ﰡ
٦٥٦- قيل : معناه : أيهم أزهد فيها، فوصف الزهد بأنه أحسن الأعمال. [ الإحياء : ٤/٢٣٣ ]
٦٥٧- قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما مأتى الله عز وجل رجلا عبدا علما إلا شابا والخير كله في الشباب، ثم تلا قوله تعالى :﴿ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ﴾١ وقال تعالى :﴿ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ﴾ وقوله تعالى :﴿ وآتيناه الحكم صبيا ﴾٢. [ نفسه : ١/١٦٩ ].
٢ - مريم : ١٢..
٦٥٨- أما ترى أصحاب الكهف وما كانوا عليه من الكفر طول أعمارهم قاموا وقالوا :﴿ ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها ﴾ والتجأوا إليه، كيف قبلهم ثم أعزهم وأكرمهم، فقال :﴿ ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ﴾، وكيف أعظم لهم الحرمة، وألبسهم المهابة والخشية حتى يقول لأكرم الخلق صلى الله عليه وسلم :﴿ لو اطلعت عليهم لو ليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ﴾١، بل كيف أكرم كلبا تبعهم حتى ذكره في كتابه العزيز مرات، ثم جعله معهم في الدنيا محجوبا، ويدخل في الآخرة الجنة مكرما، فهذا فضله مع كلب خطا خطوات مع قوم عرفوه ووحدوه أياما معدودة من غير عبادة أو خدمة، فكيف فضله مع عبده المؤمن الذي خدمه ووحده وعبده سبعين سنة ؟ ولو عاش سبعين ألف سنة كان قاصدا العبودية. [ منهاج العابدين : ٢٦٢-٢٦٣ ].
٦٥٩- اعلم أن لفظة الصبر من طريق اللغة : الحبس، قال الله تعالى :﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ﴾ احبس نفسك معهم. [ منهاج العابدين : ٢٢٤ ].
٦٦٠- ولم يقل : يحيط بهم، وهو معنى من قال : إن الجنة والنار مخلوقتان، وقد أنطق الله لسانه بالحق، ولعله لا يطلع على سر ما يقوله. [ كتاب الأربعين : ٢١٤ ].
٦٦١- غرور الكفار بالله : مثاله قول بعضهم في أنفسهم وبألسنتهم : إنه لو كان لله من معاد فنحن أحق به من غيرنا ونحن أوفر حظا فيه وأسعد حالا، كما أخبر الله تعالى عنه من قول الرجلين المتحاورين إذ قال :﴿ وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا ﴾، وجلمة أمرهما كما نقل في التفسير : أن الكافر منهما بنى قصرا بألف دينار، واشترى بستانا بألف دينار، وتزوج امرأة على ألف دينار، وفي ذلك كله يعظه المؤمن ويقول : اشتريت قصرا يفنى ويخرب، ألا اشتريت قصرا في الجنة لا يفنى ؟ أو اشتريت بستانا يخرب ويفنى ألا اشتريت بستانا في الجنة لا يفنى وخدما لا يضنون ولا يموتون وزوجة من الحور العين لا تموت ؟ وفي كل ذلك يرد عليه الكافر ويقول : ما هناك شيء وما قيل من ذلك فهو أكاذيب ! وإن كان فليكونن لي في الجنة خير من هذا.
٦٦٢- قال ابن عباس في قوله تعالى :﴿ يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ﴾ إن الصغيرة : التبسم بالاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة : القهقهة بذلك. وهذا إشارة إلى أن الضحك على الناس من جملة الذنوب والكبائر. [ نفسه : ٣/٢٧ ]
٦٦٣- عن الأوزاعي عبد الرحمان بن عمرو قال : الصغيرة : التبسم، والكبيرة : الضحك، فكيف بما عملته الأيدي وحصدته الألسن ؟ { نفسه : ٢/٣٧٨ ].
٦٦٤- العلم اللدني يكون لأهل النبوة والولاية، كما للخضر عليه السلام حيث أخبر الله تعالى عنه فقال :﴿ وعلمناه من لدنا علما ﴾ [ الرسالة اللدنية ضمن المجموعة : رقم ٣ ص : ١٠٦ ].
٦٦٥- هذا هو العلم الرباني، وإليه الإشارة بقوله تعالى :﴿ وعلمناه من لدنا علما ﴾ مع أن كل علم من لدنه، ولكن بعضه بوسائط تعليم الخلق، فلا يسمى ذلك علما لدينا، بل اللدني الذي ينفتح في سر القلب من غير سبب مألوف من خارج. [ الإحياء : ٣/١٤٠ ].
٦٦٦- ﴿ فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ﴾ أراد به صفات الربوبية، وهو العلوم التي لا يحل السؤال عنها حتى يبتدئ بها العارف في أوان الاستحقاق. [ نفسه : ١/٣٤٥ ].
٦٦٧- مهما أشار المعلم في طريق التعلم بما يراه المتعلم عين الخطأ، ويعتقده قطعا، فليتهم نفسه وليصبر، وليتبع معلمه، فإن خطأ معلمه خير من صواب نفسه، كسالك الطريق يكون قد استفاد بالتجربة ما يتعجب المبتدئ منه.
وعلى هذا نبه الله تعالى في قصة الخضر مع موسى :﴿ هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا ﴾١ إلى قوله :﴿ فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ﴾ ثم لم يصبر وراجعه، وارده إلى أن قال :﴿ هذا فراق بيني وبينك ﴾٢.
ثم نبه على أسرار ما استبعده كما ورد به القرآن، فعرف الله موسى أن المعلم يعمل ما لا ينتهي إليه عقل المتعلم ووهمه.
وبالجملة : فكل متعلم لم يتبع مراسم معلمه في طريق التعلم فاحكم عليه بالإخفاق وقلة النجح. [ ميزان العمل : ٣٤٥-٣٤٦ ].
٢ - الكهف: ٧٧..
٦٦٨- قال في أعظم ملوك الأرض ذي القرنين :﴿ إنا مكنا له في الأرض ﴾ فلم يكن جميع ملكه وسلطنته إلا بتمكين الله تعالى إياه في جزء من الأرض. [ الإحياء : ٤/٣٢٢ ].
٦٦٩-أنبأ الله سبحانه وتعالى عن ذي القرنين من إخباره عن العلوم الغيبية وصدقه فيه حين قال :﴿ فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا ﴾، وإن كان وقع الاختلاف في نبوة ذي القرنين، فالإجماع على أنه ليس برسول، وهو خلاف المسطور في الآية. [ الإملاء عن إشكالات الإحياء ملحق بالإحياء : ٥/٤٠ ].
٦٧٠- يرجع إلى العجب بالعمل. [ الإحياء : ٣/٣٨٩ ].
٦٧١- إن المفسرين يقولون في قوله تعالى :﴿ لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ﴾ : إن هذه الكلمات التي يقول الله تعالى لأهل الجنة في الجنة باللطف والإكرام. [ منهاج العابدين : ٣٥٠ ].
٦٧٢- النبي إذا شارك الناس في البشرية والإنسانية من حيث الصورة، فقد باينهم من حيث المعنى، إذ بشريته فوق بشرية الناس لاستعداد بشريته لقبول الوحي ﴿ قل إنما أنا بشر مثلكم ﴾ أشار إلى طرف من المشابهة من حيث الصورة ﴿ يوحى إلي ﴾ أشار إلى طرف المباينة من حيث المعنى. [ معارج القدس : ١٣٢ ].
٦٧٣- روى طاووس وغيره من التابعين : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عمن يصطنع المعروف- أو قال يتصدق- فيحب أن يحمد ويؤجر، فلم يدر ما يقول له حتى نزلت :﴿ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد ﴾١ وقد قصد الحمد والأجر جميعا. [ الإحياء : ٤/٤٠٦ و ٣/٣١٠.
٦٧٤- ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ﴾.
نزل فيمن يقصد بعبادته وجه الله وحمد الناس، وكن حذرا مشفقا من هذا الشرك. [ نفسه : ١/١٧٩ ].
٦٧٥- إن الإنسان عند الشركة أبدا في خطر، فإنه لا يدري أي الأمرين أغلب على قصده فربما يكون عليه وبالا، ولذلك قال تعالى :﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد ﴾ أي لا يرجى اللقاء مع الشركة التي أحسن أحوالها التساقط. [ نفسه : ٤/٤٠٧ ].
٦٧٦- ﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك ﴾ أراد به الإخلاص [ كتاب الأربعين في أصول الدين : ١٢٣ ].
٦٧٧- قال الحسن البصري : إن أقواما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ليست لهم حسنة، يقول : إني أحسن الظن بربي، وكذب لو أحسن الظن بربه لأحسن العمل له، ثم تلا قوله تعالى :﴿ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ﴾. [ منهاج العابدين : ٢٧٣ ].
ورواه ابن أبي حاتم من رواية طاووس قال: قال رجل يا رسول الله إني أقف المواقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزلت هذه الآية: ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد﴾ ن. تفسير ابن كثير ٣/١٣٣..