تفسير سورة إبراهيم

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة إبراهيم من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة إبراهيم مكية وآياتها اثنتان وخمسون

تفسير الألفاظ :
﴿ آلر ﴾ الأحرف التي تبدأ بها بعض السور، قيل إنها أسماء لله، وقيل أسرار محجوبة، وقيل أسماء للسور، وقيل إقسام له تعالى، وقيل إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام. ﴿ صراط ﴾ أي طريق، جمعه صرط، وأصله سراط. ﴿ الحميد ﴾ المحمود.
تفسير المعاني :
الر، هذا كتاب أنزلناه إليك لنخرج الناس من ظلمات الكفر والجمود على سوء العادات، إلى نور الإيمان والحياة الفاضلة بإذن ربهم إلى صراط العزيز المحمود.
تفسير الألفاظ :
﴿ وويل ﴾ الويل حلول الشر، وكلمة عذاب.
تفسير المعاني :
الله " معطوف على العزيز الحميد " الذي له ما في الكون كله يتصرف فيه على مقتضى حكمته الأزلية، والويل للكافرين من عذاب شديد سيحل بهم من جراء تماديهم في الضلال.
تفسير الألفاظ :
﴿ ويصدون ﴾ يمنعون. يقال صده يصده صدا أي منعه. ﴿ ويبغونها ﴾ أي ويطلبونها، والضمير عائد على سبيل الله أي ويطلبون لسبيل الله العوج.
تفسير المعاني :
أولئك الذين يختارون الحياة الدنيا وما فيها من نقائص ومهلكات على الحياة الأخرى وما فيها من كمالات وسعادات، ويمنعون الناس عن سلوك سبيل الله ويطلبون لها العوج، أولئك في ضلال بعيد المدى، متوغلين في التطرف.
تفسير المعاني :
وما أرسلنا من رسول قبلك إلا بلسان القوم الذين يختارهم الله لحمل أعباء دعوته ليبين لهم حقوقهم وواجباتهم، فيضل الله عن هداه من يشاء، ويهدي من يشاء، وهو العزيز الحكيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أن أخرج قومك من الظلمات ﴾ معناه : أخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان. ﴿ وذكرهم بأيام الله ﴾ أي بوقائعه التي وقعت على الأمم. ﴿ صبار شكور ﴾ أي كثير الصبر كثير الشكر، من صيغ المبالغة.
تفسير المعاني :
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا، أي بجميع معجزاته، أن أخرج قومك من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وذكرهم بوقائع الله في الأمم، وكيف أنها قاومت دعوة الحق واستعزت بجاهها وسلطانها فلم يغنيا عنها شيئا وتلاشت، إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور.
تفسير الألفاظ :
﴿ يسومونكم سوء العذاب ﴾ أي يبغون لكم سوء العذاب. وأصل السوم الذهاب في ابتغاء الشيء، وقد أجرى مجرى الذهاب في قولهم : سامت الإبل فهي سائمة، وأجرى مجرى الابتغاء في قولهم : سمت كذا أي ابتغيته وطلبته، وفي قوله تعالى : يسومونكم سوء العذاب. ﴿ ويستحيون نساءكم ﴾ أي ويبقونهن أحياء. ﴿ بلاء من ربكم ﴾ أي ابتلاء بمعنى اختبار.
تفسير المعاني :
وإذ قال موسى لقومه : اذكروا يا قومي نعمة الله عليكم إذ نجاكم من آل فرعون يكلفونكم سوء العذاب، يذبحون أبناءكم الذكور ويستبقون الإناث، إن في ذلكم اختبارا من الله عظيما لرجاحة عقولكم وقوة إيمانكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ تأذن ﴾ أي آذن بمعنى أعلم، كتوعد بمعنى أوعد، غير أنه أبلغ منه.
تفسير المعاني :
وإذ أعلم ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم فضلا على فضل، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد.
تفسير الألفاظ :
﴿ حميد ﴾ أي محمود.
تفسير المعاني :
وقال موسى لقومه : إن كفرتم أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لا يتأثر من ذلك إنه غني حميد.
تفسير الألفاظ :
﴿ بالبينات ﴾ أي بالآيات الواضحات. ﴿ فردوا أيديهم في أفواههم ﴾ أي عضوها غيظا. ﴿ مريب ﴾ أي موقع في الريبة وهي الشك. يقال رابني هذا الأمر يريبني، وأرابني أي حدث لي منه شك.
تفسير المعاني :
ألم يأتكم يا قوم خبر عن الذين من قبلكم ؟ جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم، أي غضوها غيظا، وقالوا : إنا كفرنا بما أرسلتم به، وإننا لفي شك مما تدعوننا إليه موقع في الارتياب.
تفسر الألفاظ :
﴿ فاطر ﴾ أي خالق. يقال فطر الله الناس يفطرهم فطرا أي خلقهم. ﴿ إلى أجل مسمى ﴾ أي إلى ميعاد مقدر. ﴿ إن أنتم ﴾ أي ما أنتم. ﴿ تصدونا ﴾ أي تمنعونا. يقال صده يصده صدا أي منعه. ﴿ بسلطان ﴾ أي بحجة.
تفسير المعاني :
قالت لهم رسلهم : أفي الله شك ؟ أي هل على وجوده وسعة علمه وشمول قدرته وجلالة حكمته شك، وهو خالق السموات والأرض على ما فيها من إبداع وما حوت من عجائب تعجز أقوى العقول عن إدراك بعض أسرارها ؟ إن هذا الخالق العظيم يدعوكم إلى الإيمان به وبكتبه ورسله ليغفر لكم بعض ذنوبكم، وهو ما بينكم وبينه تعالى دون المظالم التي هي حقوق الناس، ويؤخركم إلى وقت سماه الله تعالى وجعله آخر أعماركم. فأجابهم أقوامهم قائلين : ما أنتم إلا بشر مثلنا لا فضل لكم علينا تريدون أن تمنعونا عن عبادة ما كان يعبد آباؤنا من الآلهة، فإن كنتم صادقين في دعواكم فائتونا بدليل مبين.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن نحن ﴾ أي ما نحن.
تفسير المعاني :
قالت لهم رسلهم : ما نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده فيخصهم بالنبوة لتبليغ الخلق إرادته، وليس لنا أن نأتيكم بحجة إلا إذا شاء الله ذلك وأذن فيه وعلى الله فليتوكل المؤمنون، وأي عذر لنا في أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا التي نعرفه بها، وتصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما لنا أن لا نتوكل على الله ﴾ أي أي عذر لنا في أن لا نتوكل عليه. ﴿ سبلنا ﴾ أي طرقنا، جمع سبيل.
تفسير المعاني :
قالت لهم رسلهم : ما نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده فيخصهم بالنبوة لتبليغ الخلق إرادته، وليس لنا أن نأتيكم بحجة إلا إذا شاء الله ذلك وأذن فيه وعلى الله فليتوكل المؤمنون، وأي عذر لنا في أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا التي نعرفه بها، وتصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون.
تفسير الألفاظ :
﴿ في ملتنا ﴾ أي في ديننا.
تفسير المعاني :
وقال الذين كفروا لرسلهم : إما أن تخرجوا من بلادنا أو تدخلوا في ديننا. فأوحى الله إليهم لنهلكن الظالمين.
تفسير الألفاظ :
﴿ لمن خاف مقامي ﴾ أي لمن خاف موقفي، وهو الموقف الذي يقفه العباد لمعرفة ما لهم وما عليهم يوم القيامة. ﴿ وخاف وعيد ﴾ أي وخاف وعيدي، والوعيد هو الوعد بالعذاب. يقال وعده بالخير وأوعده بالشر، وقيل يستعمل للخير الشر بلا تفرقة.
تفسير المعاني :
ولنسكننكم أرضهم من بعدهم ذلك لمن خاف موقفه أمامي وخاف وعدي إياه بالعذاب.
تفسير الألفاظ :
﴿ واستفتحوا ﴾ أي وطلبوا من الله الفتح أي النصر على أعدائهم، أو طلبوا القضاء بينهم وبين أعدائهم، من الفتاحة، ﴿ وخاب كل جبار عنيد ﴾ أي ففتح لهم فأفلح المؤمنون وخاب كل عات متكبر معاند.
تفسير المعاني :
وطلب الرسل النصر فمنحوه وخاب كل جبار معاند.
تفسير الألفاظ :
﴿ من ورائه جهنم ﴾ أي من بين يديه. ﴿ ويسقى من ماء صديد ﴾ أي ويسقى من ماء هو الصديد الذي ينزل من جلود أهل النار. وهذه الجملة معطوفة على محذوف تقديره من ورائه جهنم يلقي فيها ويسقي من ماء صديد.
تفسير المعاني :
من ورائه جهنم واقف على حافتها يلقي فيها ويسقي من صديد يتكلف ابتلاعه ولا يكاد يستطيعه، ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت وبين يديه عذاب غليظ.
تفسير الألفاظ :
﴿ يتجرعه ﴾ أي يتكلف جرعه. ﴿ يسيغه ﴾ أي يبتلعه.
تفسير المعاني :
من ورائه جهنم واقف على حافتها يلقي فيها ويسقي من صديد يتكلف ابتلاعه ولا يكاد يستطيعه، ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت وبين يديه عذاب غليظ.
تفسير الألفاظ :
﴿ في يوم عاصف ﴾ العصف اشتداد الريح. يقال عصفت الريح تعصف عصفا أي اشتدت.
تفسير المعاني :
مثل أعمال الكافرين كمثل رماد هبت عليه ريح عاصفة فذهبت كأن لم يكن فلن يجدوا أمامهم منه شيئا يوم القيامة، ذلك هو الضلال البعيد.
تفسير الألفاظ :
ألم تر أن الله خلق السموات والأرض على أكمل وجوه الحكمة ؟ فإن يشأ يذهبكم ويأت بخلق غيركم.
تفسير المعاني :
وما ذلك عليه بكبير.
تفسير الألفاظ :
﴿ فهل أنتم مغنون عنا ﴾ أي دافعون عنا. ﴿ من محيص ﴾ أي من منجي أو مهرب. حاص عنه هرب.
تفسير المعاني :
وبرزوا لله جميعا من قبورهم، فقال الضعفاء منهم للذين استكبروا في الدنيا : إنا كنا تابعين لمذهبكم فهل أنتم دافعون عنا من عذاب الله شيئا ؟ فأجابوهم قائلين : لو كان الله هدانا في الدنيا لهديناكم فسواء علينا الآن أجزعنا أم صبرنا ما لنا من منجي ولا مهرب.
تفسير الألفاظ :
﴿ لما قضي الأمر ﴾ أي لما أحكم وفرغ منه. ﴿ وعد الحق ﴾ وعدا من حقه أن ينجز. ﴿ فأخلفتكم ﴾ أي لم أنجز وعدي لكم. يقال أخلف وعده أي لم يبر به. ﴿ سلطان ﴾ أي تسلط. ﴿ بمصرخكم ﴾ أي بمغيثكم، من أصرخه أي استغاث به فأغاثه. ﴿ بمصرخي ﴾ أي بمغيثي. ﴿ إني كفرت بما أشركتموني من قبل ﴾ أي إني كفرت بإشراككم إياي في الدنيا، أو إني كفرت بالذي أشركتمونيه أي بالله تعالى من قبل إشراككم أنتم به فأنا هالك مثلكم.
تفسير المعاني :
وقال الشيطان لما فرغ من أمر هؤلاء الكافرين : إن الله وعدكم وعدا لا مناص من إنجازه ووعدتكم أنا فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من تسلط غير إني دعوتكم فاستجبتم لي وأطعتموني، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمغيثكم اليوم من عذاب الله ولا أنتم بمغيثي منه، فإني كفرت قبل أن أهبط إلى الأرض بالله الذي أشركتموني معه، إن الظالمين لهم عذاب أليم.
تفسير المعاني :
وأدخل الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحات الجنات تحييهم الملائكة فيها بالسلام.
تفسير الألفاظ :
﴿ وفرعها ﴾ أي أعلاها. فرع الشجرة غصنها، وفرع الشيء أعلاه.
تفسير المعاني :
ألم تر يا محمد كيف ضرب الله لكم مثلا للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ؟ فالكلمة الطيبة كشجرة زكية نامية أصلها راسخ في الأرض وفرعها، أي وأعلاها، في السماء تؤتى أكلها، أي ثمرها، كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ أكلها ﴾ أي ثمرها.
تفسير المعاني :
ألم تر يا محمد كيف ضرب الله لكم مثلا للكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ؟ فالكلمة الطيبة كشجرة زكية نامية أصلها راسخ في الأرض وفرعها، أي وأعلاها، في السماء تؤتى أكلها، أي ثمرها، كل حين بإذن ربها، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ اجتثت ﴾ أي استؤصلت ورفعت جثتها. ﴿ قرار ﴾ أي استقرار.
تفسير المعاني :
ومثل الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة استؤصلت لعدم نفعها وضرر وجودها من فوق الأرض، ما لها من استقرار.
تفسير المعاني :
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت المؤيد بالحجة، المسند بالدليل، في الحياة الدنيا فلا يؤمنون بشيء إلا ببرهان ويثبتهم كذلك في الآخرة، فإذا سئلوا عن معتقداتهم لم يتلعثموا في الجواب كما هو حال المقلدين، ويضل الله الذين ظلموا أنفسهم بالاقتصار على تقليد آبائهم وإن كانوا في ضلال بعيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ بدلوا نعمة الله كفرا ﴾ أي بدلوا شكر نعمته كفرا بها، أو بدلوا نفس النعمة كفرا. ﴿ وأحلوا قومهم دار البوار ﴾ أي وجعلوا قومهم يحلون أي ينزلون دار الهلاك. يقال بار يبور بورا أي هلك.
تفسير المعاني :
ألم تنظر إلى الذين بدلوا نعمة الله عليهم كفرا بها، وأنزلوا قومهم بعنادهم دار الهلاك ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ وبئس القرار ﴾ أي وبئس المقر.
تفسير المعاني :
جهنم يحترقون بنارها وبئس المستقر.
تفسير الألفاظ :
﴿ أندادا ﴾ جمع ند وهو النظير.
تفسير المعاني :
وجعلوا لله نظراء أشركوهم معه في الملك ليضلوا عن سبيله، فقل : تمتعوا فإن مصيركم إلى النار.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا خلال ﴾ أي ولا مخالة أي ولا صداقة، فلا يشفع لك خليل.
تفسير المعاني :
قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة فإنها عمود الدين ومطمأن النفوس، ومفزع الأرواح، والطريق إلى الله، ويبذلوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا انتفاع فيه بمبايعة ولا بمصادقة.
تفسير الألفاظ :
﴿ الفلك ﴾ السفينة وهي تستعمل مفردة وجمعا.
تفسير المعاني :
الله هو الذي خلق السموات والأرض، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، وسخر لكم السفن لتجري في البحر فتنقلكم إلى أقصى البحر بأمره، وسخر لكم الأنهار، فجعلها تروى بيوتكم وحقولكم والغابات المفيدة لكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ دائبين ﴾ أي جادين مستمرين.
تفسير المعاني :
وسخر الشمس والقمر جادين مستمرين في جريهما، وسخر الليل والنهار يتعاقبان لنومكم ومعاشكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ لظلوم كفار ﴾ أي كثير الظلم كثير الكفران.
تفسير المعاني :
ومنحكم من كل ما سألتموه، وإن تعدوا نعمة الله عليكم فلا تحصوها، إن الإنسان لكثير الظلم كثير الكفران.
تفسير الألفاظ :
﴿ واجنبني ﴾ أي أبعدني. يقال جنبه يجنبه جنبا أبعده.
تفسير المعاني :
وإذ قال إبراهيم : رب اجعل هذا البلد آمنا، يعني مكة، وأبعدني وأولادي أن نعبد الأصنام.
تفسير المعاني :
رب إن هذه الأصنام قد أضلت كثيرا من الناس، فمن اتبعني في طريقي الذي أسلكه فإنه مني، ومن عصاني فإنك غفور رحيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ من ذريتي ﴾ أي بعض ذريتي. ﴿ بواد ﴾ الوادي الأرض المحصورة بين جبلين ويكون مجالا للسيل. ﴿ تهوي ﴾ أي تميل. يقال هويه يهواه هوى أي مال إليه وعشقه.
تفسير المعاني :
ربنا إني أسكنت بعض أهلي بواد لا ينبت الزرع بجوار بيتك المحرم، ربنا ليقيموا الصلاة على أكمل وجوهها، فاجعل أفئدة بعض الناس تميل إليهم، وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون.
تشير هذه الآيات الأخيرة إلى ما فعله إبراهيم عليه السلام من إسكان امرأته هاجر وابنه إسماعيل مكة، ولا يخفى أنه قد تبع هذا بناؤه لبيت الحرام الذي كان ولا يزال محط رجال أمم كثيرة إلى اليوم.
تفسير المعاني :
ربنا إنك تعلم ما نكتم وما نظهر وما يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء.
تفسير المعاني :
لك الحمد على ما وهبت لي على الكبر إسماعيل وإسحاق، إن ربي لسميع الدعاء.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومن ذريتي ﴾ لي واجعل بعض ذريتي على طريقتي في ذلك.
تفسير المعاني :
رب اجعلني معدلا للصلاة ومواظبا عليها ومن ذريتي كذلك، رب واستجب دعائي.
تفسير الألفاظ :
﴿ يوم يقوم الحساب ﴾ أي يوم يحصل الحساب، مستعار من القيام على الرجل على حد قولهم : قامت الحرب على ساق.
تفسير المعاني :
رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يحصل الحساب.
تفسير الألفاظ :
﴿ تشخص فيه الأبصار ﴾ أي تفتح فيه الأبصار فلا تغمض هولا وفزعا. يقال شخص بصره يشخص شخوصا أي فتح ولم يطرف.
تفسير المعاني :
ولا تحسبن الله يا محمد غافلا عما يعمله الظالمون، إنما يؤخر حسابهم ليوم تفتح فيه الأبصار فلا تطرف من شدة ما يصيب الناس فيه من الهول.
تفسير الألفاظ :
﴿ مهطعين ﴾ أي مسرعين. ﴿ مقنعي رءوسهم ﴾ أي رافعيها إلى السماء. ﴿ لا يرتد إليهم طرفهم ﴾ أي لا تطرف عينهم بل تبقى شاخصة، والطرف العين. ﴿ وأفئدتهم هواء ﴾ أي خلاء خالية عن الفهم لفرط الدهش والحيرة.
تفسير المعاني :
يوم تراهم مسرعين رافعي رءوسهم لا تطرف لهم عين وأفئدتهم خالية من الإدراك من الكرب.
تفسير الألفاظ :
﴿ وأنذر ﴾ الإنذار الإخبار بتخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الظالمون : ربنا أخرنا إلى ميعاد قريب نجب فيه دعوتك ونتبع الرسل. فيقال لهم : أو لم تقسموا بطرا وغرورا أنكم باقون في الدنيا لا يلحقكم الموت ؟
تفسير المعاني :
والحال أنكم سكنتم مساكن الذين ظلموا أنفسهم، وظهر لكم ماذا فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال تنبيها لكم فلم تعتبروا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وقد مكروا مكرهم ﴾ المكر هو الاحتيال، وهو مستحيل على الله. وإنما أسنده الله إلى نفسه في الآية للمشاكلة بين اللفظين. أما في حقه تعالى فيفسر بالتدبير فيكون المعنى : وقد مكروا، ودبر الله ما يبطل مكرهم ويوافق الحكمة الإلهية. ﴿ وعند الله مكرهم ﴾ أي مكتوب عنده ليجازيهم عليه. ﴿ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ﴾ قيل إن بمعنى ما النافية واللام مؤكدة لها، فيكون المعنى : وما كان مكرهم لنزول منه الجبال في ثباتها ورسوخها، ويكون المراد بالجبال رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وما أوحي إليه. وقرأ الكسائي لتزول منه الجبال على أن إن مخففة واللام فاصلة، ويكون معناه تعظيم مكرهم.
تفسير المعاني :
وقد مكر هؤلاء الكافرون مكرهم لإبطال الإسلام والصد عن سبيله، ودبر الله تخييب عملهم، وسجل عليهم عملهم هذا ليجازيهم عليه، وما مكرهم مهما عظم بمزحزح للجبال، فإن أمر محمد كالجبال بل أرسخ وأثبت.
تفسير المعاني :
فلا تظنن الله مخلفا ما وعده رسله من النصر إن الله عزيز ذو انتقام.
تفسير المعاني :
يوم القيامة تتبدل الأرض غير الأرض والسموات، ويبرزون لله الواحد القهار.
تفسير الألفاظ :
﴿ مقرنين ﴾ أي قرن بعضهم إلى بعض لتشاركهم في العقائد والأعمال. ﴿ في الأصفاد ﴾ أي في القيود، مفرده صفد، وأصله الشد. يقال صفده يصفده صفدا أي أعطاه، وصفده قيده وشده.
تفسير المعاني :
وترى المجرمين يومئذ مشدودين بعضهم إلى بعض في الأغلال.
تفسير الألفاظ :
﴿ سرابيلهم ﴾ أي قمصانهم، جمع سربال. ﴿ وتغشى ﴾ أي وتغطى. يقال غشيه يغشاه غشيا أي غطاه وستره.
تفسير المعاني :
قمصانهم من قطران وتغطى وجوههم النار.
تفسير المعاني :
ليجزي الله كل نفس ما كسبت إنه سريع الحساب.
تفسير المعاني :
هذا بلاغ للناس لينصحوا به ولينذروا وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو العقول.
Icon