تفسير سورة الدّخان

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الدخان من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
والآن وقد انتهينا من سورة ( الزخرف ) المكية ننتقل بعون الله إلى ( سورة الدخان ) المكية أيضا، وقد أطلق عليها هذا الاسم، أخذا من قوله تعالى، فيها :﴿ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ﴾،

وبمجرد الشروع فيها نجد أنفسنا أمام آيات كريمة تنوه بكتاب الله، وتصف " الليلة المباركة " التي أنزله الله فيها على قلب رسوله الصادق الأمين، وتلفت نظر الإنسانية جمعاء إلى أن كتاب الله إنما هو رحمة مرسلة من عند الله، أنزله لهداية البشر، والأخذ بيدهم لسلوك مسالك الرشاد والسداد، وذلك قوله تعالى :﴿ حم( ١ ) والكتاب المبين( ٢ ) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين( ٣ ) فيها يفرق كل أمر حكيم ( ٤ )أمرا من عندنا، إنا كنا مرسلين ( ٥ )رحمة من ربك، إنه هو السميع العليم( ٦ ) رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين( ٧ ) ﴾. ويتصل بنفس الموضوع قوله تعالى ( ١٨٥ : ٢ ) :﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ﴾، وقوله تعالى :( ١ : ٩٧ ) :﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر ﴾ فبمقتضى هذه الآيات الكريمة يتبين أن كتاب الله ابتدأ نزوله في شهر رمضان المبارك، الذي شرع صيامه ذكرى لنزول القرآن، وأن أول ليلة وقع بدأ نزوله فيها هي إحدى ليالي رمضان، وهي بالذات ( ليلة القدر ) التي هي عند الله خير من ألف شهر، وهذه الليلة هي التي نوه بها كتاب الله في فاتحة هذه السورة التي نحن بصدد تفسيرها، حيث وصفها بأنها ( ليلة مباركة )، لأن القرآن الذي ابتدأ نزوله فيها كان أكبر بركة أنعم الله بها على بني آدم، بما فتح لهم من آفاق جديدة في العلم والمعرفة، وما هداهم إليه من وجوه الإصلاح الروحي والمادي لمختلف مرافق الحياة، وما أتاح لهم من الوسائل الفعالة، لترميم صرح الحضارة المتداعي، وبعث الإنسانية من مرقدها الطويل.
وقوله تعالى :﴿ فيها يفرق كل أمر حكيم( ٤ ) أمرا من عندنا ﴾ إشارة إلى ما تولى كتاب الله الكريم بيانه من معالم الدين، وما شرعه من الأوامر والنواهي التي جعلها شرعة خالدة للمسلمين، ومنهاجا دائما للمؤمنين، فما من أمر أو نهي في كتاب الله إلا وهو يتضمن من الحكمة والرشاد، ما يضمن صلاح العباد ﴿ أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾( ٨ : ٩٥ ).
وقوله تعالى في وصف كتابه :﴿ رحمة من ربك ﴾ تعريف لعباده المؤمنين بأبرز خاصة من خواص كتابه الكريم، فلا يعرف في تاريخ البشرية أن كتابا غير القرآن ماثله- فضلا عن أن يفوقه- في الأخذ بيد الإنسان، وتحريره من سيطرة الأوهام ورق الأوثان، ودفع عجلة تقدمه ونهضته إلى أقصى حدود الإمكان، ويكفي لتقدير فضله الواسع، ومعرفة تأثيره العميق، إلقاء نظرة ولو بسيطة على تاريخ الأمم التي دخلت، بفضله، في عداد الأمم المتحضرة، والتي أصبح لها في ظله كيان وسلطان، والتي في إمكانها إذا عادت إلى حظيرته بعزيمة وإخلاص أن تستعيد مجدها وتفرض وجودها إلى آخر الزمان.
في بداية هذا الربع يضرب الله الأمثال لمشركي قريش بما وقع للأمم السابقة من قبلهم، فيتحدث كتاب الله عن الكارثة التي نزلت بفرعون وقومه، جزاء تحديه للرسالة الإلهية التي برزت على يد موسى الكليم، ومحاربته لها مع الملأ من قومه بجميع وسائل التمويه والتهريج والتعذيب، ومجاراة عامة قومه له ضد الحق المبين، ﴿ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾ ( ٥٤ : ٤٣ ). وقد نعى كتاب الله ما خلفوه وراءهم من بساتين ناضرة، وزروع مثمرة، ومياه جارية، وقصور عالية :﴿ كم تركوا من جنات وعيون( ٢٥ ) وزروع ومقام كريم( ٢٦ ) ونعمة كانوا فيها فاكهين( ٢٧ ) كذلك وأورثناها قوما –آخرين( ٢٨ ) ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:في بداية هذا الربع يضرب الله الأمثال لمشركي قريش بما وقع للأمم السابقة من قبلهم، فيتحدث كتاب الله عن الكارثة التي نزلت بفرعون وقومه، جزاء تحديه للرسالة الإلهية التي برزت على يد موسى الكليم، ومحاربته لها مع الملأ من قومه بجميع وسائل التمويه والتهريج والتعذيب، ومجاراة عامة قومه له ضد الحق المبين، ﴿ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾ ( ٥٤ : ٤٣ ). وقد نعى كتاب الله ما خلفوه وراءهم من بساتين ناضرة، وزروع مثمرة، ومياه جارية، وقصور عالية :﴿ كم تركوا من جنات وعيون( ٢٥ ) وزروع ومقام كريم( ٢٦ ) ونعمة كانوا فيها فاكهين( ٢٧ ) كذلك وأورثناها قوما –آخرين( ٢٨ ) ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:في بداية هذا الربع يضرب الله الأمثال لمشركي قريش بما وقع للأمم السابقة من قبلهم، فيتحدث كتاب الله عن الكارثة التي نزلت بفرعون وقومه، جزاء تحديه للرسالة الإلهية التي برزت على يد موسى الكليم، ومحاربته لها مع الملأ من قومه بجميع وسائل التمويه والتهريج والتعذيب، ومجاراة عامة قومه له ضد الحق المبين، ﴿ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾ ( ٥٤ : ٤٣ ). وقد نعى كتاب الله ما خلفوه وراءهم من بساتين ناضرة، وزروع مثمرة، ومياه جارية، وقصور عالية :﴿ كم تركوا من جنات وعيون( ٢٥ ) وزروع ومقام كريم( ٢٦ ) ونعمة كانوا فيها فاكهين( ٢٧ ) كذلك وأورثناها قوما –آخرين( ٢٨ ) ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:في بداية هذا الربع يضرب الله الأمثال لمشركي قريش بما وقع للأمم السابقة من قبلهم، فيتحدث كتاب الله عن الكارثة التي نزلت بفرعون وقومه، جزاء تحديه للرسالة الإلهية التي برزت على يد موسى الكليم، ومحاربته لها مع الملأ من قومه بجميع وسائل التمويه والتهريج والتعذيب، ومجاراة عامة قومه له ضد الحق المبين، ﴿ فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ﴾ ( ٥٤ : ٤٣ ). وقد نعى كتاب الله ما خلفوه وراءهم من بساتين ناضرة، وزروع مثمرة، ومياه جارية، وقصور عالية :﴿ كم تركوا من جنات وعيون( ٢٥ ) وزروع ومقام كريم( ٢٦ ) ونعمة كانوا فيها فاكهين( ٢٧ ) كذلك وأورثناها قوما –آخرين( ٢٨ ) ﴾.
الربع الثالث من الحزب الخمسين في المصحف الكريم
وبين كتاب الله هوان فرعون وقومه على الله وعلى الناس أجمعين، حتى أنه لم يأبه أحد لنكبتهم، ولم تبك عين على ما أصابهم فجأة من العقاب والعذاب، إذ لم يتركوا وراءهم أي عمل صالح، أو ذكرى طيبة يذكرهم بها أهل الأرض أو أهل السماء :﴿ فما بكت عليهم السماء والأرض، وما كانوا منظرين( ٢٩ ) ﴾، قال قتادة :( كانوا أهون على الله عز وجل من أن تبكي عليهم السماء والأرض )، وقد سئل أحد أئمة التفسير الأولين :( أتبكي الأرض والسماء ؟ فقال : أتعجب ؟ وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود ؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي كدوي النحل ؟ ).
وأشارت نفس الآيات الكريمة إلى بعض الأسباب التي أوجبت غضب الله على فرعون وقومه، فهذا عذاب مهين كان يعذب به الذين آمنوا بموسى من بني إسرائيل، ظلما وعدوانا، وهذا إسراف بالغ كان لا يفتر عنه في اللذات والشهوات، وهذا استعلاء وكبرياء كان يتحدى بهما قدرة الله المطلقة، وسطوته البالغة، ﴿ إنه كان عاليا من المسرفين( ٣١ ) ﴾، ﴿ إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إنه كان من المفسدين ﴾ ( ٤ : ٢٨ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٠:وأشارت نفس الآيات الكريمة إلى بعض الأسباب التي أوجبت غضب الله على فرعون وقومه، فهذا عذاب مهين كان يعذب به الذين آمنوا بموسى من بني إسرائيل، ظلما وعدوانا، وهذا إسراف بالغ كان لا يفتر عنه في اللذات والشهوات، وهذا استعلاء وكبرياء كان يتحدى بهما قدرة الله المطلقة، وسطوته البالغة، ﴿ إنه كان عاليا من المسرفين( ٣١ ) ﴾، ﴿ إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إنه كان من المفسدين ﴾ ( ٤ : ٢٨ ).
وتناولت الآيات في هذا السياق ما يدخره الحق سبحانه وتعالى للمعذبين في الأرض المغلوبين على أمرهم، من النجاة والفوز والنصر، في نهاية الأمر، وهذا تثبيت للمسلمين الأول، الذين كانوا يتحملون من مشركي مكة أنواع الأذى وصنوف الإساءات، فتحدث كتاب الله ضاربا لهم المثل بنجاة بني إسرائيل من عذاب فرعون، وخروجهم من قبضته، واختيارهم على غيرهم من أهل زمانهم لحمل الأمانة، بقيادة موسى الكليم عليه السلام، إذ إنهم كانوا وقتئذ أفضل معاصريهم وأولاهم بحمل الأمانة، رغما عما يعلمه الحق سبحانه وتعالى فيهم من وجوه النقص المتعددة، التي كان يعالجها بالتهذيب والتشذيب موسى وأخوه هارون ومن جاء بعدهما، وذلك قوله تعالى :﴿ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين( ٣٠ ) ﴾، وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم -على علم- على العالمين، وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين( ٣٣ ) ﴾، أي : آتيناهم من الحجج والبراهين وخوارق العادات ما فيه اختيار ظاهر، وامتحان جلي، لمن اهتدى به وكان من المهتدين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:وتناولت الآيات في هذا السياق ما يدخره الحق سبحانه وتعالى للمعذبين في الأرض المغلوبين على أمرهم، من النجاة والفوز والنصر، في نهاية الأمر، وهذا تثبيت للمسلمين الأول، الذين كانوا يتحملون من مشركي مكة أنواع الأذى وصنوف الإساءات، فتحدث كتاب الله ضاربا لهم المثل بنجاة بني إسرائيل من عذاب فرعون، وخروجهم من قبضته، واختيارهم على غيرهم من أهل زمانهم لحمل الأمانة، بقيادة موسى الكليم عليه السلام، إذ إنهم كانوا وقتئذ أفضل معاصريهم وأولاهم بحمل الأمانة، رغما عما يعلمه الحق سبحانه وتعالى فيهم من وجوه النقص المتعددة، التي كان يعالجها بالتهذيب والتشذيب موسى وأخوه هارون ومن جاء بعدهما، وذلك قوله تعالى :﴿ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين( ٣٠ ) ﴾، وقوله تعالى :﴿ ولقد اخترناهم -على علم- على العالمين، وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين( ٣٣ ) ﴾، أي : آتيناهم من الحجج والبراهين وخوارق العادات ما فيه اختيار ظاهر، وامتحان جلي، لمن اهتدى به وكان من المهتدين.
وبعدما تحدث كتاب الله عن إنكار مشركي قريش لعقيدة ( البعث ) الأساسية في الدين، وعن ادعائهم أنه لا نشر ولا بعث بعد الموت، وعن مطالبتهم للرسول عليه السلام ببعث آبائهم من القبور فورا، وإرجاعهم إلى الحياة الدنيا، حتى يذعنوا ويؤمنوا بالبعث المنتظر يوم القيامة، تساءل كتاب الله هل مشركو قريش خير عند الله من قوم ( تبع ) الذين أهلكهم وأهلك من قبلهم بشركهم وإجرامهم، وكأنه يقول : إن المصير الذي انتهى إليه قوم تبع، ومن ماثلهم من الأقوام المنحرفة عن الحق، سيكون هو نفس المصير الذي يؤول إليه أمر مشركي قريش، وذلك قوله تعالى مشيرا إليهم :﴿ إن هؤلاء ليقولون( ٣٤ ) إن هي إلا موتتنا الأولى، وما نحن بمنشرين( ٣٥ ) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين( ٣٦ ) أهم خير أم قوم تبع، والذين من قبلهم أهلكناهم، إنهم كانوا مجرمين( ٣٧ ) ﴾.
وفي تفسير ابن كثير :( إن قوم تبع هم ( سبأ ) أهلكهم الله فخرب بلادهم، وشردهم، ومزقهم كل ممزق، وقد كانوا عربا من قحطان، كما أن هؤلاء المشركين عرب من عدنان، وقد كانت حمير- وهم سبأ- كلما ملك فيهم رجل سموه ( تبعا ) كما كان يقال ( كسرى ) لمن ملك الفرس، و( قيصر ) لمن ملك الروم، و( فرعون ) لمن ملك مصر، و( النجاشي ) لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس )، قال قتادة : " ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع : إنه نُعت نعت الرجل الصالح، فقد ذم الله تعالى قومه، ولم يذمه، قال : وكانت عائشة رضي الله عنها تقول :( لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا )، ثم قال ابن كثير :( وحج تبع البيت الحرام في زمن الجرهميين، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبير، ونحر عنده ستة آلاف بدنة، وعظمه وأكرمه، ثم عاد إلى اليمن وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٤:وبعدما تحدث كتاب الله عن إنكار مشركي قريش لعقيدة ( البعث ) الأساسية في الدين، وعن ادعائهم أنه لا نشر ولا بعث بعد الموت، وعن مطالبتهم للرسول عليه السلام ببعث آبائهم من القبور فورا، وإرجاعهم إلى الحياة الدنيا، حتى يذعنوا ويؤمنوا بالبعث المنتظر يوم القيامة، تساءل كتاب الله هل مشركو قريش خير عند الله من قوم ( تبع ) الذين أهلكهم وأهلك من قبلهم بشركهم وإجرامهم، وكأنه يقول : إن المصير الذي انتهى إليه قوم تبع، ومن ماثلهم من الأقوام المنحرفة عن الحق، سيكون هو نفس المصير الذي يؤول إليه أمر مشركي قريش، وذلك قوله تعالى مشيرا إليهم :﴿ إن هؤلاء ليقولون( ٣٤ ) إن هي إلا موتتنا الأولى، وما نحن بمنشرين( ٣٥ ) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين( ٣٦ ) أهم خير أم قوم تبع، والذين من قبلهم أهلكناهم، إنهم كانوا مجرمين( ٣٧ ) ﴾.
وفي تفسير ابن كثير :( إن قوم تبع هم ( سبأ ) أهلكهم الله فخرب بلادهم، وشردهم، ومزقهم كل ممزق، وقد كانوا عربا من قحطان، كما أن هؤلاء المشركين عرب من عدنان، وقد كانت حمير- وهم سبأ- كلما ملك فيهم رجل سموه ( تبعا ) كما كان يقال ( كسرى ) لمن ملك الفرس، و( قيصر ) لمن ملك الروم، و( فرعون ) لمن ملك مصر، و( النجاشي ) لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس )، قال قتادة :" ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع : إنه نُعت نعت الرجل الصالح، فقد ذم الله تعالى قومه، ولم يذمه، قال : وكانت عائشة رضي الله عنها تقول :( لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا )، ثم قال ابن كثير :( وحج تبع البيت الحرام في زمن الجرهميين، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبير، ونحر عنده ستة آلاف بدنة، وعظمه وأكرمه، ثم عاد إلى اليمن وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة ).

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٤:وبعدما تحدث كتاب الله عن إنكار مشركي قريش لعقيدة ( البعث ) الأساسية في الدين، وعن ادعائهم أنه لا نشر ولا بعث بعد الموت، وعن مطالبتهم للرسول عليه السلام ببعث آبائهم من القبور فورا، وإرجاعهم إلى الحياة الدنيا، حتى يذعنوا ويؤمنوا بالبعث المنتظر يوم القيامة، تساءل كتاب الله هل مشركو قريش خير عند الله من قوم ( تبع ) الذين أهلكهم وأهلك من قبلهم بشركهم وإجرامهم، وكأنه يقول : إن المصير الذي انتهى إليه قوم تبع، ومن ماثلهم من الأقوام المنحرفة عن الحق، سيكون هو نفس المصير الذي يؤول إليه أمر مشركي قريش، وذلك قوله تعالى مشيرا إليهم :﴿ إن هؤلاء ليقولون( ٣٤ ) إن هي إلا موتتنا الأولى، وما نحن بمنشرين( ٣٥ ) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين( ٣٦ ) أهم خير أم قوم تبع، والذين من قبلهم أهلكناهم، إنهم كانوا مجرمين( ٣٧ ) ﴾.
وفي تفسير ابن كثير :( إن قوم تبع هم ( سبأ ) أهلكهم الله فخرب بلادهم، وشردهم، ومزقهم كل ممزق، وقد كانوا عربا من قحطان، كما أن هؤلاء المشركين عرب من عدنان، وقد كانت حمير- وهم سبأ- كلما ملك فيهم رجل سموه ( تبعا ) كما كان يقال ( كسرى ) لمن ملك الفرس، و( قيصر ) لمن ملك الروم، و( فرعون ) لمن ملك مصر، و( النجاشي ) لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس )، قال قتادة :" ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع : إنه نُعت نعت الرجل الصالح، فقد ذم الله تعالى قومه، ولم يذمه، قال : وكانت عائشة رضي الله عنها تقول :( لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا )، ثم قال ابن كثير :( وحج تبع البيت الحرام في زمن الجرهميين، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبير، ونحر عنده ستة آلاف بدنة، وعظمه وأكرمه، ثم عاد إلى اليمن وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة ).

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٤:وبعدما تحدث كتاب الله عن إنكار مشركي قريش لعقيدة ( البعث ) الأساسية في الدين، وعن ادعائهم أنه لا نشر ولا بعث بعد الموت، وعن مطالبتهم للرسول عليه السلام ببعث آبائهم من القبور فورا، وإرجاعهم إلى الحياة الدنيا، حتى يذعنوا ويؤمنوا بالبعث المنتظر يوم القيامة، تساءل كتاب الله هل مشركو قريش خير عند الله من قوم ( تبع ) الذين أهلكهم وأهلك من قبلهم بشركهم وإجرامهم، وكأنه يقول : إن المصير الذي انتهى إليه قوم تبع، ومن ماثلهم من الأقوام المنحرفة عن الحق، سيكون هو نفس المصير الذي يؤول إليه أمر مشركي قريش، وذلك قوله تعالى مشيرا إليهم :﴿ إن هؤلاء ليقولون( ٣٤ ) إن هي إلا موتتنا الأولى، وما نحن بمنشرين( ٣٥ ) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين( ٣٦ ) أهم خير أم قوم تبع، والذين من قبلهم أهلكناهم، إنهم كانوا مجرمين( ٣٧ ) ﴾.
وفي تفسير ابن كثير :( إن قوم تبع هم ( سبأ ) أهلكهم الله فخرب بلادهم، وشردهم، ومزقهم كل ممزق، وقد كانوا عربا من قحطان، كما أن هؤلاء المشركين عرب من عدنان، وقد كانت حمير- وهم سبأ- كلما ملك فيهم رجل سموه ( تبعا ) كما كان يقال ( كسرى ) لمن ملك الفرس، و( قيصر ) لمن ملك الروم، و( فرعون ) لمن ملك مصر، و( النجاشي ) لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس )، قال قتادة :" ذكر لنا أن كعبا كان يقول في تبع : إنه نُعت نعت الرجل الصالح، فقد ذم الله تعالى قومه، ولم يذمه، قال : وكانت عائشة رضي الله عنها تقول :( لا تسبوا تبعا فإنه قد كان رجلا صالحا )، ثم قال ابن كثير :( وحج تبع البيت الحرام في زمن الجرهميين، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبير، ونحر عنده ستة آلاف بدنة، وعظمه وأكرمه، ثم عاد إلى اليمن وقد ساق قصته بطولها الحافظ ابن عساكر من طرق متعددة ).

وانتقل كتاب الله إلى تأكيد حقيقة إسلامية طالما قررها وأكدها لترسخ في الأذهان، ألا وهي أن الله تعالى لم يخلق هذا الكون عبثا ولا لعبا، وإنما خلقه لحكمة سامية اقتضت خلقه، ولأمر عظيم أراده من وراء إبداعه، وهذه الحكمة السامية وهذا الأمر العظيم ينبغي أن يحاول الإنسان فهمهما، والإلمام بهما، إذ عن طريق هذا الفهم وهذا الإيمان يدرك الإنسان ما لخالق الكون من جلال وجمال بارزين في خلقه، ويدرك السر الذي اقتضى خلق الإنسان، وترشيحه للخلافة عن الله في هذا الكون، فمن لم يعرف الغاية من خلق الكون عموما لم يدرك الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، الذي هو جزء لا يتجزأ من هذا الكون، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين( ٣٨ ) ما خلقناهما إلا بالحق، ولكن أكثرهم لا يعلمون( ٣٩ ) إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين( ٤٠ ) ﴾، على غرار قوله تعالى ( ٢٧ : ٣٨ ) :﴿ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار ﴾، وقوله تعالى ( ١١٥ : ٢٣ ) :﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:وانتقل كتاب الله إلى تأكيد حقيقة إسلامية طالما قررها وأكدها لترسخ في الأذهان، ألا وهي أن الله تعالى لم يخلق هذا الكون عبثا ولا لعبا، وإنما خلقه لحكمة سامية اقتضت خلقه، ولأمر عظيم أراده من وراء إبداعه، وهذه الحكمة السامية وهذا الأمر العظيم ينبغي أن يحاول الإنسان فهمهما، والإلمام بهما، إذ عن طريق هذا الفهم وهذا الإيمان يدرك الإنسان ما لخالق الكون من جلال وجمال بارزين في خلقه، ويدرك السر الذي اقتضى خلق الإنسان، وترشيحه للخلافة عن الله في هذا الكون، فمن لم يعرف الغاية من خلق الكون عموما لم يدرك الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، الذي هو جزء لا يتجزأ من هذا الكون، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين( ٣٨ ) ما خلقناهما إلا بالحق، ولكن أكثرهم لا يعلمون( ٣٩ ) إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين( ٤٠ ) ﴾، على غرار قوله تعالى ( ٢٧ : ٣٨ ) :﴿ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار ﴾، وقوله تعالى ( ١١٥ : ٢٣ ) :﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:وانتقل كتاب الله إلى تأكيد حقيقة إسلامية طالما قررها وأكدها لترسخ في الأذهان، ألا وهي أن الله تعالى لم يخلق هذا الكون عبثا ولا لعبا، وإنما خلقه لحكمة سامية اقتضت خلقه، ولأمر عظيم أراده من وراء إبداعه، وهذه الحكمة السامية وهذا الأمر العظيم ينبغي أن يحاول الإنسان فهمهما، والإلمام بهما، إذ عن طريق هذا الفهم وهذا الإيمان يدرك الإنسان ما لخالق الكون من جلال وجمال بارزين في خلقه، ويدرك السر الذي اقتضى خلق الإنسان، وترشيحه للخلافة عن الله في هذا الكون، فمن لم يعرف الغاية من خلق الكون عموما لم يدرك الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، الذي هو جزء لا يتجزأ من هذا الكون، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين( ٣٨ ) ما خلقناهما إلا بالحق، ولكن أكثرهم لا يعلمون( ٣٩ ) إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين( ٤٠ ) ﴾، على غرار قوله تعالى ( ٢٧ : ٣٨ ) :﴿ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار ﴾، وقوله تعالى ( ١١٥ : ٢٣ ) :﴿ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، فتعالى الله الملك الحق ﴾.
ومضى كتاب الله يصف أهوال الجحيم، التي تنتظر أعداء الحق من المشركين والكافرين، كما يصف مسرات دار النعيم، التي تنتظر أهل الحق من المؤمنين المتقين، ﴿ لا يذوقون فيها الموت، إلا الموتة الأولى، ووقاهم عذاب الجحيم( ٥٦ ) فضلا من ربك، ذلك هو الفوز العظيم( ٥٧ ) ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٦:ومضى كتاب الله يصف أهوال الجحيم، التي تنتظر أعداء الحق من المشركين والكافرين، كما يصف مسرات دار النعيم، التي تنتظر أهل الحق من المؤمنين المتقين، ﴿ لا يذوقون فيها الموت، إلا الموتة الأولى، ووقاهم عذاب الجحيم( ٥٦ ) فضلا من ربك، ذلك هو الفوز العظيم( ٥٧ ) ﴾.
Icon