تفسير سورة فصّلت

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة فصلت من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة حم ( فصلت )

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ الذين لا يؤتون الزكوة ﴾ قال : كان يقال الزكاة قنطرة الإسلام فمن قطعها برئ ونجا ومن لم يقطعها هلك.
١ البسملة من (م)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وقدر فيها أقواتها ﴾ قال : أرزاقها.
قال عبد الرزاق قال معمر : قال قتادة : جبالها ودوابها وأنهارها وثمارها. عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن حصين عن عكرمة في قوله تعالى :﴿ وقدر فيها أقواتها ﴾ قال : السابري لا يصلح إلا بسابور واليماني لا يصلح إلا باليمن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ سواء للسائلين ﴾ قال : من سأل فهو كما قال الله.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ﴾ قال : يقول : أنذرتكم وقيعة مثل وقيعة عاد وثمود.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ريحا صرصرا ﴾ قال : باردة وقال : النحسات المشئومات النكدات.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم ﴾ قال : يقول : بينا لهم فاستحبوا العمى على الهدى.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ﴾ قال : إنكم تدعون يفدم١ على أفواهكم بالفدام فأول شيء يبين عن أحدكم فخذه وكفه٢.
١ معنى يفدم بالفدام: أصل الفدام ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة ونحوها لتصفية الشراب. والمراد أنهم يمنعون عن الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم..
٢ رواه الإمام أحمد ج ٤ ص ٤٤٧، ج ٥ ص ٣..
عبد الرزاق عن معمر قال : تلا الحسن :﴿ وذلكم ظنكم الذي طننتم بربكم أرداكم ﴾ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال الله : عبدي عند ظنه بي وأنا معه إذا دعاني " ١ ثم أفتن٢ ينطق الحسن بهذا فقال :" ألا وإنما أعمال الناس على قدر ظنونهم بربهم : فأما المؤمن فأحسن بالله الظن فأحسن العمل وأما الكافر والمنافق فأساء بالله الظن فأساء العمل، قال الله تعالى :﴿ وما كنتم تستترون ﴾ حتى الخاسرين ".
عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عمارة عن وهب بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود قال : إني لمستتر بأستار الكعبة إذ جاء ثلاثة نفر : ثقفي وختناه قرشيان كثيرة شحوم بطونهم قليل فقه قلوبهم فتحدثوا بينهم بحديث فقال أحدهم : أترى٣ الله يسمع ما قلنا فقال الآخر : أراه يسمع إذا رفعنا ولا يسمع إذا خفضنا، فقال الآخر : لئن كان يسمع شيئا منه إنه ليسمعه كله، قال : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : فأنزل الله :﴿ وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ﴾ إلى الخاسرين٤.
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال لي رجل : إنه يؤمر برجل إلى النار فيلتفت فيقول : يا رب ما كذا هذا ظني بك، قال : وما ظنك بي قال : كان ظني بك أن تغفر لي لا تعذبني، قال : فإني عند ظنك بي.
١ رواه البخاري في التوحيد ج ٨ ص ١٧١ ومسلم في التوبة ج ٨ ص ٩١ والترمذي في الزهد ج ٤ ص ٢٣..
٢ في (م) ثم أقبل..
٣ في (ق) ترى الله يسمع..
٤ رواه البخاري في التفسير ج ٦ ص ٣٧ ومسلم في صفات المنافقين ج ٨ ص ١٢١ والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٥٣..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الكلبي في قوله :﴿ والغوا فيه ﴾ قال : إذا سمعتموه يتلى فالغوا تحدثوا وضجوا وصيحوا حتى لا تسمعوه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ﴾ قال : هما الشيطان وابن آدم الذي قتل أخاه. عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن مالك بن حصين بن عقبة الفزاري عن أبيه أن عليا سئل عن الكلاب فقال : أمة من الأمم لعنت فجعلت كلابا١. وسئل عن قوله تعالى :﴿ ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس ﴾ فقال : ابن آدم الذي قتل آخاه، وإبليس.
١ مثل هذه الروايات تحتاج إلى توقف في قبولها فإن هذه الحيوانات خلقها الله سبحانه وتعالى ابتداء كسائر الحيوانات والبهائم وسخرها لمصلحة الإنسان. وإن صحت الرواية إلى علي رضي الله عنه فإنما هو اجتهاد منه أو مما سمعه من علماء أهل الكتاب..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ﴾ قال : استقاموا على طاعة الله، قال معمر : وكان الحسن إذا تلاها قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.
قال عبد الرزاق : قال : معمر وقال الأعمش ومنصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " ١.
عبد الرزاق قال : أخبرني الثوري عن إسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن سعيد بن نجران٢ عن أبي بكر الصديق في قوله تعالى :﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ﴾ قال : الاستقامة ألا يشركوا بالله شيئا.
١ رواه الدارمي في الطهارة ج ١ ص ١٦٨ وابن ماجه في الطهارة.
والإمام مالك في الطهارة وأحمد ج ٥ ص ٢٧٧، ٢٨٢..

٢ في (م) مهران..
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال : تلا الحسن :﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ﴾ فقال : هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته، وقال : إنني من المسلمين هذا خليفة الله.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد في قوله :﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ قال : السلام سلم١ عليه إذ لقيته. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كأنه ولي حميم ﴾ قال : ولي قريب.
١ في (م) تسلم عليه..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ ذو حظ عظيم ﴾ قال : الحظ العظيم الجنة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ترى الأرض خاشعة ﴾ قال : غبراء متهشمة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ يلحدون ﴾ قال : الإلحاد التكذيب. عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن بشير بن تميم قال : نزلت هذه الآية في أبي جهل وعمار بن ياسر ﴿ أفمن يلقى في النار ﴾ أبو جهل ﴿ خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة ﴾ عمار بن ياسر.
عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن مجاهد في قوله :﴿ اعملوا ما شئتم ﴾ قال : هي وعيد. عبد الرزاق قال أنا عمر٢ بن حبيب عن عبد الحميد بن رافع الطهراني عن فلان بن نافع عن مجاهد مثله قال : وعيد.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ بالذكر لما جاءهم ﴾ قال : بالقرآن.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا يأتيه الباطل ﴾ قال : الشيطان لا يستطيع أن يبطل منه حقا ولا يحق فيه باطلا.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن سهيل بن أبي صالح في قوله :﴿ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ﴾ قال : من الأذى.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في يقوله تعالى :﴿ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ﴾ قال : يعزيه، قال : قول قد قيل للأنبياء ساحر وشبه ذلك.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لولا فصلت آياته أأعجمي ﴾١ قال : يقول : لولا بينت آياته أعجمي وعربي لقالوا هذا القرآن أعجمي وهذا النبي عربي، فيقول لكان ذلك أشد لتكذيبهم. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ وهو عليهم عمى ﴾ قال : عموا عن القرآن وصموا عنه.
١ بهمزة واحدة وهي قراءة هشام على الخبر. أما قراءة أبي بكر وحمزة والكسائي فبهمزتين، وقرأ الباقون بهمزة مع المد. انظر كتاب التبصرة لمكي بن أبي طالب ص ٤٩٥ ج ١ الدار السلفية بالهند..
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال : أنا إنسان١ عن مجاهد في قوله :﴿ سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم ﴾ قال : ما يفتح الله عليهم من القرى وفي أنفسهم قال : فتح مكة.
١ في (م) قال: أرنا زيد بن أسلم عن مجاهد..
Icon