تفسير سورة المعارج

حاشية الصاوي على تفسير الجلالين
تفسير سورة سورة المعارج من كتاب حاشية الصاوي على تفسير الجلالين .
لمؤلفه الصاوي . المتوفي سنة 1241 هـ

قوله: ﴿ سَأَلَ ﴾ بالهمزة والألف قراءتان سبعيتان، فالهمز هو الأصل من السؤال وهو الدعاء، وأما قراءة الألف فيحتمل أنها بمعنى قراءة الهمزة، غير أنه خففت بقلب الهمزة ألفاً، والألف منقبلة عن واو، كخاف يخاف، والواو منقلبة عن الهمزة أو من السيلان، فالألف منقلبة عن ياء، والمعنى سال سائل، أي واد في جهنم، وأما سائل فبالهمز لا غير، لأن العين إذا أعلت في الفعل، تعل في اسم الفاعل أيضاً، وقد أعلت بالقلب همزة كقائل وبائع وخائف، واعلم أن مادة السؤال تتعدى لمفعولين، يجوز الاقتصار على أحدهما، ويجوز تعديته بحرف الجر، وحينئذ فيكون التقدير هنا: سأل الله أو النبي عذاباً واقعاً. قوله: (دعا داع) أشار بذلك إلى أن ﴿ سَأَلَ ﴾ من السؤال وهو الدعاء، ولما ضمن معناه تعدى تعديته، ويصح أن الباء زائدة للتوكيد كقوله تعالى:﴿ وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ ﴾[مريم: ٢٥] ويصح أن الباء بمعنى عن. قوله: ﴿ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ ﴾ أي سيقع، وعبر بذلك اشارة لتحقيق وقوعه، إما في الدنيا وهو عذاب يوم بدر، فإن النضر قتل يوم بدر صبراً، وإما في الآخرة وهو عذاب النار. قوله: ﴿ لِّلْكَافِرِينَ ﴾ اللام للتعليل، والتقدير نازل من أجل الكافرين، أو بمعنى على أي واقع؟ على الكافرين. قوله: ﴿ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾ إما نعت آخر لعذاب، أو حال منه، أو مستأنف. قوله: (هو النضر بن الحرث) هذا قول ابن عباس، وقيل:" هو الحرث بن النعمان، وذلك أنه لما بلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي من كنت مولاه فعلي مولاه ". ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح ثم قال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقبلناه منك، وأن نحج فقبلناه منك، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك، ثم لم ترض حتى فضلت ابن عمك علينا؛ أفهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي لا إله إلا هو، ما هو إلا من الله ". فولى الحرث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول حقاً، فأمطر علينا حجارة من السماء، فوالله ما وصل إلى ناقته، حتى رماه الله بحجر، فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله فنزلت "وقيل: أبو جهل، وقيل: جماعة من كفار قريش، وقيل: هو نوح عليه السلام سأل العذاب على كفار قومه. قوله: (قال اللهم) الخ، أي استهزاء وإيهاماً أنه على بصيرة، حيث جزم بطلانه. قوله: (متصل بواقع) أي متعلق به، وعيه فجملة ﴿ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ﴾ معترضة بين العامل والمعمول إن جعلت مستأنفة، وأما إن جعلت صفة لعذاب، فليست اعتراضية.
قوله: ﴿ ذِي ٱلْمَعَارِجِ ﴾ أي صاحبها وخالقها، فليس لغيره مدخل فيها. قوله: (مصاعد الملائكة) أشار بذلك إلى أن العروج بمعنى الصعود، والمعارج جمع معرج بفتح الميم، وهو الصعود وما مشى عليه المفسر أحد أقوال، وقيل: المراد معارج المؤمنين في دار الثواب وهي الجنة، وقيل: معارج الأعمال الصالحة، فإنها تتفاوت بحسب الإخلاص والآداب ونحو ذلك. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (جبريل) أشار بذلك إلى أن عطف ﴿ ٱلرُّوحُ ﴾ على ما قبله، عطف خاص على عام. قوله: (إلى مهبط أمره) بكسر الباء بوزن مسجد، وهو جواب عن سؤال مقدر تقديره: إن ظاهر الآية يقتضي أن الله تعالى في مكان، والملائكة يصعدون إليه، فأجاب: بأن الكلام على حذف مضاف، أي إلى محل هبوط أمره وهو السماء. قوله: (متعلق بمحذوف) أي دل عليه ﴿ وَاقِعٍ ﴾.
قوله: (لما يلقى فيه من الشدائد) أشار بذلك إلى أن الكلام من باب التمثيل والتخييل، فليس المراد حقيقة العدد، بل المراد أنه يطول على الكافر، لما يلقى فيه من الشدائد، فتارة يمثل بالألف وبالخمسين ألفاً، كناية عن عظم الشدائد، أو يقال: يمثل بالخمسين ألفاً في حق قوم من الكفار، والألف في حق قوم آخر منهم، وحينئذ فلا منافاة بين ما هنا وآية السجدة، وقيل: خمسون ألفاً حقيقة لما ورد:" أن مواطن الحساب خمسون موطناً، يحبس الكافر في كل موطن ألفاً ". قوله: (كما جاء في الحديث) أي وهوما رواه أبو سعيد الخدري،" أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كان مقداره خمسين ألف سنة: فما أطول هذا اليوم؟ فقال: والذي نفسي بيده، إنه ليخفف على المؤمن، حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ". قوله: ﴿ فَٱصْبِرْ ﴾ مفرع على قوله:﴿ سَأَلَ سَآئِلٌ ﴾[المعارج: ١] لأنه على سبيل الاستهزاء، والمعنى: اصبر على استهزاء قومك ولا تضجر منه، فهو تسلية له صلى الله عليه وسلم. قوله: (هذا قبل أن يؤمر) الخ، أي فهو منسوخ آية القتال.
قوله: ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ ﴾ أي يعتقدونه. قوله: ﴿ وَنَرَاهُ ﴾ أي نعلمه، والنون للمتكلم المعظم نفسه وهو الله تعالى. قوله: (متعلق بمحذوف) أي دال عليه واقع. قوله: (كذائب الفضة) وقيل: المهل دردي الزيت. قوله: (كالصوف) أي مطلقاً، وقيل: بقيد كونه أحمر أو مصبوغاً ألواناً، وهذه الأقوال في معنى العهن في اللغة. قوله: ﴿ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ ﴾ الخ، القراء السبعة على بناء ﴿ يَسْأَلُ ﴾ للفاعل، و ﴿ حَمِيماً ﴾ مفعول أول، والثاني محذوف تقديره شفاعة، وقرأ أبو جعفر من العشرة ببنائه للمفعول، و ﴿ حَمِيمٌ ﴾ نائب للفاعل، و ﴿ حَمِيماً ﴾ إما مفعول ثان على حذف مضاف أي احضاره، أو منصوب على نزع الخافض أي عن حميم. قوله: ﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ ﴾ جمع الضميرين نظراً لمعنى الحميمين، لأنهما نكرتان في سياق النفي، يعمان سائر الأقارب. قوله: (والجملة مستأنفة) أي استئنافاً واقعاً في جواب سؤال مقدر نشأ من قوله: ﴿ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ﴾ تقديره: إن عدم السؤال ربما يكون لعدم رؤيته، فأجاب: بأنهم يعرفون بعضهم وينظرون إلى بعضهم، غير أن كل أحد مشغول بحاله، فلا يمكنه السؤال لذلك. قوله: (بمعنى أن) أي المصدرية فلا جواب لها، بل ينسبك منها ومما بعدها، مصدر مفعول ليود، أي يود افتداءه. قوله: (بكسر الميم) أي على الإعراب، وقوله: (وفتحها) أي على البناء، والقراءتان سبعيتان، والتنوين عوض عن جمل متعددة، والمعنى: يوم إذ تكون السماء كالمهل الخ. قوله: (لفصله منها) أي فهي فعليه بمعنى مفعوله، أي مفصول منها، والفصيلة قبل الآباء الأقربون، وقيل الفخذ، وقيل العشيرة. قوله: (تضمه) أي في النسب وعند الشدة. قوله: ﴿ كَلاَّ ﴾ يحتمل أن تكون هنا بمعنى حقاً، فالكلام تم عند قوله: ﴿ ثُمَّ يُنجِيهِ ﴾ ويحتمل أن تكون بمعنى لا النافية، فالكلام تم عليها. قوله: (أي النار) أنما عاد الضمير عليها وإن لم يتقدم لها ذكر، لدلالة لفظ العذاب عليها. قوله: ﴿ لَظَىٰ ﴾ خبر إن، و ﴿ نَزَّاعَةً ﴾ خبر ثاني، قوله: (اسم لجهنم) أي منقول، إذ هو في الأصل اللهب، جعل علماً عليها، ومنع من الصرف للعلمية والتأنيث. قوله: (جمع شواة) أي كنوى ونواة. قوله: (وهي جلدة الرأس) أي وقيل هو جلد الإنسان، ومعناه قلاعة للجلد، وكلما قلعت عادت. قوله: (بأن تقول إلي إلي) أي ثم تلتقطهم التقاط الطائر للحب.
قوله: ﴿ إِنَّ ٱلإِنسَانَ ﴾ أل فيه للجنس، أي حقيقة الإنسان وجنسه والأصل فيه، وسمي بذلك إما لأنسه بنفسه وجنسه، أو لنسيانه حقوق ربه، قوله: (حال مقدرة) أي لأنه ليس متصفاً بذلك وقت خلقه، ولا وقت ولادته. قوله: (وتفسيره) أي الهلوع، وهو مستند اللغويين في قولهم: الهلع فحش الجزع، مع شدة الحرص وقلة الصبر، والشح بالمال والسرعة فيما لا ينبغي. قوله: (وقت مس الشر) أشار بذلك إلى أن ﴿ إِذَا ﴾ معمولة لجزوعاً، وكذا ما بعده، ونصب ﴿ جَزُوعاً ﴾ إما حالان من ضمير ﴿ هَلُوعاً ﴾ أو خبر إن لكان المحذوفة، أي إذا مسه الشر كان جزوعاً، وإذا مسه الخير كان منوعاً، أو نعتان لهلوعاً. قوله: (أي المال) أي جمع من جميع ما أنعم الله به عليه، بأن لا يصرفه في طاعة ربه. قوله: ﴿ إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ ﴾ استثناء من الإنسان، وتقدم أن المراد به الجنس، فالاستثناء متصل. قوله: (أي المؤمنين) فسر ﴿ ٱلْمُصَلِّينَ ﴾ بالمؤمنين، لأن الصلاة الشرعية تستلزم الإيمان، وليكون لقوله: ﴿ ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ ﴾ معنى، وإلا كان ضائعاً، واعلم أنه ذكر الصلاة ثلاثاً، فأراد بها أولاً الإيمان، وثانياً المداومة عليها ولو قضاء، وثالثاً المحافظة عليها في خصوص أوقاتها. قوله: (مواظبون) أي لا يتركونها أداء ولا قضاء، بل يفعلونها ولو خارج الوقت، فهذا راجع للصلاة في نفسها، وما يأتي راجع لوصفها. قوله: (فيحرم) أي لكونه يظن غنياً على حد: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ ﴾ أي يؤمنون به ويجزمون بحصوله، فيستعدون له بالأعمال الصالحة، قوله: ﴿ غَيْرُ مَأْمُونٍ ﴾ أي لا ينبغي لأحد أن يأمنه، وإن بلغ في الطاعة ما بلغ، فالمطلوب من الشخص، أن يغلب في حال صحة الخوف، وفي حال مرضه الرجاء. قوله: ﴿ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ أي غير المحرمات. قوله: (من الإماء) بيان لما، ولشبههن بغير العاقل، عبر عنهن بما التي لغير العاقل. قوله: ﴿ فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ ﴾ أي طلب الاستمتاع بغير النكاح وملك اليمين. قوله: (المتجاوزين الحلال إلى الحرام) دخل في هذا حرمة وطء الذكور والبهائم والزنا. قوله: (وفي قراءة بالإفراد) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (المأخوذ عليهم في ذلك) أي فيما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا، فالعهد إما من الله أو من المخلوق، فالواجب حفظه وعدم تضييعه. قوله: (وفي قراءة بالجمع) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (ولا يكتمونها) أي بل يؤدونها، ولو كانت تنفع العدو وتضر الحبيب، فلا يخافون في الله لومة لائم.
قوله: (بأدائها في أوقاتها) أشار بذلك للفرق بين قوله فيما سبق ﴿ دَآئِمُونَ ﴾ وقوله هنا: ﴿ يُحَافِظُونَ ﴾ وحكمة تكرار ذكر الصلاة الإشارة إلى أنها أعظم من غيرها، لأنها عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين. قوله: ﴿ فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ ما مبتدأ، و ﴿ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ خبره، والمعنى: أي شيء ثبت لهم وحملهم على نظرهم إليك والتفرق. قوله: ﴿ قِبَلَكَ ﴾ حال، وكذا قوله: ﴿ مُهْطِعِينَ ﴾ و ﴿ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ ﴾ فالأربعة أحوال من الموصول. قوله: (أي مديمي النظر) أي أو مسرعين، فالاهطاع إدامة النظر أو الإسراع. قوله: ﴿ عِزِينَ ﴾ جمع عزة وهي الجماعة، واختلفوا في لام عزة، فقيل: هي واو من عزوته أعزوه أي نسبته، وقيل: هي ياء، فيقال عزيته أعزية، وقيل هي هاء، فأصله عزهة، وعلى كل حذفت وعوض عنها تاء التأنيث، وهو مما ألحق بجمع المذكر السالم في إعرابه، لكونه اسماً ثلاثياً، حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث. قوله: (قال تعالى) أي رداً عليهم هذه المقالة. قوله: ﴿ جَنَّةَ نَعِيمٍ ﴾ أضيفت له لأنه ليس فيها غيره. قوله: (من نطف) أي ثم من علق ثم من مضغ، والمعنى: المقصود من هذه الآية أنهم مخلوقون من نطفة، وهي لا تناسب عالم القدس لاستقذارها، فمن لم يتسكمل بالإيمان والطاعة، لم يتخلق بالأخلاق الملكية، لم يستعد لدخولها، ومن هذا المعنى قول الشاعر: يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته   أتطلب الربح مما فيه خسرانانهض إلى الروح واستكمل فضائلها   فأنت بالروح لا بالجسم إنسانقوله: ﴿ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ ﴾ جواب القسم، قوله: ﴿ عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ ﴾ أي بأن نخلق خلقاً غيرهم، أو نحول أوصافهم، فيكونوا أشد بطشاً في الدنيا، وأكثر أموالاً وأولاداً، وأعلى قدراً، وأكثر حشماً وخدماً وجاهاً، فيكونوا عندك على قلب واحد، في سماع قولك وتعظيمك والسعي في مرضاتك، بدل فعل هؤلاء من الاستهزاء والتصفيق وكل ما يغضبك، وقد فعل سبحانه وتعالى ما ذكر من الأوصاف بالهاجرين والأنصار والتابعين، فأعطاهم أموال الجبارين وبلادهم، وصاروا ملوك الدنيا والآخرة. قوله: ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ هذا من جملة المقسم عليه.
قوله: ﴿ فَذَرْهُمْ ﴾ مفرع على قوله:﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾[المعارج: ٤١] أي إذا تبين لك أننا غير عاجزين عنهم، فدعهم فيما هم فيه من الأباطيل، ولا تلتفت لهم، ففيه تهديد لهم، وتسلية له صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ يُلَٰقُواْ ﴾ أشار بذلك إلى التفاعل ليس على بابه. قوله: ﴿ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ هو كشف الغطاء، وأوله عند الغرغرة، وآخره النفخة الثانية، ودخول كل من الفريقين في داره، وهذه الآية منسوخة بآية السيف. قوله: ﴿ يَوْمَ يَخْرُجُونَ ﴾ بدل من ﴿ يَوْمَهُمُ ﴾ بدل بعض من كل. قوله: ﴿ سِرَاعاً ﴾ حال من فاعل ﴿ يَخْرُجُونَ ﴾.
قوله: ﴿ إِلَىٰ نُصُبٍ ﴾ متعلق بيوفضون. قوله: (وفي قراءة بضم الحرفين) أي وهي سبعية أيضاً، فالأولى مفرد بمعنى العلم المنصوب الذي يسرع له الشخص عند الشدائد، وقيل: هو شبكة الصائد يسرع إليها خوف انفلات الصيد، والثانية بمعنى الصنم المنصوب للعبادة، وقرئ شذوذاً بفتحتين بضم وسكون. قوله: (يسرعون) أي يسعون ويستبقون. قوله: ﴿ خَٰشِعَةً ﴾ حال إما من فاعل ﴿ يُوفِضُونَ ﴾ أو ﴿ يَخْرُجُونَ ﴾ و ﴿ أَبْصَٰرُهُمْ ﴾ فاعل بخاشعة. قوله: ﴿ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ﴾ إما مستأنف أو حال من فاعل ﴿ يُوفِضُونَ ﴾ والمعنى: يغشاهم الذل جزاء لعزهم في الدنيا عن الحق. قوله: ﴿ ٱلَّذِي ﴾ ﴿ يُوعَدُونَ ﴾ أي في الدنيا أن لهم في العذاب، وهذا هو العذاب الذي طلبوه أول السورة، فقد رد عجزها لصدرها. قوله: (وما بعده) أي الذي هو لفظ يوم، وأما الموصول وصلته فهو صفة للخير.
Icon