ﰡ
رسلا : وسائط بينه وبين أنبيائه يبلّغون عنه رسالاته.
مثنى وثلاث ورباع : اثنين اثنين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة.
الثناء الجميل والشكر لله تعالى، منشئ هذا الكون وما فيه من خلائق على غير مثال سابق، جاعل الملائكة رسُلا إلى خلقه، ذوي أجنحة متعددة مختلفة. فهو ﴿ يَزِيدُ فِي الخلق مَا يَشَآءُ ﴾ أن يزيدَ من الأعضاء، لا يعجزه شيء ﴿ إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
ولأول مرة يأتي وصف للملائكة بأنهم أشكال، لهم أجنحة متعددة. وليس هذا بغريب، فإن بعض المخلوقات لها عدد من الأرجل والأشكال. وفيما نشهده ونراه أشكال
لا تحصى من الخلق، وما لا نعلم أكثر بكثيرٍ مما نعلم، ولا نعرف إلا القليل القليل عما هو موجود في هذا الكون :﴿ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن العلم إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [ الإسراء : ٨٥ ].
وبعد أن يقرر الله تعالى أنه على كل شيء قدير، يوضح هنا أن كل شيء في هذا الكون بيده، يتصرف فيه كيف يشاء، فحين يفتح الله أبواب رحمته للناس لا يستطيع أحدٌ إغلاقها، ومتى أَمسكها فلا أحد يستطيع فتحها، فمفاتيحُ الخير ومغاليقه كلها بيده سبحانه وتعالى، ﴿ وَهُوَ العزيز الحكيم ﴾ صاحب العزة والسلطان والحكمة.
روى ابن المنذر عن عامر بن عبد القيس، قال : أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتُهن فما أبالي ما أُصبح عليه وأمسي :
١ - ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل لها من بعده.
٢ - وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردْك بخير فلا رادّ لفضله.... يونس : ١٠٧
٣ - سيجعل اللهُ بعد عسرٍ يسراً.... الطلاق ٧.
٤ - وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها... هود ٦
وهذا يعني أن عامر بن عبد القيس كان يقرأ هذه الآيات ويستأنس بها ويعمل بها.
ثم يؤكد الله تعالى في الآية الثالثة أنه الخالقُ الوحيد الذي يرزق عبادَه من السماء والأرض، وأنه لا إله إلا هو، لذلك يجب على الناس جميعاً أن يذكروا نعمة الله عليهم ويحمدوه ويشكروه، ليحفظوا هذه النعم ويؤدوا حقها.
قراءات :
قرأ حمزة والكسائي :﴿ هل من خالق غير الله ﴾ بجرّ غيرِ، والباقون :﴿ غير ﴾ بالرفع.
السعير : نار جهنم.
ثم ذكر الأصل الثالث وهو البعثُ والنشور، وأنه حق لا شك فيه... فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا، فيذهلكم التمتعُ بها وبزخرفها عن طلب الآخرة.
أفمن زين له الشيطان عمله السيئ فرآه حسنا، هو في الواقع كمن هداه الله فرأى الحسنَ حسنا والسيئ سيئا ؟ إنهما لا يستويان أبدا.
﴿ فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ ﴾ : يضلّ من يشاء من الجاحدين الذين ارتضوا سبيل الضلال، ويهدي من يشاء ممن اختاروا سبيل الهداية.
ثم يخاطب الرسولَ الكريم حتى يسليه، فيقول :﴿ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ : فلا تُهلك نفسَك حزناً على الضالين الذين لم يؤمنوا وحسرةً عليهم، إن الله محيط علمه بما يصنعون من شر فيجزيهم به.
تثير : تحرك.
بلد ميت : لا نبات فيه.
النشور : إحياء الأموات يوم القيامة.
الله الذي يرسل الرياحَ فتحرّك سحاباً كان ساكنا، فيسوقه إلى بلدٍ ميتٍ لا نبات فيه، فيحيي به أرضَها بعد جدْبها ويبسها، كذلك يحيي الأموات ويبعثهم للحشر يوم القيامة.
قراءات :
قرأ ابن كثير والكسائي :﴿ الريح ﴾ بالإفراد، والباقون :﴿ الرياح ﴾ بالجمع. وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص :﴿ إلى بلد ميّت ﴾ بتشديد الياء، والباقون :﴿ ميت ﴾ بسكون الياء.
يبور : يفسد ويهلك من البوار وهو الهلاك.
من كان يريد الشرف والمَنَعة فإنهما لله جميعا يَهبُهما لمن يطيعه، إليه يرتفع الكلام الطّيب والعملُ الصالح فيقبلهما ويثيب عليهما، وللذين يمكرون ويدبّرون المكائد للمؤمنين عذابٌ شديد، أما تدبيرهم ومكرهم فهو فاسد لا قيمة له ولا يحقق غرضاً.
يعمّر : يمد في عمره. معمَّر : طال عمره.
والله تعالى خلقكم أيها البشَر، من تراب، ثم خَلَقَكم من نطفة هي الماء الذي يصبّ في الأرحام، ثم جعلكم ذكوراً وإناثا. وما تحمل أنثى ولا تضع حَملها إلا بعلمه تعالى، وما يمد في عمرِ أحدٍ ولا ينقص من عمره إلا مسجَّلٌ في كتاب، ومقرر في علم الله القديم.
﴿ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ ﴾.
قراءات :
قرأ يعقوب وحده :﴿ ولا ينقص ﴾ بفتح الياء وضم القاف، والباقون :﴿ ولا ينقص ﴾ بضم الياء وفتح القاف.
الفرات : الوافر والشديد العذوبة.
سائغ : سهل المرور في الحلق.
أُجاج : شديد الملوحة.
حلية : كل ما يتحلى به الإنسان من لؤلؤ ومرجان وغير ذلك.
مواخر : جمع ماخرة تشق الماء حين جريانها.
وما يستوي البحران : أحدُهما ماؤه عذْب شرابه سائغ يجري في الأنهار المفيدة للناس فيحيي الأقاليم والأمصار، والثاني مالح ساكن تسير فيه السفن.
ومن كلٍ منها تأكلون السمك الطري فضلا من الله، كما تستخرجون حلياً، كالدرّ والأصداف والمرجان وغيرها، وتجري السفن في كل منهما تشقه شقا لتطلبوا من فضل الله ما تحصلونه بالتجارة. ولعلّكم تشكرون لربكم هذه النعم.
القطمير : القشرة الرقيقة التي على نواة التمرة.
إنه يُدخل الليلَ في النهار ويدخلُ النهارَ في الليل، وسخَّر الشمس والقمر كلٌّ يجري إلى موعدٍ مقرر. والذي يصنع هذا كلَّه هو الله ربكم، له الملك التام والسلطان المطلق، أما الذين تعبدونهم من الأصنام والأوثان فإنهم لا يملكون شيئا مهما كان صغيرا تافها.
ولا ينبئك مثل خبير : ولا يخبرك بالأمر مثل الخبير به.
وهذه الآلهة لا يسمعون ولا ينفعون ولا يضرّون، وإن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا دعاءَكم ما أجابوكم بشيء مما تطلبون. وهم ينكرون إشراككم لهم مع الله يوم القيامة.
﴿ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ : ولا يخبرك الحقيقة إلا الخبير العليم، الله تعالى.
المثقلة : النفس التي أثقلتها الذنوب.
تزكى : تطهر من دنس الأوزار.
ثم أخبرَ عن أحوال يوم القيامة، فقال :﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى ﴾ :
في ذلك اليوم العصيب يكون كلُّ إنسان مسؤولا عن أعماله وعن نفسه، فلا تحمل نفسٌ مذنبةٌ ذَنْبَ نفس أخرى.
وإن تسأل نفسٌ ذاتُ حَملٍ ثقيل أحداً أن يحمل عنها بعض ذنوبها لن تجد من يجيبها أو يحمل عنها شيئا، وذلك لانشغال كل إنسان بنفسه :﴿ لِكُلِّ امرىء مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [ عبس : ٣٧ ]، ثم سلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدم قبولهم دعوتَه وإصرارهم على عنادهم، فقال :﴿ إِنَّمَا تُنذِرُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بالغيب وَأَقَامُواْ الصلاة وَمَن تزكى فَإِنَّمَا يتزكى لِنَفْسِهِ وَإِلَى الله المصير ﴾ :
لا تحزن أيها النبي، لعنادِ قومك، إنما ينفع تحذيرُك الذين يخافون ربهم ويقيمون الصلاة، ومن تطهَّرَ فإنما يتطهر لنفسه، والى الله المرجع في النهاية.
ليس يتساوى الأعمى الذي لا يهتدي والبصيرُ الذي آمن واهتدى.
الحرور : الريح الحارة، السموم.
﴿ إِنَّ الله يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ ﴾ : إن الهداية والتوفيق بيده سبحانه.
﴿ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي القبور ﴾ : جعل الله المشركين كالأموات الذين في القبور
لا يسمعون.
إنا أرسلناك أيها الرسول، بالإيمان بي وحدي مبشراً بالجنة من صدَّقك، ومنذرا بالعقاب من كذَّبك، وما من أمة من الأمم الماضية إلا جاءها من عند الله من ينذرها.
وإن يكذَّبْك قومك فقد كذّب الذين من قبلهم رسُلهم حين ﴿ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ﴾.
ثم أخذتُ الذين كفروا أخذاً شديدا، فانظر كيف كان إنكاري لعملهم وغضبي عليهم ! !
غرابيب : واحدها غربيب وهو شديد السواد.
ألم تشاهد أيها الرائي، أنا خلقنا الأشياء المختلفة من الشيء الواحد، فأنزلنا من السماءِ ماءً وأخرجنا به ثمراتٍ مختلفةً ألوانُها وطعمها ورائحتها.
﴿ وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ﴾ : وخلق في الجبال طرقاً بيضاً وحمرا وذات ألوان أخرى، وجعل منها جبالاً سودا حالكة.
ولما عدّد الله آياتِه وأعلامَ قدرته وآثارَ صنعه، بيّن أنه لا يعرف ذلك حقَّ المعرفة إلا العلماءُ بأسرار الكون، العالمون بدقائق صنعه، فهم الذين يخشون ربهم حقَّ الخشية :
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾.
يرجون تجارةً لن تبور : مغفرة من الله لن تكسد.
إن الذين يقرأون كتاب الله فيعملون به، قد أقاموا الصلاة على وجهها، وأنفقوا مما رزقناهم على المحتاجين والمصالح العامة وفي سبيل الله، سرا وجهرا يتاجرون تجارة رابحة عند الله لا تكسد.
ثم أشار إلى طبيعة الكتاب، وما فيه من الحق، تمهيداً للحديث عن ورثة هذا الكتاب :
﴿ والذي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ الكتاب هُوَ الحق مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ أي لما سبقه في العصور من الكتب المنزلة على الرسل قبلك، أنها من نبع واحد، ﴿ إِنَّ الله بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾.
سابق : متقدم إلى ثواب الله.
ثم جعلْنا هذا الكتابَ ميراثا للذين اخترناهم من عبادنا، فكانوا فئات ثلاثاً : فمنهم ظالمٌ لنفسه بغَلَبة سيئاته على حسناته، ومنه مقتصد لم يسرف في السيئات ولم يكثر من الحسنات، ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله.
﴿ ذَلِكَ هُوَ الفضل الكبير ﴾ : ذلك الميراث والاصطفاء فضل عظيم من الله لا يقدَّر قدره.
ثم بين جزاءهم ومآلهم بقوله :﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾.
قراءات :
قرأ أبو عمرو :﴿ يدخَلونها ﴾ بضم الياء وفتح الخاء، والباقون :﴿ يدخلونها ﴾ بفتح الياء وضم الخاء.
ويقولون عند دخولهم الجنة : الحمدُ لله الذي أذهبَ عنا الخوفَ من كل ما نحذر. ﴿ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ﴾.
النصَب : التعب.
اللغوب : الفتور والكلل.
أنزَلَنا دار النعيم الدائم من فضله لا يصيبنا فيه تعبٌ ولا يمسّنا فيها إعياءٌ ولا فتور.
ثم بيّن حال الجاحدين الكافرين وما ينتظرهم من عذاب، فقال :﴿ والذين كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يقضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا ﴾ : هؤلاء الذين لم يؤمنوا واستمرّوا على عنادهم وجحودهم سيكون مقامُهم في نارِ جهنّم يعذَّبون فيها لا يموتون، ولا يخفف عنهم العذاب.
﴿ كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴾ : هذا جزاء كل من يكفر.
قراءات :
قرأ أبو عمرو وحده :﴿ كذلك يجزي كل كفور ﴾ بضم الياء وفتح الزاي، والباقون : ﴿ نجزي ﴾ بفتح النون وكسر الزاي.
نعمّركم : نمهلكم.
وهم من شدة العذاب يستغيثون فيها قائلون : ربنا، أخرِجنا من النار حتى نعملَ صالحاً غير الذي كنا نعمله في الدنيا، فيقول لهم :﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ ﴾
ألم نمكّنكم من العمل ونُطِلْ أعماركم زمنا يمكن فيه التدبر لِمَنْ يريد ذلك ؟ لقد جاءكم الرسول يحذّركم من هذا العذاب.... فذوقوا في جهنم جزاء ظُلمكم ومخالفتكم للأنبياء في حياتكم الدنيا، ﴿ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾.
والله هو الذي جعل بعضكم يخلُفُ بعضاً في تعمير الأرض وتثميرها، فمن كفر بالله فعليه وِزْرُ كفرِه، ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا وبغضا.
أم لهم شِرك : أم لهم شركة.
أخبِروني أيها المشركون، عن شركائكم الذين تعبدونهم من دون الله، ماذا خلقوا ؟ ألهم شركة مع الله في خلق السموات ؟ أم أعطيناهم كتابا ينطق بأنّا اتخذناهم شركاءَ، فهم على حجة ظاهرة من ذلك الكتاب.
إن وعد بعضهم لبعض أن الآلهة التي يعبدونها من دون الله ستشفع لهم هو كذب وغرور.
قراءات :
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص :﴿ على بينة ﴾ بالإفراد، والباقون :﴿ على بينات ﴾ بالجمع.
إن الله يحفظ السمواتِ من الخلل أو من الزوال، بنظام دقيق. ولو أنها زالت لما كان هناك أحد في الكون يمنعها إلا الله.
﴿ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ : يحلم وينظِر، ويؤجّل ولا يعجّل، ويستر ويغفر.
نفورا : تباعدا.
أقسم المشركون بالله بأغلظ الأيمان، وبالغوا فيها أشد المبالغة، لئن جاءهم رسول ينذرهم ليكونُنّ أكثر هداية من كل أمة من الأمم التي خلت من قبلهم.
فلما جاءهم رسول منهم ينذرهم ما زادهم مجيئه وإنذاره ونصحه إلا نفورا عن الحق.
هل ينتظر هؤلاء المشركون إلا ما جرت به سنّة الله في الذين سبقوهم، وسنّةُ الله في معاملة الأمم لن تتبدل، ولن تتحول.
﴿ وَمَا كَانَ الله لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ﴾ :
وهذا تهديدٌ لهم أنهم إذا ساروا على تمرّدِهم وعنادهم فمصيرهم مصيرُ من سبقَهم، وإن هذا سهلٌ عليه، ولا يُعجِزه شيء يريده في هذا الكون الكبير كله.
ولو يؤاخذ الله الناس بما يكسبونه من آثام وما يجرّونه على أنفسهم من الفتن، ما تَرَكَ على ظهر الأرض دابةً تدبّ عليها، ولكنه يؤخرهم إلى يوم الحساب والجزاء، فإذا جاء موعدُهم هذا فسيجازيهم بكل ما عملوا ولا يفلِتُ من حسابه أحد، إنه بأعمال عباده بصير لا يخفى عليه شيء.