تفسير سورة المرسلات

الوجيز للواحدي
تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي خمسون آية ﴿ والمرسلات عرفا ﴾ أي الرياح التي أرسلت متتابعة كعرف الفرس

﴿والمرسلات عرفاً﴾ أي: الرِّياح التي أُرسلت مُتتابعةً كعُرْف الفرس
﴿فالعاصفات عصفاً﴾ أي: الرِّياح الشَّديدة الهبوب
﴿والناشرات نشراً﴾ الرِّياح التي تأتي بالمطر
﴿فالفارقات فرقاً﴾ يعني: آي القرآن فرَّقت بين الحلال والحرام
﴿فالملقيات ذكراً﴾ أي: الملائكة التي تنزل بالوحي
﴿عذراً أو نذراً﴾ للإِعذار والإِنذار من الله تعالى
﴿إنما توعدون﴾ من البعث والثَّواب العقاب ﴿لواقع﴾
﴿فإذا النجوم طمست﴾ مُحي نورها
﴿وإذا السماء فُرِجَتْ﴾ شُقَّت
﴿وإذا الجبال نسفت﴾ قُلعت من أماكنها فأُذهبت بسرعةٍ
﴿وإذا الرسل أقتت﴾ جُمعت لوقتٍ وهو يوم القيامة
﴿لأي يوم أجلت﴾ أخرجت وأُمهلت
﴿ليوم الفصل﴾ القضاء بين النَّاس
﴿وما أدراك ما يوم الفصل﴾ على التَّعظيم لذلك اليوم ﴿ويلٌ يومئذٍ للمكذبين﴾
﴿ويلٌ يومئذٍ للمكذبين﴾
﴿ألم نهلك الأولين﴾ من الأمم المكذِّبة
﴿ثم نتبعهم الآخرين﴾ ممَّن سلكوا سبيلهم في الكفر والتَّكذيب
﴿كذلك﴾ مثل الذي فعلنا بهم ﴿نفعل بالمجرمين﴾ بالمُكذِّبين من قومك
﴿ويلٌ يومئذٍ للمكذبين﴾
﴿ألم نخلقكم من ماء مهين﴾ أي: النُّطفة
﴿فجعلناه في قرار مكين﴾ أي: الرَّحم
﴿إلى قدر معلوم﴾ وهو وقت الولادة
﴿فقدرنا﴾ أَيْ: قدَّرنا وقت الولادة ﴿فنعم القادرون﴾ فنعم المُقدِّرون نحن وقُرئت بالتَّشديد والتَّخفيف لغتان بمعنى واحدٍ
﴿ويلٌ يومئذٍ للمكذبين﴾
﴿ألم نجعل الأرض كفاتاً﴾ وعاءً وقيل: ذات كفات أَيْ: ضمٍّ وجمعٍ تَكْفِتُ الخلق أحياءً على ظهرها وأمواتاً في بطنها
﴿أحياء وأمواتا﴾
﴿وجعلنا فيها رواسي﴾ جبالاً ثوابت ﴿شامخات﴾ مرتفعاتٍ ﴿وأسقيناكم ماء فراتا﴾ عذابا
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾ ويُقال لهم ذلك اليوم
﴿انطلقوا﴾ اذهبوا ﴿إلى ما كنتم به تكذبون﴾ في الدنُّيا
﴿انطلقوا إلى ظل﴾ إلى دُخان جهنَّم ﴿ذي ثلاث شعب﴾ إذا ارتفع انْشَعَبَ ثلاث شُعَبٍ فيقف على رؤوس الكافرين
﴿لا ظليل﴾ بارد ﴿ولا يغني من اللهب﴾ ولا يدفع من لهب النَّار شيئاً
﴿إنها ترمي بشرر﴾ وهو ما يتطاير من النَّار ﴿كالقصر﴾ من البناء في العظم
﴿كأنه جمالة﴾ جمع جمالٍ ﴿صفر﴾ سود
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
﴿هذا يوم لا ينطقون﴾
﴿ولا يؤذن لهم فيعتذرون﴾ يعني: في بعض ساعات ذلك اليوم يُؤمرون بالسُّكوت
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
﴿هذا يوم الفصل﴾ بين أهل الجنَّة والنَّار ﴿جمعناكم والأولين﴾
﴿فإن كان لكم كيدٌ فكيدون﴾ إنْ كان عندكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
﴿إن المتقين في ظلال وعيون﴾
﴿وفواكه مما يشتهون﴾
﴿كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون﴾
﴿إنا كذلك نجزي المحسنين﴾
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
﴿كلوا وتمتعوا﴾ في الدُّنيا ﴿قليلاً إنكم مجرمون﴾ مشركون
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
﴿وإذا قيل لهم اركعوا﴾ صلُّوا ﴿لا يركعون﴾ لا يصلون
﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾
﴿فبأيّ حديث بعده﴾ بعد القرآن الذين آتاهم فيه البيان ﴿يؤمنون﴾ إذا لم يؤمنوا به
Icon