تفسير سورة الواقعة

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة الواقعة من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " اسم جبار من اعتنى بشأنه أحضره بإحسانه، فإن أبى إلا تماديا في عصيانه حال بينه وبين اختياره بقهر سلطانه، وإن لم يلازم هذه الطلعة ألجأه بالبلاء فيأتيها باضطراره.
اسم عزيز أزلي، جبار صمدي، قهار أحدي، للمؤمنين ولي، وبالعاصين حفي، ليس لجماله كفي، ولا في جلاله سمي، لكنه للعصاة من المؤمنين ولي.

قوله جلّ ذكره :﴿ إِذَا وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعِتهَا كَاذِبةٌ ﴾.
إذا قامت القيامة لا يردُّها شيءٌ.
﴿ كَاذِبَةٌ ﴾ ها هنا مصدر : كالعافية، والعاقبة : أي : هي حقَّةٌ لا يدرها شيءٌ، وليس في وقوعها كذب.
ويقال : إذا وقعت الواقعة فَمَنْ سَلَكَ منهاج الصحة والاستقامة وَصَلَ إلى السلامة ولقي الكرامة، ومَنْ حادَ عن نهج الاستقامة وَقَعَ في الندامة والغرامة، وعند وقوعها يتبين الصادق من المماذق :
إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ تَبَيَّنَ مَنْ بكى مِمَّن تباكى
﴿ خَافِضَةٌ ﴾ لأهل الشقاوة، ﴿ رَّافِعَةٌ ﴾ : لأهل الوفاق.
﴿ خافضة ﴾ : لأصحاب الدعاوى، ﴿ رافعة ﴾ : لأرباب المعاني.
﴿ خَافِضَةٌ ﴾ : للنفوس، ﴿ رَّافِعَةٌ ﴾ : للقلوب.
﴿ خَافِضَةٌ ﴾ لأهل الشهوة، ﴿ رَّافِعَةٌ ﴾ : لأهل الصفوة.
﴿ خَافِضَةٌ ﴾ : لمن جَحَد، ﴿ رَّافِعَةٌ ﴾ : لمن وَحَدَ.
قوله جلّ ذكره :﴿ إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجّاً ﴾.
حُرِّكت حركةً شديدة.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثّاً ﴾.
فُتَّتَت فكانت كالهباء الذي يقع في الكوَّة عند شعاع الشمس.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً فَأَصْحَابُ المَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ المَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ المَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ المَشْئَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾.
﴿ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴾ ؟ على جهته التفخيم لشأنهم والتعظيم لِقَدْرهم وهم أصحاب اليمن والبركة والثواب.
﴿ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمةِ ﴾ : على جهة التعظيم والمبالغة في ذَمِّهم، وهم أصحاب الشؤم على أنفسهم ويقال : أصحاب الميمنة هم الذين كانوا في جانب اليمين من آدم عليه السلام يومَ الذَّرِّ، وأصحاب المشأمة هم الذين كانوا على شماله.
ويقال : الذين يُعْطُوْن الكتابَ بأَيمْانهم، والذين يُعْطَوْن الكتاب بشمائلهم.
ويقال : هم الذين يُؤْخَذُ بهم ذات اليمين. . إلى الجنة، والذين يُؤْخَذُ بهم ذات الشمال. . إلى النار.
﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ : وهم الصف الثالث. وهم السابقون إلى الخصال الحميدة، والأفضال الجميلة.
ويقال : السابقون إلى الهجرة. ويقال : إلى الإسلام. ويقال : إلى الصلوات الخمس.
ويقال : السابقون بصدْق القَدَم. ويقال : السابقون بعُلُوَّ الهِمَم. ويقال : السابقون إلى كل خير. ويقال السابقون المتسارعون إلى التوبة من الذنوب فيتسارعون إلى النَّدمَ إن لم يتسارعوا بصدق القَدَم.
ويقال : الذين سبقت لهم من الله الحسنى فسبقوا إلى ما سبق إليه :
ولم يقل :﴿ المتقربون ﴾ بل قال : أولئك المُقَرَّبون- وهذا عين الجَمْع، فعَلِمَ الكافة أنهم بتقريب ربهِّم سبقوا- لا بِتقَرُّبهم.
أي : في الجنة. ويقال : مقربون إلا من الجنة فمحال أن يكونوا في الجنة ثم يُقَرَّبون من الجنة، وإنما يُقَرَّبُون إِلى غير الجنة : يُقَرَّبون من بِساط القربة. .
وأنَّى بالبساط ولا بساط ؟ ! مقربون. . . ولكن من حيث الكرامة لا من حيث المسافة ؛ مُقَرَّبةٌ نفوسُهم من الجنة وقلوبهُم إلى الحقِّ.
مُقَرَّبةٌ قلوبهُم من بساط المعرفة، وأرواحُهم من ساحات الشهود - فالحقُّ عزيز. . لا قُرْبَ ولا بُعْدَ، ولا فَصْلَ ولا وَصْلَ.
ويقال : مقربون ولكن من حظوظِهم ونصيِبهم. وأحوالُهم - وإنْ صَفَتْ - فالحقُّ وراء الوراء.
قوله جلّ ذكره :﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ ﴾.
الثُّلّة : الجماعة. ويقال : ثلة من الأولين الذين شاهدوا أنبياءَهم وقليل من الآخرين الذين شاهدوا نبيَّنَا صلى الله عليه وسلم.
ويقال : ثُلّةٌ من الأولين : من السلف وقليل من المتأخرين : من الأمة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:قوله جلّ ذكره :﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ ﴾.
الثُّلّة : الجماعة. ويقال : ثلة من الأولين الذين شاهدوا أنبياءَهم وقليل من الآخرين الذين شاهدوا نبيَّنَا صلى الله عليه وسلم.
ويقال : ثُلّةٌ من الأولين : من السلف وقليل من المتأخرين : من الأمة.

أي منسوخة نسيج الدرع من الذهب. جاء في التفسير : طولُ كل سريرٍ ثلاثمائة ذراع، إنْ أراد الجلوسَ عليه تواضع، وإن استوى عليه ارتفع.
أي لا يرى بعضُهم قفا بعضٍ. وَصَفهم بصفاء المودة وتَهَذُّب الأخلاق.
يطوف عليهم وهم مقيمون لا يبرحون ولدانٌ في سِنِّ واحدة. . . لا يهرمون.
وقيل : مُقَرَّطون ( الخَلدة. القُرْط ).
﴿ بِأَكْوَابٍِ ﴾ جمع كوب وهي آنية بلا عروة ولا خرطوم، ﴿ وَأَبَارِيِقَ ﴾ : جمع إبريق وهو عكس الكوب ( أي له خرطوم وعروة ).
ولا صداع لهم في شربهم إياها، كما لا تذهب عقولهم بسببها.
ولهم كذلك فاكهة مما يتخيرون، ولحم طيرٍ مما يشتهون، وحُورٌ عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون، أي : المصون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:ولهم كذلك فاكهة مما يتخيرون، ولحم طيرٍ مما يشتهون، وحُورٌ عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون، أي : المصون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:ولهم كذلك فاكهة مما يتخيرون، ولحم طيرٍ مما يشتهون، وحُورٌ عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون، أي : المصون.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:ولهم كذلك فاكهة مما يتخيرون، ولحم طيرٍ مما يشتهون، وحُورٌ عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون، أي : المصون.
جزاءً بما كانوا يعملون.
قوله جل ذكره :﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾.
اللغو : الباطل من القول، والتأثيم : الإثم والهذيان.
ولا يسمعون إلا قيلاً سلاماً، وسلاماً : نعت للقيل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:قوله جل ذكره :﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾.
اللغو : الباطل من القول، والتأثيم : الإثم والهذيان.
ولا يسمعون إلا قيلاً سلاماً، وسلاماً : نعت للقيل.

﴿ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ اليَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ﴾ : لا شوكَ فيه.
﴿ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴾ : والطلح شجر الموز، متراكم نضيد بعضه على بعض.
﴿ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴾ كما بين الإسفار إلى طلوع الشمس. وقيل : ممدود أي دائم.
﴿ وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ ﴾ : جَارٍ لا يتعبون فيه.
﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴾ : لا مقطوعة عنهم ولا ممنوعة منهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴾ : لا مقطوعة عنهم ولا ممنوعة منهم.
﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ لهم. وقيل : أراد بها النساء.
﴿ إِنَّا أَنشَأْنَهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَهُنَّ أَبْكَارَاً ﴾ أي الحُور العين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٥:﴿ إِنَّا أَنشَأْنَهُنَّ إِنشَاءً فَجَعَلْنَهُنَّ أَبْكَارَاً ﴾ أي الحُور العين.
﴿ عُرُباً ﴾ جمع عَرُوب وهي الغَنِجَةٌ المتحببةُ إلى زَوْجِها. ويقال عرباً : أي مُتَشَهيَّات إلى أزواجهن.
﴿ أَتْرَاباً ﴾ : جمع تِرْب، أي : هُنَّ على سِنٍّ واحدة.
﴿ لأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ : أي خلقناهن لأصحاب اليمين.
﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ﴾ : أي : ثلة من أُولَى هذه الأمة، وثُلة من أُخْراها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٩:﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ﴾ : أي : ثلة من أُولَى هذه الأمة، وثُلة من أُخْراها.
﴿ وََأصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴾ : والسَّموم فيحُ جهنم وحَرُّها. والحميم : الماءُ الحار.
﴿ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ﴾، وهو الدُّخان الأُسود.
﴿ لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ ﴾ : لا بارد : أي لا راحةَ فيه. ولا كريمٍ : ولا حَسَنٍ لهم ؛ ( حيث لا نفع فيه ).
﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾ أي : كانوا في الدنيا مُمَتَّعين.
﴿ وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ﴾ أي الذَّنْبِ العظيم.
﴿ وَكَانُواْ يَقُولُونَ أئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُثُونَ ﴾ ؟ أي : أنهم يُكَذِّبون بالبعث.
ثم يقال لهم :﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴾ اليومَ ﴿ لآكِلُونَ مِن شَجِرٍ مِّن زَقُّومٍ ﴾
ثم يقال لهم :﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴾ اليومَ ﴿ لآكِلُونَ مِن شَجِرٍ مِّن زَقُّومٍ ﴾
وجاء في التفسير : أن الزقوم شجرة في أسفل جهنم إذا طُرِحَ الكافرُ في جهنم لا يصل إليها إلا بعد أربعين خريفاً.
﴿ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمَ ﴾ شرابٌ لا تهنأون به.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٣:﴿ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمَ ﴾ شرابٌ لا تهنأون به.
﴿ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴾ وهي الإبل العِطاش. ويقال : الهيم أي الرَّمْلُ ينضب فيه كلٌّ ما يُصَبُّ عليه.
﴿ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الِّدِينِ ﴾ : يوم القيامة.
قوله جلّ ذكره :﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ ﴾.
نحن خلقناكم : يا أهلَ مكة - فهلاَّ آمَنْتُم لتتخلصوا ؟ توبَّخون وتُعَاتَبون. . واليومَ تَعْتَذِرون ! ولكن لا ينفعكم ذلك ولا يُسْمَعُ منكم شيء.
وإن أشدّ العقوبات عليهم يومئذٍ أنهم لا يتفرَّغون من آلامِ نفوسِهم وأوجاعِ أعضائهم إلى التَحسُّر على ما فاتهم في حقِّ الله.
ويقال : أشدُّ البلاء - اليوم - على قلوب هذه الطائفة خوفُهم من أَنْ يَشْغَلَهم - غداً - بمقاساة آلامهم عن التحسُّر على ما تكدَّرَ عليهم من المشارب في هذا الطريق. وهذه محنة لا شيءَ أعظمُ على الأصحاب منها. وإنَّ أصحابَ القلوب - اليوم - يبتهلون إليه ويقولون : إنْ حَرَمْتَنا مشاهدَ الأُنْس فلا تَشْغَلْنا بلذَّاتٍ تشغلنا عن التحسُّر على ما فاتنا، ولا بآلامٍ تشغلنا عن التأسُّف على ما عَدِمْنا منك.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ أأَنتُمْ تَخْلَقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾.
يقال : مَنىَ الرجلُ وأَمْنَى. والمعنى : هل إذا باشَرْتُم وأنزلتم وانعقد الولد. . . أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟ والخَلْقُ ها هنا : التصوير ؛ أي : أأنتم تجمعون صُوَرَ المولود وتُرَكِّبون أعضاءَه. . . أم نحن ؟
وهم كانوا يُقِرُّون بالنشأة الأولى فاحتجَّ بهذا على جواز النشأة الأخرى عند البعث الذي كانوا ينكرونه. وهذه الآية أصلٌ في إثبات الصانع ؛ فإن أصلَ خِلْقَةِ الإنسان من قطرتين : قطرة من صُلْبِ الأب وهو المني وقطرة من تربية الأم، وتجتمع القطرتان في الرَّحِم فيصير الولد. وينقسم الماءان المختلطان إلى هذه الأجزاء التي هي أجزاء الإنسان من العَظْم والعَصَبِ والعرِقِ والجِلْدِ والشَّعْر. . . ثم يركبها على هذه الصور في الأعضاء الظاهرة وفي الأجزاء الباطنة حيث يُشَكَّلُ كل عضوٍ بشكلٍ خاص، والعِظام بكيفية خاصة. . . إلى غير ذلك.
وليس يخلو : إِمَّا أَنْ يكونَ الأبوَان يصنعانه - وذلك التقديرُ محالٌ لتقاصر عِلْمِها وقُدْرتهما عن ذلك وتمَنِّيهما الولَدَ ثم لا يكون، وكراهتهما الولدَ ثم يكون !
والنُّطفة أو القَطْرةُ مُحَالٌ تقديرُ فِعْلها في نَفْسِها على هذه الصورة لكونها من الأموات بَعْدُ، ولا عِلْمَ لها ولا قدرة.
أو مِنْ غيرِ صانعٍ. . . وبالضرورة يُعْلَمُ أنه لا يجوز.
فلم يَبْقَ إِلاَّ أن الصانعَ القديمَ المَلِكَ العليمَ هو الخالق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٨:قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ أأَنتُمْ تَخْلَقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾.
يقال : مَنىَ الرجلُ وأَمْنَى. والمعنى : هل إذا باشَرْتُم وأنزلتم وانعقد الولد... أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟ والخَلْقُ ها هنا : التصوير ؛ أي : أأنتم تجمعون صُوَرَ المولود وتُرَكِّبون أعضاءَه... أم نحن ؟
وهم كانوا يُقِرُّون بالنشأة الأولى فاحتجَّ بهذا على جواز النشأة الأخرى عند البعث الذي كانوا ينكرونه. وهذه الآية أصلٌ في إثبات الصانع ؛ فإن أصلَ خِلْقَةِ الإنسان من قطرتين : قطرة من صُلْبِ الأب وهو المني وقطرة من تربية الأم، وتجتمع القطرتان في الرَّحِم فيصير الولد. وينقسم الماءان المختلطان إلى هذه الأجزاء التي هي أجزاء الإنسان من العَظْم والعَصَبِ والعرِقِ والجِلْدِ والشَّعْر... ثم يركبها على هذه الصور في الأعضاء الظاهرة وفي الأجزاء الباطنة حيث يُشَكَّلُ كل عضوٍ بشكلٍ خاص، والعِظام بكيفية خاصة... إلى غير ذلك.
وليس يخلو : إِمَّا أَنْ يكونَ الأبوَان يصنعانه - وذلك التقديرُ محالٌ لتقاصر عِلْمِها وقُدْرتهما عن ذلك وتمَنِّيهما الولَدَ ثم لا يكون، وكراهتهما الولدَ ثم يكون !
والنُّطفة أو القَطْرةُ مُحَالٌ تقديرُ فِعْلها في نَفْسِها على هذه الصورة لكونها من الأموات بَعْدُ، ولا عِلْمَ لها ولا قدرة.
أو مِنْ غيرِ صانعٍ... وبالضرورة يُعْلَمُ أنه لا يجوز.
فلم يَبْقَ إِلاَّ أن الصانعَ القديمَ المَلِكَ العليمَ هو الخالق.

قوله جلّ ذكره :﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَمَا نَحُنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمُ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْمَلُونَ ﴾.
يكون الموتُ في الوقت الذي يريده ؛ منكم مَنْ يموت طفلاً ومنكم من يموت شابَّاً، ومنكم من يموت كهلاً، وبِعللٍ مختلفة وبأسبابٍ متفاوتةٍ وفي أوقاتٍ مختلفة.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ في تقديرنا فيفوتنا شيءٌ ولَسْنا بعاجزين عن أن نَخْلُقِ أمثالَكم، ولا بعاجزين عن تبديلَ صُوَركم التي تعلمون ؛ إِن أردنا مَسْخَكُم وتبديلَ صُوَركم فلا يمنعنا عن ذلك أحدٌ.
ويقال : وننشئكم فيما لا تعلمون من حكم السعادة والشقاوة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٠:قوله جلّ ذكره :﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَمَا نَحُنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمُ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْمَلُونَ ﴾.
يكون الموتُ في الوقت الذي يريده ؛ منكم مَنْ يموت طفلاً ومنكم من يموت شابَّاً، ومنكم من يموت كهلاً، وبِعللٍ مختلفة وبأسبابٍ متفاوتةٍ وفي أوقاتٍ مختلفة.
﴿ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ في تقديرنا فيفوتنا شيءٌ ولَسْنا بعاجزين عن أن نَخْلُقِ أمثالَكم، ولا بعاجزين عن تبديلَ صُوَركم التي تعلمون ؛ إِن أردنا مَسْخَكُم وتبديلَ صُوَركم فلا يمنعنا عن ذلك أحدٌ.
ويقال : وننشئكم فيما لا تعلمون من حكم السعادة والشقاوة.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النًَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾.
أي : أنتم أقررتم بالنشأة الأولى. . فهلاَّ تذكرَّون لتعلموا جَوَازَ الإعادة ؛ إذ هي في معناها.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾.
أي : إذا ألقيتم الحَبَّ في الأرض. . أأنتم تُنْبِتُونه أم نحن المُنبِتون ؟ وكذلك وُجوهُ الحكمةِ في إنبات الزَّرْع، وانقسام الحَبَّةِ الواحدةِ على الشجرة النابتةِِ منها في قِشْرِها ولحائها وجِذْعِها وأغصانها وأوراقها وثمارها - كل هذا :
﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٣:قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾.
أي : إذا ألقيتم الحَبَّ في الأرض.. أأنتم تُنْبِتُونه أم نحن المُنبِتون ؟ وكذلك وُجوهُ الحكمةِ في إنبات الزَّرْع، وانقسام الحَبَّةِ الواحدةِ على الشجرة النابتةِِ منها في قِشْرِها ولحائها وجِذْعِها وأغصانها وأوراقها وثمارها - كل هذا :
﴿ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴾.

لو نشاء لجعلناه حطاماً يابساً بعد خُضْرَته، فصِرْهُم تتعجبون وتندمون على تعبكم فيه، وإنفاقكم عليه، ثم تقولون :
﴿ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾.
أي : لَمُلْزَمون غرامةَ ما أنفقنا في الزَّرع، وقد صار ذلك غُرْماُ علينا - فالمغرم مَنْ ذَهَبَ إنفاقُه بغير عِوَضٍ.
﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ بل نحن محرومون بعد أن ضاع مِنَّا الرزق.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَأيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ﴾.
أأنتم أنزلتموه من السحاب. . . أم نحن نُنْزِلُهُ متى نشاء أَنَّى نشاء كما نشاء على من نشاء وعلى ما نشاء ؟ ونحن الذين نجعله مختلفاً في الوقت وفي المقدار وفي الكيفية، في القِلَّة وفي الكثرة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦٨:قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَأيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ﴾.
أأنتم أنزلتموه من السحاب... أم نحن نُنْزِلُهُ متى نشاء أَنَّى نشاء كما نشاء على من نشاء وعلى ما نشاء ؟ ونحن الذين نجعله مختلفاً في الوقت وفي المقدار وفي الكيفية، في القِلَّة وفي الكثرة.

ولو نشاء لجعلناه ملحاً. . أفلا تشكرون عظيمَ نعمةِ اللَّهِ - سبحانه - عليكم في تمكينكم من الانتفاع بهذه الأشياء التي خَلَقها لكم.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَأيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ المُنشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ﴾.
وَرَى الزَّنْدَ يُرَى فهو وارٍ. . وأَوْراه يُورِيه أي يَقْدَحُه.
يعني : إذا قدحتم الزند. . أرأيتم كيف تظهر النار - فهل أنتم تخلقون ذلك ؟
أأنتم أنشأتم شجرتها - يعني المَرْخ والعَفَار - أم نحن المنشئون ؟
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧١:قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَرَأيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ المُنشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ﴾.
وَرَى الزَّنْدَ يُرَى فهو وارٍ.. وأَوْراه يُورِيه أي يَقْدَحُه.
يعني : إذا قدحتم الزند.. أرأيتم كيف تظهر النار - فهل أنتم تخلقون ذلك ؟
أأنتم أنشأتم شجرتها - يعني المَرْخ والعَفَار - أم نحن المنشئون ؟

﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً ﴾ : أي يمكن الاستدلالُ بها.
﴿ وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ﴾ : يقال : أقوى الرجلُ إذا نزل بالقواء أي : الأرض الخالية.
فالمعنى : أن هذه النار ﴿ تَذْكِرةً ﴾ يتذكَّر بها الإنسان ما توعده به في الآخرة من نار جهنم، و﴿ وَمَتَاعاً ﴾ : يستمتع بها المسافر في سفره في الانتفاع المختلفة.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.
أي : اسبحْ بفكرك في بحار عقلك، وغُصْ بقوة التوحيد فيها تَظْفَرْ بجواهر العلم، وإيَّاك أَنْ تُقَصِّرَ في الغوص لسببٍ أو لآخَر، وإياك أن تتداخَلَكَ الشُّبَهُ فيتلفَ رأسَ مالِك ويخرجَ من يدك وهو دينُك واعتقادك. . وإلاَّ غرقتَ في بحار الشُّبَه، وضَلَلْتَ.
وهذه الآيات التي عَدَّها الله - سبحانه - تُمَهِّدُ لسلوكِ طريقِ الاستدلالِ، فكما في الخبر " فِكْرُ ساعةٍ خيرٌ من عبادةِ سَنَةٍ " - وقد نبَّه الله سبحانه بهذا إلى ضرورة التفكير.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
قيل : هي مواقع نجوم السماء. ويقال : مواقع نجوم القرآن على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٥:قوله جلّ ذكره :﴿ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
قيل : هي مواقع نجوم السماء. ويقال : مواقع نجوم القرآن على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.

﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾ : والكَرَمُ نَفْيُ الدناءة - أي : أنه غير مخلوق ويقال : هو ﴿ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴾ : لأنه يدل على مكارم الأخلاق.
ويقال هو قرآن كريمٌ لأنه من عند ربٍّ كريم على رسولٍ كريم، على لسانَ مَلَكٍ كريم.
﴿ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴾ : يقال : في اللوح المحفوظ. ويقال : في المصاحفَ. وهو محفوظ عن التبديل.
﴿ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ﴾ عن الأدناس والعيوب والمعاصي.
ويقال : هو خَبَرٌ فيه معنى الأمر : أي لا ينبغي أَنْ يَمَسَّ المصحفَ إلا مَنْ كان مُتَطهِّراً من الشِّرْكِ وعن الأحداث.
ويقال : لا يجد طَعْمَه وبَرَكَته إلاَّ مَنْ آمَنَ به.
ويقال : لا يقربه إلاَّ الموَحِّدون، فأمَّا الكفَّار فيكرهون سماعَه فلا يقربونه.
وقرئ المُطَهِّرون : أي الذين يُطَهِّرون نفوسَهم عن الذنوب والخُلُقِ الدَّنيّ.
ويقال : لا يَمَسُّ خبره إلاَّ من طُهِّر يومَ القسمة عن الشقاوة.
ويقال : لا يفهم لطائفة إلاَّ مَنْ طَهَّر سِرَّه عن الكون.
ويقال : المطهِّرون سرائرَهم عن غيره.
ويقال : إلا المُحْتَرِمون له القائمون بحقِّه.
ويقال : مَنْ طُهِّرَ بماء السعادة ثم بماء الرحمة.
﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي : مُنَزَّل من قِبَلهِ - سبحانه.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾.
أبهذا القرآن أنتم تُنافِقون، وبه تُكَذِّبون.
﴿ وَتَجْعَلُون رِزْقَكُمْ ﴾ : كانوا إذا أُمْطِروا يقولون : أُمْطِرْنا بِنَوْءٍ كذا.
يقول : أتجعلون بَدَلَ إنعامِ اللَّهِ عليكم بالمطر الكفرانَ به، وتتوهمون أن المطرَ - الذي هو نعمةٌ من الله - من الأنواء والكواكب ؟ !.
ويقال : أتجعلون حظَّكم ونصيبَكم من القرآنِ التكذيبَ ؟
قوله جلّ ذكره :﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ ﴾.
يخاطِبُ أولياء الميت فيقول : هَّلا إذا بَلَغتْ روحُه الحلقوم، وأنتم تنظرون إلى هذا المريض، رجعتم إلى الله تعالى وتحققتم به ؟ فنحن أقرب إليه منكم بالعلم والرؤية والقدرة. . . ولكن لا تبصرون !
ويقال : أقرب ما يكون العبدُ من الحقِّ عندما يتم استيلاءُ ذِكْرِه وشهودِه عليه، فينتفِي إِحساسُ العبدِ بغيره، وعلى حسب انتفاءِ العلمِ والإحساسِ بالأغيار - حتى عن نفسه - يكون تحقُّق العبد في سِرِّه حتى لا يرى غير الحَقّ.
فالقرب والبعد معناهما : أنَّ العبد في أوان صحوه وأنه لم يُؤْخَذْ - بَعْدُ - عن نفسه ؛ فإذا أُخِذَ عنه فلا يكون إلا الحق. . . لأنه حينئذٍِ لا قُرْب ولا بُعْدِ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:قوله جلّ ذكره :﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ ﴾.
يخاطِبُ أولياء الميت فيقول : هَّلا إذا بَلَغتْ روحُه الحلقوم، وأنتم تنظرون إلى هذا المريض، رجعتم إلى الله تعالى وتحققتم به ؟ فنحن أقرب إليه منكم بالعلم والرؤية والقدرة... ولكن لا تبصرون !
ويقال : أقرب ما يكون العبدُ من الحقِّ عندما يتم استيلاءُ ذِكْرِه وشهودِه عليه، فينتفِي إِحساسُ العبدِ بغيره، وعلى حسب انتفاءِ العلمِ والإحساسِ بالأغيار - حتى عن نفسه - يكون تحقُّق العبد في سِرِّه حتى لا يرى غير الحَقّ.
فالقرب والبعد معناهما : أنَّ العبد في أوان صحوه وأنه لم يُؤْخَذْ - بَعْدُ - عن نفسه ؛ فإذا أُخِذَ عنه فلا يكون إلا الحق... لأنه حينئذٍِ لا قُرْب ولا بُعْدِ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:قوله جلّ ذكره :﴿ فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاَّ تُبْصِرُونَ ﴾.
يخاطِبُ أولياء الميت فيقول : هَّلا إذا بَلَغتْ روحُه الحلقوم، وأنتم تنظرون إلى هذا المريض، رجعتم إلى الله تعالى وتحققتم به ؟ فنحن أقرب إليه منكم بالعلم والرؤية والقدرة... ولكن لا تبصرون !
ويقال : أقرب ما يكون العبدُ من الحقِّ عندما يتم استيلاءُ ذِكْرِه وشهودِه عليه، فينتفِي إِحساسُ العبدِ بغيره، وعلى حسب انتفاءِ العلمِ والإحساسِ بالأغيار - حتى عن نفسه - يكون تحقُّق العبد في سِرِّه حتى لا يرى غير الحَقّ.
فالقرب والبعد معناهما : أنَّ العبد في أوان صحوه وأنه لم يُؤْخَذْ - بَعْدُ - عن نفسه ؛ فإذا أُخِذَ عنه فلا يكون إلا الحق... لأنه حينئذٍِ لا قُرْب ولا بُعْدِ.

قوله جلّ ذكره :﴿ فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينيِنَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾.
ليس لكم من أمر الموت شيءٍ.
﴿ تَرْجعُونَهَا ﴾ أي : تردُّون الروح إلى الجسد.
﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ : في أنه لا بعث.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾.
المقَرَّبون هم الذين قرَّبهم اللَّهُ بفضله، فلهم ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ﴾.
ويقال : الرَّوْح الاستراحة، والريحانُ الرزقُ.
وقيل : الرَّوح في القبر، والريحانُ : في الجنة.
ويقال : لا يخرج مؤمِنٌ في الدنيا حتى يُؤْتَى بريحانٍ من رياحين الجنة فيشمه قبل خروج روحه، فالرُّوْح راحةٌ عند الموت، والريحان في الآخرة.
وقيل : كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم " الرُّوح " بضم الراء أي لهم فيها حياة دائمة.
ويقال : الرَّوْحُ لقلوبهم، والرياح لنفوسهم، والجنَّةُ لأبدانهم.
ويقال : رَوْحٌ في الدنيا، وريحانٌ في الجنة، وجنَّةُ نعيمٍ في الآخرة.
ويقال : رَوْحٌ وريحان مُعَجَّلان، وجنة نعيم مؤجلة.
ويقال : رَوْحٌ للعابدين، وريحان للعارفين، وجَنَّةُ نعيم لعوام المؤمنين.
ويقال : رَوْحٌ نسيم القرب، وريحان كمال البسط، وجنة نعيمٍ في محل المناجاة.
ويقال : رَوْح رؤية الله، وريحانُ سماع كلامه بلا واسطة، وجنة نعيم أن يدوم هذا ولا ينقطع.
قوله جلّ ذكره :﴿ وََأمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمَِينِ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينَ ﴾.
أن نخبرك بسلامة أحوالِهم.
ويقال : سترى فيهم ما تحب من السلامة.
ويقال : أمانٌ لك في بابهم ؛ فلهم السلامة. ولا تُشْغِلْ قلبَكَ بهم.
ويقال : فسلامٌ لك - أيها الإنسان - إنك من أصحاب اليمين، أو أيها الإنسانُ الذي من أصحاب اليمين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:قوله جلّ ذكره :﴿ وََأمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمَِينِ فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينَ ﴾.
أن نخبرك بسلامة أحوالِهم.
ويقال : سترى فيهم ما تحب من السلامة.
ويقال : أمانٌ لك في بابهم ؛ فلهم السلامة. ولا تُشْغِلْ قلبَكَ بهم.
ويقال : فسلامٌ لك - أيها الإنسان - إنك من أصحاب اليمين، أو أيها الإنسانُ الذي من أصحاب اليمين.

قوله جلّ ذكره :﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيهُ جَحِيمٍ ﴾.
إن كان من المكذبين لله، الضالّين عن دين الله فله إقامةٌ في الجحيم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:قوله جلّ ذكره :﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيهُ جَحِيمٍ ﴾.
إن كان من المكذبين لله، الضالّين عن دين الله فله إقامةٌ في الجحيم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:قوله جلّ ذكره :﴿ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيهُ جَحِيمٍ ﴾.
إن كان من المكذبين لله، الضالّين عن دين الله فله إقامةٌ في الجحيم.

قوله جلّ ذكره :﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾.
هذا هو الحق اليقين الذي لا محالةَ حاصلٌ.
أي قَدِّسْ اللَّهَ عَمَّا لا يجوز في وصفه.
ويقال : صلِّ لله. ويقال : اشكرْ اللَّهَ على عصمة أُمَّتِكَ من الضّلال، وعلى توفيقهم في اتِّباعِ سُنّتِكَ.
Icon