تفسير سورة النازعات

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة النازعات من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " اسم عزيز لرب عزيز، سماعه يحتاج إلى سمع عزيز، وذكره يحتاج إلى وقت عزيز، وفهمه يحتاج إلى قلب عزيز.
وأنى لصاحب سمع بالغيبة مبتذل، ووقت معطل في الخسائس مستغرق، وقلب في الاشتغال بالأغيار مستعمل. . أنى له أن يصلح لسماع هذا الاسم ؟ !.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ﴾.
أي الملائكة ؛ تنزعُ أرواحَ الكفَّارِ من أبدانهم.
﴿ غَرْقاً ﴾ : أي إغراقاً كالمُغرِق في قَوْسِه.
ويقال : هي النجوم تنزع من مكانٍ إلى مكان.
هي أنفس المؤمنين تَنْشَط للخروج عند الموت.
ويقال : هي الملائكة تنشِطُ أرواحَ الكفار، وتنزعها فيشتدُّ عليهم خروجُها.
ويقال : هي الوحوش تنشط من بلدٍ إلى بلدِ.
ويقال : هي الأوهاق.
ويقال : هي النجوم تنشط من المشارق إلى المغارب ومن المغارب إلى المشارق.
الملائكة تسبح في نزولها.
ويقال : هي النجوم تسبح في أفلاكها.
ويقال : هي السفن في البحار.
ويقال : هي أرواح المؤمنين تخرج بسهولة لشوقها إلى الله.
الملائكة يسبقون إلى الخير والبركة، أو لأنها تسبق الشياطين عند نزول الوحي، أو لأنها تسبق بأرواح الكفار إلى النار.
ويقال : هي النجوم يسبق بعضها بعضاً في الأفول.
الملائكة تنزل بالحرام والحلال.
ويقال : جبريل بالوحي، وميكائيل بالقَطْرِ والنبات، وإسرافيل بالصُّور، ومََلَكُ الموت يَقْبِضِ الأرواح. . عليهم السلام.
وجوابُ القَسم قوله :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴾.
قوله جلّ ذكره :﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ﴾.
تتحرك الأرضُ حركةً شديدة.
النفخة الأولى في الصُّور. وقيل : الراجفة النفخة الأولى والرادفة النفخة الثانية.
خائفة.
أي إلى أول أمرِنا وحالنا، يعني أئِذا متنا نبعث ونُرَدُّ إلى الدنيا ( ونمشي على الأرض بأقدامنا ) ؟. قالوه على جهة الاستبعاد.
أي بالية.
رَجْعَةٌ ذات خسران ( ما دام المصيرُ إلى النار ).
قوله جلّ ذكره :﴿ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴾.
جاء في التفسير إنها أرض المحشر، ويقال : إنها أرضٌ بيضاء لم يُعْصَ الله فيها.
ويقال :﴿ الساهرة ﴾ نَفْخَةُ الصُّور تذهب بنومهم وتسهرهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:قوله جلّ ذكره :﴿ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴾.
جاء في التفسير إنها أرض المحشر، ويقال : إنها أرضٌ بيضاء لم يُعْصَ الله فيها.
ويقال :﴿ الساهرة ﴾ نَفْخَةُ الصُّور تذهب بنومهم وتسهرهم.

قوله جلّ ذكره :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾.
أي الأرض المطهرة المباركة. ﴿ طُوًى ﴾ اسم الوادي هناك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:قوله جلّ ذكره :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾.
أي الأرض المطهرة المباركة. ﴿ طُوًى ﴾ اسم الوادي هناك.

قلنا له :﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾، فقل له : هل يقع لك أَنْ تؤمِنَ وتتطهر من ذنوبك.
وفي التفسير : لو قُلْتَ لا إله إلا الله فَلَكَ مُلْكٌ لا يزول، وشبابك لا يهرم، وتعيش أربعمائة سنةٍ في السرورة والنعمة. . ثم لك الجنة في الآخرة.
أُقَرِّرُ لك بالآيات صِحَّةَ ما أقول، وأعرفك صحة الدين. . فهل لك ذلك ؟ فلم يَقْبَلْ.
ويقال : أظهر له كل هذا التلطُّفَ ولكنه في خَفِيِّ سِرِّه وواجبِ مَكْرِه به أنه صَرَفَ قلبَه عن إِرداة هذه الأشياء، وإيثار مرادِه على مراد ربِّه، وألَقى في قلبه الامتناعَ، وتَرْكَ قبولِ النُّصْح. . وأيُّ قلبٍ يسمع هذا الخطاب فلا ينقطع لعذوبة هذا اللفظ ؟ وأيَّ كَبِدٍ تعرف هذا فلا تَتَشَقَّقُ لصعوبة هذا المكر ؟.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ﴾.
جاء في التفسير : هي إخراجُ يده بيضاءَ لها شعاعٌ كشعاع الشمس. فقال فرعون : حتى أشاوِرَ هامانَ، فشاوَرَه، فقال له هامان : أبعد ما كُنْتَ ربًّا تكون مربوباً ؟ ! وبعد ما كنت مَلِكاً تكون مملوكاً ؟
فكذَّبَ فرعونُ عند ذلك، وعَصَى، وجَمَعَ السَّحَرَة، ونادى :
﴿ فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:قوله جلّ ذكره :﴿ فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ﴾.
جاء في التفسير : هي إخراجُ يده بيضاءَ لها شعاعٌ كشعاع الشمس. فقال فرعون : حتى أشاوِرَ هامانَ، فشاوَرَه، فقال له هامان : أبعد ما كُنْتَ ربًّا تكون مربوباً ؟ ! وبعد ما كنت مَلِكاً تكون مملوكاً ؟
فكذَّبَ فرعونُ عند ذلك، وعَصَى، وجَمَعَ السَّحَرَة، ونادى :
﴿ فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:قوله جلّ ذكره :﴿ فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى ﴾.
جاء في التفسير : هي إخراجُ يده بيضاءَ لها شعاعٌ كشعاع الشمس. فقال فرعون : حتى أشاوِرَ هامانَ، فشاوَرَه، فقال له هامان : أبعد ما كُنْتَ ربًّا تكون مربوباً ؟ ! وبعد ما كنت مَلِكاً تكون مملوكاً ؟
فكذَّبَ فرعونُ عند ذلك، وعَصَى، وجَمَعَ السَّحَرَة، ونادى :
﴿ فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾.

ويقال : إنَّ إبليس لمَّا سَمِع هذا الخطابَ فرَّ وقال : لا أطيق هذا ! ويقال : قال : أنا ادَّعَيْتُ الخيرية على آدم فلقيت ما لقيت. . وهذا يقول :﴿ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأَعْلَى ﴾.
قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴾.
أي في إهلاكنا فرعون لَعِبْرَةً لمن يخشى.
قوله جلّ ذكره :﴿ أأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ﴾.
﴿ فَسَوَّاهَا ﴾ جعلها مستوية.
﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا ﴾ أظلم ليلها. ﴿ ضُحَاهَا ﴾ ضوؤُها ونهارها.
﴿ دَحَاهَا ﴾ بَسَطَها وَمدَّها.
أخرج من الأرض العيون المتفجرة بالماء، وأخرج النبات. .
أَثْبَتَها أوتاداً للأرض.
أي أخرجنا النبات ليكون لكم به استمتاع، وكذلك لأَنعامِكم.
الداهية العُظمى. . وهي القيامة.
وبرزت الجحيم لمن يرى، فأمَّا من طغى وكَفَرَ وآثر الحياة الدنيا فإنَّ الجحيمَ له المأوى والمُسْتَقَرُّ والمثوى.
﴿ مَقَامَ رَبِّهِ ﴾ : وقوفه غداً في محل الحساب. ويقال : إقبالُ الله عليه وأنَّه راءٍ له. . وهذا عينُ المراقبة، والآخَر محلُّ المحاسبة.
﴿ وَنَهَى النَّفْسَ عِنِ الْهَوَى ﴾ أي لم يتابع هواه.
قوله جلّ ذكره :﴿ يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ﴾.
أي متى تقوم ؟
مِنْ أَين لك عِلْمُها ولم نعلمك ذلك.
أي إنما يعلم ذلك ربُّكَ.
أي تخوِّف، فيقبل تخويفَك مَنْ يخشاها ويؤمن.
كأنهم يومَ يَرَوْن القيامة ﴿ لَمْ يَلْبَثُواْ إلا عشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ فلشدة ما يرون تقل عندهم كثرةُ ما لبثوا تحت الأرض.
Icon