تفسير سورة الحاقة

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الحاقة من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

﴿ الحاقة ١ ﴾ فاعلة من الحق، وهي القيامة التي يحق فيها الأمر ١.
١ قاله الطبري في تفسيره ج ٢٩ ص ٤٧..
﴿ و ما أدراك ما الحاقة ٣ ﴾ إذ لم تعاين أهوالها، أو لم يكن هذا الاسم في لسانهم ١.
١ قاله الأصم. انظر تفسير الماوردي ج ٦ ص ٧٦..
﴿ بالقارعة ﴾ بالقيامة، لأنها تقرع القلوب مخافة، وقوارع القرآن١ :
هي قوارع الشيطان وزواجره ٢.
١ في ب وقوله عليه السلام: و قوارع القرآن..
٢ قال ابن الأثير: " وهي الآيات التي من قرأها أمن شر الشيطان. كآية الكرسي ونحوها، كأنها تدهاه وتهلكه " النهاية ج ٤ ص ٤٥..
﴿ بالطاغية ﴾ بالصيحة العظيمة١، كقوله ٢ :﴿ طغا الماء ﴾ ٣ أي عظم ارتفاعه وجاوز حده.
١ قاله قتادة. جامع البيان ج ٢٩ ص ٤٩..
٢ في أ كقولك..
٣ سورة الحاقة الآية ١١..
أي: عظم ارتفاعه وجاوز حدّه.
٧ حُسُوماً: متتابعة، جمع «حاسم»، من «حسم» الكي، إذا تابعت عليه بالمكواة «١».
وقيل «٢» : قاطعة آثارهم، فالتقدير: تحسمهم حسما.
خاوِيَةٍ: ساقطة «٣». خوى النّجم: سقط في المغرب «٤».
٨ مِنْ باقِيَةٍ: «بقاء» مصدر «٥». أو من نفس باقية «٦».
٩ وَمَنْ قَبْلَهُ: من يليه من أهل دينه «٧»، ونصبه على ظرف المكان.
وَالْمُؤْتَفِكاتُ: المنقلبات بالخسف «٨».
١٠ رابِيَةً: زائدة.
١٢ وَتَعِيَها
أي: حملناكم في السّفينة لأن نجعلها لكم تذكرة ولأن تعيها فلما توالت الحركات اختلست حركة العين «٩».
(١) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ١٨٠، واختيار الطبري في تفسيره: ٢٩/ ٥٠.
وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٦٧، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٨٣.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٢٩/ ٥١، ٥٢) عن ابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٩٢ عن ابن زيد، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير:
٨/ ٣٤٧، والقرطبي في تفسيره: ١٨/ ٢٥٩.
(٣) تفسير الماوردي: ٤/ ٢٩٢ عن السدي.
(٤) في المفردات للراغب: ١٦٣: «خوى النجم وأخوى إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر... ».
(٥) في «ك» : مصدر بمعنى البقاء.
وانظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٨٠، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٥٢، وتفسير القرطبي:
١٨/ ٢٦١، والبحر المحيط: ٨/ ٣٢١.
(٦) نص هذا القول في تفسير البغوي: ٤/ ٣٨٦، وذكره- أيضا- الزمخشري في الكشاف:
٤/ ١٥٠، والقرطبي في تفسيره: ١٨/ ٢٦١.
(٧) ورد هذا المعنى على قراءة أبي عمرو، والكسائي بكسر القاف وفتح الباء.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٦٤٨، والتيسير للداني: ٢١٣.
وزاد المسير: ٨/ ٣٤٧، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٢٦١، والبحر المحيط: ٨/ ٣٢١.
(٨) ينظر هذا المعنى فيما سبق ص: (٧٧٥).
(٩) في وضح البرهان: ٢/ ٤٣١: «فلما توالت الحركات اختلست حركة العين، وجعلت بين الحركة والإسكان».
١٤ فَدُكَّتا: بسطتا بسطة واحدة، ومنه الدّكّان، واندكّ سنام البعير: إذا انفرش في ظهره «١».
١٦ واهِيَةٌ: ضعيفة لا تستمسك فصار الملك في نواحيها ثمانية صفوف أو ثمانية أصناف «٢».
١٨ لا يخفى «٣» منكم خافية لا يستر شيء مما تسرّون.
وفي خطبة عمر رضي الله عنه «٤» :«حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ١٠١/ ب] وزنوا أعمالكم/ قبل أن توزنوا، وأعدّوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية».
وفي خطبة الحجاج «٥» : امرؤ زود نفسه، امرؤ لم يأتمن نفسه على نفسه، امرؤ يجد نفسه عدوه، امرؤ كان له من قلبه «٦» مدّكر وزاجر يأخذ بعنان عمله فينظر حاله يوم يعرض على ربه، امرؤ نظر إلى ميزانه وحاسب نفسه قبل أن يكون حسابه إلى غيره.
١٩ هاؤُمُ اقْرَؤُا: خذوا. تقول للمذكّر هاء بالفتح، وهاؤما وهاؤم.
وللمرأة هاء- بالكسر- وهاؤما وهاؤنّ «٧».
(١) ينظر المفردات للراغب: ١٧١، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٢٦٥، واللسان: ١٠/ ٤٢٥ (دكك).
(٢) تفسير الطبري: (٢٩/ ٥٧، ٥٨)، وتفسير الماوردي: ٤/ ٢٩٥، وزاد المسير: ٨/ ٣٥٠، وتفسير القرطبي: (١٨/ ٢٦٥، ٢٦٦).
(٣) كذا في الأصل: (يخفى) بالياء، وهي قراءة حمزة، والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد:
٦٤٨، والتبصرة لمكي: ٣٥٨، والتيسير للداني: ٢١٣. [.....]
(٤) وردت هذه الخطبة في أثر أخرجه ابن المبارك في الزهد: ١٠٣ رقم (٣٠٦).
وأخرجه- أيضا- أبو نعيم في الحلية: ١/ ٥٢.
وانظر هذه الخطبة في البداية والنهاية: ٩/ ١٣٠.
(٥) ينظر هذه الخطبة في البداية والنهاية: ٩/ ١٣٠.
(٦) في «ك» :«قبله».
(٧) قال الزجاج في معانيه: ٥/ ٢١٧: «هاؤم: أمر للجماعة بمنزلة هاكم، تقول للواحد: هاء يا رجل، وللاثنين: هاؤما يا رجلان، وللثلاثة: هاؤم يا رجال، وللمرأة: هاء يا امرأة- بكسر الهمزة- وللاثنين: هاؤما، وللجماعة: النساء هاؤنّ».
وانظر تفسير القرطبي: ١٨/ ٢٦٩، واللسان: ١٢/ ٦٢٥ (هوم).
٢٠ ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ: ظننت أنّ الله يؤاخذني فعفا عني.
٢١ عِيشَةٍ راضِيَةٍ: ذات رضا، ك «ليل نائم»، و «ماء دافق»، و «امرأة طامث، وحامل، وطالق» «١».
٢٧ كانَتِ الْقاضِيَةَ: موتة لا بعث بعدها، وفي الحديث «٢» :«تمنّوا الموت ولم يكن في الدنيا شيء أكره منه عندهم».
٢٩ سُلْطانِيَهْ: ما كان من تسليط على نفسه «٣».
٣٢ سَبْعُونَ ذِراعاً ابن عباس «٤» :«العرب تفخّم من العدد السّبعة والسّبعين».
٣٥ حَمِيمٌ: صديق، وهو من إذا أصابك مكروه احترق لك «٥».
٣٦ غِسْلِينٍ: بوزن «فعلين» غسالة جروحهم «٦». والنار دركات فمن أهل النار من ليس له طعام إلّا من ضريع، ومنهم من طعامه غسلين، وآخرون طعامهم الزّقوم.
(١) ينظر معاني القرآن للفراء: ٣/ ١٨٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ٢٦٨.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٩/ ٦٢ عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٩٨، والبغوي في تفسيره: ٤/ ٣٨٩ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٢٧٣، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة رحمه الله تعالى.
(٣) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: ٤/ ٢٩٨ عن قتادة، ونص كلامه: «سلطانه الذي تسلط به على بدنه حتى أقدم على معصيته».
(٤) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
(٥) ينظر المفردات للراغب: ١٣٠، وتفسير القرطبي: ١٨/ ٢٧٣.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٨٤، وتفسير الطبري: ٢٩/ ٦٥، ومعاني الزجاج:
٥/ ٢١٨، والمفردات للراغب: ٣٦١، واللسان: ١١/ ٤٩٥ (غسل).
٤٠ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ تلاوة محمد «١» عليه السّلام.
٤١ بِقَوْلِ شاعِرٍ إذ الغالب في الشعر أن يدعو [إلى الهوى] «٢».
وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ وهو السّجع المتكلف باتّباع المعنى له ليشاكل المقاطع.
وموجب الحكمة أن يتّبع اللّفظ المعنى، وتشاكل المقاطع فواصل بلاغة وسجع كهانه وقوافي زنة.
٤٥ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ: لقطعنا يمينه «٣». أو لأخذنا منه بالقوة «٤»، أو لأخذنا منه بالحق «٥».
٤٦ والْوَتِينَ: عرق بين العلباء والحلقوم «٦».
(١) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٤٧٤: «لم يرد أنه قول الرسول وإنما أراد: أنه قول رسول عن الله جلّ وعزّ، وفي «الرسول» ما دل على ذلك فاكتفى به من أن يقول: عن الله».
وانظر تفسير الطبري: ٢٩/ ٦٦، وتفسير الماوردي: ٤/ ٢٩٩، وتفسير القرطبي:
١٨/ ٢٧٤.
(٢) في الأصل: «أن يدعو إليه الهوى»، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ٣٠٠ عن الحسن، وكذا القرطبي في تفسيره:
١٨/ ٢٧٦.
(٤) هذا قول الفراء في معانيه: ٣/ ١٨٣، والطبري في تفسيره: ٢٩/ ٦٦، ومكي في تفسير المشكل: ٣٥٤، ونقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٠٠ عن مجاهد. [.....]
(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٤/ ٢٩٩ عن السدي، والحكم.
وذكره البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٩٠ دون عزو.
(٦) نقله الماوردي في تفسيره: ٤/ ٣٠٠ عن الكلبي، وكذا القرطبي في تفسيره: ١٨/ ٢٧٦.
وقيل: (الوتين) : نياط القلب، أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٩/ ٦٧ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة.
واختار الطبري هذا القول، وأورده البغوي في تفسيره: ٤/ ٣٩١، وقال: «وهو قول أكثر المفسرين».
Icon