آيها خمس وخمسون
هي مكية إلا قوله تعالى :﴿ أم يقولون نحن جميع منتصر( ٤٤ )سيهزم الجمع ويولون الدبر( ٤٥ )بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾( القمر : ٤٤ – ٤٦ ) فمدنية.
نزلت بعد الطارق.
ومناسبتها لما قبلها من وجوه :
مشاكلة آخر السورة السابقة لأول هذه فقد قال هناك : أزفت الآزفة، وقال هنا : اقتربت الساعة.
حسن التناسق بين النجم والقمر.
إن هذه قد فصلت ما جاء في سابقتها، ففيها إيضاح أحوال الأمم التي كذبت رسلها، وتفصيل هلاكهم الذي أشار إليه في السابقة بقوله :﴿ وأنه أهلك عادا الأولى( ٥٠ )وثمودا فما أبقى( ٥١ )وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم أطغى ﴾ ( النجم : ٥٠ – ٥٢ ) فما أشبهها مع سابقتها بالأعراف بعد الأنعام، والشعراء بعد الفرقان.
ﰡ
﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر( ١ )وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر( ٢ )وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر( ٣ )ولقد جاءهم من الأنبياء ما فيه مزدجر( ٤ )حكمة بالغة فما تغن النذر( ٥ )فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر( ٦ )خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر( ٧ )مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ﴾( القمر : ١ – ٨ ).
تفسير المفردات : اقتربت : أي دنت وقربت، وانشق القمر : أي انفصل بعضه من بعض وصار فرقتين.
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح :﴿ اقتربت الساعة ﴾ أي دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة، وقرب انتهاء الدنيا وهذا كقوله :﴿ أتى أمر الله فلا تستعجلوه ﴾ ( النحل : ١ )، وقوله :﴿ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ﴾ ( الأنبياء : ١ ).
﴿ وانشق القمر ﴾أي وسينشق القمر وينفصل بعضه من بعض حين يختل نظام هذا العالم وتبدل الأرض غير الأرض، ونحو هذا قوله :﴿ إذا السماء انشقت ﴾ ( الانشقاق : ١ )وقوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١-٢ )وكثير غيرهما من الآيات الدالة على الأحداث الكبرى التي تكون حين خراب هذا العالم وقرب قيام الساعة.
ويرى جمع من المفسرين أن هذا حدث قد حصل، وأن القمر صار فرقتين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بنحو خمس سنين، فقد صح من رواية الشيخين وابن جرير عن أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء ( جبل بمكة ) بينهما، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن مسعود :( انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة على الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اشهدوا ).
وجاء عنه أيضا : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة، فقال رجل : انتظروا ما يأتيكم به السفار، فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس، فجاء السفار فأخبروهم بذلك. رواه أبو داود والطيالسي، وفي رواية البيهقي : فسألوا السفار وقد قدموا من كل وجه فقالوا : رأيناه، فأنزل الله تعالى :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾.
والذي يدل على أن هذا إخبار عن حدث مستقبل لا عن انشقاق ماض أمور :
١ )إن الإخبار بالانشقاق أتى إثر الكلام على قرب مجيء الساعة، والظاهر تجانس الخبرين وأنهما خبران عن مستقبل لا عن ماض.
٢ )إن انشقاق القمر من الأحداث الكونية الهامة التي لو حصلت لرآها من الناس من لا يحصى كثرة من العرب وغيرهم، ولبلغ حدا لا يمكن أحدا أن ينكره، وصار من المحسوسات التي لا تدفع، ولصار من المعجزات التي لا يسع مسلما ولا غيره إنكارها.
٣ )ما ادعى أحد من المسلمين إلا من شذ أن هذه معجزة بلغت حد التواتر، ولو كان قد حصل ذلك ما كان رواته آحادا، بل كانوا لا يعدون كثرة.
٤ )إن حذيفة بن اليمان وهو ذلكم الصحابي الجليل خطب الناس يوم الجمعة في المدائن حين فتح الله فارس فقال : ألا إن الله تبارك وتعالى يقول : اقتربت الساعة وانشق القمر، ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق، ألا وإن الغاية النار، والسابق من سبق إلى الجنة، فهذا الكلام من حذيفة في معرض قرب مجيء الساعة وتوقع أحداثها، لا في كلام عن أحداث قد حصلت تأييدا للرسول وإثباتا لنبوته، لأنه ذلك كان في معرض العظة والاعتبار.
وبعد أن ذكر قرب مجيء الساعة وكان ذلك مما يستدعي انتباههم من غفلتهم، والتفكير في مصيرهم، والنظر فيما جاءهم به الرسول من الأدلة المثبتة لنبوته، والمؤيدة لصدقه، لكنهم مع كل هذا ما التفتوا إلى الداعي لهم إلى الرشاد، والهادي لهم إلى سواء السبيل، بل أعرضوا وتولوا مستكبرين كما قال :
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح :﴿ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ﴾أي وإن ير المشركون علامة تدلهم على حقيقة نبوتك، وترشدهم إلى صدق ما جئت به من عند ربك، يعرضوا عنها ويولوا مكذبين بها، منكرين أن يكون ذلك حقا، ويقولوا تكذيبا منهم بها : هذا سحر سحرنا به محمد، وهو يفعل ذلك على مر الأيام.
وفي هذا إيماء إلى ترادف الآيات، وتتابع المعجزات.
وقال الكسائي والفراء واختاره النحاس : إن المراد بالمستمر الذاهب الزائل عن قرب، إذ هم قد عللوا أنفسهم ومنوها بالأماني الفارغة، وكأنهم قالوا : إن حاله عليه السلام وما ظهر من معجزاته إن هي إلا سحابة صيف عن قريب تقشع، ولكن أيهات أيهات، فقد غرتهم الأماني :﴿ ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ﴾( التوبة : ٣٢ ).
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
ثم أكد ما سبق بقوله :
الإيضاح :﴿ وكذبوا واتبعوا أهواءهم ﴾ أي وكذبوا بالحق إذ جاءهم، واتبعوا ما أمرتهم به أهواؤهم، لجهلهم وسخف عقولهم.
والخلاصة : إنهم كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا حججه وقالوا : هو كاهن يقول عن النجوم ويختار الأوقات للأفعال، وساحر يسترهب الناس بسحره، إلى أشباه هذا من مقالاتهم التي تدل على العناد وعدم قبول الحق.
ثم سلى رسوله وهدد المشركين بقوله :
﴿ وكل أمر مستقر ﴾ أي وكل شيء ينتهي إلى غاية تشاكله، فأمرهم سينتهي إلى الخذلان في الدنيا والعذاب الدائم في الآخرة، وأمرك سينتهي إلى النصر في الدنيا والجنة في الآخرة.
وهذه قاعدة عامة تنضوي تحتها حركات الكواكب والأفلاك ونظم العمران وأعمال الأفراد والأمم.
وقصارى ذلك إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم سيصل إلى غاية يتبين عندها أنه الحق، وأن ما سواه هو الباطل، فقد جرت سنة الله بأن الحق يثبت، والباطل يزهق بحسب ما وضعه في نظم الخليقة ( البقاء للأصلح ).
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح : ثم ذكر أنهم في ضلال بعيد، فإن ما جاء في القرآن من أخبار الماضين قد كان فيه مزدجر لهم لو كانوا يعقلون، قال :
﴿ ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر ﴾أي ولقد جاء هؤلاء المشركين الذين كذبوا بك واتبعوا أهواءهم – من الأخبار عن الماضين الذين كذبوا الرسل فأحل الله بهم من العقوبات ما قصه في كتابه – ما يردعهم ويزجرهم عما هم فيه من القبائح، إذ أبادهم في الدنيا وسيعذبهم يوم الدين جزاء وفاقا لما دنسوا به أنفسهم من الشرك بربهم وعصيان رسله، واجتراحهم للسيئات.
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح : ثم بين الذي جاءهم به فقال :
﴿ حكمة بالغة ﴾ أي هذه الأنباء غاية الحكمة في الهداية والإرشاد إلى طريق الحق لمن اتبع عقله وعصى هواه.
﴿ فما تغني النذر ﴾أي إن النذر لم يبعثوا ليلجئوا الناس إلى قبول الحق، وإنما أرسلوا مبلغين فحسب ؛ فليس عليك ولا على الأنبياء قبلك الإغناء والإلجاء إلى اتباع سبيل الهدى، فإذا بلغت فقد أتيت بما عليك من الحكمة البالغة التي أمرت بها في نحو قوله :﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ﴾ ( النحل : ١٢٥ ) وتول عنهم بعدئذ.
ونحو الآية قوله :﴿ فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا ﴾( الشورى : ٤٨ ).
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح : ثم أمر رسوله ألا يجادلهم ولا يناظرهم فإن ذلك لا يجدي نفعا فقال :
﴿ فتول عنهم ﴾ أي فأعرض عن هؤلاء المشركين المكذبين ولا تحاجهم، فإنهم قد بلغوا حدا لا يقنعون معه بحجة ولا برهان، فأحرى بك ألا تلتفت إلى نصحهم وإرشادهم، فقد عييت بأمرهم، وبرمت بعنادهم.
﴿ يوم يدعو الداع إلى شيء نكر ﴾أي واذكر حين ينادي الداعي إلى شيء فظيع تنكره نفوسهم، إذ لا عهد لها بمثله، وهو موقف الحساب وما فيه من أهوال.
وقد جرت العادة أن من ينصح شخصا لا يؤثر فيه النصح أن يعرض عنه ويقول لسواه ما فيه نصح للمعرض عنه، وهدايته وإرشاده لو أراد.
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح : ثم ذكر حال الكافرين في هذا اليوم فقال :
﴿ خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ﴾ أي يخرجون من قبورهم ذليلة أبصارهم من هول ما يرون، كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب إجابة للداعي جراد قد انتشر في الآفاق.
وجاء تشبيههم في الآية الأخرى بالفراش في قوله :﴿ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ﴾( القارعة : ٤ ).
وهم يكونون أولا كالفراش حين يموجون فزعين، لا يهتدون أين يتوجهون، لأن الفراش لا جهة لها تقصدها، ثم يكونون كالجراد المنتشر إذا توجهوا للحشر، فهما تشبيهان باعتبار وقتين، وحكى ذلك عن مكي بن أبى طالب.
المعنى الجملي : يخبر سبحانه باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو ما جاء في قوله :﴿ إذا الشمس كورت( ١ )وإذا النجوم انكدرت ﴾( التكوير : ١ – ٢ ) روى أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سف يسير فقال :( والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ).
وروى أحمد عن سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( بعثت أنا والساعة هكذا، أشار بإصبعيه السبابة والوسطى ).
ثم ذكر أن الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا : إن هذا سحر منك يتلو بعضه بعضا : ثم أخبر أن أمرهم سينتهي بعد حين وسيستقر أمرك، وسينصرك الله عليهم نصرا مؤزرا، ثم أعقب هذا بأن عبر الماضين وإهلاك الله لهم بعد تكذيبهم أنبياءهم كانت جد كافية لهم لو أن لهم عقولا يفكرون بها فيما هم قادمون عليه، ولكن أنى تغني الآيات والنذر عن قوم قد أضلهم الله على علم وختم على قلوبهم وجعل على سمعهم وبصرهم غشاوة ؟. ثم أمر رسوله بالإعراض عنهم وسيخرجون من قبورهم أذلاء ناكسي الرؤوس مسرعين إلى إجابة الداعي، يقول الكافرون منهم هذا يوم شديد حسابه، عسير عقابه.
الإيضاح :﴿ مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ﴾ أي مسرعين إلى الداعي لا يخالفون ولا يتأخرون، ويقولون هذا يوم شديد الهول سيئ المنقلب.
ونحو الآية قوله :﴿ فذلك يومئذ يوم عسير( ٩ )على الكافرين غير يسير ﴾( المدثر : ٩-١٠ ).
وفي هذا إيماء إلى أنه هين على المؤمن لا عسر فيه ولا مشقة.
قصص بعض الأنبياء مع أممهم :
﴿ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر( ٩ )فدعا ربه أني مغلوب فانتصر( ١٠ )ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر( ١١ )وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر( ١٢ )وحملناه على ذات ألواح ودسر( ١٣ )تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر( ١٤ )ولقد تركناها آية فهل من مدكر( ١٥ )فكيف كان عذابي ونذر( ١٦ )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾( القمر : ٩-١٧ ).
تفسير المفردات : وازدجر : أي وزجر عن التبليغ بأنواع الأذى والتخويف.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح :﴿ كذبت قبلهم قوم نوح ﴾ أي كذب قبل قومك قوم نوح فكانوا أسوة لمن بعدهم من المكذبين للرسل.
ثم فصل هذا التكذيب بقوله :
﴿ فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر ﴾ أي فكذبوا عبدنا نوحا ونسبوه إلى الجنون، وزجروه وتوعدوه، لئن لم ينته ليكونن من المرجومين.
وأضاف العبد إليه في قوله :﴿ عبدنا ﴾ للإشارة إلى أنه لم يعبد سواه، فهو في جميع أفعاله لله ؛ وإلى أنه صادق في دعواه النبوة، فهو لا ينطق عن الهوى، فتكذيبهم له قبيح غاية القبح، بالغ نهاية العتو والإنكار.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح : ثم بين أنه عيل بهم صبرا، وضاق بهم ذرعا فدعا عليهم فقال :
﴿ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ﴾ أي فدعا نوح ربه قائلا إن قومي قد غلبوني لتمردهم وعتوهم، ولا طاقة لي بهم، فانتصر منهم بعقاب من عندك على كفرهم بك.
وقصارى ذلك : انتصر لك ولدينك، فإني قد غلبت وعجزت عن الانتصار لهما.
أعيناي جودا بالدموع الهوامر على خير باد من معد وحاضر
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح : ثم أخبر سبحانه أنه قد أجاب دعاءه فقال :
﴿ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ﴾ أي فصببنا عليهم ماء ثجاجا من السماء، وتقول العرب في المطر الوابل : جرت ميازيب السماء. روي أنهم طلبوا المطر سنين فأهلكهم الله بما طلبوا.
وفي الآية إيماء إلى أن الله انتصر منهم، وانتقم بماء لا بجند أنزله.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح :﴿ وفجرنا الأرض عيونا ﴾ أي وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون متفجرة.
﴿ فالتقى الماء على أمر قد قدر ﴾ أي فالتقى الماء أي ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدره الله وهو هلاكهم بالطوفان.
والخلاصة : إن الله أرسل ماء السحاب مدرارا، وأخرج من الأرض ماء ثجاجا فالتقى الماءان فأحدثا طوفانا على وجه الأرض، فأغرق به قوم نوح، ونجا نوح بركوب سفينته التي بناها كما أشار إلى ذلك في هود بالتفصيل وأشار إليه هنا بقوله :
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح :﴿ وحملناه على ذات ألواح ودسر ﴾ أي وأنقذناه من الطوفان، فحملناه على سفينة ذات خشب ومسامير.
وجاء في سورة العنكبوت ﴿ فأنجيناه وأصحاب السفينة ﴾ ( العنكبوت : ١٥ ).
وفي هذا إيماء إلى أنه تعالى يوجد الأسباب لتحقيق ما يريد من المسببات، بحسب السنن التي وضعها في الخليقة، وأنه يمهل الظالمين، ولا يهملهم كما جاء في الحديث :( إن ربك لا يهمل ولكن يمهل ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح : ثم أشار إلى أنه كان محروسا بعناية الله وكلاءته فقال :
﴿ تجري بأعيننا ﴾ أي تجري محفوظة بحراستنا، فقد كانت بمرأى منا فنحن نكلؤها ونرعاها، كما يرعى المرء ما يراه بعينه، ويقع تحت سمعه وبصره، ويقول القائل إذا وصى آخر بأمر وشدد عليه : اجعله نصب عينيك أي اهتم به، ولا تهمله.
ثم بين أن هذا هو الجزاء العادل على سوء صنيعهم، وكفرهم بربهم فقال :
﴿ جزاء لمن كان كفر ﴾ أي فعلنا ذلك بهم جزاء كفرهم بآياتنا، وجحودهم بنعمائنا، وتكذيبهم برسولنا.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح : ثم ذكر أنه أبقى السفينة عبرة لمن بعدهم على كر الدهور والأعوام فقال :
﴿ ولقد تركناها آية ﴾ أي ولقد جعلنا السفينة التي حملنا فيها نوحا ومن معه – عبرة لمن بعده من الأمم، ليدبروا ويتعظوا، ويرعووا أن يسلكوا مسلكهم وينهجوا نهجهم في الكفر بالله وتكذيب رسله، فيصيبهم مثل ما أصابهم من العقوبة ؛ وقد رووا أن الله حفظها آمادا طويلة بأرض الجزيرة على جبل الجودي. وقال قتادة : أبقاها الله بباقردى من أرض الجزيرة حتى أدركتها أوائل هذه الأمة.
ونحو الآية قوله تعالى :﴿ إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية( ١١ )لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية ﴾( الحاقة : ١١ – ١٢ ).
﴿ فهل من مدكر ﴾ أي فهل من معتبر بتلك الآية الحرية بالاعتبار، الجديرة بطويل التفكير والتأمل في عواقب المكذبين برسل الله، الجاحدين بوحدانيته، المتخذين له الأنداد والأوثان.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح : ثم بين سبحانه شديد نكاله وعقابه فقال :
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ أي ما أشد ما أنزلته بهم من البوار والهلاك، وما أفظع إنذاري لهم بما أحللته بهم من النقمة بعد النعمة، وهكذا عاقبة كل مكذب جبار.
ولا يخفى ما في هذا من شديد الوعيد، وعظيم التهديد، لكل باغ عنيد، ساخط على الرسل، مكذب بربه.
والخلاصة : انظر كيف كان عذابي لمن كفر بي، وكذب رسلي، وكيف انتصرت لهم، وأخذت أعداءهم بما يستحقون ؟.
ثم ذكر أن هذا القصص وأمثاله إنما ذكر في القرآن للعبرة، لا ليكون قصصا تاريخيا يتلى، فقال :
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه فيما سلف أنه جاءهم من الأخبار ما فيه زاجر لهم لو تذكروا ولكن لم تغنهم تلك الزواجر شيئا – أردف هذا ذكر قصص من قبلهم من الأمم كقوم نوح وعاد وثمود، ليبين لرسوله أنهم ليسوا ببدع في الأمم، بل كثير منهم فعلوا فعلهم بل كانوا أشد منهم عتوا واستكبارا، وأن الأنبياء قبله قد لاقوا منهم من البلاء ما لاقيت، فلا تأس على ما فرط منهم، ولا تبتئس بما كانوا يفعلون كما جاء في قوله سبحانه :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾( الكهف : ٦ ).
وفي هذا وعيد للمشركين من أهل مكة وغيرهم على تكذيبهم رسولهم، وأنهم إن لم ينيبوا إلى ربهم فسيحل بهم من العذاب مثل ما حل بمن قبلهم، وينجي نبيه والمؤمنين كما نجى من قبله من الرسل وأتباعهم من نقمه التي أحلها بأممهم.
الإيضاح :﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر ﴾ أي ولقد سهلنا لفظه، ويسرنا معناه، وملأناه بأنواع العبر والمواعظ، ليتعظ به من يشاء، ويتدبر من أراد ﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴾( الذاريات : ٥٥ ).
ونحو الآية قوله :﴿ كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ﴾ ( ص : ٢٩ ) وقوله :﴿ فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ﴾( مريم : ٩٧ ).
روى الضحاك عن ابن عباس قال : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل.
﴿ فهل من مدكر ﴾أي فهل من متعظ به، مزدجر عن معاصيه، أي ما أقل من تذكر به، واتعظ بأمره ونهيه.
﴿ كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر( ١٨ )إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر( ١٩ )تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر( ٢٠ )فكيف كان عذابي ونذر( ٢١ )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾( القمر : ١٨ – ٢٢ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص قوم نوح وما فيه من العبرة لمن تدبر وفكر، أعقبه بقصص عاد قوم هود، ليبين للمكذبين أن عاقبة كل مكذب الهلاك والبوار وإن تعددت أسبابه.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فقد أرسل الله عليهم ريحا عاصفا، لصوتها صرير حين هبوطها في يوم شؤم عليهم، واستمر بهم البلاء حتى حل بهم الدمار، وكانت الريح لشدتها تقتلع الناس من الأرض وترفعهم إلى السماء ثم ترمي بهم على رؤوسهم، فتندق رقابهم، وتبين من أجسامهم، فانظروا أيها المكذبون إلى ما أحل بهم من العذاب جزاء تكذيبهم لرسوله، كما هي سنة الله في أمثالهم من المكذبين.
الإيضاح :﴿ كذبت عاد ﴾أي كذبت عاد نبيهم هودا فيما أتاهم به عن الله، كما كذبت قوم نوح من قبلهم نبيهم.
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ أي فانظروا معشر قريش، كيف كان عذابي إياهم، وعقابي لهم على كفرهم بالله، وتكذيبهم رسوله هودا، وإنذاري من سلك سبيلهم وتمادى في الغي والضلال بحلول مثل ذلك العقاب به.
وفي هذا توجيه لقلوب السامعين إلى الإصغاء لما يلقى عليهم قبل ذكره، وتعجيب من حالهم بعد بيانه، كأنه قيل : كذبت عاد فانظروا كيف كان عذابي وإنذاري لهم به قبل نزوله.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص قوم نوح وما فيه من العبرة لمن تدبر وفكر، أعقبه بقصص عاد قوم هود، ليبين للمكذبين أن عاقبة كل مكذب الهلاك والبوار وإن تعددت أسبابه.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فقد أرسل الله عليهم ريحا عاصفا، لصوتها صرير حين هبوطها في يوم شؤم عليهم، واستمر بهم البلاء حتى حل بهم الدمار، وكانت الريح لشدتها تقتلع الناس من الأرض وترفعهم إلى السماء ثم ترمي بهم على رؤوسهم، فتندق رقابهم، وتبين من أجسامهم، فانظروا أيها المكذبون إلى ما أحل بهم من العذاب جزاء تكذيبهم لرسوله، كما هي سنة الله في أمثالهم من المكذبين.
الإيضاح : ثم فصل ما أجمله أولا فقال :
﴿ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ﴾ أي إنا بعثنا إلى عاد إذ تمادوا في طغيانهم وكفرهم بربهم ريحا شديدة العصوف في برد، لصوتها صرير، في زمن شؤم ونحس عليهم، إذ ما زالت مستمرة حتى أهلكتهم.
ونحو الآية قوله :﴿ فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات ﴾ ( فصلت : ١٦ )وقوله :﴿ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ﴾ ( الحاقة : ٧ )أي متتابعة. وما روي من شؤم بعض الأيام فلا يصح شيء منه، فالأيام كلها لله، لا ضرر فيها لذاتها، ولا محذور منها، ولا سعد فيها ولا نحس، فما من يوم يمر إلا وهو سعد على قوم ونحس على آخرين، باعتبار ما يحدثه الله فيه من الخير والشر لهم، فكل منها يتصف بالأمرين :
ألا إنما الأيام أبناء واحد وهذي الليالي كلها أخوات
وتخصيص كل يوم بعمل كما يزعم بعض الناس وينسبون في ذلك أبياتا إلى علي كرم الله وجهه، لا يصح منه شيء، وإنما هو نزغات شيعية لا تستند إلى ركن من الدين ركين.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر قصص قوم نوح وما فيه من العبرة لمن تدبر وفكر، أعقبه بقصص عاد قوم هود، ليبين للمكذبين أن عاقبة كل مكذب الهلاك والبوار وإن تعددت أسبابه.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فقد أرسل الله عليهم ريحا عاصفا، لصوتها صرير حين هبوطها في يوم شؤم عليهم، واستمر بهم البلاء حتى حل بهم الدمار، وكانت الريح لشدتها تقتلع الناس من الأرض وترفعهم إلى السماء ثم ترمي بهم على رؤوسهم، فتندق رقابهم، وتبين من أجسامهم، فانظروا أيها المكذبون إلى ما أحل بهم من العذاب جزاء تكذيبهم لرسوله، كما هي سنة الله في أمثالهم من المكذبين.
الإيضاح :﴿ تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ﴾ أي تقتلعهم حتى يصيروا كأنهم أعجاز نخل قد انقلع من مغارسه في الأرض.
وفي الآية إيماء إلى أن الريح كانت تقتلع رؤوسهم فتبقي الأجسام ولا رؤوس لها، وإلى أنهم كانوا ذوي جثث عظام طوال كالنخل، وإلى أنهم أعملوا أرجلهم في الأرض وقصدوا بذلك مقاومة الريح، وإلى أن الريح جعلتهم كأنهم خشب يابسة لشدة بردها.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فقد أرسل الله عليهم ريحا عاصفا، لصوتها صرير حين هبوطها في يوم شؤم عليهم، واستمر بهم البلاء حتى حل بهم الدمار، وكانت الريح لشدتها تقتلع الناس من الأرض وترفعهم إلى السماء ثم ترمي بهم على رؤوسهم، فتندق رقابهم، وتبين من أجسامهم، فانظروا أيها المكذبون إلى ما أحل بهم من العذاب جزاء تكذيبهم لرسوله، كما هي سنة الله في أمثالهم من المكذبين.
الإيضاح : ثم هول من أمر العذاب والإنذار بعد بيانهما فقال :
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾أي فانظروا كيف كان عذابي وإنذاري، وقد كرره تعظيما لشأنه، وهذه سنة في بليغ الكلام، في باب النصح والإرشاد، وباب التهديد والوعيد، وقد يكون الأول إشارة إلى عذاب الدنيا، والثاني إلى عذاب الآخرة كما جاء في قصصهم في آية أخرى :﴿ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ﴾( فصلت : ١٦ ).
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فقد أرسل الله عليهم ريحا عاصفا، لصوتها صرير حين هبوطها في يوم شؤم عليهم، واستمر بهم البلاء حتى حل بهم الدمار، وكانت الريح لشدتها تقتلع الناس من الأرض وترفعهم إلى السماء ثم ترمي بهم على رؤوسهم، فتندق رقابهم، وتبين من أجسامهم، فانظروا أيها المكذبون إلى ما أحل بهم من العذاب جزاء تكذيبهم لرسوله، كما هي سنة الله في أمثالهم من المكذبين.
﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾الكلام فيه كسابقه فلا نعيده.
﴿ كذبت ثمود بالنذر( ٢٣ )فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر( ٢٤ )أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر( ٢٥ )سيعلمون غدا من الكذاب الأشر( ٢٦ )إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر( ٢٧ )ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر( ٢٨ )فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر( ٢٩ )فكيف كان عذابي ونذر( ٣٠ )إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر( ٣١ )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾( القمر : ٢٣ – ٣٢ ).
تفسير المفردات : بالنذر : أي بالرسل، وتكذيب صالح تكذيب لهم جميعا لاتفاقهم على أصول الشرائع.
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح :﴿ كذبت ثمود بالنذر ﴾ أي كذبت ثمود بنذر الله ورسله الذين بعثهم لخلقه، وهم وإن كذبوا صالحا فحسب، فإن تكذيبه تكذيب لهم جميعا، لاتفاقهم على الأصول العامة للتشريع، وهي التوحيد ومجيء الرسل واليوم الآخر.
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح : ثم فصل تكذيبهم وحكى عنهم مقالهم فقال :
﴿ فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه ﴾ أي أنتبع واحدا من الدهماء، لا من علية القوم ولا من أشرافهم، وليس له ميزة عن امرئ منها بعلم ظاهر، ولا ثروة وغنى، تجعله يدعي أن يكون الزعيم لنا.
ثم ذكروا وجه إصرارهم على تكذيبه بقوله :
﴿ إنا إذا لفي ضلال وسعر ﴾ أي إنا لو اتبعناه نكون قد ضللنا الصراط السوي، وجانبنا الصواب، وصرنا لا محالة إلى الجنون الذي لا يرضى به عاقل لنفسه.
روي أن صالحا كان يقول لهم : إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق وسعر، فعكسوا عليه مقاله بعتوهم واستكبارهم فقالوا : إنا إن اتبعناك كنا كما تقول :
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح : ثم بالغوا في العتو والإنكار وتعجبوا من أمره ونسبوه إلى الاختلاق والكذب فقالوا :
﴿ أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ﴾أي أأنزل عليه الوحي من بيننا وأوتي النبوة وهو واحد منا ؟ ولم اختصه الله بإنزال الشرائع عليه وهو ليس بملك مكرم ؟ الحق إنه لكذاب متجبر، يريد أن تكون له السيطرة والسلطان علينا، ويود أن يكون الرئيس المطاع، وما ذاك إلا بما زينته له نفسه، وأغواه به الشيطان، ولا يستند إلى وحي سماوي، ولا أمر إلهي.
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح : ثم حكى سبحانه ما قاله لصالح وعدا له ووعيدا لقومه فقال :
﴿ سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ﴾ أي سيعلمون عن قريب حين يحل بهم الهلاك الدنيوي – من الكذاب البطر الذي حمله بطره على ما فعل، أصالح في دعواه الرسالة من ربه، وأنه أمره بالتبليغ لهداية قومه إلى الحق وإلى طريق مستقيم، أم هم في تكذيبهم إياه ودعواهم عليه الاختلاق والكذب ؟
وقصارى ذلك : سيتبين لهم أنهم هم الكذابون الأشرون.
وأورد الكلام على طريق الإبهام للإشارة إلى أنه مما لا يخفى، جريا على أساليبهم كقوله تعالى آمرا رسوله أن يقول للمشركين :﴿ وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ﴾( سبأ : ٢٤ )وقوله :
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن أيى وأيك فارس الأحزاب
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
ثم ذكر مقدمات العذاب الموعود به فقال :
﴿ إنا مرسلو الناقة فتنة لهم ﴾ أي إنا مخرجو الناقة من الهضبة التي طلبوا من نبيهم بعثها منها، لتكون آية لهم، وحجة على صدقه في ادعائه النبوة، وتكون فتنة واختبارا لهم، أيؤمنون بالله ويتبعونه فيما أمرهم به من توحيد، أم يكذبونه ويكفرون به ؟.
﴿ فارتقبهم واصطبر ﴾ أي فانتظر ماذا يفعلون ؟ وأبصر ماذا يصنعون ؟ واصبر على أذاهم ولا تعجل حتى يأتي أمر الله، فإن الله ناصرك، ومهلك عدوك.
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح :﴿ ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ﴾ أي وأخبرهم أن ماء بئرهم مقسوم بينهم وبين الناقة، لها يوم ولهم يوم، وكل حصة منه يحضر صاحبها ليأخذها في نوبته، فتحضر الناقة تارة، ويحضرون هم أخرى.
وقد جعلت القسمة على هذا الوجه لمنع الضرر، لأن حيوان القوم كانت تنفر منها، ولا ترد الماء وهي عليه، فصعب ذلك عليهم.
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾ أي فملت ثمود هذه القسمة، وأرادوا الخلاص منها، فنادوا قدار بن سالف وكان أشقاهم ليعقرها وحضوه على ذلك، فلبى طلبهم وتناولها بيده وأهوى بالسيف ضربا على قوائمها، فخرت صريعة.
الإيضاح : ثم ذكر عقابهم الفظيع فقال :
﴿ فكيف كان عذابي ونذر ﴾ قد سبق تفسير هذا.
المعنى الجملي : قص الله علينا قصص ثمود مع نبيها صالح، إذ قالوا : أنحن العدد الجم، والكثرة الساحقة، نتبع واحدا منا لا امتياز له عنا ؟ إنا إذا فعلنا ذلك لفي ضلال وبعد عن محجة الصواب، وإنه لكاذب فيما يدعيه من الوحي عن ربه، وما هو إلا بشر وليس بملك، فقال لهم ربهم، ستعلمون بعد حين قريب من الكذاب البطر ؟ وقد جعلنا ناقته فتنة واختبارا لهم، فأمرناه أن يخبرهم بأن ماء البئر يقسم بينها وبينهم، فلها يوم ولهم آخر، فما ارتضوا هذا وقام فاسقهم قدار وعقر الناقة فخرت صريعة، فجازاهم الله فأرسل عليهم العذاب فصاروا كالهشيم الذي يتفتت حين بناء حظيرة الماشية.
الإيضاح : ثم فصل هذا العذاب بقوله :
﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾أي إنا أرسلنا جبريل فصاح بهم صيحة فصاروا كالحشيش البالي الذي يجمعه صاحب الحظيرة لماشيته، وكأنهم هلكوا من أمد بعيد.
وقصارى ذلك : إنهم بادروا عن آخرهم ولم تبق منهم باقية، وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات.
الإيضاح :﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾ مر بيان هذا.
﴿ كذبت قوم لوط بالنذر( ٣٣ ) إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر( ٣٤ )نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر( ٣٥ )ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر( ٣٦ )ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر( ٣٧ )ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر( ٣٨ )فذوقوا عذابي ونذر( ٣٩ )ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾( القمر : ٣٣ –٤٠ ).
المعنى الجملي : ذكر هنا تكذيب قوم لوط لنبيهم ومخالفتهم إياه، واجتراحهم من السيئات ما لم يسبقهم به أحد من العالمين، بإتيانهم الذكران دون النساء، ثم أردفه ذكر عذابهم بإرسال حجارة من سجيل عليهم إلا من آمن منهم، فقد نجاهم بسحر، وما أهلكهم إلا بعد أن أنذرهم عذابه على لسان رسوله فكذبوه.
الإيضاح :﴿ كذبت قوم لوط بالنذر ﴾ أي كذبت قوم لوط بآيات الله التي أنذرهم بها.
الحاصب الريح الشديدة التي تثير الحصباء، والحصب( بفتحتين ) ما تحصب به النار : أي ترمى، وكل ما ألقيته في النار فقد حصبتها به، والسحر : السدس الأخير من الليل، وقال الراغب : السحر والسحرة : اختلاط ظلام آخر الليل بصفاء النهار.
المعنى الجملي : ذكر هنا تكذيب قوم لوط لنبيهم ومخالفتهم إياه، واجتراحهم من السيئات ما لم يسبقهم به أحد من العالمين، بإتيانهم الذكران دون النساء، ثم أردفه ذكر عذابهم بإرسال حجارة من سجيل عليهم إلا من آمن منهم، فقد نجاهم بسحر، وما أهلكهم إلا بعد أن أنذرهم عذابه على لسان رسوله فكذبوه.
الإيضاح : ثم أعقبه بذكر جزائهم على هذا التكذيب ونجاة من آمن منهم فقال :
﴿ إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر ﴾أي إنا عاقبناهم بإرسال ريح تحمل الحصباء، وما زالت بهم حتى دمرتهم، إلا من آمن منهم، فإنا أمرناهم بالخروج آخر الليل لينجوا من الهلاك.
الإيضاح : ثم بين أن سبب إنجاء المؤمنين هو شكرانهم للنعمة فقال :
﴿ نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ﴾ أي أنعمنا عليهم بالنجاة كرامة لهم منا، وهكذا نجزي من شكرنا على نعمتنا وأطاعنا فائتمر بأمرنا، وانتهى عما نهينا عنه.
المعنى الجملي : ذكر هنا تكذيب قوم لوط لنبيهم ومخالفتهم إياه، واجتراحهم من السيئات ما لم يسبقهم به أحد من العالمين، بإتيانهم الذكران دون النساء، ثم أردفه ذكر عذابهم بإرسال حجارة من سجيل عليهم إلا من آمن منهم، فقد نجاهم بسحر، وما أهلكهم إلا بعد أن أنذرهم عذابه على لسان رسوله فكذبوه.
الإيضاح : ثم ذكر أنه ما أهلك من أهلك إلا بعد أن أنذرهم عذابه وخوفهم بأسه فقال :
﴿ ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ﴾ أي ولقد أنذرهم نبيهم بأس الله وعذابه، قبل حلوله بهم، فما التفتوا إلى ذلك ولا أصغوا إليه، بل شكوا فيه وتماروا به.
المعنى الجملي : ذكر هنا تكذيب قوم لوط لنبيهم ومخالفتهم إياه، واجتراحهم من السيئات ما لم يسبقهم به أحد من العالمين، بإتيانهم الذكران دون النساء، ثم أردفه ذكر عذابهم بإرسال حجارة من سجيل عليهم إلا من آمن منهم، فقد نجاهم بسحر، وما أهلكهم إلا بعد أن أنذرهم عذابه على لسان رسوله فكذبوه.
الإيضاح : ثم بين جرمهم الذي استحقوا به العذاب فقال :
﴿ ولقد راودوه عن ضيفه ﴾ أي طلبوا منه ضيوفه وهم الملائكة الذين جاؤوا في صورة شباب مرد حسان، محنة من الله لهم، إذ قد بعثت إليهم امرأته العجوز السوء فأعلمتهم بأضيافه، فأقبلوا إليه يهرعون من كل مكان، فأغلق لوط عليهم الباب، فجعلوا يعالجونه ليكسروه، وهو يدافعهم ويمانعهم دون أضيافه ويقول لهم : هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فقالوا له : لقد علمت ما لنا في بناتك من أرب، وإنك لتعلم ما نريد، فلما اشتد بينهم الصراع وأبوا إلا الدخول - طمس الله أبصارهم فلم يروا شيئا، وهذا ما عناه سبحانه بقوله :
﴿ فطمسنا أعينهم ﴾ فجعل بعضهم يجول في بعض ولا يرون شيئا، ويقولون : أين ضيوفك ؟ وقد تقدم تفصيل ذلك في سورة هود.
﴿ فذوقوا عذابي ونذر ﴾ أي فقلنا لهم على ألسنة ملائكتنا : ذوقوا هذا العذاب عذاب طمس الأعين وما بعده بعد أن أنذرتكم على سوء أفعالكم، وقبيح خلالكم.
المعنى الجملي : ذكر هنا تكذيب قوم لوط لنبيهم ومخالفتهم إياه، واجتراحهم من السيئات ما لم يسبقهم به أحد من العالمين، بإتيانهم الذكران دون النساء، ثم أردفه ذكر عذابهم بإرسال حجارة من سجيل عليهم إلا من آمن منهم، فقد نجاهم بسحر، وما أهلكهم إلا بعد أن أنذرهم عذابه على لسان رسوله فكذبوه.
الإيضاح : ثم بين وقت مجيء العذاب فقال :
﴿ ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ﴾أي ولقد نزل بهم العذاب وقت البكور وما زال ملحا عليهم حتى أخمدهم، وبلغ غايته في دمارهم وهلاكهم.
الإيضاح : ثم حكى ما قيل لهم بعد التصبيح من جهته تعالى تشديدا للعذاب فقال :
﴿ فذوقوا عذابي ونذر ﴾ أي فذوقوا جزاء أفعالكم من عذاب عاجل، وما لزم من إنذاركم من عذاب آجل.
الإيضاح :﴿ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ﴾ هذه الجملة القسمية وردت في آخر كل قصة من القصص الأربع، تقريرا لمضمون ما سبق من قوله :﴿ ولقد جاءكم من الأنباء ما فيه مزدجر ﴾ ( القمر : ٤ ) وتنبيها إلى أن كل قصة منها مستقلة بإيجاب الادكار، كافية في الازدجار، ولم يحصل بها مع هذا عظة واعتبار.
وقد جاء هذا التكرير فيما سيأتي في سورة الرحمن من قوله :﴿ فبأي آلاء ربكما تكذبان ﴾( الرحمن : ١٣ ) وقوله في سورة المرسلات :﴿ ويل يومئذ للمكذبين ﴾ ( المرسلات : ١٥ ).
وهذا كثير في كلام العرب إذا أرادوا العناية بما فيه من هام الأمور، كقول مهلهل في رثاء أخيه كليب حين قتل :
قربا مربط النعامة مني لقحت حرب وائل عن حيالي
قربا مربط النعامة مني شاب رأسي وأنكرتني عيالي
وهي طويلة جارية على هذا السنن، والنعامة فرسه، ولقحت : أي حملت.
﴿ ولقد جاء آل فرعون النذر( ٤١ )كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ﴾ ( القمر : ٤١-٤٢ ).
تفسير المفردات : النذر : واحدها نذير بمعنى إنذار ؛ وهي الآيات التسع التي أنذرهم بها موسى صلوات الله عليه.
الإيضاح :﴿ ولقد جاء آل فرعون النذر ﴾ أي تالله لقد توالت عليهم الإنذارات، وجاءتهم الآية تلو الآية فكذبوا بها.
الإيضاح : ثم أبان ما فعلوه على توالي النذر فقال :
﴿ كذبوا بآياتنا كلها ﴾ أي كذبوا بأدلتنا وبرهاناتنا التي أرسلناها إلى موسى، وقد تقدم ذكرها في سورة الأعراف.
ثم ذكر جزاءهم على ذلك فقال :
﴿ فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ﴾ أي فعاقبناهم بكفرهم بالله عقوبة مقتدر على ما يشاء غير عاجز ولا ضعيف.
﴿ أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر( ٤٣ )أم يقولون نحن جميع منتصر( ٤٤ )سيهزم الجمع ويولون الدبر( ٤٥ )بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾ ( القمر : ٤٣ – ٤٦ ).
تفسير المفردات : براءة : أي صك مكتوب بالنجاة من العذاب، والزبر : الكتب السماوية واحدها زبور.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون، وفصل ما أصيبوا به من عذاب الله الذي لا مرد له، بسبب كفرهم بآياته وتكذيبهم لرسله – أعقب هذا بتنبيه كفار قريش إلى أنهم إن لم يثوبوا إلى رشدهم ويرجعوا عن غيهم فستحل بهم سنتنا، ويحيق بهم من البلاء مثل ما حل بأضرابهم من المكذبين من قبلهم، ولا يجدون عنه محيصا ولا مهربا، ثم خاطبهم خطاب إنكار وتوبيخ فقال لهم : علام تتكلون، وماذا تظنون ؟ أأنتم خير ممن سبقكم عددا وكثرة مال وبطشا وقوة، أم لديكم صك من ربكم بأنه لن يعذبكم مهما أشركتم واجترحتم من السيئات ؟ أم أنكم تظنون أنكم جمع كثير لا يمكن أن ينال بسوء، ولا تصل إلى أذاكم يد مهما أوتيت من القوة ؟ كلا إن شيئا من هذا ليس بكائن، وإنكم ستهزمون وتولون الأدبار في الدنيا وسيحل بكم قضاء الله الذي لا مفر منه، وما سترونه في الآخرة أشد نكالا، وأعظم وبالا، فأفيقوا من غفلتكم، وأنيبوا إلى ربكم، عسى أن يرحمكم.
الإيضاح :﴿ أكفاركم خير من أولئكم ﴾ أي أكفاركم يا معشر قريش خير من أولئكم الذين أحللت بهم نقمي من قوم نوح وعاد وثمود ؟ فيأملوا أن ينجوا من عذابي ونقمتي، على كفرهم بي وتكذيبهم رسولي.
وتلخيص المعنى : ما كفاركم خير ممن سبقهم، فهم ليسوا بأكثر منهم قوة، ولا أوفر عددا، ولا ألين شكيمة في الكفر والعصيان والضلال والطغيان، وقد أصاب من هم خير منهم ما أصابهم، فكيف يطمعون في المهرب من مثل ذلك، فليثوبوا إلى رشدهم، وليرجعوا عن غيهم قبل أن يندموا ولات ساعة مندم.
ثم انتقل من توبيخهم الأول إلى توبيخ أشد منه فقال :
﴿ أم لكم براءة في الزبر ﴾ أي أم لكم صك بالبراءة من تبعات ما تجترحون من السيئات، وأن ربكم لن يعاقبكم على ما تدسون به أنفسكم من الشرور والآثام ؟ فأنتم على هذا الصك تعتمدون، وبهذا الوعد آمنون، حقا إنكم لتطمعون في غير مطمع، وليس بين أيديكم ولا قلامة ظفر من هذا فعلام تتكلون ؟ وإلام تستندون ؟
الإيضاح :﴿ أم يقولون نحن جميع منتصر ﴾ أي بل هم يقولون نحن واثقون بشوكتنا، فنحن قوم أمرنا مجتمع، لا نرام ولا نضام، وإنا منصورون على من قصدنا بسوء، أو أراد حربنا وتفريق جمعنا.
وجماع القول : إنه تعالى سد عليهم المسالك، ونقض جميع المعاذير التي ربما تعللوا بها في عدم تصديقهم بالرسول، وفي كفرهم بآيات ربهم، فقال لهم : لم لا تخافون أن يحل بكم مثل ما حل بمن قبلكم ؟ أأنتم أقل كفرا وعنادا منهم، فيكون ذلك سبب الأمن من حلول مثل عذابهم بكم ؟ أم أعطاكم الله براءة من عذابه ؟ أم أنتم أعز منهم جندا فأنتم تنتصرون على جند الله ؟
ثم رد عليهم مقالهم وأبان لهم أنهم يعيشون في بحر من الأوهام، وأن قضاء الله سيحل بهم، وسيهزمون ويولون الأدبار متى جاء قضاؤه فقال :
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون، وفصل ما أصيبوا به من عذاب الله الذي لا مرد له، بسبب كفرهم بآياته وتكذيبهم لرسله – أعقب هذا بتنبيه كفار قريش إلى أنهم إن لم يثوبوا إلى رشدهم ويرجعوا عن غيهم فستحل بهم سنتنا، ويحيق بهم من البلاء مثل ما حل بأضرابهم من المكذبين من قبلهم، ولا يجدون عنه محيصا ولا مهربا، ثم خاطبهم خطاب إنكار وتوبيخ فقال لهم : علام تتكلون، وماذا تظنون ؟ أأنتم خير ممن سبقكم عددا وكثرة مال وبطشا وقوة، أم لديكم صك من ربكم بأنه لن يعذبكم مهما أشركتم واجترحتم من السيئات ؟ أم أنكم تظنون أنكم جمع كثير لا يمكن أن ينال بسوء، ولا تصل إلى أذاكم يد مهما أوتيت من القوة ؟ كلا إن شيئا من هذا ليس بكائن، وإنكم ستهزمون وتولون الأدبار في الدنيا وسيحل بكم قضاء الله الذي لا مفر منه، وما سترونه في الآخرة أشد نكالا، وأعظم وبالا، فأفيقوا من غفلتكم، وأنيبوا إلى ربكم، عسى أن يرحمكم.
الإيضاح :﴿ سيهزم الجمع ويولون الدبر ﴾ أي سيتفرق شملهم ويغلبون حين يلتقي جيشهم وجيش المؤمنين، وقد صدق الله وعده، فانهزموا وولوا الأدبار يوم بدر، وكان هذا دليلا من دلائل النبوة، فإن الآية نزلت بمكة ولم يكن له صلى الله عليه وسلم يومئذ جيش، بل كان أتباعه مشردين في الآفاق، يلاقون العذاب من المشركين في كل صوب، حتى لقد قال عمر رضي الله عنه : لما نزلت لم أعلم ما هي ؟ فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس الدرع ويقول : سيهزم الجمع فعلمته – ثم استمر انهزامهم بعد.
روى البخاري عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر :( أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم في الأرض أبدا ) ؛ فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده وقال : حسبك يا رسول الله، ألححت على ربك، فخرج وهو يثب في الدرع ويقول :﴿ سيهزم الجمع ويولون الدبر*بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾.
ثم بين أن هذا عذاب الدنيا وسيلاقون يوم القيامة ما هو أشد منه نكالا فقال :
المعنى الجملي : ذكر هنا تكذيب قوم لوط لنبيهم ومخالفتهم إياه، واجتراحهم من السيئات ما لم يسبقهم به أحد من العالمين، بإتيانهم الذكران دون النساء، ثم أردفه ذكر عذابهم بإرسال حجارة من سجيل عليهم إلا من آمن منهم، فقد نجاهم بسحر، وما أهلكهم إلا بعد أن أنذرهم عذابه على لسان رسوله فكذبوه.
الإيضاح :﴿ بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾أي إن ما سيلاقونه من العذاب في الدنيا من الهزيمة والقتل والأسر هين إذا قيس على ما سيلاقونه من العذاب في الآخرة، فإن ذا أشد وآلم، فهو عذاب خالد دائم، وسيأتي بعد وصف ما فيه من فظاعة ونكر.
تفسير المفردات : المراد بالمجرمين : المشركون كما جاء في قوله :﴿ يعرف المجرمون بسيماهم ﴾( الرحمن : ٤١ ). في ضلال : أي في الدنيا عن الحق، وسعر : أي نيران واحدها سعير.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :﴿ إن المجرمين في ضلال وسعر ﴾ أي إن المشركين بالله المكذبين لرسله – في ضلال عن الصراط المستقيم، وعماية عن الهدى في الدنيا، وعذاب أليم في نار جهنم يوم القيامة.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح : ثم بين ما يلحقهم من الإهانة والإذلال حينئذ فقال :
﴿ يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ﴾ أي يعذبون ويهانون يوم يجرون على وجوههم في النار، ويقال لهم إيلاما وتعنيفا : ذوقوا حر النار وآلامها جزاء وفاقا لتكذيبكم رسل ربكم في كل ما جاءوا به من الإنذار بهذا اليوم، والتحذير مما يقع فيه للكافرين من العذاب، والتبشير بما للمتقين فيه من ثواب.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح : ثم بين أن كل ما يوجد في هذه الحياة فهو لا يحدث اتفاقا، وإنما يحصل بقضاء الله وقدره فقال :
﴿ إنا كل شيء خلقناه بقدر ﴾ أي إن كل كائن في هذه الحياة، فهو بتقدير الله وتكوينه على مقتضى الحكمة البالغة والنظام الشامل، وبحسب السنن التي وضعها في الخليقة.
ونحو الآية قوله :﴿ وخلق كل شيء فقدره تقديرا ﴾ ( الفرقان : ٢ )، وقوله :﴿ سبح اسم ربك الأعلى( ١ )الذي خلق فسوى( ٢ )والذي قدر فهدى ﴾( الأعلى : ١-٣ ) وفي الحديث الصحيح :( استعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك أمر فقل : قدر الله وما شاء فعل، ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا، فإن ( لو )تفتح عمل الشيطان )، وفي حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :( …واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك، جفت الأقلام، وطويت الصحف ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح : وبعد أن بين نفاذ قدره في خلقه بين نفاذ مشيئته فيهم فقال :
﴿ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ﴾أي إنا إذا أردنا أمرا قلنا له كن فإذا هو كائن ولا يحتاج إلى تأكيد الأمر بثانية ولا ثالثة، ولله در القائل :
إذا أراد الله أمرا فإنما يقول له ( كن ) قولة فيكون
وهذا تمثيل لسرعة نفاذ المشيئة في إيجاد الخلق، فهي كلمح البصر أو هي أقرب.
وجماع القول : ما أمرنا للشيء إذا أردنا إيجاده إلا قولة واحدة﴿ كن ﴾( غافر : ٦٨ ) فيكون لا مراجعة فيها ولا رد، فهي في السرعة كلمح البصر لا إبطاء ولا تأخير.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح : ثم أنبهم على ما هم فيه من غفلة وعماية عن الحق بعد وضوحه فقال :
﴿ ولقد أهلكنا أشياعهم فهل من مدكر ﴾ أي ولقد أهلكنا أشباهكم يا معشر قريش من المكذبين لأنبيائهم من الأمم الخالية، واستأصلنا شأفتهم بحسب سنتنا في أمثالهم، بشتى العقوبات، ومختلف الوسائل :﴿ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين( ١٣٧ )وبالليل أفلا تعقلون ﴾ ( الصافات : ١٣٧ – ١٣٨ )أفما كان لكم في ذلك مزدجر تعتبرون به، فتنيبوا إلى ربكم وتسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ؟
ونحو الآية قوله :﴿ وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل ﴾( سبأ : ٥٤ ).
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
﴿ وكل شيء فعلوه في الزبر*وكل صغير وكبير مستطر ﴾أي وكل شيء يفعلونه، فيدسون به أنفسهم من الكفر والمعاصي، ويدنسونها به من الأرجاس والآثام فهو مقيد لدى الكرام الكاتبين كما قال :﴿ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ﴾( ق : ١٨ )فما من صغيرة ولا كبيرة إلا وهي مسطورة في دواوينهم، وصحائف أعمالهم، فليحذروا ما هم عليه قادمون من الحساب العسير على الجليل والحقير، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
روى الإمام أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :( يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبا ).
وقيل :
لا تحقرن من الذنوب صغيرا إن الصغير غدا يعود كبيرا
إن الصغير وإن تقادم عهده عند الإله مسطر تسطيرا
فاسأل هدايتك الإله فتتئد فكفى بربك هاديا ونصيرا
وبعد أن ألمح إلى ما يصيب الكافرين من الإهانة في ذلك اليوم – أردفه ما يناله المتقون من الكرامة عند ربهم، وما يحظون به من الشرف والزلفى، بحسب سنة القرآن من ذكر الثواب إثر العقاب والعكس بالعكس فقال :
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
﴿ وكل شيء فعلوه في الزبر*وكل صغير وكبير مستطر ﴾أي وكل شيء يفعلونه، فيدسون به أنفسهم من الكفر والمعاصي، ويدنسونها به من الأرجاس والآثام فهو مقيد لدى الكرام الكاتبين كما قال :﴿ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ﴾( ق : ١٨ )فما من صغيرة ولا كبيرة إلا وهي مسطورة في دواوينهم، وصحائف أعمالهم، فليحذروا ما هم عليه قادمون من الحساب العسير على الجليل والحقير، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
روى الإمام أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :( يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبا ).
وقيل :
لا تحقرن من الذنوب صغيرا إن الصغير غدا يعود كبيرا
إن الصغير وإن تقادم عهده عند الإله مسطر تسطيرا
فاسأل هدايتك الإله فتتئد فكفى بربك هاديا ونصيرا
وبعد أن ألمح إلى ما يصيب الكافرين من الإهانة في ذلك اليوم – أردفه ما يناله المتقون من الكرامة عند ربهم، وما يحظون به من الشرف والزلفى، بحسب سنة القرآن من ذكر الثواب إثر العقاب والعكس بالعكس فقال :
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
كما ينالون الزلفى عند ربهم القادر على جزائهم بإحسانه وجوده، وفضله ومنته فكل شيء تحت قبضته وسلطانه، لا يمانع ولا يغالب، وهو العزيز الحكيم.
اللهم احشرنا في زمرتهم واجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، إنك أنت السميع المجيب، ذو الطول العظيم.
المعنى الجملي : بعد أن ذكر تكذيب الأمم الماضية لرسلها كما كذبت قريش نبيها، وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان – أردف ذلك ذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة، فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقا، إهانة وتحقيرا لهم، ويقال لهم حينئذ توبيخا وتعنيفا : ذوقوا عذاب النار وشديد حرها. ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرا فإنما يقول له كن فيكون، ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبل، وفعلت فعلها فأخذها أخذ عزيز مقتدر ؛ ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
كما ينالون الزلفى عند ربهم القادر على جزائهم بإحسانه وجوده، وفضله ومنته فكل شيء تحت قبضته وسلطانه، لا يمانع ولا يغالب، وهو العزيز الحكيم.
اللهم احشرنا في زمرتهم واجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، إنك أنت السميع المجيب، ذو الطول العظيم.