ﰡ
١٧٨- في القرآن محكم ومتشابه كما قال تعالى :﴿ منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ﴾ واختلفوا في معناه، وإذ لم يرد توقيف في بيانه فينبغي أن يفسر بما يعلمه أهل اللغة، ويناسب اللفظ من حيث الوضع. ولا يناسبهم قولهم : المتشابه هي الحروف المقطعة في أوائل السور، والمحكم ما وراء ذلك، ولا قولهم : المحكم ما يعرفه الراسخون في العلم، والمتشابه : القصص والأمثال. وهذا أبعد.
بل الصحيح أن المحكم يرجع إلى معنيين : أحدهما : المكشوف المعنى الذي لا يتطرق إليه إشكال واحتمال، والمتشابه : ما تعارض فيه الاحتمال.
الثاني : إن المحكم ما انتظم وترتب ترتيبا مفيدا، إما على ظاهر أو على تأويل، ما لم يكن فيه متناقض ومختلف، لكن هذا المحكم يقابله : المثبج١ والفاسد، دون المتشابه، وأما التشابه فيجوز أن يعبر به عن الأسماء المشتركة كالقرء، وكقوله تعالى :﴿ الذي بيده عقدة النكاح ﴾٢ فإنه مردد بين الزوج والولي، وكاللمس المردد بين المس والوطء، وقد يطلق على ما ورد في صفات الله مما يوهم ظاهره الجهة والتشبيه ويحتاج إلى تأويله. [ المستصفى : ١/١٠٦ ].
١٧٩- في الحديث في معنى قوله تعالى :﴿ فأما الذين في قلوبهم زيغ ﴾ " هم أهل الجدل الذين عناهم الله بقوله تعالى :﴿ فاحذرهم ﴾٣. ٤ [ الإحياء : ١/٥٣ ]
١٨٠- ﴿ وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ﴾ من غير وقف يخالف الوقف على قوله ﴿ إلا الله ﴾ وذلك لتردد الواو بين : العطف والابتداء. [ المستصفى : ١/٣٦٣ ].
١٨١- فإذا أهمل الوقف على ﴿ الله ﴾ انعطف عليه قوله ﴿ والراسخون في العلم ﴾ وحصلت مقدمة كاذبة٥. [ معيار العلم في المنطق : ١٩٢-١٩٣ ].
١٨٢- فإن قيل : قوله تعالى :﴿ وما يعلم تاويله إلا الله والراسخون في العلم ﴾ الاو للعطف أم الأولى الوقف على ﴿ الله ﴾ ؟
قلنا : كل واحد محتمل، فإن كان المراد به وقت القيامة فالوقف أولى وإلا فالعطف، إذ الظاهر أن الله تعالى لا يخاطب العرب بما لا سبيل إلى معرفته لأحد من الخلق. [ المستصفى : ١/١٠٦ ]
١٨٣- ﴿ وما يعلم تاويله إلا الله ﴾ يعني حاله، وعليه وقف أبو عبيدة، وابتدأ من قوله :﴿ الراسخون في العلم ﴾ إذ العلوم كلها يحيط بها الراسخون فيها. [ المنخول : ١٧٢ ].
٢ - البقرة: ٢٣٥..
٣ - المنافقون: ٤..
٤ - أخرجه ابن جريج الطبري عن عائشة رضي الله عنها. ن جامع البيان: ٣/١٧٩..
٥ - تحصل المقدمة الكاذبة هنا على مذهب من يرى أن الكلام في الآية يتم عند قوله تعالى: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾ ثم الواو في قوله: ﴿والراسخون في العلم﴾ واو الابتداء. وعلى هذا القول لا يعلم المتشابه إلا الله، وهذا قول ابن عباس وعائشة ومالك بن أنس والكسائي والفراء، ومن المعتزلة قول أبي علي الجبائي.
أما القول الثاني في هذه الآية، فهو أن الكلام إنما يتم عند قوله تعالى: ﴿والراسخون في العلم﴾ وعلى هذا القول يكون العلم بالمتشابه حاصلا عند الله تعالى وعند الراسخين في العلم، وهذا القول أيضا مروي عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس وأكثر المتكلمين. ن تفسير الرازي الآية٧ من سورة آل عمران..
١٨٤- عند استقرار النفس في الترقي والارتفاع يعرف عليه الفتن ١ وذلك أن إبليس قد اتخذ أعوانه إلى هذا الإنسان خاصة، واستعملهم عليه، ووكلهم به، فيأتون المرء وهو في تلك الحال فيتمثلون له في صورة من سلف الأحياء المتين الباغين له النصح في دار الدنيا، كالأب والأم والأخ والأخت والصديق الحميم، فيقول له : أنت تموت يا فلان ونحن قد سبقناك في هذا الشأن، فمت يهوديا فهو الدين المقبول عند الله !. فإن انصرفوا عنه وأبى جاءه آخرون وقالوا له : مت نصرانيا فإنه دين المسيح، ونسخ به دين موسى ! ويذكرون له عقائد كل ملة. فعند ذلك يزيغ الله من يريد زيغه، وهو معنى قوله تعالى :﴿ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾ أي لا تزغ قلوبنا عند الموت وقد هديتنا من قبل هذا إلى الإيمان.
فإذا أراد الله تعالى بعده هداية وتثبيتا جاءته الرحمة. وقيل : هو جبريل عليه السلام، فيطرد عنه الشيطان ويمسح السحوب عن وجهه فيبتسم الميت ضاحكا لا محالة، وكثير من يرى مبتسما في هذه الحالة فرحا مسرورا بالبشير الذي جاء رحمة من الله تعالى يقول : يا فلان ما تعرفني ؟ أنا جبريل، وهؤلاء أعداؤك من الشياطين، مت على الملة الحنفية والشريعة المحمدية ! فما شيء أحب إلى الإنسان وأفرح منه بذلك الملك، وهو قوله تعالى :﴿ وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ﴾ ثم الموت على الفطرة.
[ الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي رقم٦ ص : ١٠٣-١٠٤ ].
١٨٥- الأعيان التي يعبر عنها بالدنيا قد جمعها الله تعالى في قوله :﴿ زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ﴾ وهذا من الإنس ﴿ والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ﴾ وهذا من الجواهر والمعادن، وفيه تنبيه على غيرها من اللآلئ واليواقيت وغيرها ﴿ والخيل المسومة والأنعام ﴾ وهي البهائم والحيوانات ﴿ والحرث ﴾ وهو النبات والزرع فهذه هي أعيان الدنيا. [ الإحياء : ٣/٢٣٨ ].
١٨٦- قال مجاهد١ في قوله تعالى :﴿ وأزواج مطهرة ﴾ قال : من الحيض والغائط والبول والبصاق والنخامة والمني والولد. [ نفسه : ٤/٥٧٥ ].
١٨٧- ﴿ والمستغفرين بالأسحار ﴾ : ذكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى : صوت الديك وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالأسحار )١ويقول سفيان الثوري٢ رحمه الله تعالى : إن لله تعالى ريحا تهب وقت الأسحار تحمل الأذكار والاستغفار إلى الملك الجبار. وأيضا له : إذا كان أول الليل نادى مناد من تحت العرش : ألا ليقم العابدون فيقومون فيصلون ما شاء الله، ثم ينادي مناد في شطر الليل : ألا ليقم القائمون٣ فيقومون، فيصلون إلى السحر، فإذا كان السحر ينادي مناد : ألا ليقم المستغفرون، فيقومون فيستغفرون، فإذا طلع الفجر نادى مناد : ألا ليقم الغافلون، فيقومون من مفرشهم كالموتى نشروا من قبورهم. [ خلاصة التصانيف في التصوف ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي رقم ٢ ص ١٣٩ " وأيها الولد " : ١١٣-١١٥ ].
٢ - هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري. أبو عبد الله أمير المؤمنين في الحديث سمع أبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير، وروى عنه الأوزاعي وشعبة: ت ١٦١هـ. ن صفى الصفوة: ٣/١٤٧ وتهذيب الأسماء: ١/٢٢٢..
٣ - كذا في "خلاصة التصانيف" وفي "أيها الولد": ألا ليقم القانتون..
١٨٨- انظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا. [ الإحياء : ١/١٥ ].
١٨٩- قال لأمته :﴿ إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ﴾ فإنما أمته من اتبعه وما اتبعه إلا من أعرض عن الدنيا وأقبل على الآخرة، فإنه ما دعا إلا لله واليوم الآخر، وما صرف إلا عن الدنيا والحظوظ العاجلة، فبقدر ما أعرضت عن الدنيا وأقبلت على الآخرة فقد سلكت سبيله الذي سلكه، وبقدر ما سلكت سبيله فقد اتبعته، وبقدر ما اتبعته فقد صرت من أمته، وبقدر ما أقبلت على الدنيا عدلت عن سبيله ورغبت عن متابعته، والتحقت بالذين قال الله تعالى فيهم :﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى ﴾١. [ الإحياء : ٤/٥٣٨ ].
١٩٠- قد اشترط الله تعالى للمحبة غفران الذنب، فقال :﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ﴾. [ الإحياء : ٤/٣٤٥ ].
١٩١- عن عكرمة١ في قوله تعالى :﴿ وسيدا وحصورا ﴾ قال : السيد : الذي لا يغلبه الغضب. [ الإحياء : ٣/ ١٧٦ ]
١٩٢- قال ابن أبي حبيب١ في قوله عز وجل :﴿ وكهلا ﴾ قال : الكهل منتهى الحلم. [ الإحياء : ٣/١٨٩ ]
١٩٣- عبر القرآن بقوله :﴿ كن فيكون ﴾ عن نهاية القدرة. [ الإحياء : ٤/٢٦ ].
١٩٤- ﴿ إلى ﴾ إذا اتصل بها من كان صريحا في التحديد ومطلقه، قيل : للجمع، وقيل للتحديد.
وقال سيبويه : ظاهره للتحديد، ويحتمل الجمع كقوله تعالى :﴿ إلى المرافق ﴾١ و﴿ من أنصاري إلى الله ﴾. [ المنخول : ٩٣ ]
١٩٥- قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم على شريعة إبراهيم عليه السلام، بدليل قوله تعالى :﴿ وإن أولى الناس بإبراهيم ﴾ الآية...
فإن قيل : للذين قالوا : كان على شريعة إبراهيم، شريعة عيسى ناسخة، أجابوا بأنه لا يثبت كونه مبعوثا إلى الجميع، فلعل ملة إبراهيم استرسلت على ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم...
والمختار التوقف فيه. [ المنخول : ٢٢١-٢٢٢ ]
١٩٦- قد يطلق الخاص، ونريد به العام، كقوله تعالى :﴿ ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ﴾، فإنه يراد به سائر أنواع ماله. [ معيار العلم في المنطق : ١٩٦ ].
١٩٧- قيل من قوله تعالى :﴿ ربانيين ﴾ أي حلماء علماء. [ الإحياء : ٣/١٨٨ ].
١٩٨- سبب وجوب الحج البيت، دون الاستطاعة. ولما كان البيت واحدا لم يجب الحج إلا مرة واحدة. [ المستصفى : ١/٩٣ ].
١٩٩- سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستطاعة فقال : " الزاد والراحلة " ١ ولم يتعرض لأمن الطريق والسلامة وطلب الخِفارة٢ وذلك يجوز أن يتبين بدليل آخر بعده.
٢ - الخفارة: الأمان. ن. اللسان (خفر)..
٢٠٠- قال ابن عباس : أطيعوا الله حق طاعته. وقال مجاهد : هو أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر.
﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ﴾ [ منهاج العابدين : ١٢٨ ]
٢٠١- ذم التفرقة وزجر عنها، فقال عز من قائل :﴿ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ﴾ إلى قوله ﴿ لعلكم تهتدون ﴾ [ الإحياء : ٢/١٧٢ ].
٢٠٢- ﴿ ولا تفرقوا ﴾ ذلك نهي عن الاختلاف في التوحيد والإيمان بالنبي عليه السلام والقيام بنصرته، وكذلك أصول الديانات التي الحق فيها واحد، ولذلك قال تعالى :﴿ من بعد ما جاءهم البينات ﴾١
٢٠٣- ﴿ فألف بين قلوبكم ﴾ المراد بالألفة : نزع الغوائل من الصدور، وهي الأسباب المثيرة للفتن، المحركة للخصومات. [ المستصفى : ٢/٢٦٢ ].
٢٠٤- ﴿ فأصبحتم بنعمته إخوانا ﴾ أي بالألفة. [ نفس٢/ ١٧٢ ].
٢٠٥- ففي الآية بيان الإيجاب، فإن قوله تعالى :﴿ ولتكن ﴾ أمر، وظاهر الأمر الإيجاب، وفيها بيان أن الفلاح منوط به إذا حضر، وقال :﴿ أولئك هم المفلحون ﴾ وفيها بيان أنه فرض كفاية لا فرض عين، وأنه إذا قام به أمة سقط الفرض عن الآخرين، إذ لم يقل كونوا كلكم آمرين بالمعروف، بل قال :﴿ ولتكن منكم أمة ﴾، فإذا مهما قام به واحد أو جماعة سقط الحرج عن الآخرين، واختص الفلاح بالقائمين به المباشرين، وإن تقاعد عنه الخلق أجمعون عم الحرج كافة القادرين عليه لا محالة. [ نفسه : ٢/٣٣٣ ]
٢٠٦- المراد به تفرق الآراء واختلاف المذاهب في معاني كتاب الله وأصول الشريعة. [ الإحياء : ٢/٢٤٣-٢٤٤ ].
٢٠٧ - هذا يدل على فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ بين أنهم كانوا به خير أمة أخرجت للناس. [ نفسه : ٢/٣٣٤ ]
٢٠٩- علق النصرة على الصبر [ نفسه : ٤/٦٤ ]
٢١٠- روي أنه كان يلعن الذين قتلوا أصحاب بئر معونة في قنوتة شهرا، فنزل قوله تعالى :﴿ ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ﴾١ يعني أنهم ربما يسلمون، فمن أين تعلم أنهم ملعونون ؟ [ نفسه : ٣/١٣٣ ]
٢١١- روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت على المشركين ويلعنهم في صلاته، فنزل قوله تعالى :﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾ الآية : فترك الدعاء عليهم، وهدى الله تعالى عامة أولئك للإسلام. [ نفسه : ٤/١٦٠-١٦١ ].
٢١٢- الجنة والنار مخلوقتان، قال الله تعالى :﴿ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ﴾.
فقوله تعالى :﴿ أعدت ﴾ دليل على أنها مخلوقة، فيجب إجراؤه على الظاهر إذ لا استحالة فيه، ولا يقال لا فائدة في خلقها قبل يوم الجزاء لأن الله تعالى :﴿ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ﴾ ١ [ نفسه : ١/١٣٧ ].
٢١٣- لم يقل والفاقدين الغيظ، فرد الغضب... إلى حد الاعتدال، بحيث لا يقهر العقل ولا يغلبه، بل يكون العقل هو الضابط له والغالب عليه. [ نفسه : ٣/٦٢ ].
٢١٤- وهذا لأن العادة لا تنتهي إلى أن يجرح الإنسان فلا يتألم، بل ينتهي إلى أن يصبر عليه ويحتمل، وكما أن التألم بالجرح مقتضى طبع البدن، فالتألم بأسباب الغضب طبع القلب، ولا يمكن قلعه، ولكن ضبطه وكظمه والعمل بخلاف مقتضاه، فإنه يقتضي التشفي والانتقام والمكافأة، وترك العمل بمقتضاه ممكن، وقد قال الشاعر :
وليست بمستبق أخا لا تلمه *** على شعث أي الرجال المهذب ؟ [ نفسه : ٢/٢٠٢ ]
٢١٥- أثنى عليهم مع ظلمهم لأنفسهم لتندمهم ولومهم أنفسهم عليه، وإلى مثل هذه الرتبة الإشارة بقوله صلى الله عليه سلم فيما رواه عنه علي كرم الله وجهه : " خياركم كل مقتن ثواب " ١وفي خبر آخر :( المؤمن كالسنبلة يفيء أحيانا ويميل أحيانا )٢ وفي الخبر :( لا بد للمؤمن من ذنب يأتيه الفينة بعد الفينة )٣ أي الحين بعد الحين. [ الإحياء : ٤/٤٦ ].
٢١٦- قال علي رضي الله عنه : كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله عز وجل بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف صدقته. قال : وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له. ثم تلا قوله عز وجل :﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ﴾ الآية " ٤ [ نفسه : ١/٣٧٠ ].
وقال الزبيدي: رواه الديلمي وفي سند البيهقي النعمان بن سعد. قال الذهبي: كوفي مجهول. ن. الإتحاف ١٠/ ٧٣٧..
٢ - قال الحافظ العراقي: رواه أبو يعلى وابن حبان في الضعفاء من حديث أنس، والطبراني من حديث عمار بن ياسر، والبيهقي في الشعب من حديث الحسن مرسلا، وكلها ضعيفة وقال: "يقوم" بدل "يفيء" وفي الأمثال للرامهرمزي إسناد جيد لحديث أنس. ن المغني بهامش الإحياء: ٤/٦٤.
وقال الزبيدي: حديث أنس رواه أيضا البزار والضياء ولفظهم: "[[مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانا وتقوم أحيانا]] وأما حديث عمار عند الطبراني فلفظه مثل لفظ حديث أنس بزيادة [[ومثل الكافر مثل أرز تخر ولا تشعر]]. ن الإتحاف: ١٠/٧٣٧..
٣ - قال الحافظ العراقي: أخرجه الطبراني والبيهقي من حديث ابن عباس بأسانيد حسنة. ن المغني بهامش الإحياء ك ٤/٤٦.
قال الزبيدي: ولفظ الطبراني في الكبير: "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة" ن. الإتحاف: ١٠/٧٣٨..
٤ - رواه الترمذي في أبواب التفسير ٤/ ٢٦٩ حديث رقم: ٤٠٩٢..
٢١٧- أراد به : القرآن. [ المستصفى من علوم الأصول : ١/٣٦٥ ].
٢١٨- تفضيلا للمؤمنين على المسلمين، والمراد به المؤمن العارف دون المقلد. [ إحياء علوم الدين : ٣/٢٥ ].
٢١٩- قيل العوافي. [ نفسه : ٤/٣٠٧ ]
٢٢٠- يعني : فبرحمة... [ المنخول من تعليقات الأصول : ٨٨ ].
﴿ وشاورهم في الأمر ﴾.
٢٢١- النبي صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره وعظم درجته وفصاحته، أمره الله تعالى بالمشاورة لأصحابه العقلاء والعلماء، فقال عز من قائل :﴿ وشاورهم في الأمر ﴾ [ التبر المسبوك في نصيحة الملوك : ٨٧ ].
٢٢٣- ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين... ﴾ الآية هذا في السعداء. [ كتاب الأربعين في أصول الدين : ٢١٢ ].
٢٢٤- من أمات شهواته في حياته عاش في مماته :﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾ [ المقصد الأسني في شرح أسماء الله الحسنى : ٧٧ ].
٢٢٣- ﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين... ﴾ الآية هذا في السعداء. [ كتاب الأربعين في أصول الدين : ٢١٢ ].
٢٢٤- من أمات شهواته في حياته عاش في مماته :﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾ [ المقصد الأسني في شرح أسماء الله الحسنى : ٧٧ ].
٢٢٥- أمر بالخوف وأوجبه وشرطه في الإيمان، فلذلك لا يتصور أن ينفك مومن من خوف وإن ضعف، ويكون ضعف خوفه بحسب ضعف معرفته وإيمانه. [ إحياء علوم الدين : ٤/١٦٩ ].
٢٢٦- قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهازمه –يعني اشداقه- فيقول أنا مالك أنا كنزك... ثم تلا قوله تعالى :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله... ﴾ الآية " ١ [ نفسه : ٤/٥٦٧ ].
٢٢٧- ثبت ذلك في كتابه العزيز في ثلاثة مواضع١، وإنما أراد الله سبحانه : وتعالى الموتات الثلاث للعالمين، فالمتحيز إلى العالم الدنيوي يموت، والمتحيز إلى العالم الملكوتي يموت، والمتحيز إلى العالم الجبروتي يموت.
فالأول آدم وذريته وجميع الحيوانات على ضروبه الثلاث، والملكوتي وهو الثاني : أصناف الملائكة والجن، وأهل الجبروتي فهم المصطفون من الملائكة. [ الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي رقم ٦ ص : ٩٩ ].
٢٢٨- أي تصبروا عن المكافأة. [ الإحياء : ٤/٧٥ ].
٢٢٩- ﴿ وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ﴾، فكأنه يقول : وطنوا أنفسكم على أنه لا بد لكم من أنواع البلايا، فإن تصبروا فأنتم الرجال، وعزائمكم عزائم الرجال. [ منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين : ١/٢٢ ].
٢٣٠- قال عز وجل في علماء الدنيا :﴿ وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ﴾ [ الإحياء : ١/٧٦ ].
٢٣١- ادخار حقائق العلوم عن المستحق لها فاحشة عظيمة، قال الله تعالى :﴿ وإذا أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ﴾ [ ميزان العمل : ٣٦٩ ].
٢٣٢- وهو إيجاب التعليم. [ الإحياء : ١/٢٠ ].
٢٣٣- ﴿ لتبيننه للناس ولا تكتمونه ﴾، تنبيها على أن الدين لا يحل كتمانه. [ فضائح الباطنة : ٦٢ ].
٢٣٤- عن عطاء١ قال : انطلقت يوما أنا وعبيد بن عمير٢ إلى عائشة رضي لله عنها : فكلمتنا وبيننا وبينها حجاب، فقالت : يا عبيد ما يمنعك من زيارتنا ؟ قال : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " زرغبا " ٣ تزدد حبا " قال ابن عمير : فأخبرينا بشيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : فبكت وقالت : كل أمره كان عجبا، أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال : " ذرني أتعبد لربي عز وجل " فقام إلى القربة فتوضأ منها ثم قام يصلي، فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه حتى أتى بلال يؤذن بصلاة الصبح، فقال يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال ( ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله علي في هذه الليلة :﴿ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ﴾ ثم قال : ويل لمن قرأها ثم لم يتفكر فيها " ٤ فقيل للأوزاعي٥ ما غاية التفكر فيهن ؟ قال : يقرؤهن ويعقلهن. [ الإحياء : ٤/٤٨٦ و ص ٤٥٠ ].
٢ - هو ابن قتادة الليثي الجندعي المكي الواعظ المفسر ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدث عن أبيه وعمر بن الخطاب وعلي وغيرهم، وعنه عطاء بن أبي رباح وغيره. كان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة قيل توفي سنة ٧٤هـ. ن أسد الغابة: ٣/٤٤١ وسير أعلام النبلاء: ٤/١٥٦..
٣ - أغب القوم، وغب عنهم: جاء يوما وترك يوما. ن. اللسان (غبب)..
٤ - رواه ابن حبان في صحيحه من رواية عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء. ن الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ٢/٨-٩ حديث رقم ٦١٩..
٥ - هو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الدمشقي، إمام أهل الشام في وقته في الفقه والحديث وروى عن عطاء وابن سيرين وعنه أبو حنيفة والزهري (ت ١٥٧هـ) ن: تهذيب الأسماء: ١/ ٢٩٨ تذكرة الحفاظ: ١/١٧٨..
٢٣٥- أثنى على الكل، ولكن قدم القيام في الذكر، ثم القعود، ثم الذكر مضطجعا. [ الإحياء : ١/٣٢٥ ].
٢٣٦- أثنى على المفكرين فيه١ فقال :﴿ ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ويل لمن قرأ هذه الآية ثم مسح بها سبلته )٢ أي تجاوزها من غير فكر. [ نفسه : ٤/٤٧١ ]
٢٣٧- نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء وقرأ قوله تعالى :﴿ ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ﴾ ثم قال صلى الله عليه سلم ( ويل لمن قرأ هذه الآية ثم مسح بها سبلته ) ومعناه : أن يقرأ ويترك التأمل [ نفسه : ٤/١٢٣ ].
٢ - أخرجه الثعلبي من حديث ابن عباس بلفظ [[ولم يتفكر فيها]] وفيه أبو جنان يحيى بن جبة ضعيف. ن المغني بهامش الإحياء ٤/١٢٣.
وسبله الرجل: الدائرة التي في وسط الشقة العليا، وقيل: السبلة: ما على الشارب من الشعر، وقيل طرفه، وقيل ما على الذقن إلى طرف اللحية، وقيل هي اللحية كلها بأسرها. اللسان (سبل). وقال الزبيدي: هو ما أسبل من اللحية ن. الإتحاف: ١١/٢٣٢..
٢٣٨- ﴿ آتنا ما وعدتنا على رسلك ﴾ أي على ألسنة رسلك فحذف ألسنة. [ نفسه : ١/٣٤٤ ].
٢٣٩- قد قيل في معنى قوله تعالى :﴿ اصبروا وصابروا ورابطوا ﴾ اصبروا في الله وصابروا بالله ورابطوا مع الله. [ نفسه : ٤/٨٤ ].
١٤٠- أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة فيكون في انتظاره في الصلاة، وهو معنى قوله تعالى :﴿ ورابطوا ﴾. [ نفسه : ٤/٣٩٠ ].