَحْتَهَا أَشْعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَارًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ
١٥٩٣٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ظُلَلُ الْعَذَابِ إِيَّاهُمْ.
١٥٩٣٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ النّاَجيِّ، ثنا أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: ثنا رَجُلٌ مِنَ الصَّدْرِ الأَوَّلِ قَالَ: كَانَ قَوْمُ شُعَيْبٍ يَقْتُلُونَ عَلَى الْكَذِبَةِ فَمَا فَوْقَهَا، فَكَانُوا إِذْ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ عَيْشُهُمْ فِيهِ شِدَّةٌ، قَالَ:
حَتَّى أَصَابَ بَعْضُ مُلُوكِهِمْ ذَنْبًا فَعَطَّلَ الْحَدَّ، قَالَ: حَتَّى أَبَاحُوا بِالْخَمْرِ نَهَارًا جِهَارًا فِي الْمَجَالِسِ. قَالَ: فَبَسَطَ اللَّهُ لَهُمُ الرِّزْقَ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: لَوْ شَعَرْنَا كُنَّا قَدْ
2816
قوله تعالى :﴿ قال ربي أعلم بما تعملون ﴾
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب قال : سمعت مالكا يقول : كان شعيب خطيب الأنبياء.
قوله تعالى :﴿ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾
حدثنا عمران بن بكار بن براد الحمصي، ثنا الربيع بن روح، ثنا محمد ابن حرب، ثنا الزبيدي، عن داود، عن يزيد بن ضمرة الباهلي قال : سمعت ابن عباس يذكر عذاب يوم الظلة قال : بعث الله عز وجل عليهم وهدة فأخذت بأنفاسهم حتى نضجتهم في بيوتهم، فخرجوا يلتمسون الروح فخرجوا من قريتهم، فبعث الله سبحانه وتعالى عليهم سحابة حتى إذا أظلتهم واجتمعوا تحت ظلها، أسقطها عليهم فأحرقتهم.
حدثنا علي بن الحسين الهسنجاني، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن حاتم بن أبي يونس، عن يزيد بن ضمرة قال : سمعت ابن عباس يقول : يوم الظلة أصابهم حر وهدة فأخذت بأنفاسهم، فخرجوا من البيوت فوجدوا الروح فدعوا أهلهم، فلما اجتمعوا تحتها ألقاها الله عليهم فذلك قوله :﴿ عذاب يوم الظلة ﴾.
حدثنا أبو عبد الله حماد بن الحسن بن عنبسة، ثنا داود، ثنا شيبان، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس قال : من حدثك، عن عذاب الله يوم الظلة من العلماء فكذبه.
حدثنا أبي، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب في قوله :﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ قال : إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب : أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها، فلما خرجوا منها أصابهم فزع شديد ففرقوا أن يدخلوا البيوت فيسقط عليهم فأرسل الله عليهم، الظلة فدخل تحتها رجل فقال : ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا أبرد، هلموا أيها الناس : فدخلوا جميعا تحت الظلة، فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعا، ثم تلا محمد :﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم ﴾.
حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : حدثت، عن محمد بن جابر، عن منصور ﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ قال : بعث الله عليهم سحابة تنضح عليهم بالنار.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة بن دعامة السدوسي في قول الله : قال : أصحاب الأيكة ومدين هما أمتان أرسل إليها شعيب النبي صلى الله عليه وسلم، وعذبا بعذاب شتى، أما أهل مدين فأخذتهم الصيحة، وكانوا أهل مدينة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وأما أصحاب الأيكة : فكانوا أصحاب شجر متكاوس وركوات قال قتادة : قال عبد الله بن عمرو بن العاص : تدرون كيف كان أمر أصحاب الأيكة ؟ قالوا : الله أعلم، قال : كان أمرهم أن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام حتى ما يظلهم منه شيء ثم إن الله أنشا لهم سحابة فانطلق إليها احدهم فاستظل بها، فأصاب تحتها بردا وراحة فاعلم بذلك قومه فاتوا جميعا فاستظلوا تحتها فأججت عليهم نارا.
قال قتادة : فحدثنا شهر بن حشوب، أنه رأى مكانهم، وأنه لا يذكر منهم إلا كموضع المسلة صاروا رمادا قال الله عز وجل :﴿ إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾.
حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن بشر، ثنا أسباط بن نصر، عن ميسرة، عن عكرمة في قوله :﴿ عذاب يوم الظلة ﴾ قال : الظلة فيها نار نزلت من السماء، فلما رأت الأرض ذلك اشفقت، وظنت أن إياها يراد فأتفكت فكانت الآفكة بقوم شعيب.
حدثنا أبي، ثنا عيسى بن أبي فاطمة، ثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾ قال : كانت الظلة سحابة وكانوا يحفرون الأسراب يدخلونها فيتبردون بها فإذا دخلوها وجدوها أشد حرا من ظهرها.
حدثنا أبي ثنا نصر بن علي الجهضمي أنبأ نوح بن قيس، عن الوليد بن حسان، عن الحسن قال : سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل بيت ولا ببرد ماء، ثم رفعت لهم سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح فجعل بعضهم يدعوا بعضا، حتى إذا اجتمعوا تحتها أشعلها الله عليهم نارا فذلك قوله :﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم ﴾.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ عذاب يوم الظلة ﴾ ظلل العذاب إياهم.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن أبي عقيل الناجي، ثنا أبو نضرة العبدي قال : ثنا رجل من الصدر الأول قال : كان قوم شعيب يقتلون على الكذبة فما فوقها، فكانوا إذ يصنعون ذلك عيشهم فيه شدة، قال : حتى أصاب بعض ملوكهم ذنبا فعطل الحد، قال : حتى أباحوا بالخمر نهارا جهارا في المجالس. قال : فبسط الله لهم الرزق عند ذلك حتى قال قائل : لو شعرنا كنا قد عطلناها منذ زمان، قال : فلما أراد الله عقوبتهم بعث عليهم حرا شديدا، قال : فلم ينفعهم بيت ولا ظل ولا شيء قال : فانطلقوا يرتادون الروح والبرد قال : فدخل داخل منهم الظلة فوجدها باردة، فأذن في الناس البرد البرد، فلما تتاموا تحتها قذفها الله عليهم فذلك قوله :﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم ﴾.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إلي، أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر، حدثني رجل من أصحابنا، عن بعض العلماء قال : كانوا عطلوا حدا فوسع الله في الرزق، ثم عطلوا حدا آخر فوسع الله في الرزق، فجعلوا كلما عطلوا حدا وسع الله عليهم في الرزق، حتى إذا أراد الله هلاكهم سلط عليهم حرا لا يستطيعون أن يتقاروا فلا ينفعهم ظل ولا ماء، حتى ذهب ذاهب منهم فاستظل تحت ظلة فوجد فيها روحا فنادى أصحابه هلم إلى الروح، فذهبوا إليه سراعا حتى إذا اجتمعوا فيها وتتاموا ألهبها عليهم نارا فذلك قوله :﴿ عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب الي أنبأ اصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم ﴾ قال : بعث الله إليهم الظلة، وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى.
تقدم تفسيره
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٠:تقدم تفسيره
عَطَّلْنَاهَا مُنْذُ زَمَانٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عُقَوبَتَهُمْ بَعَثَ عَلَيْهِمْ حَرًّا شَدِيدًا، قَالَ: فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ بَيْتٌ وَلا ظِلٌّ وَلا شَيْءٌ قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَرْتَادُونَ الرَّوْحَ وَالْبَرْدَ قَالَ: فَدَخَلَ دَاخِلٌ مِنْهُمُ الظُّلَّةَ فَوَجَدَهَا بَارِدَةً، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ الْبَرْدَ الْبَرْدَ، فَلَمَّا تَتَامُّوا تَحْتَهَا قَذَفَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ
١٥٩٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ قَالَ: كَانُوا عَطَّلُوا حَدًّا فَوَسَّعَ اللَّهُ فِي الرِّزْقِ، ثُمَّ عَطَّلُوا حَدًّا آخَرَ فَوَسَّعَ اللَّهُ فِي الرِّزْقِ، فَجَعَلُوا كُلَّمَا عَطَّلُوا حَدًّا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ هَلاكَهُمْ سَلَّطَ عَلَيْهِمْ حَرًّا لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَتَقَازُّوا فَلا يَنْفَعُهُمْ ظِلٌّ وَلا مَاءٌ، حَتَّى ذَهَبَ ذَاهِبٌ مِنْهُمْ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ ظُلَّةٍ فَوَجَدَ فِيهَا رَوْحًا فَنَادَى أَصْحَابَهُ هَلُمَّ إِلَى الرَّوْحِ، فَذَهَبُوا إِلَيْهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا فِيهَا وَتَتَامُّوا أَلْهَبَهَا عَلَيْهِمْ نَارًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ: عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ.
١٥٩٤٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْم الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْم عَظِيمٍ قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الظُّلَّةَ، وَأَحْمَى عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ فَاحْتَرَقُوا كَمَا يَحْتَرِقُ الْجَرَادُ فِي الْمِقْلَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
١٥٩٤١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ: الْقُرْآنُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ
١٥٩٤٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حَفْصُ الْمُكْتِبِ، عَنْ إِدْرِيسَ، عَنْ عَطِيَّةَ الرُّوحُ الأَمِينُ قَالَ: جِبْرِيلُ.
وَرُوِيَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَالضَّحَّاكِ، وَالزُّهْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٩٤٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا الْخَفَّافُ يَعْنِي عَبْدَ الْوَهَّابِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَإِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ: نَزَلَ بِثِقْلِهَا الرُّوحُ الأَمِينُ يَقُولُ:
نَزَّلَ اللَّهُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
قوله تعالى :﴿ نزل به الروح الأمين ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص المكتب، عن إدريس، عن عطية الروح الأمين قال : جبريل.
وروي، عن محمد بن كعب، وقتادة، والسدي، والضحاك، والزهري مثل ذلك. حدثنا علي بن الحسين، ثنا أحمد بن الصباح، ثنا الخفاف يعني عبد الوهاب، عن عمرو بن عبيد وإسماعيل، عن الحسن : نزل بثقلها الروح الأمين يقول : نزل الله جبريل عليه السلام.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا جعفر بن عون، ثنا محمد بن شريك، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : من كلمه الروح الأمين لم تأكله الأرض.
١٥٩٤٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو شَيْبَةَ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَنْ كَلَّمَهُ الرُّوحُ الأَمِينُ لَمْ تَأْكُلْهُ الأَرْضُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذَرِينَ
١٥٩٤٥ - قُرِئَ عَلَى مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنِي سَلامَةُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ يُرْسِلُ جِبْرِيلَ إِلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَذَكَرَ اللَّهُ الرُّوحَ الأَمِينَ- فَقَالَ: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذَرِينَ يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
١٥٩٤٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَسُئِلَ، عَنِ الْوَحْيِ؟ فَقَالَ: مِنَ الْوَحْيِ مَا يُرْسِلُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلائِكِتِهِ فَيُوحُونَهُ فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ رُسُلِهِ فَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ كَانَ يُرْسِلُ جِبْرِيلَ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذَرِينَ. بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ.
قَوْلُهُ تعالى: بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ
١٥٩٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي تُمَيْلَةَ خَتَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي المنيب، عن حسين بْنِ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ قَالَ: بِلِسَانِ جُرْهُمٍ.
١٥٩٤٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا سَيْفٌ الْمَالِكِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ وَبِهِ كَلامُهُمْ.
١٥٩٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي يَوْمٍ دَجِنٍ، إِذْ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كَيْفَ تَرَوْنَ بَوَاسِقَهَا؟ قَالُوا: مَا أَحْسَنَهَا وَأَشَدَّ تَرَاكُمَهَا! قَالَ: فَكَيْفَ تَرَوْنَ قَوَاعِدَهَا؟
قَالُوا: مَا أَحْسَنَهَا وَأَشَدَّ تَمَكُّنَهَا! قَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ جَرْيَهَا؟ قَالُوا: مَا أَحْسَنَهُ وَأَشَدَّ سَوَادَهُ!
قوله تعالى :﴿ بلسان عربي مبين ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثني أحمد بن حميد عن أبي تميلة ختن عبد الله بن موسى عن أبي المنيب، عن حسين بن واقد، عن ابن بريدة ﴿ بلسان عربي ﴾ قال : بلسان جرهم.
حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان، ثنا زيد بن الحباب، ثنا سيف المالكي قال : سمعت مجاهدا يقول : نزل القران بلسان قريش وبه كلامهم.
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، ثنا عباد بن عباد المهلبي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في يوم دجن، إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف ترون بواسقها ؟ قالوا : ما أحسنها وأشد تراكمها ! قال : فكيف ترون قواعدها ؟ قالوا : ما أحسنها وأشد تمكنها ! قال : كيف ترون جريها ؟ قالوا : ما أحسنه وأشد سواده ! قال : فيكف ترون رحاها استدارة ؟ قالوا : ما أحسنها وأشد استدارتها ! قال : كيف ترون برقها أوميض، أم خفق، أم يشق شقا ؟ قالوا : بل يشق شقا قال : الحياة الحياة إن شاء الله - قال : فقال رجل يا رسول الله : بأبي وأمي ما أفصحك ؟ ما رأيت الذي هو أعرف منك ؟ قال : فقال : حق لي وإنما نزل القرآن بلساني والله يقول ﴿ بلسان عربي مبين ﴾.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الرحيم الرزيقي، قال : سمعت يحيى ابن الضريس يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : لم ينزل وحي إلا بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه، واللسان يوم القيامة بالسريانية فمن تكلم بالعربية دخل الجنة.
قَالَ: فَكَيْفَ تَرَوْنَ رَحَاهَا اسْتِدَارَةً؟ قَالُوا: مَا أَحْسَنَهَا وَأَشَدَّ اسْتِدَارَتَهَا! قَالَ: كَيْفَ تَرَوْنَ بِقَهَا أَوَمَيْضٌ، أَمْ خَفْقٌ، أَمْ يُشَقُّ شَقًّا؟ قَالُوا: بَلْ يُشَقُّ شَقًّا قَالَ: الْحَيَاةَ الْحَيَاةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَفْصَحَكَ؟ مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ هُوَ أَعْرِفُ مِنْكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: حُقَّ لِي وَإِنَّمَا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِي وَاللَّهُ يَقُولُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ.
١٥٩٥٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ الرُّزَيْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى ابن الضُّرَيْسِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَنْزِلْ وَحْيٌ إِلا بِالْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ تَرْجَمَ كُلُّ نَبِيٍّ لِقَوْمِهِ، وَاللِّسَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالسُّرْيَانِيَّةِ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ
١٥٩٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ أَيْ: فِي كُتُبِ الأَوَّلِينَ.
وَرُوِيَ، عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٥٩٥٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ قَالَ: يَقُولُ الَّتِي أَنْزَلَهَا عَلَى الأَوَّلِينَ.
قَوْلُهُ تعالى: أولم يكن لهم آية
[الوجه الأول]
١٥٩٥٣ - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ اسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ السَّكُونِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ حِمْصَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْقُرَشِيُّ الزَّيْتُونِيُّ، حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ قِرَاءَةً: أَوَلَمْ يكن لهم آية يقول: أو لم يَكُنْ لَهُمُ الْقُرْآنُ آيَةً.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٥٩٥٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً.
قَوْلُهُ: أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
١٥٩٥٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ وَغَيْرُهُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ.
قوله تعالى :﴿ أو لم يكن لهم آية ﴾
حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو بن سعيد الحمصي السكوني إمام مسجد حمص، ثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي، ثنا أبو عبد الملك - عبد الواحد بن ميسرة القرشي الزيتوني، حدثني مبشر بن عبيد القرشي قراءة :﴿ أو لم يكن لهم آية ﴾ يقول : أو لم يكن لهم القران آية.
الوجه الثاني : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب الي أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة قوله :﴿ أو لم يكن لهم آية ﴾ قال : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم آية.
قوله :﴿ أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ علماء بني إسرائيل ﴾
عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم.
حدثنا أبي، ثنا قبيصة، ثنا الثوري، عن عمرو بن قيس، عن عطية ﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ قال : كانوا خمسة أسد، وأسيد، وابن يامين، وثعلبة، وعبد الله بن سلام.
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ يعني : بذلك اليهود والنصارى أنهم يجدون محمدا - صلى الله عليه وسلم - مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل انه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب الي أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر، عن قتادة قوله :﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ كانوا : يعلمون أنهم يجدونه مكتوبا عندهم.
أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله :﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ قال : كان عبد الله بن سلام من علماء بني اسرائيل، وكان من خيارهم فآمن بكتاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال الله عز وجل :﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ وكان من خيارهم.
١٥٩٥٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قَبِيصَةُ، ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: كَانُوا خَمْسَةً أَسَدٌ، وَأُسَيْدٌ، وَابْنُ يَامِينَ، وَثَعْلَبَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ.
١٥٩٥٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: أولم يكن لهم آية أن يعلمه عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْنِي:
بِذَلِكَ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَنَّهُمْ يَجِدُونَ مُحَمَّدًا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
١٥٩٥٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا: يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ.
١٥٩٥٩ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ مِنْ عُلَمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِهِمْ فَآمَنَ بِكِتَابِ مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ مِنْ خِيَارِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ
١٥٩٦٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ المخزومي قَاضِي حُلْوَانَ، ثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا وَهَيْبٌ، ثنا دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ فَتَلا: وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأعجمين قَالَ: لَوْ أُنْزِلَ عَلَى جَمَلِي هَذَا.
١٥٩٦١ - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ، ثنا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ قَالَ يَحْيَى:
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُسَمِّي الْبَهَائِمَ الْعُجْمَ، أَوْ مِنَ الْعُجْمِ.
١٥٩٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ يَقُولُ: لَوْ نَزَّلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ لَكَانَتِ الْعَرَبُ أَضَرَّ النَّاسِ فِيهِ لَا يَفْهَمُونَهُ وَلا يَدْرُونَ مَا هُوَ.
١٥٩٦٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانَ، ثنا الْحَكَمُ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مجاهدا يقول: لو نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ
قَالَ: دَوَابُّ الْعَجَمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ
١٥٩٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ
١٥٩٦٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ لَا يُؤْمِنُونَ كَمَا لَا يُؤْمِنُ دَوَابُّ الْعَجَمِ، لَوْ قُرِئَ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ.
١٥٩٦٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ. فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ لأَنَّهُ لَوْ أَنْزَلَهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِهِ وَهُمْ يَجِدُونَهُ فِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ أَنَّهُ يُبْعَثُ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَذَلِكَ
١٥٩٦٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: كَذَلِكَ يَعْنِي: هَكَذَا.
قَوْلِهِ تَعَالَى: سَلَكْنَاهُ
١٥٩٦٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا همام، عَنْ قَتَادَةَ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ قَالَ: جَعَلْنَاهُ.
١٥٩٨٩ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ: كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ قَالَ: الشِّرْكُ. وَرَوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مِثْلُ قَوْلِ أَنَسٍ.
قوله تعالى :﴿ كذلك ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير في قوله :﴿ كذلك ﴾ يعني : هكذا.
قوله تعالى :﴿ سلكناه ﴾
حدثنا أبي، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن قتادة ﴿ كذلك سلكناه ﴾ قال : جعلناه.
حدثنا يحيى بن عبدك القزويني، ثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا سفيان، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك في قوله :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾ قال الشرك. وروي، عن الحسن، وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم مثل قول أنس.
ذكره، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ثنا موسى بن عبد العزيز قال : سألت الحكم بن أبان قلت له قوله :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾ قال : حدثني عكرمة قال : القسوة.
قوله تعالى :﴿ في قلوب المجرمين ﴾
حدثنا يحيى بن عبدك، ثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا سفيان، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله :﴿ في قلوب المجرمين ﴾ قال سلكه في قلوب المشركين.
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس ﴿ المجرمين ﴾ الكفار.
١٥٩٩٠ - ذَكَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، ثنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ بْنَ أَبَانَ قُلْتُ لَهُ قَوْلُهُ: كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ قَالَ:
حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ قَالَ: الْقَسْوَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
١٥٩٩١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ: فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ قَالَ سَلَكَهُ فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ.
١٥٩٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ الْمُجْرِمِينَ الْكُفَّارُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لا يُؤْمِنُونَ بِهِ
١٥٩٩٣ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ قَالَ: إِذَا كَذَّبُوا سَلَكَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ أَلا يُؤْمِنُوا بِهِ.
١٥٩٩٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنِ عَلِيٍّ أنبأ عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ يَقُولُ: لَا يُؤْمِنُونَ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
١٥٩٩٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ. لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ قَالَ: هِيَ كَمَا قَالَ: هُوَ أَضَلَّهُمْ وَمَنَعَهُمُ الإِيمَانَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ. أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ
١٥٩٩٦ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْيرٍ السَّهْمِيُّ، ثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ فَقَالَ: أَكُنْتَ تَدْعُوا اللَّهَ بِشَيْءٍ وَتَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟
قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ: مَا كُنْتَ مُعَاقِبَنِي بِهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا فَقَالَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ لا تَسْتَطِيعُهُ، أولا تُطِيقُهُ أَلا قُلْتُ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ لَهُ فَشُفِيَ.
لم يرد تفسير بشأنها.
قوله تعالى :﴿ فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾
حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عبد الله بن بكير السهمي، ثنا حميد الطويل، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ فقال : أكنت تدعو الله بشيء وتسأله إياه ؟ قال : كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال : سبحان الله لا تستطيعه، أو لا تطيقه ألا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ثم دعا الله له فشفي.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٣:قوله تعالى :﴿ فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾
حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عبد الله بن بكير السهمي، ثنا حميد الطويل، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ فقال : أكنت تدعو الله بشيء وتسأله إياه ؟ قال : كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فقال : سبحان الله لا تستطيعه، أو لا تطيقه ألا قلت : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ثم دعا الله له فشفي.

قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ
١٥٩٩٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عمرو ابن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي جَحْدَبٍ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ قَالَ: أُرِيَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ مُتَحَيِّرٌ فَسَأَلُوهُ، عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: وَلِمَ، وَرَأَيْتُ عَدُوِّيَ يَلُونَ أُمَّتِي بَعْدِي فَنَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ. ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ. مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ فَطَابَتْ نَفْسُهُ.
١٥٩٩٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُ كُلَّ جُمُعَةٍ لَا يَدَعُ أَنْ يَقُولَ إِنَّمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فِيهَا عَلَى وَجَلٍ لَمْ يَمْضِ بِهِمْ نِيَّةٌ، وَلا تَطْمَئِنُّ بِهِمْ دَارٌ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ لَا يَبْقَى نَعِيمُهَا، وَلا تُؤْمَنُ فَجَعَاتُهَا، وَلا يَبْقَى شَيْءٌ سَرَّ أَهْلَهَا، ثُمَّ يَتْلُو: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ. ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ. مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ
١٥٩٩٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ. ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ قَالَ: هُوَ أَهْلُ الْكُفْرِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
١٦٠٠٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ، أنبأ أَبُو زَيْدٍ فَيْضُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ. ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ. مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ؟ قَالَ:
قَرَاءَتُهَا تَفْسِيرُهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ
١٦٠٠١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ مَا أَهْلَكَ اللَّهُ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ، وَالْحُجَّةُ، وَالْبَيَانُ مِنَ اللَّهِ، وَلِلَّهِ الْحُجَّةُ عَلَى خَلْقِهِ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:قوله تعالى :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، عن عمرو ابن ثابت، عن أبي جحدب، عن أبي جهضم قال : رئي نبي الله صلى الله عليه وسلم كانه متحير فسألوه عن ذلك ؟ فقال : ولم، ورأيت عدوي يلون أمتي بعدي فنزلت بعد ذلك ﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾ فطابت نفسه.
حدثنا أبو زرعة، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم قال : سمعت سليمان بن عبد الملك يخطب كل جمعة لا يدع أن يقول إنما أهل الدنيا فيها على وجل لم يمض بهم نية، ولا تطمئن بهم دار حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك وكذلك لا يبقى نعيمها، ولا تؤمن فجعاتها، ولا يبقى شيء سر أهلها، ثم يتلو : أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون }.
قوله تعالى :﴿ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ﴾ قال : هو أهل الكفر.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٥:قوله تعالى :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، عن عمرو ابن ثابت، عن أبي جحدب، عن أبي جهضم قال : رئي نبي الله صلى الله عليه وسلم كانه متحير فسألوه عن ذلك ؟ فقال : ولم، ورأيت عدوي يلون أمتي بعدي فنزلت بعد ذلك ﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾ فطابت نفسه.
حدثنا أبو زرعة، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم قال : سمعت سليمان بن عبد الملك يخطب كل جمعة لا يدع أن يقول إنما أهل الدنيا فيها على وجل لم يمض بهم نية، ولا تطمئن بهم دار حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك وكذلك لا يبقى نعيمها، ولا تؤمن فجعاتها، ولا يبقى شيء سر أهلها، ثم يتلو : أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون }.
قوله تعالى :﴿ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ﴾ قال : هو أهل الكفر.


قوله تعالى :﴿ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ﴾
حدثنا أبي ثنا عمران بن موسى الطرسوسي، أنبأ أبو زيد فيض بن إسحاق قال : سالت الفضيل بن عياض، عن قول الله عز وجل :﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ؟ ﴾ قال : قرآتها تفسيرها.
قوله تعالى :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ﴾ ما أهلك الله من قرية إلا من بعد ما جاءتهم الرسل، والحجة، والبيان من الله، ولله الحجة على خلقه.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ
١٦٠٠٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ، ذِكْرَى قَالَ: الذِّكْرَى: الرُّسُلُ.
١٦٠٠٣ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ أَنْبَأَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ. ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ قَالَ: مَا كُنَّا لِنُعَذِّبَهُمْ إِلا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَالْحُجَّةِ وَالْعُذْرِ، حَتَّى يُرْسَلَ الرُّسُلُ، وَنُنَزِّلَ الْكُتُبَ تَذْكِرَةً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ
١٦٠٠٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ
١٦٠٠٥ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْزِلُوا بِهِ يَعْنِي بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا يَسْتَطِيعُونَ
١٦٠٠٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا يَسْتَطِيعُونَ يَقُولُ: لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَلا يَسْتَطِيعُونَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
١٦٠٠٧ - وَبِهِ، عَنْ قَتَادَةَ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ يَقُولُ: عَنْ سَمْعِ السَّمَاءِ.
١٦٠٠٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ قَالَ: عَنِ الْقُرْآنِ.
١٦٠٠٩ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: زَعَمُوا أَنَّ الشَّيَاطِينَ تَنَزَّلَتْ بِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّهُ لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ وَلا تَسْتَطِيعُهُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أن
قوله تعالى :﴿ وما تنزلت به الشياطين ﴾
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وما تنزلت به الشياطين ﴾ بكتاب الله.
قوله تعالى :﴿ وما ينبغي لهم ﴾
أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب الي أنبأ الحسين بن محمد المروذي، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة قوله :﴿ وما ينبغي لهم ﴾ أن ينزلوا به يعني بكتاب الله.
قوله تعالى :﴿ وما يستطيعون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وما يستطيعون ﴾
يقول : لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه.
قوله تعالى :﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾
وبه، عن قتادة ﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾ يقول : عن سمع السماء. حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي قوله :﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾ قال : عن القرآن.
قرئ علي يونس بن عبد الأعلى، أنبأ ابن وهب قال : قال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم : زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهم الله عز وجل : أنه لا تقدر على ذلك ولا تستطيعه، وما ينبغي لهم أن ينزلوا به وهو محجور عليهم، وقرأ قول الله :﴿ وما ينبغي لهم وما يستطيعون. إنهم، عن السمع لمعزولون ﴾.
يَنْزِلُوا بِهِ وَهُوَ مَحْجُورٌ عَلَيْهِمْ، وَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ: وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ. إِنَّهُمْ، عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ
١٦٠١٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا آدَمُ بْنُ إِيَاسَ الْعَسْقَلانِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا، عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، عَنِ الشِّرْكِ؟
قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ
١٦٠١١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الصَّفَا فَصَعِدَ عَلَيْهِ ثُمَّ نَادَى:
يَا صَحْبَاهُ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الناس، فبين رجل يجيء وَرَجُلٍ يَبْعَثِ رَسُولَهُ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي فِهْرٍ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صَدَّقْتُمُونِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ إِنَّمَا دَعَوْتُمُونَا لِهَذَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وقد تب.
فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ إِنَّمَا دَعَوْتُمُونَا لِهَذَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تبت يدا أبي لهب وَقَدْ تَبَّ.
١٦٠١٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا مِسْعَرٌ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّمَا نَزَلَتْ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ قَالَ: جَعَلَ يَدْعُو بُطُونَ قُرَيْشٍ بَطْنًا بَطْنًا يَا بَنِي فُلانٍ: أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى فَاطِمَةَ فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ: أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلالِهَا.
١٦٠١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ، عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ- وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
2825
الأَقْرَبِينَ
قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صِمَّةً مِنْ جَبَلٍ، فَعَلا أَعْلاهَا حَجَرًا ثُمَّ نَادَى: يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ أَنَا النَّذِيرُ إِنَّمَا مَثَلِي مِثَلُ رَجُلٍ ذَهَبَ يَرْبُوا أَهْلَهُ، فَلَمَّا رَأَى الْعَدُوَّ خَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ جَعَلَ يُنَادِي أَوْ يَهْتِفُ يَا صَبَاحَاهُ، يَا صَبَاحَاهُ.
١٦٠١٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُرَيْشًا وَعَمَّهُ ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا، يَا مَعْشَرَ بَنِي قُصَيٍّ أَنْذِرُوا! أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ: أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ: أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلا أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلالِهَا.
١٦٠١٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَيْسَرَةَ الْحَارِثِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، ثنا الأَعْمَشُ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اصْنَعْ لِي رِجْلَ شَاةٍ بِصَاعٍ مِنْ طَعَامٍ وَعِنْدَنَا إِنَاءٌ يَكُونُ فِيهِ لَبَناً فَقَالَ لِي: امْلأْهُ لَبَنًا، قَالَ: فَفَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ لِي: ادْعُ بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: فَدَعَوْتُهُمْ وَإِنَّهُمْ يومئذ لأربعين رجل أو أربعين وَرَجُلٌ، قَالَ: وَفِيهِمْ عَشْرَةٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ بإدامها قال: فلما أتوا بِالْقَصْعَةِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ذُرْوَتِهَا ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: كُلُوا فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَهِيَ كَهَيْئَتِهَا لَمْ يَرْزِئُوا مِنْهَا إِلا يَسِيرًا قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُمْ بِالإِنَاءِ فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا قَالَ: وَفَضَلَ فَضْلٌ، فلما فراغوا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَكَلَّمَ فَبَدَرُوهُ بِالْكَلامِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا كاليوم في السحر قال: فسكت رسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَالَ لِي: اصْنَعْ لِي رِجْلَ شَاةٍ بِصَاعٍ مِنْ طَعَامٍ قَالَ: فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَرِبُوا قَالَ: فَبَدَرُوهُ ثُمَّ قَالُوا: مِثْلَ مَقَالَتِهِمُ الأُولَى قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اصْنَعْ لِي رِجْلَ شَاةٍ بِصَاعٍ مِنْ طَعَامٍ فَصَنَعْتُ، قَالَ:
فَجَمَعَهُمْ فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَرِبُوا بَدَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْكَلامَ،
2826
قوله تعالى :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن نمير، ثنا الأعمش، عن عمر بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : لما انزل الله عز وجل :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفا فصعد عليه ثم نادى : يا صباحاه فاجتمع إليه الناس، فبين رجل يجيء ورجل يبعث رسوله، فقال : يا بني عبد المطلب، يا بني فهر يا بني عبد مناف : أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ قالوا : نعم، قال : فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب : تبا لكم سائر اليوم إنما دعوتمونا لهذا فأنزل الله عز وجل ﴿ تبت يدا أبي لهب ﴾ وقد تب.
حدثنا أحمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر حدثني عبد الملك، عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال : إنما نزلت :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ قال : جعل يدعو بطون قريش بطنا بطنا يا بني فلان : انقذوا أنفسكم من النار، حتى انتهى إلى فاطمة فقال : يا فاطمة بنت محمد : انقذي نفسك من النار، لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سابلها ببلالها.
حدثنا أبو عبد الله حماد بن الحسن بن، عنبسة الوراق، ثنا حماد بن مسعدة، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن قبيصة بن مخارق، وزهير بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لما نزلت – ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ قال : أتى رسول الله صمة من جبل، فعلا أعلاها حجرا ثم نادى : يا آل عبد مناف أنا النذير إنما مثلي مثل رجل ذهب يربو أهله، فلما رأى العدو خشي أن يسبقوه جعل ينادي أو يهتف يا صباحاه، يا صباحاه.
حدثنا أبي، ثنا علي بن معبد البصري، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشا وعمه ثم قال : يا معشر قريش : انقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني قصي أنذروا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني عبد مناف : انقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني هاشم : انقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بني عبد المطلب انقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلالها.
حدثنا أبي، ثنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي، ثنا عبد الله بن عبد القدوس، ثنا الأعمش بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث قال : قال علي : لما نزلت هذه الآية ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام وعندنا إناء يكون فيه لبن فقال لي : املأه لبنا، قال : ففعلت ثم قال لي، ادع بني هاشم قال : فدعوتهم وإنهم يومئذ لأربعين رجل أو أربعين ورجل، قال : وفيهم عشرة كلهم يأكل الجذعة بإدامها قال : فلما أتوا بالقصعة قال : أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذروتها ثم قال لهم : كلوا فأكلوا حتى شبعوا وهي كهيئتها لم يرزئوا منها إلا يسيرا قال : ثم أتيتهم بالإناء فشربوا حتى رووا قال : وفضل فضل، فلما فرغوا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتكلم فبدروه بالكلام، فقالوا : ما رأينا كاليوم في السحر قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال لي : اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام قال : فدعاهم فلما أكلوا وشربوا قال : فبدروه ثم قالوا : مثل مقالتهم الأولى قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام فصنعت، قال : فجمعهم فلما أكلوا وشربوا بدرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكلام، فقال : أيكم يقضي عني ديني، ويكون خليفتي في أهلي ؟ قال : فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله قال : وسكت انا لسن العباس ثم قالها مرة أخرى فسكت العباس فلما رأيت ذلك، قلت : أنا يا رسول الله فقال : أنت ! قال : وإني يومئذ لأسوأهم هيئة، ولأني لأعمش العينين، ضخم البطن حمش الساقين.
فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَقْضِي، عَنِّي دَيْنِي، وَيَكُونُ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي؟ قَالَ: فَسَكَتُوا وَسَكَتَ الْعَبَّاسُ خَشْيَةَ أَنْ يُحِيطَ ذَلِكَ بِمَالِهِ قَالَ: وَسَكَتُّ أَنَا لِسِنِّ الْعَبَّاسِ ثُمَّ قَالَهَا مَرَّةً أُخْرَى فَسَكَتَ الْعَبَّاسُ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: أنا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: أَنْتَ! قَالَ: وَإِنِّي يَوْمَئِذٍ لأسوأهم هَيْئَةً، وَلإِنِّي لأَعْمَشُ الْعَيْنَيْنِ، ضَخْمُ الْبَطْنِ حَمْشُ السَّاقَيْنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
١٦٠١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَاخْفِضْ يَقُولُ: اخْضَعْ.
١٦٠١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ يَقُولُ: ذَلِّلْ لَهُمْ.
وَفِي قَوْلِهِ: فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ
قَالَ: أَمَرَهُ بِهَذَا ثُمَّ نَسَخَهُ فَأَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ.
١٦٠١٨ - ذُكِرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْكِنْدِيِّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: تبرؤا مِمَّنْ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلا بِخَيْرٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ
١٦٠١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ أَيِ: ارْضَ بِهِ مِنَ الْعِبَادِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الذي يراك حين تقوم
[الوجه الأول]
١٦٠٢٠ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، ثنا أَبِي ثنا أَبِي أَنْبَأَ شَبِيبٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
قَالَ: تَقُومُ الصَّلاةُ.
١٦٠٢١ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
قَالَ: يَرَى قِيَامَهُ وَرُكُوعَهُ وَسُجُودَهُ.
وفي قوله :﴿ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون ﴾
قال : أمره بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم.
ذكر، عن محمد بن عمر الكندي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا الحسن بن صالح قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : تبرؤوا ممن ذكر أبا بكر وعمر إلا بخير قال الله تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون ﴾.
قوله تعالى :﴿ وتوكل على العزيز الرحيم ﴾
حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا زنيج، ثنا سلمة قال محمد بن إسحاق يعني :﴿ وتوكل على العزيز الرحيم ﴾ أي : أرض به من العباد.
قوله تعالى :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾
حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا أبي ثنا أبي أنبأ شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ قال : تقوم الصلاة.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قول الله :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ قال : يرى قيامه وركوعه وسجوده.
حدثنا عمرو بن مسلم البصري، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي ثنا ربيعة كلثوم بن جبر، أنه سمع الحسن يقول في قول الله :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ قال : حين تقوم إذا صليت وحدك.
الوجه الثاني :
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو بكير النخعي، عن جويبر، عن الضحاك ﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ قال : حين تقوم من فراشك، أو من مجلسك.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن عكرمة قال :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ معهم وتقعد.
أخبرنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ يقول : الذي يراك قائما، وجالسا وعلى حالاتك.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، أنبأ الحجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد : يراك حين تقوم أينما كنت.
الوجه الثالث :
حدثنا يزيد بن سنان البصري بمصر، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا ربيعة بن كلثوم قال : سمعت الحسن يقول :﴿ الذي يراك حين تقوم ﴾ حين تخلو بها.
١٦٠٢٢ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، ثنا أَبِي ثنا رَبِيعَةُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ: أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
قَالَ:
حِينَ تَقُومُ إِذَا صَلَّيْتَ وَحْدَكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٠٢٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بُكَيْرٍ النَّخْعِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الَّذِي يَرَاكُ حِينَ تَقُومُ
قَالَ: حِينَ تَقُومُ مِنْ فِرَاشِكَ، أَوْ مِنْ مَجْلِسِكَ.
١٦٠٢٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
مَعَهُمْ وَتَقْعُدُ.
١٦٠٢٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
يَقُولُ: الَّذِي يَرَاكَ قَائِمًا، وَجَالِسًا وَعَلَى حَالاتِكَ.
١٦٠٢٦ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أنبأ الْحَجَّاجُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
أَيْنَمَا كُنْتَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٠٢٧ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ بِمِصْرَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
حِينَ تَخْلُو بِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجدين
[الوجه الأول]
١٦٠٢٨ - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّهْرَتِيرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ أنبأ أَبُو عَاصِمٍ أنبأ شَبِيبٌ يَعْنِي: ابْنَ بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ: مِنْ نَبِيٍّ إِلَى نَبِيٍّ حَتَّى أَخْرَجَكَ نَبِيًّا.
١٦٠٢٩ - حَدَّثَنَا أَبُو خَلادٍ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلادٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكُوفِيُّ، ثنا سَعِيدٌ أنبأ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَقَلُّبَكَ في الساجدين قَالَ: مَا زَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَقَلَّبُ فِي أَصْلابِ الأَنْبِيَاءِ حَتَّى وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
2828
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٠٣٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ أَوْ قَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى بَيْنَ يَدَيْهِ.
١٦٠٣١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ: فِي الْمُصَلِّينِ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ: يَرَى مَنْ خَلْفَهُ فِي الصَّلاةِ.
١٦٠٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ: قِيَامُهُ وَرُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ.
١٦٠٣٣ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الوليد بن يزيد الْبَيْرُوتِيُّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ تَقَلَّبُ وَتَقُومُ وَتَقْعُدُ مَعَهُمْ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٠٣٤ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ مِصْرَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّانُ، ثنا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ فِي النَّاسِ.
١٦٠٣٥ - حَدَّثَنَا عَمْرِو بْنُ سَلْمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْبَصْرِيُّ بِالرِّيِّ، ثنا عُبَيْدُ الله ابن مُعَاذٍ، ثنا أَبِي ثنا رَبِيعَةُ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ، عِنْدَ النَّاسِ.
١٦٠٣٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالا: ، ثنا ابْنُ يَمَانٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنِ سَعِيدِ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قَالَ: كَمَا كَانَ تَقَلَّبَ الأَنْبِيَاءُ قَبْلَكَ.
١٦٠٣٧ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ
قَالَ: فِي الصَّلاةِ يَرَاكَ وَحْدَكَ وَيَرَاكَ فِي الْجَمِيعِ.
2829
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
١٦٠٣٨ - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قوله: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ يَعْلَمُ نَجْوَاهُمْ وَيَسْمَعُ كَلامَهُمْ، ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِكُلِّ شيْءٍ نَطَقُوا بِهِ سَيِّئٍ أَوْ حَسَنٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ
١٦٠٣٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: ذُكِرَ الْمُخْتَارُ، عِنْدَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالُوا: إِنَّهُ يَقُولُ: يُوحَى إليه فقال: صدق ثم تلى: هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
١٦٠٤٠ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: أَفَّاكٍ أَثِيمٍ كَذَّابٌ مِنَ النَّاسِ.
١٦٠٤١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أنبأ عبد الرزاق ابن هَمَّامٍ أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ قَالَ: هُمُ الْكَهَنَةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يُلْقُونَ السَّمْعَ
١٦٠٤٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: يُلْقُونَ السَّمْعَ الشَّيْطَانُ مَا سَمِعَهُ أَلْقَاهُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ كَذَّابٍ.
١٦٠٤٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ كِتَابَةً أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِي قَوْلَهُ: يُلْقُونَ السَّمْعَ قَالَ: هُمُ الْكَهَنَةُ يَسْتَرِقُ الْجِنُّ السَّمْعَ، ثُمَّ يَأْتُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ مِنَ الإِنْسِ.
١٦٠٤٤ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ الْقَوْلَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ
١٦٠٤٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادة قوله: وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ قَالَ: كَانَتِ الشَّيَاطِينُ يَسْتَمِعُونَ إِلَى السَّمَاءِ
قوله تعالى :﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ﴾
حدثنا علي بن حرب الطائي الموصلي، ثنا القاسم بن يزيد، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال : ذكر المختار، عند ابن الزبير وقالوا : إنه يقول : يوحى إليه فقال : صدق ثم تلى :﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين. تنزل على كل أفاك أثيم ﴾.
قوله تعالى :﴿ تنزل على كل أفاك أثيم ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ أفاك أثيم ﴾ كذاب من الناس. أخبرنا أبو عبد الله الطهراني محمد بن حماد فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرزاق ابن همام أنبأ معمر، عن قتادة في قوله :﴿ كل أفاك أثيم ﴾ قال : هم الكهنة.
قوله تعالى :﴿ يلقون السمع ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ يلقون السمع ﴾ الشيطان ما سمعه ألقاه على كل أفاك كذاب.
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني كتابة أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة يعني قوله :﴿ يلقون السمع ﴾ قال : هم الكهنة يسترق الجن السمع، ثم يأتون إلى أوليائهم من الإنس.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ﴿ يلقون السمع ﴾ القول.
قوله تعالى :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾ قال : كانت الشياطين يستمعون إلى السماء فينزلون فيخبرون به الكهنة، فكانت الكهنة يحدثون به الناس، ويخلطون به كذبا كثيرا فأما ما كان من سمع السماء فتصير حقا، وأما ما خلطوا به من الكذب فيصير كذبا.
حدثنا أبي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا ابن المبارك، أنبأ معمر، عن الزهري في قوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾ قال : الشيطان يسترق السمع فيجيء بكلمة حق فيقذفها في أذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة.
حدثنا علي بن الحسين أنبأ إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني عمر بن عبد الله مولى غفرة قال : سمعت محمد بن كعب يقول : والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم، ولكنهم يتبعون ويتخذون النجوم علة فهو كما أخبرنا الله :﴿ إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب ﴾ قال : على من تنزل الشياطين إلى قوله :﴿ وأكثرهم كاذبون ﴾.
فَيَنْزِلُونَ فَيُخْبِرُونَ بِهِ الْكَهَنَةَ، فَكَانَتِ الْكَهَنَةُ يُحَدِّثُونَ بِهِ النَّاسَ، وَيَخْلِطُونَ بِهِ كَذِبًا كَثِيرًا فَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ سَمِعَ السَّمَاءِ فَتَصِيرُ حَقًّا، وأما ما خلطوا به من الْكَذِبَ فَيَصِيرُ كَذِبًا.
١٦٠٤٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي قَوْلِهِ: وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ قَالَ: الشيطان يسترق السمع فيجيء بِكَلِمَةِ حَقٍّ فَيَقْذِفُهَا فِي أُذِنِ وَلِيِّهِ فَيَزِيدُ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذِبَةٍ.
١٦٠٤٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فِي السَّمَاءِ نَجْمٌ، وَلَكِنَّهُمْ يَتَّبِعُونَ وَيَتَّخِذُونَ النُّجُومَ عِلَّةً فَهُوَ كَمَا أَخْبَرَنَا اللَّهُ: إِلا مِنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ قَالَ: عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْلِهِ: وأكثرهم كاذبون
قوله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون
[الوجه الأول]
١٦٠٤٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ:
الْمُشْرِكُونَ مِنْهُمُ الَّذِينَ كَانُوا يَهْجُونَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابَهُ- رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمْ-.
١٦٠٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ: هُمُ الْكُفَّارُ يَتَّبِعُونَ ضُلالَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ.
١٦٠٥٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ غُوَاةُ الْجِنِّ.
١٦٠٥١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَال: عُصَاةُ الْجِنُّ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٠٥٢ - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْفِرْيَابِيُّ، ثنا قَيْسٌ
عَنْ يَعْلَى بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ:
هُمُ الرُّوَاةُ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٠٥٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ: كَانَ الشَّاعِرَانِ يَتَقَاوَلانِ فَيَكُونُ لِهَذَا تَبَعٌ وَلِهَذَا تَبَعٌ، قَالُوا لِخُصَيْفٍ: فَتُبَّاعُهُمَا هُمُ الْغَاوُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ.
١٦٠٥٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: تَهَاجَى شَاعِرَانِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَكَانَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِئَةٌ مِنَ النَّاسِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجل: والشعراء يتبعهم الغاوون فهم ذينك الشَّاعِرَانِ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٦٠٥٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ: الْمُشْرِكُونَ.
الْوَجْهُ الْخَامِسُ:
١٦٠٥٦ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ: الشَّيْطَانُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ
١٦٠٥٧ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ قَالَ: فِي كل فن مِنَ الْكَلامِ. وَرُوِيَ، عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٠٥٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فِي كُلِّ وَادٍ قَالَ: فِي كُلِّ لَغْو.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَهِيمُونَ
١٦٠٥٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يَهِيمُونَ قَالَ: فِي كُلِّ فَنٍّ مِنَ الْكَلامِ يَأْخُذُونَ.
١٦٠٦٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ يَقُولُ: فِي كُلِّ لَغْو يَخُوضُونَ.
١٦٠٦١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ، أنبأ لَيْثُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَبْدِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْنَا أَوْدِيَتَهُمُ الَّتِي يَهِيمُونَ فِيهَا مَرَّةً فِي شَتِيمَةِ فُلانٍ. وَمَرَّةً فِي مَدِيحَةِ فُلانٍ.
١٦٠٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَلَمْ تر أنهم في كل واد يَهِيمُونَ يَمْدَحُ قَوْمًا بِبَاطِلٍ يَعْنِي، وَيَذُمُّ بِبَاطِلٍ.
١٦٠٦٣ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَهِيمُونَ يَقُولُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ
١٦٠٦٤ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ قال: كان رجلا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدُهُمَا: مِنَ الأَنْصَارِ وَالآخَرُ: مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ وَأَنَّهُمَا تَهَاجَيَا، وَكَانَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا غُوَاةٌ مِنْ قَوْمِهِ وَهُمُ السُّفَهَاءُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ (فِي كُلِّ وَادٍ) يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ
١٦٠٦٥ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ يَقُولُ: أَكْثَرُ قَوْلِهِمْ يَكْذِبُونَ.
١٦٠٦٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هَذِهِ لِشُعَراءِ الْمُشْرِكِينَ وَلَيْسَ لِشُعَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا تَرَى أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا قَالَ: فَرَّجْتَ، عَنِّي يَا أَبَا أُسَامَةَ فَرَّجَ اللَّهُ، عَنْكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
١٦٠٦٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عن يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَتَيَا النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ نَزَلَتْ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ يَبْكِيَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقرأها عَلَيْهِمَا: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ حَتَّى بَلَغَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَالَ: أَنْتُمْ.
١٦٠٦٨ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عن محمد ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكُونَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
١٦٠٦٩ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ إِلَى قَوْلِهِ: يَقُولُونَ مَا لا يفعلون قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّى مِنْهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ.. إِلَى قوله: ينقلبون
١٦٠٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ... قَالَ: ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَعْنِي: حَسَّانَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ وَكَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانُوا يَذُبُّونَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ بِهِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ.
١٦٠٧١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَهُ إِلَيَّ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَالَ: هُمُ الأَنْصَارُ الَّذِينَ هَاجَوْا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2834
١٦٠٧٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَالَ: هَذِهِ ثَنِيَّةُ اللَّهِ مِنَ الشُّعَرَاءِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً
١٦٠٧٣ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا فِي كَلامِهِمْ.
١٦٠٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ أَنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ نَزَلَتْ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ. إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قَالَ: أَنْتُمْ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا
قَالَ: أَنْتُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَثِيرًا
١٦٠٧٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَعْنِي قَوْلَهُ: وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا قَالَ: لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الذَّاكِرِينَ لِلَّهِ كَثِيرًا حَتَّى يَذْكُرَ اللَّهَ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَمُضْطَجِعًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا
١٦٠٧٦ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا قَالَ: يَرُدُّوا عَلَى الْكُفَّارِ الَّذِينَ كَانُوا يَهْجُونَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
١٦٠٧٧ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْبَرَّادِ قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّا شعراءُ هَلَكْنَا قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتلى عَلَيْهِمْ: إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
2835
الصَّالِحَاتِ
أَنْتُمْ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا أَنْتُمْ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا أَنْتُمْ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَدْ سَقَطَ مِنَ الإِسْنَادِ رَجُلٌ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي حَسَنٍ الْبَرَّادِ.
١٦٠٧٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَأَصْحَابُهُ.
١٦٠٧٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ الشَّاعِرِ وَفِي شُعَرَاءِ الأَنْصَارِ.
١٦٠٨٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بين الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا قَالَ: هِيَ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ وَانْتَصَرُوا بِمِثْلِ مَا ظُلِمُوا قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي رَهْطٍ مِنَ الأَنْصَارِ كَانُوا يُهَاجُونَ، عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
١٦٠٨١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ فَبَكَى حَتَّى أَقُولَ قَدِ انْدَقَّ قَضِيبُ زُورِهِ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
١٦٠٨٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ: حَضَرْتُ الْحَسَنَ وَمُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةِ نَصْرَانِيٍّ فَقَالَ الْحَسَنُ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ منقلب ينقلبون
١٦٠٨٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنَ الشُّعَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
١٦٠٨٤ - ذُكِرَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ مَحْفُوظٍ أَبُو سَعِيدٍ النَّهْدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبِّرِ، ثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَتَبَ أَبَى وَصِيَّةً سَطْرَيْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَوْصَى به
2836
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا حِينَ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ وَيَتَّقِي الْفَاجِرُ وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ أَنِّي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنْ يَعْدِلْ فَذَاكَ ظَنِّي بِهِ وَرَجَائِي فيه، وإن يجور يُبَدِّلْ فَلا أَعْلَمُ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
١٦٠٨٥ - ذُكِرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيِّ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَ أَبُو شُرَيْحٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا بِأَرْضِ الرُّومِ، فَبَيْنَا هُمْ لَيْلَةً عَلَى نَارٍ يَشْتَوُونَ عَلَيْهَا أَوْ يَصْطَلُونَ، إِذَا بِرُكْبَانٍ قَدْ أَقْبَلُوا فَقَامُوا إِلَيْهِمْ فَإِذَا فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ فِيهِمْ فَأُنْزِلُوا فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ: وَصَاحِبٌ لَنَا قَائِمٌ يُصَلِّي قَالَ: حَتَّى مَرَّ بِهَذِهِ الآيَةِ:
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ فَقَالَ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ: هُمُ الَّذِينَ يُخَرِّبُونَ الْبَيْتَ.
آخر تفسير سورة الشعراء.
2837
Icon