تفسير سورة سورة يوسف من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
رايتهم لي ساجدين لما كان السجود فعل من يعقل جمعهم جمع من يعقل وكان له سبع سنين حين راى ذلك
فيكيدوا أي يحتالوا لك حيلةمبين ظاهر العداوة
وكذلك أي ومثل ما رايت من الرفعة يختارك ربكوتاويل الاحاديث تعبير الرؤياويتم نعمته عليك بالنبوةوال يعقوب ولده
واخوه يعنون ابن يامينوالعصبة الجماعةلفي ضلال أي لفي خطا من رايه
ثم قال بعضهم لبعض اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا أي في ارض يخل لكم أي يفرغ منه الشغل بيوسفمن بعده أي من بعد يوسفصالحين بالتوبة
قال قائل منهم وهو يهوداوالغيابة كل ما غاب عنك او غيب شيئا عنك و الجب البئر لم تطوبمؤمن لنا أي بمصدق ولو كنا أي وان كنا قد صدقنا
بدم كذب مكذوب فيه لانهم ذبحوا جديا وغمسوا القميص في دمهسولت زينت
واردهم الذي يرد الماءوادلى دلوه ارسلهايا بشراي المعنى ابشرواواسروه يعني واردي الجب اسروه عن اصحابهم جاعلية بضاعة ويقال هم اخوته
وشروه أي باعوه يعني الاخوةوالبخس الخسيس باعوه بعشرين درهما وانما قال معدودة ليستدل على قلتها
والذي اشتراه من مصر قطفير وكان خازن الملك وكان مؤمنا لامراته زليخامثواه مقامه عندك عسى ان ينفعنا يكفينا امورنا اذا بلغ والله غالب على امره حتى يبلغه ما اراده له
واشده ثماني عشر سنةوالحكم الفقه والعقل
وراودته أي ارادته على ما تريدهيهات لك أي هلمما عاذ الله أي اعود بالله ان افعل هذاانه فيه قولان احدهما انه عنى الله عز وجل والثاني العزيزلولا ان راى برهان ربه المعنى لامضى ما هم به والبرهان حجة الله عليه
كذلك اريناه البرهان لنصرف عنه السوء وهي خيانة صاحبه والفحشاء ركوب الفاحشة
وشهد شاهد من اهلها وهو صبي في المهد
شغفها أي بلغ حبه شغاف قلبها
بمكرهم أي بعيبهم لهاواعتدت اعدت والمتكأ الوسائد ومن سكن التء اراد الاترج وقالت اخرج واضمرت في نفسها عليهناكبرنه اعظمنهمن بعد ما راوا الايات وهي شق القميص وكلام الطفل
طعام ترزقانه أي في اليقظة الا نباتكما به قبل ان يصل وقيل ترزقانه في النوم الا نباتكما لتاويله قبل ان ياتيكما في اليقظة
ارباب متفرقون يعني الاصنام
فيسقي ربه أي سيده فقالا ما راينا شيئا فقال قضي الامر
ظن انه ناج أي علمعند ربك أي عند الملكفانساه يعني يوسف نسي ذكر ربه فتعلق بالسبب وقيل فانساه يعني الموصي نسي ان يذكر يوسفبضع سنين قال عكرمة سبع سنين قال الاصمعي البضع ما بين الثلاث الى التسع
اضغاث احلام أي اخلاط مثل اضغاث النبات يجمعها الرجل فيكون فيها دروب مختلفة والاحلام جمع حلم وهو ما يراه الانسان في نومه
وادكر أي تذكر شان يوسف والامة الحينفلما سمع يوسف منام الملك قال هذه سبع سنين مخصبات وسبع سنين شداد بعدهن فقال الملك قل له كيف نصنع قال تزرعون سبع سنين فذروه في سنبلة لانه ابقى له
يعصرون الزيت والعنب والثمرات
فلما قال الملك ائتوني به قال يوسف للرسول قل للملك ما بال النسوة فاحب الا يخرج حتى يثبت براءته عند الملك
فقال يوسف ذلك ليعلم العزيز اني لم اخنه بالغيب اذ غاب عني
فقال جبريل ولا حين هممت فقال وما اربىء نفسيعلى خزائن الارض يعني الاموال وقيل خزائن الطعام
فلما جهزهم أي حمل لهم رجل بعير المنزلين المضيفينوالاظهر انه لم يطلب اخاه الا بوحي اذ لا ينبغي له ان يسعة في زيادة غم ابيه
لا تدخلوا من باب واحد وخاف عليهم العين لجمالهموالحاجة التي في نفسه شفقته عليهم
والسقاية الصواعوالعير القوم على الابلانكم لسارقون اراد سرقتهم يوسف من ابيه
وانا به زعيم أي كفيل يقوله المؤذن
لقد علمتم ما جئنا لنفسد لانهم لما دخلوا مصر كعموا افواه ابلهم وحميرهم حتى لا تتناول شيئا
فهو جزاؤه أي يستبعد وهذه كانت سنة ال يعقوب
كدنا ليوسف قال ابن قتيبه احتلنا لهما كان لياخذ اخاه في دين الملك أي في قضائه لان حكم الملك كان الضرب والغرم فحسب فاجرى الله السنه أخوته حكم بلدهم ليصح اخذ الاخ
فقد سرق اخ له سق يوسف صنما فكسره فعيروه به وقيل سرق شيئا من البيت فاعطاه سائلفأسرها يعني الكلمهانتم شر مكانا أي شر صنيعا من يوسف
استياسوا أي يئسوا من اخيهم خلصوا نجيا أي اعتزلوا الناس يتناجون ويتشاورون قال كبيرهم قبل ما فرطتم المعنى ومن قال هذا تفريطكم في يوسف فلن ابرح الارض
أي لن اخرج من ارض مصر حتى يبعث الي ابي ان اتيه او يحكم الله لي فيرد اخي عليوما كنا للغيب حافظين لم نعلم ان ابنك يسرق
بل سولت لكم انفسكم ظن يعقوب ان تخلف يهوذا حيله ليصدقهمبهم جميعا يوسف وابن يمين ويهوذا
وتولى عنهم أي اعرض ان يطيل معهم الخطب وانفرد بحزنهوالكظيم الكاظم وهو الساتر حزنه
تفتا والمعنى لا تزالوالحرض الدنف
واعلم من الله ان رؤيا يوسف صادقه
فتحسسوا أي تخبروا ومن أي عنمزجاة قليلهوتصدق علينا بما بين الجياد والرديئه وقيل برد اخينا
بيوسف واخيه أي فرقتم بينهماوكشف الحجاب عنه فعرفوه
يأت بصيرا يعود مبصرا فلما بعث القميص وكان في قصبة من فضه فنشره
ففاحت رائحته وكانت من الجنة فعلم يعقوب انها ريح القميصوتفندون تهرمون أي تنسبوني الى الهرم وضعف العقل
لفي ضلالك أي لفي خطاك في حب يوسف وهذا قول اولاد اولاده
سوف استغفر أخرهم الى وقت السحر لانه اخلق للاجابة
اوى اليه ابويه أبوه وخالتهان شاء الله امنين لم يثق بانصراف الحوادث عنهم فعلقها بالمشيئة
والعرش سرير المملكةوخروا له الابوان والاخوة غلبهم السلام وكانت سجدةتحيه لا سجدة عبادة وكانوا يتحايون بالانحناء والسجود في الزمن الاول فنهي نبينا عليه السلام عن ذالك قال عطاء وخروا له يعني للهنزغ افسدلطيف لما يشاء أي عالم بدقائق الاموروانما ذكر السجن دون الجب ليصح معنى لاتثريب عليكم
أجمعوا امرهم أي عزموا على القائه في الجب
وما يؤمن اكثرهم يعني المشركين يؤمنون بانه الخالق الرازق ثم يشركون به
في قصصهم يعني يوسف واخوته