تفسير سورة الطارق

الوجيز للواحدي
تفسير سورة سورة الطارق من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي ست عشر آية

﴿والسماء والطارق﴾ يعني: النُّجوم كلَّها لأنَّ طلوعها باللَّيل وكلُّ ما أتى ليلاً فهو طارق فقد فسَّر الله تعالى ذلك بقوله:
﴿وما أدراك ما الطارق﴾
﴿النجم الثاقب﴾ المضيء النَّيِّرُ
﴿إن كلُّ نفسٍ لما عليها﴾ لَعَليها و ﴿ما﴾ صلة ﴿حافظ﴾ من ربِّها يحفظ عملها
﴿فَلْيَنْظُرِ الإِنسان ممَّ خلق﴾ من أي شيء خلقه ربُّه ثمَّ بيَّن فقال:
﴿خلق من ماءٍ دافق﴾ مدفوقٍ مصبوبٍ في الرَّحم يعني: النُّطفة
﴿يخرج من بين الصلب﴾ وهو ماء الرَّجل ﴿والترائب﴾ عظام الصَّدر وهو ماء المرأة
﴿إنَّه﴾ إنَّ الله ﴿على رجعه﴾ على بعث الإِنسان وإِعادته بعد الموت ﴿لقادر﴾
﴿يوم تبلى السرائر﴾ يعني: يوم القيامة وفي ذلك اليوم تختبر السَّرائر وهي الفرائضُ التي هي سرائر بين العبد وربِّه كالصَّلاة والصَّوم وغسل الجنابة ولو شاء العبد أن يقول: فعلت ذلك ولم يفعله أمكنه فهي سرائر عند العبد وإنما تبين وتظهر صحَّتها وأمانة العبد فيها يوم القيامة
﴿فما له﴾ يعني: الإِنسان الكافر ﴿من قوة ولا ناصر﴾
﴿والسماء ذات الرجع﴾ أَيْ: المطر
﴿والأرض ذات الصدع﴾ تتشقَّق عن النبات
﴿وإنه﴾ أَيْ: القرآن ﴿لقول فصل﴾ يفصل بين الحقّ والباطل
﴿وما هو بالهزل﴾ أَيْ: باللَّعب والباطل
﴿إنهم﴾ يعني: مشركي مكَّة ﴿يكيدون كيداً﴾ يُظهرون للنبيِّ ﷺ على ما هم على خلافه
﴿وأكيد كيدا﴾ وهو استدراج الله تعالى إيَّاهم من حيث لا يعلمون ﴿فمهِّل الكافرين أمهلهم رويداً﴾ يقول: أخِّرهم قليلاً فإني آخذهم بالعذاب فأُخذوا يوم بدرٍ وذلك أنَّه كان يدعو الله تعالى عليهم فقال الله تعالى: ﴿أمهلهم رويداً﴾ أي: قليلا
﴿فمهِّل الكافرين أمهلهم رويداً﴾
Icon