تفسير سورة الشعراء

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
سورة الشعراء
الربع الثالث من الحزب السابع والثلاثين في المصحف الكريم
هذه السورة تستغرق أربعة أرباع تقريبا، أي حوالي حزب كامل، وأطلق عليها اسم سورة ( الشعراء )، أخذا من قوله تعالى في الآيات الأخيرة منها :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون ﴾. ومحور الحديث في بداية هذه السورة وفي نهايتها إبطال الشبهات التي يرددها أعداء القرآن، والرد عليهم بأقوى حجة وأسطع برهان، ولا سيما ما يموهون به من وصف الرسول بكونه شاعرا من الشعراء، وما يلوحون به من كون القرآن الذي أنزل عليه إنما هو نوع من الشعر الذي هو منه براء، وقد حكى كتاب الله مقالتهم من قبل في سورة الأنبياء :﴿ بل قالوا أضغاث أحلام، بل افتراه، بل هو شاعر ﴾ [ الآية : ٥ ]، وسيحكيها مرة ثانية في سورة الصافات :﴿ ويقولون أينا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾ [ الصافات : ٣٦ ]، ومرة ثالثة في سورة الطور :﴿ أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ﴾ [ الطور : ٣٠ ]. وأبطل كتاب الله زعمهم، وسفه رأيهم، فقال في سورة يس :﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين ﴾ [ الآية : ٦٩ ]، وقال في سورة الحاقة :﴿ وما هو بقول شاعر، قليلا ما تؤمنون ﴾ [ الآية : ٤١ ]، غير أن " سورة الشعراء " التي نحن بصدد تفسيرها الآن هي التي فصلت القول في إبطال هذه الشبهة تفصيلا، وعرضت الأدلة التي تبطلها دليلا فدليلا.
وبين بداية هذه السورة ونهايتها المتعلقين بمعجزة القرآن تخللت آياتها البينات قصة موسى مع فرعون وقومه، ابتداء من الآية التاسعة، وهي قوله تعالى :﴿ وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون ﴾، ثم قصة إبراهيم مع قومه، ابتداء من الآية التاسعة والستين، وهي قوله تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم، إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون، قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ﴾، ثم قصة نوح مع قومه، ابتداء من الآية الخامسة بعد المائة، وهي قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ﴾، ثم قصة هود مع عاد، ابتداء من الآية الثالثة والعشرين بعد المائة، وهي قوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ﴾، ثم قصة صالح مع ثمود، ابتداء من الآية الواحدة والأربعين بعد المائة، وهي قوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون ﴾، ثم قصة لوط مع قومه، ابتداء من الآية الستين بعد المائة، وهي قوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون ﴾، ثم قصة شعيب مع أصحاب الأيكة، ابتداء من الآية السادسة والسبعين بعد المائة، وهي قوله تعالى :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين، إذ قال لهم شعيب ألا تتقون ﴾.
ويلاحظ في ترتيب قصص الأنبياء المذكورة في هذه السورة أن الأسبق منها في الذكر كان هو الأقرب على عهد الرسالة المحمدية، ثم يليه ما فوقه، فقد وقع البدء بقصة موسى قبل قصة إبراهيم، ثم تلتها قصة إبراهيم قبل قصة نوح وهكذا، لأن الأمر يتعلق بتثبيت الرسول في دعوته، وضرب المثل له بما أصاب الرسل السابقين من أجل قيامهم بمثل رسالته، حتى يصمد ويثابر، ويصبر ويصابر، بينما ذكرت هذه القصص كلها أو بعضها في سور أخرى حسب وقوعها أولا بأول، وذلك في سياق الحديث عن بدء الخليفة وبدء الحياة البشرية، وما رافقها وتعاقب عليها في تسلسلها التاريخي من الرسالات الإلهية، من عهد آدم أب البشر أجمعين، إلى عهد خاتم الأنبياء والمرسلين. على أن إيراد قصص الأنبياء في عدة سور لا يعد من قبيل التكرار، إذ لا تعاد القصة في أية سورة بنفس ألفاظها وبكامل عناصرها وجميع حلقاتها، وإنما يؤتي منها في كل مقام بالعنصر المناسب للسياق، وبالحلقة التي لها بالموضوع ارتباط وثيق والتصاق، فيزيد ذلك أسلوب القرآن تألقا وجمالا، ويضيف إلى إعجازه تفوقا وكمالا.
وقد اختار كتاب الله أن يختم كل قصة من القصص الواردة في هذه السورة بقوله تعالى :﴿ إن في ذلك لآيات، وما كان أكثرهم مومنين، وإن كان ربك لهو العزيز الحكيم ﴾ فأعيدت هذه الآية سبع مرات بعدد القصص السبع، علاوة على ورودها قبل ذلك في صدر السورة، تعقيبا على ما في خلق النبات وتنوع أصنافه، من حكمة إلهية، ومصلحة إنسانية، إذ قال تعالى :﴿ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾. وإنما أعيد ذكر هذه الآية عقب كل قصة من قصص الأنبياء السابقين، إشارة إلى أن كل واحدة منها كافية لاستخلاص العبر واستذكار المثلات، بالنسبة لما مضى وما هو آت، فالرسول عليه الصلاة والسلام يأخذ منها العبرة التي تناسب منصب الرسالة، بما له من مسؤوليات وتبعات، وما يتطلب القيام به على الوجه الأكمل من المتاعب والتضحيات، كما يستخلص العبرة منها من آمن من قومه ومن كفر، إذ فيما أصاب أقوام الرسل السابقين، من النجاة والخلاص، أو الهلاك والخسران، اللذين تضمنهما كل قصة، عبرة لمن اعتبر، ﴿ إن في ذلك لآية ﴾، وهي تتضمن فوق ذلك تقرير حقيقة تاريخية ثابتة، ألا وهي أن انتصار الرسل وانتشار الرسالات لا يعني القضاء التام على أولياء الشيطان، الذين تعهد بإغوائهم والإيحاء إليهم في كل زمان، فالدنيا دار ازدواج وامتزاج يعيش فوق سطحها البر والفاجر، ويصطدم في ساحتها المومن بالكافر ﴿ وما كان أكثرهم مومنين ﴾، وتنتهي الآية المشار إليها بخطاب كريم، من رب رحيم، يوجهه الحق سبحانه وتعالى إلى خاتم أنبيائه ورسله، مذكرا إياه أن الله لأعدائه بالمرصاد، ولأوليائه بالرحمة والإمداد ﴿ وإن ربك لهو العزيز ﴾ بالنسبة لأعدائه ﴿ الرحيم ﴾ بالنسبة لأوليائه.
والآن وقد قدمنا فكرة عامة عما تضمنته سورة الشعراء من موضوعات نركز القول على مجموعة مختارة من آياتها البينات.

فقوله تعالى في فاتحة السورة :﴿ طسم ﴾ يقال فيه ما قيل في مغزى بقية الحروف الهجائية المقطعة، التي يأتي بعدها مباشرة ذكر " كتاب الله " تصريحا أو تلويحا، وكأن لسان حالها يقول : هذه الحروف التي تجري على ألسنتكم بكلام عادي باهت هي التي نفخ الله فيها من روحه، فتحولت إلى كلام إلهي معجز لا قبل لكم بمثله، فكيف لا تدركون الفرق بين كلامكم وكلام الله ﴿ طسم، تلك آيات الكتاب المبين ﴾.
وقوله تعالى :﴿ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ﴾ إشفاق من الله على رسوله، وإشارة إلى ما كان يعتري الرسول عليه الصلاة والسلام من هم وغم، وحزن وكمد، عندما يدعو قومه فلا يستجيب لدعوته إلا فريق قليل منهم، ويظل الفريق الآخر على كفره وعناده، مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام مثابر على دعوتهم وإرشادهم، حريص على هدايتهم وإسعادهم، وهذا الخطاب الذي خاطبه به ربه هنا يماثله في معناه قوله تعالى في سورة الكهف :﴿ فلعلك باخع نفشك على آثارهم إن لم يومنوا بهذا الحديث أسفا ﴾ [ الكهف : ٦ ]. ويوضح مغزاه قوله تعالى في سورة فاطر :﴿ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ﴾الآية٨ وقوله تعالى في سورة لقمان :﴿ ومن كفر فلا يحزنك كفره، إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا، إن الله عليم بذات الصدور ﴾ [ الآية : ٢٣ ].
وقوله تعالى :﴿ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ﴾ تذكير من الله لرسوله بأنه لو شاء إلجاء الكافرين إلى الإيمان، لما وجد كافر على وجه الأرض منذ قديم الزمان، فضلا عن بقائه إلى الآن وحتى الآن، لكن الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون البشر أحرارا في اختياراتهم، مسؤولين وحدهم عن كفرهم وإيمانهم، فلا مجال لإخضاعهم بالقهر والاضطرار، وإنما هي الدعوة والإقناع ثم الاقتناع عن طواعية واختيار، مصدقا لقوله تعالى :﴿ لا إكراه في الدين ﴾ [ البقرة : ٢٥٦ ]، وقوله تعالى في آية ثانية :﴿ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مومنين ﴾ [ يونس : ٩٩ ].
وقوله تعالى :﴿ وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين ﴾، إشارة إلى أن خصوم الرسالات الإلهية يتوارثون الكفر بالله وكتبه جيلا بعد جيل، ولا ينفكون عما طبعوا عليه من الجحود والعناد والتضليل، وكلما من الله على خلقه بإنزال كتاب إلهي جديد، لهدايتهم إلى دين الحق والتوحيد، أعرضوا عن هدايته، وتصدوا لمحاربته، وإن كان تنزيل آياته يتجدد على فترات، وتعلمه والعمل به في متناول جميع الفئات، فهم على باطلهم مصرون في كل حين، إلى يوم الدين.
وقوله تعالى :﴿ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾، إشارة إلى ظاهرة كونية يواجهها كل إنسان، وبدونها لا يستطيع العيش لا هو ولا غيره من الحيوان، وهذه الظاهرة هي ظاهرة النبات، الذي هو بالنسبة للإنسان والحيوان أساس الغذاء والاقتيات، فكم من حكمة باهرة فيما مهد به للنبات، من أرض صالحة ومطر يحيي الموات، ثم كم لله من حكمة باهرة فيما تنبته الأرض من حبوب وثمار وازهار وأشجار، متنوعة الأوراق والأغصان، وفواكه وخضر مختلفة الطعوم والأحجام والأشكال والألوان. ومما يزيد معنى هذه الآية توضيحا وتفسيرا قوله تعالى في سورة الرعد :﴿ وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ﴾ [ الآية : ٤ ]، وقوله تعالى في سورة فاطر :﴿ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ﴾ [ الآية : ٢٧ ].
وقوله تعالى في هذا الربع ﴿ من كل زوج كريم ﴾ يمكن حمله على أمر ظاهر للناس جميعا، وهو أن النوع الواحد من أنواع النبات توجد منه أصناف متعددة، لكل صنف مزيته الخاصة، مثل أصناف العنب وأصناف التمر وأصناف البرتقال، وغيرها مما لا يحصى عدا، ووصف النبات " بالكرم " في هذه الآية جار على ما هو متعارف في لسان العرب، يقال نخلة " كريمة " أي كثيرة التمر، ويمكن أن يكون قوله تعالى هنا :﴿ من كل زوج كريم ﴾ شاهدا من الذكر الحكيم على معنى جديد لم يهد إليه العلم الحديث إلا أخيرا، وهذا المعنى هو مبدأ ثنائية الكائنات وازدواجها على اختلاف أنواعها، وهو المبدأ الذي ينص على أن كل شيء من الكائنات، من أوائل أو مركبات، ثنائي مزدوج، يجتمع فيه السالب والموجب، وهذا المبدأ العلمي العام يشهد له قوله تعالى على وجه العموم :﴿ ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ﴾ [ الذاريات : ٤٩ ]، وقوله تعالى في آية ثانية :﴿ سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ﴾ [ يس : ٣٦ ].
وانطلق كتاب الله يقص في هذا الربع قصة موسى مع فرعون وقومه، فنبه إلى ما كان عليه فرعون وقومه من الظلم والطغيان ﴿ وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين ﴾
﴿ قوم فرعون ﴾،
وتضمنت قصة موسى إشارة إلى القاسم المشترك الذي تلتقي فيه جميع الرسالات الإلهية، وأنها رسالة تحرير للإنسان أيا كان من الرق والاستبداد، وإنقاذ له من معتقدات الشرك والوثنية التي هي الحليف الطبيعي للتخلف والاستعباد، فمن المعنى الأول :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:وتضمنت قصة موسى إشارة إلى القاسم المشترك الذي تلتقي فيه جميع الرسالات الإلهية، وأنها رسالة تحرير للإنسان أيا كان من الرق والاستبداد، وإنقاذ له من معتقدات الشرك والوثنية التي هي الحليف الطبيعي للتخلف والاستعباد، فمن المعنى الأول :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:وتضمنت قصة موسى إشارة إلى القاسم المشترك الذي تلتقي فيه جميع الرسالات الإلهية، وأنها رسالة تحرير للإنسان أيا كان من الرق والاستبداد، وإنقاذ له من معتقدات الشرك والوثنية التي هي الحليف الطبيعي للتخلف والاستعباد، فمن المعنى الأول :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:وتضمنت قصة موسى إشارة إلى القاسم المشترك الذي تلتقي فيه جميع الرسالات الإلهية، وأنها رسالة تحرير للإنسان أيا كان من الرق والاستبداد، وإنقاذ له من معتقدات الشرك والوثنية التي هي الحليف الطبيعي للتخلف والاستعباد، فمن المعنى الأول :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾

ومن المعنى الثاني :﴿ قال فرعون وما رب العالمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:وتضمنت قصة موسى إشارة إلى القاسم المشترك الذي تلتقي فيه جميع الرسالات الإلهية، وأنها رسالة تحرير للإنسان أيا كان من الرق والاستبداد، وإنقاذ له من معتقدات الشرك والوثنية التي هي الحليف الطبيعي للتخلف والاستعباد، فمن المعنى الأول :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾

ووصف بعض المواقف التي تبرز ظلمه وطغيانه عندما أعلن إليه موسى انه " رسول رب العالمين " فخاطبه فرعون قائلا :﴿ قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ﴾،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:وتضمنت قصة موسى إشارة إلى القاسم المشترك الذي تلتقي فيه جميع الرسالات الإلهية، وأنها رسالة تحرير للإنسان أيا كان من الرق والاستبداد، وإنقاذ له من معتقدات الشرك والوثنية التي هي الحليف الطبيعي للتخلف والاستعباد، فمن المعنى الأول :﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل ﴾ ﴿ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ﴾

كما تضمنت إشارة إلى أن الحكمة الإلهية اقتضت أن تسلح كل رسول بالمعجزة التي تثبت صدقه وصدق رسالته، حتى يستطيع أن يتحدى المعاندين الجاحدين بمعجزته، ويقنع الشاكين الباحثين عن الحق والحقيقة بدعوته :﴿ قال أولو جئتك بشيء مبين ﴾
﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾
وحكى كتاب الله القسم الذي كان قوم فرعون يقسمون به في المواقف الحاسمة، واستعمله السحرة عند مواجهتهم لموسى :﴿ وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾ جريا على أن فرعون هو ربهم الأعلى، وهذا النوع من الكبر والاستعلاء والتشويه والتسفيه الذي واجه به فرعون وملاؤه دعوة موسى عليه السلام لا يختلف عنه موقف قادة الشرك من دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين، فقد تعرضت دعوته صلى الله عليه وسلم لنفس التشنيع والتهديد، وتعرض كثير من أصحابه الأولين لنفس الوعيد والعذاب الشديد.
﴿ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ﴾
وبذلك كانت قصة موسى التي قصها كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله عبارة عن شريط يرى فيه نموذجا مما بتعرض له الرسل وتتعرض له الرسالات، من مختلف الإذايات، كما يرى فيه ما يكرم الله به رسله من حسن العاقبة وخفي الألطاف، في نهاية المطاف ﴿ والعاقبة للمتقين ﴾ [ الأعراف : ١٢٨ ].
وخاطب السحرة الذين آمنوا بموسى قائلا :﴿ قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين ﴾، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف تهديد بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، وخاطب الملأ حوله منددا بموسى، ومستهزئا برسالته، ومحرضا على مقاومته، ومتهما له بأشنع التهم، قائلا :﴿ قال لمن حوله ألا تسمعون ﴾ ﴿ قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ﴾
الربع الأخير من الحزب السابع والثلاثين في المصحف الكريم
واصل كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ذكر حلقات أخرى من قصة موسى مع فرعون وقومه، وتناول في القسم الذي يليه قصة إبراهيم، وجزءا من قصة نوح عليهما السلام، ويواجهنا في بدايته جواب السحرة الذين بهرتهم معجزة موسى فسجدوا لله وآمنوا برب العالمين، دون أن يحسبوا حسابا لفرعون وملائه، والجمع الحاشد الذي كان من حوله، معلنين في جوابهم أنهم لا يهابون الموت والاستشهاد في سبيل الله، بل يتحملون أذى فرعون وعذابه الموقوت، طمعا في رضوان الحي الذي لا يموت، إذ لا ينقطع رضوانه ولا يفوت ﴿ قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون * إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ﴾. وهكذا انتقل السحرة من حال إلى حال، وكان لهول المفاجأة في نفس فرعون وملائه وقع الصاعقة أو الزلزال، فبعد أن كانوا " سحرة كفرة " يقسمون " بعزة فرعون "، انقلبوا إلى " مومنين بررة " يرجون من الله العفو، فسبقوا إلى الإيمان، من حضر موقف التحدي والرهان، وإذا كان جوابهم قد جاء في هذه السورة موجزا مجملا، فقد سبق في سورة طه مطولا ومفصلا، ﴿ قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ﴾ [ الآيتان : ٧٢، ٧٣ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٠:الربع الأخير من الحزب السابع والثلاثين في المصحف الكريم
واصل كتاب الله في القسم الأول من هذا الربع ذكر حلقات أخرى من قصة موسى مع فرعون وقومه، وتناول في القسم الذي يليه قصة إبراهيم، وجزءا من قصة نوح عليهما السلام، ويواجهنا في بدايته جواب السحرة الذين بهرتهم معجزة موسى فسجدوا لله وآمنوا برب العالمين، دون أن يحسبوا حسابا لفرعون وملائه، والجمع الحاشد الذي كان من حوله، معلنين في جوابهم أنهم لا يهابون الموت والاستشهاد في سبيل الله، بل يتحملون أذى فرعون وعذابه الموقوت، طمعا في رضوان الحي الذي لا يموت، إذ لا ينقطع رضوانه ولا يفوت ﴿ قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون * إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ﴾. وهكذا انتقل السحرة من حال إلى حال، وكان لهول المفاجأة في نفس فرعون وملائه وقع الصاعقة أو الزلزال، فبعد أن كانوا " سحرة كفرة " يقسمون " بعزة فرعون "، انقلبوا إلى " مومنين بررة " يرجون من الله العفو، فسبقوا إلى الإيمان، من حضر موقف التحدي والرهان، وإذا كان جوابهم قد جاء في هذه السورة موجزا مجملا، فقد سبق في سورة طه مطولا ومفصلا، ﴿ قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ﴾ [ الآيتان : ٧٢، ٧٣ ].


﴿ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ﴾
كما بين كتاب الله بنفس الإيجاز والإعجاز ما قام به موسى عليه السلام، من التدابير الجريئة والخطط المحكمة، التي بلغت الغاية في التنظيم والإحكام، لكونها مسددة الخطى، مؤيدة من الله بالوحي والإلهام، إذ قال تعالى :﴿ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون ﴾ ﴿ فأتبعوهم مشرقين ﴾
ثم بين كتاب الله موقف فرعون وملائه من رسالة موسى وما اتخذه من الوسائل الزجرية، والتعبئة النفسية والعسكرية، لمقاومتها والحيلولة دون تحقيق أهدافها، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٣:ثم بين كتاب الله موقف فرعون وملائه من رسالة موسى وما اتخذه من الوسائل الزجرية، والتعبئة النفسية والعسكرية، لمقاومتها والحيلولة دون تحقيق أهدافها، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٣:ثم بين كتاب الله موقف فرعون وملائه من رسالة موسى وما اتخذه من الوسائل الزجرية، والتعبئة النفسية والعسكرية، لمقاومتها والحيلولة دون تحقيق أهدافها، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٣:ثم بين كتاب الله موقف فرعون وملائه من رسالة موسى وما اتخذه من الوسائل الزجرية، والتعبئة النفسية والعسكرية، لمقاومتها والحيلولة دون تحقيق أهدافها، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين * إن هؤلاء لشرذمة قليلون * وإنهم لنا لغائظون * وإنا لجميع حاذرون ﴾
وأنهى كتاب الله قصة موسى في هذا الربع، ببيان العاقبة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه، وموسى ومن معه، فقال تعالى مشهرا بعاقبة الفريق الأول، ومنذرا بنفس العاقبة لكل من سار على نهجه ﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:وأنهى كتاب الله قصة موسى في هذا الربع، ببيان العاقبة التي آل إليها أمر فرعون ومن معه، وموسى ومن معه، فقال تعالى مشهرا بعاقبة الفريق الأول، ومنذرا بنفس العاقبة لكل من سار على نهجه ﴿ فأخرجناهم من جنات وعيون * وكنوز ومقام كريم ﴾
﴿ فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ﴾
من الشروق، والمراد به شروق الشمس وطلوعها، وهو بيان لوقت وصول فرعون وجنوده والتقائهم بموسى ومن معه.
وسجل كتاب الله مشاهد المعركة الدائرة بين الحق والباطل بقيادة موسى عليه السلام من جهة، وقيادة فرعون من جهة أخرى، فقال تعالى :﴿ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ﴾
معناه أن " أصحاب موسى " كانوا يتوقعون أن يدركهم فرعون بجنوده.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦١:وسجل كتاب الله مشاهد المعركة الدائرة بين الحق والباطل بقيادة موسى عليه السلام من جهة، وقيادة فرعون من جهة أخرى، فقال تعالى :﴿ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ﴾
معناه أن " أصحاب موسى " كانوا يتوقعون أن يدركهم فرعون بجنوده.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦١:وسجل كتاب الله مشاهد المعركة الدائرة بين الحق والباطل بقيادة موسى عليه السلام من جهة، وقيادة فرعون من جهة أخرى، فقال تعالى :﴿ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ﴾
معناه أن " أصحاب موسى " كانوا يتوقعون أن يدركهم فرعون بجنوده.


﴿ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾
المراد بالفرق في الأصل هو الفج الواقع بين جبلين، والطود هو الجبل الكبير
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦١:وسجل كتاب الله مشاهد المعركة الدائرة بين الحق والباطل بقيادة موسى عليه السلام من جهة، وقيادة فرعون من جهة أخرى، فقال تعالى :﴿ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون ﴾
معناه أن " أصحاب موسى " كانوا يتوقعون أن يدركهم فرعون بجنوده.


﴿ وأزلفنا ثم الآخرين ﴾،
وقوله تعالى :﴿ وأزلفنا ثم الآخرين ﴾ أي قربنا الآخرين من البحر، والمراد " بالآخرين " فرعون وجنوده
وقال تعالى منوها بعاقبة الفريق الثاني، ومبشرا كل من اهتدى بهديه :﴿ وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ﴾
ولا شك أن ما تضمنته قصة موسى، من المواقف والمشاهد والمثلات والعبر، كان يشابه أو يقارب إلى حد كبير ما يواجهه خاتم الأنبياء والمرسلين في الحال، وما سيواجهه في المستقبل المنتظر، فقد عبأ مشركو قريش جميع قواهم المادية والأدبية للطعن في رسالته، وحاولوا بكل الوسائل محاصرة دعوته، وكما فارق موسى وقومه معه مصر، لينجوا من طغيان فرعون وقومه، هاجر خاتم الأنبياء والمرسلين مع أصحابه من مكة، لينجوا من طغيان الشرك وأهله، وكما كان النصر على فرعون حليف موسى في عاقبة أمره، سيكون النصر حليف الرسول وصحبه في نهاية عمره ﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾
ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،

﴿ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾
وقوله تعالى في قصة إبراهيم حكاية عن قومه :﴿ فنظل لها عاكفين ﴾ أي نظل مقيمين على عبادة الأصنام ودعائها
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،

الأمر الذي جعل إبراهيم عليه السلام يعلن براءته من الأصنام التي يعبدونها، وعداوته لها، دون تحفظ ولا تردد ﴿ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،

الأمر الذي جعل إبراهيم عليه السلام يعلن براءته من الأصنام التي يعبدونها، وعداوته لها، دون تحفظ ولا تردد ﴿ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٩:ومن التذكير بقصة موسى انتقل كتاب الله إلى التذكير بقصة إبراهيم عليه السلام، فقال تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ إبراهيم * إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون * قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين * قال هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون * قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ﴾. وهذا الحوار الصريح الذي دار بين إبراهيم وأبيه وقومه أبرز ما كان سائدا بينهم من السذاجة والجهل والتقليد الأعمى،

الأمر الذي جعل إبراهيم عليه السلام يعلن براءته من الأصنام التي يعبدونها، وعداوته لها، دون تحفظ ولا تردد ﴿ قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون ﴾


﴿ فإنهم عدو لي ﴾.
وكان هذا الرد المفحم من إبراهيم الخليل على قومه الضالين، صدمة بالغة لهم، ومحاولة جادة لنقلهم من عبادة الأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لا يستحق العبادة سواه، فهو الذي يعبده إبراهيم ويطيعه ويتولاه، ﴿ إلا رب العالمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٢:﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾. وبهذه الأوصاف التي وصف بها إبراهيم ربه عرفهم بخصائص الألوهية ومظاهر الربوبية، كما عرفهم ببداية الحياة ونشأة الأحياء، وما يؤول إليه مصير الإنسان في دار البقاء،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٢:﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾. وبهذه الأوصاف التي وصف بها إبراهيم ربه عرفهم بخصائص الألوهية ومظاهر الربوبية، كما عرفهم ببداية الحياة ونشأة الأحياء، وما يؤول إليه مصير الإنسان في دار البقاء،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٢:﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾. وبهذه الأوصاف التي وصف بها إبراهيم ربه عرفهم بخصائص الألوهية ومظاهر الربوبية، كما عرفهم ببداية الحياة ونشأة الأحياء، وما يؤول إليه مصير الإنسان في دار البقاء،

﴿ وإذا مرضت فهو يشفين ﴾
ومن لطائف التفسير ما يلاحظ في قوله تعالى هنا حكاية عن إبراهيم الخليل :﴿ وإذا مرضت فهو يشفين ﴾ فقد أسند في هذه الجملة المرض إلى نفسه، وإن كان عن قضاء الله وقدره، أدبا مع الله، وتربية للعارفين بالله، أضف إلى ذلك ان كثيرا من أسباب المرض تحدث بتفريط من نفس الإنسان، لكن لا يتم شفاؤها إلا بإذن الرحيم الرحمان.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٢:﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾. وبهذه الأوصاف التي وصف بها إبراهيم ربه عرفهم بخصائص الألوهية ومظاهر الربوبية، كما عرفهم ببداية الحياة ونشأة الأحياء، وما يؤول إليه مصير الإنسان في دار البقاء،
﴿ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ﴾. وبهذه الأوصاف التي وصف بها إبراهيم ربه عرفهم بخصائص الألوهية ومظاهر الربوبية، كما عرفهم ببداية الحياة ونشأة الأحياء، وما يؤول إليه مصير الإنسان في دار البقاء،
﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
الدعاء الأول :﴿ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين ﴾.
فالدعاء الأول يتضمن التماس الذكر الجميل المستمر على وجه الدهر في كل جيل،
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
والدعاء الثاني :﴿ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ﴾.
والمراد " بلسان الصدق " الثناء الحسن الذي لا تزيد فيه ولا مبالغة.
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
والدعاء الثالث :﴿ واجعلني من ورثة جنة النعيم ﴾.
والدعاء الثالث يتضمن التماس الفوز في الجنة بالنعيم المقيم، حيث لا لغو ولا تأثيم
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
والدعاء الرابع :﴿ واغفر لأبي إنه كان من الضالين ﴾
والدعاء الرابع يتضمن التماس الغفران لأبيه، إن تاب إلى الله وأناب إليه.
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
والدعاء الخامس :﴿ ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾
والدعاء الخامس يتضمن التماس العز والكرامة، وعدم التعرض للهوان والذل يوم القيامة، فهذه الأدعية الصالحة التي دعا بها إبراهيم أب الأنبياء، هي خير ما يتوجه به إلى الله الصالحون الأتقياء، وهي دليل على مزيد تعلقه بالله، ومبلغ خشيته من الله ﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾ [ فاطر : ٢٨ ].
وقد استجاب الله لإبراهيم أدعيته، وحقق بمنه وكرمه أمنيته، وليؤكد فضله عليه لدى السابقين واللاحقين، قال تعالى في كتابه المبين :﴿ ولقد اصطفيناه في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾ [ البقرة : ١٣٠ ].
أما دعاؤه الخاص لأبيه، فقد بين كتاب الله القرار الأخير فيه، فقال تعالى في سورة التوبة :﴿ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، إن إبراهيم لأواه حليم ﴾ [ الآية : ١١٤ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٧:ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
والدعاء الخامس :﴿ ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾
والدعاء الخامس يتضمن التماس العز والكرامة، وعدم التعرض للهوان والذل يوم القيامة، فهذه الأدعية الصالحة التي دعا بها إبراهيم أب الأنبياء، هي خير ما يتوجه به إلى الله الصالحون الأتقياء، وهي دليل على مزيد تعلقه بالله، ومبلغ خشيته من الله ﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾ [ فاطر : ٢٨ ].
وقد استجاب الله لإبراهيم أدعيته، وحقق بمنه وكرمه أمنيته، وليؤكد فضله عليه لدى السابقين واللاحقين، قال تعالى في كتابه المبين :﴿ ولقد اصطفيناه في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾ [ البقرة : ١٣٠ ].
أما دعاؤه الخاص لأبيه، فقد بين كتاب الله القرار الأخير فيه، فقال تعالى في سورة التوبة :﴿ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، إن إبراهيم لأواه حليم ﴾ [ الآية : ١١٤ ].

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٧:ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام ما حكاه كتاب الله على لسان إبراهيم الخليل، من أدعية صالحة كلها ابتهال إلى الله وتعظيم وتبجيل :
والدعاء الخامس :﴿ ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم ﴾
والدعاء الخامس يتضمن التماس العز والكرامة، وعدم التعرض للهوان والذل يوم القيامة، فهذه الأدعية الصالحة التي دعا بها إبراهيم أب الأنبياء، هي خير ما يتوجه به إلى الله الصالحون الأتقياء، وهي دليل على مزيد تعلقه بالله، ومبلغ خشيته من الله ﴿ إنما يخشى الله من عباده العلماء ﴾ [ فاطر : ٢٨ ].
وقد استجاب الله لإبراهيم أدعيته، وحقق بمنه وكرمه أمنيته، وليؤكد فضله عليه لدى السابقين واللاحقين، قال تعالى في كتابه المبين :﴿ ولقد اصطفيناه في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين ﴾ [ البقرة : ١٣٠ ].
أما دعاؤه الخاص لأبيه، فقد بين كتاب الله القرار الأخير فيه، فقال تعالى في سورة التوبة :﴿ وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، إن إبراهيم لأواه حليم ﴾ [ الآية : ١١٤ ].

وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها


وقوله تعالى :﴿ وبرزت الجحيم للغاوين ﴾ أي كشف عنها وعن أهوالها للغاوين المسوقين إليها
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها


﴿ فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ ﴾
وقوله تعالى :﴿ فكبكبوا فيها ﴾ أي كبوا فيها وألقي بعضهم على بعض
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها


﴿ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
وقوله تعالى حكاية عن نفس الغاوين الضالين :﴿ فلو أن لنا كرة فنكون من المومنين ﴾ معناه أنهم يتمنون العودة إلى الدنيا، زاعمين انهم إذا عادوا إليها أطاعوا وأصلحوا، بدلا مما كانوا عليه من المعصية والفساد، لكن المتوقع خلاف ما زعموا ﴿ ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه، وإنهم لكاذبون ﴾ [ الأنعام : ٢٨ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:وإذا كان الحوار الإبراهيمي مفيدا ومنتجا بالنسبة للماضي في مهاجمة الشرك والوثنية، والتعريف بخصائص ومظاهر الربوبية، فإن التذكير به في كتاب الله على عهد الرسالة المحمدية، أعظم فائدة، وأعم عائدة، لا سيما ومشركو قريش يعتبرون أنفسهم " عربا إسماعيلية " فهم بالنسبة لإبراهيم الخليل أقرب الأقرباء، ودعوة إبراهيم للتوحيد ضد الشرك الذي هم عليه سند قوي يؤكد دعوة خاتم الأنبياء، ولذلك جاء التعقيب عليها بما ينتظر مشركي قريش وغيرهم من المشركين، من عذاب يوم الدين، فقال تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون* قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين* وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ﴾، ثم ختمت قصة إبراهيم بما يشير إلى الحكمة من إيرادها، والفائدة من تذكير الرسول وقومه بها، فقال تعالى :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وأزلفت الجنة للمتقين ﴾ أي قربت الجنة وأدينت من أهلها


﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
الربع الأول من الحزب الثامن والثلاثين في المصحف الكريم
في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


لكن وسائل الوقاية الناجعة لا يستطيع الإنسان الإلمام بها على الوجه الأكمل، إلا إذا تلقاها عن ربه الذي يعلم السر في السماوات والأرض، فهو سبحانه وحده الذي أحاط بكل شيء علما، وهو وحده الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾ [ ق : ١٦ ]، ولا طريق لذلك إلا تلقي الرسالات الإلهية عن رسل الله، الذين اختصهم برعايته، وائتمنهم على رسالته، وجعل طاعتهم سبيلا إلى طاعته، فقال كل منهم لقومه عن أمر الله وكلمته :﴿ إني لكم رسول أمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

تكفل الحق سبحانه وتعالى لرسله بأرزاقهم، فكانوا في حياتهم الخاصة يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والاستقلال، لذلك كانوا يواجهون أقوامهم بما يدفع الشبهة في هذا الباب، حتى لا يجدوا لرفض دعوتهم أي سبب من الأسباب، وهذا هو مغزى قوله تعالى حكاية عن كل واحد منهم :﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾

وعندما يرفض ادعاءهم ويستنكر استعلاءهم، ويصر على أن دين الله للجميع، وأن الناس سواسية فيه لا فرق بين فريق وفريق، يهددونه بالقتل رجما بالحجارة ﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾ فلم يسعه إلا أن يلتجئ إلى الله، ويشكو إليه بلواه، ويسأله أن يحكم بينه وبين قومه، إذ هو خير الحاكمين ﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٦:وعندما يرفض ادعاءهم ويستنكر استعلاءهم، ويصر على أن دين الله للجميع، وأن الناس سواسية فيه لا فرق بين فريق وفريق، يهددونه بالقتل رجما بالحجارة ﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾ فلم يسعه إلا أن يلتجئ إلى الله، ويشكو إليه بلواه، ويسأله أن يحكم بينه وبين قومه، إذ هو خير الحاكمين ﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٦:وعندما يرفض ادعاءهم ويستنكر استعلاءهم، ويصر على أن دين الله للجميع، وأن الناس سواسية فيه لا فرق بين فريق وفريق، يهددونه بالقتل رجما بالحجارة ﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾ فلم يسعه إلا أن يلتجئ إلى الله، ويشكو إليه بلواه، ويسأله أن يحكم بينه وبين قومه، إذ هو خير الحاكمين ﴿ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ﴾،
وأوجز كتاب الله هنا في ذكر عاقبته وعاقبتهم، فقال تعالى :﴿ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


لكن وسائل الوقاية الناجعة لا يستطيع الإنسان الإلمام بها على الوجه الأكمل، إلا إذا تلقاها عن ربه الذي يعلم السر في السماوات والأرض، فهو سبحانه وحده الذي أحاط بكل شيء علما، وهو وحده الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾ [ ق : ١٦ ]، ولا طريق لذلك إلا تلقي الرسالات الإلهية عن رسل الله، الذين اختصهم برعايته، وائتمنهم على رسالته، وجعل طاعتهم سبيلا إلى طاعته، فقال كل منهم لقومه عن أمر الله وكلمته :﴿ إني لكم رسول أمين ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٩:تكفل الحق سبحانه وتعالى لرسله بأرزاقهم، فكانوا في حياتهم الخاصة يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والاستقلال، لذلك كانوا يواجهون أقوامهم بما يدفع الشبهة في هذا الباب، حتى لا يجدوا لرفض دعوتهم أي سبب من الأسباب، وهذا هو مغزى قوله تعالى حكاية عن كل واحد منهم :﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.

فما كان منهم إلا أن أجابوه جواب المصرين على إهمال دعوته، والإعراض عن رسالته ﴿ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣٦:فما كان منهم إلا أن أجابوه جواب المصرين على إهمال دعوته، والإعراض عن رسالته ﴿ قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما هود عليه السلام فقد استنكر من قومه عاد ما وجدهم عليه من العبث والاستهتار والإسراف في التشييد والبنيان، والتوسع في العمران، مع ممارسة البطش والتجبر والطغيان، والكفر بما أنعم الله به عليهم من النعم المتعددة الأصناف والألوان، وها هو كتاب الله يحكي ما وعظ به هود قومه إذ قال :﴿ أتبنون بكل ريع آية تعبثون ﴾ والريع المكان المرتفع الذي يبدو من بعيد.

وأوجز كتاب الله هنا في ذكر عاقبتهم، فقال تعالى :﴿ فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٩:تكفل الحق سبحانه وتعالى لرسله بأرزاقهم، فكانوا في حياتهم الخاصة يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والاستقلال، لذلك كانوا يواجهون أقوامهم بما يدفع الشبهة في هذا الباب، حتى لا يجدوا لرفض دعوتهم أي سبب من الأسباب، وهذا هو مغزى قوله تعالى حكاية عن كل واحد منهم :﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾


﴿ وزروع ونخل طلعها هضيم ﴾ أي يانع نضيج
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾


﴿ وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين ﴾ أي فرحين آمنين مكر الله
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٤٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما صالح عليه السلام فقد استنكر من قومه ثمود ما هم عليه من الإسراف في الفساد، والتعنت والتفنن في النحت والبناء، والإغراق في سعة العيش والنعيم والرخاء، مع " الفقر الروحي " البارز في سلوك الآباء والأبناء، فهم لا يفكرون في أي عمل صالح، يقيهم النكبات والجوائح، وهم لا يقدرون الله حق قدره، لا يأتمرون بأمره، وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي وجهه صالح إلى قومه إذ قال :﴿ أتتركون في ما هاهنا آمنين ﴾

فما كان منهم إلا أن أجابوه مكذبين متهمين، وطالبوه بتقديم دليل يدل على أنه من الصادقين :﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٣:فما كان منهم إلا أن أجابوه مكذبين متهمين، وطالبوه بتقديم دليل يدل على أنه من الصادقين :﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾
فأجابهم قائلا :﴿ قال هذه ناقة لها شرب ﴾ أي لها حظ في الماء
﴿ ولكم شرب يوم معلوم ﴾
وأوجز كتاب الله هنا في ذكر عاقبتهم، فقال تعالى :﴿ فعقروها فأصبحوا نادمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


لكن وسائل الوقاية الناجعة لا يستطيع الإنسان الإلمام بها على الوجه الأكمل، إلا إذا تلقاها عن ربه الذي يعلم السر في السماوات والأرض، فهو سبحانه وحده الذي أحاط بكل شيء علما، وهو وحده الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾ [ ق : ١٦ ]، ولا طريق لذلك إلا تلقي الرسالات الإلهية عن رسل الله، الذين اختصهم برعايته، وائتمنهم على رسالته، وجعل طاعتهم سبيلا إلى طاعته، فقال كل منهم لقومه عن أمر الله وكلمته :﴿ إني لكم رسول أمين ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٩:تكفل الحق سبحانه وتعالى لرسله بأرزاقهم، فكانوا في حياتهم الخاصة يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والاستقلال، لذلك كانوا يواجهون أقوامهم بما يدفع الشبهة في هذا الباب، حتى لا يجدوا لرفض دعوتهم أي سبب من الأسباب، وهذا هو مغزى قوله تعالى حكاية عن كل واحد منهم :﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما لوط عليه السلام فقد استنكر من قومه ما ابتدعوه دون بقية الناس من الانحراف والشذوذ، والخروج على كل ما هو متعارف بين البشر ومعهود، فقد خلق الله الذكر والأنثى ليكمل بعضهما بعضا، لا ليستغني أحدهما عن الآخر فيبطل حكمة الله ويرفض حكمه رفضا، إذ في ذلك ما فيه من ضياع النسل وانقطاع الذرية، وتعطيل الحكمة الإلهية، وكفى بهما بلية وأي بلية، قال تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ [ الروم : ٢١ ]. وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي خاطب به لوط قومه منددا ببدعتهم، ومنذرا بسوء عاقبتهم :﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦٥:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١١:والآن فلننظر ماذا استنكر كل رسول من قومه، وماذا واجهوا به من قول السوء :
أما نوح عليه السلام فقد قضى عهدا طويلا في نصح قومه وتذكيرهم بآيات الله، ودعوتهم إلى دين الحق، لكنهم أصروا على ضلالهم، فلم يومن برسالته إلا قليل منهم، وقد حكى كتاب الله في سورة يونس، قول نوح لقومه :﴿ يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ﴾ [ الآية٧١ ]، وحكى كتاب الله في سورة هود قولهم لنوح :﴿ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ﴾ [ الآية : ٣٢ ]، كما حكى في نفس السورة، استهزاءهم به إلى أقصى الحدود، إذ قال تعالى :﴿ ويصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه، قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ﴾ [ الآية : ٣٨ ]. وها هو كتاب الله يحكي في هذا الربع مأخذا جديدا يؤاخذ به قوم نوح نبيهم، ألا وهو اهتمامه بضعفاء قومه، وقبول دخولهم في دين التوحيد، واعتبارهم أهلا لصحبته ومرافقته، وتلقي ما جاء من عند الله، وها هم يلحون عليه في طردهم وإبعادهم من ساحته ﴿ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ﴾


وأما لوط عليه السلام فقد استنكر من قومه ما ابتدعوه دون بقية الناس من الانحراف والشذوذ، والخروج على كل ما هو متعارف بين البشر ومعهود، فقد خلق الله الذكر والأنثى ليكمل بعضهما بعضا، لا ليستغني أحدهما عن الآخر فيبطل حكمة الله ويرفض حكمه رفضا، إذ في ذلك ما فيه من ضياع النسل وانقطاع الذرية، وتعطيل الحكمة الإلهية، وكفى بهما بلية وأي بلية، قال تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ﴾ [ الروم : ٢١ ]. وها هو كتاب الله يحكي الخطاب الذي خاطب به لوط قومه منددا ببدعتهم، ومنذرا بسوء عاقبتهم :﴿ أتأتون الذكران من العالمين ﴾

فما كان منهم إلا أن هددوه بالنفي والإبعاد، عقابا له على مقاومته لمظاهر الانحراف، والفساد ﴿ قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ﴾
فرد عليهم قائلا :﴿ قال إني لعلمكم من القالين ﴾ أي المبغضين
ثم أوجز كتاب الله في ذكر عاقبته وعاقبتهم فقال تعالى :﴿ فنجيناه وأهله أجمعين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


الربع الثاني من الحزب الثامن والثلاثين في المصحف الكريم
وأما قصة شعيب مع أصحاب الأيكة التي استغرقت خمس آيات في نهاية هذا الربع فسنتناولها في بداية الربع القادم إن شاء الله، لنأتي بها كاملة في سياق واحد، مع بيان ما فيها من العبر والفوائد، والله المستعان، وعليه التكلان.
ومن خلال الحوار الذي دار في هذه القصص بين الرسل وأقوامهم يتضح لكل ذي عينين ان الرسالات الإلهية منذ فجرها الأول لم تكن توجه الناس نحو السماء إلا لتلهمهم طريق الصلاح في الأرض، وان هدفها الأول والمباشر كان هو العمل على إصلاح المجتمع البشري أدبيا وماديا، والسعي لتطهيره من كل الشوائب، حتى لا يبقى فيه أثر للمساوئ والمعايب، وبذلك يتفادى الوقوع في الكوارث والنوائب، ويصبح مجتمعا مثاليا، جديرا بأن يوصف بكونه إنسانيا، لأنه ينهج نهجا أخلاقيا ربانيا، ﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ﴾ [ فصلت : ٣٣ ].
في الآيات الخمس الأخيرة من الربع الماضي تحدث كتاب الله إلى خاتم أنبيائه ورسله عن قصة شعيب مع أصحاب الأيكة، وواصل الحديث عنها في الإحدى عشرة آية الأولى من هذا الربع. وعلى غرار ما سبقها من قصص نوح وهود وصالح ولوط افتتحها كتاب الله بنفس الأسلوب قائلا :﴿ كذب أصحاب الأيكة المرسلين ﴾
و( الأيكة ) واحدة ( الأيك ) وهو الشجر الملتف الكثير، ونص ابن كثير على أن أصحاب الأيكة إنما أطلق عليهم هذا اللقب، نسبة إلى شجرة مخصوصة كانوا يعبدونها، وورد لفظ " الأيكة " في هذه السورة وسورة ( ص ) بصيغة ( ليكة ) على وزن ليلة، حيث خففت همزة الأيكة وألقيت حركتها على اللام فسقطت الهمزة بالمرة، ولم تبق حاجة إلى ألف الوصل، وكتبت بالحذف تبعا للنطق المخفف بدلا من الأصل، وبذلك جاء قوله في سورة ( ص ) :﴿ كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد، وثمود وقوم لوط وأصحاب ليكة، أولئك الأحزاب ﴾ [ الآيتان : ١٢ ١٣ ]، بينما كتبت في سورة الحجر [ الآية : ٧٨ ] وسور ق [ الآية : ١٤ ] طبقا لأصلها الأول، وحسب نطقها العادي.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٧:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


لكن وسائل الوقاية الناجعة لا يستطيع الإنسان الإلمام بها على الوجه الأكمل، إلا إذا تلقاها عن ربه الذي يعلم السر في السماوات والأرض، فهو سبحانه وحده الذي أحاط بكل شيء علما، وهو وحده الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ﴿ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ﴾ [ ق : ١٦ ]، ولا طريق لذلك إلا تلقي الرسالات الإلهية عن رسل الله، الذين اختصهم برعايته، وائتمنهم على رسالته، وجعل طاعتهم سبيلا إلى طاعته، فقال كل منهم لقومه عن أمر الله وكلمته :﴿ إني لكم رسول أمين ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٨:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:في الآيات الست الأخيرة من الربع الماضي قص كتاب الله على خاتم أنبيائه ورسله قصة نوح مع قومه بغاية الإيجاز، فقال :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * فاتقوا الله وأطيعون ﴾.
ويلاحظ في هذه القصة وبقية القصص التي تلتها في نفس السورة أن كتاب الله اختار أن يفتتحها كلها بصيغة واحدة لا يتبدل فيها إلا اسم الرسول وحده أو اسم قومه، فقال تعالى في بداية قصة نوح مع قومه ﴿ كذبت قوم نوح المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة هود مع عاد ﴿ كذبت عاد المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة صالح مع ثمود :﴿ كذبت ثمود المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة لوط مع قومه ﴿ كذبت قوم لوط المرسلين ﴾، وقال تعالى في بداية قصة شعيب مع أصحاب الأيكة :﴿ كذب أصحاب ليكة المرسلين ﴾، ولم يقل كتاب الله : كذب قوم نوح نوحا، أو كذبت عاد هودا، أو كذبت ثمود صالحا، أو كذبت قوم لوط لوطا، أو كذب أصحاب الأيكة شعيبا، إشعارا بأن من قابل بالتكذيب رسولا واحدا فقد كذب ضمنيا وبصورة غير مباشرة كافة الرسل، وذلك لأن الرسالات الإلهية وإن تعددت بتعدد الأنبياء والمرسلين هي في طبيعتها وجوهرها رسالة واحدة، صادرة من منبع واحد، هو منبع الوحي الإلهي الواحد والوحيد.
ثم إن خصائص الرسل، والأمارات المميزة لهم، التي اقتضت حكمة الله أن تكون متوافرة فيهم ليكونوا رسلا من عند الله لا تختلف في أصلها من رسول إلى آخر، بل هي متشابهة ومتماثلة، وطريقة معرفة الرسل واحدة، إذ ما منهم من أحد إلا وقد أيده الله بمعجزة يتحدى بها الكافرين، وحجة يقنع بها المنكرين، وعلى هذا الأساس ألزم الإسلام معتنقيه بعد الإيمان بالله أن يومنوا بكتبه ورسله دون استثناء، وكان شعار المسلمين ( لا نفرق بين أحد من رسله ). يضاف إلى ما سبق أن الله تعالى أمر كل رسول من رسله بأن يبلغ قومه خبر الرسل الذين يرسلهم الله من بعده، تعريفا لهم بأن سلسلة الرسالات الإلهية حلقات متوالية، إلى أن يحين ختمها بخاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك حتى يكونوا على قدم الاستعداد لتصديق الرسول المنتظر فيصدق الخبر الخبر، وبهذا الاعتبار يكون من كذب رسوله الذي أرسل إليه، مكذبا لجميع الرسل منذ اللحظة الأولى، ويصدق عليه أنه قد كذب المرسلين أجمعين، ولم يكذب رسوله وحده، وهذا المعنى هو الذي أكده كتاب الله في فاتحة القصص الخمس، الواردة في هذه السورة ( سورة الشعراء )، بعد قصة موسى وقصة إبراهيم.


ثم إن كتاب الله عندما أراد أن يحكي مقالة الرسل إلى أقوامهم أتى بلفظ معبر له مغزى خاص في هذا المقام بالذات، فوصف الرسول بأنه " أخو قومه " كما في قوله تعالى :﴿ كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت عاد المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هود ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت ثمود المرسلين، إذ قال لهم أخوهم صالح ﴾، وقوله تعالى :﴿ كذبت قوم لوط المرسلين، إذ قال لهم أخوهم لوط ﴾. ذلك أن الحكمة الإلهية اقتضت بادئ ذي بدء أن يكون الرسل إلى عامة البشر بشرا مثلهم، يشاركونهم في المشاعر والأحاسيس، ويعايشونهم أفرادا وجماعات، ويلازمونهم ملازمة الظل للشاخص، وبذلك يحصل التفاهم والتجاوب بينهم وبين الناس، مصداقا لقول تعالى في سورة الأنعام :﴿ ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون ﴾ [ الآية : ٩ ]. وللمزيد من الألفة بين الرسل ومن أرسل إليهم اقتضت الحكمة الإلهية أن يتكلم بلسانهم، وأن يكون بالنسبة إلى قومه أخا من إخوانهم، إما أخا لهم عن طريق القرابة والنسب، وإما أخا لهم من باب المجانسة والأدب، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [ إبراهيم : ٤ ].
ولا شك أن تقديم كتاب الله لقصص الأنبياء السابقين، وتلاوة رسوله للآيات التي نزلت في شأنها على المومنين، وسماع أخبارها في فجر الإسلام من طرف المكذبين والكافرين مما يزيد المومنين إيمانا على إيمانهم، عندما يعرفون نجاة إخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان في سالف الأزمان، ومما يزعزع ثقة المكذبين والكافرين بمعتقداتهم الباطلة، عندما يعرفون المصير المفجع الذي آل إليه أمر المكذبين بالرسالات الإلهية، في القرون الماضية، عسى أن يذكروا ويعتبروا، ويتراجعوا عن باطلهم ويزدجروا. وإلى هذا المغزى يشير قوله تعالى على لسان شعيب عليه السلام فيما سبق من سورة هود :﴿ ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح، أو قوم ثمود، أو قوم صالح، وما قوم لوط منكم ببعيد ﴾ [ الآية : ٨٩ ]، وقوله تعالى فيما سبق من سورة التوبة :﴿ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾ [ الآية : ٧٠ ].
ومما يستلفت النظر، ويدل على وحدة الرسالات الإلهية، ووحدة الرسل الذين جاؤوا بها أن كتاب الله استعمل أسلوبا واحدا في حكاية ما خاطب به أولئك الرسل أقوامهم، على اختلاف أزمانهم وتعدد مواطنهم، إذ نجده يحكي عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب في هذه السورة أنهم جميعا عبروا عن نفس المعاني والمقاصد، واستعملوا نفس الطريقة في مخاطبة أقوامهم ودعوتهم إلى الإيمان بالرسالة التي جاؤوا بها من عند الله، إذ قال كل منهم مخاطبا لقومه :﴿ ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾ وهذا الخطاب يوضح أن هدف الرسالات الإلهية الأساسي هو وضع حد لما يقع فيه الناس من الانحراف والاستهتار، وإيقاظ ضمائرهم للخروج من تيه الغفلة واللامبالاة وقفص الجحود والإنكار، حتى يقبلوا على إصلاح ما فسد، ويهتموا بترميم ما تداعى للسقوط، ويحيوا حياة إنسانية نظيفة، منسجمة مع إرادة الله، لا تجلب سخطه وإنما تجلب رضاه، وتتحقق بها في الأرض الخلافة عن الله، وهذا هو معنى " التقوى " الذي يدعو إليه كافة الأنبياء والرسل ﴿ ألا تتقون ﴾، إذ التقوى في معناه العام هو جعل النفس في " وقاية " مما يخاف منه ويؤذي، لتفادي جميع الأدواء والأسقام، والعيش في هناء وسعادة وسلام،


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٩:تكفل الحق سبحانه وتعالى لرسله بأرزاقهم، فكانوا في حياتهم الخاصة يتمتعون بالاكتفاء الذاتي والاستقلال، لذلك كانوا يواجهون أقوامهم بما يدفع الشبهة في هذا الباب، حتى لا يجدوا لرفض دعوتهم أي سبب من الأسباب، وهذا هو مغزى قوله تعالى حكاية عن كل واحد منهم :﴿ وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨٣:﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ فركز دعوته على وجوب تطهير التجارة والاقتصاد، من الغش والاستغلال المنافيين لمصلحة العباد وأمرهم في حالة البيع بإيفاء الكيل والوزن وعدم التطفيف في أي واحد منهما، طبقا لمقتضى العدل والإنصاف، كما أمرهم في حالة الشراء بإعطاء كل ذي حق حقه دون غبن ولا إجحاف، ونهاهم عن الفساد في الأرض نهيا عاما كيفما كان نوع الفساد، بما في ذلك الإخلال بالأمن العام وهناء البلاد، إذ لفظ ( الفساد ) في لغة القرآن يشمل معناه الإخلال بالأمن العام، مثل قطع الطرق والاعتداء على الممتلكات والأرواح، التي تتمتع بالقداسة والاحترام. فقوله تعالى هنا حكاية عن شعيب عليه السلام :﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ يلتقي معناه مع قوله تعالى في سورة المائدة :﴿ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ﴾ [ الآية : ٣٣ ].

وكما استنكر الرسل السابقون من أقوامهم ما وجدوا مناقضا للتعاليم السماوية، مضادا للتوجيهات الإلهية، وأمروهم بما فيه الخير والصلاح، والسداد والفلاح، ها هو شعيب عليه السلام يخاطب " أصحاب الأيكة "، معرضا بما درجوا عليه من استغلال للخلق، وتضييع للحق، داعيا إياهم إلى العدل والإنصاف، في معاملة الناس لا فرق بين الأقوياء والضعاف، فقال تعالى :﴿ أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين ﴾
ويلاحظ في خطاب شعيب " لأصحاب الأيكة " أنه لم يأمرهم إلا بإيفاء الكيل، فأمرهم بما هو واجب، ولم ينههم إلا عن التطفيف، فنهاهم عما هو محرم، وذلك هو مقتضى العدل، أما الزيادة في الكيل فهي من باب الإحسان، ولذلك لم يأمرهم بها، ولم ينههم عنها، فإن زادوا أحسنوا ونالوا حظا من الثواب، وإن لم يزيدوا لم يتعرضوا لأي إثم أو عقاب، إذ ما جرى على المثل يجري على المماثل
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨٣:﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ فركز دعوته على وجوب تطهير التجارة والاقتصاد، من الغش والاستغلال المنافيين لمصلحة العباد وأمرهم في حالة البيع بإيفاء الكيل والوزن وعدم التطفيف في أي واحد منهما، طبقا لمقتضى العدل والإنصاف، كما أمرهم في حالة الشراء بإعطاء كل ذي حق حقه دون غبن ولا إجحاف، ونهاهم عن الفساد في الأرض نهيا عاما كيفما كان نوع الفساد، بما في ذلك الإخلال بالأمن العام وهناء البلاد، إذ لفظ ( الفساد ) في لغة القرآن يشمل معناه الإخلال بالأمن العام، مثل قطع الطرق والاعتداء على الممتلكات والأرواح، التي تتمتع بالقداسة والاحترام. فقوله تعالى هنا حكاية عن شعيب عليه السلام :﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ يلتقي معناه مع قوله تعالى في سورة المائدة :﴿ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ﴾ [ الآية : ٣٣ ].
﴿ ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ فركز دعوته على وجوب تطهير التجارة والاقتصاد، من الغش والاستغلال المنافيين لمصلحة العباد وأمرهم في حالة البيع بإيفاء الكيل والوزن وعدم التطفيف في أي واحد منهما، طبقا لمقتضى العدل والإنصاف، كما أمرهم في حالة الشراء بإعطاء كل ذي حق حقه دون غبن ولا إجحاف، ونهاهم عن الفساد في الأرض نهيا عاما كيفما كان نوع الفساد، بما في ذلك الإخلال بالأمن العام وهناء البلاد، إذ لفظ ( الفساد ) في لغة القرآن يشمل معناه الإخلال بالأمن العام، مثل قطع الطرق والاعتداء على الممتلكات والأرواح، التي تتمتع بالقداسة والاحترام. فقوله تعالى هنا حكاية عن شعيب عليه السلام :﴿ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾ يلتقي معناه مع قوله تعالى في سورة المائدة :﴿ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ﴾ [ الآية : ٣٣ ].
ثم ذكر شعيب عليه السلام " أصحاب الأيكة " بأن كل ما يتمتعون به ويتقلبون فيه من الرخاء والنعيم إنما هو من فضل الله، فهو الذي انعم عليهم وعلى أسلافهم خاصة، والنوع الإنساني عامة، بنعمة الإيجاد، ثم بنعمة الإمداد، مما لو تدبروه وقدروه لعبدوا الله وشكروه وما كفروه، وذلك قول شعيب مخاطبا لهم :﴿ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين ﴾ و " الجبلة " قال مجاهد هي الخليقة، ويشبه قول شعيب هنا ما قاله موسى لفرعون وملائه فيما سبق :﴿ ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾ [ الشعراء : ٢٦ ].
لكن " أصحاب الأيكة " كانوا مصرين على ما هم فيه من الضلال لا يهمهم إلا جمع المال، ولو بطريق الغش والاحتيال، وهم فوق ذلك لا يقرون لله بوجود ولا بنعمة، ولا يومنون لما له من قدرة وحكمة، ولذلك ردوا على شعيب أقبح رد قائلين :﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٨٥: لكن " أصحاب الأيكة " كانوا مصرين على ما هم فيه من الضلال لا يهمهم إلا جمع المال، ولو بطريق الغش والاحتيال، وهم فوق ذلك لا يقرون لله بوجود ولا بنعمة، ولا يومنون لما له من قدرة وحكمة، ولذلك ردوا على شعيب أقبح رد قائلين :﴿ قالوا إنما أنت من المسحرين ﴾
ثم أرادوا أن يتحدوه بطلب ما لا طوق له به، حتى إذا ما عجز عن تلبية طلبهم سجلوا عليه تهمة الكذب والادعاء، واعتبروا رسالته عبارة عن هذيان وهراء، ولذلك تحدوا شعيبا قائلين :﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ﴾ أي أسقط علينا جانبا من السماء على اعتبار أن السماء بمنزلة السقف للأرض.
وبديهي ان أمرا كهذا لا يمكن أن يتم على يد أي واحد من البشر ولو علت منزلته، وثبتت نبوته، فما كان من شعيب إلا أن فوض أمره إلى الله قائلا :﴿ قال ربي أعلم بما تعملون ﴾.
وبعد ان أقام عليهم الحق سبحانه وتعالى الحجة، وأصروا على تنكب المحجة، فاجأهم بنوع غريب من العقاب ظاهره نعمة، وباطنه نقمة : ذلك أن الله سلط عليهم موجة عالية من الحر الشديد عمت ما فوق الأرض من المساكن والعمائر، وما تحت الأرض من الكهوف والمغاور، ولما اختنقت أنفاسهم في مساكنهم ولم ينفعهم ظل ولا ماء، خرجوا إلى البرية في الصحراء، يبحثون عن النسيم وبرد الهواء، وإذا بسحابة كثيفة أقبلت عليهم من السماء، فهرعوا إليها مسرعين عسى أن تكون لهم ظلا ظليلا، ويستنشقوا نسيما عليلا، لكنها أخذتهم أخذا وبيلا، فقد سيقت إليهم للإحراق والاحتراق، بعدما أصابهم من ضيق التنفس، والاختناق، وإذا كانوا قد تحدوا نبيهم شعيبا من قبل وقالوا له :﴿ فأسقط علينا كسفا من السماء ﴾ ها هي السماء ترد على تحديهم بتحد أخطر واكبر، هو تحدي الهلاك والفناء، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا :﴿ فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة ﴾ والظلة هنا هي السحابة التي اجتمعوا تحتها ولجأوا إلى ظلها، فأصلتهم نارا، ولم تذر منهم على الأرض ديارا ﴿ إنه كان عذاب يوم عظيم ﴾
﴿ إن في ذلك لآية، وما كان أكثرهم مومنين ﴾
واختتمها بنفس الطريقة قائلا :﴿ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ﴾ ﴿ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ﴾.
وقد نبه جار الله الزمخشري إلى " أن السر في كون كل قصة من هذه القصص جاء أولها وآخرها على نمط واحد هو تقرير معانيها في الأنفس، وتثبيتها في الصدور، قائلا : ألا ترى أنه لا طريق إلى تحفظ العلوم أي استظهارها شيئا فشيئا إلا ترديد ما يراد تحفظه منها، وكلما ازداد ترديده كان أمكن له في القلب، وأرسخ في الفهم، واثبت للذكر، وأبعد عن النسيان، لا سيما وان هذه القصص طرقت بها آذان وقر عن الإنصات للحق، وقلوب غلف عن تدبره، فكوثرت بالوعظ والتذكير، وروجعت بالترديد والتكرير، لعل ذلك يفتح أذنا، أو يفيق ذهنا، أو يصقل عقلا طال عهده بالصقل، أو يجلو فهما قد غطى عليه تراكم الصدأ ".
ولما أنهى كتاب الله قصص الرسل السابقين مع أقوامهم، وبين أن الرسالات التي جاؤوا بها ودعوهم إليها إنما كان لإنقاذهم وإصلاحهم، كشأن الرسالة المحمدية التي هي خاتمة الرسالات تصدى كتاب الله مرة أخرى للحديث عن الذكر الحكيم، الذي هو عماد هذه الرسالة ودعامتها الأولى، وكما قال تعالى في الآيات الأولى من هذه السورة ( سورة الشعراء ) :﴿ طسم، تلك آيات الكتاب المبين ﴾ قال :﴿ وما ياتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين ﴾ قال تعالى في الآيات الأخيرة من هذه السورة عودا على بدء :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وإنه لفي زبر الأولين ﴾، وقال تعالى :﴿ ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مومنين، كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يومنون به، حى يروا العذاب الأليم، فياتيهم بغتة وهم لا يشعرون ﴾، وقال تعالى :﴿ وما تنزل به الشياطين، وما ينبغي لهم، وما يستطيعون، إنهم عن السمع لمعزولون ﴾.
ومن دقائق التفسير ورقائقه ما علق به جار الله الزمخشري على قوله تعالى هنا ﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك ﴾ فقال : " إن تنزيله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك تنزيل له على قلبك لأنك تفهمه ويفهمه قومك، ولو كان أعجميا لكان نزل على سمعك دون قلبك، لأنك تسمع أجراس حروف لا تفهم معانيها، وقد يكون الرجل عارفا بعدة لغات، فإذا كلم بلغته التي لقنها أولا ونشأ عليها وتطبع بها ذهب قاصدا إلى معاني الكلام، يتلقاها بقلبه، ولا يكاد يفطن للألفاظ كيف جرت، وإن كلم بغير تلك اللغة وإن كان ماهرا بمعرفتها كان نظره أولا في ألفاظها ثم في معانيها، فهذا تقرير أنه ( نزل على قلبه )، لنزوله بلسان عربي مبين ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٣:ومن دقائق التفسير ورقائقه ما علق به جار الله الزمخشري على قوله تعالى هنا ﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك ﴾ فقال :" إن تنزيله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك تنزيل له على قلبك لأنك تفهمه ويفهمه قومك، ولو كان أعجميا لكان نزل على سمعك دون قلبك، لأنك تسمع أجراس حروف لا تفهم معانيها، وقد يكون الرجل عارفا بعدة لغات، فإذا كلم بلغته التي لقنها أولا ونشأ عليها وتطبع بها ذهب قاصدا إلى معاني الكلام، يتلقاها بقلبه، ولا يكاد يفطن للألفاظ كيف جرت، وإن كلم بغير تلك اللغة وإن كان ماهرا بمعرفتها كان نظره أولا في ألفاظها ثم في معانيها، فهذا تقرير أنه ( نزل على قلبه )، لنزوله بلسان عربي مبين ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٣:ومن دقائق التفسير ورقائقه ما علق به جار الله الزمخشري على قوله تعالى هنا ﴿ نزل به الروح الأمين على قلبك ﴾ فقال :" إن تنزيله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك تنزيل له على قلبك لأنك تفهمه ويفهمه قومك، ولو كان أعجميا لكان نزل على سمعك دون قلبك، لأنك تسمع أجراس حروف لا تفهم معانيها، وقد يكون الرجل عارفا بعدة لغات، فإذا كلم بلغته التي لقنها أولا ونشأ عليها وتطبع بها ذهب قاصدا إلى معاني الكلام، يتلقاها بقلبه، ولا يكاد يفطن للألفاظ كيف جرت، وإن كلم بغير تلك اللغة وإن كان ماهرا بمعرفتها كان نظره أولا في ألفاظها ثم في معانيها، فهذا تقرير أنه ( نزل على قلبه )، لنزوله بلسان عربي مبين ".
وقوله تعالى هنا :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾ يحتمل معنيين كلاهما صحيح : المعنى الأول أن الكتب السماوية السابقة تنبأت بظهور خاتم الأنبياء والمرسلين، ونوهت بنزول الكتاب المبين، والمعنى الثاني أن القرآن الكريم جاء ما فيه مصدقا لما بين يديه، ومهيمنا عليه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩٦:وقوله تعالى هنا :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾ يحتمل معنيين كلاهما صحيح : المعنى الأول أن الكتب السماوية السابقة تنبأت بظهور خاتم الأنبياء والمرسلين، ونوهت بنزول الكتاب المبين، والمعنى الثاني أن القرآن الكريم جاء ما فيه مصدقا لما بين يديه، ومهيمنا عليه.

ويرتبط بهذين المعنيين أوثق ارتباط قوله تعالى في نفس السياق :﴿ أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بين إسرائيل ﴾ والمراد " بعلماء بني إسرائيل " المنوه بهم هنا علماؤهم الذين لم يكتموا ما عندهم من العلم، فبادروا إلى الاعتراف بنبوة نبينا عليه السلام، وآمنوا برسالته وبالكتاب الذي أنزل عليه، وكانوا من السابقين إلى الدخول في دينه، تصديقا لما عرفوه وتناقلوه من وصفه عليه الصلاة والسلام ووصف رسالته. وقد كان عيسى عليه السلام آخر نبي بشر باسم نبينا وبرسالته فيما حكى عنه كتاب الله ﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم، مصدقا لما بين يدي من التوراة، ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه أحمد ﴾ [ الصف : ٦ ]. وهذه الفئة من أهل الكتاب التي آمنت مرتين هي التي وصفها كتاب الله في آية أخرى إذ قال :﴿ وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا، إنا كنا من قبله مسلمين ﴾ [ القصص : ٥٣ ].
وتعبيرا عن تمكن الكفر من قلوب المشركين ومن حذا حذوهم في كل عصر، من أعداء الإسلام وخصوم القرآن، وتفسيرا لإصرار هؤلاء المجرمين على الجحود والعناد، وتضليل العباد، قال تعالى :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٠:وتعبيرا عن تمكن الكفر من قلوب المشركين ومن حذا حذوهم في كل عصر، من أعداء الإسلام وخصوم القرآن، وتفسيرا لإصرار هؤلاء المجرمين على الجحود والعناد، وتضليل العباد، قال تعالى :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٠:وتعبيرا عن تمكن الكفر من قلوب المشركين ومن حذا حذوهم في كل عصر، من أعداء الإسلام وخصوم القرآن، وتفسيرا لإصرار هؤلاء المجرمين على الجحود والعناد، وتضليل العباد، قال تعالى :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٠:وتعبيرا عن تمكن الكفر من قلوب المشركين ومن حذا حذوهم في كل عصر، من أعداء الإسلام وخصوم القرآن، وتفسيرا لإصرار هؤلاء المجرمين على الجحود والعناد، وتضليل العباد، قال تعالى :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾

﴿ فيقولوا هل نحن منظرون ﴾، أي يتمنون لو انهم أعطوا مهلة أخرى لإعادة النظر، عسى أن يقتنعوا بصدق الخبر،
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٠:وتعبيرا عن تمكن الكفر من قلوب المشركين ومن حذا حذوهم في كل عصر، من أعداء الإسلام وخصوم القرآن، وتفسيرا لإصرار هؤلاء المجرمين على الجحود والعناد، وتضليل العباد، قال تعالى :﴿ كذلك سلكناه في قلوب المجرمين ﴾

لكن الله تعالى الذي يعلم سرهم ونجواهم لا يحقق لهم هذه الأمنية، لأنه يعلم انهم غير صادقي النية، وإلى ذلك يشير قوله تعالى هنا :﴿ أفبعذابنا يستعجلون ﴾
وليؤكد كتاب الله لجميع الفئات والأجيال، انه لا يظلم أحدا من خلقه بأي حال، قال تعالى هنا :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ﴾
﴿ ذكرى وما كنا ظالمين ﴾ على غرار قوله تعالى في سورة القصص :﴿ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ﴾ [ الآية : ٥٩ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠٨:وليؤكد كتاب الله لجميع الفئات والأجيال، انه لا يظلم أحدا من خلقه بأي حال، قال تعالى هنا :﴿ وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ﴾
﴿ ذكرى وما كنا ظالمين ﴾ على غرار قوله تعالى في سورة القصص :﴿ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ﴾ [ الآية : ٥٩ ].

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٢:﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾، تنزيه لكتاب الله تعالى عن أن تقرب الشياطين ساحته، أو تنهك حرمته وحصانته.
وتوكيدا لنفس المعنى، وتعريفا بطبيعة الشياطين وما يوحون به إلى أوليائهم، من الكهنة والمتنبئين، والمشركين والكافرين، خاطب كتاب الله عقلاء البشرالمنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء المجانين، فقال تعالى :( هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )


وقوله تعالى :﴿ وما تنزلت به الشياطين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٢:﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾، تنزيه لكتاب الله تعالى عن أن تقرب الشياطين ساحته، أو تنهك حرمته وحصانته.
وتوكيدا لنفس المعنى، وتعريفا بطبيعة الشياطين وما يوحون به إلى أوليائهم، من الكهنة والمتنبئين، والمشركين والكافرين، خاطب كتاب الله عقلاء البشرالمنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء المجانين، فقال تعالى :( هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )

﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾، تنزيه لكتاب الله تعالى عن أن تقرب الشياطين ساحته، أو تنهك حرمته وحصانته.
وتوكيدا لنفس المعنى، وتعريفا بطبيعة الشياطين وما يوحون به إلى أوليائهم، من الكهنة والمتنبئين، والمشركين والكافرين، خاطب كتاب الله عقلاء البشرالمنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء المجانين، فقال تعالى :( هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )
﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ﴾ وقبل أن يختم كتاب الله هذه السورة ﴿ سورة الشعراء ﴾ وجه الخطاب إلى الرسول الأمين، يذكره بعشيرته الأقربين ومن اتبعه من المومنين، ويدعوه إلى المزيد من التوكل على الله، ويبشره سبحانه بالنصر على الأعداء، بعدما أعلن أنه منهم براء، لأنهم أصروا على الظلم والعصيان، ولم يستجيبوا لله ورسوله فيهتدوا بهدى القرآن، وذلك قوله تعالى :﴿ فإن عصوك فقل إني بريء مما تعلمون ﴾ وقوله تعالى :﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٢:﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾، تنزيه لكتاب الله تعالى عن أن تقرب الشياطين ساحته، أو تنهك حرمته وحصانته.
وتوكيدا لنفس المعنى، وتعريفا بطبيعة الشياطين وما يوحون به إلى أوليائهم، من الكهنة والمتنبئين، والمشركين والكافرين، خاطب كتاب الله عقلاء البشرالمنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء المجانين، فقال تعالى :( هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )


خاطب كتاب الله عقلاء البشر المنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء والمجانين، فقال تعالى :﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢١:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٢:﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾، تنزيه لكتاب الله تعالى عن أن تقرب الشياطين ساحته، أو تنهك حرمته وحصانته.
وتوكيدا لنفس المعنى، وتعريفا بطبيعة الشياطين وما يوحون به إلى أوليائهم، من الكهنة والمتنبئين، والمشركين والكافرين، خاطب كتاب الله عقلاء البشرالمنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء المجانين، فقال تعالى :( هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )


خاطب كتاب الله عقلاء البشر المنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء والمجانين، فقال تعالى :﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ﴾

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢١:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢١٢:﴿ إنهم عن السمع لمعزولون ﴾، تنزيه لكتاب الله تعالى عن أن تقرب الشياطين ساحته، أو تنهك حرمته وحصانته.
وتوكيدا لنفس المعنى، وتعريفا بطبيعة الشياطين وما يوحون به إلى أوليائهم، من الكهنة والمتنبئين، والمشركين والكافرين، خاطب كتاب الله عقلاء البشرالمنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء المجانين، فقال تعالى :( هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون )


خاطب كتاب الله عقلاء البشر المنصفين، الذين ليسوا كغيرهم من السخفاء والمجانين، فقال تعالى :﴿ هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ﴾

وكما بين كتاب الله استحالة وجود أي علاقة بينه وبين الكهانة والكهان، بين انه لا نسبة بين شعر الشعراء ووحي القرآن، فكتاب الله يعرض على الناس عقيدة ثابتة لا تتبدل، وشريعة حق خالدة لا تتحول، وهو يعبر عن حقائق كلية إلهية وكونية لا سبيل إلى إبطالها أو نقضها ولا مناص من قبولها وعدم رفضها، أما الشعر فالشأن فيه أن يتقلب بتقلب الظروف والاوقات، وان يخضع قبل كل شيء لتأثير العواطف والانفعالات، وأن يتحول من مدح إلى قدح، ومن قدح إلى مدح حسب الأهواء والشهوات، وكثيرا ما يكون منبثقا من الأساطير والأوهام والخيالات، فلا يلبث أثره ان ينقطع وبناؤه أن ينهار، لأنه قام على شفا جرف هار، وإذن فلا شبه بينه وبين كتاب الله لا شكلا ولا موضوعا، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٤:وكما بين كتاب الله استحالة وجود أي علاقة بينه وبين الكهانة والكهان، بين انه لا نسبة بين شعر الشعراء ووحي القرآن، فكتاب الله يعرض على الناس عقيدة ثابتة لا تتبدل، وشريعة حق خالدة لا تتحول، وهو يعبر عن حقائق كلية إلهية وكونية لا سبيل إلى إبطالها أو نقضها ولا مناص من قبولها وعدم رفضها، أما الشعر فالشأن فيه أن يتقلب بتقلب الظروف والاوقات، وان يخضع قبل كل شيء لتأثير العواطف والانفعالات، وأن يتحول من مدح إلى قدح، ومن قدح إلى مدح حسب الأهواء والشهوات، وكثيرا ما يكون منبثقا من الأساطير والأوهام والخيالات، فلا يلبث أثره ان ينقطع وبناؤه أن ينهار، لأنه قام على شفا جرف هار، وإذن فلا شبه بينه وبين كتاب الله لا شكلا ولا موضوعا، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢٤:وكما بين كتاب الله استحالة وجود أي علاقة بينه وبين الكهانة والكهان، بين انه لا نسبة بين شعر الشعراء ووحي القرآن، فكتاب الله يعرض على الناس عقيدة ثابتة لا تتبدل، وشريعة حق خالدة لا تتحول، وهو يعبر عن حقائق كلية إلهية وكونية لا سبيل إلى إبطالها أو نقضها ولا مناص من قبولها وعدم رفضها، أما الشعر فالشأن فيه أن يتقلب بتقلب الظروف والاوقات، وان يخضع قبل كل شيء لتأثير العواطف والانفعالات، وأن يتحول من مدح إلى قدح، ومن قدح إلى مدح حسب الأهواء والشهوات، وكثيرا ما يكون منبثقا من الأساطير والأوهام والخيالات، فلا يلبث أثره ان ينقطع وبناؤه أن ينهار، لأنه قام على شفا جرف هار، وإذن فلا شبه بينه وبين كتاب الله لا شكلا ولا موضوعا، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في إيجاز وإعجاز :﴿ والشعراء يتبعهم الغاوون ﴾
وإذا كان كتاب الله يبطل كل شبه أو مقارنة بينه وبين الشعر لنزوله عن مرتبته، ومغايرة طبيعته لطبيعته، حتى لا يختلطا في الأذهان، عند ضعفاء الإيمان، فإنه مع ذلك لا يحكم على الشعر بالإعدام، بل يضفي عليه حلة من الاحترام، إذا التزم الشاعر بخدمة الإسلام، وبقدر ما يقترب الشعر من مقاصد القرآن ويضع الشاعر نفسه في خدمته، ويمجد المكون وهو يصف جمال كونه وعظيم قدرته، يعيد للشعر كامل كرامته وحركته، ويعد في عداد المومنين الصالحين من أمته، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات، وذكروا الله كثيرا، وانتصروا ن بعد ما ظلموا ﴾.
Icon