ﰡ
القَارِعَةُ - القِيَامَةُ تَقْرَعُ القُلُوبَ بِإِفْزَاعِهَا.
الطَّاغِيةُ - الصَّيْحَةُ المُجَاوِزَةُ الحَدِّ فِي الشِّدَّةِ.
رِيحٍ صَرْصَرٍ - شَدِيدَةِ السَّمُومِ أَوِ البَرْدِ أَوِ الهُبُوبِ.
عَاتِيةٍ - شَدِيدَةِ العَصْفِ وَالهُبُوبِ.
(٧) - وَقَدْ سَلَّطَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الرِّيحَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ كَامِلاَتٍ مُتَتَابِعَاتٍ، بِلاَ تَوَقُّفٍ، وَلاَ فُتُورٍ، فَأَهْلَكَتِ القَوْمَ وَصَرَعَتْهُمْ، وَأَلْقَتْهُمْ هَالِكِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَكَأَنَّهُمْ جُذُوعُ نَخْلٍ جَوْفَاءُ مُلْقَاةٌ عَلَى الأَرْضِ.
حُسُوماً - مُتَتَابِعَاتٍ أَوْ مَشْؤُومَاتٍ.
أَعْجَازُ نَخْلٍ - جُذوعُ نَخْلٍ بِلاَ رُؤُوسٍ.
خَاوِيَةٍ - سَاقِطَةٍ أَوْ فَارِغَةٍ أَوْ بَالِيَةٍ.
(٩) - وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ مِنَ الأُمَمِ التِي كَذَّبَتِ الرُّسُلَ، وَكَفَرْتْ بِاللهِ، كَعَادٍ وَالقُرَى التِي دَمِّرَتْ بِأَهْلِهَا، وَقُلِبَتْ رَأْساً عَلَى عَقَبٍ (المُؤتَفِكَاتُ) بِالكُفْرِ وَبِالأَفْعَالِ الخَاطِئَةِ، ذَاتِ الخَطأ الكَبِيرِ الفَاحِشِ.
المُؤْتَفِكَاتُ - القُرَى التِي قُلِبَ عَالَيهَا سَافِلَهَا وَهِيَ قُرَى قَوْمِ لَوْطٍ.
الخَاطِئَةُ - الفِعْلاَتُ ذَاتُ الخَطَأِ الجَسِيمِ - الكُفْرُ -
رَابِيَةً - زَائِدَةَ الشِّدَّةِ.
(١١) - إِنَّا لَمَّا طَغَى المَاءُ، وَتَزَايَدَ ارْتِفَاعُهُ، فِي عَهْدِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، حَمَلْنَا نُوحاً وَمَنْ مَعَهُ مِنْ آبَائِكُمُ المُؤْمِنِينَ الأَوَّلِينَ فِي السَّفِينَةِ، لِنُنَجِّيَهُمْ مِنَ الغَرَقِ الذِي قَضَيْنَا بِأَنْ يَكُونَ عِقَاباً لِلْمُكَذِّبِينَ الكَافِرِينَ.
الجَارِيَةِ - السَّفِينَةِ - أَيْ سَفِينَةِ نُوحٍ.
(١٢) - لِنَجْعَلَ إِغْرَاقَ الكَافِرِينَ، وَإِنْجَاءَ المُؤْمِنِينَ بِالسَّفِينَةِ، عِبْرَةً لِمَنْ يَعْتَبِرُ، وَعِظَةً لِكُلِّ مَنْ لَهُ أُذُنٌ تَسْمَعُ وَتَعِي مَا تَسْمَعُ.
تَذْكِرَةً - عِبْرَةً وَعِظَةً.
وَتَعِيَهَا - تَحْفَظَهَا.
(١٣) - فَإِذَا نَفَخَ إِسْرَافِيلُ، عَلَيهِ السَّلاَمُ، النَّفْخَةَ الأُوْلَى فِي الصُّورِ (وَهُوَ قَرْنٌ إِذَا نُفِخَ فِيهِ أَحْدَثَ صَوْتاً) هَلَكَ العَالَمُ، وَلاَ يَحْتَاجُ الأَمْرُ إِلَى نَفْخَةٍ أُخْرَى - لأَنَّ اللهِ وَاحِدٌ لاَ يُخَالَفُ وَلاَ يُمَانَعُ وَلاَ يُكَرَّرُ.
الصُّورْ - قَرْنٌ إِذَا نُفِخَ فِيهِ أَحْدَثَ صَوْتاً.
(١٤) - وَتُحْمَلُ الأَرْضُ بِمَا فِيهَا مِنَ جِبَالٍ وَتَنْدَكُّ، حَتَّى تَتَقَطَّعَ أَوْصَالُهَا، وَيَزُولَ تَمَاسُكُهَا، فَتُصْبِحَ وَكَأَنَّهَا الكَثِيبُ المَهِيلُ، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ كُتْلَةً صَلْبَةً قَوِيَّةً مُتَمَاسِكَةَ.
وَحُمِلَتِ الأَرْضُ - رُفِعَتْ مِنْ مَكَانِهَا بِأَمْرِ رَبِّهَا.
دُكَّتَا - دُقَّتَا وَكُسِرَتَا - أَوْ سُوِّيَتَا.
(١٥) - فَإِذَا حَدَثَ ذَلِكَ فَحِينَئِذٍ تَقُومُ القِيَامَةُ.
الوَاقِعَةُ - اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ القِيَامَةِ.
(١٦) - وَتَتَصَدَّعُ السَّمَاءُ، وَتُصْبحُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ ضَعِيفَةً وَاهِيَةً مُتَرَاخِيَةً، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ شَدِيدَةَ الأَسْرِ، عَظِيمَةَ القٌوَّةِ.
وَاهِيَةٌ - ضِعيفَةٌ مُتَدَاعِيَةُ الرَّوَابِطِ.
(١٧) - وَتَقَوُمُ المَلاَئِكَةُ عَلَى جَوَانِبِ السَّمَاءِ يَنْظُرُونَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَيَحْمِلُ عَرْشَ اللهِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ المَهُولِ فَوْقَ رُؤُوسِ الخَلاَئِقِ ثَمَانِيَةٌ (أَوْ ثَمَانِيَةُ صُفُوفٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ عَلَى قَوْلٍ).
أَرْجَائِهَا - أَطْرَافِهَا وَجَوَانِبِهَا.
(١٨) - وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ تُعْرَضُ الخَلاَئِقُ عَلَى رَبِّهِم لِلْحِسَابِ وَالجَزَاءِ، لاَ يَخْفَى عَليهِ مِنْ أُمُوِرِهِمْ، فَإِنَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِالضَّمَائِرِ والسَّرَائِرِ وَالظَواهِرِ.
(١٩) - وَيُعْطَى النَّاسُ صُحُفَ أَعْمَالِهِمْ، فَمَنْ تَنَاوَلَ صَحِيفَةَ عَمَلِهِ بِيمِيِنِهِ فَيَقُولُ فَرِحاً مَسْرُوراً لِكُلِّ مَنْ يَلْقَاهُ: هَذِهِ هِيَ صَحِيفَةُ أَعْمَالِي، خُذُوهَا فَاقْرَؤُوهَا، لأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ مَا فِيهَا خَيرٌ وَحَسَنَاتٌ، لأَنَّهُ مِمَّنْ بَدَّلَ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ.
هَاؤُمُ - خَذُوا أَوْ تَعَالَوا.
كِتَابِيَهُ - كِتَابِي وَالهَاءُ لِلسَّكْتِ.
(٢٠) - إِنَّنِي كُنْتُ فِي الدُّنْيَا أَعْتَقِدُ يَقِيناً بِأَنَّنِي سَأْحَاسَبُ أَمَامَ اللهِ فِي هَذَا اليَوْمِ، فَعَمِلْتُ خَيْراً قَدْرَ مَا اسْتَطَعْتُ، وَكُنْتُ أُؤَمِّلُ أَنْ يُحَاسِبَنِي اللهُ عَلَى أَعْمَالِي حِسَاباً يَسِيراً، وَقَدْ صَدَقَ مَا اعْتَقَدْتُ وَمَا تَوَقَّعْتُ، فَكَانَ حِسَابِي يَسِيراً.
رَاضِيَةٍ - مُرْضِيَةٍ لاَ مَكْرُوهَةٍ.
دَانِيَةٌ - ثِمَارُهَا قَرِيبَةُ التَّنَاوُلِ.
هَنِيئاً - أَكْلاً غَيْرَ مُنَغَّصٍ وَلاَ مُكَدَّرٍ.
(٢٥) - أَمَّا الأَشْرَارُ الأَشْقِيَاءُ فَإِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ صَحِيفَةَ أَعْمَالِهِمْ فَيَتَنَاوَلُونَها بِشَمَائِلِهِمْ، وَحِينَئِذٍ يَرَونَ مَا فِيهَا مِنَ السَّيِّئَاتِ فَيَنْدَمُونَ غَايَةَ النَّدَمِ عَلَى مَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فِي الدُّنْيَا، وَيَتَمَنَّوْنَ أَنَّهُمْ قُذِفَ بِهِمْ فِي النَّارِ، وَلَمْ يَطَّلِعُوا عَلَى مَا فِي صَحِيفَةِ أَعْمَالِهِمْ مِنَ المَخَازِي وَالأَعْمَالِ المُخْجِلَةِ.
(٢٧) - وَيَتَمَنَّى وَاحِدُهُمْ لَوْ أَنَّ المِيتَةَ الأُوْلَى التِي مَاتَهَا فِي الدُّنْيَا كَانَتْ الفَاصِلَةَ، وَلَمْ يُبْعَثْ مَرَّةً أُخْرَى.
القَاضِيَةَ - المَوْتَةَ القَاطِعَةَ لأَمْرِي وَلَمْ أُبْعَثْ.
مَا أَغْنَى - مَا دَفَعَ.
(٢٩) - وَذَهَبَ سُلْطَانِي وَجَاهِي الذِي كُنْتُ أَفْرِضُهُ عَلَى النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَبَقِيتُ فَرْداً ذَلِيلاً حَقِيراً فَقِيراً.
الغُلُّ - القَيْدُ الذِي تُقَيَّدُ بِهِ اليَدَانِ إِلَى العُنُقِ.
صَلُّوهُ - أَذِيقُوهُ حَرَّ جَهَنَّمَ - أَوِ اغمُرُوهُ بِنَارِهَا.
فَاسْلُكُوهُ - فَاَدْخِلُوهُ.
لاَ يَحُضُّ -لا يَحُثُّ وَلاَ يُحَرِّضُ.
(٣٥) - وَلِذَلِكَ فَإِنَّهُ لاَ يَجِدُ اليَوْمَ هُنَا فِي الآخِرَةِ قَرِيباً وَدُوداً، وَلاَ صَدِيقاً حَمِيماً مُخْلِصاً، يُنْقِذُهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ تَعَالَى، فَكُلُّ وَاحِدٍ مُنْشَغِلٌ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بِنَفْسِهِ.
حَمِيمٌ - قَرِيبٌ شَفِيقٌ.
غَسْلِينٍ - صَدِيدِ جُلُودِ أَهْلِ النَّارِ.
(٣٧) - وَالصَّدِيدُ شَيْءٌ كَرِيهُ المَذَاقِ لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ أَهْلُ الذُّنُوبِ وَالخَطَايَا، الذِينَ مَرَنُوا عَلَى اجْتِرَاحِ السَّيِّئَاتِ فِي الدُّنْيَا.
الخَاطِئُونَ - أَهْلُ الخَطَايَا وَالذُّنُوبِ - الكَافِرُونَ.
فَلاَ أُقْسِمُ - أُقْسِمُ قَسَماً مُؤَكَّداً.
(وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَى الآيَتَيْنِ: قَسَماً بِمَا تُبْصِرُونَهُ مِنْ آثَارِ القُدْرَةِ الإِلهِيَّةِ وَبِمَا لاَ تُبْصِرُونَهُ مِنْ آثَارِهَا).
(وَقَدْ يَكُونُ المَعْنَى: إِنَّهُمْ يُؤِمِنُونَ فِي قُلُوبِهِمْ ثُمَّ يَتَرَاجِعُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ سَرِيعاً).
(٤٣) - لَيْسَ القُرْآنُ قَوْلَ شَاعِرٍ، وَلاَ قَوْلَ كَاهِنٍ، وَإِنَّمَا هُوَ مُنْزَلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ﷺ، بِوَاسِطَةِ جِبْرِيلَ الرُّوحِ الأَمِينِ، عَلَيهِ السَّلاَمُ.
تَقَوَّلَ - اخْتَلَقَ وَافْتَرَى.
الوَتِينُ - نِيَاطُ القَلْبِ - أَوْ عِرْقُ العُنُقِ الأَكْبَرُ.
(٤٧) - وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنْ يَحْجِزَ عِقَابَنَا وَيَمْنَعَهُ مِنَ النُّزُولِ بِهِ.
حَاجِزِينَ - مَانِعِينَ الهَلاَكَ عَنْهُ.
(٥٠) - وَإِنَّ هَذَا القُرْآنَ يُسَبِّبُ حَسْرَةً عَظِيمَةً لِلْكَافِرِينَ، حِينَمَا يَرَوْنَ فَوْزَ المُؤْمِنِينَ فِي الدَّارِ الدُّنْيَا، وَإِنَّهُ سَبَبُ حَسْرَةٍ عَلَيْهِمْ فِي الآخِرَةِ، حِينَمَا يَرَوْنَ فَوْزَهُمْ بِرِضْوَانِ اللهِ، وَإِكْرَامِهِ لَهُمْ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ.
لَحَسْرَةٌ - نَدَامَةٌ عَظِيمَةٌ.
سَبِّحْ - نَزِّهْ رَبَّكَ عَمَّا لاَ يَلِيقُ بِكَمَالِهِ.