تفسير سورة المطفّفين

مختصر تفسير ابن كثير
تفسير سورة سورة المطففين من كتاب تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير المعروف بـمختصر تفسير ابن كثير .
لمؤلفه محمد نسيب الرفاعي . المتوفي سنة 1412 هـ

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« لما قدم النبي ﷺ المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله تعالى :﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾ فحسنوا الكيل بعد ذلك »، وروى ابن جرير، عن عبد الله قال : قال له رجل : يا أبا عبد الرحمن إن أهل المدينة ليوفون الكيل، قال : وما يمنعهم أن يوفوا الكيل، وقد قال الله تعالى :﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾ - حتى بلغ - ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين ﴾، والمراد بالتطفيف هاهنا البخص في المكيال والميزان. إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما النقصان إن قضاهم، ولهذا فسر تعالى المطففين الذين وعدهم بالخسار والهلاك بقوله تعالى :﴿ إِذَا اكتالوا عَلَى الناس ﴾ أي من الناس ﴿ يَسْتَوْفُونَ ﴾ أي يأخذون حقهم بالوافي الزائد، ﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾ أي ينقضون، والأحسن أن يجعل « كالوا ووزنوا » متعدياً ويكون ( هم ) في حل نصب، وقد أمر الله تعالى بالوفاء في الكيل والميزان فقال تعالى :﴿ وَأَوْفُوا الكيل إِذا كِلْتُمْ ﴾ [ الإسراء : ٣٥ ]، وقال تعالى :﴿ وَأَقِيمُواْ الوزن بالقسط وَلاَ تُخْسِرُواْ الميزان ﴾ [ الرحمن : ٩ ]، وأهلك الله قوم شعيب ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في الميزان والمكيال، ثم قال تعالى متوعداً لهم :﴿ أَلا يَظُنُّ أولئك أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ ؟ أي ما يخاف أولئك من البعث والقيام بين يدي من يعلم السرائر والضمائر، في يوم عظيم الهول، كثير الفزع جليل الخطب، من خسر فيه أدخل ناراً حامية؟ وقوله تعالى :﴿ يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين ﴾ أي يقومون حفاة عراة، في موقف صعب حرج، ضيف على المجرم، ويغشاهم من أمر الله تعالى ما تعجز القوى والحواس عنه، عن ابن عمر أن النبي ﷺ قال :« » يوم يقوم الناس لرب العالمين « حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه »، وفي رواية لأحمد عن النبي ﷺ قال :« يوم يقوم الناس لرب العالمين، لعظمة الرحمن عزَّ وجلَّ يوم القيامة، حتى إن العرق ليلجم الرجال إلى أنصاف آذانهم » حديث آخر : وروى الإمام أحمد عن المقداد بن الأسود الكِنْدي قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين - قال - فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه إلى عقبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقوبه، ومنهم من يلجمه إلجاماً » حديث آخر : روى الإمام أحمد، عن عقبة بن عامر قال، سمعت رسول الله ﷺ يقول :« تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس، فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه، ومنه من يبلغ إلى نصف الساق، ومنهم من يبلغ ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنه من يبلغ الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ وسط فيه - وأشار بيده فألجمها فاه - رأيت رسول الله ﷺ يشير بيده هكذا - ومنهم من يغطيه عرقه »
2679
وضرب بيده، إشارة، وفي « سنن أبي داود » « أن رسول الله ﷺ كان يتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة »، وعن ابن مسعود : يقومون أربعين سنة رافعي رؤوسهم إلى السماء لا يكلمهم أحد قد ألجم العرق برهم وفاجرهم.
2680
يقول تعالى حقا :﴿ إِنَّ كِتَابَ الفجار لَفِي سِجِّينٍ ﴾ أي إن مصيرهم ومأواهم ﴿ لَفِي سِجِّينٍ ﴾ فعّيل من السجن، وهو الضيق كما يقال : فسّيق وخمّير وسكّير ونحو ذلك، ولهذا عظّم أمره فقاله تعالى :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾ ؟ أي هو أمر عظيم، وسجين مقيم، وعذاب أليم، ثم قال قائلون : هي تحت الأرض السابعة، وقد تقدم في حديث البراء بن عازب « يقول الله عزَّ وجلَّ في روح الكافر » اكتبوا كتابه في سجين « »، وقيل : بئر في جهنم، والصحيح أن سجيناً مأخوذ من السجن وهو الضيق، فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع، ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين، كما قال تعالى :﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات ﴾ [ التين : ٥-٦ ] وقال هاهنا :﴿ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفجار لَفِي سِجِّينٍ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾ وهو يجمع الضيق والسفول كما قال تعالى :﴿ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً ﴾ [ الفرقان : ١٣ ]، وقوله تعالى :﴿ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ﴾ ليس تفسيراً لقوله :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴾، وإ، ما هو تفسير لما كتاب لهم من المصير إلى سجين، أي مرقوم مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه أحد ولا ينقص منه أحد، ثم قال تعالى :﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ أي إذا صاروا يوم القيامة إلى ما أوعدهم الله من السجن والعذاب المهين، ﴿ وَيْلٌ ﴾ لهم والمراد من ذلك الهلاك والدمار كما يقال : ويل لفلان، ثم قال تعالى : مفسراً للمكذبين الفجّار الكفرة :﴿ الذين يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدين ﴾ أي لا يصدقون بقوعه، ولا يعتقدون كونه، ويستبعدون أمره، قال الله تعالى :﴿ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ أي معتد في أفعاله من تعاطي الحرام، والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله إن حدث كذب، وإن وعد أخلف وإن خاصم فجر.
وقوله تعالى :﴿ إِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأولين ﴾ أي إذا سمع كلام الله تعالى من الرسول يكذب به، ويظن به ظن السوء، فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل، كما قال تعالى :﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأولين ﴾ [ النحل : ٢٤ ]، وقال تعالى :﴿ وقالوا أَسَاطِيرُ الأولين اكتتبها فَهِيَ تملى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [ الفرقان : ٥ ] قال الله تعالى :﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ أي ليس الأمر كما زعموا، ولا كما قالوا : إن هذا القرآن أساطير الأولين، بل هو كلام الله ووحيه وتنزيله على رسوله ﷺ، وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به، وما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم، من كثرة الذنوب والخطايا، ولهذا قال تعالى :﴿ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ والرين يعتري قلوب الكافرين، والغَيْن للمقربين، وقد روى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال :
2681
« إن العبد إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب منها صقل قلبه، وإن زاد زادت، فذلك قوله تعالى :﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ » ولفظ النسائي :« إن العبد إذا أخطأ خطئية نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو الران الذي قال الله تعالى :﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ » وقال الحسن البصري : هو الذنب حتى يعمى القلب فيموت، وقوله تعالى :﴿ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ أي ثم هم يوم القيامة محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم، قال الإمام الشافعي : وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عزَّ وجلَّ يومئذٍ، وهذا الذي قاله في غاية الحسن، وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله تعالى :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [ القيامة : ٢٢-٢٣ ]، وكما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح المتواترة، في رؤية المؤمنين ربهم عزَّ وجلَّ في الكافرون، وينظر إليه المؤمنون كل يوم غدوة وعشية، وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الجحيم ﴾ أي ثم هم مع هذا الحرمان عن رؤية الرحمن، من أهل النيران، ﴿ ثُمَّ يُقَالُ هذا الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ أي يقال لهم ذلك، على وجه التقريع والتوبيخ، والتصغير والتحقير.
2682
يقول تعالى : حقاً إن كتاب الأبرار - وهم بخلاف الفجار - ﴿ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ أي مصيرهم إلى عليين وهو بخلاف سجين، روى الأعمش عن هلال بن يساف قال : سأل ابن عباس كعباً - وأنا حاضر - عن سجين؟ قال : هي الأرض السابعة وفيها أرواح الكفار، وسأله عن عليين؟ فقال : هي السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين، وقال ابن عباس :﴿ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ يعني الجنة، وفي رواية عنه : أعمالهم في السماء عند الله، وقال قتادة : عليون ساق العرش اليمنى، وقال غيره : عليون عند سدرة المنتهى، والظاهر أن عليين مأخوذ من العلو، وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع، ولهذا قال تعالى معظماً ومفخماً شأنه :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴾ ؟ ثم قال تعالى مؤكداً لما كتب لهم :﴿ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ المقربون ﴾ وهم الملائكة قال قتادة، وقال ابن عباس : يشهده من كل سماء مقربوها، ثم قال تعالى :﴿ إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ ﴾ أي يوم القيامة هم في نعيم مقيم، وجنات فيها فضل عميم ﴿ عَلَى الأرآئك ﴾ وهي السرر تحت الحجال ﴿ يَنظُرُونَ ﴾ قيل : معناه ينظرون في ملكهم، وما أعطاهم الله من الخير، والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد، وقيل : معناه :﴿ عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ ﴾ إلى الله عزَّ وجلَّ، كما تقدم في حديث ابن عمر :« إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله عزَّ وجلَّ في اليوم مرتين » وقوله تعالى :﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم ﴾ أي تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم ﴿ نَضْرَةَ النعيم ﴾ أي صفة الترافة والسرور، والدعة والرياسة، مما هم فيه من النعيم العظيم. وقوله تعالى :﴿ يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ ﴾ أي يسقون من خمر من الجنة، والرحيق من أسماء الخمر، وفي الحديث :« أيما مؤمن سقى مؤمناً شربة ماء على ضمإ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مؤمن كسا مؤمناً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة »، وقال ابن مسعود في قوله :﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ أي خلطه مسك، وقال ابن عياش : طيب الله لهم الخمر، فكان آخر شيء جعل فيها مسك ختم بمسك، وقال الحسن : عاقبته مسك، وقال ابن جرير، عن أبي الدرداء :﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ قال : شارب أبيض مثل الفضة يختمون به شرابهم، ولو أن رجلاً من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها، لم يبق ذو روح إلاّ وجد طيبها، وقال مجاهد :﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ﴾ طيبه مسك، وقوله تعالى :﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون ﴾ أي وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون، وليتباهى وليستبق إلى مثله المستبقون كقوله تعالى :﴿ لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العاملون ﴾ [ الصافات : ٦١ ]، وقوله تعالى :﴿ وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ أي مزاج هذا الرحيق الموصوف ﴿ مِن تَسْنِيمٍ ﴾ أي من شراب يقال له تسنيم، وهو أشرف شارب أهل الجنة وأعلاه، ولهذا قال :﴿ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا المقربون ﴾ أي يشربها المقربون صرفاً، وتمزج لأصحاب اليمين مزجاً.
يخبر تعالى عن المجرمين، أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين، أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم أي محتقرين لهم ﴿ وَإِذَا انقلبوا إلى أَهْلِهِمُ انقلبوا فَكِهِينَ ﴾ أي وإذا انقلب : أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين، أي مهما طلبوا وجدوا، ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم ﴿ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قالوا إِنَّ هؤلاء لَضَالُّونَ ﴾ أي لكونهم على غير دينهم، قال الله تعالى :﴿ وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴾ أي وما بعث هؤلاء المجرمون، حافظين على هؤلاء المؤمنين، ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم، ولا كلفوا بهم، فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم؟ كما قال تعالى :﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فاغفر لَنَا وارحمنا وَأَنتَ خَيْرُ الراحمين * فاتخذتموهم سِخْرِيّاً حتى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾ [ المؤمنون : ١٠٩-١١٠ ]، ولهذا قال ههنا :﴿ فاليوم ﴾ يعني يوم القيامة ﴿ الذين آمَنُواْ مِنَ الكفار يَضْحَكُونَ ﴾ أي في مقابلة ما ضحك بهم أولئك ﴿ عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ ﴾ أي إلى الله عزَّ وجلَّ، ينظرون إلى ربهم في دار كرامته، وقوله تعالى :﴿ هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ ؟ أي هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين، من الاستهزاء والسخرية أم لا؟ يعني قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكلمه.
Icon