تفسير سورة الواقعة

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ
في الحديث :( من أراد نبأ الأولين و الآخرين، و نبأ أهل الجنة و النار، و نبأ الدنيا و الآخرة فليقرأ سورة الواقعة )١.
١ الحديث أخرجه الواحدي في تفسيره الوسيط ج٤ ص٢٣١ من قول مسروق. و أورده القرطبي في تفسيره ج١٧ ص١٩٤..

و الواقعة : القيامة١. وقيل : الصيحة٢.
١ قاله ابن عباس. انظر جامع البيان ج٢٧ ص١٦٦..
٢ قاله الضحاك المرجع السابق..
﴿ كاذبة ﴾ تكذيب، أو نفس كاذبة. لإخبار الله بها و دلالة العقل عليها.
﴿ خافضة ﴾ لأهل المعاصي.
﴿ رافعة ﴾ لأهل الطاعات١.
١ قاله عثمان بن عبد الله بن سراقة، وقتادة. جامع البيان ج٢٧ ص١٦٦..
﴿ رجت ﴾ زلزلت. و( إذا ) في موضع نصب أي : إذا وقعت في ذلك الوقت١.
١ قاله الزجاج في معانيه ج٥ ص١٠٨..
٥ بُسَّتِ: هدّت أو دقّت، والبسيسة: [بل] «١» السّويق.
٧ أَزْواجاً ثَلاثَةً: أصنافا متشاكلة «٢»، وفسّر بما في سورة «الملائكة» من الظالم والمقتصد والسّابق «٣».
وروى النّعمان «٤» بن بشير أنّ النّبيّ ﷺ قرأ وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً إلى وَالسَّابِقُونَ، فقال «٥» :«هم السّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وروي «٦»
أيضا: «السّابقون يوم القيامة أربعة: فأنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم».
وفي حديث «٧» آخر: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة».
(١) في الأصل و «ج» :«زاد»، والمثبت في النص عن «ك».
وانظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٢٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٤٧، وتفسير الطبري: ٢٧/ ١٦٧، والمفردات للراغب: ٤٥، واللسان: ٦/ ٢٦ (بسس).
(٢) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٤٥، ومعاني الزجاج: ٥/ ١٠٨، وتفسير القرطبي:
١٧/ ١٩٨، والبحر المحيط: ٨/ ٢٠٤.
(٣) يريد قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ آية: ٣٢.
وقد ورد هذا التفسير الذي أشار إليه المؤلف في أثر أخرجه ابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في الدر المنثور: ٨/ ٦. [.....]
(٤) هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس الأنصاري الخزرجي. صحابي جليل.
ترجمته في الاستيعاب: ٤/ ١٤٩٦، وأسد الغابة: ٥/ ٣٢٦، والإصابة: ٦/ ٤٤٠.
(٥) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٧/ ٤٩٠ رواية ابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير عن النبي ﷺ قال: «هم الضرباء».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٧، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن النعمان ورفعه.
(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ٨/ ١٣١ حديث رقم (٧٥٢٦) عن أبي أمامة مرفوعا، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: ٩/ ٣٠٨، وحسّن إسناده.
(٧) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: (١/ ٢١١، ٢١٢)، كتاب الجمعة، باب «فرض الجمعة»، والإمام مسلم في صحيحه: (٢/ ٥٨٥، ٥٨٦)، كتاب الجمعة، باب «هداية هذه الأمة ليوم الجمعة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا.
٨ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ: أيّ شيء هم؟ اللّفظ في العربية على التعجب، وهو من الله تعظيم الشأن «١».
وتكرير «السّابقين» «٢» لأنّ التقدير: السّابقون إلى الطّاعة هم السّابقون إلى الرحمة «٣».
١٣ ثُلَّةٌ: جماعة «٤».
١٤ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ: لأنّ الذين سبقوا إلى الإيمان بالنّبيّ ﷺ قليل من كثير ممن سبق إلى الإيمان بالأنبياء قبله.
١٥ مَوْضُونَةٍ: مضفورة متداخلة.
١٧ وِلْدانٌ: وصفاؤهم أطفال الكفار «٥».
(١) هذا نص قول الزجاج في معانيه (٥/ ١٠٨، ١٠٩). وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
٤٤٥، وتفسير الطبري: ٢٧/ ١٧٠، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٣٢٤، وزاد المسير:
٨/ ١٣٣.
(٢) في قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ آية: ١٠.
(٣) عن معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٠٩، وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٣٢٤، وزاد المسير: ٨/ ١٣٤.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٤٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٤٦، وتفسير الطبري: ٢٧/ ١٧٢، والمفردات للراغب: ٨١.
(٥) الوصيف: الخادم، أو العبد كما في اللسان: ٩/ ٣٥٧ (وصف).
وأورد الزمخشري في الكشاف: ٤/ ٥٣ حديث: «أولاد الكفار خدّام أهل الجنة».
وذكر الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: ١٦٢ أن البزار والطبراني في «الأوسط» أخرجاه من رواية عباد بن منصور عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب مرفوعا.
وقال أيضا: «رواه البزار من رواية علي بن زيد بن جدعان، والطيالسي، والطبراني، وأبو يعلى من رواية يزيد الرقاشي كلاهما عن أنس بهذا وأتم منه».
قال الحافظ: «قلت: قد يعارضه حديث سمرة في صحيح البخاري، ففيه أنه رأى أولاد الناس تحت شجرة يكفلهم إبراهيم عليه السلام، قال: فقلنا: وأولاد المشركين؟ قال:
وأولاد المشركين»
أخرجه بهذا اللفظ ويمكن الجمع بينهما بأن لا منافاة بينهما لاحتمال أن يكونوا في البرزخ كذلك، ثم بعد الاستقرار يستقرون في الجنة خدما لأهلها» اه.
مُخَلَّدُونَ: مسوّرون «١». وفي تاج المعاني «٢» : روحانيون لم يتجسموا، من قولك: وقع في خلدي، أي: نفسي وروحي.
٢٦ إِلَّا قِيلًا سَلاماً: بدل من «قيل»، أي: لا يسمعون إلّا سلاما، أو نعت/ ل «قيل»، أي: قيلا يسلم من اللّغو «٣». [٩٥/ ب]
٢٨ سِدْرٍ مَخْضُودٍ: ليّن لا شوك ولا عجم «٤».
٢٩ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ: قنو الموز: نضد بعضه على بعض «٥».
٣٠ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ: في الزمان والمكان في الزمان لأنّه غير متغيّر بضحّ يجيء بدله، وفي المكان لأنّه غير متناه إلى حد يفنى فيه «٦»، ولكنه ظل
(١) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ١٢٣، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٤٦، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ١٣٦ عن الفراء، وابن قتيبة.
وأورد الطبري في تفسيره: ٢٧/ ١٧٤ هذا القول وغيره من الأقوال، ثم عقّب عليها بقوله:
«والذي هو أولى بالصواب في ذلك قول من قال معناه أنهم لا يتغيرون، ولا يموتون، لأن ذلك أظهر معنييه، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه لمخلد... ».
(٢) في كشف الظنون: ٢٧٠: «تاج المعاني في تفسير السبع المثاني للشيخ الإمام أبي نصر منصور بن سعيد بن أحمد بن الحسن. وهو كبير في مجلدات.. ألفه سنه ثلاث وخمسين وثلاثمائة».
(٣) ينظر تفسير الطبري: ٢٧/ ١٧٨، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١١٢، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٣٠٣، والتبيان للعكبري: ٢/ ١٢٠٤.
(٤) العجم- بالتحريك-: نوى التمر والنبق، الواحدة عجمة، ولغة العوام إسكان الجيم.
اللسان: ١٢/ ٢٩١ (عجم).
وانظر القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٢٤، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٥٠، وتفسير الطبري: ٢٧/ ١٧٩، ومعاني الزجاج: ٥/ ١١٢.
(٥) أي وضع وجمع. ذكره المؤلف- رحمه الله- في وضح البرهان: ٢/ ٣٧٤. [.....]
(٦) وفي هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، واقرؤا إن شئتم (وظل ممدود) اه-.
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٦/ ٥٧، كتاب التفسير، تفسير سورة الواقعة.
وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ٢١٧٥، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها»
.
ظليل لا شمس تنسخه، ولا حرور ينغّصه، ولا برد يفسده.
ولفظ ابن الأنباري «١» : ظل الجنة الكينونة في ذراها. تقول: لا أزال الله عنا ظلك، أي: الكينونة في ناحيتك والاستذراء بك.
٣١ وَماءٍ مَسْكُوبٍ: جار في غير أخدود يجري في منازلهم «٢».
٣٤ وَفُرُشٍ: العرب تكني عن المرأة بالفراش «٣».
مَرْفُوعَةٍ: أي: على السّرر. أو مرتفعات الأقدار أدبا وحسنا.
٣٥ أَنْشَأْناهُنَّ: أي: نساء أهل الدّنيا أعددناهنّ صبايا «٤».
٣٦ أَبْكاراً: أو الحور أنشأناهنّ من غير ولادة.
٣٧ عُرُباً العروب: الحسنة التبعل، الفطنة بمراد الزّوج كفطنة العرب «٥» وفي الحديث «٦» :«جهاد المرأة حسن التبعّل».
(١) ابن الأنباري: (٢٧١- ٣٢٨ هـ-).
هو محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري البغدادي، أبو بكر الإمام المقرئ النحوي.
صنف كتاب الزاهر، والوقف والابتداء... وغير ذلك.
أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: ١٥٣، ووفيات الأعيان: ٤/ ٣٤١، وبغية الوعاة: ١/ ٢١٢.
ونص قول ابن الأنباري في الزاهر: ٢/ ٧٤: «والظل معناه في اللّغة: الستر، يقال: لا أزال الله عنا ظلّ فلان، أي: ستره لنا. ويقال: هذا ظل الشجرة، أي: سترها وتغطيتها» اه.
(٢) تفسير الطبري: ٢٧/ ١٨٤، وتفسير الماوردي: ٤/ ١٧٠، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٨٢، وتفسير الفخر الرازي: ٢٩/ ١٦٥، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٢٠٩.
قال القرطبي: «وكانت العرب أصحاب بادية وبلاد حارة، وكانت الأنهار في بلادهم عزيزة لا يصلون إلى الماء إلا بالدلو والرشاء فوعدوا في الجنة خلاف ذلك، ووصف لهم أسباب النزهة المعروفة في الدنيا، وهي الأشجار وظلالها، والمياه والأنهار واطرادها» اه.
(٣) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٤٩، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٨٣، والكشاف:
٤/ ٥٤، وزاد المسير: ٨/ ١٤١.
(٤) ذكره البغوي في تفسيره: ٤/ ٢٨٣، والقرطبي في تفسيره: ١٧/ ٢١٠.
(٥) المفردات: ٣٢٨، واللسان: ١/ ٥٩١ (عرب).
(٦) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٧٩ بلفظ: «جهادكن حسن التبعل».
والأتراب: اللّواتي نشأن معا في حال الصّبا «١»، أخذ من لعب الصّبيان بالتراب.
٣٩، ٤٠ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ: لما نزلت في السّابقين ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ «٢» عسر ذلك على الصّحابة فنزلت هذه «٣»، وفسّرها عليه السّلام فقال: «من آدم إلينا ثلّة ومنا إلى يوم القيامة ثلّة.
وقد تضمنت أنه ليس هذا لجميع الأولين ولجميع الآخرين بل لجماعة منهم، فاجتهد أن تكون من أولئك.
٤١ وَأَصْحابُ الشِّمالِ: تتشاءم العرب بالشمال وتعبّر به عن الشّيء الأخس والحظ الأنقص. وقيل «٤»
: هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال.
وقيل «٥» : الذين يأخذون كتبهم بشمالهم.
٤٣ مِنْ يَحْمُومٍ: الدخان الأسود «٦»، وسمّي فرس النّعمان بن المنذر «اليحموم» لسواده «٧». ولما كان فائدة الظل التروّح فمتى كان من الدخان كان غير بارد ولا كريم.
٥٣ فَمالِؤُنَ مِنْهَا: من الشّجر على الجنس «٨».
(١) المفردات للراغب: ٧٤، واللسان: ١/ ٢٣١ (ترب).
(٢) الآيتان: ١٣، ١٤ من سورة الواقعة.
(٣) انظر أسباب النزول للواحدي: ٤٦٦، وتفسير البغوي: ٤/ ٢٨٤، وتفسير ابن كثير:
٨/ ١٤، والدر المنثور: ٨/ ٧.
(٤) ذكره الطبري في تفسيره: ٢٧/ ١٩١، والنحاس في إعراب القرآن: ٤/ ٣٣٣.
(٥) ذكره النحاس في إعراب القرآن: ٤/ ٣٣٣، والقرطبي في تفسيره: ١٧/ ٢١٣.
(٦) معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٢٦، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٤٩، وتفسير الطبري:
٢٧/ ١٩١، والمفردات للراغب: ١٣٠، واللسان: ١٢/ ١٥٧ (حمم).
(٧) ينظر كتاب أسماء خيل العرب للغندجاني: ٢٧٠، والحلبة في أسماء الخيل المشهورة للصاحبي التاجي: ٧١، وكتاب الخيل لعبد الله بن جزي: ٤٠. [.....]
(٨) معاني الفراء: ٣/ ١٢٧، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٢١٤، والبحر المحيط: ٨/ ٢١٠.
٥٥ شُرْبَ الْهِيمِ: الإبل العطاش «١». والهيام: داء تشرب معه الإبل فلا تروى «٢».
[٩٦/ أ] ٥٨ تُمْنُونَ منى و/ أمنى: أراق «٣»، و «منى» لإراقة الدّماء بها.
٦٠ نَحْنُ قَدَّرْنا: كتبنا الموت على مقدار «٤».
٦١ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ
: نخلقكم في أيّ خلق شئنا من ذكورة أو أنوثة أو حسن أو قبح.
٦٥ حُطاماً: هشيما يابسا لا حبّ فيه «٥».
تَفَكَّهُونَ: تندّمون في لغة تميم «٦». وقيل «٧» : تعجبون.
٧١ تُورُونَ: الإيراء استخراج النّار من الزّند «٨». وفي حديث علي «٩» رضي الله عنه على ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أورى قبسا لقابس» أي: أظهر نورا من الحق.
(١) ينظر تفسير الطبري: ٢٧/ ١٩٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١١٣، وتفسير الماوردي:
٤/ ١٧٣، والمفردات للراغب: ٥٤٧.
(٢) معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٢٨، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٥٠، واللسان:
١٢/ ٦٢٦ (هيم).
(٣) تفسير الماوردي: ٤/ ١٧٤، واللسان: ١٢/ ٢٩٣ (منى).
(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٤/ ١٧٤ عن ابن عيسى.
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٥١، وتفسير الطبري: ٢٧/ ١٩٨، والمفردات للراغب:
١٢٣.
(٦) التفكه: التندم، وتميم تقول يتفكنون أي: يتندمون، اللسان ١٣/ ٥٢٤ (فكه).
(٧) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ١٢٨، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٥٠، والطبري في تفسيره: ٢٧/ ١٩٨، والماوردي في تفسيره: ٤/ ١٧٦.
(٨) الزّند: خشب يحك بعضه على بعض فيخرج منه النار.
معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١١٥، واللسان: ٣/ ١٩٥ (زند).
وانظر القول الذي أورده المؤلف في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٥١، وتفسير الطبري: ٢٧/ ٢٠١، والمفردات للراغب: ٥٢١.
(٩) النهاية لابن الأثير: ٤/ ٤.
٧٣ تَذْكِرَةً: تذكركم النّار الكبرى «١»، وَمَتاعاً: في الاستضاءة، والاصطلاء. والإنضاج، والتحليل... وغيرها من الإذابة والتعقيد والتكليس «٢».
وأقوى «٣» من الأضداد «٤» أغنى وافتقر ولذلك اختلف في تفسيره بالمسافرين وبالمستمتعين «٥».
٧٥ بِمَواقِعِ النُّجُومِ: مطالعها ومساقطها «٦». أو انتثارها يوم القيامة «٧».
أو هو نجوم القرآن «٨»، نجّمه جبريل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
٧٦ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ: اعتراض، ولَوْ تَعْلَمُونَ اعتراض آخر في هذا الاعتراض «٩».
٨١ مُدْهِنُونَ: منافقون، أدهن وداهن، ويقال: داهنت: داريت،
(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٥١، وتفسير الطبري: ٢٧/ ٢٠١، وتفسير القرطبي:
١٧/ ٢٢١.
(٢) في اللسان: ٦/ ١٩٧ (كلس) :«التكليس: التمليس».
(٣) من قوله تعالى: وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ آية: ٧٣.
(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٥٢، واللسان: ١٥/ ٢١٠ (قوا). [.....]
(٥) ينظر هذه الأقوال في تفسير الطبري: (٢٧/ ٢٠١، ٢٠٢)، وعقّب عليها الطبري بقوله:
«وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عني بذلك للمسافر الذي لا زاد معه، ولا شيء له، وأصله من قولهم: أقوت الدار: إذا خلت من أهلها وسكانها... ».
(٦) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: ٢/ ٢٥٢، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٧/ ٢٠٤ عن مجاهد، وقتادة.
ورجحه الطبري لأن «المواقع جمع «موقع»، والموقع المفعل، من وقع يقع موقعا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به».
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٧/ ٢٠٤ عن الحسن رحمه الله تعالى.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ١٧٨ عن الحسن، وكذا البغوي في تفسيره: ٤/ ٢٨٩، وابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ١٥١، والقرطبي في تفسيره: ١٧/ ٢٢٣.
(٨) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٥١، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٧/ ٢٠٣ عن ابن عباس، وعكرمة.
(٩) ينظر الكشاف: ٤/ ٥٨، والتبيان للعكبري: ٢/ ١٢٠٦، والبحر المحيط: ٨/ ٢١٤.
وأدهنت: غششت «١».
٨٢ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أي: تجعلون جزاء رزقكم التكذيب، فيدخل فيه قول العرب: مطرنا بنوء كذا «٢».
وقيل «٣» : تجعلون حظكم من القرآن الذي رزقتم التكذيب به.
٨٣ فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ أي: هلا إذا بلغت هذه النّفس التي زعمتم أنها لا تبعث.
٨٦ غَيْرَ مَدِينِينَ: الدّين هنا: الطاعة والعبادة لا الجزاء «٤»، أي: فهلّا أن كنتم غير مملوكين مطيعين مدبّرين، وكنتم كما قلتم مالكين حلتم بيننا وبين قبض الأرواح ورجعتموها في الأبدان، وإلّا فلا معنى للعجز عن ردّ الرّوح في الإلزام على إنكار الجزاء.
و «ترجعون» «٥» جواب ل «لولا» الأولى والثانية «٦» لأنّ المعنى
(١) تفسير القرطبي: ١٧/ ٢٢٨، واللسان: ١٣/ ١٦٢ (دهن).
(٢) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد رسول الله ﷺ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر» قالوا: هذه رحمة الله.
وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت هذه الآية: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ حتى بلغ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ اه-.
صحيح مسلم: ١/ ٨٤، كتاب الإيمان، باب «بيان كفر من قال مطرنا بالنوء».
وانظر تفسير الطبري: ٢٧/ ٢٠٨، وأسباب النزول للواحدي: ٤٦٧.
(٣) ذكره الزجاج في معانيه: ٥/ ١١٦، والماوردي في تفسيره: ٤/ ١٨٠.
(٤) هذا معنى قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٥٢، ونقله عنه ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ١٥٦.
(٥) من قوله تعالى: تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ آية: ٨٧.
(٦) في قوله تعالى: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ [آية: ٨٣]، وقوله: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ [آية: ٨٦].
وانظر إعراب هذه الآية في معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٣٠، وتفسير الطبري: ٢٧/ ٢١١، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٣٤٥، والتبيان للعكبري: ٢/ ١٢٠٦.
( وترجعون ) جواب ل( لولا ) الأولى و الثانية لأن المعنى متفق٣. ووجه الإلزام : أن إنكار أن يكون القادر على النشأة الأولى قادرا على الثانية كادعاء أن القادر على الثانية إنما هو من لم يقدر على الأولى، لأن إنكار الأول يقتضي إيجاب الثاني، كإنكار أن يكون زيد المتحرك حرك نفسه في اقتضاء أن غيره حركه.
متفق، ووجه الإلزام أنّ إنكار أن يكون القادر على النّشأة الأولى قادرا على الثانية كادعاء أنّ القادر على الثانية إنّما هو من لم يقدر على الأولى لأن إنكار الأولى يقتضي إيجاب الثاني كإنكار أن يكون زيد المتحرك، حرّك [٩٦/ ب] نفسه في اقتضاء أنّ غيره حرّكه.
٨٩ فَرَوْحٌ: راحة وبرد «١». وفي قراءة النّبيّ ﷺ برواية عائشة «٢»، وقراءة ابن العباس، والحسن، وقتادة، والضحاك، والأشهب»
، ونوح القاري «٤»، وبديل «٥»، وشعيب بن الحربي «٦»، وسليمان التيمي «٧»،
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٥٣، وتفسير الطبري: ٢٧/ ٢١١، ومعاني القرآن للزجاج:
٥/ ١١٧.
(٢) عن النبي ﷺ أنه كان يقرأ فَرَوْحٌ بضم الراء، وقد أخرج هذا الأثر الإمام أحمد في مسنده: ٦/ ٦٤ من طريق هارون الأعور، وكذا البخاري في التاريخ الكبير: ٨/ ٢٢٣، وأبو داود في سننه ٤/ ٢٩٠ حديث رقم (٣٩٩١) كتاب الحروف والقراءات، والترمذي في سننه: ٥/ ١٩٠ رقم (٢٩٣٧) كتاب القراءات، باب «ومن سورة الواقعة»، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور، وأخرجه- أيضا- النسائي في التفسير: ٢/ ٣٨٢ رقم (٥٨٦)، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٢٣٦، كتاب التفسير، وقال:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
(٣) هو الأشهب العقيلي. [.....]
(٤) ترجم له ابن الجزري في غاية النهاية: ٢/ ٣٤٣، وقال: «ذكره الحافظ أبو عمرو، وقال:
قال محمد بن الحسن النقاش: ثم كان بعد أبي عمرو بن العلاء- يعني من رواة الحروف المتصدرين- نوح القاري. وذكر جماعة»
.
(٥) هو بديل- بضم الباء الموحدة- بن ميسرة العقيلي، روى عن أنس، وعبد الله بن شفيق وشهر، وروى عنه شعبة وهشام، وحماد بن زيد... وغيرهم.
ترجمته في الجرح والتعديل: ٢/ ٤٢٨، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: ١/ ١٦٥.
(٦) كذا في «ك»، وفي المحتسب: ٢/ ٣١٠: «شعيب بن الحارث»، وفي البحر المحيط:
٨/ ٢١٥: «شعيب بن الحبحاب».
ولعله شعيب بن حرب بن بسام بن يزيد المدائني البغدادي والمترجم في غاية النهاية:
١/ ٣٢٧.
(٧) هو سليمان بن قتّة- بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة- كذا ضبطه ابن الجزري في غاية النهاية: ١/ ٣١٤، وقال: وقته أمه- ثقة، عرض على ابن عباس ثلاث عرضات، وعرض عليه عاصم الجحدري».
801
والربيع «١» بن خثيم، وأبي عمران «٢» الجوني وأبي جعفر محمد بن علي، والفيّاض «٣» فَرَوْحٌ بضم الراء «٤»، أي: حياة لا موت بعدها «٥».
وَرَيْحانٌ: استراحة «٦». أو رحمة. وقيل «٧» : رزق.
وفي الحديث «٨» :«إنّ المؤمن إذا نزل به الموت يلقّى
(١) هو الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري الكوفي، أبو يزيد. الإمام التابعي الثقة.
ترجمته في غاية النهاية: ١/ ٢٨٣، وتقريب التهذيب: ٢٠٦.
(٢) هو عبد الملك بن حبيب البصري، أبو عمران الجوني.
قال الحافظ في التقريب: ٣٦٢: «مشهور بكنيته، ثقة، من كبار الرابعة، مات سنة ثمان وعشرين، وقيل بعدها»
.
وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء: ٥/ ٢٥٥، وشذرات الذهب: ٢/ ١٢٣.
(٣) هو فياض بن غزوان الضبي الكوفي.
قال ابن الجزري في غاية النهاية: ٢/ ١٣: «مقرئ موثق، أخذ القراءة عرضا عن طلحة بن مصرف... ».
(٤) ينظر هذه القراءة المنسوبة إلى هؤلاء في تفسير الطبري: ٢٧/ ٢١١، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٣٤٦، والكشاف: ٤/ ٦٠، والبحر المحيط: ٨/ ٢١٥، والنشر: (٣/ ٣٢٥، ٣٢٦)، وإتحاف فضلاء البشر: ٢/ ٥١٧.
(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١١٧، وانظر هذا المعنى في معاني الفراء:
٣/ ١٣١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٥٢، وزاد المسير: ٨/ ١٥٧.
(٦) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٧/ ٢١٢ عن الضحاك، وذكره الماوردي في تفسيره: ٤/ ١٨١، والبغوي في تفسيره: ٤/ ٢٩١.
(٧) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ١٣١، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٥٢، وأخرجه الطبري في تفسيره: (٢٧/ ٢١١، ٢١٢) عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وذكره الراغب في المفردات: ٢٠٦.
وعقّب الطبري- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في «الروح»، و «الريحان» بقوله:
«وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عني بالروح: الفرح والرحمة والمغفرة، وأصله من قولهم: وجدت روحا: إذا وجد نسيما يستروح إليه من كرب الحر وأما «الريحان»، فإنه عندي الريحان الذي يتلقى به عند الموت... لأن ذلك الأغلب والأظهر من معانيه» اه-.
(٨) أورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٣٨، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في «ذكر الموت» وعبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» عن أبي عمران الجوني.
802
[ ﴿ و أما إن كان من أصحاب اليمين ٩٠ فسلام لك من أصحاب اليمين ٩١ ﴾ أي : هم معك من الجنة فيسلمون عليك، أو لفراغهم عن الشدائد و العقوبات يقدرون على الوصول إليك و السلام عليك.
أو فسلام لك : أمن لك عن عذابهم و عقابهم١.
و الأول أوجه. وفي الجملة هذا يدل على اتصالهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وفراغهم له و التحية عليه و الحضور لديه ]٢.
١ ذكر ذلك القرطبي في تفسيره ج١٧ ص٢٣٣..
٢ سقط من أ..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:[ ﴿ و أما إن كان من أصحاب اليمين ٩٠ فسلام لك من أصحاب اليمين ٩١ ﴾ أي : هم معك من الجنة فيسلمون عليك، أو لفراغهم عن الشدائد و العقوبات يقدرون على الوصول إليك و السلام عليك.
أو فسلام لك : أمن لك عن عذابهم و عقابهم١.
و الأول أوجه. وفي الجملة هذا يدل على اتصالهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وفراغهم له و التحية عليه و الحضور لديه ]٢.
١ ذكر ذلك القرطبي في تفسيره ج١٧ ص٢٣٣..
٢ سقط من أ..

Icon