وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
ﰡ
﴿ طسم ﴾١ربما تكون من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ).. والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.. ( ٢وقد تكون من المحكم الذي يمكن فهم معناه، فجائز أن تكون بدء أسماء، وفواتح سور، وجائز أن تكون للتحدي بمعنى أن القرآن الكريم مكونة كلماته من الطاء والسين والميم وهي من الحروف التي تنطقون بها، ومنها يتكون كلامكم، ومع أن الكتاب الكريم مكون من حروف كالتي تتكلمون بها فإنكم عجزتم وستظلون عاجزين عن الإتيان بمثله، أو بشيء من مثله، فاعلموا إذا أنه ليس من كلام البشر، وإنما هو كلام الله العزيز الحكيم.
٢ سورة آل عمران. من الآية ٧..
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ فظلت ﴾فاستمرت.
﴿ خاضعين ﴾ خاضعة أعناقهم، مذللة منقادة.
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ إن نشأ ﴾.. استئناف لتعليل الأمر بإشفاقه على نفسه صلى الله عليه وسلم... أي إن نشأ إيمانهم﴿ ننزل عليهم من السماء آية ﴾ ملجئة لهم إلى الإيمان، قاسرة عليه، كما نتق الجبل فوق بني إسرائيل.. ﴿ فظلت أعناقهم لها خاضعين ﴾منقادين.. ، وقال ابن عباس ومجاهد وابن زيد والأخفش : الأعناق : الجماعات، يقال : جاءني عنق من الناس أي جماعة، والمعنى : ظلت جماعتهم أي جملتهم ]١-
وقال آخرون : بل معنى ذلك : فظلت سادتهم وكبراؤهم للآية خاضعين... وقال أحب إلي.. أن يقال : إن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون، فجعل الفعل أولا للأعناق، ثم جعلت خاضعين للرجال.. -٢ أو يكون ما ههنا على شاكلة ما جاء في الآية الكريمة :).. والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين( ٣فحين جاء بعد الكواكب والشمس والقمر ضمير العقلاء [ هم ] قيل :)ساجدين(، وهنا لما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل :﴿ خاضعين ﴾
٢ ما بين العارضتين نقله ابن جرير الطبري..
٣ سورة يوسف. من الآية ٤..
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين ﴾وكلما جاء الناس من مولانا الرحيم بالمؤمنين في أولاهم وأخراهم، الرحمان مفيض الرحمة في الدنيا على من يحب ومن لا يحب- كلما أعطى الناس كتابا وأتاهم منه وحي جددوا هجر الوحي، وإنكار الكتب والتكذيب بالأنبياء :)كلما جاء أمة رسولها كذبوه.. (، فقد استخف قومك بالوحي ومن أنزل عليه، وقالوا ).. إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون( ١ ).. وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى.. ( ٢ ) وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا( ٣ فسيعلمون حين يرون العذاب جزاء تكذيبهم واستهزائهم :).. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون( ٤
٢ سورة سبأ. من الآية ٤٣..
٣ سورة الفرقان. من الآية ٥.
٤ سورة الشعراء. من الآية ٢٢٧..
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ كريم ﴾ نفيس، حسن، فاضل، مرضي.
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم ﴾ أعموا ولم يروا آثار قدرة منزل هذا الكتاب وموحيه ؟ ولو نظروا إلى بديع صنعنا لاستيقنوا بآياتنا، وصدقوا برسولنا، فبماء واحد نسقطه على ثرى واحد نخرج به زرعا ونباتا من صنوف شتى، ).. انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه.. ( ١ )وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا. متاعا لكم ولأنعامكم ( ٢.
٢ سورة عبس. الآيات. ٣٠-٣٢..
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ إن في ذلك لآية ﴾ في إحكام أمرنا، وإتقان صنعنا آية وعلامة على عظيم إحساننا، وبالغ فضلنا، يؤمن على مثلها كل ذي عقل.
يسلي الله تعالى نبيه الرءوف الرحيم وقد عز عليه ما يتعرض له المنكرون المكذبون من مقت ربهم وسخطه، وما ينتظرهم من بطشه وشديد عقابه، وهكذا كان الرسول الأمين المبعوث رحمة للعالمين يدعو الناس صادقا في حب الخير لهم، ينشرح صدره بإقبالهم على الهدى، حتى امتن الله تعالى عليه بأن طائفة من الذين سعدوا قد اتبعوا ما أوحى إليه من الحق والرشد، ففارقه الكثير من الغم الذي أثقل ظهره، فقال ربنا تبارك اسمه :) ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك( ١، وكلما تمادى القوم في إيذائه والإعراض عنه لم يضق بهم، ولم يسع في إهلاكهم، بل حزن على شقوتهم وضلالهم، ولكن المولى اللطيف الخبير يسري عنه ويقول :).. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.. ( ٢ويقول سبحانه :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين( ٣ ).. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى.. ( ٤لأني لا أريد أن يؤمنوا كرها، وإنما سر الابتلاء والاختبار أن نبين لهم الحق :).. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ( ٥، فمن أراد أن يدعو إلى البر والخير فليدع على هدى وبصيرة، فإنها سبيل خاتم النبيين، أن نتلطف في الدلالة على الهدى، ورد الناس عن الغواية والردى، ونحلم عليهم، ونحرص- ما استطعنا- على استنقاذهم من الظلمات إلى النور، نحب لهم ما نحب لأنفسنا من الرضا بالحق، والغيرة عليه، والصبر على من انحرف عنه حتى يفيء إلى أمر الله، وكأن المعنى لا تقتل نفسك لأنهم لم يؤمنوا، فلو شئنا لأنزلنا من السماء ما يقهرهم ويأطرهم على الدخول في ديننا أطرا، ولكنا آتيناك نورا للناس وموعظة لمن شاء منهم أن يوعظ أو يستقيم :)فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا. إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا( ٦.
[ فكأنه قيل : أشفق على نفسك أن تقتلها وجدا وحسرة على ما فاتك من إسلام قومك، وقال العسكري : هي في مثل هذا الموضع موضوعة موضع النبي، والمعنى : لا تبخع نفسك..
﴿ ألا يكونوا مؤمنين ﴾ تعليل للبخع... قدروا- خيفة- فقالوا : أن لا يؤمنوا بذلك الكتاب المبين..
﴿ وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ ما آمن إلا قليل منهم، وأكثرهم كذب وأنكر، وجحد واستكبر ).. ولا تجد أكثرهم شاكرين( ١ ).. وقليل من عبادي الشكور( ٢.
﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾ واثبتوا على يقينكم، وليرسخ التصديق في قلوبكم بأن مولاكم وناصركم على عدوكم هو﴿ العزيز ﴾ الذي هيمن على كل شيء، وقهر كل مخلوق، ﴿ الرحيم ﴾- أي بخلقه فلا يعجل على من عصاه، بل يؤجله وينظره، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، قال أبو العالية... ﴿ العزيز ﴾ في نقمته وانتصاره ممن خالف أمره، وعبد غيره، .. ﴿ الرحيم ﴾ بمن تاب إليه وأناب٣-و﴿ كان ﴾ هنا صلة في قول سيبويه، تقديره : وما أكثرهم مؤنين.
٢ سورة سبأ. من الآية ١٣..
٣ ما بين العارضتين مما نقل ابن كثير..
واذكر إذ كلم ربك نبيه موسى أن اذهب إلى القوم الظالمين، المتجاوزين الحد مع الخالق جل علاه، فادعى فرعون الألوهية مع الله، وأطاعه قومه وأعانه أكابرهم الطغاة، وبغوا على العباد، واستضعفوا طائفة منهم، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
٢ سورة القصص. من الآية ٣٤..
٣ سورة طه. الآيات: من ٢٩ إلى ٣٦..
٢ سورة القصص. من الآية ٣٤..
٣ سورة طه. الآيات: من ٢٩ إلى ٣٦..
[ ودل على أن الخوف قد يصحب الأنبياء والفضلاء والأولياء مع معرفتهم بالله وأن لا فاعل إلا هو، إذ قد يسلط من شاء على من شاء ]٢.
٢ ما بين العلامتين[ ] مما في الجامع لأحكام القرآن..
هكذا جاءت الدعوة من رب العالمين لإنقاد المستضعفين، وتحرير المستذلين، وتخليص البشر من قهر الجبارين، واستعلاء المتكبرين، بل كانت في أول ما دعا إليه الرسول الكريم الكليم، موسى عليه الصلوات والتسليم، وأول عهد الله إليه وإلى أخيه هارون :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ )وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين. حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل( ٢، فهل يشكر الإسرائيليون نعمة الله ؟ وهل يقدس اليهود الوحي الرباني الذي جعل لهم ذكرا على تعاقب أعصار الحياة ؟ وهل يزدجرون وقد ذاق أوائلهم والأواخر مرارة البغي والقهر-فيقلعون عن إشاعة السفك والفحش والشر وتوسيع مداه ؟ !.
ألم يأن للمستشرفين للحرية والحقوق الإنسانية، والداعين إليها، أن يدخلوا في دين الإسلام الذي يهدي من آمن به إلى سنن المرسلين، ويستحفظهم كرامة وحق البشر، ويؤاخي على الإيمان بين الناس، ويلزمهم المودة والتناصر، مهما اختلفت الشعوب والأجناس ! [ و﴿ معكم ﴾ و﴿ مستمعون ﴾ خبران لإن.. ولا يخفى ما في المعية من المجاز.. فالمراد معية النصر والمعونة.. فحاصل الآية إنا لكما ولعدوكما كالناصر والظهير لكما عليه إذا حضر واستمع.. وإنما وحد الرسول في قوله :﴿ إنا رسول رب العالمين ﴾ لأنه أراد كل واحد، أو أراد الرسول بمعنى المصدر، أي ذو رسالة.. ]٣.
٢ سورة الأعراف. الآيتان: ١٠٤، ١٠٥..
٣ ما بين العلامتين[ ] مما نقل صاحب تفسير غرائب القرآن..
هكذا جاءت الدعوة من رب العالمين لإنقاد المستضعفين، وتحرير المستذلين، وتخليص البشر من قهر الجبارين، واستعلاء المتكبرين، بل كانت في أول ما دعا إليه الرسول الكريم الكليم، موسى عليه الصلوات والتسليم، وأول عهد الله إليه وإلى أخيه هارون :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين. أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ )وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين. حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل( ٢، فهل يشكر الإسرائيليون نعمة الله ؟ وهل يقدس اليهود الوحي الرباني الذي جعل لهم ذكرا على تعاقب أعصار الحياة ؟ وهل يزدجرون وقد ذاق أوائلهم والأواخر مرارة البغي والقهر-فيقلعون عن إشاعة السفك والفحش والشر وتوسيع مداه ؟ !.
ألم يأن للمستشرفين للحرية والحقوق الإنسانية، والداعين إليها، أن يدخلوا في دين الإسلام الذي يهدي من آمن به إلى سنن المرسلين، ويستحفظهم كرامة وحق البشر، ويؤاخي على الإيمان بين الناس، ويلزمهم المودة والتناصر، مهما اختلفت الشعوب والأجناس ! [ و﴿ معكم ﴾ و﴿ مستمعون ﴾ خبران لإن.. ولا يخفى ما في المعية من المجاز.. فالمراد معية النصر والمعونة.. فحاصل الآية إنا لكما ولعدوكما كالناصر والظهير لكما عليه إذا حضر واستمع.. وإنما وحد الرسول في قوله :﴿ إنا رسول رب العالمين ﴾ لأنه أراد كل واحد، أو أراد الرسول بمعنى المصدر، أي ذو رسالة.. ]٣.
٢ سورة الأعراف. الآيتان: ١٠٤، ١٠٥..
٣ ما بين العلامتين[ ] مما نقل صاحب تفسير غرائب القرآن..
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟ ! ألست قاتل القبطي ؟ ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟ ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟ ! ألست قاتل القبطي ؟ ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟ ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟ ! ألست قاتل القبطي ؟ ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟ ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟ ! ألست قاتل القبطي ؟ ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟ ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟
كأن في الكلام حذفا تقديره : قلنا : فأتيا فرعون فقولا له إنا رسول رب العالمين، وقولا له أرسل معنا بني إسرائيل، وخل سبيلهم، واتركهم أحرارا، فذهبا إلى فرعون، ليبلغاه ما أمر الله تعالى به، فلما دخلا عليه قال : ألست موسى الذي ربيتك في بيتي ونشأت فيه من بدء طفولتك حتى صرت يافعا ؟ ولم نقتلك كما قتلنا بقية أبناء الإسرائيليين ؟ ! ألست قاتل القبطي ؟ ! فكفرت بنعمة من عشت بينهم فقتلت أحدهم، وكفرت بنعمة من رباك صغيرا ! قال فعلتها إذا وأنا من الحائرين، فتركت دياركم وبغيكم فأنعم علي ربي بالعلم بالحق، ونور العقل والقلب، ومن علي فشرفني بالرسالة، ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾ أتتفضل علي بأنك ربيتني ؟ إن الذي رباني أهلي، وما وصلت إلى دارك إلا فرارا من بغيك على الآخرين، وبطشك بالإسرائيليين، فهل استبعاد الأحرار مما يتفضل به- أتمن علي أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا ؟ ! لو لم تفعل ذلك لكفلني أهلي.. قيل : وفيه تقدير استفهام أي : أو تلك نعمة ؟
لما جادل فرعون في أمر الرسول موسى عليه السلام، ودمغ كليم الله فرية عدو الله، تحول فرعون عن التشكيك في أمر رسالته إلى محاولة التشكيك في شأن من أرسله، فقال :﴿ وما رب العالمين ﴾ كأنه يستعلم عن حقيقته جل علاه، وفي آية أخرى كان سؤاله للنبيين الكريميين موسى وهارون :).. فمن ربكما ياموسى( ؟ وفي كلتا الحالتين١ أجابه بذكر بعض صفات العلي الأعلى، فحين سأله :).. من ربكما.. ( قال :).. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( ٢، وهنا أجابه بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ومصلح ذلك كله ووليه، ومطاعه﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾إن كنتم تستيقنون بشيء فاستيقنوا بالحق الذي ليس من بعده إلا الضلال، ﴿ قال لمن حوله ألا تستمعون ﴾ قال فرعون لجلسائه أسمعتم ما يقول ؟ ! - يريد التعجيب منه والإزراء بقائله.. حيث لم يبين فيه الحقيقة المسؤول عنها.... وقد بالغ اللعين في الإشارة إلى عدم الاعتداد بالجواب المذكور حيث أوهم أن مجرد استماعهم له كاف في رده وعدم قبوله-٣
٢ سورة طه. من الآية ٥٠.
٣ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..
لما جادل فرعون في أمر الرسول موسى عليه السلام، ودمغ كليم الله فرية عدو الله، تحول فرعون عن التشكيك في أمر رسالته إلى محاولة التشكيك في شأن من أرسله، فقال :﴿ وما رب العالمين ﴾ كأنه يستعلم عن حقيقته جل علاه، وفي آية أخرى كان سؤاله للنبيين الكريميين موسى وهارون :).. فمن ربكما ياموسى( ؟ وفي كلتا الحالتين١ أجابه بذكر بعض صفات العلي الأعلى، فحين سأله :).. من ربكما.. ( قال :).. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( ٢، وهنا أجابه بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ومصلح ذلك كله ووليه، ومطاعه﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾إن كنتم تستيقنون بشيء فاستيقنوا بالحق الذي ليس من بعده إلا الضلال، ﴿ قال لمن حوله ألا تستمعون ﴾ قال فرعون لجلسائه أسمعتم ما يقول ؟ ! - يريد التعجيب منه والإزراء بقائله.. حيث لم يبين فيه الحقيقة المسؤول عنها.... وقد بالغ اللعين في الإشارة إلى عدم الاعتداد بالجواب المذكور حيث أوهم أن مجرد استماعهم له كاف في رده وعدم قبوله-٣
٢ سورة طه. من الآية ٥٠.
٣ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..
لما جادل فرعون في أمر الرسول موسى عليه السلام، ودمغ كليم الله فرية عدو الله، تحول فرعون عن التشكيك في أمر رسالته إلى محاولة التشكيك في شأن من أرسله، فقال :﴿ وما رب العالمين ﴾ كأنه يستعلم عن حقيقته جل علاه، وفي آية أخرى كان سؤاله للنبيين الكريميين موسى وهارون :).. فمن ربكما ياموسى( ؟ وفي كلتا الحالتين١ أجابه بذكر بعض صفات العلي الأعلى، فحين سأله :).. من ربكما.. ( قال :).. ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى( ٢، وهنا أجابه بأنه خالق السموات والأرض وما بينهما ومصلح ذلك كله ووليه، ومطاعه﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾إن كنتم تستيقنون بشيء فاستيقنوا بالحق الذي ليس من بعده إلا الضلال، ﴿ قال لمن حوله ألا تستمعون ﴾ قال فرعون لجلسائه أسمعتم ما يقول ؟ ! - يريد التعجيب منه والإزراء بقائله.. حيث لم يبين فيه الحقيقة المسؤول عنها.... وقد بالغ اللعين في الإشارة إلى عدم الاعتداد بالجواب المذكور حيث أوهم أن مجرد استماعهم له كاف في رده وعدم قبوله-٣
٢ سورة طه. من الآية ٥٠.
٣ ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني..
٢ سورة الإسراء. الآيتان: ١٠١، ١٠٢..
٢ سورة الإسراء. الآيتان: ١٠١، ١٠٢..
٢ سورة طه. الآية ٥٧..
٣ سورة طه. الآية ٦٣..
٢ سورة طه. الآية ٥٧..
٣ سورة طه. الآية ٦٣..
٢ سورة طه. الآية ٥٧..
٣ سورة طه. الآية ٦٣..
و لم يبق السحرة على الحال التي كان عليها قوم فرعون في مطاوعته على ادعاء الألوهية، بل شارطوه، وساوموه، وأرادوا أن يأخدوا لأنفسهم ما تبتغي قبل أن ينفذ أمر هذا المفتون، فاستوثقوا من التزامه بدفع أجر كبير لهم مقابل مغالبتهم لما جاء به موسى
٢ سورة الأعراف. من الآية ١١٦..
٣ سورة طه. من الآية ٦٨، والآية ٦٩..
٤ سورة الأعراف. من الآية ١١٧..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١١٦..
٣ سورة طه. من الآية ٦٨، والآية ٦٩..
٤ سورة الأعراف. من الآية ١١٧..
﴿ يأفكون ﴾ يقلبون.
﴿ فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون ﴾ ما إن ألقاها حتى ابتلعت بسرعة ما قلبوه من الحبال والعصى، فغدا بتمويه وتزوير وتخييل يحسبه الجاهل حيات تسعى
رب إن الهدى هداك وآ | ياتك تهدي بها من تشاء |
رب إن الهدى هداك وآ | ياتك تهدي بها من تشاء |
قال فرعون للسحرة وقد شرح الله صدورهم للرشد والإسلام : آمنتم للذي ساقه إليكم موسى، وخرجتم على طاعتي، ولم تنتظروا إذني مع أنكم عبيدي ؟ ! إن موسى الذي صدقتموه واتبعتموه ليس إلا خبيرا بالسحر، علمكم كيف تنهزمون أمامه ).. إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها.. ( ١ تواطأتم وإياه على ما فعلتم-وأراد اللعين بذلك التلبيس على قومه كيلا يعتقدوا أنهم آمنوا عن بصيرة وظهور حق- ٢﴿ فلسوف تعلمون ﴾ما أفعل بكم، توعد السحرة بالنكال وقال :﴿ .. ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ﴾٣ لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين } كان وعيدهم أن يمثل بهم، ولا يكتفي بإزهاق أرواحهم، فأتى في إنذاره بتوكيد أنه لا بد أن يقطع أوصالهم، ويبتر أطرافهم، ويقص يدا من ناحية ورجلا من الناحية المقابلة، وليتركنهم مصلبين على جذوع النخل ليموتوا صبرا، أو لتبقى أشلاؤهم عبرا، قال السحرة-غير مبالين بويله وثبوره-
٢ مابين العارضتين من روح المعاني..
٣ سورة طه. من الآية ٧١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
٢ نطمع إما على بابه، وإما بمعنى نستيقن، كما قيل في قول إبراهيم عليه السلام:﴿والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين﴾..
٣ يحتمل أنهم أرادوا أول المؤمنين من أتباع فرعون، أو أول من أظهر الإيمان عند فرعون..
٤ سورة طه. الآيتان ٧٢-٧٣..
٥ سورة محمد عليه السلام. الآية١١..
وانتهى المسير في مرحلته الأولى بموسى والمؤمنين حين بلغوا البحر- والأرجح كما أسلفنا أنه البحر الأحمر–واقترب منهم جند فرعون حتى أصبح كل من الجمعين يرى الجمع الآخر، عندها قال أصحاب موسى لموسى-متحزنين شاكين- : إنا لها لكون ! إذ قد أدركنا العدو بجنوده التي لا قبل لنا بها، لكن المصطفين الأخيار على يقين راسخ بقدرة العزيز الجبار، وحين تتقطع أسباب الأرض يبقى تدبير وتأييد رب الأرض والسماء، فقال موسى ردعا لهم، وتذكيرا بأن الله وليه ووليهم :﴿ كلا ﴾ !
).. فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون( ٢ لكن كيف نكون لنا الغلبة ؟ وكيف يأتينا النصر ؟ فهذا من تدبير وتقرير العزيز العليم، ﴿ إن معي ربي سيهدين ﴾. سيهدين- قريبا إلى ما فيه نجاتكم منهم ونصركم عليهم، ولم يشركهم عليه السلام في المعية والهداية إخراجا للكلام على حسب ما أشاروا إليه في قولهم :﴿ إنا لمدركون ﴾من طلب التدبير منه عليه السلام...... وقيل : قدم المعية هنا وأخرت في قوله تعالى :).. إن الله معنا... ( ٣ لأن المخاطب هنا بنو إسرائيل وهم أنبياء يعرفون الله عز وجل بعد النظر والسماع من موسى عليه السلام، والمخاطب هناك الصديق رضي الله تعالى عنه، وهو ممن يرى الله تعالى قبل كل شيء، ولاختلاف المقام نظم نبينا صلى الله عليه وسلم صاحبه معه في المعية.. -٤
٢ سورة القصص. من الآية ٣٥..
٣ سورة التوبة من الآية ٤٠..
٤ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..
وظلت جنود فرعون تتابع زحفها، وما علم ولا علمت الجنود أنها بزحفها ستلقى حتفها، حتى إذا صاروا في البحر جميعا أمر الله البحر أن ينطبق عليهم فانطبق فغرقوا لم يفلت منهم أحد ).. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين( ٣، ولكن هذا المتأله الذي طغى وعتا حين أدركه الموت قال : آمنت، لكن حيث لا ينفع نفسا إيمانها )... لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.. ( ٤ فحسرهم الكبير المتعال بقدسي المقال :)آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية.. )٥ وابتلع البحر سائر المجرمين ) فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين( ٦ وجعلهم ربنا سلفا ومثلا للآخرين، لعل في هذا مزدجرا للبغاة المعاندين، والكفرة الفجرة الجاحدين.
٢ سورة الدخان. الآية ٢٤..
٣ سورة القصص. من الآية ٨..
٤ سورة الأنعام. من الآية ١٥٨..
٥ سورة يونس. الآية ٩١ ومن الآية ٩٢..
٦ سورة الدخان. الآية ٢٩..
٢ ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن..
٢ ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن..
أمر من الله تعالى إلى خاتم النبيين أن يتلو آيات بينت من أنباء وأخبار أبي الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلوات والتسليم ويذكر كيف كان حاله ومقاله، إذ نصح أباه وقومه فسألهم- ربما ليبني على جوابهم بطلان عملهم وفساد رأيهم- :﴿ ماذا تعبدون ﴾
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..
﴿ إلا رب العالمين ﴾لكن رب العالمين وليي، ويسمع من ناداه، ويستجيب لمن دعاه، وهو الضار المدافع، وهو الخلاق العليم، الرزاق ذو القوة المتين، فهو خالقي والخلق كافة، وهو الهادي إلى الحق والطريق المستقيم ).. أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون( ٢، وهو الذي قدر الأقوات، وقسم الأرزاق، وأمدنا بالماء والسقيا، ولقد بين القرآن الحجة البالغة في الخلق والرزق في آيات مباركة كثيرة منها قول الله تبارك اسمه :)أفرأيتم ما تمنون. أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون( ٣ )ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون( ٤ ) أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون. لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون. إنا لمغرمون. بل نحن محرومون. أفرأيتم الماء الذي تشربون. أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون( ٥.
٢ سورة يونس. من الآية ٣٥..
٣ سورة الواقعة. الآيتان ٥٨-٥٩..
٤ سورة الواقعة. الآية ٦٢..
٥ سورة الواقعة. الآيات من ٦٣ إلى ٧٠..
٢ سورة الكهف. من الآية ٨٢..
٣ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٤ مما أورد الألوسي..
٢ سورة الكهف. من الآية ٨٢..
٣ ما بين العارضتين من روح المعاني..
٤ مما أورد الألوسي..
﴿ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين٨٣ واجعل لي لسان صدق في الآخرين٨٤ واجعلني من ورثة جنة النعيم٨٥ واغفر لأبي إنه كان من الضالين٨٦ ولا تخزني يوم يبعثون٨٧ يوم لا ينفع مال ولا بنون٨٨ إلا من أتى الله بقلب سليم٨٩ ﴾
بعد أن دعا إبراهيم عليه السلام قومه إلى الإله المستحق للعبادة، ونابذهم العداوة وما يدعونه من دون الله، وأثنى على ربنا بما هو أهله، وأنه المولى الخلاق الرزاق الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عمن ناداه، ويتولى أحبابه فيفرج عنهم الكربات، ويتجاوز لهم عن السيآت، ويعظم لهم الدرجات، ثم تضرع إلى ربه أن يهبه علما به وبما ارتضاه من شرعة ومنهاج، حتى تصلح أعمال قلبه وأعمال جوارحه بهذا الفهم والعلم، وبالنبوة والرسالة إلى الخلق، ﴿ وألحقني بالصالحين ﴾- أي بالنبيين من قبلي في الدرجة، وقال ابن عباس : بأهل الجنة، وهو تأكيد لقوله :﴿ هب لي حكما ﴾-١.
ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾
٢ سورة مريم. الآية ٩٦..
ودعا الله تعالى أن يجعله من أصحاب الجنة وأهل الدرجات فيها، أليس من فضل إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا بدعوته أن جعلهم المولى سبحانه قدوة صالحة للصادقين في إيمانهم إلى يوم الدين ؟ يقول ربنا في كتابه المبين :)قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيينا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده.. ( ٣إلى قوله تبارك اسمه :)لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.. ( ٤حتى ليجادل القرآن العظيم عن إبراهيم الخليل عليه الصلوات والتسليم فيما يبدو وكأنه رقة على أبيه الذي لم يستعلن بتوحيد ربنا الرحمان الرحيم فجاءت الآية المباركة تبين حقيقة أمره :)وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم( ٥.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:﴿ من الضالين ﴾ من الحائرين عن الحق، لعدم إقراره بالوحدانية.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:﴿ من الضالين ﴾ من الحائرين عن الحق، لعدم إقراره بالوحدانية.
﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾ طلب الغفران لأبيه لحيرته وبعده عن الاهتداء حين قال له ما حكاه عنه القرآن في قوله :).. واهجرني مليا( ٦، فظن إبراهيم أن هذه عدة أن يعلن إسلامه عما قليل، لهذا استغفر له أول الأمر، فلما علم أن أباه قد أصر على الشرك والوثنية نابذه وقومه العداء إلا أن يؤمنوا بالله الواحد رب الأرض والسماء، وتابع إبراهيم التضرع إلى ربه أن يكرمه يوم يلقاه وأن لا ينقص درجته عن إخوانه النبيين والمرسلين، يوم لا تنفع الأقوال ولا الأرحام، ولا تغني الآباء عن الأبناء ).. ولا مولود هو جاز عن والده شيئا.. ( ٧، لكن من جاء ربه سبحانه وقد سلم باطنه من المروق والفسوق والشك والشرك، ومن الأوصاف الذميمة فإن ربه يكرم مآبه ويجزل ثوابه، فاللهم صل وسلم، واجعل رحمتك وبركاتك على رسولك وخليلك أبينا إبراهيم الذي وفى، ودعاك أن تجعلنا مسلمين، وتبعث فينا خاتم النبيين، يتلو علينا الآيات والحكمة ويزكينا بالكتاب المبين، اللهم آمين.
من بقية أحوال يوم الدين وأهواله يوم لا ينفع مال ولا بنون أن تقرب الجنة وتدنو من أهل التقوى ليدخلوها، أو يقرب دخولهم إياها، حتى ليبشر الواحد منهم بقصره ومنزله الذي يتراءى لأهل الموقف كما تتراءى الكواكب الدرية، بينما تدنو جهنم من الخاطئين وتتلمظ لهم ويخالطهم حسيسها وسعيرها، كما أنبأ مولانا البر الرحيم :)إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا. وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا( ١ )إنها ترمي بشرر كالقصر( ٢.
﴿ الجحيم ﴾ جهنم.
﴿ للغاوين ﴾ للمقيمين على الغواية والضلالة والعمى.
من بقية أحوال يوم الدين وأهواله يوم لا ينفع مال ولا بنون أن تقرب الجنة وتدنو من أهل التقوى ليدخلوها، أو يقرب دخولهم إياها، حتى ليبشر الواحد منهم بقصره ومنزله الذي يتراءى لأهل الموقف كما تتراءى الكواكب الدرية، بينما تدنو جهنم من الخاطئين وتتلمظ لهم ويخالطهم حسيسها وسعيرها، كما أنبأ مولانا البر الرحيم :)إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا. وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا( ١ )إنها ترمي بشرر كالقصر( ٢.
﴿ أو ينتصرون ﴾ أو هل يدفع من عبدتموهم من دون المولى سبحانه عن أنفسهم ما أنزل بهم ؟ !.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ الغاوون ﴾ المغوون لغيرهم، أو المتابعون لغيرهم في الغواية والضلال.
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ فكبكبوا فيها هم والغاوون. وجنود إبليس أجمعون ﴾ فكبوا على وجوههم في النار، وتدهوروا، وألقى بعضهم على بعض، وقلبوا على رؤوسهم فيها حتى يكدسوا في دركاتها هم ومن أغووهم، وأئمة الضلال ودعاة الكفر والخبال، وهل يريد الأبالسة إلا الغواية للخلق أجمعين، إلا من عصم مولانا البر الرحيم، ولقد حذرنا من عدونا الشيطان الرجيم فقال سبحانه وهو أصدق القائلين :)إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير( ١ ).. إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون( ٢ ثم يتلاومون ويتحاورون ويتلاعنون ).. كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون( ٣ )وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين( ٤، )وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل.. ( ٥، فيقول الأتباع الذين استضعفوا للذين استكبروا ).. لولا أنتم لكنا مؤمنين( ٦ ).. بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب.. ( ٧ )قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار( ٨ فيرد المستكبرون :).. إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد( -٩نسأل الله تعالى أن يقينا العذاب- ندموا حيث لا ينفع الندم، واعتذروا ).. ولات حين مناص( ١٠وتنبهوا بعد طول الغفلة :﴿ فما لنا من شافعين. ولا صديق حميم ﴾ وفي آيات أخر يحكي القرآن قيلهم :).. فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون( ١١.
٢ سورة الأعراف. من الآية ٢٧..
٣ سورة ا لأعراف. من الآية ٣٨..
٤ سورة فصلت. الآية ٢٩..
٥ سورة إبراهيم. من الآية ٢٢..
٦ سورة سبأ. من الآية ٣١..
٧ سورة سبأ. من الآية ٣٣..
٨ سورة ص. الآية ٦١..
٩ سورة غافر. من الآية ٣٨..
١٠ سورة ص. من الآية ٣..
١١ سورة الأعراف. من الآية ٥٣..
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
سورة الشعراء مكية
وآياتها سبع وعشرون ومائتان
كلمها : ١٢٩٩- حروفها : ٤٥٤٢
﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾ يتمنون أن يردوا إلى الدنيا ويرجعوا إليها ثانية ليعملوا عملا صالحا ولا ينخدعوا بإضلال المضلين، فيجابون :).. اخسئوا فيها ولا تكلمون. إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين. فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون. إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون( ١
يقص الله تعالى علينا من أنباء ما قد سبق لتكون لنا موعظة وعبرة، فتقتدي بأهل الحق المهتدين، ونحذر الزيغ حتى لا يحل بنا ما حل بالمجرمين، ويعلمنا ربنا من سيرة المرسلين- عليهم صلوات رب العالمين- ليثبت بذلك أفئدتنا ويقوي اليقين.
﴿ كذبت قوم نوح ﴾ أي كذبت جماعة قوم نوح، جاء في المصباح : القوم يذكر ويؤنث وكذلك كل اسم جمع لا واحد له من لفظه نحو : رهط، ونفر. اه ﴿ المرسلين ﴾ لأن من كذب رسولا فقد كذب الرسل باعتبار إجماع الكل على التوحيد وأصول الشرائع التي لا تختلف باختلاف الأزمنة والأعصار.
﴿ إني لكم رسول ﴾ بعثني ربكم وأرسلني إليكم بما فيه الخير لكم، ﴿ أمين ﴾ أرعى الأمانات وأصونها، وأنتم تعرفون أمانتي وصدقي، وإني لأمين على أداء ما بعثت به وتبليغه.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ فاحذروا عقاب الله وعذابه، واجتنبوا ما يوقعكم في سخطه، وما يوردكم ناره، واستجيبوا لما أدعوكم إليه من الإيمان والصلاح
﴿ وما أسألكم عليه من أجر ﴾ ولا أطالبكم بمال على دعوتي وبلاغي ونصحي، ولا أطمع في أجر كائنا ما كان- مالا أو جاها أو غيرهما- ﴿ إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ ما جزائي على أداء رسالتي إلا تفضلا من الله الذي له الخلق والأمر، وبيده الفضل، وإليه يرجع الأمر كله، فهو ولي العوالم كلها ومليكها
﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ توكيد وتقرير لأن الدعوة المتجردة من المطامع، الخالصة من الشوائب، أحق أن تتبع، وإنما هي دعوة إلى تقوى الله، وهكذا جاءت الوصية في كتاب الله :)اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون( ١
﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾، فرد قومه يمارون في الحق وقد تبين : أتريد أن نتابعك يا نوح على ما أنت عليه من الدين وقد آمن بك الضعفاء الذين لا رأي لهم ولا حسب، كما حكى القرآن عنهم في آية كريمة أخرى :(.. وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي.. )١، أي إن اتبعناك فسنسوى بهؤلاء الأخساء الأدنياء، فلا يجمعنا وإياهم مجلس، وكأنهم طالبوا بطرد هؤلاء المؤمنين المتواضعين، لكنه عليه الصلوات والتسليم أيأسهم من تنحية هؤلاء المصدقين :(.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني لمن الظالمين )٢.
حتى ليتراءى للمتدبر أن إفك المشركين ومراء المستكبرين يكاد لا يختلف :
( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )٣، لقد قال كبراء مكة لخاتم النبيين في ضعاف المؤمنين قريبا مما قال هؤلاء لنوح عليه الصلوات والتسليم، فثبت الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على الحق المبين، وناداه :( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا. وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا.. )٤.
٢ سورة هود. من الآية٣١..
٣ سورة الذاريات. الآية ٥٣..
٤ سورة الكهف. الآية ٢٨ ومن الآية ٢٩..
﴿ إن أنا إلا نذير مبين ﴾ ما أنا إلا مخوف من عاقبة الشرك، موضح، - ما أرسلني أخص ذوي الغنى دون الفقراء، إنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به، فمن أطاعني فذلك السعيد وإن كان فقيرا-١
﴿ المرجومين ﴾المرميين بالحجارة.
﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح ﴾ لئن لم تسكت وتكف وترجع عن عيب ديننا وسب آلهتنا﴿ لتكونن من المرجومين ﴾ لتكونن من المرميين بالحجارة- هددوه بالقتل رجما إذا هو لم ينته عن الطعن في الأصنام وعابديها-
﴿ قال رب إن قومي كذبون ﴾ لما يئس من إيمانهم بعد تواصيهم مع ذرياتهم بالصبر على تقديس أصنامهم :( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )١ تضرع إلى ربه-وهو العليم الخبير- وأظهر في ضراعته ما يدعو عليهم لأجله، كما شهدت بذلك آية كريمة :( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا )٢ فسأل الله تعالى النصرة، وأن ينفذ فيهم أمره
٢ سورة نوح. الآية ٢٧..
﴿ فافتح بيني وبينهم فتحا ﴾ فاحكم بيني وبينهم حكما تهلك به الكافرين، وتشفي به صدور قوم مؤمنين، وتنقذ الناس من فتنة هؤلاء الباغين العادين، ﴿ ونجني ومن معي من المؤمنين ﴾ واكتب لنا السلامة والنجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
﴿ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ﴾ ففتح الله تعالى السماء بماء منهمر، وفجر الأرض عيونا حتى التقى الماءان، وعلا الموج كأنه الجبال، وحمل الله تعالى نوحا وسط هذا الطوفان على فلك ذات ألواح ومسامير، حشد فيها مع الرسول والمؤمنين به من كل زوجين اثنين، لكنها كانت في رعاية الفعال لما يريد، فلم ينلها- على ثقل حملها، وبساطة صنعها- ما يضر، وكيف لا ! وهي تجري بأمر الله( تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر. ولقد تركناها آية فهل من مدكر )١
﴿ كذبت عاد المرسلين١٢٣ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون١٢٤ إني لكم رسول أمين١٢٥ فاتقوا الله وأطيعون ١٢٦ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٢٧ أتبنون بكل ريع آية تعبثون١٢٨ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون١٢٩ وإذا بطشتم بطشتم جبارين١٣٠ فاتقوا الله وأطيعون١٣١ واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون١٣٢ أمدكم بأنعام وبنين١٣٣ وجنات وعيون١٣٤ إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم١٣٥ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين١٣٦ إن هذا إلا خلق الأولين١٣٧ وما نحن بمعذبين١٣٨ فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٣٩ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٤٠ ﴾.
﴿ يوم عظيم ﴾ اليوم الآخر.
﴿ عاد ﴾ جماعة وقوم وقبيلة كذبوا رسول الله إليهم- إلا قليلا منهم- وقد عاشوا بعد الطوفان الذي أغرق الدنيا إبان رسالة نوح عليه السلام، وكانت تسكن في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، بين حضرموت وعمان- على مشارف اليمن- و﴿ عاد ﴾ تصرف وتنون باعتبارها اسما للحي الذي كان يسكنه القوم، ومع أنهم لم يكذبوا إلا هودا- عليه سلام الله- وصفهم القرآن الكريم بأنهم كذبوا المرسلين، كأن تكذيب رسول واحد تكذيب لكل الرسل
﴿ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ﴾ نبيهم هود عليه السلام كان من القوم، بعثه الله تعالى إليهم ينبههم من غفلتهم، ويردهم عن غوايتهم، قائلا ما علمنا كتاب الله : ألا تحذرون غضب الله وبأسه أن يحل بكم لعصيانكم واستكباركم وإفسادكم ؟ !، ألا تخافون جلال ربنا العظيم وتهابونه ؟
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ إني أمين على وحي الله الذي حملته إليكم، فلا أقول على ربي إلا الحق، ولا أزيد على ما جاءني من عنده ولا أنقص منه، فاخشوا جلال باريكم وهيبته ونقمته، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، وإنما تمحض النصيحة وتستوجب القبول إذا تجرد الناصح ولم يطلب من المنصوحين مثوبة على نصحه، وهكذا دعا هود إلى الهدى محتسبا أجره، ومدخرا مثوبة ذلك وجزاءه عند الله رب العالمين، الشكور الوهاب الكريم
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ إني أمين على وحي الله الذي حملته إليكم، فلا أقول على ربي إلا الحق، ولا أزيد على ما جاءني من عنده ولا أنقص منه، فاخشوا جلال باريكم وهيبته ونقمته، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، وإنما تمحض النصيحة وتستوجب القبول إذا تجرد الناصح ولم يطلب من المنصوحين مثوبة على نصحه، وهكذا دعا هود إلى الهدى محتسبا أجره، ومدخرا مثوبة ذلك وجزاءه عند الله رب العالمين، الشكور الوهاب الكريم
﴿ إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ ما جزائي على أداء رسالتي إلا تفضلا من الله الذي له الخلق والأمر وبيده الفضل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٥:﴿ أمين ﴾ يرعى الأمانات ويصونها- وكانوا يعرفون أمانته وصدقه- وإني لأمين على أداء ما بعثت إليكم به، وتبليغكم إياه.
﴿ وأطيعون ﴾ واتبعوني فيما آمركم به عن ربي سبحانه.
﴿ إني لكم رسول أمين ﴾ إني أمين على وحي الله الذي حملته إليكم، فلا أقول على ربي إلا الحق، ولا أزيد على ما جاءني من عنده ولا أنقص منه، فاخشوا جلال باريكم وهيبته ونقمته، وأطيعوني فيما آمركم به وأنهاكم عنه، وإنما تمحض النصيحة وتستوجب القبول إذا تجرد الناصح ولم يطلب من المنصوحين مثوبة على نصحه، وهكذا دعا هود إلى الهدى محتسبا أجره، ومدخرا مثوبة ذلك وجزاءه عند الله رب العالمين، الشكور الوهاب الكريم
﴿ آية ﴾ قصرا، وعلما، وبرجا.
﴿ تعبثون ﴾ تلعبون، وتفسدون.
﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ استكثرتم من الأبنية العالية الشاهقة كالجبال، وأقمتموها على كل طريق وواد، للعب والعبث والسطو والفساد ؟ ! وجاء الكلام على صورة الاستفهام، والمراد به الإنكار، بنوا في الوديان والفجاج، وعلى المناظر والتلال والجبال قصورا وأبراجا وعلامات، روي أنهم يبنون البروج في كل ريع ليلعبوا بالحمام ويلهوا به[ وقيل بيت العشار يبنونه بكل رأس طريق فيجلسون فيه ليعشّروا مال من يمر بهم١- وله نظير في بلادنا اليوم- ولا مستعان إلا بالله العلي العظيم، والجملة، في موضع الحال ]٢
٢ ما بين العلامتين[ ] مما أورده الألوسي..
﴿ مصانع ﴾ بنايات، ومستودعات.
﴿ تخلدون ﴾ تبقون في الدنيا لا تفارقونها.
﴿ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ﴾ وتشيدون المصانع ومآخذ الماء والحصون، كأنكم١مخلدون لا تموتون، أو لعلكم تحيون أبدا حين تبنون هذه الأشياء، وعن قتادة : مآجل الماء تحت الأرض، وعن الزجاج : مصانع الماء.
﴿ جبارين ﴾ قتالين بغير حق، غاشمين بلا رأفة.
﴿ وإذا بطشتم بطشتم جبارين ﴾ وإذا غضبتهم قتلتم وأسرفتم في إزهاق الأرواح، وإسالة الدماء، واستكبرتم عن الحق، واستعليتم على الخلق، وإذا أردتم السطوة عسفتم وظلمتم، قتالين بغير حق، غاشمين بلا رأفة، نقل عن الحسن : أنه القتل من غير تثبت- والبطش يكون باليد وأقله الوكز والدفع، ويليه السوط والعصا، ويليه الحديد، والكل مذموم إلا بحق، والآية نزلت خبرا عمن تقدم من الأمم، ووعظا من الله عز وجل لنا في مجانبة ذلك الفعل الذي ذمهم به وأنكره عليهم، قلت : وهذه الأوصاف المذمومة قد صارت في كثير من هذه الأمة، لا سيما بالديار المصرية منذ وليها البحرية، فيبطشون بالناس بالسوط والعصا في غير حق، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا " -١.
﴿ بما تعلمون ﴾من خيرات تتقلبون فيها.
﴿ واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون ﴾ الذي ملككم وأعطاكم، ورزقكم وسخر لكم ما تقرنون١، ووهبكم من الخيرات ما فيه تتقلبون، حقه أن يشكر فلا يكفر، وأن يطاع فلا يعصى، فهو الذي أعطى وأجزل، وأنعم وتفضل !
﴿ وبنين ﴾ وأبناء ذكور.
﴿ وجنات ﴾ وبساتين وحدائق كثير شجرها، وافر خضرها.
﴿ وعيون ﴾ ومياه متفجرة تتدفق بالماء العذب.
﴿ أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون ﴾ آتاكم الله إبلا وبقرا وغنما عليها تدور معايشكم، وبها تقر نواظركم وتبتهج خواطركم، وهكذا جعل الله تعالى في الأنعام متاعا حسيا، ومتاعا نفسيا، وبها امتن عز وجل في الآيات الكريمة :( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم )١ : كما وهبكم الأبناء منعة وعزا، ورزقكم ربكم البساتين والحدائق والزروع تطالعون بهاءها، وتقطفون ثمارها، وتغنمون خيرها، وأجرى لكم ماء الأنهار والعيون، و﴿ أمدكم ﴾ الثانية بدل من الأولى، وتفسير لها
﴿ وبنين ﴾ وأبناء ذكور.
﴿ وجنات ﴾ وبساتين وحدائق كثير شجرها، وافر خضرها.
﴿ وعيون ﴾ ومياه متفجرة تتدفق بالماء العذب.
﴿ أمدكم بأنعام وبنين. وجنات وعيون ﴾ آتاكم الله إبلا وبقرا وغنما عليها تدور معايشكم، وبها تقر نواظركم وتبتهج خواطركم، وهكذا جعل الله تعالى في الأنعام متاعا حسيا، ومتاعا نفسيا، وبها امتن عز وجل في الآيات الكريمة :( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون. وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم )١ : كما وهبكم الأبناء منعة وعزا، ورزقكم ربكم البساتين والحدائق والزروع تطالعون بهاءها، وتقطفون ثمارها، وتغنمون خيرها، وأجرى لكم ماء الأنهار والعيون، و﴿ أمدكم ﴾ الثانية بدل من الأولى، وتفسير لها
إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } إن العذاب الذي ينتظر من كفر واستكبر، عذاب لا يكتنه كنهه فأنا أخاف عليكم أن يوردكم العناد والإفساد موارد لا تقوون عليها، إنكم إن كذبتم الدعوة وخالفتم الرسالة، وبدلتم النعمة جبروتا واستكبرتم فإني أخاف عليكم حلول نقمة العزيز وبطشه، فإن بأسه لا يرد عن القوم المجرمين، وسنته في كل عات تمضي كما مضت في الأولين- وما قوم نوح منكم ببعيد- :{ وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما( ١.
٢ ما بين العارضتين من روح المعاني..
﴿ إن هذا إلا خلق الأولين ﴾ ما هذا الذي تنكر منا إلا إلف وعادة من سبقونا فهم على أثارهم مقتدون، أو : ما هذا الذي تدعونا إليه إلا اختلاق وخرافات وأساطير الأولين وديدنهم، ونفوا أن ينالهم عذاب عاجل أو آجل، وكأنهم أمنوا مكر الله، وجحدوا لقاءه، أو ظنوا أن ما أوتوا يحول بينهم وبين الدمار والنكال.
﴿ إن هذا إلا خلق الأولين ﴾ ما هذا الذي تنكر منا إلا إلف وعادة من سبقونا فهم على أثارهم مقتدون، أو : ما هذا الذي تدعونا إليه إلا اختلاق وخرافات وأساطير الأولين وديدنهم، ونفوا أن ينالهم عذاب عاجل أو آجل، وكأنهم أمنوا مكر الله، وجحدوا لقاءه، أو ظنوا أن ما أوتوا يحول بينهم وبين الدمار والنكال.
﴿ فكذبوه ﴾ أصروا على التكذيب بالحق، والتطاول على الخلق، كما شهد عليهم الذكر الحكيم :( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون )١، لقد كانوا يعرفون الرشد وأنعم الله ثم ينكرونها، كما وصفهم الله تعالى وقرناءهم بقوله الكريم :(.. وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين )٢.
﴿ فأهلكناهم ﴾فمحوناهم ودمرناهم، ( ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ )٣ وأنزلنا البأس والعاصفة العقيم، ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )٤، وفي ذلك البطش الشديد يقول ربنا الفعال لما يريد :( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية )٥.
إن في انتقامنا من كل باغ عات لعلامة على اقتدارنا، وعبرة لخلقنا، ولم يصدق بدعوة التوحيد من قوم هود إلا قلة تداركهم الله تعالى فأنقذهم من البلاء الذي حل بقومهم، يقول ربنا سبحانه :( فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين }٦.
٢ سورة العنكبوت. من الآية ٣٨..
٣ سورة هود. الآية ٥٨..
٤ سورة الذاريات. الآية ٤٢..
٥ سورة الحاقة. الآيات: ٦، ٧، ٨..
٦ سورة الأعراف. الآية ٧٢..
٢ سورة الأعراف. من الآية ١٥٦..
٣ سورة الزخرف. الآيات: ٣٣و ٣٤و ٣٥..
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
﴿ كذبت ثمود المرسلين١٤١إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون١٤٢ إني لكم رسول أمين١٤٣ فاتقوا الله وأطيعون١٤٤ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٤٥ أتتركون فيما ها هنا آمنين١٤٦ في جنات وعيون١٤٧ وزروع ونخل طلعها هضيم١٤٨ وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين١٤٩ فاتقوا الله وأطيعون١٥٠ ولا تطيعوا أمر المسرفين١٥١ الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون١٥٢ قالوا إنما أنت من المسحرين ١٥٣ ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين١٥٤ قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم١٥٥ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم١٥٦ فعقروها فأصبحوا نادمين١٥٧ فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٥٨ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٥٩ ﴾
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
الآيات الخمس الأولى من هذه القصة الكريمة من ١٤١ : ١٤٥ معناها يقال فيه كالذي قيل في مثيلاتها مما تقدم
و﴿ ما ﴾ موصولة، و﴿ هاهنا ﴾ إشارة إلى المكان الحاضر القريب
﴿ في جنات وعيون. وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾ قرعهم نبيهم صالح عليه السلام، وقصد إلى إيقاظهم من غفلتهم، فكأنه قال : أتظنون أنكم باقون في الدنيا، مخلدون في هذا الأمن وهذه السعة، والعيش الهنيء لن يفارقكم ولن تفارقوه ؟ ! هيهات ! أورد الزمخشري سؤالا : فإن قلت لم قال :﴿ ونخل ﴾ بعد قوله. ﴿ وجنات ﴾ والجنات تتناول النخل أول شيء، كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج، حتى إنهم ليذكرون الجنة- الحديقة- ولا يقصدون إلا النخل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل ؟ وأجاب... : فيه وجهان، أحدهما –أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيها على انفراده عنها بفضله عنها، والثاني- أن يريد بالجنات غيرها من الشجر، لأن اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل، والنخل اسم جنس جمعي، يذكر كما في قوله تعالى :(.. كأنهم أعجاز نخل منقعر )١، ويؤنث كما في قوله تعالى :(.... كأنهم أعجاز نخل خاوية )٢ وكما ها هنا :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ أي رطبها لين، يانع نضيج، هاضم للطعام، وأصل ثمرة النخل طلعة تطلع من رأس النخلة- كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، ينشق عنها لطيفة دقيقة، فإذا لقح، وذر عليه من لقاح النخل انعقد فصار بسرا ثم بلحا ثم تمرا.
٢ سورة الحاقة. من الآية ٧..
﴿ في جنات وعيون. وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾ قرعهم نبيهم صالح عليه السلام، وقصد إلى إيقاظهم من غفلتهم، فكأنه قال : أتظنون أنكم باقون في الدنيا، مخلدون في هذا الأمن وهذه السعة، والعيش الهنيء لن يفارقكم ولن تفارقوه ؟ ! هيهات ! أورد الزمخشري سؤالا : فإن قلت لم قال :﴿ ونخل ﴾ بعد قوله. ﴿ وجنات ﴾ والجنات تتناول النخل أول شيء، كما يتناول النعم الإبل كذلك من بين الأزواج، حتى إنهم ليذكرون الجنة- الحديقة- ولا يقصدون إلا النخل كما يذكرون النعم ولا يريدون إلا الإبل ؟ وأجاب... : فيه وجهان، أحدهما –أن يخص النخل بإفراده بعد دخوله في جملة سائر الشجر تنبيها على انفراده عنها بفضله عنها، والثاني- أن يريد بالجنات غيرها من الشجر، لأن اللفظ يصلح لذلك ثم يعطف عليها النخل، والنخل اسم جنس جمعي، يذكر كما في قوله تعالى :(.. كأنهم أعجاز نخل منقعر )١، ويؤنث كما في قوله تعالى :(.... كأنهم أعجاز نخل خاوية )٢ وكما ها هنا :﴿ ونخل طلعها هضيم ﴾ أي رطبها لين، يانع نضيج، هاضم للطعام، وأصل ثمرة النخل طلعة تطلع من رأس النخلة- كنصل السيف، في جوفه شماريخ القنو، ينشق عنها لطيفة دقيقة، فإذا لقح، وذر عليه من لقاح النخل انعقد فصار بسرا ثم بلحا ثم تمرا.
﴿ فارهين ﴾ حاذقين بنحتها، نشطين، أو متجبرين أشرين بطرين.
﴿ وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ﴾ وتبرون وتنجرون من صخور الجبال مساكن ودورا، حاذقين بنحتها نشطين، أو متجبرين أشرين بطرين
﴿ فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد، مناديا :(.. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.. )١، (.. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )٢، (.. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )٣( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )٤(.. فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )٥، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان٦، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق، لكن غلبت عليهم الشقوة، فاستبصروا الرشد وكتموه، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه، (.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. }، وبهذا شهد الكتاب المبين :( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.. )٧.
٢ سورة الأعراف. من الآية ٧٤..
٣ سورة هود. من الآية ٦١..
٤ سورة النمل. الآيتان : ٤٦و٤٧..
٥ سورة القمر. الآيات : ٢٤و٢٥و٢٦..
٦ سورة الصف. من الآية ٥..
٧ سورة العنكبوت. من الآية ١٧..
﴿ فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد، مناديا :(.. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.. )١، (.. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )٢، (.. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )٣( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )٤(.. فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )٥، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان٦، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق، لكن غلبت عليهم الشقوة، فاستبصروا الرشد وكتموه، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه، (.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. }، وبهذا شهد الكتاب المبين :( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.. )٧.
﴿ فاتقوا الله وأطيعون. ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ﴾ دعاهم نبيهم إلى الرشد وتوحيد الله الصمد الفرد، مناديا :(.. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.. )١، (.. واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )٢، (.. هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )٣( قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون. قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون )٤(.. فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر. سيعلمون غدا من الكذاب الأشر )٥، هكذا وعظهم نبيهم عليه السلام بما يرقق القلوب، ويدل العقول والأفئدة على مولانا الحق علام الغيوب، وصرف الحجة والبرهان على جلال الملك الديان٦، لكنهم أعرضوا عن نداء الحق، واستجابوا لدعاة الضلال والزيغ، وهم يعرفون في نبيهم الأمانة والصدق، لكن غلبت عليهم الشقوة، فاستبصروا الرشد وكتموه، وأدركوا طريق الفلاح والنجاة وجحدوه، (.. فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم.. }، وبهذا شهد الكتاب المبين :( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى.. )٧.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾ أي الذين أصيبوا بسحر محبوك فاختلت عقولهم من أثره، هكذا يرمونه- عليه السلام- بالخبل والجنون مرة، ويرمونه بالكذب الملفق الذي يموه به على قومه ليستعلي عليهم، كما حكى الله تعالى قيلهم في آيات سورة القمر :( فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر. أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر )١
﴿ فأت بآية ﴾- بعلامة على صحة دعواك﴿ إن كنت من الصادقين ﴾ في ادعائك الرسالة،
﴿ شرب ﴾ حظ من الماء ونصيب تشربه.
﴿ لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ﴾ أي لها حظ من الماء ونصيب تشربه في يوم ولكم نصيب شرب يوم[ فكانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله أول النهار وتسقيهم اللبن آخر النهار، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم، ليس لهم في يوم ورودها أن يشربوا من شربها شيئا، ولا لها أن تشرب في يومهم من مائهم شيئا ]١.
﴿ فعقروها ﴾فذبحوا الناقة واستعلنوا بعصيان أمر الله تعالى وعناد نبيه ونقض عهده، في هذه الآية نسب ذبحها إلى القوم الظالمين جميعا، وفي آيات أخر نسب الذبح إلى واحد منهم كما جاء في قول المولى- تبارك اسمه- :( كذبت ثمود بطغواها. إذا انبعث أشقاها. فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها )١، لكن لما رضوا بفعله بل انتدبوه له شاركوه جميعا البغي والفجور، وقاسموه العاقبة العاجلة للعتو والفجور، وسيقاسمونه العذاب البئيس الغليظ المقيم يوم البعث والنشور، فقد شهد القرآن الكريم أنهم استنفروه لذبحها، قال الله سبحانه :( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين )٢ وقال عز من قائل :( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر. فكيف كان عذابي ونذر )٣.
﴿ فأصبحوا نادمين ﴾- أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب... وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا، بل طلبوا صالحا عليه السلام ليقتلوه.. -٤ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى ما بينته الآيات التي في سورة النمل :( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون. ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين )٥.
٢ سورة الأعراف. الآية ٧٧..
٣ سورة القمر. الآيتان: ٢٩ و ٣٠..
٤ ما بين العارضتين مما نقل القرطبي.
٥ سورة النمل. الآيات من: ٤٨ إلى ٥١..
﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ إن في إهلاك العالين المسرفين، الذين كانوا من أكثر الناس أموالا وأولادا، وأترفوا في هذه الحياة الدنيا، واستعمرهم الله تعالى ومكن لهم ما لم يمكن لغيرهم، فما أغنى عنهم جمعهم وما كانوا يستكبرون، وفي تدميرهم، وترك مساكنهم ودورهم لتبقى عبرة لغيرهم، وفي رعايته سبحانه لعباده الذين ينهون عن السوء، ويهدون بالحق وبه يعدلون، إن في ذلك لعظة للمتعظين، وعلامة للمتفكرين، وصدق الله العظيم :( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون )٢، ومهما قل عدد المصدقين، وكثر عدد الفاجرين الهالكين فلن يسوي الله تعالى بين الخبيث والطيب، ولو كثر الخبيث، ولن تغني عن الكافرين فئتهم شيئا ولو كثرت، (.. وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )٣(.. وقليل من عبادي الشكور )٤.
٢ سورة النمل. الآيتان: ٥٢، ٥٣..
٣ سورة يوسف. من الآية١٠٣..
٤ سورة سبأ. من الآية ١٣..
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
لوط عليه السلام كان قريبا لرسول الله تعالى وخليله إبراهيم عليه السلام، كان ابن عمه أو ابن أخيه- كما روى المؤرخون والمفسرون- وهو الذي استجاب لدعوة التوحيد والإسلام التي بعث بها إبراهيم عليه السلام، وبعد إلقاء الوثنيين لإبراهيم في النار وتسليمه بأمر الله منها أمر بالهجرة فهاجر ومعه زوجته التي آمنت به، ومعهما لوط عليه السلام، يقول الحق- تبارك اسمه- :( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم )١ ويقول سبحانه :( ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين )٢، وبعد الهجرة أرسل إلى قوم كانت لهم مدائن- قيل موضعها الآن هو المكان الذي فيه البحر الميت بالأردن- هذا والآيات المباركات الخمس من رقم ١٦٠ إلى رقم١٦٤ الكلام في تفسيرها مثله في تفسير مثيلاتها مما تقدم في هذه السورة الكريمة
﴿ الذكران ﴾ جمع ذكر.
﴿ وتذرون ﴾ وتتركون.
﴿ عادون ﴾متعدون متجاوزون الحدود.
﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾ يقول صاحب تفسير القرآن العظيم : وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام، وكانوا يسكنون سدوم وأعمالها التي أهلكهم الله بها وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة، وهي مشهورة ببلاد الغور، متاخمة لجبال البيت المقدس بينها وبين بلاد الكرك والشوبك.. اه. حضهم نبيهم على عبادة الله وتوحيده، وطاعته واتباع ملته، والتصديق بما اؤتمن عليه لوط من كلمات الله تعالى ورسالته، فاحذروا أن تشركوا بالله شيئا، أو تخالفوا عن أمره، واستجيبوا لي فيما أبلغكم عن ربي، وأنكر عليهم رسولهم إليهم ما ابتدعوا من فاحشة- فالاستفهام إنكاري- ولم يسبقهم أحد في إتيان الرجال، وغشيان الذكور ونكاحهم، وقضاء الشهوة البهيمية في أدبار الرجال دون أقبال الأزواج وفروجهن، زين لهم سوء عملهم فأتوا الذكور من الأناسي، وقطعوا السبيل، وترصدوا لمن يمر على الطريق، وارتكبوا في نواديهم المنكر والفحش الخبيث، وتجاوزوا ما أحل الله لهم من الفروج إلى ما حرم عليهم منها، فكانوا بذلك باغين عادين متجاوزين حدود الله، مقيمين على هذا التعدي والفجور، مستعلنين بذلك غير مستخفين
﴿ الذكران ﴾ جمع ذكر.
﴿ وتذرون ﴾ وتتركون.
﴿ عادون ﴾متعدون متجاوزون الحدود.
﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾ يقول صاحب تفسير القرآن العظيم : وكان الله تعالى قد بعثه إلى أمة عظيمة في حياة إبراهيم عليهما السلام، وكانوا يسكنون سدوم وأعمالها التي أهلكهم الله بها وجعل مكانها بحيرة منتنة خبيثة، وهي مشهورة ببلاد الغور، متاخمة لجبال البيت المقدس بينها وبين بلاد الكرك والشوبك.. اه. حضهم نبيهم على عبادة الله وتوحيده، وطاعته واتباع ملته، والتصديق بما اؤتمن عليه لوط من كلمات الله تعالى ورسالته، فاحذروا أن تشركوا بالله شيئا، أو تخالفوا عن أمره، واستجيبوا لي فيما أبلغكم عن ربي، وأنكر عليهم رسولهم إليهم ما ابتدعوا من فاحشة- فالاستفهام إنكاري- ولم يسبقهم أحد في إتيان الرجال، وغشيان الذكور ونكاحهم، وقضاء الشهوة البهيمية في أدبار الرجال دون أقبال الأزواج وفروجهن، زين لهم سوء عملهم فأتوا الذكور من الأناسي، وقطعوا السبيل، وترصدوا لمن يمر على الطريق، وارتكبوا في نواديهم المنكر والفحش الخبيث، وتجاوزوا ما أحل الله لهم من الفروج إلى ما حرم عليهم منها، فكانوا بذلك باغين عادين متجاوزين حدود الله، مقيمين على هذا التعدي والفجور، مستعلنين بذلك غير مستخفين
﴿ قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ﴾ ضاقوا بنهي نبيهم عن الفاحشة والمنكر، وأنذروه بالطرد من أرضهم ما لم يكف عن زجرهم، وتقبيح صنيعهم في الاستمتاع بأدبار ذكرانهم، وفي آية أخرى كريمة لم يكتفوا بإنذاره عليه السلام بل عزموا على إقصائه وأهله عن مدنهم، وكان ذلك ردهم على هدايته وموعظته لهم، يقول المولى تبارك اسمه :( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )١، وفي آية مباركة ثالثة :( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )٢
٢ سورة الأعراف. الآية ٨٢..
﴿ قال إني لعملكم من القالين ﴾ مع أنه – صلى الله عليه وسلم- كان حديث عهد بهجرة، وقد ترك ملة قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام من دون الله، ومع أنه لم تكن له عصبة يؤازرونه، وما آمن معه إلا قليل، كل هذا لم يرد نبي الله عن البراءة من جرمهم، وإعلان السخط على ذميم فعلهم، وواجههم بأنه من الكارهين لإثمهم، والقالي : المبغض- كما قدمنا-.
وقد حكى القرآن الكريم ما حملته الملائكة وأنفذته من أمر الله في لوط وفي أتباعه، وفي العاصين لربهم ونبيهم :( قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين. مسومة عند ربك للمسرفين. فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين. فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين. وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم )١
﴿ الغابرين ﴾ الباقين بعد مضي من معهم.
﴿ إلا عجوزا في الغابرين ﴾ إلا امرأته شاء الله أن يجعلها في الهالكين، بما رضيت من طغيان المفسدين، فبقيت لتنال جزاء الظالمين، قال النحاس : يقال للذاهب : غابر، والباقي : غابر. اه.
وحين جاء أمر الله إلى لوط ليبدأ رحلة النجاة، علم أن امرأته لن تسعد برفقة الفائزين :(.. فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم.. )١، ﴿ ثم دمرنا الآخرين ﴾ ما إن ابتعد لوط ومن معه عن القرى التي كانت تعمل الخبائث، حتى فاجأت المجرمين صيحة من ملائكة الله المكرمين، صبيحة نجاة المؤمنين، وأعقبتها نقمة بئيسة، فاقتلعت تلك المدائن ثم رفعت وقلبت منكسة، كما بينت الآية هذا العذاب الوبيل :( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها.. )٢.
٢ سورة هود. من الآية ٨٢..
﴿ فساء ﴾ فبئس.
﴿ وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ﴾ صب الله تعالى على مكذبي لوط مطرا سيئا ببغيهم، وما كان ماء منهمرا، وإنما كان صخرا ونارا، وفي ذلك يقول الله الحق :(.. وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد )١
﴿ كذب أصحاب الأيكة المرسلين١٧٦ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون١٧٧ إني لكم رسول أمين١٧٨ فاتقوا الله وأطيعون١٧٩ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين١٨٠ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين١٨١ وزنوا بالقسطاس المستقيم١٨٢ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين١٨٣ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين١٨٤ قالوا إنما أنت من المسحّرين١٨٥ وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين١٨٦ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين١٨٧ قال ربي أعلم بما تعملون١٨٨ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم١٨٩ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين١٩٠ وإن ربك لهو العزيز الرحيم١٩١ ﴾
كذب القوم الذين رزقوا الواحة الخصبة المخضرة، والتي كثر شجرها والتف، وتشابكت أغصانه، قيل : كان شجرا ناعما ينبت في غيضة ممتدة من ساحل البحر إلى مدين يسكنها طائفة، وكانوا ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام- وكان أجنبيا منهم، ولذلك قيل :﴿ إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾ولم يقل : أخوهم، وقيل﴿ الأيكة ﴾ الشجر الملتف، وكان شجرهم الدوم، وهو المقل، وعلى القولين﴿ أصحاب الأيكة ﴾ غير أهل مدين.. -١، ومع أنهم لم يكذبوا إلا شعيبا، لكن جعل تكذيبهم لرسول من رسل الله كأنه تكذيب لكافة المرسلين.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، .. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر...
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، .. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة،.. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة،.. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
نقل القرطبي عن عبد الله بن وهب عن جرير بن حازم عن قتادة قال : أرسل شعيب عليه السلام إلى أمتين : إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة،.. ثم قال : وقال الخليل :﴿ الأيكة ﴾ غيضة : تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر... ثم قال : ولم يقل : أخوهم شعيب، لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال :).. أخاهم شعيبا.. )لأنه كان منهم.. قال ابن زيد : أرسل الله شعيبا رسولا إلى قومه أهل مدين، وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة، وقاله قتادة :.. وإنما كان جواب هؤلاء الرسل واحدا على صيغة واحدة، لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة والإخلاص في العبادة، والامتناع من أخذ الأجر على تبليغ الرسالة. اه.
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ بالميزان السوي، والنصفة في الحقوق.
﴿ ولا تبخسوا ﴾ ولا تنقصوا.
﴿ تعثوا ﴾ تهبوا للفساد الشديد.
﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أتموا الكيل ولا تنقصوا منه شيئا، وزنوا بالميزان السوي، وأنصفوا، ولا تغمطوا حقوق الناس ولا تطففوا، وهكذا وصت الآيات المباركات بإعطاء كل ذي حق حقه، مكيلا كان الحق أو موزونا، أو محمدة أو فضلا، أو مكرمة أو بلاء، أو منحة أو عطاء، فكل منها يصح أن يسمى شيئا، وويل للذين يلبسون ثوب الزور، ويدعون ما ليس لهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فويل لهم، وختمت الآيات الكريمة بعد النهي عن التطفيف والتخسير، والسطو على ما أفاء الله به على الغير، ختمت بالتحذير من السعي بالإفساد المهلك المدمر، ليتذكر أولو الألباب أن ركوب هذه الموبقات والأوزار والسيآت يختل به عمران الكون، ويضطرب سنن الحياة السوية على الأرض، فيسوء عاجل الناس، ثم لهم في آجلهم أخرى مما هم ملاقوه في الأولى، وصدق الله العظيم :( ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين )١.
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ بالميزان السوي، والنصفة في الحقوق.
﴿ ولا تبخسوا ﴾ ولا تنقصوا.
﴿ تعثوا ﴾ تهبوا للفساد الشديد.
﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أتموا الكيل ولا تنقصوا منه شيئا، وزنوا بالميزان السوي، وأنصفوا، ولا تغمطوا حقوق الناس ولا تطففوا، وهكذا وصت الآيات المباركات بإعطاء كل ذي حق حقه، مكيلا كان الحق أو موزونا، أو محمدة أو فضلا، أو مكرمة أو بلاء، أو منحة أو عطاء، فكل منها يصح أن يسمى شيئا، وويل للذين يلبسون ثوب الزور، ويدعون ما ليس لهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فويل لهم، وختمت الآيات الكريمة بعد النهي عن التطفيف والتخسير، والسطو على ما أفاء الله به على الغير، ختمت بالتحذير من السعي بالإفساد المهلك المدمر، ليتذكر أولو الألباب أن ركوب هذه الموبقات والأوزار والسيآت يختل به عمران الكون، ويضطرب سنن الحياة السوية على الأرض، فيسوء عاجل الناس، ثم لهم في آجلهم أخرى مما هم ملاقوه في الأولى، وصدق الله العظيم :( ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين )١.
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ بالميزان السوي، والنصفة في الحقوق.
﴿ ولا تبخسوا ﴾ ولا تنقصوا.
﴿ تعثوا ﴾ تهبوا للفساد الشديد.
﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين. وزنوا بالقسطاس المستقيم. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ أتموا الكيل ولا تنقصوا منه شيئا، وزنوا بالميزان السوي، وأنصفوا، ولا تغمطوا حقوق الناس ولا تطففوا، وهكذا وصت الآيات المباركات بإعطاء كل ذي حق حقه، مكيلا كان الحق أو موزونا، أو محمدة أو فضلا، أو مكرمة أو بلاء، أو منحة أو عطاء، فكل منها يصح أن يسمى شيئا، وويل للذين يلبسون ثوب الزور، ويدعون ما ليس لهم، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، فويل لهم، وختمت الآيات الكريمة بعد النهي عن التطفيف والتخسير، والسطو على ما أفاء الله به على الغير، ختمت بالتحذير من السعي بالإفساد المهلك المدمر، ليتذكر أولو الألباب أن ركوب هذه الموبقات والأوزار والسيآت يختل به عمران الكون، ويضطرب سنن الحياة السوية على الأرض، فيسوء عاجل الناس، ثم لهم في آجلهم أخرى مما هم ملاقوه في الأولى، وصدق الله العظيم :( ويل للمطففين. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون. وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين )١.
﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾ وخافوا الذي أنشأكم، وأوجد الخلائق الذين عاشوا قبلكم، فإنه جامع الناس ليوم يجدون فيه ما كانوا قد عملوه، وتجدون عملكم، ثم توفون وإياهم جزاءكم
﴿ كسفا ﴾ قطعا، وجوانب.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ فردوا على دعوة الهدى، والتحذير من الخسران والردى، بتكذيب نبيهم، وإنكار أن يكون مرسلا، وآذوه واتهموه- بهتانا- بأنه من الذين خبلهم السحر، وأذهب عقلهم مس الشيطان، أو من الخلق ذوي السحر الذي هو الرئة، يعنون أنه صاحب جوف وأحشاء، يحتاج إلى الشراب والطعام والغذاء، وذلك- في زعمهم- مما لا يتفق ودعوى الرسالة، فكأنهم قالوا ما حكاه القرآن عن المكذبين :(.. ولو شاء الله لأنزل ملائكة.. )١( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )٢، ثم استعجلوا العذاب، إذ غلبت عليهم الشقوة، كالذي أملاه البطر والعتو والغرور على من كذبوا النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٣. وكما قال قوم نوح لنوح :(.. قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٤.
٢ سورة الحجر. الآية ٧..
٣ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
٤ سورة هود. من الآية ٣٢..
﴿ كسفا ﴾ قطعا، وجوانب.
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ فردوا على دعوة الهدى، والتحذير من الخسران والردى، بتكذيب نبيهم، وإنكار أن يكون مرسلا، وآذوه واتهموه- بهتانا- بأنه من الذين خبلهم السحر، وأذهب عقلهم مس الشيطان، أو من الخلق ذوي السحر الذي هو الرئة، يعنون أنه صاحب جوف وأحشاء، يحتاج إلى الشراب والطعام والغذاء، وذلك- في زعمهم- مما لا يتفق ودعوى الرسالة، فكأنهم قالوا ما حكاه القرآن عن المكذبين :(.. ولو شاء الله لأنزل ملائكة.. )١( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )٢، ثم استعجلوا العذاب، إذ غلبت عليهم الشقوة، كالذي أملاه البطر والعتو والغرور على من كذبوا النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٣. وكما قال قوم نوح لنوح :(.. قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٤.
٢ سورة الحجر. الآية ٧..
٣ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
٤ سورة هود. من الآية ٣٢..
﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين. وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين. فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ فردوا على دعوة الهدى، والتحذير من الخسران والردى، بتكذيب نبيهم، وإنكار أن يكون مرسلا، وآذوه واتهموه- بهتانا- بأنه من الذين خبلهم السحر، وأذهب عقلهم مس الشيطان، أو من الخلق ذوي السحر الذي هو الرئة، يعنون أنه صاحب جوف وأحشاء، يحتاج إلى الشراب والطعام والغذاء، وذلك- في زعمهم- مما لا يتفق ودعوى الرسالة، فكأنهم قالوا ما حكاه القرآن عن المكذبين :(.. ولو شاء الله لأنزل ملائكة.. )١( لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين )٢، ثم استعجلوا العذاب، إذ غلبت عليهم الشقوة، كالذي أملاه البطر والعتو والغرور على من كذبوا النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٣. وكما قال قوم نوح لنوح :(.. قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٤.
﴿ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾ فأمعنوا في تكذيب نبيهم، وحل موعد إهلاكهم، فسلط الله عليهم حرا شديدا لم يطفئه عنهم شيء، حتى إذا رأوا غمامة آووا إليها، فلما اجتمعوا تحتها يستظلون بها أسقطها الله تعالى عليهم، فدكتهم وأحرقتهم(.. ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون )١.
قال قتادة : بعث الله شعيبا إلى أمتين : أصحاب مدين، وأصحاب الأيكة، فأهلك الله أصحاب الأيكة بالظلة، وأما أصحاب مدين فصاح بهم جبريل صيحة فهلكوا أجمعين. اه
وهكذا قص الله تعالى علينا من أنباء الرسل في هذه السورة المباركة سبع قصص : قصة موسى وهارون عليهما السلام مع فرعون وملئه، حتى الآية الكريمة الثامنة والستين، وقصة إبراهيم عليه السلام وما تبعها حتى الآية المباركة الرابعة بعد المائة، ثم قصة نوح عليه السلام حتى الثانية والعشرين بعد المائة، ثم قصة هود عليه السلام مع قومه حتى الآية الأربعين بعد المائة، ثم قصة صالح عليه السلام مع قومه حتى الآية التاسعة والخمسين بعد المائة، ثم قصة لوط عليه السلام مع قومه حتى الآية الخامسة والسبعين بعد المائة، ثم ختمت بقصة شعيب عليه السلام مع أصحاب الأيكة حتى الآية الحادية والتسعين بعد المائة، [ ولعل الاقتصار على هذا العدد- على ما قيل- لأنه عدد تام، وأنا أفوض العلم بسر ذلك، وكذا العلم بسر ترتيب القصص على هذا الوجه لحضرة علام الغيوب جل شأنه ]٢.
مما نقل صاحب تفسير غرائب القرآن.. : واعلم أنه سبحانه كرر بعض الآيات في هذه السورة لأجل التأكيد والتقرير، فمن ذلك أنه كرر قوله :﴿ إن في ذلك لآية ﴾ إلى قوله :﴿ الرحيم ﴾ في ثمانية مواضع : أولها- في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية- في قصة موسى، ثم إبراهيم، ثم نوح، ثم هود، ثم صالح، ثم لوط، ثم شعيب، ومن ذلك قوله :﴿ ألا تتقون. إني لكم رسول أمين. فاتقوا الله وأطيعون. وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهو مذكور في خمسة مواضع : في قصة نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، ومن ذلك أنه كرر﴿ فاتقوا الله وأطيعون ﴾ في قصة نوح وهود وصالح، ليس في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين، لذكرها في مواضع من غير هذه السورة، وليس في قصة موسى لأنه رباه فرعون حيث قال :﴿ ألم نربك فينا وليدا ﴾ ولا في قصة إبراهيم، لأن أباه في المخاطبين حيث يقول :﴿ إذ قال لأبيه وقومه ﴾ وهو قد رباه فاستحيا موسى وإبراهيم أن يقولا : وما أسألكم عليه من أجر، وإن كانا منزهين من طلب الأجر، ثم إنه تعالى أعاد في هذه السورة قصص الأنبياء المشهورين مع أممهم اعتبارا لهذه الأمة، وبدأ بقصة موسى لما فيها من غرائب الأحوال، وعجائب الأمور، والنداء المسموع عند الأشعري : هو الكلام القديم الذي لا يشبه الحروف والأصوات، وعند المعتزلة –وإليه ميل أبي منصور الماتريدي- أنه من جنس الحروف والأصوات، وأنه وقع على وجه علم به موسى أنه من قبل الله تعالى، وقد عرفه أنه سيظهر عليه المعجزات إذا طولب بذلك.. أه.
٢ ما بين العلامتين[ ] مما كتب الألوسي..
﴿ الروح الأمين ﴾ روح القدس، جبريل عليه السلام، أمين الوحي.
﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين١٩٢ نزل به الروح الأمين١٩٣ على قلبك لتكون من المنذرين١٩٤ بلسان عربي مبين١٩٥ وإنه لفي زبر الأولين١٩٦ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل١٩٧ ولو نزلناه على بعض الأعجمين١٩٨ فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين١٩٩ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين٢٠٠ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم١٠١ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون٢٠٢ فيقولوا هل نحن منظرون٢٠٣ أفبعذابنا يستعجلون٢٠٤ ﴾
يشهد ربنا الحق أن القرآن المجيد تنزيل من مصلح ومالك وولي الكون كله، ومن هذا شأنه لا يصدر عنه إلا كل حكيم وحق، وحامل هذا الوحي من الله إليك هو جبريل-عليه السلام- وإنه المفضل على سائر الملائكة، وبحسبه شرفا بين الملأ الأعلى- ورفعتهم وعلو منزلتهم بالغة- أن كرمه الله تعالى فجعله الأمين على تبليغ رسالات الملك الكبير المتعال ذي الجلال- سبحانه- إلى رسله، وإلى ذلك يشير قول الله- تبارك اسمه- :(.. فإنه نزله على قلبك بإذن الله.. )١وقوله عز شأنه :( قل نزله روح القدس من ربك بالحق.. )٢، وتأتي آيات متتابعات في سورة التكوير يثني الله تعالى فيها على الروح الأمين، المنزل من الله بالقرآن العظيم :( إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين )٣، له مكان عند الله ومنزلة رفيعة، مسموع القول مطاع هناك في السماوات، مزكى من الله تعالى بالأمانة :﴿ على قلبك لتكون من المنذرين ﴾
٢ سورة النحل. من الآية ١٠٢..
٣ سورة التكوير. الآيات: ١٩، ٢٠، ٢١..
﴿ الروح الأمين ﴾ روح القدس، جبريل عليه السلام، أمين الوحي.
﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين١٩٢ نزل به الروح الأمين١٩٣ على قلبك لتكون من المنذرين١٩٤ بلسان عربي مبين١٩٥ وإنه لفي زبر الأولين١٩٦ أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل١٩٧ ولو نزلناه على بعض الأعجمين١٩٨ فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين١٩٩ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين٢٠٠ لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم١٠١ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون٢٠٢ فيقولوا هل نحن منظرون٢٠٣ أفبعذابنا يستعجلون٢٠٤ ﴾
يشهد ربنا الحق أن القرآن المجيد تنزيل من مصلح ومالك وولي الكون كله، ومن هذا شأنه لا يصدر عنه إلا كل حكيم وحق، وحامل هذا الوحي من الله إليك هو جبريل-عليه السلام- وإنه المفضل على سائر الملائكة، وبحسبه شرفا بين الملأ الأعلى- ورفعتهم وعلو منزلتهم بالغة- أن كرمه الله تعالى فجعله الأمين على تبليغ رسالات الملك الكبير المتعال ذي الجلال- سبحانه- إلى رسله، وإلى ذلك يشير قول الله- تبارك اسمه- :(.. فإنه نزله على قلبك بإذن الله.. )١وقوله عز شأنه :( قل نزله روح القدس من ربك بالحق.. )٢، وتأتي آيات متتابعات في سورة التكوير يثني الله تعالى فيها على الروح الأمين، المنزل من الله بالقرآن العظيم :( إنه لقول رسول كريم. ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين )٣، له مكان عند الله ومنزلة رفيعة، مسموع القول مطاع هناك في السماوات، مزكى من الله تعالى بالأمانة :﴿ على قلبك لتكون من المنذرين ﴾
٢ سورة النحل. من الآية ١٠٢..
٣ سورة التكوير. الآيات: ١٩، ٢٠، ٢١..
﴿ على قلبك لتكون من المنذرين ﴾يتلوه جبريل فينتقش على قلبك، وليس أثر تلاوته مقتصرا على مجرد إسماعك إياه، وإلى ذلك يشير قول الله سبحانه( سنقرئك فلا تنسى )١، أو ينزل به برد اليقين على قلبك فتزداد في الحق مضاء، وبه صرح القرآن :(.. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )٢، ﴿ لتكون من المنذرين ﴾ لتنذر بالقرآن، وتحذر من خالفه، وتخوف الناس عاقبة الكفر والطغيان والعصيان
٢ سورة الفرقان. من الآية ٣٢..
﴿ بلسان عربي مبين ﴾ مثلما أرسلنا كل رسول ممن سبق بلسان قومه ليبين لهم، أرسلناك بهذا القرآن العربي الفصيح المعجز المتسامي في بلاغته إلى حد لا يستطيع الإنس والجن- ولو اجتمعوا- أن يبلغوه أو يضاهوه، أو يأتوا بكلام يماثله أو يقاربه
﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾ وإن ذكر القرآن وخبره لمثبت في الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسل سابقين، يقول أبو الفدا إسماعيل بن كثير : أخذ الله عليهم الميثاق بذلك حتى قام آخرهم خطيبا في ملئه بالبشارة بأحمد- خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم- :( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد.. )١ والزبر هاهنا : هي الكتب، وهي جمع زبور، وكذلك الزبور : وهو كتاب داود، قال الله تعالى :( وكل شيء فعلوه في الزبر )٢ أي مكتوب عليهم في صحف الملائكة. اه.
٢ سورة القمر. الآية ٥٢..
﴿ بني إسرائيل ﴾ أبناء إسرائيل، وهو يعقوب عليه السلام.
﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ﴾ ؟ ! أو لم يكن لهم علامة على صدق القرآن ومن أنزل عليه أن شهد العلماء بالتوراة والإنجيل- وهم من ذرية إسرائيل يعقوب عليه السلام- شهدوا للقرآن بالصدق، ولمن أوحي إليه بالرسالة، ومن هؤلاء العلماء : عبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي وأمثاله يلحقون به.
[ قال ابن عباس : بعث أهل مكة إلى اليهود- وهم بالمدينة- يسألونهم عن محمد عليه السلام، فقالوا : إن هذا لزمانه، وإنا لنجد في التوراة نعته وصفته، فيرجع لفظ العلماء إلى كل من كان له علم بكتبهم، أسلم أو لم يسلم- على هذا القول- وإنما صارت شهادة أهل الكتاب حجة على المشركين، لأنهم كانوا يرجعون في أشياء من أمور الدين إلى أهل الكتاب، لأنهم مظنون بهم علم
﴿ ولو نزلناه على بعض الأعجمين ﴾ ولو نزل الوحي بالقرآن على بعض من لا يقدرون على التكلم بالعربية، وعلى رجل ليس بعربي اللسان
﴿ المجرمين ﴾ المقترفين للجرائم، المرتكبين الذنوب والخطايا والسيآت.
﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾ لذلك أدخلنا القرآن وأوصلناه إلى عقول المجرمين، فعرفوا فصاحته، وفهموا معانيه، وأذعنوا لبلاغته، وخضعت أعناقهم لقدسيته وأنه خارج عن القوى البشرية، - وقد انضم إليه علم أهل الكتابين بشأنه وبشارة الكتب المنزلة بإنزاله، فقوله تعالى :﴿ لا يؤمنون به ﴾
﴿ بغتة ﴾ فجأة، ومباغتة.
﴿ منظرون ﴾مؤجلون، مؤخرون.
﴿ يستعجلون ﴾ يطلبونه عاجلا سريعا قبل أوانه.
﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾ فيجئ العذاب الموجع القوم المشركين المنكرين المكذبين فجأة، ولم تنتبه مشاعرهم إلى مجيئه وإتيانه، من قسوة قلوبهم، وغفلة عقولهم، وحين يحل بهم النكال والوبال يقولون متحسرين على ما فات من الإيمان، وتمنيا للإمهال لتدارك ما فرطوا فيه : هل نؤخر ونؤجل، أو نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ؟ ! وقد كانوا من قبل يطلبون العذاب قبل حلول أوانه، ويستعجلونه- عنادا وجحدا- كما جاء في الآية الكريمة :( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها.. )١، وكما قال قوم نوح لنوح :(.. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٢ وكما قال المشركون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا.. )٣، بل وقست قلوبهم فسألوا الله العلي الأعلى أن يمطرهم حجارة، واستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٤.
٢ سورة هود. من الآية ٣٢..
٣ سورة الإسراء. من الآية ٩٢..
٤ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
﴿ بغتة ﴾ فجأة، ومباغتة.
﴿ منظرون ﴾مؤجلون، مؤخرون.
﴿ يستعجلون ﴾ يطلبونه عاجلا سريعا قبل أوانه.
﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾ فيجئ العذاب الموجع القوم المشركين المنكرين المكذبين فجأة، ولم تنتبه مشاعرهم إلى مجيئه وإتيانه، من قسوة قلوبهم، وغفلة عقولهم، وحين يحل بهم النكال والوبال يقولون متحسرين على ما فات من الإيمان، وتمنيا للإمهال لتدارك ما فرطوا فيه : هل نؤخر ونؤجل، أو نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ؟ ! وقد كانوا من قبل يطلبون العذاب قبل حلول أوانه، ويستعجلونه- عنادا وجحدا- كما جاء في الآية الكريمة :( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها.. )١، وكما قال قوم نوح لنوح :(.. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٢ وكما قال المشركون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا.. )٣، بل وقست قلوبهم فسألوا الله العلي الأعلى أن يمطرهم حجارة، واستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٤.
٢ سورة هود. من الآية ٣٢..
٣ سورة الإسراء. من الآية ٩٢..
٤ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
﴿ بغتة ﴾ فجأة، ومباغتة.
﴿ منظرون ﴾مؤجلون، مؤخرون.
﴿ يستعجلون ﴾ يطلبونه عاجلا سريعا قبل أوانه.
﴿ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون. فيقولوا هل نحن منظرون. أفبعذابنا يستعجلون ﴾ فيجئ العذاب الموجع القوم المشركين المنكرين المكذبين فجأة، ولم تنتبه مشاعرهم إلى مجيئه وإتيانه، من قسوة قلوبهم، وغفلة عقولهم، وحين يحل بهم النكال والوبال يقولون متحسرين على ما فات من الإيمان، وتمنيا للإمهال لتدارك ما فرطوا فيه : هل نؤخر ونؤجل، أو نرجع فنعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ؟ ! وقد كانوا من قبل يطلبون العذاب قبل حلول أوانه، ويستعجلونه- عنادا وجحدا- كما جاء في الآية الكريمة :( يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها.. )١، وكما قال قوم نوح لنوح :(.. فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )٢ وكما قال المشركون لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا.. )٣، بل وقست قلوبهم فسألوا الله العلي الأعلى أن يمطرهم حجارة، واستعجلوا بالسيئة قبل الحسنة :( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )٤.
٢ سورة هود. من الآية ٣٢..
٣ سورة الإسراء. من الآية ٩٢..
٤ سورة الأنفال. الآية ٣٢..
﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين٢٠٥ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون٢٠٦ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون٢٠٧ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون٢٠٨ ذكرى وما كنا ظالمين٢٠٩ ﴾
الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم هو لكل من هو أهل للخطاب، أي قد علمت فأخبر حتى يعجب الناس ويتذكروا ويعتبروا أن المجرمين المكذبين مهما متعوا من سنين، وطال تقلبهم في الشهوات، والزخارف والزينات، ثم حل بهم بأس القوي المتين، وبطش الجبار القهار، فلن يغني عنهم ما متعوا١ وأترفوا فيه، وإنما تكون الحسرات، ويود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه، ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم، وتتزايل عنهم الغفلة، ويشهد الواحد منهم على نفسه بالضلال والخبال، وقلة نفع ما كان ممتعا فيه من سطوة ومال :( ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه )٢، ويشهد الله الحق أن هلكة هذا الفاجر لن يردها عنه ما كان لديه من عرض :( وما يغني عنه ماله إذا تردى )٣.
نهارك مغرور وسهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم *** ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يقنى وتفرح بالمنى *** كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم.
٢ سورة الحاقة. الآيتان ٢٨، ٢٩..
٣ سورة الليل. الآية١١..
﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين٢٠٥ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون٢٠٦ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون٢٠٧ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون٢٠٨ ذكرى وما كنا ظالمين٢٠٩ ﴾
الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم هو لكل من هو أهل للخطاب، أي قد علمت فأخبر حتى يعجب الناس ويتذكروا ويعتبروا أن المجرمين المكذبين مهما متعوا من سنين، وطال تقلبهم في الشهوات، والزخارف والزينات، ثم حل بهم بأس القوي المتين، وبطش الجبار القهار، فلن يغني عنهم ما متعوا١ وأترفوا فيه، وإنما تكون الحسرات، ويود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه، ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم، وتتزايل عنهم الغفلة، ويشهد الواحد منهم على نفسه بالضلال والخبال، وقلة نفع ما كان ممتعا فيه من سطوة ومال :( ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه )٢، ويشهد الله الحق أن هلكة هذا الفاجر لن يردها عنه ما كان لديه من عرض :( وما يغني عنه ماله إذا تردى )٣.
نهارك مغرور وسهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم *** ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يقنى وتفرح بالمنى *** كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم.
٢ سورة الحاقة. الآيتان ٢٨، ٢٩..
٣ سورة الليل. الآية١١..
﴿ أفرأيت إن متعناهم سنين٢٠٥ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون٢٠٦ ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون٢٠٧ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون٢٠٨ ذكرى وما كنا ظالمين٢٠٩ ﴾
الخطاب للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم هو لكل من هو أهل للخطاب، أي قد علمت فأخبر حتى يعجب الناس ويتذكروا ويعتبروا أن المجرمين المكذبين مهما متعوا من سنين، وطال تقلبهم في الشهوات، والزخارف والزينات، ثم حل بهم بأس القوي المتين، وبطش الجبار القهار، فلن يغني عنهم ما متعوا١ وأترفوا فيه، وإنما تكون الحسرات، ويود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه، ولو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم، وتتزايل عنهم الغفلة، ويشهد الواحد منهم على نفسه بالضلال والخبال، وقلة نفع ما كان ممتعا فيه من سطوة ومال :( ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه )٢، ويشهد الله الحق أن هلكة هذا الفاجر لن يردها عنه ما كان لديه من عرض :( وما يغني عنه ماله إذا تردى )٣.
نهارك مغرور وسهو وغفلة *** وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم *** ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يقنى وتفرح بالمنى *** كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم.
٢ سورة الحاقة. الآيتان ٢٨، ٢٩..
٣ سورة الليل. الآية١١..
﴿ وما أهلكنا من قرية ﴾﴿ ما ﴾ نافية، لم نهلك من أهل قرية من القرى، ولا بطشنا بأمة من الأمم﴿ إلا لها منذرون ﴾ ! إلا وقد أرسلنا إليهم رسلا ينذرونهم التمادي في غيهم، ويحذرونهم عاقبة عصيان ربهم، كما قال المولى سبحانه :(.. وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )١
﴿ ذكرى وما كنا ظالمين ﴾ يعني – والله أعلم- : نرسل المنذرين رسلنا مذكرين، فكأنها منصوبة على المصدرية، ولا يظلم ربنا أحدا، ولا تبقى للناس حجة بعد إرسال الرسل، وقد جاء في آية مباركة( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى )١، وفي آيات محكمات أخر :( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون. أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين. أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون )٢.
٢ سورة الأنعام. الآيات ١٥٥، ١٥٦، ١٥٧..
﴿ وما ينبغي ﴾ وما يصح، وما يستقيم.
﴿ وما تنزلت به الشياطين٢١٠ وما ينبغي لهم وما يستطيعون٢١١ إنهم عن السمع لمعزولون٢١٢ ﴾.
والقرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلبك إنما هو كلام رب العالمين، فهو مجيد لأنه قول الحكيم الحميد، حمله إليك رسول كريم، فليس بقول كاهن، كالذي يتلقاه بعضهم من خطف الشياطين، فإنه لا يصح لهم ولا يتسنى أن يسترقوا سماع شيء مما يدور على ألسنة الملائكة، بعد أن قضى الله أن يحال بينهم وبينها، كما شهد بذلك قول الحق جل علاه :( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد. لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب. دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )١.
وبينت آيات كريمات- حكاية عن الجن ماذا دهاهم حين رموا بالشهب، قال مولانا- تبارك اسمه- :( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )٢.
٢ سورة الجن. الآيتان: ٨، ٩..
﴿ وما ينبغي ﴾ وما يصح، وما يستقيم.
﴿ وما تنزلت به الشياطين٢١٠ وما ينبغي لهم وما يستطيعون٢١١ إنهم عن السمع لمعزولون٢١٢ ﴾.
والقرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلبك إنما هو كلام رب العالمين، فهو مجيد لأنه قول الحكيم الحميد، حمله إليك رسول كريم، فليس بقول كاهن، كالذي يتلقاه بعضهم من خطف الشياطين، فإنه لا يصح لهم ولا يتسنى أن يسترقوا سماع شيء مما يدور على ألسنة الملائكة، بعد أن قضى الله أن يحال بينهم وبينها، كما شهد بذلك قول الحق جل علاه :( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب. وحفظا من كل شيطان مارد. لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب. دحورا ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )١.
وبينت آيات كريمات- حكاية عن الجن ماذا دهاهم حين رموا بالشهب، قال مولانا- تبارك اسمه- :( وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا )٢.
٢ سورة الجن. الآيتان: ٨، ٩..
﴿ لمعزولون ﴾ لممنوعون.
﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾ حجبوا ومنعوا، وطردوا فلم يعد في طاقتهم أن يقتربوا من السماء ليسمعوا منها، فأنى لهم أن يتنزلوا بكلام الملك الكبير المتعال ؟ ! وفي هذا توكيد ثبوت القرآن وصدقه، وأنه حق من الله الحق، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
-خوطب به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مع استحالة صدور المنهي عنه عليه الصلاة والسلام تهييجا وحثا لازدياد الإخلاص، فهو كناية عن : أخلص في التوحيد حتى لا ترى معه عز وجل سواه، وفيه لطف لسائر المكلفين ببيان أن الإشراك من القبح والسوء بحيث ينهى عنه من لم يمكن صدوره عنه، فكيف بمن عداه، وكأن الفاء فصيحة، أي : إذا علمت ما ذكر فلا تدع مع الله إله آخر-١[ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فلا تدع يا محمد مع الله إلها آخر، أي تعبد معه معبودا غيره فتكون من المعذبين، فينزل بك من العذاب ما نزل بهؤلاء الذين خالفوا أمرنا وعبدوا غيرنا ]٢.
وأورد صاحب الجامع لأحكام القرآن : قيل : المعنى : قل لمن كفر هذا، وقيل : هو مخاطبة له عليه السلام وإن كان لا يفعل هذا، لأنه معصوم مختار، ولكنه خوطب بهذا والمقصود غيره، ودل على هذا قوله :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾
٢ ما بين العلامتين[ ] من جامع البيان..
﴿ وأنذر ﴾ وحذر عاقبة كفر الكافرين، وسوء مصير المشركين والمنافقين والجاحدين، وخوف﴿ عشيرتك الأقربين ﴾ ذوي القرابة الأقربين إليك، يقول الجوهري : هم أهل الرجل الأدنون، وطبقات الأنساب ست : الشعب- النسب الأبعد كعدنان-، الثانية القبيلة، وهي ما انقسم فيه الشعب كربيعة ومضر، الثالثة العمارة وهي ما انقسمت فيها أنساب القبيلة كقريش وكنانة، الرابعة البطن وهو ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم، الخامسة الفخذ وهو ما انقسم فيه أنساب البطن كبني هاشم وبني أمية، السادسة الفصيلة وهي ما انقسمت فيها أنساب الفخد كبني العباس وبني عبد المطلب، وليس دون الفصيلة إلا الرجل وولده، يقول الألوسي : ووجه تخصيص عشيرته صلى الله عليه وسلم الأقربين بالذكر مع عموم رسالته عليه الصلاة والسلام دفع توهم المحاباة، وأن الاهتمام بشأنهم أهم، وأن البداءة تكون بمن يلي ثم من بعده.. وفي كيفية الإنذار أخبار كثيرة، منها ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : لما نزلت :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي :" يا بني فهر يا بني عدي " لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال :" أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي " ؟ قالوا : نعم ما جربنا عليك إلا صدقا، قال :" فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا ؟ ! فنزلت :( تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب )١.. ومن الروايات ما يتمسك به الشيعة فيما يدعونه في أمر الخلافة وهو مؤول أو ضعيف أو موضوع.. اه
وروى مسلم من حديث أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا، فاجتمعوا فعم وخص فقال :" يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقدوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقدوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقدي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها " ٢.
٢ "سأبلها ببلالها" أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا، مما يقول القرطبي: في هذا الحديث... دليل على جواز صلة المؤمن الكافر وإرشاده ونصيحته لقوله:" إن لكم رحما سأبلها ببلالها".. اهـ..
٢ ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن..
٢ محمد بن جرير الطبري صاحب جامع البيان..
﴿ الشياطين ﴾ جمع شيطان وهو الواحد من الجن.
﴿ أفاك ﴾ كثير الإفك، وهو الكذب.
﴿ أثيم ﴾ مبالغ في الإثم والذنب.
﴿ يلقون السمع ﴾ يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين ليتلقوا منهم.
﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين٢٢١ تنزل على كل أفاك أثيم ٢٢٢ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاوون ٢٢٤ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون٢٢٥ وأنهم يقولون ما لا يفعلون٢٢٦ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون٢٢٧ ﴾
﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ جاهدوا بقولهم وألسنتهم أهل البغي المعتدين.
﴿ منقلب ينقلبون ﴾ مصير يصيرون، أو مرجع يرجعون.
بدأت هذه الآيات الكريمة بتقرير وتوكيد أن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين )١، وإنما تتنزل الشياطين على الكهنة الكذابين، والمجرمين المزورين، يتلقفون من الجن، ويصغون إليهم أشد الإصغاء ليسمعوا منهم الكلمة فضيفون إليها مائة كلمة، يزعمون ويدعون بذلك معرفة الغيب، ويحترفون الكهانة٢.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال :" إنهم ليسوا بشيء " فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال :" تلك الكلمة من الحق- وفي رواية " من الجن " بدلا من الحق- يحفظها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ".
٢ أورد صاحب روح المعاني عند تفسير هذه الآية بحثا طويلا في الكهانة، يزيد على ألفي كلمة في ست صفحات، من ص ١٣٩ إلى ص ١٤٥. جـ ١٩..
﴿ الشياطين ﴾ جمع شيطان وهو الواحد من الجن.
﴿ أفاك ﴾ كثير الإفك، وهو الكذب.
﴿ أثيم ﴾ مبالغ في الإثم والذنب.
﴿ يلقون السمع ﴾ يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين ليتلقوا منهم.
﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين٢٢١ تنزل على كل أفاك أثيم ٢٢٢ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاوون ٢٢٤ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون٢٢٥ وأنهم يقولون ما لا يفعلون٢٢٦ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون٢٢٧ ﴾
﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ جاهدوا بقولهم وألسنتهم أهل البغي المعتدين.
﴿ منقلب ينقلبون ﴾ مصير يصيرون، أو مرجع يرجعون.
بدأت هذه الآيات الكريمة بتقرير وتوكيد أن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين )١، وإنما تتنزل الشياطين على الكهنة الكذابين، والمجرمين المزورين، يتلقفون من الجن، ويصغون إليهم أشد الإصغاء ليسمعوا منهم الكلمة فضيفون إليها مائة كلمة، يزعمون ويدعون بذلك معرفة الغيب، ويحترفون الكهانة٢.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال :" إنهم ليسوا بشيء " فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال :" تلك الكلمة من الحق- وفي رواية " من الجن " بدلا من الحق- يحفظها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ".
٢ أورد صاحب روح المعاني عند تفسير هذه الآية بحثا طويلا في الكهانة، يزيد على ألفي كلمة في ست صفحات، من ص ١٣٩ إلى ص ١٤٥. جـ ١٩..
﴿ الشياطين ﴾ جمع شيطان وهو الواحد من الجن.
﴿ أفاك ﴾ كثير الإفك، وهو الكذب.
﴿ أثيم ﴾ مبالغ في الإثم والذنب.
﴿ يلقون السمع ﴾ يصغون أشد الإصغاء إلى الشياطين ليتلقوا منهم.
﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين٢٢١ تنزل على كل أفاك أثيم ٢٢٢ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاوون ٢٢٤ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون٢٢٥ وأنهم يقولون ما لا يفعلون٢٢٦ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون٢٢٧ ﴾
﴿ وانتصروا من بعد ما ظلموا ﴾ جاهدوا بقولهم وألسنتهم أهل البغي المعتدين.
﴿ منقلب ينقلبون ﴾ مصير يصيرون، أو مرجع يرجعون.
بدأت هذه الآيات الكريمة بتقرير وتوكيد أن القرآن الكريم هو كلام الله العظيم( وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين )١، وإنما تتنزل الشياطين على الكهنة الكذابين، والمجرمين المزورين، يتلقفون من الجن، ويصغون إليهم أشد الإصغاء ليسمعوا منهم الكلمة فضيفون إليها مائة كلمة، يزعمون ويدعون بذلك معرفة الغيب، ويحترفون الكهانة٢.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سأل أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال :" إنهم ليسوا بشيء " فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا، قال :" تلك الكلمة من الحق- وفي رواية " من الجن " بدلا من الحق- يحفظها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة ".
٢ أورد صاحب روح المعاني عند تفسير هذه الآية بحثا طويلا في الكهانة، يزيد على ألفي كلمة في ست صفحات، من ص ١٣٩ إلى ص ١٤٥. جـ ١٩..
﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾ فكما أن الشياطين لا تتولى إلا الفسقة الفجرة الكذابين، ومحمد هو الذي عرفتموه الصادق الأمين، فيستحيل أن تتولاه المردة الكذبة من الجن، ويستحيل أن تنزل عليه بالقرآن الذي هو حق وصدق( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )١ كذلك ليس الفرقان شعرا، وما محمد الذي جاءكم بالذكر العزيز بشاعر، لأن الشعر- كما تعلمون- أعذبه أكذبه، والله أصدق القائلين يقول الحق ويهدي السبيل :( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين )٢، أما الذين ينظمون الشعر- الكلام الموزون المقفى- فأتباعهم من أهل الغواية، الذين يتبعون الهوى، ويستحبون الضلالة، ويؤثرون العمى على الهداية، - لتنزيهه عليه الصلاة والسلام أيضا عن أن يكون- وحاشاه- من الشعراء، وإبطال زعم الكفرة أن القرآن من قبيل الشعر-٣.
٢ سورة يس. الآيتان: ٦٩، ٧٠..
٣ ما بين العارضتين مما أورد الألوسي..
﴿ يهيمون ﴾ يتخبطون ويخوضون.
﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ يمدحون قوما بباطل، ويشتمون قوما آخرين بالكذب والبهتان، وفي كل لغو يخوضون، بل ويمدحون إنسانا بعينه حينا، ثم يعودون لذمه وسبه١.
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها *** بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غذتني دهاقين قرية *** ورقاصة تجثو على كل منسم
فإن كنت ندمانى فبالأكبر اسقني *** ولا تسقنى بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوؤه *** تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ ذلك عمر فأرسل بالقدوم عليه، وقال: إي والله إنه ليسوءني ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا مما قلت، وإنما كان من فضلة القول، وقد قال الله تعالى﴿والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون﴾ فقال له عمر: أما عذرك فقد درأ عنك الحد، ولكن لا تعمل لي عملا أبدا وقد قلت ما قلت، وذكر... أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة لم يكن له هم إلا عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، فكتب إلى عامله على المدينة: إني قد عرفت عمر والأحوص بالشر والخبث، فإذا أتاك كتابي هذا فاشدد عليهما، واحملهما إلي، فلما أتاه الكتاب حملهما إليه، فأقبل على عمر، فقال: هيه!
فلم أر كالتجمير منظر ناظر *** ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
وكم مالئ عينيه من شيء غيره *** إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
أما والله لو اهتممت بحجك لم تنظر إلى شيء غيرك، فإذا لم يفلت الناس منك في هذه الأيام فمتى يفلتون! ثم أمر بنفيه، فقال: يا أمير المؤمنين! أو خير من ذلك؟ فقال: ما هو؟ قال: أعاهد الله أني لا أعود إلى مثل هذا الشعر، ولا أذكر النساء في شعر أبدا، وأجدد توبة، فقال: أو تفعل؟ قال: نعم، فعاهد الله على توبته وخلاه، ثم دعا بالأحوص، فقال: هيه!
الله بينى وبين قيمها *** يفر مني بها وأتبع
[بل الله بين قيمها وبينك! ثم أمر بنفيه، فكلمه فيه رجال من الأنصار فأبى، وقال: والله لا أرده ما كان لي سلطان، فإنه فاسق مجاهر] مما أورد القرطبي بتصرف..
﴿ يهيمون ﴾ يتخبطون ويخوضون.
﴿ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ يمدحون قوما بباطل، ويشتمون قوما آخرين بالكذب والبهتان، وفي كل لغو يخوضون، بل ويمدحون إنسانا بعينه حينا، ثم يعودون لذمه وسبه١.
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها *** بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غذتني دهاقين قرية *** ورقاصة تجثو على كل منسم
فإن كنت ندمانى فبالأكبر اسقني *** ولا تسقنى بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوؤه *** تنادمنا بالجوسق المتهدم
فبلغ ذلك عمر فأرسل بالقدوم عليه، وقال: إي والله إنه ليسوءني ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين ما فعلت شيئا مما قلت، وإنما كان من فضلة القول، وقد قال الله تعالى﴿والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون﴾ فقال له عمر: أما عذرك فقد درأ عنك الحد، ولكن لا تعمل لي عملا أبدا وقد قلت ما قلت، وذكر... أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة لم يكن له هم إلا عمر بن أبي ربيعة، والأحوص، فكتب إلى عامله على المدينة: إني قد عرفت عمر والأحوص بالشر والخبث، فإذا أتاك كتابي هذا فاشدد عليهما، واحملهما إلي، فلما أتاه الكتاب حملهما إليه، فأقبل على عمر، فقال: هيه!
فلم أر كالتجمير منظر ناظر *** ولا كليالي الحج أفلتن ذا هوى
وكم مالئ عينيه من شيء غيره *** إذا راح نحو الجمرة البيض كالدمى
أما والله لو اهتممت بحجك لم تنظر إلى شيء غيرك، فإذا لم يفلت الناس منك في هذه الأيام فمتى يفلتون! ثم أمر بنفيه، فقال: يا أمير المؤمنين! أو خير من ذلك؟ فقال: ما هو؟ قال: أعاهد الله أني لا أعود إلى مثل هذا الشعر، ولا أذكر النساء في شعر أبدا، وأجدد توبة، فقال: أو تفعل؟ قال: نعم، فعاهد الله على توبته وخلاه، ثم دعا بالأحوص، فقال: هيه!
الله بينى وبين قيمها *** يفر مني بها وأتبع
[بل الله بين قيمها وبينك! ثم أمر بنفيه، فكلمه فيه رجال من الأنصار فأبى، وقال: والله لا أرده ما كان لي سلطان، فإنه فاسق مجاهر] مما أورد القرطبي بتصرف..
روى عن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله :
فبتن بجانبي مصرعات *** وبت أفض أغلاق الختام
فقال : قد وجب عليك الحد، فقال يا أمير المؤمنين قد درأ الله عني الحد بقوله :﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ ]١.
روى مسلم من حديث عمرو بن الشريد عن أبيه قال : ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال :" هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء " ! قلت : نعم، قال :" هيه " فأنشدته بيتا، فقال :" هيه " ثم أنشدته بيتا : فقال :" هيه " حتى أنشدته مائة بيت، وفي هذا دليل على حفظ الأشعار والاعتناء بها إذا تضمنت الحكم والمعاني المستحسنة شرعا وطبعا، وإنما استكثر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر أمية، لأنه كان حكيما، ... وفي الصحيح أيضا عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خذوا الشيطان- أو أمسكوا الشيطان- لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " قال علماؤنا : وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع هذا الشاعر لما علم من حاله، فلعل هذا الشاعر كان ممن قد عرف من حاله أنه قد اتخذ الشعر طريقا للتكسب، فيفرط في المدح إذا أعطي، وفي الهجو والذم إذ منع، فيؤذي الناس في أموالهم وأعراضهم، ولا خلاف في أن من كان على مثل هذه الحالة فكل ما يكتسبه بالشعر حرام، وكل ما يقوله من ذلك حرام عليه، ولا يحل الإصغاء إليه، بل يجب الإنكار عليه، فإن لم يمكن ذلك لمن خاف من لسانه-قطعا- تعين عليه أن يداريه بما استطاع، ويدافعه بما أمكن، ولا يحل له أن يعطي شيئا ابتداء، لأن ذلك عون على المعصية، فإن لم يجد من ذلك بدا أعطاه بنية وقاية العرض، فما وقي به المرء عرضه كتب له به صدقة.
قال الشافعي : الشعر نوع من الكلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام... وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي يرد به حسان على المشركين :" إنه لأسرع فيهم من رشق النبل " أخرجه مسلم، وروى الترمذي وصححه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة يمشي بين يديه ويقول :
خلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر : يابن رواحة ! في حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى عليه وسلم :" خل عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم من نضح النبل "..
مما قال ابن العربي... وقد أنشد كعب بن زهير النبي صلى الله عليه وسلم :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** متيم إثرها لم يفد مكبول
فجاء في هذه القصيدة من الاستعارات والتشبيهات بكل بديع، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع ولا ينكر في تشبيهه ريقها بالراح، وأنشد أبو بكر رضي الله عنه :
فقدنا الوحي إذ وليت عنا *** وودعنا من الله الكلام
سوى ما قد تركت لنا رهينا *** توارثه القراطيس الكرام
فقد أورثتنا ميراث صدق *** عليك به التحية والسلام
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعه، وأبو بكر ينشده، فهل للتقليد والاقتداء موضع أرفع من هذا، قال أبو عمر : ولا ينكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم ولا من أولي النهي، وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر، أو تمثل به، أو سمعه فرضيه ما كان حكمة أو مباحا، ولم يكن فيه فحش ولا خنا، ولا لمسلم أذى، فإذا كان كذلك فهو والمنثور من القول سواء، لا يحل سماعه ولا قوله، .. وأما الشعر المذموم الذي لا يحل سماعه وصاحبه ملوم، فهو المتكلم بالباطل، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم... روى عن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله :
فبتن بجانبي مصرعات *** وبت أفض أغلاق الختام
فقال : قد وجب عليك الحد، فقال يا أمير المؤمنين قد درأ الله عني الحد بقوله :﴿ وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾ ]١.
﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ تحذير من بطش ربنا الشديد، ووعيد لكل جبار عنيد، أن عقبى الكافرين النار، ومصيرهم الخسار والبوار، في هذه الحياة الدنيا، وفي دار القرار، [ والفرق بين المنقلب والمرجع أن المنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه، والمرجع : العود من حال هو فيها إلى حال كان عليها.. ]٢ فإن كان المفسد يطمع في أنه سيفلت من عذاب الله، فسيعلم أنه ليس له قبل بوجه من وجوه الانفلات ولا النجاة، وآخر دعوانا أن الحمد لله.
٢ ما بين العلامتين[ ] مما أورد القرطبي، بتصرف.