تفسير سورة الأنعام

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة الأنعام من كتاب مجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

﴿ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾ أي خلق، والنور الضوء.
﴿ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ { ١ " : مقدم ومؤخر، مجازه يعدلون بربهم، أي : يجعلون له عِدْلاً، تبارك وتعالى عما يصفون.
﴿ وَأَجَلٌ مُسَمَّى عِنْدَهُ ﴾ مقدم ومؤخر، مجازه وعنده أجلٌ مَسُمَّى، أي وقتٌ مؤقَّتٌ.
﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَروُنَ ﴾ أي تشكّون.
﴿ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسَتْهِزءُونَ ﴾ أي أخبار.
﴿ مِنْ قَرْنٍ ﴾ أي : من أمة يروُون أن ما بين القرنين أقلُّهُ ثلاثون سنة.
﴿ مَكَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ ﴾ أي : جعلنا لهم منازلَ فيها وأكالاً، وتثبيتاً ومكناهم ؛ مكَّنُتك ومكنتْ لك واحد، يقال : أُكُل وأكال وآكال واحدها أُكل.
قال الأَثرَم : قال أبو عمرو : يقال له أُكل من الملوك، إذا كان له قطايع.
﴿ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً ﴾ مجاز السماء ها هنا مجاز المطر، يقال : ما زلنا في سماء، أي في مطر، وما زلنا نَطأُ السماء، أي أثر المطر، وأَنَّى أخذَتكم هذه السماءُ؟ ومجاز ﴿ أرْسلنا " : أنزلنا وأمطرنا { مِدْرَاراً ﴾ أي غزيرة دائمة.
قَال الشاعر :
وسقاكِ من نوْءِ الثرَيَّا مُزْنَةٌ غرَّاءُ تَحْلِبُ وابلا مِدْرارا
أي غزيراً دائماً.
﴿ وَأَنْشَأنَا ﴾ أي ابتدأنا، ومنه قولهم : فأنشأ فلان في ذلك أي ابتدأ فيه.
﴿ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ﴾ أي غبنوا أنفسهم وأهلكوها، قال الأعشى :
لا يأخذ الرشِوَةَ فِي حُكْمه ولا يُبَالِي غَبَنَ الْخاسِرِ
أي : خسرَ الخاسرِ.
﴿ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ ﴾ أي خالق السموات. ﴿ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورِ ﴾ ﴿ ٦٧/٣ ﴾ أي : مِنْ صدوع، ويقال : انفطرت زجاجتك أي انصدعت، ويقال : فطر نابُ الجمل، أي انشقّ فخرج.
﴿ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلاَّ أَنْ قَالوا وَاللهِ رَبَّنَا ﴾ مرفوعة إذا علمت فيها ﴿ ثم لم تكن ﴾ فتجعل قولهم الخبر لتكن، وقوم ينصبونَ ﴿ فتنتهم ﴾ لأنهم يجعلونها الخبر، ويجعلون قولهم الاسم، بمنزلة قولك ثم لم يكن قولهم إلا فتنةً، لأن ﴿ إلاَّ أن قالوا ﴾ في موضع { قولهم "، ومجاز فتنتهم : مجاز كفرهم وشركهم الذي كان في أيديهم.
﴿ أَكِنّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ﴾ واحدها كِنان، ومجازها عِطاء، قال عُمَر بن أبي ربيعة :
أيّنَا باتَ ليلةً *** بين غُصْنين يُوبَلُ
تحت عيْنٍ كنانها *** ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ
أي غطاؤنا الذي يُكنِّنا.
﴿ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً ﴾ مفتوح، ومجازه : الثِّقْل والصَمَم، وإن كانوا يسمعون، ولكنهم صُمّ عن الحق والخير والهُدَى ؛ والوِقَر هو الحِمل إذا كسرته.
﴿ أَسَاطِيرُ اْلأَوَّلِينَ ﴾ واحدتها أُسْطورة، وإسطارة لغة، ومجازها مجار الترَّهَاتُ البَسَابِسُ ليس له نظام، وليس بشيء.
﴿ وَهمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ﴾ أي يتباعدون عنه، قال النَّابغة :
فأبلغْ عامراً عني رسولاً وزُرْعةَ إنْ دنَوْتُ وإن نأيتُ
﴿ مَا فَرَّطْنَا ﴾ مجازه : ما ضيّعنا.
﴿ أَوْزَارَهُمْ ﴾ واحدها : وِزر مكسورة، ومجازها : آثامهم، والوِزر والوَزَر واحد، يبسط الرجل ثوبه فيجعل فيه المتاع فيقال له : أحمِلْ وِزْرك، ووَزَرك، ووِزرَتك.
﴿ تَبْتَغِى نَفَقاً فِي اْلأَرْضِ ﴾ يريد أهوِية ومنه نافقاء اليربوع الجحر الذي ينفق منه فيخرج ينفق نَفقاً مصدر.
﴿ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ ﴾ أي مَصعداً، قال ابن مُقْبل :
لا تُحْرِز المرءَ أحجاءُ البلاد ولا تُبُنَى له في السموات السَلاليمُ
﴿ لَوْلاَ نُزّلَ عَلَيْهِ ﴾ مجازها : هلاَّ نزل عليه، قال :
تعدّون عَقْرَ النِّيب أفْضَل مَجْدكم بنى ضَوْطرَى لولا الكمىَّ المقُنَّعَا
أي فهلا تعدّون الكمِيَّ.
﴿ وَلاَ طَائِرٌ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ مجازه : إلا أجناس يعبدون الله، ويعرفونه، ومَلكٌ.
﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتبِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ مجازه : ما تركنا ولا ضيّعنا ولا خلقنا.
﴿ صُمُّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ ﴾ مثل للكفار، لأنهم لا يسمعون الحق والدين، وهم قد يسمعون غيره، وبُكْمٌ لا يقولونه، وهم ليسوا بخرُسٍ.
﴿ بِالْبَأسَاءِ ﴾ هي البأس من الخوف والشر والبؤسِ.
﴿ والضَّرَّاءِ ﴾ من الضُّرّ.
﴿ بَغْتَةً ﴾ أي فجأة، يقال : بغَتَنى أي فاجأَني.
﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ المُبلِس : الحزين الدائم، قال العجّاج :
يا صاح هل تعرف رَسْماً مُكْرَسا ***قال نعم أعرفه وأَبلَسَا
وقال رؤبة :
وحضَرت يوم خَمِيس الأخْمَاسْ وفي الوجوه صُفْرةٌ وإبلاسْ
أي اكتِئاب وكسوف وحزن.
﴿ فَقُطِع دَابِرُ القَوْمِ ﴾ أي آخر القوم الذي يدبرهم.
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَركُمْ ﴾ مجازه : إن أَصم اللهُ أسماعكم وأَعمى أبصاركم، تقول العرب : قد أخذ الله سمعَ فلانٍ، وأخذ بصر فلانٍ.
﴿ ثمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ ﴾ مجازه : يُعرِضون، يقال : صَدف عني بوجهه، أي أعرض.
﴿ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً، مجاز بغتة : فجأة وهم لا يشعرون. { أو جهرة ﴾ أي : أو علانية وهم ينظرون.
﴿ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ ﴾ أي نميزها ونبيّنها. قال يزيد ابن ضَبّة في البغتة :
ولكنّهم بانوا ولم أَدر بَغْتةً وأفظعُ شيءٍ حين يفجَؤُك البَغْتُ
﴿ قَدْ ضَللْتُ ﴾ تضِلّ تقديرها : فررَت تفِرّ وضَلِلت تَضَلّ، تقديرها : ملِلت نمَلّ، لغتان.
﴿ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾ أي بيان، وقال :
أَبَيِّنَةً تبغونَ بعدَ اعترافِهِ وَقوْل سُوَيْدٍ قَدْ كَفَيْتُكُمُ بشِرا
أي : بياناً.
﴿ جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ﴾ أي كسبتم.
﴿ وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ﴾ أي : لا يتوانون ولا يتركون شيئاً، ولا يُخلفونه ولا يغادرون.
﴿ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقّ ﴾ مجازه : مولاهم ربهم.
﴿ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾ أي : تُخفُون في أنفسكم.
﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ﴾ يخْلِطَهم، وهو من الالتباس ؛ و " شِيَعاً " : فِرقاً، واحدتها : شيعة.
﴿ الذِّكْرَى ﴾ والذِّكرُ واحد.
﴿ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ ﴾ أي : تُرْتَهن وتسلم، قال عَوْف ابن الأحْوَص بن جعفر :
وَإبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ بعوْنَاهُ وَلاَ بِدَمٍ مُرَاقِ
بعوناه، أي : جنيناه، وكان حَمل عن غنيٍّ لبنى قُشَيْرٍ دمَ ابنى السَّجَفِيّة، فقالوا : لا نرضى بك، فرهنهم بنيه، قال النابغة الْجَعْدِيُّ :
وَنحنُ رَهَنَّا بالاُفَاقَةَ عَامِراً بما كان في الدَّرْدَاء رَهْناً فأُبْسِلاَ
وقال الشَّنْفَرَي :
هنَالك لا أَرْجو حياةً تَسُرُّنيِ سَمِيرَ الليالي مُبْسَلا بالجزائرِ
أي أبد الليالي. وكذلك في آية أخرى :﴿ أُوَلئِكَ الّذِينَ أُبْسِلُوا ﴾ { ٧٠ ".
﴿ وَإنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا ﴾ مجازه : إنْ تقسط كل قِسْطٍ لا يُقْبَل منها. لأنّما التوبةُ في الحياة.
﴿ وَنرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا ﴾ يقال : رُدَّ فلان على عقيبيه، أي رجع ولم يظفر بما طلب ولم يصب شيئاً.
﴿ كَالَّذِي اسْتهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ ﴾ { ٧٢ " ؛ وهو : الحيران الذي يشبّه له الشياطين فيتبعها حتى يهوى في الأرض فيضلَّ.
﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ﴾ يقال إنها جمع صورة تنفخ فيها روحها فتحيا، بمنزلة قولهم : سور المدينة واحدتها سورة، وكذلك كل ما عَلا وارتفع، كقول النابغة :
ألم ترَ أنَّ اللهَ أعطاك سورةً ترَى كلَّ مَلْكٍ دونَهَا يَتذَبذَبُ
وقال العَجَّاج :
فَرُبَّ ذي سُرَادقٍ محجورِ سِرْتُ إليهِ فِي أعالي السُّورِ
ومنها : سَورة المجد أعاليه ؛ وقال جرير :
لمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ سورُ المدينة والْجِبَالُ الْخُشَّعُ
﴿ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ ﴾ أي : مُلْك السموات، خرجت مخرج قولهم في المثل : رَهبوت خيرٌ من رَحموت، أي : رَهْبة خير من رَحْمَة.
﴿ فَلَمَّا جَنَّ علَيْهِ اللَّيْلُ ﴾ أي : غَطَّىَ عليه وأظلم عليه، ومصدره، جنّ الليلُ جنوناً، قال دريد بن الصِّمًّة :
ولو لا جنونُ الليل أدْرَكَ رَكْضنَا*** بذي الرِّمْثِ والأَرْطَي عِيَاض بن نَاشِب
وبعضهم ينشده : ولولا جِنَان الليل، أي غطاؤه وسواده، وما جنَّكَ من شيء فهو جنان لك، وقال سَلامة بن جنْدَل :
ولولا جنانُ الليل ما آبَ عامرٌ إلى جعفرٍ سِرْباله لم يُمَزَّقِ
قال ابن أحْمَر يخاطب ناقته :
جَنَانُ المسلمين أوَدُّ مَسَّا وإنْ جاورت أسَلَم أوْ غِفَارا
أي : سوادهم، يقول : دخولك في المسلمين أودّ لك ﴿ فَلَمَّا أَفَلَ ﴾ أي غاب ؛ يقال : أين أفلتَ عنا، أي أين غبت عنا، وهو يأفِل مكسورة الفاء، والمصدر : أفل أفولاً كقوله :
وإذَا مَا الثُّرَيَّا أحَسَّتْ أُفُولا
أي : غيبوبة. قال ذو الرُّمَّة :
مَصَابيحُ ليست باللواتي تقُودُها نُجُومٌ ولا بالآفِلاَتِ الدَّوَالِكِ
﴿ لاَ أُحِبُّ الآفِليِنَ ﴾ أي من الأشياء، ولم يقصد قصدَ الشمس والقمر والنجوم فيجمعها على جميع الموات.
﴿ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً ﴾ أي طالعاً.
﴿ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً ﴾ أيِ ما لم يجعل لكم فيه حجة، ولا برهاناً، ولا عذراً.
﴿ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ ﴾ أي اخترناهم، يقال : اجتبي فلان كذا لنفسه، أي اختار.
﴿ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً ﴾ أي فقد رزّقناها قوماً.
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ أي ما عرفوا الله حقَّ معرفته.
﴿ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ ﴾ مضموم، وهو الهَوَان، وإذا فتحوا أوله، فهو الرفق والدَّعة.
﴿ فُرَدَى ﴾ أي فرداً فرداً.
﴿ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ ﴾ أَي وَصُلكم مرفوع ؛ لأن الفعل عمل فيه، كما قال مُهَلْهِل :
كأنَّ رِماحهمْ أشطانُ بئرٍ بعيدٍ بَيْنُ جالَيْهَا جَرورِ
﴿ وَجَاعِلُ اللَّيْل سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ﴾ منصوبتين، لأنه فرق بينهما وبين الليل المضاف إلى جاعل قولُه :{ سَكَناً "، فأعملوا فيهما الفعل الذي عمل في قوله : سكناً، فنَصبوهما كما أخرجوهما من الإضافة، كما قال الفرزدق :
قُعُوداً لَدَى الأَبْوَاب طالبَ حاجةٍ عَوَانٍ من الحاجاتِ أوْ حاجةٍ بِكرا
﴿ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ﴾ { ٩٦ "، وهو جميع حساب، فخرج مخرج شهاب، والجميع شُهْبَان.
﴿ فَمُسْتَقرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ﴾ مستقرٌّ في صلب الأب، ومستودع في رحم الأم.
﴿ قِنْوَانٌ ﴾ { ٩٩ ". القِنْو هو العِذْق، والاثنان : قِنْوَانِ، النون مكسورة، والجميع قِنْوَانٌ على تقدير لفظ الاثنين، غير أن نون الاثنين مجرورة في موضع الرفع والنصب والجر، ونون الجميع يدخله الرفع والجر والنصب، ولم نجد مثله غير قولهم صِنْوٌ، وصِنْوَان، والجميع صِنْوَانٌ.
﴿ وَيَنْعِهِ إنَّ فِي ذَلِكُمْ ﴾ { ٩٩ "، يَنعه : مصدر من ينَع إذا أينع ؛ أي : من مَدركه، واحده يانع والجميع يَنْع، بمنزلة تاجر والجميع تَجْر، وصاحب والجميع صَحْب، ويقال : قد ينَعَ الثمرُ فهو يَيْنَعَ ينوعاً، فمنه اليانع ؛ ويقال : قد ينعت الثمرة وأينعت لغتان، فالآية فيها اللغتان جميعاً، قال :
فِي قِبَابٍ حَوْلَ دَسْكرَةِ حَوْلَهَا الزيتون قدْ يَنَعَا
﴿ وَخَرَقُوا لَهُ بَنيِنَ وَبَنَاتٍ ﴾ افتعلوا لله بنين وبنات وجعلوها له واختلقوه من كفرهم كذباً.
﴿ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ أي مُبتدع.
﴿ عَلَى كُلِّ شَيْءِ وَكِيلٌ ﴾ أي حفيظ ومحيط.
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بِصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ واحدتها بصيرة، ومجازها : حجح بّينة واضحة ظاهرة.
﴿ دَارَسْتَ ﴾ من المدارسة، و " دَرَسْتَ " أي امتحنت.
﴿ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ عدواً أي اعتداءً.
﴿ وَمَا يُشْعِرُكُمْ ﴾ أي ما يُدْرِيكم.
﴿ إِنَّهَا إِذَا جَاءَتْ ﴾ ألف ﴿ إنها ﴾ مكسورة على ابتداء ﴿ إنها ﴾، أو تخبير عنها ؛ ومن فتح ألف ﴿ أنها ﴾ فعلى إعمال ﴿ يُشعركم ﴾ فيها، فهي في موضع اسم منصوب.
﴿ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ﴾ ومجاز ﴿ حَشَرْنَا ﴾ : سُقنا وجمعنا ؛
﴿ قُبُلاً ﴾ : جميع، قبيل قبيل ؛ أي : صنف صنف ؛ ومن قرأها ﴿ قِبَلاً ﴾ ؛ فإنه يجعل مجازها عياناً، كقولهم : " من ذي قِبَل "، وقال آخرون ﴿ قُبُلاً ﴾ أي مقابلة، كقولهم :{ أقبَلَ قُبُلَهُ، وسقاها قُبُلاً، لم يكن أعدَّ لها الماء، فاستأنفتْ سقيها، وبعضهم يقول : " منْ ذيِ قَبَلٍ ".
﴿ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ﴾ : كل شيء حسّنته وزيَّتته وهو باطل فهو زُخرف ؛ ويقال : زَخرَف فلان كلامَه وشهادتَه.
﴿ وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ ﴾ من صغوت إليه أي : مِلْت إليه وهويته ؛ وأصغيت إليه لغة، قال ذو الرمة :
تُصْغِى إذا شدَّها بالرَّحْل جانِحَةً حتى إذا ما استَوَى في غَرْزِها تَثِبُ
﴿ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴾ : مجاز الاقتراف القِرفة والتُّهمة والإدعاء. ويقال : بئسما اقترفت لنفسك، قال رؤبة :
أعيَا اقتراف الكَذِبِ المقروفِ تَقْوَى التَقِيّ وعِفّةُ العفيفِ
يقال : أنت قِرفتى، وقارفت الأمر أي : واقعته.
﴿ يَخْرُصُونَ ﴾، أي : يظنون ويوقعون، ويقال : يتخرص، أي يتكذب.
﴿ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ﴾ : أي العظماء.
﴿ لِيَمْكُرُوا فِيهَا ﴾ : مصدره المكر، وهو الخديعة والحيلة بالفجور والغَدْو والخِلاف.
﴿ صَغَارٌ ﴾، الصغار : هو أشدّ الذُّلّ.
الرجز و﴿ الرِّجْسَ ﴾ سواء، وهما العذاب.
﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ أي : فائتين، ويقال : أعجزني فلان فاتني وغلبني وسبقني، وأعجز مني، وهما سواء.
﴿ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ ﴾، أي : على حِيالكم وناحيتكم.
﴿ ذَرَأَ ﴾ بمنزلة بَرَأَ، ومعناهما خلق.
﴿ حِجْرٌ ﴾ أي حرام، قال المُتَلَمِّسِ :
حَنَّتْ إلى النَّخْلة القُصْوَى فقلتُ لها حِجْرٌ حرامٌ ألا ثمَّ الدَّهاريسُ
الدهاريس : الدواهي.
﴿ جَنَّاتٍ مَعْروُشَاتٍ ﴾ قد عُرش عِنبها.
﴿ وَغَيْرَ مَعْروُشَاتٍ ﴾ من سائر الشجر الذي لا يعرش، ومن النخل.
﴿ كلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ ﴾ جميع ثمرة ومن قرأها :﴿ مِنْ ثُمُرِهِ ﴾ فضمَّها، فإنه يجعلها جميع ثَمَر.
﴿ حَمُولَةً وَفَرْشاً ﴾ أي ما حملوا عليها، والفرش : صِغار الإبل لم تُدْرِك أن يُحمَل عليها.
﴿ أَوْ دَماً مَسْفُوحاً ﴾ أي مُهرَاقاً مصبوباً، ومنه قولهم : سَفح دمعى، أي : سال قال الشاعر :
هاج سَفْحُ دُمُوعِي *** ما تُحِنَّ مُلوعِي
﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ ﴾ : هَلَّم في لغة أهل العالية للواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء.
قال الأعشى :
وكان دَعَا قومهُ بعدَها هَلُمَّ إلى أمْركم قد صُرِمْ
وأهل نجد يقولون للواحد هَلمّ، وللمرأة هَلمِّى، وللاثنين هَلمَّا، وللقوم : هَلمُّوا، وللنساء هَلُمْنَ، يجعلونها من هَلممتُ وأهل الحجاز لا يجعلون لها فِعْلاً.
﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إمْلاَقٍ ﴾ من ذَهاب ما في أيديكم ؛ يقال : أملق فلان، أي ذهب ماله، واحتاج، وأقفرَ مثُلها.
﴿ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ﴾ أي دين إبراهيم ؛ يقال من أيّ ملّة أنت، وهم أهل مِلتك.
﴿ وَنُسِكى وَمَحْيَايَ ﴾ وهو مصدرُ نسكتُ، وهو تقربت بالنسائك، وهي النسيكة، وجمعها أيضا نُسُك متحركة بالضمة.
﴿ خَلاَئِفَ اْلأًرْضِ ﴾ : واحدهم : خليفة في الأرض بعد خليفة، قال الشَّماخ وهو الرجل المتكبر :
تُصِيبهم وتُخطئُنِي المنَايا وأخلُفُ في ربوع عن رُبوع
الربع : الدار والجميع ربوع، والرَّبع أيضاً : قبيلة، قال : يقال رجل من ربعه يعنى من قبيلته.
Icon