تفسير سورة الشعراء

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الشعراء مكية، أو إلا أربع آيات نزلت بالمدينة ﴿ والشعراء يَتَّبِعُهُم ﴾ [ ٢٢٤ ] إلى آخرها.

١ - ﴿طسم﴾ اسم لله تعالى أقسم به جوابه ﴿إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ﴾ [٤] " ع "، أو اسم للقرآن، أو من الفواتح التي افتتح بها كتابه، أو حروف من أسماء الله تعالى وصفاته مقطعة الطاء من طول،
436
أو طاهر، والسين من قدوس أو سميع، أوسلام. والميم من مجيد، أو رحيم، أو ملك.
437
٣ - ﴿باخع﴾ قاتل أو مخرج، والبخع: القتل.
٤ - ﴿أيه﴾ مَا عَظُم من الأمور القاهرة، أو ما ظهر من الدلائل الواضحة ﴿أَعْنَاقُهُمْ﴾ لا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية، أو أراد أصحاب الأعناق، أو الأعناق الرؤساء، أو العنق الجماعة من الناس، أتاني عنق من الناس أي جماعة.
٧ - ﴿زَوْجٍ﴾ نوع معه قرينه من أبيض وأحمر وحلو وحامض ﴿كَرِيمٍ﴾ حسن، أو مما يأكل الناس والأنعام، أو النافع المحمود، أو الناس نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم قاله الشعبي، ﴿والله أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأرض نَبَاتاً﴾ [نوح: ١٧]. {وإذ نادى ربّك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون قال ربّ إني أخاف أن يكذّبون ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ١٣ ولهم على ذنبٌ فأخاف أن يقتلون قال لكلاّ فاذهبا بئاياتنا إنّا معكم مستمعون فأتيا فرعون
437
فقولا إنّا رسول ربّ العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل قال ألم نربّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكماً وجعلني من المرسلين وتلك نعمةٌ تمنّها على أن عبدت بني إسرائيل}
438
١٣ - ﴿ويضيق صدري﴾ لتكذيبهم، أو للضعف من إبلاغ الرسالة. ﴿وَلا يَنطَلِقُ لِسَانِى﴾ من مهابته، أو للعقدة التي كانت به.
١٤ - ﴿ولهم علي﴾ عندي ذنب، أوعقوبة ذنب هو قتل النفس.
١٦ - ﴿رَسُولُ﴾ بمعنى رَسُولاً، أو كل واحد منا رسول، أو إنا رسالة ومنه
(............................ وما أرسلتهم برسول)
١٨ - ﴿ولبثت فينا﴾ لأنه كان لقيطاً في دار " لبث فيهم ثلاثين سنة "
438
وغاب عنهم عشر سنين، ثم دعاه ثلاثين سنة، وعاش بعد غرقه خمسين سنة. ذكر ذلك امتناناً عليه.
439
١٩ - ﴿فَعْلَتَكَ﴾ قتل النفس ﴿مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ أي على ديننا الذي تقول أنه كفر، أو من الكافرين لإحساني إليك.
٢٠ - ﴿الضَّآلِّينَ﴾ الجاهلين لأنه لم يعلم أنها تبلغ النفس، أو من الضالين عن النبوة، أو من الناسين كقوله ﴿أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا﴾ [البقرة: ٢٨٢].
٢٢ - ﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ﴾ اتخاذك بني إسرائيل عبيداً قد أحبط نعمتك التي تمن علي بها، لما ظلمت بني إسرائيل ولم تظلمني اعتددت بذلك نعمة تمن بها عليَّ أو لم يكن لفرعون على موسى نعمة وإنما رباه بنو إسرائيل بأمر فرعون لاستعباده لهم فأبطل موسى نعمته لبطلان استرقاقه، أو أنفق فرعون على تربية موسى من / [١٢٨ / أ] أموال بني إسرائيل التي أخذها منهم لما استعبدهم فأبطل موسى نعمته وأبطل منته لأنها أموال بني إسرائيل لا أموال فرعون " ح " والتعبيد الحبس والإذلال والاسترقاق لما فيه من الذل.
439
﴿قال فرعون وما ربّ العالمين قال ربّ السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربّكم وربّ ءابائكم الأولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنونٌ قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين قال أولو جئتك بشىءٍ مبينٍ قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ ٣٢ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليمٌ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحّارٍ عليمٍ ٣٧﴾
440
٣٢ - ﴿ثُعْبَانٌ﴾ الحية الذكر، أو أعظم الحيات، أو أعظم الحيات الصفر شعرالعنف. ﴿مُّبِينٌ﴾ أنها ثعبان، أو أنها آية وبرهان، قيل كان اجتماعهم بالإسكندرية. قيل كان السحرة أثني عشر ألفاً، أو تسعة عشر ألفاً. ٣٥ - ﴿تَأْمُرُونَ﴾ تشيرون.
﴿ تأمرون ﴾ تشيرون.
٣٦ - ﴿أَرْجِهْ﴾ أخره، أو أحبسه. ولم يأمروا بقتله لأنهم رأوا منه ما بهر عقولهم فخافوا الهلاك من قِبله، أو صرفوا عن ذلك تأييداً للدين وعصمة لموسى عليه الصلاة والسلام، أو خافوا أن يفتن الناس بما شاهدوا منه ورجوا أن يغلبه السحرة. {فجمع السحرة لميقات يومٍ معلومٍ وقيل للنّاس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع
440
السحرة إن كانوا هم الغالبين فلمّا جاء السحرة قالوا لفرعون أئنّ لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذاّ لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيّهم وقالوا بعزة فرعون إنّا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقى السحرة ساجدين ٤ قالوا ءامنّا برب العالمين ربّ موسى وهارون قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنّه لكبيركم الذي علمّكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعّن أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم أجمعين قالوا لا ضير إنّا إلى ربنا منقلبون إنّا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أوّل المؤمنين وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنّكم متّبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشر ذمةٌ قليلون وإنّهم لنا لغائظون وإنّا لجميعٌ حاذرون فأخرجناهم من جناتٍ وعيونٍ وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ كذلك وأورثناها بني إسرائيل}
441
٥٤ - {شرذمة: سفلة الناس، أو العصبة الباقية من " عصب كبيرة "؛ شرذمة كل شيء بقيته القليلة، والقميص إذا أخلق شراذم، وما قطع من فضول النعال حتى تحذي شراذم. وكان عدد بني إسرائيل لما قال ذلك ستمائة ألف وتسعين ألفاً، أو ستمائة وعشرين ألفاً لا يعدون ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره، أو ستمائة ألف مقاتل، أو خمس مائة ألف وثلاثة آلاف
441
وخمسائة مقاتل واستقل هذا العدد لكثرة من قَتَل منهم، أو لكثرة من معه، كان على مقدمته هامان في ألف وتسعمائة ألف حصان أشهب ليس فيها أنثى، أو كانوا سبعة ألاف ألف.
442
٥٥ - ﴿لَغَآئِظُونَ﴾ لأنهم استعاروا حُلِي القبط وذهبوا به مغايظة لهم، أو لقتلهم أبكارهم وهربهم منهم، أو بخلاصهم من رقهم واستخدامهم.
٥٦ - ﴿حذرون﴾ وحاذرون واحد، أو الحَذِر الخائف والحاذر المستعد أو الحذر المطبوع على الحذر والحاذر فاعل الحذر، أو الحذر المتيقظ والحاذر آخِذُ السلاح لأن السلاح حذر.
٥٨ - ﴿وكنوز﴾ الخزائن، أوالدفائن، أو الأنهار ﴿وَمَقَامٍ كَرِيمٍ﴾ المنابر " ع " أو مجالس الأمراء، أو المنازل الحسان، أو مرابط الخيل لتفرد الزعماء بارتباطها عدة وزينة. {فأتبعوهم مشرقين فلمّا ترءا الجمعان قال أصحاب موسى إنّا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلٌ فرقٍ كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرون وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم
442
اغرقنا الآخرين إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو لعزيز الرحيم}
443
٦٠ - ﴿مًّشْرِقينَ﴾ حين أشرقت الشمس بالشعاع، أو أشرقت الأرض بالضياء، أو ناحية الشرق شرقت الشمس: طلعت وأشرقت: أضاءت وتأخر فرعون وقومه عنهم لاشتغالهم بدفن أبكارهم لأن الوباء تلك الليلة وقع فيهم، أو لأن سحابة أظلتهم فخافوها حتى أصبحوا فانقشعت عنهم.
٦١ - ﴿لَمُدْرَكُونَ﴾ ملحوقون لأنهم رأوا فرعون وراءهم والبحر أمامهم.
٦٢ - ﴿كَلآ﴾ زجر وردع ﴿سَيَهْدِينِ﴾ إلى الطريق، أو سيكفيني.
٦٣ - ﴿فَانفَلَقَ﴾ أثني عشر طريقاً لكل سبط طريق عرض كل طريق / [١٢٨ / ب] فرسخان وكان ذلك ضحوة النهار يوم الأثنين عاشر المحرم بعد أربع ساعات من النهار. والبحر بحر النيل ما بين أيلة ومصر، وقطعوه في ساعتين فصار ست ساعات ﴿كَالطَّوْدِ﴾ كالجبل.
٦٤ - ﴿وَأَزْلَفْنَا﴾ قربنا فرعون وقومه إلى البحر " ع "، أو جمعنا فرعون وقومه في البحر.
443
واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوانعبد أصناماً فنظل لها عاكفين قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا ءاباءنا كذلك يفعلون قال أفرءيتم ما كنتم تعبدون أنتم وءاباؤكم الأقدمون فإنهم عدوٌّ لي إلا ربّ العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثمّ يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الذين}
444
٧٨ - ﴿خَلَقَنِى) {بنعمته﴾ (فَهْوَ يَهْدِينِ} لطاعته، أو خلقني لطاعته فهو يهدين لجنته. ﴿ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصالحات واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنّه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليمٍ﴾
٨٣ - ﴿حُكْماً﴾ لُبّاً، أو علماً، أو نبوة، أو القرآن ٠ بِالصَّالِحِينَ} الأنبياء والمؤمنين.
٨٤ - ﴿لِسَانَ صدقٍ﴾ ثناء حسناً من الأمم كلها، أو أن يؤمن به أهل كل ملة، أو يجعل من ولده من يقوم بالحق بعده.
٨٦ - ﴿لأَبِى﴾ كان يُسِِر الإيمان ويظهر الكفر فيصح استغفاره له. والأظهر أنه كان كافراً في الباطن أيضاً فسأل أن يغفر له في الدنيا ولا يعاقبه فيها أو يغفر
444
له جنايته عليه التي تسقط بعفوه.
445
٨٩ - ﴿سَلِيمٍ﴾ من الشك، أو الشرك " ح " أو المعاصي، أو مخلص، أوناصح لله تعالى في خلقه. ﴿وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون ٩٢ من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيهاهم والغاون وجنود إبليس أجمعون ٩٥ قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلالٍ مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرةً فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإنّ ربّك لهو العزيز الرحيم﴾
٩٤ - ﴿فَكُبْكِبُواْ﴾ جمعوا في النار، أو طرحوا فيها على وجوههم، أو نكسوا فيها على رؤوسهم، أو قلب بعضهم على بعض. ﴿هُمْ﴾ يعني الآلهه. ﴿والغاوون﴾ المشركون، أو الشياطين.
٩٥ - ﴿وَجُنُودُ إِبْلِيسَ﴾ أعوانه من الجن أو أتباعه من الإنس.
١٠٠ - ﴿شَافِعِينَ﴾ من الملائكة، أو الناس.
١٠١ - ﴿حَمِيمٍ﴾ شفيق، أو قريب نسيب، حُم الشيء قرب والحمى
445
لتقريبها من الأجل قال الشاعر:
(لعل لبنى اليوم حُم لقاؤها ببعض بلاد إنَّ ما حُم واقع)
أو سمي القريب حميماً من الحمية لأنه يحمى لغضب صاحبه، ذهبت يومئذ مودة الصديق ورقة الحميم. ﴿كذبت قوم نوحٍ المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون إنى لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله واطيعون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على ربّ العالمين فاتقوا الله وأطيعون قالوا أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون قال وما علمى بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذيرٌ مبينٌ﴾
446
١١١ - ﴿الأرذلون﴾ الذين يسألون ولا يقنعون، أو المتكبرون، أو السفلة، أو الحاكة، أو الأساكفة. {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين قال ربّ إن قومي كذّبون فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجني ومن معي من المؤمنين فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين إن في ذلك لأيةٌ وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو
446
العزيز الرحيم}
447
١١٦ - ﴿الْمَرْجُومِينَ﴾ بالحجارة، أو بالشتم أو القتل.
١١٨ - ﴿فَافْتَحْ﴾ فاقض ولم يدع عليهم إلا بعد ما قيل له ﴿لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ من قد آمن﴾ [هود: ٣٦]. ﴿كذبت عاد المرسلين ١٢٣ إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجرى إلاعلى رب العالمين أتبنون بكل ريع ءايةً تعبثون وتتخذون مصانع لعلّكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدّكم بما تعلمون أمدّكم بأنعام وبنين وجنات وعيونٍ إني أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ﴾
١٢٨ - ﴿رِيعٍ﴾ طريق، أو الثنية الصغيرة، أو السوق، أو الفج بين الجبلين، أو الجبال، أو المكان المشرف من الأرض " ع " ﴿آية﴾ بنياناً، أو أعلاماً " ع " أو أبراج الحمام. ﴿تعبثون﴾ باللهو واللعب، أوعبث العشارين بأموال من يمرُّ بهم.
١٢٩ - ﴿مَصَانِعَ﴾ قصوراً مشيدة، أو مآخذ الماء تحت الأرض، أو أبراج الحمام. ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ كأنكم تخلدون وهي كذلك في بعض القراءات.
١٣٠ - ﴿جبارين﴾ أقوياء " ع " أوبضرب السياط، أو القتل بالسيف في غير حق، أو القتل على الغضب. ﴿قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأوّلين وما نحن بمعذّبين ٣ فكذّبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وماكان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم﴾
١٣٨ - ﴿خُلُقُ الأَوَّلِينَ﴾ دينهم أو كذبهم، أو عادتهم، أو كان الأولون يموتون فلا يبعثون ولا يحاسبون. ﴿كذّبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالحٌ الأ تتقون إني لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجرى إلا على رب العالمين أتتركون في ما هاهنا ءامنين في جنات وعيونٍ وزروع ونخلٍ طلعها هضيمٌ وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين ١٤٩ فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ١٥٢﴾
١٤٨ - ﴿هَضِيمٌ﴾ رطب لين " ع "، أو المذنَّب من الرطب، أو ما لا نوى له " ح " أو المتهشم المتفتت، أو الملاصق بعضه ببعض، أو الطلع حين
448
يتفرق ويخصر / [١٢٩ / أ] أو اليانع النضيج " ع "، أو المكتنز قبل أن ينشق عنه القشر، أو الرخو، أو اللطيف، والطلع من الطلوع وهو الظهور، ومنه طلعت الشمس والقمر.
449
١٤٩ - ﴿فَرهين﴾ شرهين أو معجبين، أو آمنين، أو فرحين، أو بطرين اشرين " ع "، أومتخيرين ﴿فَارِهينَ﴾ كيسين، أو حاذقين من فراهة الصنعة " ع "، أو قادرين، أو جمع فاره وهو المرح. ﴿قالوا إنّما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشرٌ مثلنا فأت بئايةٍ إن كنت من الصادقين ١٥٤ قال هذه ناقةٌ لها شربٌ ولكم شرب يوم معلومٍ ولا تمسّوها بسوء فيأخذكم عذابٍ يومٍ عظيمٍ فعقروها فأصبحوا نادمين أخذهم العذاب إن في ذلك لأيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم﴾
١٥٣ - ﴿المسحرين﴾ المسحورن، أو الساحرين، أو المخلوقين " ع "، أو المخدوعين، أو الذي ليس له شيء ولا ملك، أو ممن له سَحَر وهو الرئة، أو ممن يأكل ويشرب.
449
﴿كذبت قوم لوطٍ المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسولٌ أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزاً في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم كذب أصحاب لئيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إني لكم رسولٌ أمينٌ فاتقوا الله وأطعيون وما أسئلكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على رب العالمين أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ١٨٣ واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين﴾
450
١٨٢ - ﴿بِالْقِسْطَاسِ﴾ القبان " ح "، أو الحديد، أو المعيار، أو الميزان، أو العدل بالرومية، أو بالعربية من القسط وهو العدل.
١٨٣ - ﴿وَلا تَعْثَوْا﴾ لا تمشوا فيها بالمعاصي، أو بالظلم.
١٨٤ - ﴿والجبلة﴾ الخليقة. قال أمرؤا القيسس:
450
(والموت أكبر حادث... مما يمر على الجبلة)
﴿قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين قال ربي أعلم بما تعملون فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
451
١٨٧ - ﴿كسفا﴾ جانباً، أو قطعاً، أوعذاباً. ﴿وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين﴾
١٩٣ - ﴿الرُّوحُ الأَمِينُ﴾ جبريل عليه السلام.
١٩٥ - ﴿عَرَبِىٍّ مُّبِينٍ﴾ لسان جُرْهم، أو قريش. ﴿وَإِنَّهُ لفى زبر الأولين أو لم يكن لهم ءايةً أن يعلمه علموا بني إسرائيل ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين﴾
١٩٦ - ﴿وإنه﴾ ذكر القرآن، أو ذكر محمد [صلى الله عليه وسلم] وصفته، أو ذكر دينه وصفة أمته. ﴿لَفِى زُبُرِ الأَوَّلِينَ﴾ التوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب.
451
﴿كذالك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون أفرءيت إن متعناهم سنين ٢٠٥ ثم جآءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وما أهلكنا من قريةٍ إلا لها منذرون ذكرى وما كنّا ظالمين﴾
452
٢٠٠ - ﴿سلكناه﴾ أدخلنا الشرك، أو التكذيب، أوالقسوة في قلوب المجرمين ﴿وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون﴾
٢١٢ - ﴿عن السمع﴾ عن سمع القرآن لمصروفون، أوعن فهمه وإن سمعوه، أوعن العمل به وإن فهموه. ﴿فلا تدع مع الله إلها ءاخر فتكون من المعذّبين وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني برىءٌ مّمّا تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم ٢٢٠﴾
٢١٨ - ﴿حِينَ تَقُومُ﴾ في الصلاة " ع "، أو من فراشك ومجلسك، أو قائماً وجالساً وعلى حالتك، أو حين تخلو عبّر بالقيام عن الخلوة لوصوله
452
إليها بالقيام عن ضدها.
453
٢١٩ - ﴿فِى السَّاجِدِينَ﴾ من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبياً " ع "، أو تقلبك في سجود صلاتك وركوعها، أو ترى بقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك، أو تصرفك في الناس، أو تقلب ذكرك وصفتك على ألسنة الأنبياء قبلك، أو حين تقوم إلى الصلاة منفرداً وتقلبك في الساجدين إذا صليت جماعة، قاله قتادة. ﴿هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزّل على كل أفاكٍ أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ٢٢٣ والشعراء يتبعهم الغاون ألم تر أنّهم في كل وادٍ يهيمون وأنّهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون﴾
٢٢٤ - ﴿وَالشُّعَرَآءُ﴾ يعني الذين إذا غضبوا سَبُّوا، وإذا قالوا كذبوا ﴿يتبعهم الغاوون﴾ الشياطين، أو المشركون، أو السفهاء، أوالرواة " ع ".
٢٢٥ - ﴿وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ في كل فن من الكلام يأخذون " ع "، أو في كل لغو يخوضون، أو يمدحون قوماً بباطل، ويذمون قوماً بباطل. والهائم المخالف في القصد، أو المجاوز للحد.
٢٢٦ - ﴿يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ﴾ من كذب في شعرهم بمدح، أو ذم، أو تشبيه، أو تشبيب.
٢٢٧ - ﴿إلا الذين آمنوا﴾ فإنه لا يتبعهم الغاوون، ولا يقولون ما لا يفعلون. ولما نزلت ﴿وَالشُّعَرَآءُ﴾ جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وكنا عند الرسول [صلى الله عليه وسلم] / [١٢٩ / أ] وقالا هلكنا يا رسول الله فنزلت ﴿إِلاَّ الذين آمنوا﴾. فقرأها عليهم، وقال: أنتم هم ﴿وَذَكَرُواْ اللَّهَ﴾ في شعرهم، أو في كلامهم، ﴿وَانتَصَرُواْ﴾ بردهم على المشركين ما هجوا به المسلمين ﴿مُنقَلَبٍ﴾ مصير يصيرون إليه من النار والعذاب، والمنقلب الانتقال إلى ضد ما هو فيه، والمرجع العود من حال هو عليها إلى حال كان فيها.
454
سورة النمل
مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿طس تلك ءايات القرءان وكتابٍ مبينٍ هدىً وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون أولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون وإنك لتلقى القرءان من لدن حكيم عليم﴾
455
Icon