تفسير سورة القمر

تفسير النسائي
تفسير سورة سورة القمر من كتاب تفسير النسائي .
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

﴿ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ ﴾ [١]٥٧٠- أخبرنا قُتيبة بن سعيدٍ، عن مالكٍ، عن ضمرة بن سعيدٍ، عن عبيد الله بن عبد اللهِ أن عمر سأل أبا واقدٍ اللَّيثِيَّ:" ما كان يقرأُ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ قال: كان يقرأ بـ ﴿ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ ﴾، و ﴿ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ﴾ ". ٥٧١- أخبرنا أحمدُ بن سعيدٍ، قال: حدثنا يُونُسُ، قال: حدثنا فُليحٌ، عن ضمرة بن سعيدٍ، عن عُبيدِ الله (بن عبد اللهِ)، عن أبي واقدٍ اللَّيثيِّ، قال:" سألني عمر عما قرأ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين فقلتُ: ﴿ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ﴾ وَ ﴿ قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ ﴾ ". قوله تعالى: ﴿ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ ﴾ [١]٥٧٢- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، عن خالدٍ - وهو ابنُ الحارثِ - قال: حدثنا شعبةُ، عن سليمان، عن إبراهيم، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله، قال:" انشقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شِقَّتَيْنِ (شِقَّةٌ) فوق الجبل وشِقَةٌ سترها الجبلُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ/ اشْهَدْ " ". ٥٧٣- أخبرنا عُبيد الله بن سعيدٍ، قال حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن أبي معمرٍ، عن عبد الله، قال:" انشقَّ القمرُ على عهد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم [شِقَّتينِ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اشْهَدُوا " ". ٥٧٤- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، عن محمدٍ - وهو ابنُ ثورٍ، / عن معمرٍ [ح] وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرَّزَّاقِ، قال: حدثنا معمرٌ، عن قتادةَ، عن أنسٍ قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آيةً، فانشق القمرُ بمكة مرَّتينِ...﴿ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾[القمر: ٢] يقول: ذاهبٌ.
قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ [١٧]٥٧٥- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: حدثنا شعبةُ، قال: حدثني أبو إسحاق، عن الأسودِ، عن عبد اللهِ،" أن رسول الله صلى الله عليه وسم قرأ ﴿ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ﴾ [١٩]٥٧٦- أخبرنا أبو صالحٍ، قال: حدثنا فُضيلٌ، عن الأعمشِ، عن مسعود بن مالكٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نُصرتُ بالصَّبَا وأُهلِكتْ عادٌ بالدَّبُورِ ".
قوله تعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ ﴾ [٤٥]٥٧٧- أخبرنا محمدُ بن بشارٍ، قال: حدثنا عبد الوهابِ، قال: حدثنا خالدٌ، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ،" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قُبةٍ يوم بدرٍ: " الَّلهُمَّ إنِّي أنشُدُكَ عهدكَ، ووعدكَ، الَّلهُمَّ إن شئتَ لم تُعبد (بعد) هذا اليومِ، فأخذ أبو بكرٍ بيده، فقال: حسبُكَ يا رسول اللهِ فقد ألْحَحْتَ على ربِّكَ - وهو في الدِّرع - فخرج وهو يقول ﴿ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ * بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴾ [٤٥-٤٦] " ". قوله تعالى: ﴿ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴾ [٤٦].
٥٧٨- أخبرنا يوسفُ بن سعيدٍ، قال: حدثنا حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، قال: أخبرني يوسفُ بن ماهكَ، قال: إنِّي لَعِندَ عائشةَ أُمِّ المؤمنين إذ جاءها عراقيٌّ، فقال: أي أُمَّ المؤمنين، أريني مُصحفكِ، قالت: لم؟ قال: أُريدُ أن أُؤَلِّفَ عليه القرآن، فإنا نقرأهُ عندنا غير مُؤلَّفٍ، قالت: ويحك، وما يضرُّك أيهُ قرأتَ قبلُ، إنما نزلت أولَ ما نزل سُورةٌ من المُفصَّلِ فيها ذكرُ الجنةِ والنارِ حتى إذا ثاب الناسُ للإسلامِ، نزل الحلالُ والحرامُ، ولو نزل أولُ شيءٍ لا تشربوا الخمرَ، قالوا: لا ندعُ شُرب الخمرِ، ولو نزل أولُ شيءٍ لا تزنوا، لقالو:/ لا ندعُ الزِّنَا، وإنَّهُ أُنزلت ﴿ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ ﴾ بمكَّةَ، وأنا جاريةٌ أَلعَبُ، على مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وما نزلتْ سُورةُ البقرةِ إلاَّ وأنا عِنْدهُ، قال: فأُخرجَ إليه المُصحفُ فأملتْ عليه السُّوَرَ.
قوله تعالى: ﴿ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ﴾ [٤٨]٥٧٩- أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالدٌ، قال حدثنا ابن جُريجٍ، قال: حدثني يونسُ بن يوسف، عن سليمان بن يسارٍ (قال) تفرق الناسُ على أبي هريرة فقال له ناتلٌ: أيها الشيخُ، حدثني حديثاً سمعتهُ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول]:" أول الناس يُقضى يوم القيامةِ [عليهِ] ثلاثةٌ، رجلٌ استشهد، فأُتي به، فعرفهُ نِعَمَهُ، فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبت ولكن قاتلت لأن يُقال فلانٌ جريءٌ، قد قيل، ثم أُمر به، فسحب على وجههِ، حتى ألقِيَ في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمهُ وقرأ القرآن، فأُتي به؛ فعَّرفهُ نِعمهُ، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمتُ العلم وعلمتهُ، وقرأتُ (فيك) القرآن، قال: كذبت، ولكن تعلَّمت العلم، ليُقال عالمٌ، وقرأت القرآن، ليقال قاريءٌ، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه، حتى أُلقي في النار، ورجلٌ وسعَ اللهُ عليه، وأعطاهُ من أصناف المالِ كُلِّهِ، فأُتي به، فعرَّفه نعمهُ، فعرفها، قال: ما عملت/ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تُحبُّ أن ينفق فيها، إلاَّ أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكن فعلتَ (كيْ يُقال) جوادٌ، فقد قيل، ثمُ أُمر بهِ، فسُحِبَ على وجههِ، حتَّى أُلقي في النَّارِ ".
Icon